أبنــــــــــــوسة ...

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 02:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جعفر بشير (Gafar Bashir & Abo Amna)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2004, 00:38 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبنــــــــــــوسة ...





    أبنوسة

    حينما كنت لا ازال متابعا فقط للبورد غير مشارك كانت كثيرا ما تستوقفني كتابات ومواضيع أبنوسة ... لعدة اسباب اولها واهمها هو طبيعة تلك المواضيع المتميزة والعميقة وثانيها ان ابنوسة ( ليلي ) لا تواصل الحوار مع المتداخلين الا نادرا او علي الاقل بصورة مختصرة وقد كان مفهوما بالنسبة لي انها لابما لا تجدا الوقت الكافي لحوارات مطولة وهذا يبدو طبيعيا مع مع متطلبات العمل والمنزل وبقية والرقاءة لكنها كانت مواصلة باستمرار
    منذ فنرة طويلة توقفت عن الكتابة والذي يبحث عما كتبته في هذا العام سيجده نادرا جدا ومعظم كتاباتها عبارة عن مداخلات مختصرة جدا ... في الحقيقة اعتقد ان البورد افتقدها كثيرا ولكنني اكثر من يفتقدها او هذا ما ينتابني الان ... لم يعلق اسم اخر بذاكرتي اكثر من ابنوسة ربما اذافة الي مميزات المواضيع والاهتمامات هنالك تميز في الاسم لكن هنالك ايضا دافع اخر جعل ذلك الاسم محفورا بذاكرتي وهو انني في البدء اعتقدتها شخصا اعرفه ولذلك ايضا اثره ولكن بمرور الوقت تبين لي انني هنا اتعامل مع الاعلامية الاستاذة ليلي صلاح ...

    مرة اخري لم التقيها ولم اشاركها في الحوار
    التقيتها صدفة ... ودار بيننا حوار حول بعض الامور وخصوصا الغياب التام عن البورد والحوار والمشاركة وكان من الواضح ان الوقت هو المعضلة الكبري خصوصا وهي تبدأ الان طريقا جديدا تمنيت لها التوفيق ومن ثم اجلنا كل الامور الي أن يستقيم الطريق ...

    مرة اخري اعتقد انها بدأت الطريق لانني اراها تعود خفية ثم تذهب طويلا واتمني ان تكون هذه بداية المشاركة الفاعلة

    أنا هنا الان بصدد الحوار الصامت طالما نحتاج الي وقت اطول قليلا حتي نجدها تستعيد نشاطها بعد الخروج مت داشرة البدايات العملية المتوترة سوف استعير مفهوما ترسخ في البورد من خلال اعمال Sympatico الذي حيتاج شخصا ما ليكتب اعماله الكاملة سوف ابد انا ايضا في محاولة تجميع ما شاركت له ليلي صلاح ( ابنوسة خلال هذه الفترة وربما سوف ابدا باحصائية بسيطة او بعض المعلومات ريثما يتبرع احد لاكمالها .. لانني في الحقيقة لا املك الكثير عنهاولا اعرف سوي ما هو مكتوب هنا ولكنه يكفي لمعرفتها ...

    اذا سوف نحاور ليلي غيابيا وبصمت هنا ...
    لن تكون المسالة فقط نقل ولكنها محاولة تصنيف ومعرفة من خلال الكتابات
    ولكل من لم يتابع كتابات الاستاذة ليلي
    وللمشاركات المتميزة
    تستحق ان نستعيدها مرة اخري هنا من خلال اهذا الحوار الصامت

    .

    .

    (عدل بواسطة Abo Amna on 04-24-2004, 10:18 PM)
    (عدل بواسطة Abo Amna on 04-24-2004, 10:26 PM)

                  

04-22-2004, 01:33 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)




    لماذا كل هذا الصمت.....رغم حوجتنا الصراخ ..

    في بحثي لخارطة للوطن الحبيب وبإستخدام موقع البحث قووووقل فوجئت بهذا الإختلاف في
    خريطة الوطن الحبيب، فالبعض يرسمها وهي معدلة بعد أن يسقط جزء حبيب وهو "مثلث حلايب" والبعض يرسمها بالكامل، الأمر الذي أثار في التساؤل حد الصراخ " لماذا سكتنا عن حلايب" ولماذا نذهب في القضية بعيدا ورفع قضية المطالبة بها إلى المحاكمة الدولية ونرتضي بحكمها ولنا في الخلاف البحريني القطري أسوة حسنة، فقد إرتضى الطرفين حكم المحكمة وأحتفظا بعلاقاتهما وكل بما حكمت له المحكمة الدولية.
    .
    .

    (عدل بواسطة Abo Amna on 04-24-2004, 10:21 PM)

                  

04-22-2004, 03:15 AM

yumna guta
<ayumna guta
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    جعفر بشير سلامات

    التحية ليك و لى ابنوسة
                  

04-22-2004, 05:47 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: yumna guta)

    نشاركك الإعجاب بالكتابات الناضجة للزميلة العزيزة ليلى صلاح الأبنوسية وفي افتقادها أيضا، كما نجد لها العذر في ندرة الكتابة بسبب العمل الصحفي الذي لا يترك وقتا خاصا للمهموم به فضلا عن هموم الأسرة. والعزيز نادوس يشارك هذين العذرين بالطبع .. ولكن ما عذر رقم صفر .. أم أنه التضامن الأسري؟
    مستعدون لرفد الحوار الصامت
                  

04-22-2004, 10:46 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: معاوية الزبير)




    هالة قوتة

    والتحية لك ايضا وانت تتابعين البورد وتشاركين رغم الضغط الاكاديمي


    كل الود لك


    عزيزي معاوية الزبير

    في الحقيقة اعتقد ان هذا اقل ما يمكن فعله للاستاذة ليلي صلاح
    واتمني ان تشاركني هذا الامر اذا قدر ان يكون لديك بعض الوقت

    كل الود والحب

    .
    .
                  

04-22-2004, 02:11 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    جعفر فيك الخير
    البورد يتوهج هذه الايام بحضور ابنوستنا الجميلة
    محبة واحترام لك ولها
                  

04-22-2004, 02:26 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    ابو ا منة العزيز تحياتى

    انا ابصم على ما اوردت بالعشرة ان ابنوسه لها مداخلات راقيه وان كانت

    مقله،انا اكنب ولا ادرى ابنوسة ان كانت ابنوسه او ابنوس ،لا يهم

    ولكننى من المعجبين بتلك الكتابات ،عموما انت قلت ليلى على مسئوليتك

    فيا ليلى لا تحرمينا من حرفك الندى وسلمتم،،،،،

    (عدل بواسطة صديق الموج on 04-22-2004, 07:30 PM)

                  

04-22-2004, 07:05 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: صديق الموج)


    أبنوسة ....




    مسامرات الأموات
    رجل الزورق والشعراء الموتى


    محاكمات ساخرة :نوري الجراح (شاعر من سوريا يقيم في قبرص)




    (المسامرة الاولى)

    أنسي الحاج: الرأس المقطوع)
    خارون: من هذا الراهب النازل على السلم وفي يده رأسه؟
    النادل: إنه أنسي الحاج
    خارون: وماذا يفعل في هذا النزل؟
    النادل: لا يفعل شيئا، إنه ينتظر.
    خارون: ماذا ينتظر وهو معتكف ! المعتكف يعتكف ليتذكر.
    النادل: أو لينسى.
    خارون: ماذا يريد أن يتذكر؟
    النادل: إنه يحاول أن ينسى.
    خارون: لبنان لا ينسى
    أنسي الحاج: لبنان تركه في " لن " أتذكر شيئا و«لن » أحاول، حتى أن أتذكر، لسوف أبقى وحيدا وراء باب إلى أن تنفلق الصخرة تحت يدي ويتجلى الذي ظل عصيا كلى التجلي.

    خارون: والعالم ؟
    أنسي الحاج: العالم هو الوجه الأبشع للحقيقة.
    خارون: لماذا تكره نرجسية الأخر؟
    أنسي الحاج: لانها تمنع علي استمتاعي بنرجسيتي.
    خارون: ما هو أكر ما يثير الرجل ؟
    أنسي الحاج: المرأة الضحية.
    خارون: لماذا؟
    أنسي الحاج: لأنها مثيرة جنسيا.
    خارون: لماذا ثانية ؟
    أنسي الحاج: لأنها تؤنسنه وتحيونه.
    خارون: لماذا ثالثة ؟
    أنسي الحاج: لانه يصير أداة لها من حيث يظن انها جاريته.
    خارون: لمن أنت مدين ؟
    أنسي الحاج: للذين، من زمان، تحدثوا الي بالقليل والغامض أكثرمما أنا مدين للذين علموني طويلا وبوضوح.

    خارون: إنك مصر على أن تصعد وتهبط ورأسك على يدك، ما معنى هذا؟

    أنسي الحاج: معناه أنني ولدت من نفسي، وأنني طالما حفرت قبري بيدي، بحنيني، بشغفي، ومازلت أحفر وكلما حفرت وجدت سماء أجمل.

    خارون: ما الذي يفسد الكتابة ؟
    أنسي الحاج: وعيك لقرائها.
    خارون: من هو "الناقد"؟
    أنسي الحاج: هو الشخص الذي لا يعرف أن يمدحك إلا إذا ذم غيرك، يسبح في البغض كالسمكة في الماء واذا غادره قليلا الى الاعجاب يختنق بلسانه.

    خارون: ما الذي يرعبك ؟
    أنسي الحاج: ان أقرأ اسمي بين اسماء شعراء أخرين.
    خارون: ما هو الاكتشاف الجدير بالكلام عليه هنا؟
    أنسي الحاج: اكتشافي ان اللذة برهان ديني.
    خارون: كيف ؟
    أنسي الحاج: اكتشفت ان اللذة الجسدية روحية أجل، والمتعة الجنسية ليست محض لحم ودم، اطلاقا بل هي برهان على أن الحسد هو بداية لا نهاية، وان المادي ممر شكل الروحي، هو شكلا فقط لا بديله ولا نقيضه.

    خارون: ما هي الحرية يا أنسي؟
    أنسي الحاج: ان تكون وحشيا.
    خارون: ما هو الأهم من المهم ؟
    أنسي الحاج: أن أقول مثلا: أهم من كتابة أثر خالد، العيش ابعد من الكلمات، لان الكتابة هي صوت واحد من أصوات كثيرة.

    خارون: أتحدث اليك، بينما نحن نتأهب لنستقل المركب ونبحر في مدى السعادة بعد التطوع القصير في نهر الظلمات، أقول، إنني أتحدث اليك بصفتك مجددا أعني شاعرا، ما الذي تشتهيه لنفسك وتحس فيه شيئا من السخف أنسي الحاج: أن أكون ابديا..

    خارون: والنعمة، متى يصيب المرء النعمة ؟
    أنسي الحاج: يوم يرى اللحظات التي تسمه فيها الحجارة وتبصر وتتغير.
    خارون: من هم الأبناء في الشعر؟
    أنسي الحاج: هم الأشخاص الذين لم يولدوا شعراء.
    خارون: إنك توصفهم بقليل من الحب.
    أنسي الحاج: بل بكثير من الاشفاق.
    خارون: لو وجدت نفسك في جزيرة وما من قارب للعودة الى سطح العالم. ما الكتاب الذي تشتهي ان يكون معك لتظل تقرأ ؟

    انسي الحاج: يداي الخاليتان.
    خارون: ما هو تفسيرك لإيثار الشعراء كتابك "لن " على شعرك الأخر؟
    أنسي الحاج: رغبتهم في الانتقام من الكتاب المقدس.
    خارون: الا يخيفك أن تصبح حكيما؟
    أنسي الحاج. بلى.
    خارون: الا تلمس ضربا من الحكمة في "خواتمك "؟
    أنسي الحاج: بلى.
    خارون: أما يخالف هذا تمرد شعرك على الحكمة ؟ أنسي الحاج: يخالفه بالضرورة، وما أنا إلا بشر وتاريخ من التخالف والمتعارض، ولم يحصل تجنب الخوف، ولعلي ولعت به، وها أنا أمضي الى زورقك يا خارون خائفا قليلا، ومغتبطا قليلا، وعزائي فيما يمكن أن أخلد اليه من سكينة وتأمل وراحة وتطلع، ضاربا (وشاقا) بيدي الجسد عن الروح، ومحررا عيني، لأكون في طواف خفيف، هازئا حتى بالعصيان الذي تحررت من صخرته، لأنال في النسيان حصتي الكبرى من جمال البياض.

    خارون، هل أنت من قال:
    أخذت ما يؤخذ وما لا يؤخذ
    وتركت ما يترك وما لا يترك
    وحين حصلت على الأكثر من أحلامي
    حصلت على الأكثر من الصحراء
    أنسي الحاج: أنا هو.
    خارون: اذن، تفضل أيها الشاعر، لقد حررت لك زورقي، ولن أتقاضى منك قرشا واحدا عن الرحلة.
    .
    .
                  

04-22-2004, 07:24 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    (المسامرة الثانية
    (
    محمود درويش: الشاعر الميت والحمار الحي
    (الشخصات: خارون، محمود درويش)
    خارون: من هناك يطرق بابي في هذا الوقت المبكر؟
    محمود درويش: افتح، أنا محمود درويش.
    خارون: أسف لم يأت دورك، ما يزال وتجارب مؤلمة وبلدان تتشرف
    بمعرفتك، أنت وشعبك، عد من حيث أتيت واتركني أواصل نومي.

    محمود درويش: لا مكان لي لأعود اليه ء وما أضيق الأرض التي لا أرض فيها كلحنين إلى أحد، جهز زورقك ياخارون، واحملني إلى فلسطين، أريد أن أمشي على أرض فلسطين من النهر الى البحر وأذهب لأولد مجددا في قرية صغيرة، واشب وأصبح معلم مدرسة، تحبني طالبة صغيرة ويكون لي بيت وأخت وخال يجر حصانا إلى الماء، وقمر يرشف ماء التوت عن شفتين.

    عيا يا خارون، أيها الأنبل بين من عرفت، ولا تنس أن تعرج بي على مساكن أصدقائي في عالمك، سألتقي غسان وماجد وتوفيق وعز الدين وراشد ومعين، وأنا مستمد ,لان أحمل رسائلهم الى الأهل.

    خارون: لقد طيرت النوم من عيني، سيما وأنك لتهج بذكر هذه النخبة المغدورة من الرجال، امهلني ريثما أضيء شمعتي، فالظلام مازال وغبش الفجر لم ينجل.

    محمود درويش: خذ وقتك يا خارون، فلقد مشيت الليل بطوله اليك.
    خارون: لعمري، لكأني أنظر صورة فارقتها الروح، انك نحيل كخيال، ماذا استطيع ان أفعل من أجلك ؟

    محمود درويش، جهز زورقك واحملني الى فلسطين، مذ خرجت منها لم أنم ليلتين في سرير واحد.

    خارون:أسف أن أقول لك أن زورقي لا يبحر الى تلك الوجهة، اذهب بالطائرة.
    محمود درويش: الطائرات تحتج على وجودي في أراضيها.
    خارون:اذهب بالسفينة.
    محمود درويش: السفن تمر بالموانئ وصوري مغلقة في كل ميناء ولم يبق لي الا زورقي، يا خارون.
    خارون: مستحيل، زورقي مخصص للنقل الخارجي وانت تقصد الديار المقدسة وهي ديار داخلية، فتش لك عن وسيلة أخرى.
    محمود درويش: خلني اضع قدمي في زورقك وسوف أكرس له ولك قصيدة عالية تخلدكما أبد الدهر.
    خارون: من يضع قدمه في هذا الزورق يخرج من العالم المرئي ويذهب في الحلم، ولا سبيل الى هذا السبيل إلا لمن رن جرسه، وأنت على رغم شخوصك أمامي، الأن

    كخيال، إلا أنك مازلت حيا!

    محمود درويش: أريد أن أموت.
    خارون: الحمار الحي خير من شاعر ميت.
    محمود درويش:إنك تستعير كلماتي لتنتصر بها علي؟
    خارون: غريب امرك، أيها الشاعر، الشعراء يساقون الي مكبلين بالحبال وبعضهم مغلولا بالحديد، يسبقهم الي بكاؤهم ورجاؤهم ء أن أرحم مصائرنا، يا خارون، وأجل نزولنا إلى عالمك، وأنت تقاتلني لتدخل !

    محمود درويش: خلك شهما ودعني أمر.
    خارون: إنك تضعني في موقف عصيب، بل إنك لتغامر بمستقبلي إذ كح على المسمى قبل ان تدق سامحتك ولو انسقت وراء كلامك لسوف أفقد زورقي ومرتبي ولا أنال بعد خدمتي الطويلة في العالم السفلي إلا اللعنات، ليس أعمامك إلا أن تتريث.

    محمود درويش: لا أستطيع، إنني محروم من متعة التخطيط لسبعة أيام مقبلة، أنني مخطوف، دائما، الى لا مكان.
    خارون: مظهرك يشي بخيبة أمل كبيرة هل أنت نادم على شيء؟
    فمحمود درويش: أبدا، حاجتي إلى المكان هي التي قادتني اليك، أريد مكانا في المكان لأعود إلى ذاتي، لاضع الورق على خشب أصلب، لاكتب رسالة أطول، لأعلق لوحة على جدار لي لأرتب ملابسي، لأعطي عنواني لامرأة أو صديق، لأربي نبتة منزلية، لأزرع حوضا من النعناع، لأنتظر المطر الأول، كل شيء خارج المكان عابر وسومح الزوال، ذلك هو ما يجعلني عاجزا عن الرحيل الحر وقادما اليك لتعيدني إلى بلادي ولو مكفنا بالخشب.

    خارون: انك توجع قلبي بطلبك اطلب شيئا أخر.
    محمود درويش: طلبي الوحيد هو المثول امام السرير الاول في الغرفة الاولى قبالة النافذة الصغيرة على المنظر الأول.
    خارون: لماذا تصر على إبداء الشعور بالوحدة فما تخلو قصيدة لك من مفرداتها؟
    فمحمود درويش: لكثرة أصدقائي صرت يتيما.
    خارون: ولديك إحساس أنك فريد؟
    محمود درويش: كل زي مصير هو شخص فريد.
    خارون: لماذا تورطت بـ "وطني ليس حقيبة، وأنا لست مسافر".
    محمود درويش: لأكون العبرة فلا يعتبرني أحد.
    خارون: ما هي أجمل قصائدك ؟
    محمود درويش: "سجل أنا عربي".
    خارون: وابلغها؟
    محمود درويش: "عابرون في كلام عابر".
    خارون: ماذا اذن تكره الأولى وتتجاهل الثانية:
    محمود درويش:....
    خارون: لمن أجمل الأصوات طرا ؟
    محمود درويش: لي أنا، فهو صوتي وقت لا نامة تسمع ولا شيء يرى، صوتي وقت يتنبه مذعورا لينبه في وجودي.
    خارون: ما القصيدة لك ؟
    محمود درويش: تعويذة خائف.
    خارون: هل انت موسيقي؟
    محمود درويش: أنا شاعر جوال أتعبه بياض العشق.
    خارون: إذن، أنت أندلسي، على عرفت السيد فدريكولوركا؟محمود درويش: التقيته مرة راجعا من قرطبة، وكنت أمشي في حلم طويل فصار زقاقا، ورأيت في يدي قمرا. فأخفيت يدي.
    خارون: لماذا تحب الاطالة في الشعر؟
    محمود درويش: لأطيل حياتي على طريق، وليسبقني صوتي على تلك الطريق.
    خارون: والأن؟
    محمود درويش: مذ تركت بيروت، رغبت بالأقل: يوم اقل، خبز أقل, ورد اقل.
    خارون: هل انت فنان تشكيلي؟
    محمود درويش: أنا ترو بادور فلسطيني من ايبيريا العربية.
    خارون: لم أسمع بهذه البلاد، أين تقع ؟
    محمود درويش: في قلب العالم، كانت تقع في قلب اله لم.
    خارون: والأن،
    محمود درويش: في مؤخرة جمجمته، فكرة في اللاوعي، ما ان يلتقطها العقل حتى تتحول الى لابوس.
    خارون: وشعبها، أين يسكن ؟
    محمود درويش: في صفحات الجرائد.
    خارون: أشعب هو أم أخبار مجموعة ؟
    محمود درويش: شعب في الأخبار أندلس في الأوكسجين.
    خارون: ونحت المثقفة أين هي؟
    محمود درويش: في الطائرات، يأكلون ويشربون ويفكرون ويكتبون، ويمزقون ما كتبوا، ويحلمون في الطائرات وعندما يموتون، يدفنون في الطائرات، وان عاشوا في الهواء طويلا فإنهم ما أن تطأ أقدامهم الأرض حتى ينهمر عليهم الرصاص.
    خارون: أشعب هذا أم ميثولوجيا؟
    محمود درويش: إنهم فكرة بريئة يلهو بها قدر شرير، أما الارومة الشعبية فهي زمر من الاهلين باتوا ضيوفا على الممالك في سجونها وحقولها ومراتع الامها، ولو لم أكن أتيتك في عجلة من أمري لاستعرت صوت:هوميروس ونايه ورويت لك ما يروى وما لا يروى.

    خارون: عرفت هوميروس، إنه صاحب سيرة مؤثرة ومشؤومة.
    محمود درويش: والأن، أما تفتح لي هذه البوابة الصغيرة وتتركني أتنير سبيلي؟
    خارون: أسف، لا استطيع، مازالت لك في الدنيا كأس ماء.
    محمود درويش: لا اريدها.
    خارون: ولقصتك بقية.
    محمود درويش: يا أخي، أنا يائس، وما أظنك تجهل قوة اليأس في شخص. خارون: لا تجرح المجرح في، أنا نفسي أقف على أرض اليأس، وما كلامي غير شيء من عسل الموت، لكنك تعاند القدر، وهذا لا يعاند!
    محمود درويش: يعاند من لا يعاند.
    خارون: انك تبدو كمن يريد فلسطين كاملة.
    محمود درويش: أريدها كاملة.
    خارون: ما أشبه الوضع البشري بالعماء الأول، وما أشبهنا بشخوص يخلقهم قدر وتسوغ مصائرهم المأساة، إنك يا صديقي كمن يجرب ان يزحزح صخرة عملاقة، فإن كنت مصرا على سلوك مسلك الحاسم امرا فما عليك إلا أن تصعد هذا الجبل، وتطير من على قمته العالية، كلامك وخلاك وخطاك وما ان تمسك الأرض، حتى تكون يدي في يدك، حينئذ تصير معي الى زورقي، ومن هناك معا، إلى ديار ما رأتها عين،تلك هي ديار الشعر الكبير.
    ====
                  

04-22-2004, 07:25 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    ( المسامرة الثالثة)

    السياب وحاوي: لقاء غير متوقع
    (الشخصيات، بدر شاكر السياب، خليل حاوي)
    (بينما كان خارون يربط زورقه في وتد عند هاوية المنتحرين، ويحاول اتزود ببعنص الماء العذب، قبل ان يعود الى الدنيا ليصطحب معه ميتا جديدا من موتى الشعراء هو ادونيس، وقعت مفاجأة سارة لبدر شاكر السياب).
    بدر شاكر السياب: بربك ألست انت الاخ خليل حاوي؟

    لعمري إنك لتشبهه كثيرا، ان لم تكن هو بعينه كيف حالك ياخليل، لقد كنت شخصا لطيفا، رغم ان أهلك - ايليا خصوصا- قاتلوا بك كثيرا، ولمعوك ليحطوا من شأني، الا تتذكرني.. انا بدر يا خليل !

    خيل حاوي: بدر؟ بدر من؟
    بدر شاكر السياب: ولكن ما لها جمجمتك يا خليل. انها مفتوحة كما لو كانت ثقبت بماسورة مياه، وما الذي تفعله هنا عند نهر المنتحرين، لا تقل لي انك انتحرت، والا اعتبرتك كبير الحمقى بين شعراء الحداثة أجمعين.

    خليل حاوي: اعتبرني ما تعتبرني، ولكن لا تعتبرني شاعرا حداثيا!
    بدر شاكر السياب: الحداثة تذكرني بلبنان، كيف هو لبنان ؟
    خليل حاوي: انتحر هو ايضا.
    بدر شاكر السياب: حرامات لبنان ! ويوسف، كيف هي أحوال يوسف كتبت اليه ومسالة من درام، ولم أتلق جوابا عليها، (يستدرك) هل قلت ان لبنان انتحر؟!
    خليل حاوي: نشبت فيه حرب أهلية من الداخل، وقامت عليه حرب من الخارج فقام وانتحر بلا رجعة.
    بدر شاكر السياب: حرب في لبنان، من المؤكد انك تمزح..
    كيف يمكن لبلد صغير وجميل مثل لبنان ان ينتحر؟ لا أصدق !
    خليل حاوي: مزقوا اربا اربا ورموه لليهود.
    بدر شاكر السياب: من هم ؟
    خليل حاوي: أبناؤه الأشاوس.
    بدر شاكر السياب: مستحيل !
    خليل حاوي: يجب ان تصدق.
    بدر شاكر السياب: وهل مات فؤاد رفقة ؟
    خيل حاوي: كلا.
    بدر شاكر السياب: وشوقي ابي شقرا؟
    خيل حاوي: كلا.
    بدر شاكر السياب: وادونيس ؟
    خليل حاوي: كلا.
    بدر شاكر الساب: والشاعر السوداني صاحب " اذكريني يا أفريقيا" ما
    اسمه.. ذكرني به.
    خليل حاوي: تقصد محمد الفيتوري؟
    بدر شاكر السياب: الفيتوري، نعم الفيتوري كيف هو:
    خليل حاوي: أصبح ليبيا.
    بدر شاكر السياب: مستحيل، كيف ؟!
    خليل حاوي: كان يجب أن تعيش حتى. الثمانينات من قرن العشرين لتسمع وترى ما يجعلك تنفر من الدنيا ومن عليها!
    بدر شاكر السياب. والمأغوط، حل مات الاغوط ؟
    خليل حاوي: تركته في دمشق يرزق هو واريد لحام.
    بدر شاكر السياب: أمازال فقيرا.
    خليل حاوي: لست أدري.
    بدر شاكر السياب: لقد اشتقت الى هذه العصابة الجميلة، عصابة
    الحداثه، ولو سمح لي خارون وهرمس بالعودة الى الدنيا ليوم واحد، لما اخترت جهة أقصدها غير بيروت.
    خليل حاوي: أنت واهم.. وضعيف العقل يا بدر، ومن المؤكد انك لم تعاشر هذه النخبة من المنافقين، ولو كنت فعلا عرفتهم، عن قرب، كما أنا، لما كان مصيرك بأفضل من مصيري، انظر الى جمجمتي، أترى الى الثمن، لقد ضاقت بي الدنيا في بيروت، ومللت الصعود الى (ضهور الشوبر) هاربا كل صيف من نقيق الشعراء، ومماحكاتهم ودسائسهم ومؤامراتهم، وتواطؤهم مع السيد ابن سينا فما برحت بي الحال حتى تناولت البندقية وحشوتها وتخلصت من الجميع.
    بدر شاكر السياب: أخشي أنك تبالغ يا عزيزي وصديقي.
    خليل حاوي: لا تقل عزيزي وصديقي، وأنتبه الى كلامك يا استاذبدر، فأنت شاعر حساس وأنا شاعر ورجل منطق وفلسفة، انك تستعمل مفردة تتقرب فيها من مشاعري، ولم تكن مشاعرك صافية نحوي أيام كنت في الدنيا، وليس من سبب لدي يجعلني اتقبل منك هذه العاطفة الداهمة نحوي وأنا ميت.

    بدر شاكر السياب: نحن في حالة حرية، وليس من سبب يجعلني أتودد اليك غير الود الحقيقي الذي أشعره نحوك الأن، أيام كنا في الدنيا، كانت جرعة شعر تكرهك، وكنت أنت تكره أعضاءها، وبدوري كنت على صداقة مع الخال وادونيس، ولم اكن على عداء معك.

    خيل حاوي: لكنك كنت تجاريهم في بغضهم لي، فتظهر الموافقة وربما كنت شاركت في ابداء موقف بائس مني، على أي حال مازلت اعتبرك شخصا عفويا، ومن المؤكد ان انجليزيتك ركيكة، رغم انك شاعر جيد، ولست أدري كيف كان ادونيس والخال يثقان بانجليزيتك، وهما اللذان دأبا على تزويدك،لكتب التي ترغب مؤسسة فرانكلين بترجمتها الى العربية.

    بدر شاكر السياب: دع انجليزيتي جانبا، وكن على ثقة من انني أكن لك مشاعر الحب.

    خليل حاوي: لا تجعلني أغضب، لا تجعلني أنادي على

    خارون، ليذهب و،أتينا من الارشيف برسائلك الى يوسف الخال دع الحال مستورا وغير الموضوع، أو فلتذهب في سبيلك وتتركني في سبيلي.

