دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ...
|
قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
أيتها العرافة المقدَّسةْ .. جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ. أسأل يا زرقاءْ .. عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء.. فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة ! عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !! أسأل يا زرقاء .. عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ ! عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟ كيف حملتُ العار.. ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ ! ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ ! تكلَّمي أيتها النبية المقدسة تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان .. تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها ! تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران ! ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها .. ولا احتمائي في سحائب الدخان ! .. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة ( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة .. رطَّب باسمك الشفاه اليابسة .. وارتخت العينان !) فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟ والضحكةُ الطروب : ضحكته.. والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟ * * * أيتها النبية المقدسة .. لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً .. لكي أنال فضلة الأمانْ قيل ليَ "اخرسْ .." فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان ! ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان أجتزُّ صوفَها .. أردُّ نوقها .. أنام في حظائر النسيان طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة . وها أنا في ساعة الطعانْ ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ دُعيت للميدان ! أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن .. أنا الذي لا حولَ لي أو شأن .. أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ، أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة !! تكلمي أيتها النبية المقدسة تكلمي .. تكلمي .. فها أنا على التراب سائلً دمي وهو ظمئً .. يطلب المزيدا . أسائل الصمتَ الذي يخنقني : " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! " أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!" فمن تُرى يصدُقْني ؟ أسائل الركَّع والسجودا أسائل القيودا : " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! " " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! " أيتها العَّرافة المقدسة .. ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟ قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ .. فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار ! قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار .. فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار ! وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا .. والتمسوا النجاةَ والفرار ! ونحن جرحى القلبِ ، جرحى الروحِ والفم . لم يبق إلا الموتُ .. والحطامُ .. والدمارْ .. وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ، وفي ثياب العارْ مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة ! ها أنت يا زرقاءْ وحيدةٌ ... عمياءْ ! وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ ! فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها. في أعين الرجال والنساءْ !؟ وأنت يا زرقاء .. وحيدة .. عمياء ! وحيدة .. عمياء !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات
-1-
قلت لكم مرارا إن الطوابير التي تمر.. في استعراض عيد الفطر والجلاء (فتهتف النساء في النوافذ انبهارا) لا تصنع انتصارا. إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء. إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء: لا تقتل الأعداء لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا تقتلنا، وتقتل الصغارا !
-2- قلت لكم في السنة البعيدة عن خطر الجندي عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة يحرس من يمنحه راتبه الشهري وزيه الرسمي ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء والقعقعة الشديدة لكنه.. إن يحن الموت.. فداء الوطن المقهور والعقيدة: فر من الميدان وحاصر السلطان واغتصب الكرسي وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة!
-3- قلت لكم كثيراً إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة فليسكنوا الخنادقَ الحصينة (متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا) لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة: يدخلها.. حسيرا يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل.. وحكمة الأب الرزينة.. مع المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر.. في السوق.. وفى مجالس الشورى * * * قلت لكم.. لكنكم.. لم تسمعوا هذا العبث ففاضت النار على المخيمات وفاضت.. الجثث! وفاضت الخوذات والمدرعات.
سبتمبر 1970
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس
بكائيات (الإصحاح الأول) عائدون؛ وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة) يتقلب في الجب،! أجمل إخوتهم.. لا يعود! وعجوز هي القدس (يشتعل الرأس شيبا) تشم القميص. فتبيض أعينها بالبكاء ، ولا تخلع الثوب حتى يجئ لها نبأ عن فتاها البعيد أرض كنعان - إن لم تكن أنت فيها - مراع من الشوك! يورثها الله من شاء من أمم، فالذي يحرس الأرض ليس الصيارف، إن الذي يحرس الأرض رب الجنود! آه من في غد سوف يرفع هامته؟ غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟! ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء - سوى الجبناء؟ ومن سوف يغوى الأرامل؟ إلا الذي سيؤول إليه خراج المدينة!!؟
(الإصحاح الثاني)
أرشق في الحائط حد المطواة والموت يهب من الصحف الملقاة أتجزأ في المرآة.. يصفعني وجهي المتخفي خلف قناع النفط "من يجرؤ أن يضع الجرس الأول.. في عنق القط؟"
(الإصحاح الثالث)
منظر جانبي لفيروز (وهى تطل على البحر من شرفة الفجر) لبنان فوق الخريطة: منظر جانبي لفيروز،.. والبندقية تدخل كل بيوت (الجنوب) مطر النار يهطل، يثقب قلباً.. فقلبا ويترك فوق الخريطة ثقباً.. فثقباً.. وفيروز في أغنيات الرعاة البسيطة تستعيد المراثي لمن سقطوا في الحروب تستعيد.. الجنوب!
