|
|
 الجاهلية الجديدة في السودان
|
//// ليس بالمعنى الديني، فقد اكتشفنا الذات الإلهية وبلغنا حكمة التوحيد وبايعنا خاتم الرسل وعايشنا أهل الكتاب وآمنا بالصراط المستقيم، إذن فليس بالمعنى الديني، بل بالمعنى السياسي- الفكري- الاجتماعي- الثقافي- العسكري- الاقتصادي، إلخ، من شؤون الحياة الدنيا. ولا بدّ من الاعتراف بأن الجاهلية القديمة لم تكن كلها شراً، إنما يظلّ أبرز أوجه الشرّ فيها ذلك التشرذم القبليّ الحائل بين "الأمة" وبين طاقاتها المبعثرة في ميادين الغزو والسلب والسبي والنهب.
وبمثل ما تتحكم بالولايات المتحدة الأمريكية عقلية "المحافظين الجدد"، فإن الحياة العربية تتحكم بها عقلية "الجاهليين الجدد"، الامر الذي يغيب دور الدولة والمؤسسات ويفرغها من مضمونها، ويحوّل الطوائف إلى قبائل ويحوّل الأحزاب الى قبائل، ويحوّل مجالس الشعب والحكومات والهيئات إلى قبائل، ويمنع طاقات الجماهير من التأطر السليم في أجهزة قادرة على مواجهة التحديات الكبرى التي تفرضها على الأمة .
والجاهلية الجديدة التي تحكم الحياة العربية لا تستطيع التعامل الجدي مع المفاهيم المعاصرة، كالتعددية والديمقراطية وحرية الرأي وشرعية الأختلاف وحقوق الفرد، ومن هنا فإنها تذهب إلى مقولات التكفير والتخوين والاستقواء بالأجنبي، وتؤدي فوراً إلى الاحتراب الطائفي والقبلي على النسق العراقيّ والدارفور المأساويّ الراهن.
فلتكن الثورة ... النهوض... الانتفاضة على القيم والمفاهيم والممارسات السائدة ، و من هنا نبدأ،
/// اتخذت حكومة الانقاذ خطوات عديدة بالنسبة للعلاقات بين الجنسين وقد عقدت الحكومة مؤتمرا بعنوان :" دور المرأة في الانقاذ الوطني" في يناير 1990 وفي هذا المؤتمر فان الرئيس عرف وجهة نظره في المرأة السودانية المثالية كالاتي :" المرأة التي تراعي سمعتها وتعتني بنفسها وأولادها وزوجها وتقوم بواجبات المنزل وتكون مسلمة ملتزمة " .
وقد أقترحت احدى التقارير المقدمة للمؤتمر أن تكون سياساته الحكومية موجهة الى ان يقتصر عمل المرأة على مجالين خارج العمل الخاص أو الاسري التمريضي والتدريبي في المدارس الابتدائية ويؤكد تقرير اخر دور النساء كأمهات وربات بيوت .. كل هذه التغييرات تؤكد وتدعم ايديولوجية المجموعة المسيطرة على السلطة . . وهذه الايديولوجية التي تعرف ادوارا للرجل و اخرى للمرأة يتم التعبير عنها مثلا في المادة 52من الدستور " قانون الاحوال الشخصية للمسلمين " والذي تم تمريره في يوليو 1991 والذي يعد واحدا من اهم التنشريعات في هذا الشان . وتنص المادة المزكورة أن من حقوق الرجل أن " زوجته ترعى البيت وترعاه وتحافظ على شرفه مع حسن التصرف في ماله " اما عن حقوق المرأة كما ذكرت في المادة 51 فتضمن المهر , المعاملة الحسنة , والدفاع عنها والنفقة , الحق في زيارة والديها واقربائها من المحارم , والحق في المعاملة المتساوية مع الزوجات الاخريات لزوجها اذا كان متزوجا من اخريات وليس للزوجة حق النفقة , اذا كانت تعمل خارج المنزل بدون اذن زوجها .
