رد على الأخ أبي بكر القاضي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 08:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2007, 09:24 AM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
رد على الأخ أبي بكر القاضي

    رد على الأخ أبي بكر القاضي
    بداية أحب أن أؤكد أني إنما أحترم الأخ أبا بكر القاضي، ولا أنكر عليه حقه المشروع في نقد الفكرة الجمهورية، وفي نقد أقوال ومواقف صاحب الفكرة (الأستاذ محمود) وذلك لأن هذا الحق ـ حق النقد ـ إنما تكفله الفكرة الجمهورية نفسها للجميع، ويكفله لهم قبلها العرف السائد، المستمد من الحضارة الغربية ـ الديمقراطية ـ والفكرة الجمهورية هي الاسلام، فهي إنما تمثل الاسلام بقدرما تملك وتطرح من الفهم السليم للقرآن، ومعيار مدى صحة وسلامة الفهم هو مدى صلاحيته لإقناع الفطرة التي يشترك فيها كل البشر (فطرة الله التي فطر الناس عليها) وصلاحيته للانسجام والتناغم معها، والفطرة هي العقل والقلب، فأما العقل فهو حاسة الفكر التي تدرك الحق، في مستواه الظاهر، أو قل في مستواه الذي يلامس خبرة وتجارب الناس، وذلك عن طريق التمييز بينه وبين الباطل، وأما القلب فهو حاسة الشعور التي تدرك الحق، في مستوياته الأرفع، والأقرب إلى الحقيقة، وذلك عن طريق الشعور بالحقيقة في الحق، أو قل شم رائحة الحقيقة في الحق.. غير أن حظنا من الشعور ـ نحن البشر ـ ما يزال ضعيفــًا في الوقت الحاضر، فقلوبنا شبه معطلة (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وأما حظنا من الفكر فهو أكبر، ولذلك يكثر الحديث عن العقل كأداة لإدراك الحق، وللتمييز بينه وبين الباطل، ونادرًا ما يجيء ذكر القلب في هذا المضمار
    والفكرة الجمهورية أعرف بالديمقراطية، وأصدق فيها، وأولى بها، من الحضارة الغربية، ومن غيرها، من الأفكار والفلسفات والحضارات، ولذا فهي أصدق من سواها في كفالة حق النقد للجميع، على أن يكون النقد موضوعيــًا، ويطرح بصورة موضوعية، لتتم مناقشته موضوعيـًا، عسى أن يتبين لنا الرشد من الغي إذا التزمنا الموضوعية في الحوار، كما وعدنا الله تعالى حيث قال: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).. قوله: (لا إكراه في الدين) يعني فيما يعني: (التزموا الموضوعية في الحوار، وفي الدعوة، وتخلصوا من المؤثرات السلبية، النفسية والاجتماعية، التي تؤثر على عقولكم وقلوبكم وتلتوي بها عن طبيعتها).. قوله: (قد تبين الرشد من الغي) يعني فيما يعني أن الرشد سوف يتبين لكم من الغي، فهو من ناحية الحقيقة يتبين دومـًا، وللجميع، على تفاوتٍ وتطورٍ في ذلك (ثم إن علينا بيانه) ثم إنه سوف يتبين حتمـًا، بصورة أكمل وأشمل، كطفرة في مراقي التطور، في موعدٍ يعلمه الله، فأمر تبيانه قد قضيَ وحُسم (قد تبين) هذا من ناحية الحقيقة، وأما من ناحية الشريعة فهو سوف يتبين لنا بقدرما نلتزم الموضوعية، وبقدرما نبرأ من الأغراض، والأضغان، والعادات السلبية، والتقاليد العمياء، وكافة المؤثرات النفسية والاجتماعية التي تؤثر سلبـًا على الفطرة ـ العقل والقلب ـ وهي لدى الدقة تؤثر على العقل ولكنها لا تؤثر على القلب، فالقلب يظل دومـًا حرمـًا آمنــًا، وإنما تؤثر فقط على حواشيه، حيث (يتخطف الناسُ من حوله) ـ المهم هنا أن تلك المؤثرات تؤثر على الفطرة، فتشوهها وتلتوي بها عن خطها الطبيعي.. كل ذلك طرف من معنى قوله تعالى: (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي) وهو مثل قوله تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه، سبحانه وتعالى عما يشركون) والذي يعني فيما يعني أن أمر الله سيأتي حتمــًا، فأمر مجيئه قد قضي وحسم، وهو سيأتي كتتويج لهرم التوحيد والعمل الصالح، وليس كنتيجة للتمني، فاستعجلوه بإضافة ما تستطيعون من لبنات لهذا الهرم، ولا تستعجلوه بالتمني