(الإصحاح الرابع)
البسمة حلم والشمس هي الدينار الزائف في طبق اليوم (من يمسح عنى عرقي.. في هذا اليوم الصائف؟) والظل الخائف.. يتمدد من تحتي؛ يفصل بين الأرض.. وبيني! وتضاءلت كحرف مات بأرض الخوف (حاء.. باء) (حاء.. راء.. ياء.. هاء) الحرف: السيف مازلت أرود بلاد اللون الداكن أبحث عنه بين الأحياء الموتى والموتى الأحياء حتى يرتد النبض إلى القلب الساكن لكن..!! (الإصحاح الخامس)
منظر جانبي لعمان عام البكاء والحوائط مرشوشة ببقايا دم لعقته الكلاب ونهود الصبايا مصابيح مطفأة.. فوق أعمدة الكهرباء.. منظر جانبي لعمان؛ والحرس الملكى يفتش ثوب الخلفية وهى يسير إلى "إيلياء" وتغيب البيوت وراء الدخان وتغيب عيون الضحايا وراء النجوم الصغيرة في العلم الأجنبي، ويعلو وراء نوافذ "بسمان" عزف البيان! (الإصحاح السادس) اشترى في المساء قهوة، وشطيرة. واشترى شمعتين. وغدارة؛ وذخيرة. وزجاجة ماء! … … …
عندما أطلق النار كانت يد القدس فوق الزناد (ويد الله تخلع عن جسد القدس ثوب الحداد) ليس من أجل أن يتفجر نفط الجزيرة ليس من أجل أن يتفاوض من يتفاوض.. من حول مائدة مستديرة. ليس من أجل أن يأكل السادة الكستناء. (الإصحاح السابع) ليغفر الرصاص من ذنبك ما تأخر! ليغفر الرصاص.. يا كيسنجر!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
سفر التكوين
الإصحاح الأول)
في البدء كنت رجلا.. وامرأة.. وشجرة. كنتُ أباً وابنا.. وروحاً قدُسا. كنتُ الصباحَ.. والمسا.. والحدقة الثابتة المدورة. … … … وكان عرشي حجراً على ضفاف النهر وكانت الشياه.. ترعى، وكان النحلُ حول الزهرُ.. يطنُّ والإوزُّ يطفو في بحيرة السكون، والحياة.. تنبضُ - كالطاحونة البعيدة! حين رأيت أن كل ما أراه لا ينقذُ القلبَ من الملل! * * *
(مبارزاتُ الديكة كانت هي التسلية الوحيدة في جلستي الوحيدة بين غصون الشجر المشتبكة! ) (الإصحاح الثاني)
قلتُ لنفسي لو نزلت الماء.. واغتسلت.. لانقسمت! (لو انقسمت.. لازدوجت.. وابتسمتْ) وبعدما استحممت.. تناسجَ الزهرُ وشاحاً من مرارة الشفاهْ لففتُ فيه جسدي المصطكّ. (وكان عرشي طافيا.. كالفلك) ورف عصفور على رأسي؛ وحط ينفض البلل. حدقت في قرارة المياه.. حدقت؛ كان ما أراه.. وجهي.. مكللا بتاج الشوك
(الإصحاح الثالث)
قلتُ: فليكن الحبُ في الأرض، لكنه لم يكن! قلتُ: فليذهب النهرُ في البحرُ، والبحر في السحبِ، والسحب في الجدبِ، والجدبُ في الخصبِ، ينبت خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية الأرض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
لا تصالح
(1 ) لا تصالحْ! ..ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
(2) لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك! (3) لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟! (4) لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف (5) لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.." عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ التراب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين.. إلى أن تردَّ عليك العظام! (6) لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع: قليلاً من الحق.. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة! (7) لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ. لم أكن غازيًا، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه"! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ! فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ! وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ فرأيتُ: ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ ( لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة: الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة! (9) لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك.. المسوخ! (10) لا تصالحْ لا تصالحْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
يتبدل رسمك وأسمك..لكن جوهرك الفرد لايتحول..الصمت وشمك..والصمت وسمك والصمت ..حيث إلتفت..يرين ويسمك ..والصمت بين خطوط يديك المشبكتين المصمغتين يلف الفراشه والعنكبوت . . . . . . عم صباحا أيها الصقر المجنح عم صباحا سنة تمضي ..وأخرى سوف تأتي فمتى يقبل موتي قبل أن أصبح مثل الصقر صقرا مستباحا . . .. . . . زهور
وسلال من الورد ألمحها بين إغفاءة وإفاقه وعلى كل باقة ..إسم حاملها في بطاقه تتحدث لي الزهرات الجميلة أن أعينها اتسعت دهشة لحظة القطف لحظة القصف لحظة إعدامها في الخميله!! تتحدث لي... أنها سقطت من عرشها في البساتين ثم أفاقت على عرضها في الدكاكين أو بين يدي المنادين حتى اشترتها اليد المتفضلة العابره تتحدث لي كيف جائت إلي وأحزانها الملكية ترفع أعناقها الخضر كي تتمنى لي العمر وهي تجود بأنفاسها الأخيره كل باقه بين إغماءة وإفاقه تتنفس مثلي ..بالكاد..ثانية ..ثانيه وعلى صدرها حملت راضيه إسم قاتلها في بطاقه
. . . . . أبو آمنه ..