وهناك مادة اخرى في الدستور تتطرق الى فكرة مساواة الرجل بالمرأة والتي تعد مثار جدل دائم بين الخطابين الاسلامي والليبرالي من جهة وايضا جدل دائم بين الخطاب الاسلامي المحافظ والخطاب التقدمي العلماني المتعلق بالعلاقات بين الجنسين من ناحية اخرى . فالمادة الخامسة من قانون الاحوال الشخصية تنص على : " حضور شخصين للشهادة على عقد الزواج , كشرط لاتمام العقد وتنص المادة 16 من نفس القانون على " ان يشهد الزواج رجلان او رجل واحد وامرأتان يكونان مسلمين بالغين جديرين بالثقة وعلى فهم ووعي أن التاكيد والقبول يعني الزواج " .. بالنظر الى ما سبق على رؤية الحكومة بالنسبة لدور وقدرات المرأة فقد تعمدت عمليات فصل منظمة للنساء من المناصب الحكومية العامة والخدمة العامة ولكن على الرغم من ذلك فان هذا الاجراء لم يتم اعلانه رسميا وقد عمدت الحكومة دائما الى التغطية على ذلك بفصل النساء خلال عمليات الاقالة الجماعية او الزعم بان هذا الاجراء ما هو الا اجراء اقتصادي وتحديدا فان النساء قد فصلن من مناصب استراتيجية مثل الخارجية وفي النيابة العامة فانه من بين 60 مفصولا كانت دائما نسبة النساء 6% وعدد منهن كان في مناصب عليا وكان التبرير ان النساء المتزوجات كثيرات التغيب من العمل .
وتحت وطأة التدهور الاقتصادي المتزايد فان الوظائف اصبحت اساسية في حياة النساء ، الا ان المسئولين عندنا لديهم رأي في النساء لذلك يتم ابعادهم من تولى المناصب الحيوية او الهامة كمناصب اتخاذ القرار (الا من رحم ربي من تلك النساء ) فهذا عميد لاحدي الكليات باحدي الجامعات العريقة بالسودان رفض تقدم المرشحين من النساء لملء وظيفة محاضر بتلك الكلية بحجة ان له رأي في النساء بالرغم من كفاءتهن العلمية وعندما سألنا عن السبب قالوا (لانو كوز). بالاضافة للعديد من المجالس والمؤسسات ذات العائد المادي الكبير لا يعينوا النساء لان عندهم فيهم رأي.
وانا هنا انزل لنفس مستوى جاهليتهم واقول هنا على النساء عدم اتعاب انفسهم والبحث عن او مجرد الحلم بتلك الوظيفة الوردية ذات العربة الحكومية الفارهة وبدل السفر اللي بالدولار ووووو وفقط الحلم بالعمل في الكافتيريات او الكوافير او الاتصالات مع احترامي لأولئك اللائي يعملن في هذه الاماكن باعتبار ان ظروف الحوجة هي التي رمتهم الرمية دي ، فهذا جل ما ستحلمين به في ظل هذه الاوضاع التي طالما تبحثين فيه عن عمل يلائم مؤهلك العلمي حتى ولو كنتي متخرجة بدرجة عليا او بتقدير امتياز فتوصد امامك الابواب لان الحتة الفلانية المسئول الفيها كوز ما بيعين نساء لانو عندو فيهن رأي. اليست هذه هي الجاهلية الجديدة . بالرغم من الدعوات التي صدرت من الريس بتميكن المرأة ووووو .
ايضا لم تحركهم لا الحوادث التي صارت تحدث بصورة مستمرة من ممارسات غير اخلاقية ولا تحقيقات الاخوة بالسوداني عن حرب العفاف ، والتقارير التي تصدر بصورة دورية عن ارتفاع نسبة البطالة بين الخريجات كما جاء في عدد سابق بنفس صفحات صحيفة السوداني على لسان وزير العمل والخدمة العامة وتنمية الموارد البشرية اللواء (م) ألسون مناني مقايا إن نسبة البطالة وسط الخريجين بلغت 3.5% وتزيد في وسط الإناث وتصل الى 49%، وفي تقدير ان السبب ليس هو عدم توفر معايير المنافسة في سوق العمل كما جاء على حد تعبير سيادة الوزير بل أن السبب الحقيقي هي تلك السياسات والافكار التي تدار بها المؤسسات لدينا.
إن مغبة سياساتهم تجاه المرأة ، في ظني ان حصادهم سيكون وبالاً على كل المجتمع لان المراة كما هو معروف هي نصف المجتمع . وفي الاخر سيرجعوا ويبحثوا عن الحل بعد وقوع المحظور ويرصدوا لها ملايين الدولارت في حين ان لا الملايين ولا المؤتمرات التي ستعقد لن تغني ولا تسمن من جوع حينها.