    بدر شاكر السياب: ولكن كيف حال يوسف الخال لم أتوصل بأخباره مذ وصلت هذا المكان.
    خليل حاوي: لعله مات، من المؤكد انه مات، ولم لا يموت، مادام توفيق نفسه مات !
    بدر شاكر السياب: وأدونيس هل مات هو الأخر؟
    خيل حاوي: أدونيس لا يموت، أنه يحب الخلود لذلك فهو لن يموت.
    بدر شاكر السياب. وتوفيق صائغ هل مازال في أمريكا؟
    خليل حاوي: قلت لك انه مات، مات بالسكتة القلبية وهو في المصعد الكهربائي.
    بدر شاكر السياب: حرامات توفيق... كنت معجبا بثقافته الجنسية، كانت ثقافة رفيعة جدا، وكنت تجد في مكتبته كل كتاب في الجنس، حتى لو طبع في الهند، ولو ان شعره كان موزونا لكان واحدا من افضل الشعراء العرب. لابد ان نبحث عنه، ونعثر عليه، عسانا نتوصل منه باخبار الخال.
    خليل حاوي: انك تثير غضبي، يا سيد بدر، ولو كنت ستظل
    تتقصى اثر "جماعة شعر"، في حديثك فلا تقترب مني، ولا تخالطني، فأنا شخص يهرب من المتاعب، وقد نلت نصيبي الوافر منها.
    بدر شاكر السياب: كأني بك تتهم "جماعة شعر" بانتحارك.
    خيل حاوي: هذا كلام فارغ، ما احلاني وانا منتحر من اجل بضعة شعارير صغارا لقد انتحرت لانني ضقت ذرعا ومللت من الوقوف على شاطئ البحر في منطقة المنارة، متطلعا في الفراغ.

    كل شيء كان فراغا في تلك السنوات: الحب فراغ، الحرب فراغ، الماضي فراغ، المستقبل فراغ، الجامعة فراغ، التلاميذ فراغ، الفلسفة فراغ، كل شيء كان مجوفا وفارغا وخلوا من كل شيء.

    بدر شاكر السياب: والشعر: الشعر أيضا كان فراغا؟
    خليل حامد: ما هو الشعر، يا بدر، أليس الشاعر نفسه جوهره العميق، بصيرته الغريقة، تحت، بلا دليل. أليس الشعر هو نحن؟
    بدر شاكر السياب: بلى.
    خليل حامد: وعندما تكون هذه الانا هذه النحن شاعرة بفراغها وخلوها من كل ما هو حقيقي وسيق وجاذب. الا يعني هذا انه الموت ؟
    بدر شاكر السياب: ربما!
    خيل حاوي: بل، قل بلى.
    بدر شاكر السياب: بلى.
    خيل حاوي: اذن لماذا لا يتطابق ساعتها الجوهر والمصير، ويصبحان شيئا واحدا كاملا، مريحا، مستريحا!
    بدر شاكر السياب: (باعجاب) أنت فيلسوف يا خليل ؟
    خليل حاسد: بل شاعر، شاعر متشائم ولهذا أبدو لك فيلسوفا.
    بدر شاكر السياب: هل تطمئن على أخيك ايليا؟
    خليل حاوي: لا تذكرني به، فهو شخص أحق.
    بدر شاكر السياب: بابا. عيني، خليل، هذا ما يجوز! ايليا يحبك كثيرا، وهو أخوك.
    خليل حاوي: هذا لا يمنع انه أحمق، وان لم تصدقني فلسوف أنادي على خارون ليأتيك هن الارشيف بالكتب التي صدرها عني هادفا الى تخليدي، فاذا به يدفني ثانية!
    بدر شاكر السياب: عجيب!
                  

04-22-2004, 07:29 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    (المسامرة الرابعة)
    نزار قباني: دليل العاشقين
    (الشخصيات: نزار قباني، خارون)
    نزار قباني: أنا نزار قباني، أم كلثوم الشعر العربي، اذاعت ولادتيمئذنة في دمشق وكتفتني امة جائعة الى الحب، أنا رسول أحلام العذارى، حامل اختام ورسائل المغرومين، موقع القاصرات في هوى البالغين، مدرب العاشقين، قارىء ابراج الحظ لغزاة المخادع، الملهم الملهم، من له الحظوة، لدى الجمهور، سرا وعلانية، في الدساكر والمتصرفيات والايالات والسناجق، يرهبني الحكام وتعشقني بناتهم فيخبئن اشعاري في ضفائرهن وقمصانهن، مؤخرا وصلتني رسالة من عاشقة كتبتها على ساقها خوفا من الرقيب (اذن) انا رسول الحرية.

    خارون: مهلك، ودعني أسألك سؤالا مناسبا.
    نزار قباني: (متابعا)... وأنا شاعر المرأة ولو كرد الكارهون قراء ونقادا ومتين، حيث حللت حل المجد، لم ألن في حياتي كلها لسلطان، إلا سلطان النوم، والأن واأسفي علي.

    (يبكي) ها إن إلا سلطان زاهق الأرواح يسوقني اليك صاغرا ياخارون، متقلبا بي من النور الى الظلمة، ومن المجد الى العدم، فما من رجعة لنفسي، كأنني لم أولد ولم يكن لي في الدنيا وجود.

    خارون: هدئ من روعك، يا نزار، فأنت قادم من دار الفناء الى دار الخلود.

    نزار قباني: ليتني اقتنع، فما أنا بقنوع، ملأت الدنيا وشغلت الناس.. (يبكي)، ولسوف تستكثر علي، هنا ياخارون في عالم الاشباح، ما كان محتقرا لدي في دنيا الأحياء.

    خارون: هون عليك وأجبني بربك إن كنت ترغب أن تشارك شاعرا او ناقدا سكناه، أم انك تفضل اعتكافا يتيح لك المتأمل ونظم الشعر؟

    نزار قباني: كنت أفضل الا أضع قدمي في زورقك يا خارون، ولا أمر على هذا العالم أبدا، وما دامت حيلتي ضعيفة أمام سطوة الموت، فإن كل موضع صالح لاقامتي بشرط الا يقترب منه المدعو عبدالوهاب البياتي، فهو فار من الجندية ويائس، واخشي ان يرتكب حمافأ تزلزل بدني.

    خارون: أضمن لك أن تكون اقامتك في مكان قصي، ولا أضمن عدم وصول السيد البياتي الى ذلك المكان، فالعالم السفلي، على رغم القوانين الصارمة التي تتحكم "، فهو بلاحدود أو حواجز.

    نزار قباني: هوذا ما كنت أخشاه،فأنا شخص لطيف ومهذب وحروبي ضد الحكام وشعرائهم خضتها بقوة الكلمة، ولا استبعد ان يخرج البياتي لمواجهتي وفي يده غصن شجرة.

    خارون: مالك والبياتي.. فهو اليوم مقيم تحت شجرة الانساب وقد سرق الحسنى ابتسامته وسيطرت عليه الكابة، يقلب (بمساعدة من ناقد اسمه محيي الدين صبحي)

    أوراقا دونا عليها أسماء أجداده، يحسب ويجمع ولا يتوصل الى ما يرضيا ويفرج من غمه، ولا اظن انه سيكون متفرغا لشيء أخر غير نفسه.

    نزار قباني: انت لا تعرفة، يا خارون ولا تعرف ناقده الذي ذكرت فهما من طينة غريبة.

    خارون: ماذا تقصد؟

    نزار قباني: أقصد انهما، هو وناقده، شخصان مواريان متواطئان ضدي، كما خارت هزيمة أداهما سنده الأخر، في الستينات، أذكر التاريخ تماما، نشر السيد محيي الدمن صبحي مقالا ناريا كشف فيه عن سرقة ارتكبها البياتي في مسرحيته "محاكمة في نيسابور" مستعملا في كشفه أرقاما ووثائق.

    خارون: ومن كان المسروق ؟

    نزار قباني: كاتب أوروبي اسمه هارولد بلوم، والسرقة وقعت من كتابه المسمى "عمر الخيام " والغريب ان البياتي الذي اكتشف فجأة، ناقدا يقف ضده، ظل وراء هذا "الناقد" مدة عشرين عام ونيف، حتى استماله اليه وكتبه رسالة دكتوراة

    كاملة تحت عنوان ( الرؤيا في شعر البياتي).وقد حضر كاتب هذه المسامرة الوقائع الطريفة لمناقشتها في الجامعة الامريكية في بيروت من قبل عدد من الاساتذة، كان بينهم الفاضل محمد يوسف نجم، والالمعي نديم نعيمة، وقد ورد على لسانهما عبارات ألهبت القاعة بالسرور وندي لها جبين الناقد. والذي أدهشني في أمرهما- الناقد والشاعر- ليس انقلاب الاول، وانما دأب الثاني وصبره وحنكته:

    وليس - ايضا- اعتبار الناقد شاعره المفضل البياتي وحيد عصره، وفريد زمانه، ولا شبيه له، وكل هذا مدون في "الرؤيا في شعر البياتي"، وانما البياتي نفسه.، وهو يعرف انه ليس هكذا، ولن يكون له هذا أبدا، وان ما كتبه هذا الناقد ليس غير كلام يسهل محوه !

    المهم يا سيد خارون، انني بازاء جنابك أقف، وما من شرط لي فير أن تجنبني هذا الشاعر، ولا مانع لدي في ان استقبل السيد محيي الدين صبحي تائبا. فهو ما يزال مقبولا من جانبي خصوصا انه صنف كتابا كاملا أوقفه على شعري وأطلق عليه

    عنوانا لن أنساه ما حييت: "الكون الشعري عند نزار قباني".

    خارون: سوف أكون مساعدك، ولن أتخلى عنك، ليس لانحيازي ,الى جانبك بازاء ما ذكرت من ترهات النقاد وأوهام شعراء أصابهم بؤس الخلود، فارتكبوا في الشعر أفعالا غريبة عليه وإنما لأنك أنزلت القصيدة العربية من عليائها وأجلستها على ركبتك كطفل، مرحت تدللها، المي أن كبرت فأطلقتها لتكون كائنا بين الناس منظورا ومحبوبا.

    نزار قباني: لا اقبل أن يكون السبب هذا فقط، وأحب منك ان تقول مثلا: ولكوني، أيضا حررت القلوب من الاقفال ورميت بسهم شعري كل مراهق، ولما بلغ العمر مني مبلغ الحكيم، وجاءت على العرب نكسة حزيران (يونيو)، تركت قافية الحب، واشعلت الأرض بالحاكمين.

    خارون: خلني أخالفك لنكون صديقين، وتسامح ولا تغضب اذ اقول لك، انك لمم تكتب بيتا من الشعر اللامع العظيم منذ نكسة حزيران ( يونيو) وحتى اليوم، وكان يكفيك ما بنيت للشعر من قبل لان كل سطر أسلمت فيه الشعر الى السياسة عرض ويعرض عمارتك الشعرية الصرفة للهدم.

    نزار قباني: هذا كلام مخيفا ومؤثر، وهو يحزنني ويطربني، فهو يعطيني حقي من المجد، ويجعلني أقف على اخطائي، التي طالما عرفتها وتجاهلتها، فلقد هيجت الجمهور من حيث شئت وقسطت، وما هكذا كان قصدي قبل حزيران، كنت

    قبله شاعر القصيدة والجمال وأصبحت بعده هجاء بلا شعر.. ولسوف أقبل كل نصح منك يا خارون، فأنت شخص عادل، وكلامك طالع من المحب.

    خارون: تعال الأن، إلى زورقي، أيها الشاعر، لسوف أكلل جبينك بالغار، فأنت منتصر وما ان تضع قدمك في هذا الزورق الخشبي الصغير، حتى ينفتح باب التاريخ ويتقبلك كأول شاعر حديث احبته العرب واختلفت عليه بعد الشاعر المتنبي، من رئيس الجمهورية المي طالب الاعدادية، ومن الملك الى موظف الاعلانات،

    ولا تبتئس، لان حسناتك غالبة سيئاتك واعترافا مني بشا عريتك سوف أتقاضى منك نصف ما أتقاضاه عادة من زبائني، أما إكليل الغار فقد سددت ثمنه سلفا.

    إرشارة:
    هذه المحاورات كتبها الشاعر نوري الجراح سنة 1989 وهي من أصل 25 محاورة متخيلة مع شعراء عرب أحياء ومترفين يضمها كتاب سيصدر هذا العام في بيروت تحت عنوان (رجل الزورق - مسامرات الأموات).

    في هذه المحاورات يستوحي الشاعر الحديث طريقة الفيلسوف والأديب السوري- اليوناني القديم الساخر لوقيانوس السميساطي في كتابه "محاورات الموتى" وقد نشر بعض هذه المسامرات في الصحافة اليومية اللندنية تحت عنوان جامع هو "مسامرات الاموات " في هذه المسامرات يتوارى الشاعر وراء قناع خارون الشخصية الميثولوجية الاغريقية ليستضيف في كل محاورة شاعرا عربيا ويعرضه المساءلة النقدية الطريفة، اما خارون فتقول الاسطورة الاغريقية انه يحق بزورقه العالم ألحي الى عالم الفناء عبر نهر ستيكس ومعه الموتى العظام واللئام معا، وكانت هذه المسامرات قد انقطع نشهما أواخر الثمانينات بسبب المشكلات التي عرضت لكاتبها من الشعراء الذين كان أغلبهم ما يزال حيا، كالقباني، والحيدري، والبياتي، والذين لم يتورع خارون، على رغم كل ما لهم من سطوة، عن نقلهم بزورقه أحياء، ومحا كمتهم نقديا خلال الرحلة، وذلك من قبل أن يرحلوا عن عالمنا، ويعتبروا من كبار شخصيات العصر.
                  

04-22-2004, 08:38 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    نبدا هنا ببعضالصرخات من اجل الوطن ...
    الذي اصبح حتي لا يملك خارطة ...

    كانت هي اولي المشاركات في 2003 ..
    الملاحظة غريبة والفكرة اكثر غرابة ..
    بحثت كثيرا في الانترنت عن خارطة السودان ولم الحظ الفرق ...

    ولكن نحن هنا امام شخص يستطيع رؤية الاشياء بطريقة علي الاقل مختلفة
    ولكنيا ايضا افهم انه لو لم يكن الوطن في القلب والعقل معا لما كانت تلك الملاحظة بذات اهمية
    .
    ..



    ثم الي الادب

    مسامرات
    نزار قباني
    بدر شاكر السياب
    انسي الحاج

    اعتقد ان مابين الاهتمامين تبدو الاستاذة ليلي نموذجا للمثقف الشامل كما يمكنني ان اطلق عليها ..
    بكل تأكيد نحن هنا امام اعلامية سواء في مجال الصحافة او التلفزيون ولكن كم شخص هنالك في مئلا الاعلاميين يعتبر مثقفا او يمتلك المعرفة ... المتنوعة ..
    ربما لاحقا نستطيع ان نتعرف علي جوانب اخري ... ولكن هنا ايضا الاشارة ليست فقط الي المواضيع الادبية فهذه المسامرات ... هي في الحقيقة قطعة حوار رائعة جدا وهذا هو الجانب الذي اعتقد انه لا يقل اهمية عن المحتوي والمتحاورين ...

    قرأت للاستاذة ليلي اكثر من حوار وسوف احاول ايجادهم لنري هذه المقدرة المتميزة ...
    .
    .
                  

04-22-2004, 08:19 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    ابو امنه يامكتشف النجوم , فقد نبهت من قبل الزميلات والزملاء لقراءة العزيزه مبسون النجومي وكانت لفته موفقه منك . والان انت تعيد قراءة الصديقه الابنوسه . وليلي يابوامنه شخصيه جديره بالاحترام فهي انسان خاص جدا , فهي مثلت اضافه ضخمه لكل من عرفها
                  

04-22-2004, 09:27 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: بهاء بكري)



    العزيزة الجندرية

    دعيني اقول لك سرا ... انها محاولات لغسل وجه هذا البورد ... وجه القهوة التركية .. الذي طالما ازعجك في الفترة السابقة

    كل الود لك
    .
    .
                  

04-24-2004, 10:33 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

                  

04-22-2004, 09:30 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: بهاء بكري)


    صديق الموج

    جاري الذي لم اقابله قط ...

    سنلتقي قريبا

    وللصغار سلامي ..

    في الحقيقة الاستاذة ليلي ... تستحق اكثر من ذلك وانا الان ربما متخوف بعض الشيئ من انني ربما لا اكون علي قدر هذه القامة ولكني في النهاية احاول ..
    .
    .
                  

04-23-2004, 12:10 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    شكرا يا ابو آمنه على هذا البوست القيم
    كم نحتاج مثله لنعيد للبورد رونق جديته

    ابنوسة مميزة بطرحها الجاد الواضح الرؤية والخطى


    لكل ذلك ينبغى ان يبقى فوووووووووووووووووووووق



    ام واصل
                  

04-23-2004, 01:48 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Ishraga Mustafa)



    يا ياقوت العرش ( ابنوسة .0. الفيتوري )


    هنا اشارة محددة من خلال الحوار الذي دار ما بين نصار الحاج واالاستاذة ليلي ... اذا انهما يتفقان علي ان الفيتوري يرتمي في احضان ( البشير وغيره ) ولكنها تستطيع الفصل تماما ما بين سلوكه اليومي وما بين مقدرته الابداعية شعريا ... ربما يختلف البعض في سلوك الشاعر الفينوري ولكن حقا ان لا اظن ان هنالك شخصان يختلفان في مقدرته المتميزة ..
    ولكن ربما ما يجعل نصار الحاج يذهب الي ذلك هو في محاولة الاستاذة ليلي صلاح ان تبرز الشاعر الفيتوري في ثوب المدافع عن الحقوق والحريات .. وهنا يمكنني ان اختلف معها قليلا اذ ان المسالة ليست مجرد استغلال المقدرة او الموهبة في صنع قصائد للاحداث نقول فيها ما لا يشبه سلوكنا اليومي وبالتالي فان ذلك يعني ان ايماننا بما جاء في قصائدنا هو من اجل السوق ربما او من اجل ذر الرماد في الاعين ... ولا اتوقع من شخص يتجول من البلاط الليبي الي البلاط السوداني ان تكون المسالة لديه ايمان عنيق لان الايمان العميق دائما ما يتجسد في السلوك ...

    في النهاية يبقي الشاعر الفيتوري كما قالت الاستاذة ليلي هو احد أبرز الاعلام في العصر الحديث ولا ينتقص من مقدرته الشعرية مواقفه السياسية والانتماء والسلوك اليومي ..

    هنا هذه القصيدة التي في الحقيقة احببتها كما احببت كثيرا من قصائد الفيتوري .. وهنا ايضا درس جديد من الاستاذة ليلي فلفصل ما بين الاشيء واجب وعلينا ان نعترف للاخرين بحقوقهم قبل ان نختلف او نتفق معهم في جانب اخر من حياتهم .. فبهذا وحده نستطيع ان نصل الي الرؤية الاكثر وضوحا ... ولا يجب ان نصادر او ننكر كل ما قدموه في جانب محدد لاختلافنا معهم في جانب آخر .. وهذا يمثل احدي ركائز ودعائم الحوار المفيد والراقي وهي الاستاذة ليلي تتجه في محاولة لفرض سلطة هذا النوع من الحوار .. وليت كل حواراتنا تتسم علي الاقل بابجدية الحوار وهي سماع الاخر حينما يتحدث ..

    وهنا القصيدة
    xt




    ياقوت العرش
    محمّد الفيتوري


    دنيا لا يملكها من يملكها
    أغنى أهليها سادتها الفقراء
    الخاسر من لم يأخذ منها
    ما تعطيه على استيحاء
    والغافل من ظنّ الأشياء
    هي الأشياء!
    تاج السلطان الغاشم تفاحه
    تتأرجح أعلى سارية الساحة
    تاج الصوفي يضيء
    على سجادة قش
    صدقني يا ياقوت العرش
    أن الموتى ليسوا هم
    هاتيك الموتى
    والراحة ليست
    هاتيك الراحة
    ***
    عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي
    عن حوت
    قدماه من صخر
    عيناه من ياقوت
    عن سُحُبٍ من نيران
    وجزائر من مرجان
    عن ميت يحمل جثته
    ويهرول حيث يموت
    لا تعجب يا ياقوت
    الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان
    القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة
    وحكيم القرية مشنوق
    والقردة تلهو في السوق
    يا محبوبي ..
    ذهب المُضْطَّر نحاس
    قاضيكم مشدود في مقعده المسروق
    يقضي ما بين الناس
    ويجرّ عباءته كبراً في الجبانه
    ***
    لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا
    لن تعرفنا
    ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا
    أدنى ما فينا قد يعلونا
    يا قوت
    فكن الأدنى
    تكن الأعلى فينا
    ***
    وتجف مياه البحر
    وتقطع هجرتها أسراب الطير
    والغربال المثقوب على كتفيك
    وحزنك في عينيك
    جبال
    ومقادير
    وأجيال
    يا محبوبي
    لا تبكيني
    يكفيك ويكفيني
    فالحزن الأكبر ليس يقال.
    محمد الفيتورى (1932 - )
    • درس في الأزهر
    • عمل بالصحافة في القاهرة والخرطوم وبيروت
    • أصدر عدة. دواوين أهمها:
    • أغاني أفريقيا
    • واذكريني يا أفريقيا
    • معزوفة لدرويش متجول.


                  

04-23-2004, 01:49 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Ishraga Mustafa)

    بهاء بكري ...

    كل الحب والود ...
    انهم نجوم واعلام علي رأسها نار ... كل ما افعله هو استدعاؤهم كلما أطالوا الغياب حتي نخرج من خلالهم من هذه الدوامة الغريبة .. سنظل نستدعيهم في كل مرة نحس بأن الامور ليست علي ما يرام وان غترة الغياب اكثر مما يحتمل .. انها مسالة تشبه كثيرا استدعاء روح الاسلاف في الديانات الافريقية والهندية ... روح الاسلاف من أجل اعطائنا مزيدا من القوة والصمود .. فالايمان بعودة الاسلاف كلما اردنا ذلك دائما هو الذي يعطينا السبب لنظل واقفين وصامدين .. ويخلق في دواخلنا الرغبة للتقدم الي الامام
    هنا استدعي الاستاذة ليلي صلاح مرة اخري من خلال كتاباتها .. وحدث ان استدعيت ميسون التي ظلت تهرب علي الدوام وتأتي احيانا وحدث ان استدعيت الهام عبد الخالق ولكنها ايضا لا تستطيع التواجد باستمرار ...
    وطالما ظل الغياب حاضرا سيكون الحضور من اجل الغياب حاضرا علي الدوام ..

    كل الحب والود
                  

04-23-2004, 05:56 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    العزيزة اشرقة مصطفي

    سالت منك كثيرا بطريقتي الخاصة ....
    والان يزدادد البورد بك القا وبابنوسة ...


    ٍكل الحب والود

    (عدل بواسطة Abo Amna on 04-24-2004, 10:08 PM)

                  

04-24-2004, 08:06 PM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)
                  

04-24-2004, 08:14 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Alsadig Alraady)

    الأخ العزيز ابو آمنة
    تحياتي

    وشكرا على الاشارة اللطيفة الى شخصي - فهذا لطف وحسن ظن منك بي فأنا لم اقدم شيئا يذكر مقارنة بكثير من الاخوة والاخوات هنا .

    اتفق معك ومع المتداخلين في هذا البوست الجميل ان الاخت ابنوسة او ليلى ، انسانة مثقفة يبدو ذلك من اختياراتها الرفيعة التي تأتينا بها بين الحين والآخر رغم قلتها الا انها دائما تكون ملأى بالجميل والجيد.
    واتفق ايضا ان عامل الزمن ربما لم يتح لهاان تقدم لنا ما تختزن من طاقات ، فهناك جانب فيها لم يظهر هنافي المنبر وهو انها قاصة، وانا من هنا ادعوها أن تقدم لنا بعض قصصها حتى نتعرف على هذا الجانب واستعين هنا بالأخ نادوس ان يحفزها ويساعدها في ذلك .
    التحية لأبنوسة
    ولنادوس
    ولك اخي جعفر
                  

04-24-2004, 11:29 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: sympatico)

    أبنــوســــــــــــــــــة


    كتابات ابداعية
    الخرطوم تزداد نظافة وحداثة تليق بمدينة رأسمالية في القرن الواحد والعشرين بينما يزداد الناس فقرًا. جامعة القاهرة بالخرطوم

    مكتظة بالطلبة كالعادة . الضجيع يملأ المكان، أحد الأركان السياسية مزدحم بالفتيات والفتيان يجلسون غير مهتمين بمظهرهم

    وغير مكترثين بمكان جلوسهم، يتبادلون الأحاديث بأصوات مرتفعة، بالقرب منهم جلس مصطفى ذو اللحية الكثة ونظراته التي تشبه

    نظرات ذئب في لحظة قنص يتبادل مع أمل الحديث، أمل مثقفة تنظر كثيراً في كل شيء. وهي تبحث عن واقع وصلت إليه
    بعقلها ولا تجده في وجوده المادي، في مكان ليس بعيد جلس أحمد يرمق الكل بشك هو جزء من شكه في الوجود بأكمله هم جميعاً
    أصدقاء أعزاء .
    كنت جالسة والأصدقاء انتصار سلمى وسنهوري وعبد الله نتبادل الحديث كالمعتاد وفي يدي مجموعة من الكتب برزت من بينها
    مجلة الصغار " ميكي" التي ظلت أحد ما تبقى لي من طفولتي . بالقرب منا كانت تجلس مجموعة بينهم طفل في حوالي
    العاشرة من عمره. كان صوتنا يعلو بالجدل حول قناعات المثقف حين تصطدم بثوابت المجتمع هل يتوجب عليه أن يحارب من
    أجلها أم يهادن المجتمع ؟ .
    انتبهت إلى أن المجموعة التي بالقرب مني ترمقني بنظرات فاحصة وما أن التفت إليها حتى تعود لمواصلة حديثها، دخلني القلق

    وبدأت أرقبهم من طرف خفي ، كانوا أربعة، شابين وفتاة وطفل بدأ أكثرهم إصرارًا على التحديق بي ومتابعة ما يدور من حديث

    بيني وأصدقائي ، عدت أسرح بأفكاري هل هؤلاء هم مرة أخرى ؟ هل هذا يا ترى أسلوب جديد للمتابعة ؟ بمساندة طفل ! .
    الطفل كان بين الحين والآخر يلكز أحد الذين قربه ويتحدث إليه همسا ثم ينظرون إليّ بإلحاح . ازدادت دقات قلبي ، جف ريقي

    . ترى ماذا يريدون مني ثانية ألا يكفيهم أن الخوف أصبح رفيقاً دائما لي ؟ .. عدت أنظر إليهم ، الصبي يلفت نظر الفتاة ،

    الفتاة ترمقني ثم تستدير نحو الرجلين . عدت أفكر ماذا أفعل الآن هل أنقل مخاوفي لمن معي ؟ وماذا أقول لهم ؟ سأصبح فقط

    موضع سخرية وتندر .
    أحسست بأنني ابتعدت بفكري كثيراً عن الذين معي حاولت أن أجاريهم لكنني فشلت .
    سامية أين أنت ؟.. عبد الله يسألك عن رأيك .
    أفقت على صوت انتصار .
    - آه رأيي إن المثقف عندما تتعارض قناعاته والمجتمع ينبغي أن يهادن نعم يهادن " وإلا حيروح في ستين داهية " …
    نظرت إليهم . الطفل ينظر إلي ثم يعود للهمس للآخرين . المكان ضاق بي على سعته . كل الذين حولي تلاشت أجسادهم

    ليصيروا فقط عيونا .. عيونا .. عيون مرعبة ، ترمقني من كل اتجاه لم أطق صبراً حملت حقيبتي وذهبت باتجاههم

    سألتهم عن الساعة ، أجابني أحدهم بأنها الواحدة ظهراً .
    الطفل كان يبتسم وهو ينظر إليّ ، داعبته ، في رأسه بيدي قائلة :
    هل أشبه أحداً تعرفه .
    أجابت الفتاة .
    - هو فقط يرغب في مجلة ميكي التي بيدك وخجل في أن يطلبها منك لذلك يحاول أن يوسطنا لهذا الأمر .
    أعطيته المجلة وأنا أقهقه ضاحكة بسخرية من نفسي .




    قراءة خاصة ...


    هنا نحن مع قطعة من كتابات الاستاذة ليلي صلاح تماما كما طالب العزيزي Sympatico

    وربما اكون كلاسيكيا وربما ليس لدي الادوات اللازمة للتعامل مع النصوص الادبية ولكن القطعة اعلاه لم استطع وضعها في اية

    تصنيفات ادبية معروفة ولذا اطلقت عليها كتابة ابداعية ... أعلم جيدا انه ليس علي ان احاول صب الامور في قوالب جاهزة ولكن ايضا اعرف جيدا انه حينما اطلق علي شيئ ما رواية ان تكون علي الاقل تستوفي بعض الشروط العامة ... عموما لن اصنف هذا الشيئ المكتوب ولكن الذي اود قوله هو في الحقيقة المثقف الشامل الذي يقرأ ويمتلك المعرفة المختلفة ومن ثم يستطيع الانتاج باسلوبه الخاص

    من خلال الحوار الذي دار حول هذه القطعة يتضح انه تم تصنيفها من قبل الاستاذة ليلي ... اذن هي قصة قصيرة بحسب ما كتبته ... اورد رأي الاستاذة تماضر شيخ الدين التي علقت علي ضعف هذه ( القصة القصيرة ) متعللة بأن الكشف عن المجلة منذ البدء أضعف تلك القصة واصبحت كعمل غير ناضج ( هذه اضافة من عندي )
    حسنا هنا تقول الاستاذة ليلي انها تعلم جيدا ان هنالك ضعف في القصة ولكنها كتبتها منذ فترة وارادت ان تنشرها كما هي ...

    عموما يسير الحوار في اتجاهه وحواراته ولكن ما يخخمنا هنا هو مسالة الانتاج ... فبجانب المعرفة التي تتسلح بها الاستاذة ليلي هي تحاول الانتاج واعتقد ان ذلك هو رأس الرمح في مسالة المعرفة والانتاج ليس مربوطا بشكل محدد يمكن ان يكون اية نوع طالما كانت هنالك المقدرة اتلابداعية ونحن دائما نسير ونخوض التجارب لنعرف مدي مقدراتنا وامكاناتنا التي تتحدد وفقا لحوارنا مع الاخرين
    في النهاية تظل تجربة ومحاولة للانتاج علينا ان نسندها بالنقد ونحاول تقويمها كلما امتلكنا الادوات والمقدرة ...
                  

04-25-2004, 09:49 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    عزيزي Sympatico

    تحية طيبة

    أرحب في البدء بك وبنادوس هنا
    في الحقيقة ليلي ملأي بالجميل والجيد هذا ما اكتشفه كلما تابعت كتاباتها
    ومرة أخري لا استطيع ان اطلب من الأخ نادوس محاولة اقناعها باعتبار ان ذلك قد يكون مزعجا بعض الشيئ او مرهقا او مقيدا ولكني اطلب منه ان يمدنا اذا امكن ببعض تلك الكتابات ...
    عموما يا سيدي

    مرة أخري مرحبا بك الي هنا
    والتحية لليلي ولنادوس
                  

04-25-2004, 11:59 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    أبنوسة

    طينة الأسى: ثم صاح الخيال كوني وطناً

    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]


    قد تذكر جماعة مِنْ مَنْ تحدثت اليهم في السودان في زياراتي له أنني قلت لهم "السودان بلد محروس ان شاء الله" كل ما أفرطوا في الخوف ان يطير الوطن شعاعاً من فرط الخلاف والحرب والعنت السياسي. وكانت هذه العبارة ، من جهة، هي حيلتي في التفاؤل بالوطن واستباق الخيرات له. وهو تفاؤل ذكرنا الدكتور خالد المبارك أن لا حياة لأمة بدونه. وكانت العبارة، من الجهة الأخرى، هي قناعة مني أن السودان بلد مؤمن بعزته على اهله. فقد ظللنا منذ جيلين نتحاذر انفراط عقد الوطن. فقد خشينا عليه في السبعينات ان تدور به دوائر اللبننة حين كانت لبنان عرضاً مرضياً في الخلاف المؤدي الى ذهاب ريح البلاد. كما خشينا عليه من الصوملة في التسعينات حين تهافتت دولة الصومال تهافتها المشهور. ولم يتلبنن السودان ولم يتصومل والحمد لله.

    وثبتني على عقيدتي في تنزيه السودان عن الشتات أننا لم نتوقف يوماً عن إعادة التفاوض في ما تكون عليه دولة السودان الوطنية الموروثة عن الاستعمار. فقد ظلت هذه الدولة في قفص الاتهام منذ "تمرد 1955" في الجنوب حتى "تمرد" جبل مرة. ولم نتأخر كثيراً كما وقع في دول أخرى في الوعي بمأزق هذه الدولة أو في إعادة التفاوض حولها. فقد كانت ثورة أكتوبر 1964 هي الخط الفاصل بين تمسكنا بالدولة الموروثة عن الاستعمار وبين الاعتراف بأنها مما يحتاج الى تعديل جذري او جدي. وتأخرت عن ذلك دول أخرى كانت حتى عهد قريب مضرب المثل في الاستقرار السياسي المحسود. ويبدو ان استقرارها كان مثل شحم المتنبيء: ولا تحسبن الشحم في من شحمه ورم. وقد عادتني هذه الخاطرة وأنا اتابع اخبار ساحل العاج وحربها الأهلية المنذرة. فقد كانت ساحل العاج مما يضرب به المثل في الديمقراطية والرأسمالية والاستقرار. وعلى ضوء تمرد شمالها المسلم في الغالب في العام الماضي بدا للجميع أن صفوة البلد الجنوبية المسيحية قد تعامت طويلاً عن فساد التركيبة السياسية والاجتماعية الموروثة عن الاستعمار. وقد رأينا كيف ثار جنوب البلاد المتنفذ ثورة عارمة على اتفاق سلام كانت عرابه فرنسا. ومع ان المتمردين قد تنازلوا عن مزايا كبرى منحهم لها ذلك الاتفاق الا ان الجنوب لا يزال في البادي غير مصدق أنه سيجدد التفاوض مع رعايا له في وطن تعود أن تكون له فيه الوجاهة والصدارة. ربما كان هذا التعامي أيضاً ما ساق ليبيريا الى حتفها حين تعامت صفوتها المسيحية الحاكمة ذات الاصول الامريكية عن مظالم الافارقة من اهل البلد الاصليين من كل الملل والنحل. وسترينا الايام المخبوء في سياسات دول افريقية أخرى سمينا السودان لما رأينا استقرارها بـ"مريض افريقيا" وما علمنا أن مرضها مدسوس في حين كشفنا عن علتنا للعالمين ووضعنا قضايانا كبيرها وصغيرها على طاولة مفاوضات الوطن الجديد.

    لم يكن إعادة التفاوض بشأن الامة الموروثة سهلاً أو ذكياً في أغلب الاحوال لكننا لم نكف عنه جدلاً بالرصاص أو الكلمات. فقد اسفت مثلاً كيف فرطنا في عقد المؤتمر الدستوري الذي كان مدار الأمل عقب انتفاضة 1985 في اعادة تفاوض شاملة حول دولة ما بعد الاستعمار. وأتأسف اكثر حين أرى ما انتهينا اليه من مؤتمر دستوري بالتجزئة تدور وقائعه في مشاكوس وكرن وكرنوي وغيرها. واخشى على هذه المفاوضات من منهجها في التجاحد اي الانشغال بعلم قسمة السلطة وأنصبة الموارد حتى ذاعت في الاحتجاج على اضطراب القسمة العبارة العربية الكلاسيكية "قسمة ضيزى"، على سقمها، واصبحت رمزاً لمحتوى ومستقبل ما يجري في المفاوضات الجارية.

    ليست من مفاوضات الا انشغلت بما انشغلت به مفاوضات السودانيين الحالية. غير أنه يصح أن نسأل: من يريد ان ينبني وطنه على "مقايضة" لا عهدا وعلى كراس حساب لا على قصيدة؟ إذا أراد الله خيراً لنا ولبلدنا وقانا شح انفسنا وهدانا الى استصحاب رأسمالنا الرمزي الى استيلاد الوطن الآمن. وهذه مهمة للخيال وهو ملكة حظنا فيها شحيح لما سبق من قولي عن تعطل بئر السياسة ومناهل الخيال فيها في البلد على بقاء القصور الحزبية المشيدة. وقد ازعجني كيف ساد حساب الأنصبة حتى في مصائر التشريع في البلاد بغير حاجة ملجئة الا لتمكن التجاحد في مفاوضينا. لقد بدا لي اننا قد بلغنا من الوعي بلزوم التفاوض من جديد في السودان مرتبة علىا واستثمرنا فيها اعماراً ومالاً وانفساً وأرواحاً. وأخشى ما اخشى إذا ما تمكن التجاحد منا ان يخرج علىنا وطناً مثل جدول اللوغريثمات ما أصابته علة في المستقبل حتى فتحنا الكتاب او استللنا السيوف. هذا وطن بائخ. وقد بدا لي أن اخصص حديثي اليوم عن منزلة الخيال في بناء الأمة.

    ينشغل الباحثون على أيامنا هذه في تشخيص أزمة الدولة الوطنية في البلاد التي استقلت منذ حين من الاستعمار الأوربي حتى تهافتت فيها الدولة وتهاوت كما في الصومال. واقترنت عودة الباحثين لتجديد النظر في بؤس هذه الدولة بقناعة مؤادها أن تهافت هذه الأمم الجديدة مردود إلى أزمة ناشبة في خيال المستعمرين . وقد وطدت هذه القناعة عنصر الخيال ، الذي ظل حكراً لعلوم الشعر والغواية ، في علم السياسة. واسترداد الخيال الى علم وعمل السياسة مما اوحى به كتاب جليل الخطر في مفهوم الأمة ونشأتها صدر لبنديكت اندرسون عام 1983 وعنوانه جماعات بنت الخيال: نظرات في أصل القومية وانتشارها. فلم تعد الأمة كما جرى تعريفها قبل أندرسون بأنها نتاج ملموس واقعي حتمي تأسست عمداً أو "موضوعياً" بفضل عوامل مثل وحدة اللغة والاقتصاد والتاريخ وأشجار نسب أهلها وغيرها. وهذا تعريف يجعل من الأمة حدثاً سعيدا كامنا ينتظر لحظة الميلاد. غير أن الأمر خلاف ذلك . فالأمة ، حسب رأي أندرسون، تحققت في الواقع بمحض نفثات خيال أهلها وقادتهم. ولذا كان قصورنا في المستعمرات السابقة عن بناء الامة الجديدة عرضاً من أعراض داء عضال أصاب خيالنا الذي به تصنع الأمم.

    وبناء على قول أندرسون لا تبدو خيبتنا في بناء الدولة الوطنية مردودة الى جهل منا بحرفة صناعة الدولة وإن كان من الواقعي ان نعترف بما شاب تلك الحرفة عندنا من نقص وقصور. انما اصل خيبتنا حقاً اننا لم نصطحب الخيال في بنائها. فالصفوة في الدول المستعمرة قد تربت على فكرة أن الغرب هو النموذج الأمثل ومسك الختام للتقدم . وقد أفرغ هذا الاعتقاد المثقف من كل قوة وحيلة ونباهة. ولعله من سوء الصدف ان تزامن استقلال افريقيا، بما استتبعه من بناء للدولة الوطنية، مع اندلاع الحرب الباردة. فقد افسدت هذه الحرب خيال بناة الامة الآخذة في التحرر فساداً كبيرا. وكانت هذه الحرب في جوهرها سوقاً يعرض فيه كل من المعسكرين، الرأسمالي والاشتراكي، مشروعيهما الايدلوجيين ونمط دولتيهما كنماذج مضمونة النجاح متى ما اخذ بها، او قلدها، الأفارقة وغير الأفارقة في بناء الامة. وكان من شأن هذا الترويج للنظامين ودولتيهما كنهجين لا معقب عليهما (على بناة الامة الجديدة ان تأخذ بواحدهما ولا مزيد)، في قول بازل ديفدسون، مؤرخ افريقيا ذي النظر السمح الدقيق، أن عكر صفاء افريقيا في التفكير المعزز بالخيال الخصب الطازج في حقائق ودقائق الاستعمار وعواقبه لبناء الامة بابداع وللمدى الطويل. واضاف ديفدسون أن حمى ولاءات واستقطابات الحرب الباردة خنقت في المهد كل جدل بذهن مفتوح في شكل ومحتوى ومآل الدولة الوطنية الناشئة او في ابتكار نظم لم تخطر لبشر من قبل. وقد استغرب ديفدسون كيف ان الدولتين الكبيرتين، أمريكا والاتحاد السوفيتي قد جردتا الأفارقة ومن لف لفهم من المستعمرين السابقين من ملكة تجذير ابداعهما في اممهم الجديدة. والعهد بامريكا أنها كانت رائدة التقدم والجذرية السياسية والاجتماعية في القرن التاسع عشر وكان الاتحاد السوفيتي قد راد هذه التقدمية و الجذرية في أوائل القرن العشرين. فقد حالت المصالح الاستراتيجية دون أمريكا ودون الإذن للأفارقة استصحاب إبداعهم السياسي الثوري لبناة الأمم الجديدة. ومن الجهة الأخرى تناقصت جذرية الاتحاد السوفيتي بالذهنية الامبرالية التي ورطته فيها الستالينية، التي انقطعت عن نبض الثورة الأولي، واستعانت بالمخابرات في مشروعها السياسي العالمي بدلا عن محص ثقتها للتقدمية الاجتماعية حيث كانت واحترام تجلياتها العديدة في الدنيا.

    ولما اسلمت الصفوة زمام خيالها للنموذج الأوربي من نقل كربون لوستمنستر أو السوفيتات او الرأسمالية اصبحت مهمة بناء الدولة "نقشاً" من هذه النماذج لا استجوابا ومحاكمة واستنفاعاً منها. ولذا تساءل بارثا جاترجي، الكاتب الهندي المشهور، وحال المثقف المستعمر على ما رأينا من بؤس وفساد خيال ، عما تبقى لهذه الصفوة من مخيلة حين لم تزد مهمتهم عن " تخيل" أمتهم من نماذج كان الغرب أنشأها أول مرة.

    وقد وجدت مصداقاً لقول اندرسون في تأمل غير خبير للتجربة الامريكية في بناء امتها ودولتها. فلم يكن مقدوراً في لوح السياسة المحفوظ ان تكون الولايات المتحدة هي البلد الواحد الذي عليه حالها اليوم. ولو لم يسعف الخيال والأريحية آباءها المؤسسين لكانت الولايات المتحدة ولايات متناثرة. فقد واجهت أمريكا في 1787 مأزقاً سياسياً صعباً بعد نجاح ثورتها وحصولها على استقلالها من انجلترا. فقد تفرق أهلها شيعا لما زال العدو الذي جمعهم على عروة وثقى. فقد كان منهم من يريد للبلد ان يكون دولة واحدة كما كان منهم من يريد لها أن تتفرق ايدي سبأ وان تستقل كل ولاية بأمرها. وكانت الولايات على تلك الأيام (13) ولاية في حين بلغت الآن (50) ولاية. واتسعت شقة الخلاف للدرجة التي عجزت بها الحكومة الفدرالية، بقيادة واشنطون، عن تصريف امور الحكم. وباعتراف بالعجز غير مسبوق اصدرت تلك الحكومة مرسوماً في 21 فبراير 1787 علقت فيه مسئولياتها جملة واحدة حتى يتراضى الامريكيون على ميثاق جديد لدولة فدرالية إن شاءوا.

    نبهني الى مأثرة هذا التواضع السياسي الجليل الكس دي توكفيل (1805-1859) الفرنسي الذي زار الولايات المتحدة مبعوثاً من مصلحة السجون الفرنسية ليتعرف على نظم الجريمة والعقاب فيها. غير ان توكفيل سرعان ما نما شغفاً بدراسة الديمقراطية الامريكية. وكان أن ادار ظهره لبؤر التضييق والعقاب التي كانت أصل مهمته الاولى وانجذب الى منابر الحرية في أمريكا يدرس صحوها وعافيتها. وكتب توكفيل الجزء الاول من كتابه الديمقراطية في امريكا ونشره في 1835 بينما صدر الجزء الثاني منه في1840. وهو كتاب يعتمده الامريكيون حتى في يومنا الراهن مرجعاً عمدة في نظمهم السياسية.

    تأنى توكفيل متأملاً تعطيل الحكومة الفدرالية الامريكية لاشغالها حتى تعود الامة الى بينة من امرها. وقد عادت الامة الي هذه البينة في 1789بعد عامين من انعقاد مؤتمر مندوبي الولايات الذي تراضى على أصل دستور الولايات المتحدة الحالي. واستحوذت حادثة استعفاء الحكومة الفدرالية على لب وخاطر توكفيل. فقد رأها أبهى ما مر بالقطر من الايام. فحتى حرب الاستقلال الامريكية، في رأي توكفيل، تقصر عن نبل لحظة إحالة الحكومة الفدرالية نفسها للإستيداع. فمن رأي توكفيل ان نصر الامريكيين على البريطانيين لم يكن معجزاً وقد ظاهرتهم عليه فرنسا القوىة وكان بينهم وبين الدولة البريطانية مسافة باذخة فوق هول المحيط الاطلنطي. ولم ير توكفيل، من الجهة الثانية، في حرب الاستقلال الامريكي بأساً لم يقع اشد منه في الثورة الفرنسية. غير ان قلبه وعقله وقلمه تعلق بعظمة استعفاء الحكومة الفدرالية حين هان امرها على الناس. لم يكترث توكفيل للمقاومة و أهازيج الحرية ورفع العلم في الرابع من يوليو بل للحظة التي قررت الحكومة أن الحل في الحل "وهجست" بعدها الامة تفاوض في خلقها من جديد. وسيكون قريباً من زاوية نظر توكفيل هذه لو استصفى ورثة الزعيم الازهري يوم استقالة وزارته في 1956 رضوخاً لإرادة الامة الممثلة في البرلمان بدلاً من يوم رفع العلم. أو لو كنا قبلنا اقتراح الجنوبيين بالفدرالية اساساً لبناء أمة ما بعد الاستعمار بدلا عن هذا التاريخ الحزين الآخر. لما استصفى توكفيل لحظة تهافت الحكومة الفدرالية كلحظة الخلق الحق لأمريكا قال فيها مايفوق الشعر في الثناء عليها:

    (فمن الطارف في تاريخ المجتمعات ان ترى شعباً عظيماً يعيد النظر بعين ثاقبة في نظم حكمه حين اتفق للسلطة الشرعية القائمة ان عجلة الحكم قد غاصت في الوحل وتوقفت. من النادر ان ترى مثل هذا الشعب يدير هذه العين اليقظة في سعة ولؤم الشر المحدق به، ويصبر خلال سنتين طويلتين حتى يعثر للداء السياسي على الدواء الناجع. وقد اقبل هذا الشعب يتجرع غصص مرارات هذا الدواء بغير ان تذرف البشرية دمعة واحدة أو ان تتفصد قطرة دم. ولقد امتلكت امريكا ناصية ميزتين لما انكشف لها قصور دستورها الأول عن الوفاء بالحاجة وهما الصفاء الهادئ الذي جاء في أعقاب صخب وهيجان الثورة وفريق حاذق من الرجال الذين قادوا الثورة حتى بلغت مراميها.)

    كانت مأثرة بناة الدولة الامريكية، الذين وصفهم توكفيل بالحذاق، موضوع كتاب جديد للمؤرخ الامريكي بيرنارد بيلن عنوانه بدء العالم من أول جديد . فقد جاء الكتاب بآيات إبداع هولاء الرجال الذين تخيلوا الامة واقعاً مجسداً من عدم. فقد قال إنهم تجرأوا حتى اشتغلوا باكتشاف الغموض المحير الذي يلتبس بقيم الحرية. فلم تكن أمريكا شيئاً مذكوراً على ذلك العهد. فقد كانت مجرد إقليم على هامش اوربا العتيقة المستنيرة. ولم تفت هذه الريفية في عضد فكرها وخيالها بل استثمرت طزاجتها البدوية هذه ولم تسمح للعقائد الأوربية التليدة المعتقة في صوالين الفكر بخنقها او مصادرتها. وقد علق من استعرض كتاب بيلن لجريدة النيورك تايمز قائلاً:

    كان الآباء المؤسسون للدولة الامريكية من أكثر الجماعات حذاقة في التاريخ الحديث. فقد جرى تحذيرهم مراراً وتكراراً من قبل الاوربيين من الشطح وتحدي ما اتفق لأوربا من تقاليد وعقائد. لم يكن لاوربا ان تصدق أن بوسع هؤلاء الامريكيين القاطنين براري العالم أن يأتوا بشئ لم تأته أوائل أوربا من أهل السند والمدد. ولم تصدق اوربا ايضاً انهم سيبتدعون نظاماً للحكم أوفر حرية وابقى على الزمن مما اتفق لحواضر أوربا الباذخة." فلقد تداعى هؤلاء الآباء الى ابتداع الامة وتداولوا الأمر بينهم طويلاً حتى بلغوا معاً الى القناعة بأنه بالوسع تأمين الحرية الفردية في نظام معقد من توازن وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والولائية في إطار دستور جامع. وقد لاحق الآباء الدستور بالتعديل والاصلاح حتى جعلوا منه عهداً في توازن القوى وعهداً في حقوق المواطن.

    وتبقى ما تزال مهمة تخيل الأمة وبنائها من واقع الحطام المشاهد في معظم البلاد التي استقلت من الاستعمار الأوربي. ويحتاج هذا الى نظرية غراء للتحرر الوطني. وأول أمر هذه النظرية هو استرداد خيالنا (وهو طاقة لا تعني "تراثنا" وإن التبست به بوجوه عديدة) بإزالة الأثر الاستعماري استرداداً قائماً، في وصف احدهم، على "منطق من الجرأة". وقد قال بازل ديفيدسن ، ذو الكتابات المؤثرة عن أفريقيا ، بشيء قريب من هذا . فقد قارن ديفيدسن هذه الجرأة بالجنون مستفيداً من كلمة مروية عن توماس سانكرا ، رئيس دولة بوركينا فاسو القتيل في آخر الثمانينات ، دعا فيها الأفارقة إلى التحلي بدرجة مناسبة من الجنون ليقووا على تغيير أفريقيا. وقال سانكرا إن هذا الجنون لابد أن يأتي من الشجاعة التي تجعل المرء يدير ظهره للصيغ القديمة ، ومن التقحم الجريء لمروج المستقبل. فالمهمة الراهنة ، في نظر سانكرا ، هي اختراع المستقبل.

    من لنا بجرعة من جنون سانكرا العذب القتيل

                  

04-26-2004, 08:13 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    أبنـــوسة

    لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض!
    كمال الجزولى

    [email protected]

    (1)

    (1/1) عبَّر الأب القمص فيلوثاوس فرج ، كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، عن سعادته الغامرة بالفرصة التى أتيحت له لحضور "فطور الصلاة القومى" بواشنطن يوم الخميس 6/2/2003م ، ضمن ثلاثة آلاف شخصية من مائة وأربع وخمسين دولة ، بمشاركة ثلاثة رؤساء، وواحد وعشرين وزيراً ، وحشد من أعضاء برلمانات العالم ، بالاضافة إلى عدد كبير من السناتورات وأعضاء الكونغرس الأمريكى. ووصف أبونا المحترم كيف جلسوا كل عشرة إلى مائدة ، وكيف دخل الرئيس بوش عليهم فى موكب "هادئ" من أعضاء حكومته "العسكرية" ، وكيف تحول اللقاء إلى "كنيسة مؤمنة" تبارى "رجال الدولة الأمريكية" فى إلقاء "مواعظهم الروحية" من على منبرها ، وهم يطلبون من الحاضرين أن "يصلوا" لأجل أمريكا ، فكل "موعظة" تنتهى "بصلاة" ، وبين كل مقطع وآخر فى "الصلاة" تصدح "الأناشيد" و"الترانيم". ولم يفت أبانا المبجل أن يبدى إعجابه الشديد بتلك "الخلفية اللاهوتية" ، ولكنه خص بالاعجاب "موعظة" الرئيس الأمريكى التى استندت إلى "العظة على الجبل" ، ومنها: "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم. ولا تدينوا فلا تدانوا. ولا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم. أغفروا يغفر لكم" (إنجيل لوقا الطبيب ، الاصحاح السادس) وإلى ذلك إعجابه أيضاً "بموعظة" مدير جهاز الأمن الأمريكى التى استند فيها ، بصفته "صاحب أمر ونهى" ، إلى قصة القائد العسكرى وعبده المريض مع السيد المسيح (إنجيل لوقا ، الاصحاح السابع) ، مما جعل البعض يرى فى الكلمة دليل "إيمان قوى" ، وآخرين يرون فيها استعراضاً "لقوة المخابرات" ، ولكن الأب القمص يرى أن "الأمر واضح ، وهو أن الله بيده أمور حياتنا لأنه ضابط الكل". ويختم مقاله بأن الصلاة لم تقتصر على حضور الافطار وحدهم ، بل كان ثمة ، فى الواقع ، "عشرة آلاف فى واشنطن يحنون ركبهم أمام الرب الجالس على عرشه لكى يحفظ أمريكا .. ويعطيها سلامها المنشود ، ويضمِّد جراحات اليوم المشئوم الحادى عشر من سبتمبر ، والله مجيب الدعوات (الأيام 16/3/2003م).

    (1/2) وابتداءً نهنئ أبانا بسلامة الوصول ، ونردد خلفه الدعوات الطيبات بأن يضمِّد الله جراح أمريكا ويمُنَّ عليها بسلامها المفقود وطمأنينتها الضائعة. ولكنا نستميحه العفو أن نتودد إليه بعتاب رقيق ، فبعد ما لا يزيد على الأسبوعين من انفضاض مائدة "اللاهوت" البديعة تلك، وما لا يتجاوز الأربعة أيام على نشر مقالته المشار إليها ، وقعت المأساة التى ظل العالم يتوقعها بقلوب واجفة ، ويسعى لتداركها بالظفر والناب ، حيث انطلق "كرادلة" البيت الأبيض الجدد ، و"كهنته" و"قساوسته" و"شمامسته" ، يفتحون أبواب الجحيم كلها على ملايين الناس فى العراق ، ويصُبُّون فوق رءوسهم نيران أبشع آلة حربية عرفها التاريخ البشرى ، تشوى أجسادهم ، وتسيِّح أمخاخهم ، وتفتت عظامهم ، وتمضغ لحومهم وتثفلها ، بين كلِّ ثانية وأخرى ، على حين لا تكفُّ "أبرشية" الرعب هذه عن ترديد زعمها بأنها إنما تفعل ذلك لإنقاذ هؤلاء الناس بإخراجهم من "نير" الدكتاتورية والقمع إلى "نور" الديموقراطية والسلام! ومع ذلك فقد خلت مقالة أبينا ، تماماً ، من أىِّ توقع ، ولو باهت ، لسيرة هذه الرحمة المُهدرة ، والدم المسفوح ، والأرواح المستباحة ، دع عنك أوهَى إشارة ، ولو عابرة ، لما جرى ويجرى فى بيت المقدس ، وبيت لحم ، وجنين ، وحيفا ، وغزة ، بل وفى "كنيسة القيامة" ذاتها ، بينما "يهوذا" يرفل ، ما يزال ، فى قميص "الناصرىِّ" ، يستقبل ضيوفه ، بهدوء "القديسين" وسكينتهم ووقارهم ، ليعظهم على "فطور الصلاة" بألا "يقضوا" على أحدٍ ، ولا "يدينوا" أحداً ، وأن يكونوا "رحماء" .. مثلما الرب رحيم!

    (1/3) مهما يكن من أمر ، وكى لا ينخدعنَّ منخدع بشكلانية الخطاب الدينى الذى ظل يستخدمه هؤلاء "الأنبياء الكَذَبَة" ، فقد أعلن كاردينال كنيسة روما أن تنفيذ الادارة الأمريكية لقرارها بشن الحرب على العراق لا يعتبر ، فحسب ، خيانة لمبادئ الشرعية الدولية والسلام العالمى ، وإنما أيضاً ، وفوق ذلك ، بل قبل ذلك كله ، خيانة "للانجيل" نفسه (راديو مونتى كارلو ، ظهر20/3/2003م).

    (2)

    (2/1) المأساة ، من هذه الزاوية التى انتبه إليها كاردينال روما على عكس كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، لم تقع بغتة أو على حين غرة. وثمة كتابات الآن في الصحافة الأمريكية تهتم بالأثر الذى يطبعه ، فى الوقت الراهن ، نمط التديُّن الشخصى أو التصوُّر الدينى الخاص، على الدوافع والمحفزات التى تشكل الخلفية الفكرية والأيديولوجية لصانعى القرار السياسى والاقتصادى والعسكرى الأمريكى ، مع التركيز ، بوجه خاص ، على بوش الابن. ولعل أهم هذه المواد الملف الوافى الذى نشرته "نيوزويك" في عددها الصادر بتاريخ 10/3/2003م ، والذى ساهم فى إعداده إثنان من كبار الكتاب المشاركين بالمجلة هما هاوارد فاينمان بمقالته "بوش والرب" ، وكينيث وودوارد بمقالته "البيت الأبيض: إنجيل على نهر البوتوماك" ، بالاضافة إلى القسيس مارتن مارتي ، الأستاذ بجامعة شيكاغو والرئيس السابق للجمعية التاريخية الكاثوليكية الأمريكية ، بمقالته "خطيئة التكبر". كما نشير أيضاً لمقالة القسيس فريتس ريتشس "عن الرب والإنسان في المكتب البيضاوي" والتى نشرتها "واشنطن بوست" بتاريخ 2/3/3003م، وغيرها.

    (2/2) ومن أبرز ما يمكن استخلاصه من جملة ما توفره هذه المواد من وقائع ومعطيات تاريخية أن التديُّن الذى شكل مدخلاً شخصياً لبوش الابن للتخلص من إدمان الكحول الذى كاد يعصف بحياته العائلية قبل العام 1986م ، تاريخ إقلاعه عنه وهو فى الأربعين من عمره ، شكل ، فى ذات الوقت ، أحد أهم مداخله للانخراط فى العمل العام ، أو بالاحرى مداخل بعض المحيطين به من ممثلى القوى الاجتماعية المتحلقة حول اليمين المسيحى الصهيونى فى الولايات المتحدة لتوجيه نمط تديُّنه الشخصى فى الاتجاه الذى يخدم المصالح العليا لتلك الفئات والشرائح ، وذلك بالنظر إلى خصائصه العائلية المائزة التى ظلت تؤهله منذ وقت باكر ، كما فى التقليد الأمريكى ، للعب أدوار مُقدَّرة الأثر والخطر فى الحقل السياسى. وقد كان هو نفسه، بطبيعة الحال ، واعياً بتلك الخصائص العائلية ، على نحو ما ، وبمستوى غذى لديه دائماً الشعور "بالحق فى القيادة". ويتكون هذا التيار الأصولى ، بشكل أساسى ، من خليط من رجال المال والصناعة (النفط بالأخص) والدوائر البنكية ، من البروتستانت ، البيض فى الغالب ، أتباع الكنيسة المعمدانية Babtist أو المنهجية Methodist التي ينتمي إليها بوش ، ودوائر وقوى ضغط صهيونية نافذة فى ذات المجالات الاقتصادية ، وتضع فى رأس أولوياتها إعادة ترسيم المنطقتين العربية والاسلامية ، وتقسيمهما إلى كانتونات صغيرة فى محيط الامبرطورية الاسرائيلية (الرومانية الجديدة) التى تأمل فى إقامتها على رقعة من الأرض لا تحدها ، بالضرورة ، فلسطين المحتلة ، بما فى ذلك الضغة الغربية نفسها. ويلاحظ كثير من الباحثين أن لهذا الفريق اليد العليا فى رسم سياسات هذا التحالف اليمينى المسيحى الصهيونى. أما أتباع الكنيسة الكاثوليكية (قرابة 60 مليون) ، فليس ثمة ما يقرِّب بينهم وبين هذا الحلف لعوامل سياسية ودينية تاريخية.

    (3/2) الثابت أن بوش ، الذى يقف الآن على رأس هذا التحالف ، لم يكن يولى الجانب الدينى، فى مقتبل عمره ، اهتماماً يذكر ، وإن كانت والدته المتديِّنة باربارا قد حاولت ، مؤخراً ، أن تتباهى ، على خلاف الحقيقة ، بأنه كان يميل لقراءة الانجيل فى صباه ، غير أنه، عندما سمع قولها ، علق ، مبتسماً ، بأنه لا يذكر شيئاً من ذلك! ولعل دون إيفانز ، صديق عمره المقرب ووزير التجارة الحالى فى حكومته ، قد لعب دوراً مهماً فى حفز توجهاته الدينية المحددة ، حيث استطاع إقناعه عام 1975م بالانضمام معه إلى حلقة دراسة جماعية للانجيل بواشنطن. وكان البرنامج يقتضى دراسة نص واحد من "العهد الجديد" ، بحيث يتم إكمال فقرة فى كل أسبوع. وبانقضاء عامين من ذلك كان بوش ، مع إيفانز وثمانية زملاء آخرين ، قد أكملوا تدارس "إنجيل لوقا". ويشدد فاينمان ، هنا ، على أمر فى غاية الأهمية ، وهو أثر تلك الفترة على التكوين الثقافى لرئيس الولايات المتحدة القادم. فها هو نتاج التعليم النخبوى العلمانى هذا ، من أندوفر إلى ييل إلى هارفرد ، يطالع باهتمام ، لأول مرة ، كتاباً بأكمله من الغلاف إلى الغلاف هو الانجيل (!) هكذا منحه برنامج الدراسة الجماعية للانجيل رؤية فكرية لم تتح له من قبل ، بالمقارنة مع زملائه الآخرين الذين ربما كانت قد أتيحت لهم مصادر معرفية أخرى فى السابق. فإذا أضفنا إلى ذلك أنه قد قرأ ، لاحقاً ، ما ظل يعتبره ، منذ ذلك الوقت ، كتابه المفضل الذى لا ينام ليلة دون أن يطالع صفحات منه ، إلى جانب الانجيل (!) وهو كتاب القسيس أوزوالد شامبرز الذي توفى في مصر عام 1917 بينما كان منكباً على "وعظ" الجنود البريطانيين والأستراليين بالزحف على القدس (!) لتكوَّنت لدينا فكرة واضحة عن ثقافة وفكر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وما يعنيه البعض حين يصفونه بأنه ثمرة الانجيل. يتبقى ، بعد ذلك ، أن نتدبر ما إذا كان هذا الوصف قائماً على جوهر حقيقى أم محض رؤية شكلانية للانجيل ولعلاقة الانسان بالرب

    (نواصل)

    شاموق .. وأنا!

    كتب الأستاذ أحمد محمد شاموق فى عموده "بين النقاط والحروف" (20/3/2003م)، معقباً تحت عنوان "كمال الجزولى وجه من وجوه الصراع" على مقالى بعنوان "دارفور: كيلا نمسح الدهن فوق الصوف" ، والذى نشر الأسبوع الماضى فى هذا المكان (17/3/2003م)، وسأتجاوز عما بدا لى غير لائق فى كلمة شاموق من وصف لما ورد فى مقالى "بالغمز واللمز"، رغم أن هذا مما يغضب من كان مثلى يتوكل على الحى الذى لا يموت ويكتب بصريح العبارة.. نعم سأتجاوز لكى أنفذ إلى عرض حال مشكلة قائمة بينى وبين الأستاذ شاموق، وهى أنه "اعتاد" ، فى ما يبدو ، على "اختراع وقائع" عنى لا تمت إلى الحقيقة بصلة. فقد أصدر قبل سنوات طوال كتاباً عن بعض الشخصيات الفكرية والسياسية والثقافية فى السودان ، وفى الجزء الذى خصصه للكتابة عن شخصى المتواضع نسب إلىَّ عائلة ليست عائلتى ، وأولاداً لم أخلفهم فى حياتى ، وكتباً لم تصدر عنى بعد! وبلغ الأمر حداً من الخطر أن وثق البروفيسير عون الشريف قاسم فى الكتاب فنقل منه عنى فى موسوعته للأنساب .. وشرب المقلب! وإذا كنت أشكر للبروفيسير زيارته الكريمة لى للاعتذار والحصول على الحقائق لأغراض الطبعة القادمة ، فإننى أستغرب أن يعود الأستاذ شاموق ليقول بالحرف فى تعقيبه على مقالى: "من إيجابيات المقال إنه قال لنا إن الانقاذ تلعب السياسة بكفاءة عالية ، وإنها تملك القدرة على مراجعة نفسها والتراجع عن ما لزم بعض مراحلها من سلبيات ، وإنها تملك المرونة وهى تنظر هنا وهناك ، وتلتفت أحياناً إلى القادم البعيد لتقدر متى يصلها"!! إنتهى. ويا أخى شاموق (ورب أخ لك لم تلده أمك) أنا لم أقل حرفاً مما "قوَّلتنى"! أنا قلت عكس هذا الكلام حرفاً حرفاً ، فاترك لى كلامى ، ولا تنسب لى غيره مثلما سبق أن نسبت لى أهلاً غير أهلى وعملاً غير عملى .. أرجوك!
    .
    .
                  

04-27-2004, 11:26 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    أبنـــوسة


    القرآن نص تاريخي وثقافي
    مقابلة مع نصر حامد أبو زيد

    هذه المقابلة الدمشقية مع د. نصر حامد أبو زيد حملتُها بين أوراقي شهوراً عدة، وكنت أتمني أن تُنشَر في مصر التي يحملها أبو زيد في قلبه، رغم المنفى. أما الجولة الصغيرة في أحياء دمشق القديمة، وصولاً إلى مقبرة باب الصغير، حيث يرقد جثمان الشاعر نزار قباني، فآهٍ لو أنها كانت ممكنة في شوارع مدينة القاهرة! لكن مصر النهضة والثقافة والمؤسَّسة الجامعية باتت اليوم تضيق ليس فقط بفكر نصر حامد أبو زيد، بل بوجوده الجسدي على أرضها، وحتى بكتبه التي سُحِبَت من المكتبة العامة في الجامعة.
    قد يقول قائل إن الفكر الحرَّ والنقدي محكوم عليه أن يبقى أقلَّوياً، لكن المصيبة الكبرى أن عناصر التخلف والتقليد الأعمى واللاعقلانية صارت اليوم ثقافة تلفزيونية جامعة يروِّج لها في أوساط الملايين أشخاصٌ من أمثال الداعية عمرو خالد، ومن قبله الشيخ محمد متولي الشعراوي؛ هذا في الوقت الذي تُغلَق فيه أبواب المؤسَّسات الأكاديمية العربية، وعلى رأسها الجامعة المصرية، في وجه آخر ممثلي تيار النهضة العربية الذي بدأ بالشيخ محمد عبده وطه حسين، ويجب أن لا ينتهي مع نصر حامد أبو زيد. لكن هذا الأخير لم يُحرَم فقط من بلده وأهله ومنصبه الأكاديمي، لكنه حُرِمَ أيضاً من طلابه ومُنِعَ، زوراً وبهتاناً، من أن يزرع في عقول الأجيال الجديدة الفكر النقدي العقلاني الذي أخذه عمَّن سبقوه وطوَّره، والذي بدونه لا قيامة للعرب وللمسلمين من سباتهم الطويل.
    محنة نصر حامد أبو زيد هي محنة الثقافة العربية في عصرنا الراهن؛ وكرامة أستاذ الجامعة الجريحة هي كرامة البحث العلمي واستقلاليَّته المستباحة على مذبح الإيديولوجيا القروسطوية بمكوِّنيها الرئيسين: السلطة السياسية المستبدة، والسلطة الدينية المتحجِّرة. ورهان نصر حامد أبو زيد هو رهان المستقبل، والإسلام المنفتح، والتسامح الديني، والحرية المستعادة.
    يبقى رجاءٌ أخير عند قراءة هذه المقابلة: أن لا يستلَّ جندُ الظلمات والتكفير سيوفهم من أغمادها ويصرخون مجدداً: "وإسلاماه!" ولعلهم يقبلون – ولو لمرة! – أن يفتحوا عقولهم للتأمل والنقاش. فالقلم ينادي القلم، والفكر ينادي الفكر. وأين للسيوف الصدئة أن تنال من هذا الفكر المتألق!
    محمد علي الأتاسي
    .




    .
                  

04-28-2004, 03:24 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    أنا معجبة جدا بأبنوسة و اسهاماتها معنا على المنبر الحر، أتمنى أن يسعفها الوقت للمشاركة أكثر فنحن نستفيد حقا من كتاباتها الرصينة.

    شكرا يا جعفر بشير على هذه الاضاءات و اتعشم أن تتحفنا بسيرة ذاتية مختصرة عن أبنوسة لو امكن.
                  

04-29-2004, 00:13 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Nada Amin)


    ندي أمين

    تحياتي

    أعتقد أن الاستاذة ليلي صلاح تمتلك ذلك النوع من السيرة الذاتية الذي يمكن أن يصبح في حد ذاته قطعة ابداعية ...

    لن اعدك الا بشيئ واحد
    لن تكون أبدا مختصرة ...


    كل الود
    .
    .
                  

04-29-2004, 11:29 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    مرة اخري مع الأستاذة ليلي

    هنا نوع آخر من القضايا وبغض النظر عن الاشخاص والظروف المحيطة والجهات التي تمسها الا ان القضية تعتبر في مجملها حرية التعبير والفكر.
    وهي ليست بقضية بسيطة اذ ان هنالك الكثير جدا من القضايا المشابهة في الوطن العربي والاسلامي بصورة محددة وفي العالم بصورة عامة.
    ان حرية الفكر والتعبير هي جوهر الديموقراطية وهي قيمة جوهرية في كل الاديان وقيمة مكفولة للجميع بداهة ولكن العامل السياسي والنزعة السلطوية لدي الجماعات الدينية حولت هذا الحق البديهي والذي نصت عليه كل الأديان والاعراف الي هبة ومنحة يعطي لمن رضي عنه ويمنع عمن لا يتفق مع اراء تلك السلطة او الجماعة وليست المسالة هي حالة فردية فيما يخص مجتمعاتنا اناه في الحقيقة وللأسف الحالة العامة.

    هذه القضية تعتبر أساسية وجوهرية اكثر لكل من يعمل في مجال الاعلام اذ ان سلاحه الفعال الذي يعتمد عليه هو حرية التعبير ويكل تأكيد فانه يمكن أن يشعل حربا في حالة اية محاولة لتجرديه من هذا السلاح .. اذا ليس الأمر غريبا ان تهتم الأستاذة ليلي بهذا الجانب بل بالعكس اعتقد أن هذه المسالة من المفترض أن تكون أولي أولوياتها.

    ولكن هنا فرق أيضا واثارة لقضية أخري..
    ان هذه السلطة السياسية والسلطة الدينية لا يمكنها بمفردها ان تقمع الاخرين وأن تصادر حرية الراي وفي ذات الوقت لا يمكنها الاسغناء عن الاعلام مطلقا في عالم اليوم.
    وبالتالي هنالك نوع من هؤلاء الاعلاميين الذين يتواطأون من السلطتين الدينية والسياسية في مصادرة حرية الاخرين وقمعهم ...
    اذا بغض النظر عن اختلافنا الفكري مع الاخرين لا اعتقد انه علينا أن نتواطأ في قمع أحد أو أن نصادر حرية أحد طالما لم تتلوث يداه مع هذه السلطة التي تحاول قمعه في كل ما تلوثت به اذ أنه في هذه الحالة يكون هو مشاركا اصيلا في الفعل ... ةجزءا من ذلك النظام وتكون المسالة هنا عبارة عن خلافات داخلية وليست قضية حرية أو رأي ...

    اذن مرة اخري نلتقي مع الاستاذة ليلي في قضية مختلفة تحتاج لوحدها ان نفتح الاف الملفات ... ملفات الحريات الاساسية في المجال الاعلامي والفكري ...

    جانب آخر من جوانب الأستاذة ليلي


                  

04-30-2004, 11:51 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    أخي أبو آمنة

    دعني أقول شكراً، وأنا أنحني لتقلد هذا العقد الذي طوقت
    به عنقي، أعلم تماماً أنني أتقاصر أمام هذه الصورة التي
    رسمتها


    ، وليس في الأمر إدعاء للتواضع، فقد حملني هذا
    البوست مسئولية كبيرة سأسعى أن أكون قدرها.
    منذ بداية دخول هذا العالم والذي ربطني بأصدقاء
    أعزاء، ووجدت فيه متنفس، أو لك أن تقول طوق نجاة من
    عوالم النساء الفارهات "والتعبير لنادوس ويعني به بعض
    نساء مغتربي الخليج"- ولم يكن الامر طوق نجاة لي وحدي
    فقد كان أيضاً لأخريات يشاركن هنا وأجد في مشاركاتهن
    النضج والمثابرة، خاصة أنني حضرت أو أحضرت إلى الخليج
    على حين غرة، فقد إلتقيت ونادوسي على هامش منتدى جامعة
    القاهرة فرع الخرطوم، وقصيدة ورواية فحديث وإبتسام لأضبط
    نفسي متلبسة بحالة حب، وبجنونه الذي يجيد إخفاؤه خلف
    مظهره الهادي الأنيق جمع أصدقائي وصديقاتي، وفجأني
    وفاجأهم حين طلب إيدي منهم.
    كنا وقتها وبعض صديقاتي قد أعلنا تضامنا مع سلمى بعد
    إنهيار برج عشقها، ليس كما إنهارت أبراج نيويورك، ولكن
    بفعل تخلي حبيبها عنها، فأنهار النموذج بدواخلنا، ففي
    إطار هذا التعاطف وروح التمرد التي تتملكنا أعلنا
    جمعيتنا "أعلنت طريقي لا وهم....ولا رجل"والتي إنهارت
    بإعلاني الإستسلام والدخول في عوالم الرجل وإن بقت اللا
    الأولى "لا وهم"، وتبعتني إنتصار والتي إستسلمت على يدي
    صديقنا الصادق ثم تبعتها الأخريات.
    أخي أبو آمنة ومن شرفوني بهذا الإطراء

    دعوني أتدثر بأبيات الصديق الصادق الرضي، ومن غيره يرسم
    قلق هذا الجيل فأكون أنا

    كنت وراء الصدفة
    نفسي ورائي ولي فوانيس أراك !
    كنت أقصى دهاليز المملكة
    ألملم زكائب البصيرة
    على عكاز الحس
    أرتب بداهات لا تصلح إلا للخرق
    وكنت دانية

    تبعت حبيبي إلى الأقاصي، ودائماً على
    إستعداد إلى الذهاب برفقته إلى حافة الرحيل، (آمل ألا
    أخيب ظن الجندريات)، فنادوس رجل بقامة وطن وصديق برقة
    الطفل. أهداني شهد ومحمد ومؤيد ومكتبة يقل عدد الكتب بها
    عن 500 كتاب بقليل، ونصفها من الكاسيتات معظمها لمصطفى
    سيد أحمد (صديقه الذي رحل دون أن يودعه)، وبعض الأصدقاء
    والصديقات.
    أتيت الدوحة ولا أحمل سوى قلب عاشقة، وأشواق لحبيبي،
    وذكريات فتاة تتمسح غبار الخرطوم وتهوى التسكع في أضابير
    الكتب والطريق الذي يصل بين الإتحاد والداخلية، وتجربة
    متواضعة في العمل الصحفي برفقة أصدقاء ولدوا عمالقة
    فزاملت الصادق الرضي بصحيفة الغد ورغم أنه نديدي ولكن
    تفصل بيني وبينه إبداعياً عدد من السنين الضوئية، وعادل
    عبدالرحمن.
    أتيت بهذا الرصيد ودلفت به إلى عدد من الصحف القطرية حيث
    عملت بالوطن لفترة ثم إنتقلت إلى الشرق فالراية، وكانت
    كل منها تجربة لها نكهتها الخاصة بها، فالبن الحبشي له
    مذاقه وللبرازيلي طعمه.

    =================================
    وسأحاول المتابعة، رغم هروبي ولك ولخاطر ندا هذا بعض مني

    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 02:33 PM)

                  

04-30-2004, 03:04 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    أها.....
                  

04-30-2004, 05:10 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Nada Amin)

    عفوا لهذا الخطأ الفني.

    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 05:58 PM)

                  

04-30-2004, 05:11 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Nada Amin)

    نص


    كنا نضحك بغلٍ ...الأشياء حولنا كما هي ..السيارات التي أكثر من البشر ..الضجيج والشمس تصب جام غضبها علينا .. الضحك كان عادة نمارسها بدون أدني دلالة أو طعم ربما كنا بالتحديد نضحك من أنفسنا..
    تلفت باحثة بعينيّّّّّ عن سلمي ورغم إنها كانت أكثرنا سخافة لكنها كانت المسكن الوحيد دواء السأم المنعش، إستهتارها كان خير عزاء لما كنا نعانية من خواء .. هاهي سلمي منهمكة في الحديث مع أحدهم لم يعنيني هو، تأملتها تتحدث وتمارس عادة الضحك الأبله، ربما كانت تجتر أحد الأراء التي سمعتها دون تفكير كالببغاء تماما ..كانت تدهشني مقدرتها المرعبة للتآلف مع الأحداث والأشياء إذ لم يكن يعنيها شيء البتة سوى إمتاع نفسها، والتنصل من أي مسئولية حتي تجاه ذاتها وخياراتها.
    يوسف لم يستطع إخراجها من دائرة اللامبالاة هذه فتركها، لم تكن مكتوية بالنار مثل سارة (ضبطت نفسي أمارس هواية التحليل النفسي التي حاولت مراراً التخلي عنها).
    إنتهي يوم جامعي آخر ممل، بدأت رحلة العودة برفقة رعد والذي عادة يبدأ في الحديث ولا يترك لي سوا الإندهاش لكل حكاية، فرعد لم يكن مجرد صديقي فقط وإنما نصف إله ايضاً.

    - فاطمة أنت لا تحبين نفسك؟
    -بلي أحبها
    -كاذبة ولن أتحدث معكي إذا لم تكوني صادقة.
    -أنا صادقة والل..
    (تاملني قبل أن أكمل حديثي وأشاح بوجهه بعيداًعنيّ بأسف جعلني أبلع بقية قسمي)
    (صمت لفترة)
    -أعترف أنني لا اطيق نفسي لأنني لأنني......
    -ليس مهماًلماذا ولكن لكي تحبي الأخرين ينبغي أن تحبي نفس أولاً(أعجبني هذا الإحتفال بالذات)تاملته مجدداًهذا الرجل النصف إله وأنا المراة المفتتنه التي بنصف قلب.
    -حسناًأعدك بانني ساعيد صياغة خياراتي
    -أيهم الفكرية أم العاطفية
    -الفكرية طبعاٍ أما العاطفية فتعرف إنني إمرأة بلا قلب.
    -أنتي ناقصة الأنوثة إذن.
    -لاينقصني سوي ذاتي.
    -أحس بأنك أدمنتي السؤال وبدون داعي أحيانا.
    -أعرف أزمتي جيداً فانا أرفض فقط وبدون اي بدائل موضوعية.
    -مادمتي تعرفين أزمتك فقد قطعت نصف الطريق نحو الحل.
    -أخشي أن اكون حبيسة بالون فارغ؟
    ...........
    لا أدري لماذا توقفت عن الحديث فجاءة لأتامل رعد.. الرجل الذي كان دوماً بجواري حتي صار كالهواء أتنفسه من دون أن أجرؤ علي لمسه أو إمساكه .. دوماً كان بقربي كان أكبر من ان أحس بانه بداية طريقي ..ما الذي أوقفني فجأة لست أدري ؟
    فقط أدركت بانة هو....
    لتنتقل اليه عدوى الصمت أيضاً ويلتقط نظرتي ويدي معاً فأتشبث بخياري وأكف عن طرح الأسئلة ........

    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 05:51 PM)
    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 05:54 PM)
    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 05:57 PM)
    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 06:14 PM)

                  

04-30-2004, 05:17 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Nada Amin)

    (عدل بواسطة أبنوسة on 04-30-2004, 05:23 PM)

                  

05-01-2004, 06:58 AM

Muna Abdelhafeez

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: أبنوسة)

    أها .....
    يا قول ندى أمين ..
    ما زال الرعد داوي.. وكلنا تبلل بالمطر
                  

05-01-2004, 08:03 AM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Muna Abdelhafeez)

    ابنوسة
    هى الالق الجميل
    الله يحفظها ويرعاها
                  

05-01-2004, 05:09 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: HAMZA SULIMAN)

    الأخ أبو آمنة
    الأخت ندا
    الأخوان معاوية وبهاء
    والأخ الرائع حمزة

    شكرا على هذا الإطراء الجميل، وإن كان له إفرازاته، حيث أن الطربقة بدأت، فعلى مستوى البيت أصبحنا أنا والعيال ما قادرين نتكلم معاها، وعلى مستوى البورد، أظنكم شايفين الرد أعلاه والذي تكرر إنزاله أكثر من مرة وتم مسحه.
    الله يخلي ليك آمنة يا أبو آمنة ويديك العافية.
                  

05-01-2004, 11:35 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: nadus2000)



    يا للسعادة

    بيتنا الان القرنفل
    قاع منزلنا البهار
    وسقفنا الغيم الحنون

    في البدء

    يجب أن ابرئ نفسي ... ( بما يشبه الادانة )

    عزيزي نادوس

    الله يخلي ليك الصغار وأمهم ....
    لكن بيني وبينك المسألة دي عايزة بحث دقيق ( قضايا الجندر وكدة ) وياخوي أعفيني من الباقي لانو نحنا علي الهواء السيبيري مباشرة والكلام ده بنقدر عليهو بيني وبينك لكن في البث المباشر ده صعبة
    طبعا لازم اصلح معاك علاقاتي لانو كان حاولت تتآمر مع ام آمنة ... حاقع في شر أعمالي ... ولو قلنا حلينا مشكلتك يا ربي الصغار ديل .. عارف الا اجيب ليهم آمنة ... تتضامن معاهم

    لكن في الاخر اعتمادا علي شهادة ابنوسة

    أعلنا
    جمعيتنا "أعلنت طريقي لا وهم....ولا رجل"والتي إنهارت
    بإعلاني الإستسلام والدخول في عوالم الرجل وإن بقت اللا
    الأولى "لا وهم"، وتبعتني إنتصار والتي إستسلمت على يدي
    صديقنا الصادق ثم تبعتها الأخريات.


    احييك علي هذا المجهود الذي يوازي طائرتين في مبني التجارة

    لكن بيني وبينك يا نادوس كان أم آمنة بتعرف تقول كلام زي ده:

    لأضبط
    نفسي متلبسة بحالة حب، وبجنونه الذي يجيد إخفاؤه خلف
    مظهره الهادي الأنيق جمع أصدقائي وصديقاتي، وفجأني
    وفاجأهم حين طلب إيدي منهم.


    ما أظني أصمد كتير معاك يعني من هسي انا معاك لكن شوف ليك حليف استراتيجي لانو أنا مرحلي يازول مالك علينا هسي ما كنا هاديين

    الله يخليهم ليك يا سيدي كلهم

    أها يا ربي برأت نفسي ولا أدنتها
    غايتو ما عارف لكن البجي في راسي كلو بكتبو بدون مراجعة
    .
    .
                  

05-01-2004, 11:41 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: nadus2000)



    ندي أمين ...

    بدينا ...


    مني عبد الحفيظ

    وينك زمن ما ظاهرة
    أكيد عارفة انو محتاجين ليك في البورد كتيير ...

    عموما المشغوليات مفهومة ... واتمني المشاركة بفعالية اكتر ..

    هذا هو سقفنا
    الغيم الحنون

    ( بدون زعل يا نادوس دي مني عبد الحفيظ ما انا )
    .
    .
                  

05-02-2004, 00:49 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)




    العزيز حمزة سليمان

    دائماً هي الألق الجميل

    وربنا يحفظك
                  

05-04-2004, 09:29 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    الرائعة أبنوسة: كيف يبتدئ الحديث ...


    أراني أحمل وردا
    يصعق كاهلي..اخطو ثقيلا
    اطرحه..
    فأمسك صبارا يشاكسني..
    يدمي الإلفة...تبعدني بحار الأحمر..
    تنسيني حسي !
    أعود أراود الوردة بتفكيري!

    أحمد أسد


    تشكيل

    هو حلمها الضوئى
    ياتى من بيارق فجرها اللونى
    ذاك امتزاج الحبر بالكون
    تتخلق الان الحياة
    من اين تبدا اللقيا
    التوقع والحدوث
    الركض يفتح بابه الازلى
    فى الرؤيا
    وينطلق الزمان
    الجامح الغجرى
    يفتح الف نافذة
    ويصرع الف باب فى الخفاء
    لتئن فى وجع
    اساور حزنها الليلى
    ويهتف عمقهاالابدى
    فى حزن
    يا قلب من رات التسكع
    وانقسام الليل
    بين عيونها
    والسنة النهارات المجوس
    يامن تهاجمت السيوف
    على مشانق عودها البرى
    ولم ترنح لضربة
    خنجر مسموم
    وقفت تراقب ظلها المخفى
    مابين الجوانح.. والمكانات البعيدة
    لتبقى مثل
    نخلة مريم العذراء
    تبدا دورة الكون الجديدة
    يتمدد البحر الرضيع
    ويلثم من ضراعات الحياة

    .........
    عبد المنعم سيد أحمد
    وكلاهما غائب


    احتاج مني الأمر طويلا جدا حتي أستطيع أن اكتب احتفاء بوجودك ,لأأ أعرف حتي الان ان كنت أوفيك حقا ( الأمر الذي ظللت مهجس به طوال هذه الرحلة والذي سيستمر معي الي النهاية .

    يتـــــــــــــبع
                  

05-05-2004, 07:44 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    كنا وقتها وبعض صديقاتي قد أعلنا تضامنا مع سلمى بعد
    إنهيار برج عشقها، ليس كما إنهارت أبراج نيويورك، ولكن
    بفعل تخلي حبيبها عنها، فأنهار النموذج بدواخلنا، ففي
    إطار هذا التعاطف وروح التمرد التي تتملكنا أعلنا
    جمعيتنا "أعلنت طريقي لا وهم....ولا رجل"


    هذه العبارات تعيد إلي ذكري الجامعة مرة أخري ... إلي صديق لا زال هائما علي وجهه في بلاد العم سام ... اسماعيل السيد والي كل الاصدقاء والرفقاء الذين ما زالوا مشردين في العالم .... بكري الجاك ... أبكر ادم اسماعيل ... فايز الشيخ السليك ....

    كان هذا الصديق هو الرئيس والعضو المنتدب والجمعية العمومية لجمعية انشأها بنفسه أو فلنقل أسماها وحدة مكافحة العصافير .... وبكل تأكيد هنالك شخص واحد كان خارج دائرة الملاحقة ...
    ولكنه لم يستطع الصمود طويلا بعد التخرج ... حينما وجد نفسه يحتاج الي من يشكو له طوب الأرض وطبعا نحنا ما فاضيين ... وانهارت وحدة المكافحة ( بكل تأكيد جزء منها كان مؤامرت لتقويض الوحدة من الداخل ).


    شكرا للعودة الي الايام الجميلة ( برغم رداءة الطقس )

    وهاهي كما قلت يا ندي أمين قطعة أدبية أخري من مشوار طويل قطعته ليلي ما بين الاصدقاء والصحف ودفاتر العشق ...
    لكني في الحقيقة تفاجأت بما خطته يداها عن تجربتها مع نادوس وعن كل هذا الحب .. ولا اعتقد أن هنالك مشكلة مع الجندريات فالمسالة هنا اختيار حر مطلق في حدود خاصة جدا تعتمد علي عنصرين فقط اذا اختل احدهما ربما تختل المعادلة وهي حالة خاصة جدا وليست دعوة عامة علي ما أظن ...

    قالت رجاء العباسي حينما رحبت بميسون ان الجندر ليس ضد الحب ولكنه ضد فرض الاخر ( الرجل ) ومصادرة حق الزوجة ...
    عموما

    أنت الان تردين علي نادوس الذي اشتكي لطوب الأرض ... اها خيرا تعمل شرا تلقي ( دي مؤامرة مستلفة من اساليب وحدة مكافحة العصافير .. اسماعيل السيد )


    يتـــــــــــــبع
    .
    .
                  

05-05-2004, 04:13 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    الصديق ابو آمنة

    يا أخوي نحن كتبنا ليك،عشان تخفف وخاصة ان السيدة حرمنا رأسها كبر،
    وأصبحت تمشي في الأرض مرحا، والله ميدو (أصغرهم)حيفتح فيك بلاغ.
                  

05-05-2004, 05:15 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: nadus2000)


    يا نادوس ياخي ما بالغت معاي ... جابت ليها بلاغات كمان

    الكلام الفوق ده كان تمويه بس يعني لازم نشغلها شوية بالشعر والادب عشان هي ما تعرف خيوط المؤامرة الأنا بحيك فيها ....

    أها خلاص بعد كدة اللعب حايكون علي المكشوف

    قول ليهو مافينا بلاغات ياخي ... بس شيل الصبر

    كدي خلينا في المهم هسي
    انت معاي في المؤامرة دي ولا ما معاي
    انا برسل ليك رسالة في المسنجر اوضح ليك فيها الخيوط

    انشالله يكون بيناتكم استقلالية مسنجرية ( عشان ما نتورط ) ... اها ولازم تكون في سرية تامة ... وقول لي ميدو والباقيين شيلو الصبر بعد شوية الكتوف بتتلاحق !!!
    أها خلاص بعد ما أكمل ردي عليها واضللها بتكون خيوط المؤامرة اكتملت ...

                  

05-05-2004, 07:32 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    بالله يا نادوس بطل الحسادة وامور الرجال دي
    خلينا نحتفل بابنوستنا الزينة وعاجبانا

    قال اصغرهم حيفتح بلاغ قال
    اوعك تتحامى في الشفع كمان
    قول كلام براك

    وابنوستنا والله ما بتعرف المشي مرحاً
    اصلاً هي جذرها ضارب في الارض السمراء عميقاً
    ودا سر محبتنا ليها

    الله يخليها ويحفظها

    ابو امنة طلعت بتاع مؤامرات ؟!!!!
    سمح
                  

05-05-2004, 08:08 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: الجندرية)





    آهااااااااااااااااااا ...... علي قول ندا أمين ورزاز المطر بقي معاهو عطر ياسمين ... (بدون تملق ) ... وجات الجندرية أخيراً

    في شر أعمالك يا نادوس

    جندرية انتي بتعرفيني كويس ...... أنا بتاع مؤامرات برضو

    بس دا كلام ساكت عشان اسكت بيهو نادوس .... وينتهي الموضوع ده علي خير من غير قضايا ومحاكم .... وبعدين الأطفال ديل مافي زول زاتو بصدق انهم غلطانين خلي كمان اقيف قدامهم في محكمة بعدين هم بستعملوا أسلحة غير شريفة اطلاقا وغير عادلة في الخصومة ... يعني هسي لو قعدوا يبكوا في المحكمة ساكت أنا اقنع القاضي انو دي دموع تماسيح كيف يعني


    انتي عارفة انو انا نصير المرأة وقضايا الجندر

    مؤامرات شنو كمان أنا بتاع مؤامرات برضو .
    .
    .
                  

05-05-2004, 09:36 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    تجربة

    وبيني وبين التجريب مسافة يشتهي الغرقان شهيق "هل أدركتم عمق هذه المسافة"، سأكتبني ولكي أختي "باقةالأماني" التي تأبى أن تتحقق، ولا نقنع بخفي الحنين "بفتح الحاء وليس بضمها" وللحرف ندى حين تستقبل الأشواق القبلة ولا تصل.

    عفوا حبيبي لقد مشيت بين نديداتي مرحا، وأنا أحتفي بكل رسالة، وأستمتع بمشوار الطريق إلى صديقنا صاحب عنوان البريد، وتغرورق عيوني بالدموع،وأنا أفض مظروف رسالتك، وهكذا نحن نبكي فرحا ونحزن ضحكاً، وبين هذه وتلك يقف هؤلاء الذين تسميهم حبوبتي "مقطوعين الطاري" وما زال سؤال الطيب صالح معلقاُ على رقاب الإستفهام، أو لعله الإستنكار.
    إحتضنتي جامعة القاهرة وكأنها تؤكد لي أنها حنينة، ومنحتني صحبة إخوة وأخوات يقطرون أدبا، ولماذا لا أمشي مرحا وأنا بصحبتهم، وقد أتيت الفرع وأنا مملوءة بكلمات الإطراء والإعجاب من مدرساتي المتوسطة والثانوي، عرفت لاحقاُ أنها جزء من واجب يأدونه إلى كل طالبة، كنت فرحة بنظرات الإعجاب في عيون والدي "عليه رحمة الله" وأنا ما زلت يافعة تحتفي بهديته اليومية، عددين من صحيفتي الأيام والصحافة التي كانتا تكفيان لنشر زيارات وإحتفالات وحجارة الأساس التي وضعها الرئيس، وماذا تلبس مرأة الرئيس لهذا المساء، "آسفة مساء الامس" وما تبقى من صفحات هاتين الصحيفتين تكفي لتقديم وجبات دسمة من الثقافة والأدب والإبداع بكل ضروبه، أجل كانت كاملة الدسم، وتتبارى هاتين الصحيفتين في إستقطاب أعمال رجال ونساء بعظمة الوطن مثل علي المك "يرحمه الله" ومحمد المهدي المجذوب "يرحمه الله" مرورا بناس بولا وناس هاشم صديق وتستحي هذه الصحب فتأتي ببعض من محجوب شريف مدسوس بين سطور مقال. آه لماذا تثيرون كل هذا الحنين الموجع.

    دلفت إلى بوابة جامعة القاهرة لأجد نفسي بين طلاب كلية التجارة، وهو ما لم أخطط له يوماُ، بل دخولي هذه الكلية إحدى مفارقات الزمن أو بعض ما نمارسه في حق ذواتنا، فكم منا إختار كليته ومهنته، فقد ظلت صلاتي بالرياضيات غير طيبة على الدوام، ولكن أين المفر، فقد وجدت أنني في مواجهتها "فيس تو فيس".
    خفف من هذه المواجهة أول زيارة لي لدار الإتحاد، والتي إلتقيت فيها ببعض القامات الأدبية التي كنت أقرأ لها في صحف تلك الأيام، وفجأة وجدت نفسي بينهم، وأنا التي لم أنشر لي أي عمل، فبدأت كتاباتي تخضع لمشارط النقد، وكان معظمهم ممن لا يجامل، وكم مرة ألقيت بما كتبته بعض ان تناوله هؤلاء بالنقد القاسي، وساعتها قلت لعله هذا ما يسمونه بالنقد البناء.
    دعوني أحي الأصدقاء والصديقات الأعزاء أعضاء المنتدى الأدبي لجامعة القاهرة فرع الخرطوم، ومن ثم النيلين.

    ولي عودة.
                  

05-05-2004, 11:39 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: أبنوسة)



    طبعا يا نادوس

    عبارة ولي عودة بتاعت أبنوسة دي انا قريتها ليك في الأول
    وان عدتم عدنا؟؟؟

    اها حتي لو بقت ولي عودة زي ماهي كدة وقعها ما جميل ... يعني ـربط الحزام .... وانتظر

    لكن لو لقيت ليك قصيدة جميلة كدة تهدي بيه الامور حبتين بكون كويس شايف الجندرية مصعدة المسالة خالص واحتمال يتم تدويلها ... ولا اظنك بقيت ما واثق من كلامي
    ياخوي الزول ما بعرفوهو من كلامو البقولو ... انما الأعمال بالنيات .. واخير لينا .. النية واصلة
                  

05-06-2004, 04:02 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    يا أبو آمنة

    والله شكلو حريشك جاب نفع، إنت ما شايف عبارة "مشيت مرحا" دي والتي وإن سبقتها "يا حبيبي" التي لم تستطع أن تخفي نبرة التحدي.
    والله يا هو كمان.
    غايتو الله يجازي الكان السبب، فأخوك ما صدق الفترة الفاتت كنت مستمع بالإنترنت ومصاقرة الكمبيوتر، حسع بقت تقول ليك كدي زح، النشوف ناسي ديل، ناس الجندرية وندا.
                  

05-06-2004, 08:13 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    الصديق ابوامنه.... انا مع نادوس وقد نبهته الي التغيير الذي طرأ علي سلوك ابنوستنا , يعني خمسه ايام وانا احاول الاتصال بها وبرضو بدون فائده . يعني يابوامنه ماعملت فينا معروف . قبل البوست الابنوسه متواجده بانتظام , بعد الخمسه ايام سالتها الابنوسه الموبايل ده مامعاك قالت معاها لكن المشغوليات كثيره ؟ اها نبقي في جنس ده .
                  

05-06-2004, 10:27 PM

dreams

تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 1985

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: بهاء بكري)

    فى احدى زنقات الكرسى الساخن للزميلة شجون (الله يطراها بالخير) بادرتنى الابنوسة بعبارة (انتى بتشبيهنى كتير) ثم استرسلت فى حديث ووصف رسم لوحتها فى مخيلتى دون اطار ليقينى بانها اكبر من سجنها فى اى مساحة حتى وان كانت لوحة محبة تلقائية

    ثم ...

    لقاء الخرطوم

    انسانة .. لا تفارقها الابتسامة ... احسست الطفولة فى نبرة صوتها وفى تعابيرها احسست البساطة ولعينيها كان الارتياح نصيباً

    ابو امنة

    شكرا يا منقب الكنوز ...بالامس نجلاء ...واليوم ابنوسة

    نادوس

    يا بختك

    تسلمو كلكم
                  

05-07-2004, 01:20 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: dreams)


    غايتو الله يجازي الكان السبب، فأخوك ما صدق الفترة الفاتت كنت مستمع بالإنترنت ومصاقرة الكمبيوتر، حسع بقت تقول ليك كدي زح، النشوف ناسي ديل، ناس الجندرية وندا.


    يعني يا نادوس انتو الاتنين عندكم كمبيوتر واحد ... غايتو الله يكضب الشينة لكن ياخوي ما كان تكلمني قبل ما ارسل ليك في المسنجر ... عموما مافي مشكلة .... نحنا بنخاف من ناس الجندر كمان ؟؟


    وبعدين قصة تاسي ديل اظنها من الحاجات الجديدة ... يعني باقي ليك بكونوا رموا طوبتي ولا كيف الكلام دا ...

    أها انا زاتي معاك .... الله يجازي الكان السبب .. بس انت صبر لي ميدو والمعاهو عشان ما يتم تدويل القضية ...
                  

05-07-2004, 11:59 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    بهاء بكري ....

    في بيتنا ... بهاء

    عارف طبعا انا في البداية قلت زي كلام الجندرية انو صاحبك نادوس ده بكون غيرة ساكت وكلام رجال زي ما قالت الجندرية ... لانو انا زاتي لو في مكانو كان قطعت صفق الشجر كلو ( دي عادة ققديمة لما اكون زعلان في الجامعة ) .... لكن ما دام جابت ليها لوبي فيهو نادوس وبهاء بكري كمان وما عارف تاني منو ... تبقي لي الشغلانة

    قلبي مع ابنوسة وسيفي مع نادوس ...

    لكن لازم بعد كدة ما دام اللعب بقي علي المكشوف نحاول ننظم صفوفنا ...

    قلت لي خمسة يوم ما قادر تلقاها ... ياخي الاستتابة ثلاثة ايام ... وبعدها موت كمان مرقت في خمسة ايام ... بس عليك ( الصبر والاحتساب ) ... لكن لازم تكون مشارك معانا في مؤامراتنا ... يعني ما تحرشنا ساكت وبعدين نقع فيها برانا ... في الحقيقة يقع فيها نادوس براهو ...


    الله يخليك
                  

05-07-2004, 12:17 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    انا مفتكر انك صاحبة نجلاء بس ....
    طلعتي كمان هنا وفيها شبه ...
    في الحقيقة بديت احاول ارسم ليك صورة برضو لكن ما قادر .. ما بين نجلاء وأبنوسة وشجون والبقية بكون شكلك اقرب الي Dreams من الحقيقة .... صديقة كل المبدعين وكمان لازم تكوني صديقة نادوس ( ما تدخلينا في متاهات ) ... وفرضا عليك تكوني صديقة ميدو ولا فيها قضايا كمان .... شفتي جنس الجرجرة دي ...
    انسانة .. لا تفارقها الابتسامة ... احسست الطفولة فى نبرة صوتها وفى تعابيرها احسست البساطة ولعينيها كان الارتياح نصيباً

    غايتو الكلام ده أنا ما قلتو وحاعمل ليك عليهو حقوق نشر عشان بعدين لما نتجرجر في المحاكم بنكروا عديل وانتي شيلي شيلتك....
    دربمز
    في الحقيقة انهم نجوم في وجودهم وغيابهم ... نجلاء ...ليلي والكثيرن جدا الذين يحتاجون منا علي الأقل لتذكيرهم كل فترة بأننا ننتظر منهم جديدا ... وخليهم يبطلوا الكسل البعملوا فيهو دة ويمرقوا من المطبخ شوية .. كفاية خدمة ...
    ( ده برضو ما قلتو أنا .... منقول من موقع آخر )

    تسلمي يا دريمز
                  

05-07-2004, 12:26 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    الأحلام الجميلة دريمز
    شكرا لكي ,انتي المبدعة وليس مجرد صديقة المبدعات يا أبو آمنة.

    الأخ أبو آمنة
    Quote: وخليهم يبطلوا الكسل البعملوا فيهو دة ويمرقوا من المطبخ شوية .. كفاية خدمة ...

    يا أخوي المرة دي جابة ليها سلاح تجويع، ودي تستدعي تدخل "ليس قوى واحدة ولكنها قوى ثلاثية، وعلى رأسها شوشو "وهي دلوعة أبوها وأمها" وحمودي الجنو أكتر مني جني البورد.كل شيء وسنرفع لافتاتنا البطون المطبخ أولا، يمكن نطلع أحسن من عرفات وناخد الإتنين.
                  

05-07-2004, 01:04 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: nadus2000)

    الاخ العزيز ابو آمنة

    يعجبني اسلوبك في الدخول الى عوالم المبدعين ومن ثم هذه التقاطعات والتداخلات والمحفزات التي تؤتي أكلها ثمرا جنيا
    با\لمس كما قالت الاخت دريمز - وهي مبدعة وصديقة مبدعين كثر وربما يكون الدور عليه في سلسلتك الجميلة-
    ها نحن كما قرأنا محاورتك لنجلاء نجد انفسنا اما ما كان غائب عنا في سيرة ابنوسة
    ثمة اشياء ومعلومات تسيل بين المداخلات
    ثمة انتاج لم ينشر يجد طريقه الى السطح
    ثمة تداعيات
    وفي المنتهى نحن الرابحون
    شكرا لك ابو آمنة
    شكرا لك أبنوسة
    وشكرا لك نادوس
    وواصلوا النقش الجميل
                  

05-07-2004, 11:35 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: sympatico)




    Sympatico الحبيب

    الكسل عدو المبدعين ( ما عارف كان سمعتها في مكان ولا نجرتها ليك ) ... لكن اعتقد ان وتيرة الحياة والعمل تخلق في الجميع قيودا يصعب الانفلات منها بسهولة خصوصا اذا ما اعتمدت علي المقدرات الذاتية التي سرعان ما تتجاوب مع هذه الوتيرة وتبدأ في التراخي ... ولكن علينا بين كل فترة وأخري ان نهزم هذا القيد وننفلت منه الي عوالم أحري نستعيد فيها جزءا ولو يسيرا من اشياءنا التي تبعثرت علي ذلك الطريق الطويل ...
    هذا يحتاج الي محاولة تحفيز خارجي يجعلنا نسقط كل تلك الأشياء عنهم ( وبكل تأكيد هي اشياء حقيقية ) ولكن الاستسلام وحده هو الذي لا يجعلنا نرتبها جيدا لنخلق وقتا للابداع ... مختلفا ...

    لكن بيني وبينك طبعا ابنوسة طلعت أحرف مني كتير ...
    أنا أصلا كنت محضر ليها حوار صعب جدا .. وشرس للغاية ... بس قلت اخليها تفضي وفي الوقت ده الملم ليها الحاجات بتاعتها دي في مكان واحد ومنو نقرأ ونتنور ...

    أها واخوك بدا زي الحمل الوديع في القصة دي ... لكن المود بسيط جدا ومافيهو ايي مشاكل ولا ايي حاجة .. وطبعا مريح خالص ... مافي زول مترصد ليها ولا في زول منتظر تجاوب عشان يديها ليك سؤال تاني .... يعني ماخدة راحتها خالص ...

    بالمناسبة طبعا ده ليهو فائدة برضو ... وهو ما تحدثت أنت عنه وأسميته

    ثمة اشياء ومعلومات تسيل بين المداخلات
    ثمة انتاج لم ينشر يجد طريقه الى السطح
    ثمة تداعيات
    وفي المنتهى نحن الرابحون


    يعني أنا ونادوس أخوي دا معذبين نفسنا في حياكة المؤامرات ... وهي ما شغالة بينا الشغلة ... دي اها يا سيمبتيكو ( معانا ولا معاهم انت ) ... طبعا السكات علامة الرضي ( انو معانا ) .. ولا شنو علي قول ميسون النجومي ...

    أما دريمز يا سيدي ففي الحقيقة تحتاج الي تحية أخري لمبدعة أخري .. فأينما ذهبت أجدها هنالك خطواتها تسبق خطواتي ....

    ولربما التقينا ... من يدري

    كل الود والحب
                  

05-07-2004, 11:48 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: sympatico)




    قلت لي يا نادوس بقي فيها أسلحة دمار شامل

    تجويع وكدة ...

    لكن انت بيني وبينك الموضوع ده مش مفروض تكون عامل ليهو حساب .... يعني أسلحة مضادة .... يعني الواحد فينا زمان بكون بيتهم قريب يمشي يعيش عزابي ...
    3 سنين في الثانوي 5 سنين ( وفي مقولة أخري أكتر ) في الجامعة ... 5 سنين في الشغل قبل الاغتراب و5 سنين في الغربة القفص يعني علي الأقل 16 سنة القعدها نميري ددي في راسنا نحنا عديناها قعاد بيوت عزابة وداخليات ... العزوبية دي كلها انت قايلة لي شنو .... ما عشان يوم زي ده ... ولو ما كدة البخلينا الستيت دي كلها قاعدين برانا شنو ... لكن اظنك ما ختيت ليها ...

    عموما يا سيدي ... انشالله قوات حفظ الطعام تكون جاهزة .... لكن عايز أسالك سؤال ... ما دام هي بتستعمل أسلحة محظورة عائليا طيب انت مافي ايدك اوراق ضغط قوية جدا .... يعني شوشو دي هسي براها ما صواريخ مضادة .... يعني زعلة واحدة وصرة وش ... تلقي البين بقي مطعم
    لكن عارفك ... كويس دائما بتلتزم بالقوانين حتي في الحروب الكونية ( ونصيحة ليك ده بضيعك ) ... ( ولا خايف من شنو انت ) .... ولا دي ( زي البترول العربي) .



                  

05-08-2004, 09:31 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    أبنـــــــــــوسة

    النور عثمان أبكر.........هذا الباحث عن وجوده في ذاتنا؟؟؟؟؟؟؟


    المنفى والمملكة


    لم أهجر يوما دار أبى
    لأهيم بكهف فى الصحراء
    أتدثر ما نسجته أكف الريح على منوال الصمت
    وأطعم من مائدة الرب
    وأصيخ السمع وأنشر شارية الأبصار لعلّ الدرب
    يتمخض مهرا يطوى بى ، فى غمضة عين ، كل جواء الدنيا
    والآخرة المرجوة والرؤيا
    واذا ما عدت بسطت لكم سر اللقيا
    وحلفت بخطِّ الشيب برأس أبى ، وبحرمة أمى :
    أن ملاك الرب أتانى ليلا
    شق الصدر وغرق فى بحر دماى أنامله
    فانتزع الخوف وريح اللعنة ، فك لجام لسانى
    عمّـــدنى
    وأراح جبينى ، حرَّرنى
    من قهر الحاجة والزمن
    ورويت لكم ما تعيا عنه الفطنة ، تعيا عنه الحيل المطلية
    من أنى شارفت رفاه الأبدية
    فى حضن الشفق الأبدى سُقيتُ الخمر بأكواب الفضة
    من أيدى الولدان الغضة
    ندمائى رُسل المشرق والمغرب
    ما بح اللحن ولم نتعب
    ولأن الخمرَ بها أنهار
    والحورُ العينُ تروح ، تجىء بغير إزار
    أغوانى الظلُّ ، فأقصيتُ
    ****
    قدستم رفقة :
    دار أبى
    مهدى ،
    منفاى ومملكتى
    فيها عانيت مجاهيل المحظور ،
    وجئت أعمدكم

                  

05-08-2004, 11:20 AM

dreams

تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 1985

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    ابو امنة

    نادوس

    سمبتيكو

    هى من نعم المولى على ان بقدر ما منحنى الاحساس بالجمال

    ايضا قد انعم على بصحبة الجميلين وتبصر دروبهم والسير من خلفهم

    لكن فكرة ان اجاورهم واصبح واحدة منهم فهى اطول من قامة محاولاتى

    او مطالعاتى المتواضعة

    ابو امنة

    حتما سنلتقى

    نادوس

    برا الموضوع ... العريس خبرو شنو؟ سلامات له

    تسلمو
                  

05-08-2004, 07:39 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: dreams)




    دريمز

    عادة لا استند علي جدار الحتمية لأانه واهن جدا ...
    لوكن بما أنك وضعتي الجدار
    يقينا سوف افعل ما في وسعي تجاه هذه الحتمية

    دمتي يا عزيزة
                  

05-08-2004, 10:14 PM

dreams

تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 1985

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    الحتمية لدى تستمد قواها من سند الامل وتتمسك باعمدة اليقين حينما يشيده التواصل

    ما دون ذلك غيبيات وحده المولى يملك نواصيها

    تسلم ابو امنة
                  

05-08-2004, 10:48 PM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    ابنوسه كل الود لك انت ونادوس
    وكل المنى بحاه سعيده
    اسفه للتأخير لم اكن أدرى ان هذا البوست احتفاء بك
    كل المنى بالسعاده مره ثانيه
    وشكرا يا جعفر

                  

05-08-2004, 10:49 PM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    ابنوسه كل الود لك انت ونادوس
    وكل المنى بحياه سعيده
    اسفه للتأخير لم اكن أدرى ان هذا البوست احتفاء بك
    كل المنى بالسعاده مره ثانيه
    وشكرا يا جعفر

                  

05-09-2004, 10:28 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Rawia)



    راوية العباسي هنا ..

    طبعا الواحد اتعود في الفترة الفاتت علي عبارة بنات العباسي ... خصوصا بعد موضوع زمراوي انتو شنو يابنات العباسي بتردوا ورا بعض خلاص علقت معاي ..

    ولي نص ساعة عايز اكتب راوية وما قادر لانو كل مرة بكتب بنات العباسي ...

    طيب مرحب بيكم الاتنين

    وكل المني يا راوية
                  

05-09-2004, 03:26 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    أبنـــــوسة





    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأبعاد الخفية لاختيار عواصم الثقافة العربية


    ( 1 - 3 )

    الحمد لله جل شانه وتقدست أسماؤه ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وبعد ..
    فمن الملاحظ انه في الآونة الأخيرة ، قد أحدثت قضايا و أمور جعلت الحليم يقف أمامها محتارا عاجزا ، لا يدري ماهيتها ، وما هدفها .. وما النتاج الذي تطمح إليه ..

    فتجده إما أن ينساق مع التيار ، وإما ان يقف موقف المشاهد ذا الأيد المكتوفة .. أو أن يمارس مهنة التصفيق والتطبيل ، ويطبق قول القائل : وهل أنا إلا من غزية ...
    ومن هذا المنطلق أردت التوضيح والبيان لقضية هامة جداً ، ستعرف حقيقتها - أخي الكريم - من خلال قراءتك (( المتأنية )) للأسطر القادمة ، وأرجو أن تعذرني على الإطالة والاستطراد فالقضية تستحق ذلك ، وخوفا من ان يدب الملل إلى مقلتيك وفكرك رأيت أن أعرض الموضوع في ثلاث حلقات ..
    الحلقة الأولى : نبذة عامة .
    الحلقة الثانية : التقرير والحقائق .
    الحلقة الثالثة : ماذا نريد ؟
    والله أسأل التوفيق ، فأقول وبعون الله :
    منذ سنوات قليلة, و على وجه التحديد في العام الهجري 1407هـ, الموافق 1986م صدر عن ( المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ) التابعة لجامعة الدول العربية ما أسمته ( الخطة الشاملة للثقافة العربية ) ..

    و هذه الخطة قد أتت بناء على توصيات المؤتمر الثاني للوزراء العرب المسؤولين عن ( الشؤون الثقافية ) و المنعقد في العاصمة الليبية ( طرابلس ) عام 1979 تحت شعار ( نحو استراتيجية للثقافة العربية ) وقد تكونت لجنة متخصصة لإنجاز هذا العمل ..اختارها الوزراء العرب بأنفسهم ، وكان في مقدمتهم :
    الدكتور احمد كمال أبو المجد المستشار القانوني لأمير الكويت
    والدكتور شاكر مصطفى الوزير السوري السابق
    والطيب صالح الروائي السوداني ويمثل المستشار الإقليمي للاتصال في الدول العربية واليونسكو
    والدكتور عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني ومدير جامعة صنعاء
    وعبدالكريم غلاب الكاتب والوزير المنتدب بالمغرب .

    وقد قامت اللجنة المذكورة و المنتقاة من السلطات العربية بتوجيه الدعوة إلى أكثر من ستمائة باحث و مفكر عربي لكي يشاركوا في وضع ( استراتيجية الثقافة العربية ).. حسبك في شم ريح التآمر ألا يكون بينهم عالم مسلم واحد تتفضل عليه ( لجنة السلطات العربية ) لصياغة أو للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة العربية..

    ناهيك عن ملاحظة المنحى الفكري المعروف لمن تقدم ذكره من أعضاء (اللجنة ) المنتقاة من السلطات العربية لأنه - في الحقيقة - لم يثر انتباهنا ألا يكون فيها عالم مسلم واحد بل (( إن العرف الثقافي الدارج في الحياة العربية المعاصرة جعل عكس ذلك هو المثير للانتباه بمعنى أنه إذا حدث فلتة أو غفلة أن شارك إسلامي باحث أو عالم في مؤتمرات أو لجان الثقافة العربية فإن الأمر يثير الغرابة و التفكير و الشك و الارتياب في هذا الحدث الفريد ))..

    وحسبك - أيضا - لإدراك ريح التآمر على عقل الأمة و مستقبل الثقافة فيها أن يكون موضوع ( الفكر الإسلامي ) الذي مثل محورا أساسياً لنقاشات اللجان الموقرة و المنتقاة من السلطات العربية أن يكون الممثل فيه و المعبر عنه و المتحدث باسمه اثنان :
    أولهما الدكتور محمد أركون الباحث الجزائري ..و الذي يتبوأ كرسي الأستاذية في السوربون الفرنسية و له كتاباته المشهورة في الطعن في القرآن الكريم و الدعوة لإخضاعه للدراسة الألسنية و نقد آياته وفق المناهج الإيبستمولوجيه و الأنثروبولوجيه .
    و أما الثاني فهو الدكتور ( حسن حنفي ) تلميذ فلسفة ( باروخ اسبينوزا ) و الذي اكتشف - بعد دراسات معمقة - ان القرآن الكريم كان علمانيا قبل أن يحوله المسلمون إلى الوجهة الدينية ، والذي يدعو الان إلى إحياء فكرة (( وحدة الوجود )) حيث لاإله – سبحانه الله – خارج الانسان ، ويصف الإحياء الإسلامي الجديد بانه (( ردة حضارية )) !

    هذان الباحثان – دون مئات علماء الإسلام ومفكريه على امتداد العالم العربي الكبير – هما من وقع عليها اختيار (( لجنة السلطة )) التي مثلها كمال ابو المجد والمقالح والطيب صالح وغلاب ومن تقدم ذكره ، وهم ممن اعرف ، ويعرف الفطن المسلم .

    وبعد فراغ اللجنة من جهودها التي استمرت حوالي ثمان سنين ، كان الغش والضلال – ولا أقول غير ذلك – قد اعماها فيهم عن أدراك الحقائق ، صاغت اللجنة تقريرها النهائي ، حيث رفعته إلى قيادتها (( الوزراء العرب المسؤولين عن الشؤون الثقافية )) الذي أصدر قراره بتاريخ 26 نوفمبر 1985 الموافق 16 ربيع الأول 1406 .. والذي جاء فيه :
    وهو ما سنتعرض إليه في المقال القادم إن شاء الله .




    يتــــبع
    (2-3 )
    (3-3 )

    (عدل بواسطة Abo Amna on 05-09-2004, 06:31 PM)

                  

05-09-2004, 03:54 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    Quote:
    وقد قامت اللجنة المذكورة و المنتقاة من السلطات العربية بتوجيه الدعوة إلى أكثر من ستمائة باحث و مفكر عربي لكي يشاركوا في وضع ( استراتيجية الثقافة العربية ).. حسبك في شم ريح التآمر ألا يكون بينهم عالم مسلم واحد تتفضل عليه ( لجنة السلطات العربية ) لصياغة أو للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة العربية..
    .

    شايف يا أبو آمنة الجماعة ديل شمامين كيف!!!!!!!!!!

    Quote:
    ناهيك عن ملاحظة المنحى الفكري المعروف لمن تقدم ذكره من أعضاء (اللجنة ) المنتقاة من السلطات العربية لأنه - في الحقيقة - لم يثر انتباهنا ألا يكون فيها عالم مسلم واحد بل (( إن العرف الثقافي الدارج في الحياة العربية المعاصرة جعل عكس ذلك هو المثير للانتباه بمعنى أنه إذا حدث فلتة أو غفلة أن شارك إسلامي باحث أو عالم في مؤتمرات أو لجان الثقافة العربية فإن الأمر يثير الغرابة و التفكير و الشك و الارتياب في هذا الحدث الفريد ))..(3-3 )


    أول مرة أعرف أن الأستاذ الطيب صالح مش مسلم!!!!!!!!!!!!!
                  

05-09-2004, 07:48 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: nadus2000)




    عارف يا نادوس

    الموضوع ده بالتحديد عايز ليهو قعدة عديل كدة ... يعني تفضي نفسك من كل حاجة وتقعد ليهو ... بعدين طبعاً هو 3 أجزاء ... حاكملهم كلهم وبعد كدة لأتفرغ ليهم واحد واحد ... اتمني انو يكون عندك الوقت الكافي عشان تواصل متابعتهم لحدي ما اكملهم يوم أو يومين ...

    تسلم
                  

05-09-2004, 11:46 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    ( 2 - 3 )



    تحدثنا في المقال السابق عن نبذة عامة ، ومن ثم وقفنا عند القرارات التي تبنتها (( المنظمة العربية للثقافة والعلوم )) وهي :

    أ - الموافقة على هذه الخطة باعتبارها دراسة أساسية و مبدئية شاملة يسترشد بها في العمل الثقافي على المستوين القومي و القطري في المدى القريب و المتوسط و البعيد.
    ب - دعوة المدير العام للمنظمة إلى اتخاذ الوسائل الكفيلة بنشر هذه الخطة و تعميمها و التوعية بها على أوسع نطاق ممكن و على المستويات القومية و القطرية حتى يتسنى دراستها.
    ج - دعوة الدول إلى الأخذ بهذه الخطة في خططها للتنمية الثقافية وفقاً لإمكاناتها.
    د - دعوة المنظمة إلى متابعة تقديم التصورات و الإجراءات المعينة على تنفيذ هذه الخطة على المستويين القطري و القومي إلى اللجنة الدائمة للثقافة العربية ( أبو المجد و غلاب و رفاقهم ) و إلى المؤتمر في الدورات القادمة .
    هـ - اعتبار هذه الوثيقة و البرامج التي تنبثق منها إسهاماً من الدول العربية و المنظمة في العقد العالمي لتنمية الثقافة الذي سيبدأ سنة 1988 ، على ان تعين في بداية كل سنة ميلادية عاصمة عربية تحمل لقب : عاصمة الثقافة العربية .

    ثم اختتم التقرير قراراته بالإنعام على اللجنة و رئيس اللجنة تقديراً لجهودهم المخلصة في خدمة مشروعات السلطات العربية! و قد أعقب ذلك صدور قرار ( المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ) برقم م . ع \ د . ع 8 ( 1985 ) ق 21 الذي جاءت بنوده مطابقة حرفياً مع قرار السادة الوزراء و قد اختتم المؤتمر قراره بتوجيه الشكر و الامتنان إلى السادة أصحاب الإنعام لما قدموه من ( معونة و ضيافة كريمة ) .

    هذا هو المدخل الذي نحب أن يطلع عليه المسلم الغيور قبل أن يقرأ و يتابع معنا طروحات ( الاستراتيجية العربية الثقافية ) و هو مدخل أحببنا من تقديمه إلى إلقاء الأضواء حول عدد من الحقائق لا تقبل إنكاراً أو جحوداً :
    الحقيقة الأولى : أن المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم لا تمثل الشعوب العربية و لا تبحث في هموم المواطن العربي و إنما هي أداة لممارسة ( القهر الفكري ) ( و غسيل المخ ) لخدمة بعض الأنظمة العربية المسلم و من أبرز ما يدلنا على ذلك هذه الفضيحة التي تمت في ندوة ( الفكر الإسلامي ) .

    الحقيقة الثانية: أن هناك تنظيماً سرياً فكرياً ينتهج أساليب ( الماسونية ) في فرض وجوده على المستويات الثقافية العربية العليا بما يضمن عدم نفاذ ( تيارات فكرية ثقافية ) بعينها إلى مجال الشريحة السيادية في التوجيه الثقافي و يمكن ملاحظة هذه الحقيقة من خلال متابعة المؤتمرات أو ( المؤامرات ) التي تنظمها ( اليسكو ) و المؤتمرات المشابهة و التي تعالج ( التطور الحضاري في الوطن العربي ) و التي بدأ عقدها في الكويت عام 1974 - ولنا حديث خاص حوله وعن مسبباته في مقال قادم إن شاء الله - و تتابعت في اليمن و القاهرة و تونس و عمان و غيرها من مدائن العرب فالوجوه هي الوجوه و الأفكار هي الأفكار و النتائج هي النتائج و المنفيون هم المنفيون و المغضوب عليهم لا يتغيرون! .

    الحقيقة الثالثة : أن هناك دوائر ثقافية عديدة تدرك حقيقة هذا ( التآمر ) في المنظمة العربية ولكن - لسبب ما - لا تتم المواجهة الصريحة لكشف المخبوء و من أوضح ما يدلنا على ذلك قيام المنظمة الإسلامية للتربية و الثقافة و العلوم بتكوين لجان خاصة لوضع مشروع خاص لمستقبل الثقافة العربية الإسلامية رداً على مؤامرة ( المنظمة العربية ) و قد حاول مدير ( اليسكو ) احتواء هذا المؤتمر الثاني أو بمعنى أوضح احتواء الفضيحة بيد أن تلك قصة أخرى ربما كان مكانها في موقف آخر في مواجهة ( الهدامين ) .

    تلك هي بعض من الحقائق الغير منكرة ، وفي مقالنا القادم سنسلط الضوء على المشروع التنظيمي ، ماذا حقق ؟ وماذا نريد نحن



    نواصـــــل
    (3-3)
                  

05-10-2004, 02:47 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    ( 3 - 3 )


    استعرضنا في مجمل حديثنا السابق المخطط المقدم من قبل ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ) .. وذكرنا بعض الحقائق الهامة حولها ، ومن ثم سنعرج في مقالنا هذا الأخير إلى قضية : ماذا نريد ؟

    فأقول وبعون الله :
    من خلال ما استعرضناه في المقالين السابقين ، نجد ان هناك محاولات جادة من قبل اللجنة المنبثقة والمؤصلة للمنظمة لإعطاء المظلة الرسمية لحفنة من رواد الإفساد ، ودعاة ( التمرد على عبادة التراث والأسلاف ) من أجل أن يمارسوا أنشطتهم بكل حرية ، وبعيدا عن أي قيود تفرض عليهم من خلال ( السلطات الإسلامية ) وأصحاب ( الفكر الجمودي المتحجر ) ..

    جاء في التقرير (( إن التفكير في الغد يحيلنا مباشرة إلى التفكير بالأمس و ما من قضية من قضايا الفكر العربي المعاصر إلا و كان الماضي حاضراً فيها بوصفة الطرف المنافس. )) فيا ترى ما المقصود
    (( بالماضي )) ولماذا ينعت هنا (( بالطرف المنافس )) ؟؟

    وفعلا بدأ النشاط يتمثل بطرائق شتى ومتعددة فعلى سبيل المثال لا الحصر :
    فمنها :
    تنفيذ التوصية (( توصية عبدالعزيز مقالح وباقي الرفاق )) باتخاذ عاصمة ثقافية (( عربية )) مع بداية كل سنة (( ميلادية )) , والتي علم ما يكتنفها من حقائق خفية ذكرت في مقال سابق ، والتي من أبرزها إعطاء الصبغة الرسمية لتحركات الحداثيين والعلمانيين ، وكذلك إعطاء المظلة المشروعة لبرامجهم .
    ومنها أيضا :
    القيام باعتماد فكرة ملحق (( كتاب في جريدة )) وهو ملحق شهري تتبناه (( اليونسكو )).. والتي كانوا يدعمون وبقوة مرشحهم (( غازي )) لنيل منصب رئاستها .

    وفكرته تقوم على إلحاق ملف لعمل روائي أو شعري أو نثري شهريا ، بشكل مجاني .. مع أحد الصحف التي تتبنى الفكر الحداثي او العلماني وتدعو إليه ..
    ويستمر عرضها من عام 1998 إلى عام 2002 .

    ولعلك - أخي القارئ - تتأمل معي في الأسماء المشكلة للجنة (( الهيئة الاستشارية )) لهذه المشروع :
    أدونيس - جابر عصفور - عبدالعزيز المقالح - عبدالله الغذامي - محمود درويش ...

    وإلى وقت كتابة مقالي هذا صدر من هذه السلسلة (( المجانية )) 32 عدد ، من ابرز المؤلفين الذين عرض نتاجهم أو سيعرض :
    نجيب محفوظ ، أمل دنقل ، الطيب صالح ، نزار قباني ، إلياس الخوري ، صلاح عبدالصبور ، عبدالمجيد بن جلون ، طه حسين ، عبدالوهاب البياتي ، عبدالرحمن منيف ، جبران خليل جبران ، أدونيس ، نازك الملائكة ، محمود درويش ، محمد زفزاف ...

    أما الصحف التي تستضيف هذا الملحق :
    المغرب : صحيفة الاتحاد ((الاشتراكي )) ، السعودية : الرياض ،اليمن : الثورة !! ، لبنان : السفير ... وغيرها من صحف البلاد العربية .

    إذن .. هل أنا بحاجة إلى مزيد من التعليق ، أم ان ما عرضته يكفيني المؤونة ؟

    ومن مشاريعهم أيضا :
    محاولة الزج بمفهوم جديد وهو مفهوم (( ما بعد الحداثة )) .. وهي قضية لجأ إليها (( حداثيوا الخليج )) وذلك بعد فضح مخططهم الحداثي مع بداية التسعينيات ، فبحثوا عن البديل لكي يقحموه ، وحانت لهم الفرصة التي يعبرون من خلالها عن هذا المفهوم (( من تحت المظلة الرسمية )) ، وبتحليلي لااتوقع

    ان اختيارهم كان عشوائيا عندما اختاروا في الأعوام الثلاثة الأخيرة ثلاث عواصم للثقافة العربية تنتمي جميعها للإقليم الخليجي وهي : الشارقة والرياض والكويت ..

    وهي محاولة منهم لبدء مشروع جديد يسعون من خلاله ربط هذه القضية بالعولمة ، والنهضة العمرانية التي تصاحب بعض العواصم .. كتعبير منهم ان القضية شمولية لا تشمل جانب واحد فحسب ..

    وأتمنى في نهاية هذه السلسلة اني كشفت بعضا من الغموض الذي يكتنف هذه القضية ..

    والله المستعان .

    المراجع :
    الغارة على التراث الإسلامي : أ. جمال سلطان .
    دورية قراءات .
    كتاب في جريدة .
                  

05-11-2004, 10:31 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    تقول أبنوسة في داخل الحوار ...



    ولكن نحن هنا في الحقيقة لا نواجه أفرادا ولكننا نواجه عقلية وايدودلوجيا كاملة تقوم علي منهج داخلي محض ( خيالي لا يخضع الي اية شروط للمنطق والصحة ولا يقبل

    الاخر الا باعتبار المتآمر الذي يستوجب الجهاد)...

    ان تحليل هذه العقيلة يتطلب وقتا وجدها كبيرا اذ أن المسالة ليست فقط مجرد رأي أو مجرد شخص يعيش ارج دائرة التاريخ ... ان فكرة المؤامرة علي الاسلام والمسلمين

    هي فكرة أصيلة لدي معظم المسلمين وهنا لا نجد سوي تطرفا في استخدام الفكرة .. وهذ يعني أننا في الحقيقة لا نضع الامور بشكلها الصحيح فالعالم كله في صراع مع

    بعضه البعض وبينهم مصالح مشتركة وحروب وما الي غيره من تلك التقاطعات ... ولكن كل ذلك لا يوضع في اطاره الصحيح ويتم التعامل معه كشماعة لتعليق كل

    عجزنا وهزيمتنا أمام الواقع الحديث ... فقط مجرد أنه يعطينا شعورا بالرضا بديلا عن الانتاج والاجتهاد والتفكير .. فكل ذلك هراء طالما العالم يتآمر علينا ويبقي أنه من

    أولي اولوياتنا كشف هذا التامر الذي نجده في كل شيئ بدءا من حرب العراق الي كوب الماء الذي نشربه ...

    هذه العقلية لم تتكون في يوم واحد بل هنالك الاف السنوات التي أسهمت في تكوينها ... وما لم نستطع أن نذهب بعيدا جدا الي بدايات تكوينها يبقي تناولها سطحيا ولا يؤدي

    الي شيئ سوي مماحكات واتهامات تلقي هنا وهنالك ....

    مرة أخري ليلي تلقي الضوء علي هذه العقلية ...

    سنعود مرة أخري للتعامل مع بعض النصوص الواردة في هذه المقالات
                  

05-12-2004, 07:29 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    الفكرة المحورية :

    في الحقيقة لم يكتب هذا الموضوع لمناقشة اختيار العواصم الثقافية ولكن كتب هذا الموضوع فقط كتأكيد لفكرة المؤلمرة تجاه الاسلام والمسلمين ولذلك كان كاتبه أعمي منذ البدء وحتي النهاية وكأنه في الحقيقة يعيش في كوكب آخر مما لا يترك لنا سوي سوي خيار أوحد ... وهو سوء القصد وحسن القصد فلو كان سئي القصد لكان الأمر مفروغ منه تماما ( حسب تعابيره ) ولكنه لا يترك لنا مجالا حين يتحث باسم الدين تضليلا ولكن دعنا نقبل هذا التضليل ... لنصل الي الخيار الاخهر وهو جهله بكل ما كتبه وعدم معرفته ووعيه عما يكتب ...

    سوف نستعرض الان الفكرة الجوهرية في المقال:



    الدكتور احمد كمال أبو المجد المستشار القانوني لأمير الكويت
    والدكتور شاكر مصطفى الوزير السوري السابق
    والطيب صالح الروائي السوداني ويمثل المستشار الإقليمي للاتصال في الدول العربية واليونسكو
    والدكتور عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني ومدير جامعة صنعاء
    وعبدالكريم غلاب الكاتب والوزير المنتدب بالمغرب

    حسبك في شم ريح التآمر ألا يكون بينهم عالم مسلم واحد تتفضل عليه ( لجنة السلطات العربية ) لصياغة أو للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة العربية..


    وحسبك - أيضا - لإدراك ريح التآمر على عقل الأمة و مستقبل الثقافة فيها أن يكون موضوع ( الفكر الإسلامي ) الذي مثل محورا أساسياً لنقاشات اللجان الموقرة و المنتقاة من السلطات العربية أن يكون الممثل فيه و المعبر عنه و المتحدث باسمه اثنان :
    أولهما الدكتور محمد أركون الباحث الجزائري ..و الذي يتبوأ كرسي الأستاذية في السوربون الفرنسية و له كتاباته المشهورة في الطعن في القرآن الكريم و الدعوة لإخضاعه للدراسة الألسنية و نقد آياته وفق المناهج الإيبستمولوجيه و الأنثروبولوجيه

    هذا هو المدخل الذي نحب أن يطلع عليه المسلم الغيور قبل أن يقرأ و يتابع معنا طروحات ( الاستراتيجية العربية الثقافية ) و هو مدخل أحببنا من تقديمه إلى إلقاء الأضواء حول عدد من الحقائق لا تقبل إنكاراً أو جحوداً :

    أن المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم لا تمثل الشعوب العربية و لا تبحث في هموم المواطن العربي و إنما هي أداة لممارسة ( القهر الفكري ) ( و غسيل المخ ) لخدمة بعض الأنظمة العربية المسلم و من أبرز ما يدلنا على ذلك هذه الفضيحة التي تمت في ندوة ( الفكر الإسلامي ) .

    أن هناك تنظيماً سرياً فكرياً ينتهج أساليب ( الماسونية ) في فرض وجوده على المستويات الثقافية العربية العليا بما يضمن عدم نفاذ ( تيارات فكرية ثقافية ) بعينها إلى مجال الشريحة السيادية في التوجيه الثقافي و يمكن ملاحظة هذه الحقيقة من خلال متابعة المؤتمرات أو ( المؤامرات ) التي تنظمها ( اليسكو ) و المؤتمرات المشابهة و التي تعالج ( التطور الحضاري في الوطن العربي ) و التي بدأ عقدها في الكويت عام 1974


    أن هناك دوائر ثقافية عديدة تدرك حقيقة هذا ( التآمر ) في المنظمة العربية ولكن - لسبب ما - لا تتم المواجهة الصريحة لكشف المخبوء

    استعرضنا في مجمل حديثنا السابق المخطط المقدم من قبل ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم )



    من خلال كل ذلك التآمر ( المفترض يصل الكاتب الي اكتشاف مذهل جدا ....



    من خلال ما استعرضناه في المقالين السابقين ، نجد ان هناك محاولات جادة من قبل اللجنة المنبثقة والمؤصلة للمنظمة لإعطاء المظلة الرسمية لحفنة من رواد الإفساد ، ودعاة ( التمرد على عبادة التراث والأسلاف ) من أجل أن يمارسوا أنشطتهم بكل حرية ، وبعيدا عن أي قيود تفرض عليهم من خلال ( السلطات الإسلامية ) وأصحاب ( الفكر الجمودي المتحجر ) ..

    ثم ادعاء الموضوعية التي من خلالها توصل الي تلك النتائج
    وبتحليلي لااتوقع
    ان اختيارهم كان عشوائيا عندما اختاروا في الأعوام الثلاثة الأخيرة ثلاث عواصم للثقافة العربية تنتمي جميعها للإقليم الخليجي وهي : الشارقة والرياض والكويت ..

    ثم يأتي لمقولته الأخيرة


    وأتمنى في نهاية هذه السلسلة اني كشفت بعضا من الغموض الذي يكتنف هذه القضية ..



    من الواضح أنه ليس هنالك قضية في الحقيقة ولكن كان كل الموضوع مبنيا علي فكرة التآمر بطريقة عمياء يسوق الادلة كيفما اتفق بلا اية معرفةبصحتها أو خطأها وكأنما نحن هنا أمام كائن فضائي لم يحيا يوم واحد في عالمنا هذا وأن المعلومات ترسل اليه خارج الكرة الأرضية ...

    ولكن ليس الأمر هو اسم محدد أو كاتب واحد انها عقلية كاملة وايدولوجيا تطورت عبر مئات الأعوام .... مرة أخري لا يمكن التعامل معها بطريقة تفنيد مزاعم الاخر ولكن البحث العميق المتواصل في هذه المسالة لمعالجتها ...



    تقول الأستاذة ليلي من خلال نقاش هذا الموضوع ...

    آه حين يصبغ البعض أوهامهم ويحاول عرضها في بترينة المنطق

    ونجد أنفسنا مرة أخري ...
    مع الأستاذة ليلي في محاولة لعرض الراي الاخر ومن ثم تحليله أو علي الأقل ابداء الرأيفيه بوضوح ..

    وربما يلفت النظر هنا أنه وخلال ما استعرضناه حتي الان ... لم نقابل مقالا تحليلياكرد علي كاتب او مفكر ... ولا ادري ماهو السبب في ذلك .. فقد كانت كل مداخلات الاستاذة ليلي هي فقط تعليقات أو نشر المواضيع دون الخوض في مسالة تحليلة واذا أخذنا في الاعتبار مسالة الوقت والزمن فربما نجد بعض العذر ولكنه بكل تأكيد لا ينجح معنا باستمرار .... فهي مطالبة علي الأقل بمحاولة تحليل اي مقال وفي رأيي بمعدل موضوع واحد في الشهر علي الأقل ....
    فهي اعلامية ومسالة التحليل تعني قراءة الاخرين بهدوء ومحاولة فهمهم ..
    ولا أعرف ان كانت تلك المسألة من قبيل التراخي أو من قبيل امسؤوليات التي لا تترك وقتا ولكني أعتقد ان هذه المسألة من الاولويات ( غير اليومية ) ويمكن أن يتوفر لها الوقت الكافي اذا ما أردنا ذلك ..
                  

05-15-2004, 07:07 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)
                  

05-18-2004, 06:58 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)



    أبنـــــــــــوسة


    إلى نادوس بمناسبة عودته سالماً
    بغداد



    بغداد ...بعيون البياتي...............

    عبدالوهاب البياتي

    ـ 1 ـ


    في طفولتي كانت علاقتي بالقرية أكثر من علاقتي بالمدينة، لأنني كنت أذهب مع والدي في العطل الصيفية الى الريف حيث السماء الزرقاء وحقول القمح المترامية الأطراف والطيور بكافة اشكالها، فكنت أتوحد مع الطبيعة ومخلوقاتها التي قلما كنت اراها في المدينة. وعندما قل ذهاب الى القرية صيفا بعد صيف لأن والدي كان قد شغل بأمور اخرى ولم يعد يجد وقتاً لزيارة اخوته وأعمامه، واجهت في تلك الآونة محنة اكتشاف المدينة واكتشاف اسرارها وممراتها السرية وضواحيها، والخيوط الخفية التي تربطها بالماضي.


    كانت بغداد ولا تزال تحمل في وجهها عذرية الزمن وعطره، ورائحة القباب، والمآذن الشاخصة التي ينتمي بعضها الى العصر العباسي وخاصة العصر العباسي الاخير، كانت تستهوني فكنت اطوف حولها، كما كان يطوف نهر دجلة. في مدينة بغداد، كنت اقرأ الشواهد المدونة على متونها واكتشفت في احدى جولاتي ان البعض قد ازاح بعض المتون ومحاها بغية كتابة تواريخ اخرى مزورة وأسماء لا تنتمي الى العصر الذي فيه هذه الآثار الباقية. وكانت مقبرة الإمام الغزالي التي تقع بالقرب من محلة باب الشيخ التي ولدت فيها في بغداد احدى محطاتي وبخاصة قبيل الغروب، حيث كان يلتقي بين القبور أو على أطراف منها بعض الاعراب الذين جاءوا المدينة ليبيعوا اغنامهم وبعض الباعة الصغار الذين كانوا يسرقون بعض ما يحمله هؤلاء الاعراب ويفرون به كما كان البعض يبيع طيوراً بأقفاصها أو بدون أقفاص وهي مربوطة بخيوط بالية.


    أما المحطة الثانية في تجوالي فقد كانت بعيدة نسبياً وهي مقبرة السهروردي حيث تقع بجوارها مقابر اليهود وكان القدم يظهر على هذه المقبرة من رائحة التربة والحجارة وبعض الاشجار الهزيلة التي كان يحتطبها الفقراء.


    كنت أقف قبالة مسجد المقبرة الذي كان شبه مهجور وأحاول استقراء ما جرى له دون جدوى وكنت أحياناً أسأل بعض سكان القبور الذين لا يعرفون شيئاً. وعندما كنت أعود الى البيت كنت ألوذ بجدي لكي يشرح لي بعض غوامض ما رأيت وما شاهدت، وأحياناً وأنا أعرج على هاتين المحطتين أذهب الى نهر دجلة من الباب الشرقي لبغداد وبخاصة أيام الفيضان حيث كان النهر محصناً بأكياس الرمل خوفاً من غرق المدينة، وما أكثر ما كان الماء يعلو ويطفو فوق الأكياس وينساب إلى الشوارع وكانت الشرطة عندما يبلغ النهر هذا المستوى تلقي القبض على كل من يمر بالشارع لأخذه للسخرة، وكان مشهداً مؤلماً حيث كان البعض يشكو من انه ذاهب لشراء دواء لوالده المريض.. ولكن الشرطة كانت تقسو ولا تسمع هذه الاحتجاجات.


    ـ 2 ـ


    كنت أرى الكثير من الأجانب الذين يزورون قناصل الدول الاجنبية يطوفون بسياراتهم ليراقبوا الفيضان وكان بعضهم يقهقه ويضحك على منظر الذين تختطفهم الشرطة لتأخذهم الى الأماكن التي تخترق فيها مياه النهر ضفافه وكم كنت أتمنى لو كنت أملك القوة لأمنع هؤلاء الذين كانوا يسخرون من المدينة وبؤسها وتعرضها للخطر.


    في فجر أيام العيدين: عيد الأضحى وعيد الفطر كان معظم سكان بغداد في تلك السنوات يذهبون لزيارة موتاهم في قبورهم وكانوا يحملون بعض الاطعمة ليقدموها الى الفقراء الذين كانوا يجتمعون بأعداد كبيرة هناك وعندما كنت أعود مع جدتي وأمي أجد جدي وهو يعد فطور الصباح ويهيئ قهوته وأرجيلته وكان يسألني وهو يبتسم: كيف كانت الأحوال، فأبتسم أيضاً دون أن أجيب. وذات صباح عيد سألت جدي قبل أن يتحدث معي: لماذا لا نزور أقرباءنا الفقراء بجانب زيارة أقاربنا الموتى، وكان يقول لي إنك عندما تكبر سوف تفهم السبب وتتألم كثيراً. كان يغير الحديث فيقدم لي كتاباً ويقول لي هل قرأت هذا الكتاب فأقول له إني قرأت بعض سطوره بدون استئذانك ولم أفهم شيئاً فيقول لي اختر بعض الجمل منه التي لا تستطيع فك حروفها حتى أشرحها لك وكنت لا أفهم شرحه أحياناً ولكنني كنت أدعي الفهم خوفاً من سخريته المبطنة. ويظهر ان بعض البشر يريدون ان يفهموا من الآخرين كل شيء بغض النظر عن عمرهم.