لكم التحايا ..ومترف الشكر ..هذا بعض مالدي لأمل دنقل ...بحثت على مقتل القمر ولازلت أبحث ..ياريت ألقاها عندكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: asaay)
|
ومضة assay
أبحث عن مقابلة خاصة مع ابن نوح ...
هل اجدها عندك لا أظن... لا اجد عندي مقتل القمر هيا بنا نبحث عنهما معا
الورقة الأخيرة
الجنوبي صورة هل أنا كنت طفلاً أم أن الذي كان طفلاً سواي هذه الصورة العائلية كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي رفسة من فرس تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس أتذكر سال دمي أتذكر مات أبي نازفاً أتذكر هذا الطريق إلى قبره أتذكر أختي الصغيرة ذات الربيعين لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها المنطمس أو كان الصبي الصغير أنا ؟ أن ترى كان غيري ؟ أحدق لكن تلك الملامح ذات العذوبة لا تنتمي الآن لي و العيون التي تترقرق بالطيبة الآن لا تنتمي لي صرتُ عني غريباً ولم يتبق من السنوات الغربية الا صدى اسمي وأسماء من أتذكرهم -فجأة- بين أعمدة النعي أولئك الغامضون : رفاق صباي يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح لكي نأتنس. وجه كان يسكن قلبي وأسكن غرفته نتقاسم نصف السرير ونصف الرغيف ونصف اللفافة والكتب المستعارة هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء ولكنه يعد يومين مزق صورتها واندهش. خاض حربين بين جنود المظلات لم ينخدش واستراح من الحرب عاد ليسكن بيتاً جديداً ويكسب قوتاً جديدا يدخن علبة تبغ بكاملها ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي لكنه لا يطيل الزيارة عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب وفي غرفة العمليات لم يصطحب أحداً غير خف وأنبوبة لقياس الحرارة. فجأة مات ! لم يحتمل قلبه سريان المخدر وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات عاد كما كان طفلاً سيشاركني في سريري وفي كسرة الخبز، والتبغ لكنه لا يشاركني .. في المرارة. وجه ومن أقاصي الجنوب أتى، عاملاً للبناء كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء كنت أجلس خارج مقهى قريب وبالأعين الشاردة كنت أقرأ نصف الصحيفة والنص أخفي به وسخ المائدة لم أجد غير عينين لا تبصران وخيط الدماء. وانحنيت عليه أجس يده قال آخر : لا فائدة صار نصف الصحيفة كل الغطاء و أنا ... في العراء وجه ليس أسماء تعرف أن أباها صعد لم يمت هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد وكأن الشراب نفد و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد. ليت "أسماء" تعرف أن أباها الذي حفظ الحب والأصدقاء تصاويره وهو يضحك وهو يفكر وهو يفتش عما يقيم الأود . ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات خبأنه بين أوراقهن وعلمنه أن يسير ولا يلتقي بأحد . مرآة -هل تريد قليلاً من البحر ؟ -إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي البحر و المرأة الكاذبة.-سوف آتيك بالرمل منه وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً فلم أستبنه. -هل تريد قليلاً من الخمر؟ -إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين : قنينة الخمر و الآلة الحاسبة. -سوف آتيك بالثلج منه وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً فلم أستبنه بعدما لم أجد صاحبي لم يعد واحد منهما لي بشيئ -هل نريد قليلاً من الصبر ؟ -لا .. فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه يشتهي أن يلاقي اثنتين: الحقيقة و الأوجه الغائبة.
| |
|
|
|
|
|
|
دنقل ,,هذا المر ,, الدافئ.... (Re: Abo Amna)
|
ابوامنه
كل هذا ثقيل علي القلب ,, عصيا علي الاجوبه!!
انها حرقه الاسئله!!!
هذا الجنوبي يبحث !!
هذا الجنوبي كلنا واينا امل دنقل!!!