الدستور الساري في السودان هو دستور 1998 ويطلق عليه البعض اسم الدستور الشامل وهو دستور يكتنف الغموض معظم نصوصه الحيوية , فاذا تخيرنا منها المواد المتعلقة بالحقوق والحريات التي تهم المرأة فانه يمكننا ابراز الملاحظات الاتية :
- نص الدستور على حق التساوي بان :" جميع الناس متساوون امام القضاء والسودانيون متساوون في الحقوق والواجبات في وظائف الحياة العامة ولا يجوز التمييز فقط بسبب العنصر او الجنس او الملة الدينية وهم متساوون في الاهلية للوظيفة والولاية العامة ولا يتمايزون بالمال (المادة 21) . ولا اخالني بحاجة الى تبيان اوجه الغموض في هذه المادة التي جاءت لفا ودورانا للمادة 26 من مشروع الدستور الذي اعدته اللجنة القومية للدستور فاستبدلت المساواة امام القانون الواردة في ذلك المشروع بالمساواة امام القضاء , وجعلت التساوي في الحقوق والواجبات مقرونة بوظائف الحياة العامة , وربطت عدم التمييز في الوظيفة والولاية العامة بالمال دون غيره , ولا عجب والامر كذلك ان توصد ابواب ولاية القضاء امام المراة منذ فجر الانقاذ وحتى هذه اللحظة . ولقد كانت للرئيس السابق للقضاء خطة لم تر النور كان من المقرر بموجبها عزل القاضيات اللاتي التحقن بالقضاء قبل قيام نظام الانقاذ في نظام قضائي خاص يقتصر عليهن وحدهن .
- رغم ان الحقوق والحريات وردت مقررة للكافة دون تمييز بسبب الجنس فان هذا الدستور قد اختزلها بينما جاءت هذه الحقوق والحريات واضحة ومفصلة في مشروع اللجنة القومية .
نحن لدينا مشكلة حقيقة هي أن الرئاسة في وادي واولئك الذين في قمة المؤسسات ويمسكون بكراسي ادارتها في وادي آخر .... فما معني ان يصدر الرئيس البشير دعوات لتمكين المرأة وفتح المجال لها كما جاء في مرات سابقة ثم تذهب هذه الدعوات ادارج الرياح حيث تظل تلك المؤسسات في جاهليتها ويوصدوا الباب امام النساء او المتقدمات لشغل الوظائف المهمة الا من رحم ربي كما ذكرت سابقاً.
كما ان دور المرأة في اتخاذا القرار ما زال بعيداً وضحلاً فما معني ان يقمن فقط حفنة من نساء الوزراء والسيدات الاول فقط بممارسة السياسة .
رسالة الى .............
المرأة في وطني :
أدعوكي لعدم الرضوخ لهذه السياسات فلابد من مكابدة الصعاب فالشمس لابد ان تشرق مهما طال غروبها..... وسيأتي يوم ستكونين انتي في مكانك الصحيح .....
أهل الانقاذ :
لابد من الخروج من هذا النفق المظلم قبل ان ينضج زرعكم وتحصدوا الدمار والخراب فأعطوا المراة حقها في العمل وفتح باب الترشح لتولى المناصب والوظائف لكلا الطرفين وان يكون المؤهل والقدرات العلمية فقط هي المعيار وليس شئ آخر.
رسالة اخيرة للريس (البشير):
الان نحن في منعطف خطير والاوضاع تسوء يوما بعد يوم ، ولا نحتاج الى تطمينات فهي ماثلة للعيان. نحن ندعوك لمتابعة قضية المراة لا نريد فقط قرارات او شعارات تصدر او منتديات وورش عمل تقام ،،،، لابد من تغيير الصورة النمطية التي عند اولئك المسئولين بخصوص ما يجري ويدور حول النساء خصوصاً عند ترشحهن لملء تلك الوظائف الشاغرة والا فما معني ان يتم قبول الفتيات وبالالاف كل عام في تلك الجامعات التي تفتح ابوابها سنوياً للجنسين طالما انهن عندما يتخرجن ويخرجن لسوق العمل يرتطمن بذلك الجدار الفاصل العنصري الذي يسمي (ممنوع قبول النساء لان فلان الفلاني وهو المسئول عندو راي في النساء وما بيعين البنات ... طيب نمشي وين ).
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الجاهلية الجديدة في السودان (Re: أبو ساندرا)
|
Quote: أهل الانقاذ :
لابد من الخروج من هذا النفق المظلم قبل ان ينضج زرعكم وتحصدوا الدمار والخراب فأعطوا المراة حقها في العمل وفتح باب الترشح لتولى المناصب والوظائف لكلا الطرفين وان يكون المؤهل والقدرات العلمية فقط هي المعيار وليس شئ آخر.
رسالة اخيرة للريس (البشير):
|
صدقيني انت بتنفخي في قربة مقدودة لان هناك نساء كثيرات يتم تعيينهم في مناصب مهمة وحساسة وهن من فئة من( الا من رحم ربي) كما قلت انت .