    في امتداد شارع الكيلاني الذي يتصل بشارع الرشيد كان هناك «مسجد الخلاني» وكان يضم مكتبة كبيرة جداً تضم مختلف الكتب، حتى الحديثة مثل مؤلفات طه حسين وأشعار شوقي والرصافي وعشرات الأدباء العراقيين والعرب، وقد هداني إلى هذه المكتبة صديق العمر الكاتب القصصي الراحل غائب طعمة فرمان فذهبت الى أمين المكتبة وقال: ماذا ستفغل بهذا الكتاب، قلت له لا أدري ولكنني سأروي لك نكتة عن مؤلف هذا الكتاب، هذه النكتة تقول انه عندما يسأل عن شيء ما كان يجيب (لما انشوف) برغم عماه ويظهر انه لم ير شيئاً حتى تأليفه هذا الكتاب فاكتشفت ان أمين المكتبة كان معادياً للأدب الحديث، وكان يتمنى لو انني استعير ديوان صفي الدين الحلي، أو الحبوبي لأنه وضع أمامي هذين الكتابين ولكنني تجاهلت وجودهما وأصررت على استعارة كتب الأيام، عند ذاك طلب مني الهوية وقلت له إنني لا أملك هوية فتدخل الصديق غائب طعمة فرمان وقال إنني أكفله، فقال أمين المكتبة ان الكفالة ليست بالكلمات وعليكما ان تدفعا ديناراً، ولكننا استعدنا الدينار سريعاً لأنني لم أنم طوال الليل وأكملت الكتاب، ورابطت بالقرب من مكتبة المسجد الى أن جاء واستعدت الدينار وحاولت اكتشاف مكتبة أخرى ليس فيها أمين كهذا الرجل الذي كان يكره طه حسين.


    ـ 3 ـ


    في تلك المرحلة كنت أنا وصديقي غائب طعمة فرمان نحاول كتابة الشعر، وذات يوك كتب «غائب» قصيدة مكونة من 100 بيت فحاولت مجاراته ولكنني فشلت وتوقفت عند البيت الثلاثين. والغريب ان (غائب) هجر الشعر وتوجه الى كتابة القصة القصيرة والرواية فيما بعد وعندما اكتشف انني لم أحب أمين مكتبة جامع الخلاني قال لي استعد في يوم الجمعة للذهاب الى سوق السراي وسوق السراي من اهم الاسواق الشعبية والقديمة في بغداد، ويضم عشرات المكتبات التي تبيع الكتب القديمة أو المستعملة أي التي قرئت، وذعبت معه فعلاً في يوم جمعة منذ الصباح الباكر ومعنا بعض النقود فاشترينا بعض كتب جبران خليل جبران، وبعض الروايات المترجمة الى الغربية، ولكن جمال السوق وجمال المكتبات ورائحة الماضي التي تعبق بين جنباته جذبتنا وأغرتنا بالجلوس لأول مرة في أحد مقاهيه، واكتشفنا أن بعض الأدباء العراقيين والصحافيين يجلسون في ذلك النهار، وكان المقهى مشهوراً بتقديم الشاي على الطريقة العراقية. وأذكر أن رجلاً يضع نظارات سوداء نظر الى الكتب التي كانت معنا،


    وطلب أن يقلبها وعندما رأى أسماء مؤلفيها هز رأسه بسرور وقال عن نفسه انه صحافي وأديب وكان هذا الشخص هو مشكور الأسدي الذي أصبح من أشد أعدائنا بعد سنوات قليلة لأنه عمل رقيباً على المطبوعات، وكان يمنع كل الكتب الجيدة وخصوصاً المترجمة الى العربية، وقام بتأديبه ذات يوم أحد أصدقائنا وهو الشاعر العراقي الراحل كاظم جواد بعد منعه لإحدى المجلات التي نشرت قصيدة له اذا سكب قدح الشاي الساخن على رأسه الصلع، وهرب.


    منذ تلك الزياة الأولى أصبح سوق السراي منجماً كبيراً لنا نلتقط منه الكتب النادرة التي غذت مخيلتنا ولعبت دوراً في التكوين الثقافي لجيل الأربعينيات والخمسينيات.


    والغريب ان الشرطة كانت تغض النظر عن الكثير من الكتب التي كانت تمنع، ولكننا كنا نجدها في مكتبات هذا السوق، فاكتشفنا ان بعض الموظفين في دائرة المبطوعات يسرقون هذه الكتب ويبيعونها لأصحاب هذه المكتبات. وقد وقع حادث طريف آخر ذات يوم، عندما ذهبت مع صديقي الشاعر كاظم جواد الى المكتبة العصرية التي كانت تقع خارج سوق السراي أي في شارع المتنبي، وسألناه عن كتب «الأم» لمكسيم غوركي وكان صدر في دمشق عن دار اليقظة العربية، فقال لنا إنه يعتقد ان الرقابة ستمنعه، وأعطانا نسخة وقال بإمكانكما ان تقرآ هذه النسخة معاً، لكن صديقي كاظم قال إنه سيأخذ النسخة في اليوم التالي الى الرقيب لرغمه على الموافقة على تداولها وكانت بغداد تئن تحت الحكم العسكري، وكان الرقيب ضابطاً وعندما ذهبنا اليه في اليوم التالي، قال لنا الجندي المكلف بخدمته انه ذهب الى مكان ما وسيعود بعد قليل وقلنا له إننا اصدقاء الضابط، فقال تفضلا الى أن يأتي فما كان من كاظم الا ان ذهب الى طاولة الضابط فوجد الختم المدونة عليه الموافقة وختم النسخة التي كانت معنا.


    عدنا الى المكتبة العصرية وقلنا له ان الرقابة قد وافقت على الكتاب، وكان لديه خمسون نسخة فقط، وما هي الا ساعات حتى بيعت النسخ جميعاً، وكنا نراقب الأمر عن كثب فبعد قليل رأينا سيارة عسكرية تقف في باب المكتبة وطلبوا من صاحبها ان يذهب معهم فاحتج وأراهم النسخة المختومة ولكنهم لم يقتنعوا بأقواله.


    وقد أوقف صاحب المكتبة ثلاثة ايام وأطلق سراحه بأمر من رئيس الوزراء، وأصبحنا أنا وصديقي نخاف من المرور من أمام المكتبة الى ان ضبطونا ذات يوم ونحن نمر من أمامها، وقال لنا انكما شجعان وقد غفرت لكما ما حلّ بي، ولولا علاقتي برئيس الوزراء لما أطلق سراحي حتى اليوم.

                  

05-19-2004, 10:08 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    .
    .
    تستوقفني المجلات الأدبية، وأمارس هواية أو عشق البحث عن إسم سوداني، أو كاتب أصبح لي مع إبدعاته إرتباط خاص، وتزيد فرحتي حين اجد من يجمع بين الحالتين، وتضاعف هذه الفرحة حين أقرأ لكاتب أو كاتبة إلتقيتها تعرفت عليها، والآن أخوض تجربة جديدة وفرحة لا تحدها حدود حين وجدت إسم أحد زملاء هذا المنبر أو الحوش الكبير كما يدلعه بعض الإخوة والأخوات بالبورد.

    فقد وقفت لأشتري مجلة الرافد-مجلة ثقافية تصدر من الشارقة-وهي إحدى المجلات التى تستوقفني كثيرا مع أختها مجلة "نزوى العمانية" وفي إفتتاحيتها طالعتني صورة عميد عمداء الأدب العربي الفقيد بروفيسور عبدالله الطيب، ومقال للدكتور عمر عبدالعزيز يرثي فيها الراحل بعنوان "آخر الراحلين"ه

    وفي صفحة 105 من العدد نفسه مقال بعنوان:

    التناص بين إليوت وصلاح عبدالصبور
    المشتركات الفلسفية والنزعة التأملية كانت أساس لقاء الرمزين


    والذي كشف لي عن مبدع ثالث يقف في المسافة بين هذين الرمزين وهو الأخ عبدالمنعم عجب الفياوالذي غاص في إبداع الرمزين ليقدم لنا دراسة موضوعية ممنهجة تكشف عن هذا التناص، وقد بحثت عن موقع للمجلة حتى آتيك بهذه الدراسة القيمة إلا أنني لم أجده، ولهذا أرجو من الأخ الفيا، بإنزال هذا العمل المبدع ليزين به الصفحة الأولى من البورد
    وذلك تعميما للفائدة

    وياريت يا أخ عبدالمنعم أن تتناول أعمال بعض مبدعي هذا البورد بدراسة وذلك تعميما للفائدة وأهديك بعضا منهم على سبيل المثال لا الحصر
    د.إسماعيل آدم أبكر
    محمد الحسن بكري
    أحمد الملك
    .
    .

    الأخ الزميل عماد البليك
    وآسف لمن فاتني ذكر أسماؤهم
                  

05-22-2004, 03:11 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)





    النص واحتمالات تأويل المعنى
    بثينة تجعل من الجنس مدخلاً للبحث عن الهوية الثقافية
    بقلم عيسي الحلو




    مقدمة
    :
    القاصة والروائية «بثينة خضر مكي» استطاعت بمثابرتها الابداعية ان تنال مكانة ادبية مرموقة، داخل وطنها السودان، كما حظيت بشهرة ادبية داخل الاوساط الثقافية العربية، اذ كتب عن اعمالها الروائية بعض كبار النقاد العرب. واخيراً نالت جائزة الشهيد الزبير للآداب. وازاء هذا كله كان لابد من قراءة اعمال الكاتبة والوقوف عندها، خاصة انها تمثل مرحلة من مراحل نضوج الكتابة النسوية في السودان، كما يمكن اعتبارها امتداداً ابداعياً متطوراً لمسار الروائية السودانية الراحلة «ملكة الدار محمد» صاحبة رواية «الفراغ العريض». وحتى نلقى مزيداً من الضوء على أدب «بثينة خضر مكي» سنعقد ندوة لمناقشة هذا الادب.. بمشاركة كبار نقادنا الادبيين من خلال اعدادنا القادمة.


    والآن نبدأ بقراءة مجموعتها القصصية «اهزوجة المكان» وروايتيهما «صهيل النهر» و«اغنية النار». وذلك باعتبار ان «اهزوجة المكان هو النص القصصي الذي يبلور العالم الفني للكاتبة في اساسه المبدئي. والذي يمثل الرؤية الفكرية والجمالية التي هي خلاصة وعي الكاتبة للعالم.
    ومن هذا الوعي الفني والفكري تنطلق كل اعمال الكاتبة. ومن خلال هذا الموقف تمر نصوص الكاتبة بمرحلتين من حيث ارتباط هذه الاعمال بالمكان . فالمرحلة الاولى «اهزوجة المكان» «1997» تلخص ارتباط نصوص المجموعة بالريف، حينما تستدعي الكاتبة انطباعاتها الاولى التي تكونت في قرى شمال السودان. وهي مرحلة يمكن ان نعتبرها بدايات لصياغات الاسئلة حول قضية المرأة المحاطة بثقافة تحدد الحرام والحلال.. الطيب والخبيث.. انها اذن مرحلة سؤال الجنس والأخلاق.. وهنا تحدد الكاتبة اولى الخطوات في بحثها عن علاقة الرجل والمرأة، ثم تتلاحق مراحل صياغات اخرى لذات السؤال. وهكذا تتواجه القيم وتتصادم بين مكانين حضاريين«المدينة من جهة والريفي من جهة».
    هذه هي الخطوط الاساسية التي تحدد العالم الفني لبثينة خضر مكي.. ولكنها خطوط تزداد تشابكاً وتعقيداً كلما تقدمت الكاتبة في مشروعها الروائي.
    عالم «بثينة» الابداعي
    الكاتبة بثينة هي اصلاً دارسة لعلم الاجتماع.. ومن هنا يستمد موقفها الابداعي كل مقوماته الفكرية والجمالية. وربما كان اختيارها لهذه الدراسة لارتباطها التاريخي بالقرية والريف السوداني، فهي قد نشأت في احدى قرى شمال السودان «منطقة شندي» فكان ارتباطها المبكر هذا يعبر عن ارتباط الكاتبة بالثقافة السودانية الغالبة في وسط السودان «الثقافة الاسلامية العربية» مما ولد هذا الصراع العاطفي الوجداني الطهراني الذي يمثل وجدان كل بطلاتها الروائية والقصصية. وهذا ما نجده بتمامه في مجموعتها القصصية «اهزوجة المكان» والتي انطلقت منها كل اعمالها اللاحقة فيما بعد.
    و«اهزوجة المكان» .. هي الفضاء الاساسي عند الكاتبة فالانسان هنا .. رجلاً كان او امرأة يتشكل بناءً على شكل المكان وعلى روح الزمان «الثقافة».. ففي قصتها «روائح مختلفة» «اهزوجة المكان» ص «13» يأتي على لسان الروائي قوله..«انهن مخبولات طوال النهار امام مواقد الفحم والحطب. يصنعن الكسرة والملاح ويطبخن اللحوم لأكل ازواجهن. وما ان يأتي المساء حتى يبدأن في شوي اجسادهن على دخان اخشاب الطلح والشاف الزكية الرائحة، ثم يبذلن الجهد الكثير في تدليك اجسادهن بعجائن الطيب والزيوت العطرية. ويغرقن اجسادهن في عطور مختلفة الرائحة».. في هذه الفقرة يركز السرد القصصي على مشهد ريفي.. المرأة التي تقوم بواجباتها الاساسية.. اطعام الزوج واشباع حاجته البايولوجية.. فهي «الكاتبة» اذاً تضع القيم الاخلاقية داخل اطارها الثقافي الذي شكلها.. وبذا تصبح جذور الثقافة السودانية الاساسية هي جذور ريفية.. ومن هنا.. وقليلاً تنسرب الكاتبة لاهم محاور اعمالها الابداعية. وهذه المحاور تمثل «الثيمات» الاساسية التي طبقت هذه الاعمال بطابعها. وبما ان «الجنس» يمثل اهم الثيمات عند كاتبتنا، فقد اتخذت منه مدخلاً في بحثها عن الهوية الثقافية من خلال هذا المحور. وهي في مرحلتها الابداعية الثانية كانت قد انتقلت بفكرة الجنس «كثيمة» درامية من المحيط الاجتماعي الريفي الى المحيط الاجتماعي «المدني».. ففي قصتها «زواج لاجئة» نفس المرجع السابق/ص 17» تقول بطلة القصة «حينما دعاني الى زيارة منزله ذهبت في غير حماس، هذا الرجل يحبني ويطلبني للزواج. ترددت في الذهاب. وفي ذاكرتي صوت امي يأتيني هامساً محذراً «ما اجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما».
    ويتدفق منولوج البطلة الداخلي في صهيل شعوري مصطرع بين السمو والانحطاط. بين التحليق والسمو الاخلاقي والخوف من السقوط. ولكن الكاتبة هنا تتقدم بالفكرة الاخلاقية لاوضاع اكثر تعقيداً.. فالعلاقة بين الرجل والمرأة ان لم تكن زواجاً فهي سقوط اخلاقي «العلاقة الجسدية» كما ان العلاقة بينهما «الرجل والمرأة» ان لم يكن رابطها الحب فهي ايضاً سقوط اخلاقي.. وفي ذات القصة «زواج لاجئة» «نفس المرجع ص 18» تقول بطلة القصة: «سمعته وهو يغلق باب غرفته.. وبقيت وحدي- التهم الجاتو» في شراهة وكأنني الهي بها نفسي عن التفكير.. هل اتزوج مبارك.. انه يكبرني بخمسة وعشرين عاماً.. هل اعطيه شبابي مقابل رغد العيش الذي سيوفره لي؟
    هنا بالضبط تضع الكاتبة يدها على اهم التعقيدات في علاقة المرأة والرجل، داخل نطاق بناء اجتماع تتخلف فيه علاقة المرأة بالرجل بسبب تخلف العوامل الحضارية المادية والروحية.
    فالمرأة بسبب هذا التخلف الاجتماعي تجد نفسيها عند اسفل السلم الاجتماعي.. فالرجل هو السيد. وسيادته تأتي بسبب انه هو الذي يمتلك زمام العلاقة على المستوى الاقتصادي، فتدني وضع المرأة الاجتماعي كما ترى الكاتبة- يأتي لمجموعة اوضاع اجتماعية متضافرة، منها سيادة الرجل الاقتصادية والثقافية، فالاقتصاد في المجتمعات المتخلفة بيد الرجل. والثقافة السائدة هي ثقافة مذكرة «ثقافة الرجل» وكل ذلك لان الرجل هو الذي يمسك بكل مفاتيح جسد المرأة، فهو صاحب المبادرة الجنسية وهو صاحب الفعالية الدينماكية. وان تمنعت النساء.. «فيتمنعن وهن الراغبات».
    ان عالم «بثينة خضر مكي» يبدأ في النمو والتفتح على كل هذه القضايا عبر ذاكرة الجسد.. وبطلاتها في نصوصها المفتاحية الاولى «اهزوج المكان» يبدأن بالبحث عن هذه المعاني وعن القضية الكبرى «الجنس» الذي يشكل عالم المرأة الخاص بوصفها كائناً بايولوجياً وسايكلوجياً.. وانسانياً في نهاية الامر.. والروائية «بثينة» تعرف ان الحراك الاجتماعي هو الذي يصوغ كل هذه الاسئلة الحائرة.. ولهذا السبب ذاته نجد ان بطلات «بثينة مكي» محاصرات بهذه الاسئلة «الجسد/ القيم/الموقف الحضاري».
    رواية صهيل النهر:
    هذه الرواية تعبر عن الازمة الحضارية التي تمر بها المرأة السودانية، حيث تناضل المرأة ضد السقوط مسنودة بالتمسك بالقيم الاخلاقية المستنبطة من منظومة القيم الاخلاقية الاجتماعية.. وامام هذه الازمة تعاني الشخصيات الروائية صراعاً وجودياً واخلاقياً قاسياً بين مطالب الجسد ومطالب الروح.
    وهذا ما تعبر عنه الكاتبة في مفتتح رواية «صهيل النهر».. اذ تقول البطلة «تمنيت لو كان بامكاني التقاط الذرات الهوائية المشبعة بتوتر الشوق الناري المتوهج لحد الانطفاء. ووددت لو استطيع اقتلاع الجدران والمرايا والستائر وضغطها في اشرطة ممغنطة احملها في حقيبتي حيثما اذهب .. اليوم سافر زوجي عاصم .. سافر بعد ان ايقظ جذوة الحياة في نفسي وقد خبا بريقها. كنت طوال وجوده معي اتفادى الحديث عن عودتي معه الى السعودية - لا اتصور نفسي زوجة ثانية، لا استطيع ان اضع نفسي على هامش حكاية كنت انا العنوان والتفاصيل الحرة فيها» رواية صهيل النهر ص 7».
    الكاتبة تتحول ببؤرة الصراع العاطفي الجسدي الانثوي مع الرجل الى معضلة اخرى تواجه علاقة المرأة والرجل في مجتمعاتنا العربية عموماً.. وهي مسألة الزوجة الثانية» حينما يتزوج الرجل مرة ثانية لانه يريد مولوداً ذكراً لم تستطع الزوجة الاولى ان تمنحه اياه.. ولهذا السبب تعاني الزوجة الاولى، فيشتد الصراع العاطفي وينساب منولوج البطلة العاشقة لزوجها، حيث تخشى ان تفتقده بسبب عدم سفرها معه للسعودية. فتقول محدثة نفسها «كان من الممكن ان اكون معه الآن .. لماذا المكابرة. وليس في بقية العمر سعة لتباريح الهجوع.. آه تباً لي .. لماذا ..لماذا تمنعن وهن الراغبات». وفي فقرة ثانية من ذات الصفحة من ذات الرواية ص «10» تقول البطلة:« هل يمكنني ان اتخذ قراراً حاسماً بترك عاصم «الزوج»؟ ان انسى انه تزوج اخرى.. رغم كل المبررات الشرعية والاجتماعية.. اعود الى بيتي في وقت متأخر،اعدل وضع المفتاح في ثقب الباب. استعدل وضعه ثم اديره تتشبث يدي بقوة على مقبض الباب..ادفع الباب برفق.. الج الى الداخل ولك ان تتأمل هذا المقطع الاستيهامي ودلالاته الايروسية».
    العشق على الطريقة السودانية:
    ان بطلة رواية «صهيل النهر» شديدة التوله بزوجها. وهذا الوله السوداني تعاظم بسبب استحالة امتلاك الزوج.. انها ذات الاستحالة التي جعلت بطلة اغنية محجوب شريف بقوله تؤكد استحالة استعادة الحب القديم والاحتفاظ بالجميلة المستحيلة. ان هذا الوجدان الشقي هو من تأثيرات الشعر الصوفي.. وهو اعلاء للغريزة الجنسية والارتفاع بها عن الارواء الجسدي.. وهذا ما نجده في الكثير من التراث الابداعي السوداني.. قصة تاجوج والمحلق واغلب اغاني المطربين السودانيين.
    ولكن السؤال المهم هنا.. لماذا لم تستطع الكاتبة النفاذ الى جوهر هذا التعقيد الوجداني؟ لماذا كانت هذه العاطفة التي ولدتها اشواق الجسد لم تجد من الكاتبة اهتماماً بالتحليل النفساني حتى تستطيع الروائية التعرف على عوالم بطلاتها.. تلك العوالم الداخلية العميقة كما يفعل كل كتاب الرواية المعاصرة في عالمنا اليوم؟
    يبدو ان المنهج البنائي والتشكيلي الذي اختارته بثينة خضر مكي كان منهجاً واقعياً بحتاً، حيث اهتمت بوصفها دارسة لعلم الاجتماع بالنظر للظواهر الاجتماعية من النظرة الخارجية للظاهرة.. وبوصف الظاهرة وارجاعها للمحيط الاجتماعي الذي شكلها فقط.
    وكان من الممكن ان تنظر الكاتبة في بنية هذا الوله «العشق الجسدي» كنزوع وجداني داخلي بوصفه نزوعاً وجودياً يرتبط باطاره الاجتماعي. وهذا ما فعله كثير من كتاب الرواية العالمية المعاصرين. هو بالضبط ما فعله الطيب صالح في موسم الهجرة الى الشمال، حيث شرح لنا هذا العشق الذي يعاني منه مصطفى سعيد على المستويين ا لمستوى الخارجي الظاهري المرتبط بالحراك الاجتماعي والمستوى السايكولوجي .. تلك الدوافع الشعورية والعاطفية .. فكانت الشخصية الروائية شخصية كاملة ومحددة. ومن ثم استطاعت في النهاية ان توصل لنا «الثيمة» التي ارادت الرواية معالجتها وتوصيلها.
    ولكن «بثينة» كانت مصرة اصراراً عنيداً على ان تنظر لفكرة «الجنس» من زوايتها الظاهرية فقط. ولهذا احتلت قصة «فاطمة السمحة» ثلث مخطط الرواية، مما جعل حركة الفكرة في تجسدها وحركتها الدرامية بطيئة الايقاع. وهذا ما جعل الخط الاول للرواية لا ينسجم مع الجزء الخاص بحكاية «فاطمة السمحة».
    ويبدو لي ان هذا الخلل التقني كان قد تسرب الى الرواية، لان الرواية لم تكن تمتلك مخططاً اولياً، بل كتبت بعفوية انفعالية كما تكتب قصيدة.
    وكما سبق ان اشرنا كان يمكن لهذه الرواية ان تصل القمة الابداعية لولا هذه النظرة الخارجية التي لم تستطع ان تنفذ لاغوار الشخصيات، كما انها لم تستطع ان تنفذ الى فكرة العشق والوله الجسدي بوصفه ظاهرة نفسانية وجودية الى جانب انها ظاهرة اجتماعية.
    وهذا ما حاولت «بثينة» استدراكه في روايتها الاخيرة اغنية النار» حينما تحولت بطلة هذه الرواية لباحثة باطنية سايكولوجية تنظر في عالم «الرجولة» علها تكتشف كنه هذه التعقيدات التي تحيط «الجنس» وتجعله لغزاً انسانياً تكتب حوله الروايات والقصائد.. وتبحثه علوم النفس والاجتماع. «بثينة» كاتبة جادة لها عالم ابداعي غني. وتجتهد في صياغة اسئلتها حتى وان لم تصل الآن لاجابات.. ولكن هذه الجدية وهذه الموهبة تحملان كاتبتنا الى مصاف الكاتبات الجيدات.
    =====================
                  

05-23-2004, 02:43 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)


    .


    أبنــــوســـة

    : الصادق الرضي


    إحتشد جمهور غفير في باحة مسرح صحيفة المشاهد مساء الاحد 17 اغسطس 2003 حيث جرى اعداد المكان لفعالية ثقافية وفنية متميزة وقد كان الجمهور على موعد للالتقاء مع كوكبة من نجوم الشعر الزواهر التي غابت عن سماء الوطن ردحاً من الزمان ولم تغب عن أجوائه ومناخاته الثقافية، رغم المسافات .

    السر الطيب والمكاشفي

    صعد الى المنبر، في مستهل الأمسية، الشاعر ازهري محمد علي، صاحب وضاحة، بصوته الأنيق وحضوره المميز حيث تلا على السامعين بعضاً من آي الذكر الحكميم ثم انبري مرحباً بالجمهور وبالشعراء والمشاركين وقد اعلن عن حضور الهرم فنان السودان وافريقيا الاول محمد وردي كـ(ضيف شرف) للأمسية ثم قدم الشاعر السر الطيب، في اول قراءة في الأمسية، وقد تحدث الشاعر حينما صعد الى المنصة عن الشاعر حميد وبدأ بقراءة احدى قصائد حميد، قبل ان يشرع في تقديم قصائده التي نالت قدراً من الاستحسان والقبول من الجمهور العريض، الذي كان نجماً حقيقياً للأمسية . وفي ختام مشاركته خص الاستاذ محمد وردي بإحدي قصائده.

    صعد الى المنبر مرة اخرى الشاعر ازهري محمد علي لتقديم أحد الاصوات الشعرية المميزة والذي غيبته الغربة ولكن بقيت روحه الابداعية بيننا كان ذلك هو الشاعر المكاشفي محمد بخيت الذي قرأ مجموعة من نصوصه الشعرية الجميلة والتي قوبلت بدورها من الجمهور بموجات متدافعة من التصفيق، اعقب الشاعر المكاشفي محمد بخيت على المنبر الشاعر محمد عبد الله برقاوي الذي قرأ على الجمهور عدداً من القصائد التي نالت رضا واستحسان الجمهور.

    واقف براك والهم عصف

    حين بدأ الشاعر ازهري محمد علي تعديد جوانب من انجازات الشاعر الذي يوشك على إعتلاء المنبر، كان الجمهور يصفق لفرط ما كانت انجازاته ذات أثر على الوجدانعلمي العيوني السفر)، ( لو متلي هداك الحزن)، ( واقف براك) ولم يكن ازهري محمد علي بعد ذلك في حاجة لأن يقول مدني النخيلي) غاب لاكثر من خمسة عشر عاماً عن الوطن والمنابر وحضرت قصائده الحسان على القلوب، وهاهو على المنبر، يقرأ ماتيسر من شعره بصوت عميق وهدوء آخاذ أسر به جمهور تلك الامسية الحاشد.

    الرجعة للبيت القديم

    لم يجد مقدم الامسية، حيث اراد ان يقدم الشاعر محمد الحسن سالم حميد إلا ان يدعو الفنان عاطف أنيس ليقدم عملاً غنائياً لتهيئة النفوس استقبالاً لحميد ولكن بعد حديث هامس بين الشاعر حميد والفنان عاطف انيس صعد بين تصفيق الجمهور الحاد، الذي وقف محبة وتقديراً للشاعر لدقائق، صعد الشاعر محمد الحسن سالم حميد معلناً انه سيغني للسلام وقدم قراءة شعرية مميزة إذ كان قد اعلن عن قراءاته الشعرية أكثر من مرة ولم يصدق الوعد إلا في هذه الامسية، قدم الشاعر حميد الفنان عاطف أنيس على وعد تقديم قراءة ثانية وبالفعل صعد حميد للمرة الثانية بعد أن قدم بصوت متفرد لحناً من إبداعه لكلمات حميد:

    أنا اتيقنت من تالاك

    ولا آسف ولا محزون

    على العمر السفكتو وراك

    وكان السكة حارت بي

    براي باقي الدرب بمشي

    صعد الشاعر حميد مرة اخرى وقدم من قراءاته الشعرية مطولة (الرجعة للبيت القديم) كختامة لأمسية ثقافية استعاد فيها الشعر الكثير من عافيته المستلبة واستعاد فيها جمهور الشعر نبض شاعر كبير غاب عن المنابر لفترة ليست وجيزة وصحبة نجوم زهر في فضاء الكلمة ذات العمق والجمال.
    .
                  