امل ده زول مر مر مر شديد ,,, هذا العراف العمي
الف شكر يا ابوامنه علي هذه اليقظه ,,علي كوم الاسئله التي ترشها بكل غلظه ولطف علينا !!!
مع انو ده البوست الكم كده عن امل دنقل لاكنه اكثرهم دمعا وحوار!!
عليك الله(لو مافي ازعاج يعني) ريحني بالخيول ,الخيول, الخيول!!!
ولك كل وديّ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
مقابله خاصه مع إبن نوح
جاء طوفان نوح المدينةتغرق شيئا فشيئا تفر العصافير و الماء يعلو على درجات البيوت ـالحوانيت ـ ـ مبنى البريدـ ـ البنوك ـ التماثيل ـ (أجدادنا الخالدين ) ـ المعابد ـ ـ أجولة القمح ـ مستشفيات الولادة ـ بوابة السجن ـ دار الولايه ـ أروقة الثكنات الحصينة ـ العصافير تعلو ..رويدا ..رويدا ويطفو الأوز على الماء يطفو الأثاث ..ولعبة طفل.. وشهقة أم حزينه الصبايا يلوحن فوق السطوح جاء طوفان نوح هاهم الحكماء يفرون نحو السفينه المغنون..سائس خيل الأمير ..المرابون.. قاضي القضاة ..ومملوكه حامل السيف ..راقصة المعبد (ابتهجت عندما إنتشلت شعرها المستعار) جباة الضرائب..مستوردو شحنات السلاح.. عشيق الأميرة في سمته الأنثوي الصبوح .. جاء طوفان نوح هاهم الجبناء يفرون نحو السفينه بينما كنت ..كان شباب المدينه يلجمون جواد المياه الجموح ينقلون المياه على الكتفين و يستبقون الزمن يبتنون سدود الحجارة علهم ينقذون مهاد الصبا والحضاره علهم ينقذون الوطن . صاح بي سيد الفلك قبل حلول السكينه: "أنج من بلد لم تعد فيه روح " قلت : طوبى لمن طعموا خبزه..في الزمان الحسن وأداروا له الظهر يوم المحن ولنا المجد ..نحن الذين وقفنا وقد طمس الله أسماءنا نتحدى الدمار ونأوى إلى جبل لا يموت يسمونه الشعب نأبى الفرار و نأبى النزوح كأن قلبي الذي نسجته الجروح كأن قلبي الذي لعنته الشروح يرقد الان فوق بقايا المدينه وردة من عطن هادئا بعد أن قال لا للسفينه وأحب الوطن
أبو آمنه..لك ما طلبت وصادق التحايا ..... ..ومضه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: asaay)
|
ASSAY
افتقدتك لفترة من الوقت ... ولكني كنت اعلم انك معي ... وكنت اكثر مقدرة علي البحث .. سوف اكمل المشوار ( وعد)
خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين
ها أنت تسترخي أخيراً فوداعاً يا صلاح الدين يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى على إيقاعه المجنون يا قارب الفلين للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة وأدركتهم لعنة الفراعنة وسنة .. بعد سنة صارت لهم " حطين" تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين (جبال التوباد حياك الحيا) (وسقا الله ثرانا الأجنبي) مرت خيول الترك مرت خيول الشرك مرت خيول الملك - النسر مرت خيول التتر الباقين ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة نموت تحت الأحصنة و أنت في المذياع، في جرائد التهوين تستوقف الفارين تخطب فيهم صائحاً : " حطين" وترتدي العقال تارة وترتدي ملابس الفدائئين وتشرب الشاي مع الجنود في المعسكرات الخشنة وترفع الراية، حتى تسترد المدن المرتهنة وتطلق النار على جوادك المسكين حتى سقطت - أيها الزعيم واغتالتك أيدي الكهنة. *** (وطني لو شغلت بالخلد عنه ..) (نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي) *** نم يا صلاح الدين نم ... تتدلى فوق قبرك الورود كالمظليين ونحن ساهرون في نافذة الحنين نقشر التفاح بالسكين ونسأل الله "القروض الحسن" فاتحة : آمين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ?
أسافرُ في القَاطراتِ العتيقه,
(كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)
أرفعُ صوتي ليُغطي على ضجَّةِ العَجلاتِ
وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ
(تهدُرُ مثل الطَّواحين)
لكنَّها بغتةً..
تَتباعدُ شيئاً فشيئا..
ويصحو نِداءُ الكَمان!
***
أسيرُ مع الناسِ, في المَهرجانات:
أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ..
يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ..
لكنّني فَجأةً.. لا أرى!
تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي!
وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا..
ورويداً..
رويداً يعودُ الى القلبِ صوتُ الكَمانْ!
***
لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. يأتي الكَمان?..
فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد..
فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ,
نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي,
تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي,..
وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!
شوارعُها: فِضّةٌ!
وبناياتُها: من خُيوطِ الأَشعَّةِ..
ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!
وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ
ومن راحتيها يغطُّ الحنانْ!
أُحبُّكِ,
صارَ الكمانُ.. كعوبَ بنادقْ!
وصارَ يمامُ الحدائقْ.
قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ
وغَابَ الكَمانْ!
يا لمقدرته على لمس مكامن الجراح فينا وإيقاظ أسانا بحزنه(أكاد أقول الجميل)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: asaay)
|
ومضة
الان الخامسة صباحا وبعد ساعتين ابدا العمل.... ابحث عن مقتل القمر حتي الان... لقد جعلتني احس بالتقصير واتي خالي الوفاض .... اقول لك ان استفزازك لي اثمر ال ...
مقتل القمر
. . وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس فى كل المدينة: " قتل القمر " ! شهدوه مصلوبا تدلى رأسهفوق الشجر ! نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره ! تركوه فى الأعواد ، كالأوسطرة السوداء فى عينى ضرير
والباقي بتمو ليك بكرة ( وعد ) وباوريك منو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: asaay)
|
assay
تحياتي
واقوللقد ارهقت انا الكثيرين ... فمرحبا بهذا الارهاق كيفما أتي .... والوعد هنا ( بالمناسبة في Cheating ) في البحث يعني استعنت بي صديق وربنا يقدرني علي جزاه ما بقدر اقوله ليكك هسي عشان ما تستعيني بيهو كمان ( الرائع صديق ضرار ) ( انا قلت زول ) .. لكن في الاخر ما غلبتيني كتير يعني يوم بس ...
مقتل القمر
أمل دنقل
. . وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
فى كل المدينة:
" قتل القمر " !
شهدوه مصلوبا تدلى رأسهفوق الشجر !
نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة
من صدره !
تركوه فى الأعواد ،
كالأوسطرة السوداء فى عينى ضرير
ويقول جارى :
- "كان قديسا لماذا يقتلونه ؟ "
وتقول جارتنا الصبية :
- " كان يعجبه غنائى فى المساء
وكان يهدينى قوارير العطور
فبأى ذنب يقتلونه ؟
هل شاهدوه عند نافذتى – قبيل الفجر – يصغى للغناء !؟!"
.................................................
وتدلت الدمعات فى كل العيون
كأنها الأيتام – أطفال القمر
وترحموا . .
وتفرقوا . .
فكما يموت الناس مات !
وجلست ،
أسأله عن الأيدى التى غدرت به
لكنه لم يستمع لى ،
. . كان مات !
* * *
دثرته بعباءته
وسحبت جفنيه على عينيه . .
حتى لا يرى من فارقوه !
وخرجت من باب المدينة
للريف :
يا أبناء قريتنا أبوكم مات
قد قتلته أبناء المدينة
ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف
وتفرقوا
تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة
يا أخوتى : هذا أبوكم مات !
- ماذا ؟ لا . . أبونا لا يموت
بالأمس طول الليل كان هنا
يقص لنا حكايته الحزينة !
- يا أخوتى بيدى هاتين احتضنته
أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !
قالوا : كفاك ، اصمت
فإنك لست تدرى ما تقول
قلت : الحقيقة ما أقول
قالوا : انتظر
لم تبق إلا بضع ساعات . .
ويأتى !
* *
حط المساء
وأطل من فوقى القمر
متألق البسمات ، ماسى النظر
- يا أخوتى هذا أبوكم ما يزال هنا
فمن هو ذلك الملقى على أرض المدينة ؟
قالوا : غريب
ظنه الناس القمر
قتلوه ، ثم بكوا عليه
ورددوا " قتل القمر "
لكن أبونا لا يموت
أبدا أبونا لا يموت !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: مريم الطيب)
|
عزيزي مريود
Here We Go
الخيول
الفتوحاتُ – في الأرضِ- مكتوبةٌ بدماءِ الخيولْ
وحدودُ الممالِكْ
رَسَمتْها السنابكْ
والرِّكَابان: ميزانُ عَدلٍ يميلُ معَ السيفِ..
حيثُ يَميلْ!
***
اركُضِي أوْ قِفِي الآنَ.. أيّتها الخيلُ:
لستِ المغيراتِ صُبحا
ولا العادياتِ – كما قيلَ – ضَبْحا
ولا خُضرةٌ في طريقكِ تُمحى
ولا طِفْلُ أضحى
إذا ما مَرَرْتِ به .. يَتَنَحّى
وها هي كَوكَبةُ الحرسِ الملكيّ..
تُجاهِدُ أنْ تبَعَثَ الروحَ في جَسَدِ الذكرياتِ
بِدَقّ الطبولْ.
اركضي كالسلاحِفْ
نحوَ زوايا المتاحِفْ
صيري تماثيلَ منْ حجرٍ في الميادينِ،
صيري أراجيحَ من خَشَبٍ للصغارِ – الرياحينِ،
صيري فوارسَ حلوى بموسِمِكِ النبويّ،
وللصبيةِ الفقراءِ: حِصاناً من الطينِ
صيري رُسُوماً وَوَشْماً
تَجِفُّ الخُطوطُ بهِ
مثلما جَفَّ في رِئتيكِ الصَهيلْ!
(2)
كانت الخيلُ في البدءِ كالناسِ
برّيةً تتراكضُ عبر السهولْ
تمتَلِكُ الشمسَ والعُشبَ
والملكوتَ الظليلْ
ظَهْرُها .. لم يُوطَّأ لكيْ يركبَ القادةُ الفاتحون،
ولَمْ يَلِنِ الجَسدُ الحُرُّ تحتَ سياطِ المروّضِ
والفمُ لمْ يمتَثِلْ لِلِجامْ،
ولَمْ يَكُنِ الزادُ بالكادِ،
لم تكنِ الساقُ مشكولةً (مشلولةً)،
والحوافِرُ لم يكُ يُثقِلُها السُنبكُ المعدِنيُّ الصَقيلْ.
كانت الخيلُ برّيةً
تتنفّسُ حرّيةً
مثلما يتنفّسُها الناسُ
في ذلكَ الزمنِ الذهبيّ النبيلْ
***
اركضي .. أو قفي
زَمَنٌ يتقاطَع
واختَرْتِ أن تذهبي في الطريقِ الذي يتراجَعْ!
تَنْحَدِرُ الشمسُ
ينحَدِرُ الأمسُ
تنحَدِرُ الطرُقُ الجبليّةُ للهوَّةِ اللا نهائيةِ:
الشهُبُ المتفحّمة
الذكرياتُ التي أشهَرَتْ شوكَها كالقنافذِ
والذكرياتُ التي سَلَخَ الخوفُ بشرَتها
كلُّ نَهرٍ يحاولُ أنْ يلمسَ القاع
كلّ الينابيعِ إن لَمَسَتْ جدولاً من جداوِلِها.. تختفي
وهي.. لا تكتفي!
فاركضي أو قفي
كلّ دربٍ يقودُكِ من مستحيلٍ إلى مستحيلْ!
(3)
الخيولُ بِساطٌ على الريح..
سارَ – على متنِهِ – الناسُ للناسِ عبرَ المكانْ
والخيول جدارٌ به انقسمَ الناسُ صنفين:
صاروا مُشاةً.. ورُكبانْ
والخيولُ التي انحَدَرَتْ إلى هُوّةِ نِسيانِها
حَمَلَتْ معها جيلَ فُرسانها
تَرَكَتْ خَلفَها: دمعةَ النَدَمِ الأبديّ
وأشباحَ خيلٍ
وأشباهَ فُرسانْ
ومشاةً يسيرونَ – حتى النهايةِ – تحتَ ظِلالِ الهَوانْ.
اركضي للقرارْ
واركضي أو قفي في طريقِ الفرارْ.
تتساوى مُحصِّلَةُ الركضِ والرَفضِ في الأرضِ،
ماذا تبقّى لكِ الآن،
ماذا؟
سِوى عَرَقٍ يتصَبَّبُ من تَعَبٍ
يستحيلُ دنانيرَ من ذَهَبٍ
في جيوبِ هُواةِ سُلالاتِكِ العربيةِ
في حلَباتِ المراهنةِ الدائريةِ
في نُزهةِ المركباتِ السياحيةِ المشتهاةِ
وفي المُتعَةِ المشتراةِ
وفي المرأةِ الأجنبيةِ تعلوكِ تحتَ ظلالِ أبي الهول..
(هذا الذي كَسَرَتْ أنفَهُ
لعنةُ الانتظارِ الطويلْ)
(4)
استدارَتْ – إلى الغربِ – مِزوَلَةُ الوَقتْ:
صارتِ الخيلُ ناساً تَسيرُ إلى هُوَّةِ الصمتْ
بينما الناسُ خيلٌ تسيرُ إلى هُوَّةِ الموتْ! . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
مريود ...
(1)
الطيور مشرّدةٌ في السماوات،
ليس لها أن تحطّ على الأرض،
ليس لها غير أن تتقاذَفَها فَلَواتُ الرياح!