وهل ينفع انت تستنجدي من الحية برأس الحية .
رمضان كريم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجاهلية الجديدة في السودان (Re: Deng)
|
سـلام يا أخت ميادة و الف مرحب
| Quote: ولا يجوز التمييز فقط بسبب العنصر او الجنس او الملة الدينية |
أولا التمييـز بين من ومن؟ قـد يعنى التمييـز بين الرجال، أو بين النسـاء.
المادة كان يجب أن تقرأ "ولا يجوز التمييـز بينهـم..."الخ
ثم ما هـو الداعى لإيراد كلمـة "فقط" التى يمكن لغوياً أن تعنى أن هناك
أسبابا أخرى للتمييـز غيـر العنصر والجنس والدين!!
الدستـور هـذا ليس دستـورا يا أخت ميادة، وإنما هـو مجموعـة قوانين مفصلـة..
بل هى قوانين غيـر دستـوريـة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجاهلية الجديدة في السودان (Re: Deng)
|
Quote: الاخت ميادة.
مرحب بك في البورد.
مقالك ممتاز وفي الصميم وياريت لو جميع الاخوات شاركو بهذا البوست, وأنا أقول كل الاخوات لأن هذا الامر يهم العنصر النسائي بالمقام الاول.
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجاهلية الجديدة في السودان (Re: mayada kamal)
|
| Quote: وسط الإناث وتصل الى 49%، |
الأخت المحترمة ميادة سلام يغشاك ويلقاك طيبة..
النسبة اعلاه تمثل حقيقةً الأزمة التي يعيش فيها السودان وتعني بما لايدع مجال للشك ان الطاقة الإنتاجية للبلد ليست بالكفاءة الكاملة ..كما أن منظور السياسات الإقتصادية قاصر وهو العزاء الكبير الذي يجعل السودان من الدول الأكثر فشلاً كما أتي في آخر التقارير الدولية ..وحسناً أن أوصيتي الإناث بعدم الركون لذلك الظلم الذي حاق بهم ولكن في الأساس أن الخلل ليس بهن ولكن خلل من أتى بهذه السياسات وأعني هنا النظام الذي لا يُعرف له قانون يسير به وكلنا مشاركون في هذا الخطأ فلن يستقيم لنا عود ما لم يذهب هذا النظام وتؤسس دولة القانون ومبدأ سيادته وعندها تتكافأ الفرص للجميع ..
عموماً مرحب بقلمك القوي ونورت البورد ..
خالص الود ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجاهلية الجديدة في السودان (Re: mahmed alhassan)
|
مياده سلامات
ورمضان كريم
وموضوع دسم الله يدينا الوقت نجيك راجعين ليه.
فقط عندي تعليق على تعليق ابو الريش الذي كتب:
Quote:
سـلام يا أخت ميادة و الف مرحب
Quote: ولا يجوز التمييز فقط بسبب العنصر او الجنس او الملة الدينية
أولا التمييـز بين من ومن؟ قـد يعنى التمييـز بين الرجال، أو بين النسـاء.
المادة كان يجب أن تقرأ "ولا يجوز التمييـز بينهـم..."الخ
ثم ما هـو الداعى لإيراد كلمـة "فقط" التى يمكن لغوياً أن تعنى أن هناك
أسبابا أخرى للتمييـز غيـر العنصر والجنس والدين!!الدستـور هـذا ليس دستـورا يا أخت ميادة، وإنما هـو مجموعـة قوانين مفصلـة..
بل هى قوانين غيـر دستـوريـة. |
نعم يا ابو الريش هناك اشكال كثيره للتميز غير هذه المذكوره هنا؟؟؟
هنالك تمييز بسبب القدرات ويعاني منهم المعاقين
وهنالك تمييز بسبب الميول الجنسيه ويعاني منه المثلين
وتمييز بين اصحاب المؤهلات الاكاديميه مقابل المؤهلات التطبيقيه.
والقائمه طويله.....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجاهلية الجديدة في السودان (Re: Tragie Mustafa)
|
صباااااااااااااح الخير
لم اقصد ان احصر انواع التمييز التي اقصدها في تلك التي ذكرتها فقط
بل ذكرتها كنماذج.
واراءكم على عيني وراسي بل اراها مكملة للموضوع
والهدف في النهاية ان نخرج بفكرة تنفعنا جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
| |
mayada kamal
أحمد الشايقي
أبو ساندرا
Deng
Abureesh
lana mahdi
mahmed alhassan
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست