|
*****الحكم بالحق الالهي *****
|
تري هل حقأ تختلف الجماعات الإسلامية عن بعضها البعض باختلاف المسميات …. اخوان مسلمون- جهاد – تكفير وهجرة – الفاعدة – انصار السنة – ال …. الاف الجماعات التي تنشق يومياً من اصولها .. ثم ما تلبث أن تنشق من نفسها وما هي أوجه هذه الإختلافات وما مداها … سنحاول تحليل هذا الموضوع في حلقات
ان الناظر الي أشكال تلك الجماعات يفهم أنها تختلف اختلافأ جذرياً ولكن الناظر بغمق وبطريقة ناقدة سيجد أن الفرق في الحقيقة ليس فرقاً في الجوهر ولكنه فرق في مظهرها فقط .. فرق كمي وليس كيفي .. واذا نظرنا الي مبادئ ومرتكزاتتلك الجماعات لوجدناها ذات المبادئ والأفكار .. وسنأخذ هنا مثالاً واحداً وهو مبدأ أو مفهوم الحكم بالحق الالهي .. والذي ورد ذكره في القران الكريم أكثر من مرة حيث يصف الذين لا يحكمون بما أنزل الله بأنهم كافرون مرة وأنهم فاسقون مرة أخري وغيره … فما الذي ينبني عليه هذا الحكم بالنسبة للجماعات الأسلامية … بكل تأكيد تم تنتزاع النص قسراً من القرآن الكريم وتم ادراجه في أدبيات الجماعات الأسلامية ككلمة حق اريد بها باطل ويمثل هذا المفهوم السلسلة الفقرية لكل الجماعات الإسلامية .. فمثلاً بالنسبة لنظام الجبهة الحاكم فان النص هو المبرر الأول لسرقتهم السلطة .. أي ( لاقامة شرع الله في الأرض ) لأن الحاكم لا يحكم بما أنزل الله .. واذا ما نظرنا الي أنصار السنة الذين يبحثون عن ( الخلافة الراشدة ) لاقامة (شرع الله ) التي نجح نظام طالبان في اقامتها … ولكن الأمر لا يتوقف عند ذلك فهذه الدولة التي يراد أن يحكم فيها باسم الله … لا حدود لها انظر الي نظام الجبهة الذي بدأ ينبح كلاكلب المسعور بعد استيلائه علي السلطة ( أمريكا روسيا قد دنا عذابها فهو لم يكتف بما استولي عليه ولكنه يريد كل العالم دولة له … تماماً كما فعل تنظيم القاعدة الذي بعد أن استولي علي السلطة في أفغانستان عن طرق دعم والعمل مع طالبان يريد اقامة ( الحكم بما أنزل الله ) في كل العالم ….. ثم ما هو المبدأ الذي يرتكز عليه تنظيم التكفير والهجرة انه ببساطة ( كل العالم لا يحكمون بما أنزل الله عدا الذين ينضمون الي التنظيم وبالتالي هم كفار ويجب الجهاد ضدهم) ……….. ثم ماهو داغع خالد الإسلامبولي لاغتيال السادات ( لأنه لا يحكم بما أنزل الله ) …. والسألة الأسوأ من ذلك هي أنه لكل جماعة رؤيتها الخاصة بهذه المسألة واذا ما حاولنا الوصول الي دولة واحدة لتصبح نموذج ل ( الحكم بما أنزل الله ) ستكون أصعب مهمة في تاريخ البشرية …. فدواة طالبان هي نموذج والمملكة العربية السعودية نمذج ( أنصر السنة) وايران نموذج الشيعة والجزائر الآن ( حمامات الدم ) نموذج الجهاد … ولا يمكن حتي تصور دولة تجمع كل هذه التيارات المتناحرة …. ويظل المبدأ هو المبدأ ويبقي الإختلاف كميأ فقط وهو في مدي قرب أو بعد هذه الجماعات من الواقع ومن اصطدامها بالعمل السياسي ….. وتبقي المشكلة أكثر تغقيداً حينما يربط كل تنظيم أو جماعة رؤيته الخاصة لهذه الدولة - الهلامية والمتوهمة - بالغقيدة بحيث أنه لا نقاش فيها حتي مع الجماعات الأخري … ويتم وضع أطر الدولة المتوهمة كيفما اتفق مزاج مؤسسي الجماعات الإسلامية …
وهكذا نري أن هذا المبدأ هو في الحقيقة جوهر كل الجماعات الإسلامية بمختلف تسمياتها وأماكن تواجدهها بغض النظر عن كل الأفكار والمبادئ الأخري التي سوف أتناولها تباعاً واحداً بعد الآخر بالتحليل والمقارنة لأري كم هي متوحدة هذه الجماعات في مبادئها ومختلفة حتي الموت في تطبيقها ..
ولكن أقتر للجماعات الباحثة عن دولة الخلافة الراشدة والذين يريدون الرجوع بنا الي عهد الخلافة الراشدة … أن يذهبوا الي الصحراء الكبري …. أعطبناكم لها أبدأو من حيث بدأ الصحابة …. خذوها كلها وأبدأوا لنا دولة خلافة هنالك تماً كما بدأ الصحابة ( وليس هنا في المدينة الحديثة ) ولا هنالك في أضواء أمريكا التي لم يستطع بن لادن ومجاهدوه نسيان تألق اضوائها وليس هنا في الخرطوم ومدينة الرياض ….
|
|
|
|
|
|