ربّما تتنزّلُ..
كي تستريحَ دقائق..
فوق النخيلِ – النجيلِ – التماثيل –
أعمدةِ الكهرباء –
حوافِ الشبابيكِ والمشربياتِ
والأسطحِ الخرسانية.
(اهدأْ، ليلتقطَ القلبُ تنهيدة،
والفمُ العذبُ تغريدة
والقط الرزق..)
سرعان ما تتفزّعُ..
من نقلةِ الرّجْل،
من نبلةِ الطفل،
من ميلةِ الظلّ عبرَ الحوائط،
من حصواتِ الصياح!
***
الطيورُ معلّقةٌ في السموات
ما بين أنسجةِ العنكبوتِ الفضائيّ: للريح
مرشوقةٌ في امتداد السهامِ المضيئة
للشمس،
(رفرِفْ..
فليسَ أمامَك –
والبشرُ المستبيحونَ والمستباحون: صاحون –
ليس أماَمكَ غيرُ الفرارْ ..
الفرارُ الذي يتجدّد، كلَّ صباح!)
(2)
والطيورُ التي أقعدَتها مخالطةُ الناس،
مرّت طُمأنينةُ العيشِ فوقَ مناسرِها..
فانتَخَتْ،
وبأعينِها.. فارتَخَتْ،
وارتَضَتْ أن تقأقئ حولَ الطعامِ المُتاحْ
ما الذي يتبقّى لها غيرُ سكّينةِ الذَبْح،
غيرُ انتظارِ النهاية؟!
إنّ اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
تعرفُ كيفَ تَسِنُّ السلاح!
(3)
الطيورُ .. الطيورْ
تحتوي الأرضُ جثمانها.. في السقوطِ الأخيرْ!
والطيورُ التي لا تطيرْ..
طَوَتِ الريشَ واستَسْلَمَتْ.
هل تُرى عَلِمَتْ
أنّ عمرَ الجنَاحِ قصيرٌ..قصيرْ؟!
الجنَـاحُ حيـاة
والجنـاحُ ردى
والجنـاحُ نَجـاة
والجنـاحُ سـُدى!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
الزهور
.. وسِلالٌ منَ الوردِ،
ألمَحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقةْ
وعلى كلّ باقةٍ
اسمُ حامِلِها في بطاقةْ
***
تتحدّثُ لي الزهراتُ الجميلةُ
أنّ أعيُنَها اتّسَعَت –دهشةً-
لحظةَ القطفْ،
لحظةَ القصفْ،
لحظةَ إعدامِها في الخميلةْ!
تتحدّثُ لي..
أنّها سَقطَت مِن على عَرشِها في البساتينْ
ثم أفاقَتْ على عَرضِها في زُجاجِ الدكاكينْ،
أو بينَ أيدي المنادينْ،
حتى اشترتها اليدُ المتفضّلةُ العابرةْ
تتحدّثُ لي..
كيف جاءت إليّ..
(وأحزانُها الملكيّةُ ترفعُ أعناقها الخضرَ)
كي تتمنّى ليَ العمرَ!
وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرةْ!!
***
كلّ باقةْ
بين إغماءةٍ وإفاقةْ
تتنفّسُ مثليَ –بالكادِ- ثانيةً.. ثانيةْ
وعلى صَدرِها حَمَلَت – راضيةْ - ..
اسمَ قاتِلِها في بطاقةْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: maryoud ali)
|
مريود
تلويحة وداع وأمل ..
ليت أسماء تعرف أن أباها صعد لم يمت هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد وكأن الشراب نفد و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد.