05-26-2004, 08:13 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)




    أبنـــــوســة


    القاص والشاعر السوداني يحيي فضل الله :

    أنتمي إلي خطاب قصصي مفتوح علي التأويل





    حاوره: سعد جاسم



    يحيي فضل الله: قاص وروائي وشاعر ومسرحي سوداني.. صدرت له الأعمال القصصية والكتب التالية: حكايات لم تثمر ــ 1988 ــ تداعيات ــ 1995 ــ حكايات وأساطير سودانية ــ 1999 ــ وقد عمل ممثلاً ومخرجاً في المسرح القومي السوداني ورئيساً لوحدة المسرح التجريبي بأمانة المسرح، ومديراً للورشة المسرحية بالمركز السوداني للثقافة والإعلام في القاهرة..
    وهو شاعر يكتب بالفصحى والعامية السودانية وله منجز غنائي متميز مع الفنان السوداني المعروف مصطفي سيد أحمد.. التقينا في منفاه الكندي في العاصمة أوتاوا ــ وكان هذا الحوار:

    أنت متعدد الاشتغالات في العملية الأدبية والمسرحية، حيث تكتب القصة وأصدرت مجموعتين قصصيتين هما:
    حكايات وأحاديث لم تثمر و تداعيات، وأنت شاعر نشرت الكثير من النصوص الشعرية. ومخرج مسرحي أخرجت مجموعة من المسرحيات المهمة، فلماذا هذه التعددية؟ وأين تجد ذاتك أكثر؟ وهل تري أن التعددية تشتيت للجهد الإبداعي؟

    ــ أنا أنتمي لتلك الطاقة الإبداعية، الطاقة السحرية (الدراما) وأعلن الآن دراميتي فقد كانت علاقتي بالدراما ككل وكتفاصيل، هي طاقة واحدة لكنها متعددة، وأنت تعرف ــ يا صديقي لتخصصك في فنون المسرح ــ إن فنون المسرح ــ التمثيل والإخراج و.. و.. هي الدراما في مجمل ما توصف به. إنها بؤرة تتماهى فيها الأشكال الإبداعية، التي تتجاور وتختلف في نسيج هذه الطاقة، الحكي، الشعر، المسرح بمختلف تمازج الثيمات الفنية فيه، فنون الكتابة، الفنون البصرية الصارخة مثل الباليه، والفنون السمعية كالأغنية مثلاً، أنا أستطيع أن أعلن ان الدراما الكثيفة قد تجملت عندنا بهذا الملمح في الأغنية، أنا أتعدد وأحاول أن أتهدد وأتسكع في حقول وبراري الدراما وأهرب من ذلك السجن التعبيري، أنا لا أعرف حتى كيف اختار لقصيدتي العامية والفصحى هذا الاختيار، مثلاً إذا سُئلت لماذا هذه القصيدة كتبتها بالعامية السودانية وتلك كانت بالفصحى، صدقني لا أعرف، يبدو أن القصيدة لها قدرة أن تختار مصيرها وتحاول أن تتنفس بملامحها، حسب اختيارها وقديماً عندنا، قال شاعر الأغنية السودانية المعروف سيد عبد العزيز:

    ملكة وجمالها فريد
    خلقوها زي ما تريد

    لذلك لم أتوان مطلقاً في أن أحاول أن أمرح في هذا الحقل الفسيح، الدراما حيث ألجأ إلي التشخيص فأنا ممثل ويداهمني التشخيص نفسه ويتسلل إلي كتاباتي القصية. فتراني أتقمص الشخوص فأعود هنا إلي فكرة جوهرية في فن التمثيل (التشخيص)، فكرة التقمص، فهناك شبكة من الهارموني أحسها في هذا الاشتباك بين هذه التجليات الدرامية، علائق شفيفة في هذا النسيج، نسيج الذاكرة الدرامية التي تميز ظلال النار في الغابات من ظلال لمبات كهرباء المدن، تلك التي تزيفت الآن، بالمناسبة الذاكرة الدرامية ليست ذاكرة فتوغرافية وفيها صفات ذلك الحقل الفسيح، صفات الانفلات والخروج والتمرد وتلك الشهوة المختومة بكل أحلام الإنسانية، شهوة إصلاح العالم كما يقول الشاعر صلاح عبد الصبور.
    علي أي حال لقد كان هذا الاحتفاء بحالة كوني كائناً درامياً، إلا أنني احلم بأن أكون مفيداً في هذا المجال الذي يراهن علي المتعة ويخيّل إليّ بأنني وجدت كي أنتمي إلي التجليات الدرامية.


    السينما مدخلي الى الأدب


    * متي بدأت علاقتك بعالم القصة؟

    ــ منذ الطفولة حيث يُحكي عني بأنني كنت طفلاً مشاغباً، وكنت أعرف ذلك بخبث طفولي ملتبس بالاكتشاف كأن أتناول حذاء أمي وأقذف به في بئر الأدبخانة، هل تراني أحتاج هنا لأن أقول بلا مؤاخذة ؟ ــ كنت أقذف بالأحذية في تلك البئر محاولاً أن أسمع صوت ارتطام الحذاء بذلك العمق اللزج، دخلت السينما، بل دخلتني السينما وأنا في السادسة من عمري، إذ أن والدي كان يدير بوفيه ومطعم السينما وكنت أدخل إلي صالة العرض بالباب الذي يدخل به النادل الجرسون وكنت أتوغل حتى الطابق الثاني كي أعرف سر ذلك الشعاع الذي حين يسقط علي الحائط الأبيض يضج بالحركة وبالناس والحيوانات والأشجار، أزعج عمي الطيب الذي يدير الشريط بتساؤلاتي الكثيرة، كنت أريد أن أعرف سر هذا الشريط، ما زلت أحاول أن أنبش ذاكرتي و الهبات الحمراء والصفراء والزرقاء والخضراء والبرتقالية تتلامع ملونة أيام الأعياد، هناك في ليل مهمل، سينما كادقلي لصاحبها عمر الخليفة. تأسس في العام 1956 (كادقلي) هي مدينة تخصني هي عاصمة إقليم جنوب كرفان أو جبال النوبة. السينما كانت إحدي أهم مداخلي إلي هذه البوابة المرمزة وأهم مخارجي نحو الحكي، نحو السرد، كنت أحكي الفيلم الذي أشاهده... وكان لي جمهور صغير، أتباهي عليه بهذا التميز، قدرة أن تشاهد فيلماً، كنت أحاول أن أكون طرزان بين أشجار الجوافة، كنت أستمع لحكايات الناس علي مقهى ومطعم والدي، كنت أحاول امتصاص الشخصيات التي أصادفها في كل مكان وزمان، أحكي عنها، طبعاً ــ مع تعديلات طفيفة حتى أخفي متعتي أو حتى لا أتماهى مع الواقع، المرجعية الواقعية للشخصية في القصة لابد أن تخفي هناك في الخبايا ولكنني لابد أن أذكر عالماً آخر، له في الدهشة مقام، هو عالم الجدات (الحبوبات)، حبوبتي السرة بنت عبد السلام أم والدتي وحبوبتي بنت مدني أم والدي، هذا العالم كثيف الرؤى، نقي السرد، يلوذ بالأحلام والكوابيس والهواجس المطلقة، عالم من الحكي والأحاجي، والحجوة، وسحرني الحسن البصري لاحقاً وحين أفقت من هذا السحر وراجعت حكايات السرة بنت عبد السلام حاولت أن أحوّل الأحاجي إلي شهرية، أنا أري الآن وأشاهد الآن رجلاً يحترق بالنار ويجري الرجل إلي النهر، كي يطفئ الماء النار ولكن الماء لم يستطع إطفاء النار، فاشتعلت بكثافة ليتحول ذلك الرجل إلي رماد ينتمي إلي التيار وتبقي علي سطح النهر شعلة من ذلك اللهيب لتخبو تدريجياً، هذه احدي عوالم الجدة السرة بنت عبد السلام وتراني الآن أحاول أن أسطر اليومي منتمياً إلي ذلك الحكاء. وعندي تجربة مهمة وهي أنني أقرأ نصوصي القصصية للجمهور، أحكيها وأوظف في ذلك قدراتي من التمثيل وتجولت لا حكي في مدن وقري وجامعات ومجالس صغيرة.
    وقد كنت أحاول اقتفاء أثر ذلك الوناس السوداني. ونّاس من الأنس والاستئناس وتعني الذي يعرف كيف يحكي، وما زلت أقتفي ذلك الأثر وقد لا أصل إلي نهايته ولكنه يخصني من باب الانتماء والمتابعة ولي مشروع سردي سميته تداعيات أجرّب فيه نوعاً من السرد يحتفي حتى بالنكتة والحكاية والطرفة السياسية والحكايات الشعبية وتشغلني الآن شخصية غرائبية هي البعاتي وهو المنبعث أي ذلك العائد من الموت، شخصية بها من الرعب الميتافيزيقي الذي في خبايا الجدل الأزلي بين الموت والحياة، ولا أنسي أن أذكر شلة الأصدقاء، الأصدقاء القدامى والجدد المتعبين كما يقول الشاعر محمد محيي الدين، أصدقاء مختبري التجريبي لكل حالات انتمائي للدراما.
    إن علاقتي بالقصة في مقام الشهيق والزفير. وقد حاولت التوغل أكثر في هذا العالم فأنجزت رواية تحولات في مملكة الأحلام وهي مخطوطة تحت الطبع. وأتورط أكثر في هذا العالم حيث أشتغل الآن علي مشروع سردي جديد تحت مسمي منمنمات سردية .


    الانفصال عن النص


    * الخطاب القصصي لديك استبطان لأفق وجودي... وبهذا أنت تتقاطع مع الأطروحة الرؤيوية للخطاب القصصي
    السوداني في الستينيات، فما هي أبعاد هذا الخطاب؟

    ــ أظن أن من الصعب أن يحدد قاص ما أبعاد خطابه القصصي، لأنه لو استطاع أن يحدد هذه الأبعاد فهذا يعني أن مشروعه اكتمل وطالما أن المشروع الإبداعي يشتهي دائماً الكمال فجذوته تكمن في هذه الشهوة، شهوة لا تحد، لذلك فأنا أراهن علي الخطاب القصصي المفتوح علي التأويل دون التخلي عن نقاء السرد وخشونته وبهذا يتهمني بعض النقاد بأني أحاور ما هو يومي في نصوصي القصصية. فسألتهم عما لو أنّ في السودان أزمة حادة في الخبز، أزمة الخبز هذه موضوعه يومية ولكن ما الذي يمنع أن تكون موضوعة كونية؟ ما الذي يستطيع أن يعطيني الآن وجداناً نقياً لم تخربشه التفاصيل اليومية، للبعد الدرامي، حرية أن يكون بسيطاً إلي درجة الكونية، أما أن يستبطن خطابي القصصي لأفق وجودي فهذه عندي من البداهات لأن النص الإبداعي، أي نص إبداعي هو ثمرة ذلك الحوار الحميم بين الإنسان والوجود. والنص الإبداعي يخفي دائماً قدراته علي الخلود وراء امتصاصه لتفاصيل الوجود، ان الوجود كمفهوم هو وجود دائم في المطلق الملغز أو المطلق الواضح الصريح كالموت مثلاً، حين انفصل عن نصي الذي كتبته.
    وأتحول إلي قارئ يدّعي الحياد أحس بأن النص قد انفتح عليّ أكثر وأتحسس تفاصيل إخفاء صنعتي ككاتب، أتواري خلف الشخصيات، استنطقها وأحاصرها وتحاصرني في الأمكنة والأزمة وهنا لا مناص من الاستناد علي ذائقة مدربة.
    ولابد أن أتقاطع مع رؤية الخطاب القصصي الستيني، لأنني خارج هذا التحديد الزمني ـ الستينيات، مع أن هنالك ثمة ملاحظة وهي أن ذاكرتي، ذاكرة الطفولة تحديداً، ذاكرة ستينية بمعني أنني عايشت الحياة في الستينيات كطفل وذاكرة الطفولة تفيض بمخزون جوهري للذاكرة الإبداعية، إذن الستينيات هي في مقام الذاكرة التي أعايش بها الراهن الآن أو راهن السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات. وهنا أنا أدخل بها الألفية الثالثة، هذا الصراع بين الذاكرة والراهن يمنحني الحق بأن أتقاطع والحرية أن أشاكس ذلك التراكم الجميل من السرد السوداني.


    * تتميز نصوصك القصصية ببناء شخصية محورية تصنع الحدث وتتمفصل باقي الأحداث والمواقف حولها، ألا تري بأن هذا يعتبر ضعفاً؟ وما هي المستويات التي تتحرك شخصياتك القصصية من خلالها؟

    ــ أنا مهتم بالبناء الدرامي للشخصية القصصية ولن يعمل هذا الاهتمام علي إهمال الحدث الدرامي والموقف والبعد الزمكاني، الشخصية القصصية من الممكن أن تكون فانوساً أو أن تكون مكاناً، طاحونة مثلاً، أنا هنا لا أتحدث عن مركز القصة أو البؤرة أو بمفهوم النجومية البطل، قد اختار تكنيك المنولوج أو الحوار أو استخدم الراوي أو أن أخلط وبمتعة سردية بين الراوي والشخصية القصصية أو أمارس ذلك التهاون بين الأزمنة والأمكنة، الزمن الدرامي والمكان الدرامي، استخدم هذا الأسلوب وبشكل ملاحظ في مجموعتي القصصية الأولي الصادرة عن دار النشر (جامعة الخرطوم) حكايات وأحاديث لم تثمر كنت مغرماً بأن أتقمص الشخصية أو تتقمصني الشخصية أو نلتقي أنا والشخصية في مفترق الطرق وتدخلني مضيفة إلي هذا التقمص شخصيات أخري وتفاصيل مشهدية كثيفة الانتماء وذلك البحث الخفي عن الصورة، عن اللقطة السينمائية الكادر والعلائق الشفيفة بين الشخصية وهي تقتحم عالم القارئ بنفسها وبين التفاصيل وهي تتقاطع وتتداعي من الداخل كي تجادل الخارج من خلال الحوار الداخلي أو المنولوج كنت أعرف أنني انتمي إلي تركيبية خاصة، وأعني بذلك التركيب بين تفاصيل النص القصصي من خلال عبارة قصصية لها ملمح مميز، العبارة القصصية هي قدرة امتلاك القارئ بواسطة اللغة، لغة النص القصصي متاهة لا يعرف سراديبها إلا الذين يمتلكون هذه الميزة ــ (ذاكرة تركيبية)، الذاكرة البسيطة والمسطحة تبتذل النص القصصي، لابد من ذاكرة مركبة، ذاكرة نقية الانتماء للنص القصصي، ذاكرة خشنة وشرهة في تخزينها للتفاصيل، ولا أظن أن ذلك يعتبر ضعفاً والدليل أن الأحداث والمواقف تتمفصل علي حد تعبير الصديق الناقد أحمد طه امغريب، حول الشخصية المحور، أي أن المحور متحرك بهذا التمفصل وخاصة أن معيار هذا التمفصل هو التناثر في التفاصيل، علي كلّ أنا لم أسجن نفسي في أسلوب ولكني أجرب وأحتشد بهروبات صغيرة وكبيرة من نصي المنجز، يقلقني جداً النص الذي أنجزه ولي تمارين خاصة ليست للنشر إلا إذا توافرت لها قدرات تقذف بي نحو سريالية منفلتة، ربما، ما زلت أتوغل في مشروعي السردي تداعيات الذي نشرت منه نصوصاً في كتاب أول وعلي وشك الصدور الكتاب الثاني، هذا المشروع أتوغل فيه مانحاً نفسي حريات أكثر بحكم التداعي والمزج بين أساليب وثيمات وملامح في الكتابة وصولاً إلي عبارة قصصية تمتلك قدرة أن تشاكس قارئها إلي درجة التأهل، ومن هنا يستطيع الخطاب القصصي أن يمارس وجوده المشروع والجدلي بين القارئ والكاتب.


    تري ما هي مستويات شخصياتي القصصية؟ النص القصصي مقذوف في الاحتمال، فهو مشروع جمالي محتمل، محتمل لدي الكاتب محتمل لدي القارئ ومحتمل في المسافة بينهما فهو محمول جمالي وجماليته تحتمل تعدد التأويل. ولأن نظرية محاكاة الواقع أصبحت لا تحتمل فكرة التأويل المتعدد والمفتوح. ومن هنا يأتي مقام المستويات، مستويات النص القصصي وليست مستويات الشخوص القصصية، فالمستويات التي يحشد بها نص قصصي تدخل في ذلك المطلق، كأن نقرأ نصاً عن عامود كهرباء في شارع ما، فنقول كن العامود مستو والشارع مستو وننسي أن هناك مستوي ثالثاً ورابعاً وخامساً ومستوي مبهماً ومستوي خفياً ومستوي مرمزاً ومستوي اشارياً وهكذا، النص القصصي مستويات وتلك المقولة البنيوية من قبل البنيوية وأظنها منسوبة للإمام علي بن أبي طالب النص حمال أوجه فأنا أستعيرها وأقول إن النص القصصي حمال مستويات.


    * ان شخوص نصوصك ديناميكية ومنتجة رغم ما تعيشه وما يحيط بها من أفق مغيب اجتماعياً ومهمش اقتصادياً من قبل المركز السلطوي داخل النص، فكيف استطعت المزاوجة بين أفعال شخصياتك وما تعانيه من تغييب وتهميش؟

    ــ ديناميكية الشخصية وحيويتها داخل النص ترجع إلي الشخصية نفسها، الشخصية التي تم اختيارها كي تتحرك في فضاء النص، لابد من شخصية ذات حيوية، الشخصية العادية لا تستفزني، يستفزني ككاتب قصصي ما هو منفلت وما هو خارج السياق المألوف، أنا مع ذلك المغني خارج السرب، لذلك يتأتى لي أن أقول وبمرجعية بسيطة إن الشخصية القصصية مختومة بالقول القصصي أو الخطاب القصصي إن شئت. والسؤال الجوهري الذي يشاكس النص الإبداعي، هو، ما الذي يريد أن يقوله النص ــ مقام القول باعتبار أن القص يتوسل بالقول المنطوق أو المقروء، ويمكنك أن تحس بذلك وأنت تتذوق نصاً قصصياً له قدرة أن يستفزك، أن يرمي بك في التهلكة، أن يعريك من ورق توت السائد والبديهي، هذا النص القصصي لا بد لي من حيوية، هي حيوية الشخصية القصصية، ديناميكية الشخصية القصصية، أياً كانت تفاصيل هذه الشخصية، أياً كان احتشادها بالفعل العادي كي تصارع ذلك المركز السلطوي وهي شخصية لها قدرة علي أن تتفاعل مع نسيج القمع والقهر والتهميش، تفاعلاً إلي حد الانتماء مع التضاد. وهنا استند الى ذلك الموظف المغيب المهمش في قصة الكاتب الروسي، المخلص الأعظم، تشيخوف ــ (موت موظف) ــ ذلك الموظف الذي راح ضحية إثر عطسة لم تمهله طويلاً ومات وهو يحاول الاعتذار ويبدو فيه للشخصية التي هي المركز السلطوي المصاب، واعتذر حتى مات، تري كيف عبرت هذه الشخصية (الموظف) عن ذلك الوصول إلي تلك الحتمية الموت ؟ قلت سابقاً وفي هذا الحوار أن بي رغبة حارقة ومتعمدة في الذهاب نحو الأسطورة، أسطورة اليومي، أساطير وأساطير فيما يتعلق بما هو يومي، أنا أنتمي إلي هذه الرغبة الحميمة، ان أحاول اسطر اليومي، لذلك فان شخصياتي القصصية تحاول هزيمة هذا التهميش والتغييب بفضح السلطة أياً كانت هذه السلطة التي سلطت علي أفكارنا وبمحاولات خبيثة ومتعمدة تسعي في أن تتسلط علي خيالنا ولكن هيهات.


    التقارب بين العاميات


    * أنت كثير الاهتمام بتوظيف جماليات الحكي والسرد في نصوصك، ألا تري أن الحكي والعامي منه خاصة سيجعل من نصوصك شديدة المحلية وعويصة علي القارئ العربي الآخر؟

    ــ أولاً، من الذي.. يجترح نصي القصصي؟ أنا طبعاً، طيب، من أنا؟ هل أنا كائن يفترض فيه أن تكون قدراته التعبيرية من خلال ما أنتج من كتابة، قدرات واصلة، قدرات عالمية، أنا من نسيج عوالمي وعوالمي هي ذات انتماء وثيق إلي محلي، أين هو محلي الآن؟ هل أنا صاحب محل كي أصبح محلياً، أنا الآن لا أستطيع أن أجد أو اكتشف محلي لإصابتي بداء الغربة ومعاقرة المهاجر والمنافي، لا أخجل إطلاقا من استخدام العامية السودانية وأؤمن ان العامية السودانية هي أقرب إلي الفصحى، قبلها الطيب صالح انتمي إلي هجين اللغة. و إبراهيم إسحاق احتفظ بعامية أهالي دارفور ــ دارفور إقليم في غرب السودان ــ وحين تم فحصه ــ اعني الروائي السوداني إبراهيم إسحاق لاذ بوليم فوكنر الكاتب الروائي الأمريكي الذي جعل شخصيات رواياته تستخدم العامية الإنكليزية الأمريكية، أنا أنتمي إلي فكرة أن اللغة كائن متحرك وله قدرة امتصاص نبض المجتمع، اللغة كائن اجتماعي لا أستطيع ان أخون هذه الفكرة لذلك تجدني غير منزعج من أن أكون كاتباً محلياً ولا أظن أنه من الصعوبة علي قارئ عربي آخر أن يقرأ لي وأحيلك الآن إلي ما بيننا من نقاشات حول التقاربات والاختلافات بين العامية السودانية والعامية العراقية مثلاً، في لحظة كتابتي للنص لا أحدد نوع القارئ ولكنني أستطيع أن أقول إنني منشغل في ذلك الوقت ــ لحظة الكتابة ــ بالنص وعلائقه الشائكة، واللغة كائن هزم فكرج التحنيط في نسيج التفاعل بين الثيمات، هل تراني أحتاج أن أكتب بتلك اللغة التي سأل فيها المعري الغاز الوجود؟ لا أعتقد ذلك، أنا أنتمي للغتي انتماء العطر للورد، انتماء الحرف للفكرة.


    الإفادة من المسرح


    * لقد استطعت الاستفادة من دراستك للمسرح في توظيف الحوار المسرحي، المنولوج الداخلي للشخصيات، فما هو مدي ومعطيات هذا الاشتغال الدرامي في النص القصصي الجديد؟

    ــ دراستي للمسرح رتبت تفكيري الدرامي باعتباري مشتغلاً بالدراما ولي فيها منجز في تجلياتها المختلفة كممثل ومخرج، لذلك كان من البديهي أن أستفيد من تلك الحيوية لدراستي للمسرح، ولم أكتف بتوظيف الحوار والمنولوج فقط ولكنني توغلت في كتابتي القصصية إلي أبعد من ذلك، فتجدني أستفيد من تكوين المشهد المسرحي في تكوين مشهد قصصي عبر اللغة، أمتطي اللغة كي أصل إلي المشهد، المشهدية، أن تشاهد، أن تري ولكن ليس عبر الأداة المعروفة العين بل عبر علائق في الخيال والذاكرة. لو تحدثت عن جولة لي في شارع الرشيد ــ بغداد ــ تري هل يشاهد ذلك من يقرأوني؟ لذلك أقول المشهدية عبر اللغة، عبر القول وهذا في مقام الاحتفاء بالمكان، حين زرت خان الخليلي كان ذلك بتحريض من نجيب محفوظ ولكني لم أجد ذلك المشهد الذي نقله لي محفوظ عبر اللغة، وجدت مشهداً آخر مختلفاً ولكني أحب مشهد نجيب محفوظ أكثر من خان الخليلي الذي تسكعت فيه؟ ربما لأنه مرجعيتي، علي كل، استفدت من دراستي للمسرح في بناء الشخصية الدرامية وتحليلها وكيف اختفي كسارد أو حكاء أو راو أو حتى نكتنجي ــ من نكتة ــ بإقصاء صنعتي وقديماً قالوا: المسرح أبو الفنون يبدو أنني لم أضل الطريق لأن دراستي للمسرح قربتني أكثر من سر اللعبة، سر اللعبة هو عنصر التكوين، كيف تكون نصاً إبداعيا، التكوين هو حرفة الانسجام بين الثيمات بحيث لا تخون ثيمة محددة رفيقتها في سياق العمل الإبداعي، التكوين جوهرة النص الإبداعي، اللوحة، القصيدة، العرض المسرحي، القصة، الحكاية، النكتة، المسرحية، التكوين عنصر مشترك بين كل هذه التجليات الإبداعية وبانتمائي لفن المسرح دراسة وممارسة أجدني قد امتلكت مفاتيح قد تفتح أبواباً وقد تغلق أبواباً، أما عن معطيات هذا الاشتغال الدرامي في النص القصصي الجديد، فهي معطيات مجانية اذ لابد لأي نص قصصي من اشتغال علي الدراما وإلا أصبح هذا النص ــ جديداً أو قديماً ــ معلقاً هناك علي حبال الموات. النص القصصي الذي لا يستفيد من الدراما نص عقيم، نص خارج خصوبة أن ينتمي إلي تلاقح الأفكار.


    الكوميديا السوداء

    * نطوي معظم نصوصك القصصية علي سخرية وكوميديا سوداء، فهل هي سخرية من الواقع المعاش تتعالي لإعادة إنتاجه كواقع حر وإنساني يحفل بالجمال ؟

    ــ هناك كوميديا سوداء وهذا يعني بالتضاد التلقائي وهنالك كوميديا بيضاء، وأياً كان تلوين هذه الكوميديا، فإنني أجترح كوميديا ذات لون آخر، وأحسب أنني أحاول الانتماء إليها وهي الكوميديا الرمادية، بين الأبيض والأسود، هذا لا يعني الحياد ولكن في مقام النص الإبداعي هي حالة جدلية، هي ما تجلي من الرماد، هي الحالة بين اللهب والانطفاء، تري أين يمكن أن نجد الدراما النقية إن لم نجدها هنا في هذه المنطقة الغريبة، منطقة بين اللهب والانطفاء، وهنا يمكن أن نحقق ذلك الوجود الكوميدي الساخر، وقديماً اذكر نكتة تنتمي إلي هذه الكوميديا الرمادية، قيل إن أحدهم قابل أحدهم، لاحظ، أحدهم قابل أحدهم، بدون أسماء، هنا الرماد، أحدهم قابل أحدهم فسأله: هل أسرع الحصان أم هذه البئر أعمق؟
    فردّ ذلك الأحدهم قائلاً: لا، أبداً، أجمل هذا الرغيف.
    الكوميديا السوداء أو ما يسمي بالتراجيكوميدي ذلك الخليط بين المأساة والملهاة، بين ما هو مأساوي وما هو مفرح ومضحك، حتى ذلك الخليط الذي حسبه نقاد وأصحاب نظريات المسرح بمعيار لم يعد كافياً كي يمتص هذا الواقع الذي صارعت تفاصيله تفاصيل الخيال، نعم، أنا كاتب ذو سخرية وأحب أن أسخر ولكن السخرية لم تعد تكفي لأنها قد تتحول إلي أداة تفريغ، لذلك تدعم هذه السخرية بالتأمل وتبقي هي سخرية متأملة، مجادلة، مناهضة، مقاطعة ومكاجرة ومشاترة، وهي بالتأكيد سخرية متأملة لا تتعالي كي تعيد الواقع بل هي تندغم في الواقع كي لا تعيده كما هو بل إلي ما هو أفضل وأكثر إشراقا وأكثر إنسانية.


    الكائن الغنائي

    * ما الذي ورطك في هذا العالم الشائك: الشعر، وما هي جدواه بالنسبة لك وللمتلقي الآن في عصر العولمة ووسائل الاتصال الحديثة؟

    ــ الشعر هو تاريخ انفعالي بالكون، هو النقاء الدرامي الذي أنتمي إليه، ان لحظة القصيدة، أميل إلي التجريد، هي لحظة ولكنها بحساب الزمن المألوف تساوي سنيناً. وهي لحظة الوهج الكاشف للأغوار السحيقة، لحظة تلك الشهقة التي يعجز عن إطفائها كل ظلام العالم. من ورطني في هذا العالم؟ يخيل إلي أنني ورطة ذاتها، أنا الورطة، اكتب الشعر بالفصحى وبالعامية السودانية التي انحاز إليها حين أرغب في الغناء ولي في مجال الأغنية منجز اتباهى به ويوثق هذا التباهي مصطفي سيد أحمد ذلك المغني الذي علمنا ان نتآلف مع الاستثناءات ونجافي العادي والمألوف فكان أن خصّني بغناء قصائدي بالفصحى والعامية، دائماً أحسب نفسي كائناً غنائياً حتى حين أكتب نصي القصصي. لا أدري.. ولكن بي ذلك المس من الغناء ولا اعتقد ان عصر العولمة سيهزم هذا الغناء وذلك الشعر، بل يمكن لوسائل الاتصال الحديثة ان تكثف هذا النشاط الجميل وقديماً قال المفكر العالم قريتي والعولمة تلك التي خنقها الشعار السياسي من هذا العالم، وأنا أحس بان مدينة أوتاوا بكندا تخصّني بالقدر الذي تخصني فيه قرية كركراية بجنوب كردفان. لذلك سأغني عن هذا العالم الذي يخصني، سأكتب قصيدتي عن هذا العالم الذي هو قريتي، فأنا كائن عالمي بملامحي الخاصة.


    ----------------------------------
    المصدر : جريدة (الزمان)
                  

05-27-2004, 02:21 PM

ميرفت

تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبنــــــــــــوسة ... (Re: Abo Amna)

    ابنوسة ... ...
    تؤامي الروحي ،،
    وعصارة حبي للناس .
    أمنياتي الجميلة ليكي ونادوس والاولاد ،،
    شكرا ابو آمنه ،،
    عرفتَ تخلّد الامتياز
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de