ليت "أسماء" تعرف أن أباها الذي حفظ الحب والأصدقاء تصاويره وهو يضحك وهو يفكر وهو يفتش عما يقيم الأود . ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات خبأنه بين أوراقهن وعلمنه أن يسير ولا يلتقي بأحد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
مزج أول المجد للشيطان ..........معبود الرياح من قال,,لا ،، فى وجه من قالوا نعم من علم الإنسان تمزيق العدم من قال ,,لا،، .......فلم يمت وظل روحآ أبديه الألم
مزج ثانى
معلق أنا على مشانق الصباح وجبهتى ـ بالموت ـ محنيه لأننى لم أحنها حيه .......... يا أخوتى الذين يعبرون فى الميدان مطرقين منحدرين فى نهايه المساء فى شارع الإسكندر الأكبر لا تخجلوا.......ولترفعوا عيونكم إلى لأنكم معلقون جانبى .......على مشانق القيصر فلترفعوا عيونكم إلى لربما......إذا التقت عيونكم بالموت فى عينى يبتسم الفناء داخلى...... لأنكم رفعتم رأسكم ....مره ,,سيزيف،، لم تعد على أكتافه الصخره يحملها الذين يولدون فى مخادع الرقيق والبحر......كالصحراء....لا يرتوى إلا من الدموع فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق فسوف تنتهون مثله غدآ وقبلوا زوجاتكم.....هنا.......على قارعه الطريق فسوف تنتهون هاهنا.....غدآ فالإنحناء مر..... والعنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى فقبلوا زوجاتكم......إنى تركت زوجتى بلا وداع وإن رأيتم طفلى الذى تركته على ذراعها بلا ذراع فعلموه الإنحناء علموه الإنحناء الله لم يغفر خطيئه الشيطان حين قال لا والودعاء الطيبون هم الذين يرثون الأرض فى نهايه المدى لأنهم......لايشنقون فعلموه الإنحناء وليس ثم من مفر فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد وخلف كل ثائر يموت أحزان بلا جدوى..... ودمعه سدى
مزج ثالث يا قيصر العظيم قد أخطأت إنى أعترف دعنى على مشنقتى الثم يدك هأنذا أقبل الحبل الذى فى عنقى يلتف فهو يداك وهو مجدك الذى يجبرنا أن نعبدك دعنى أكفر عن خطيئتى أمنحك ـ بعد ميتتى ـ جمجمتى تصوغ منها لك كأسآ لشرابك القوى .....فإن فعلت ما أريد إن يسألوك مره عن دمى الشهيد وهل ترى منحتنى,,الوجود,, كى تسلبنى ,,الوجود,, فقل لهم قد مات غير حاقد على وهذه الكأس ـ التى كانت عظامها جمجمته ـ وثيقه الغفران لى يا قاتلى إنى صفحت عنك...... فى اللحظه التى إسترحت بعدها منى إسترحت منك لكننى.....أوصيك إن تشأ شنق الجميع أن ترحم الشجر لا تقطع الجذوع كى تنصبها مشانقآ لا تقطع الجذوع فربما يأتى الربيع ,,والعام عام جوع،، فلن تشم فى الفروع......نكهه الثمر وربما يمر فى بلادنا الصيف الخطر فتقطع الصحراء..باحثآ عن الظلال فلا ترى سوى الهجير والرمال والهجير والرمال والظمأ النارى فى الضلوع يا سيد الشواهد البيضاء فى الدجى يا قيصر الصقيع
مزج رابع يا إخوتى الذين يعبرون فى الميدان فى إنحناء منحدرين فى نهايه المساء لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد وإن رأيتم فى الطريق ,,هانيبال,, فأخبروه أننى إنتظرته مدى على أبواب ,,روما،، المجهده وانتظرت شيوخ روما ـ تحت قوس النصر ـ قاهر الأبطال ونسوه الرومان بين الزينه المعربده ظللن ينتظرن مقدم الجنود..... ذوى الرؤوس الاطلسيه المجعده لكن,, هانيبال،، ما جاءت جنوده المجنده فأخبروه إننى إنتظرته......إنتظرته لكنه لم يأت وأننى انتظرته....حتى انتهيت فى حبال الموت وفى المدى,,قرطاجه،، بالنار تحترق ,,قرطاجه،، كانت ضمير الشمس ؛ قد تعلمت معنى الركوع والعنكبوت فوق أعناق الرجال والكلمات تختنق يا إخوتى ؛قرطاجه العذراء تحترق فقبلوا زوجاتكم إنى تركت زوجتى بلا وداع وإن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها.....بلا ذراع فعلموه الإنحناء علموه الإنحناء..... علموه الإنحناء......
أمل دنقل ـ أبريل 1962
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Ibrahim Algrefwi)
|
الكلاكلة صنقعت
اها ياخوي بس ما ناقصين نفقد زول تاني مش كفاية أمل .... عبد الرحمن قوي ... Here we go
في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض, تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات
ضِدُّ منْ..?
في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض, تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ, لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن, كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ. كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ.. يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ? هل لأنَّ السوادْ.. هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..? ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ لونَ تُرابِ الوطنْ!
.....................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادخلوا بصمت ..... هنا يرقد أمل دنقل .... وقصائده بسلام ... (Re: Abo Amna)
|
والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد المحزون لقد رأيت ليلة الثامن والعشرين من سبتمبر الحزين رايت في هتاف شعبي الجريح
( رايت خلف الصورة )
وجهك يا منصورة وجه لويس التاسع المأسور في يدي صبيح رأيت في صبيحة الأول من تشرين جندك يا حطين يبكون لا يدرون أن كل واحد من الماشين فيه صلاح الدين
--------------- أمل دنقل سبتمبر 1970
| |
|
|
|
|
|
|
|