    يقول الأخ القاضي:
    Quote: الاستاذ عبدالله عثمان يدرك رمزية الشيخ يس عمر الامام في الحركة الإسلامية السودانية، فهو أحد رموز الإعلام في الحركة ورئيس تحرير الصحيفة الرسمية الناطقة باسم الاخوان المسلمين في السودان (صحيفة الميثاق).. في عهد ثورة أكتوبر (1964 ـ 1969) وهو مازال رئيس تحرير صحيفة (رأي الشعب) الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي ـ جناح الترابي ـ ثم من الناحية التنظيمية كان الشيخ يس نائب الأمين العام (الشيخ الترابي) وهو من الشيوخ الذين تم استبدالهم بالشباب ـ الطاقم بقيادة الاستاذ علي عثمان محمد طه ـ "شيخ علي"، فالشيخ يس يتميز بانضباطه التنظيمي.. فهو داعية وجندي للحركة الإسلامية، تضعه في أي مكان وفي أي درجة، يذهب وهو راضي النفس.. لم يعرف الحقد والحرب على الكرسي والمواقع داخل الحركة الإسلامية.. ومن الأشياء المشرفة التي تحسب لصالح الشيخ يس عمر الامام مطالبته بتعديل دستور الحزب بحيث يتم تحديد مدة تولي الأمين العام للحزب لهذا المنصب، بحيث لا يجوز التجديد له أكثر من مرة واحدة.. والهدف من ذلك تفادي أن يكون الأمين (مدى الحياة) ولضمان تداول هذا المنصب، وهذا الهدف وإن لم يتحقق حتى الآن في جميع احزابنا الوطنية والدينية والعلمانية إلا أن مجرد المطالبة به يعتبر عملا جريئا يحسب لصالح الشيخ يس، وكذلك من الأشياء الجميلة التي تحسب لصالح الشيخ يس روحه الديمقراطية.. يصرح بآرائه، وان كانت مخالفة لرأي المؤسسة الدينية السياسية، ثم يلتزم برأي المؤسسة (المخالف لرأيه) دون أن يغادر ويفارق المؤسسة وآخر مثال لذلك هو موقفه ومعه حوالي (99) من كوادر شورى المؤتمرات الشعبي الرافض لمجيء القوات الدولية (سواء في شكل هجين أو اتحاد أفريقي).. فقد التزم الشيخ يس برأي الحزب بعد صدوره وقبل برأي المؤسسة

    هذا قول الأخ القاضي، فأما مدحه لـ (الشيخ) يس فقد أطلقه جزافــًا دونما تدليل موضوعي عليه، فهو مثلا يقول عنه أنه (يتميز بانضباطه التنظيمي، فهو داعية وجندي للحركة الإسلامية، تضعه في أي مكان وفي أي درجة، يذهب وهو راضي النفس، لم يعرف الحقد والحرب على الكرسي والمواقع داخل الحركة الإسلامية) دونما أي تدليل موضوعي على هذه الأوصاف، ومثل هذا المدح، غير المدلل عليه موضوعيـًا، لا يعدو ضربـًا من ضروب العقيدة الخاصة في الأشخاص، وليس من المقبول موضوعيـًا، بل ومن التناقض، ولا سيما من شخص يتحدث عن النقد الذاتي، كالأخ القاضي، أن يطرح عقيدته الخاصة في شخص معين في منبر عام، وفي سياق حوار أو نقاش موضوعي حول موضوع معين
    وأما تحليله لبعض مواقف (الشيخ) يس فهو غير صحيح، فهو مثلا يقول: (ومن الأشياء المشرفة التي تحسب لصالح الشيخ يس مطالبته بتعديل دستور الحزب بحيث يتم تحديد مدة تولي الأمين العام).. ولكن مثل هذا المطلب لا يوصف بأنه (من الأشياء المشرفة) فهو مطلب عام في كل الأحزاب، وأغلب الذين يطالبون به تدفعهم إليه رغبتهم في الوصول إلى رئاسة الحزب، وليس حرصهم على الديمقراطية.. وهو أيضـًا يقول: (وكذلك من الأشياء الجميلة التي تحسب لصالح الشيخ يس روحه الديمقراطية، يصرح بآرائه، وإن كانت مخالفة لرأي المؤسسة الدينية السياسية، ثم يلتزم برأي المؤسسة المخالف لرأيه دون أن يغادر ويفارق المؤسسة).. وهذه أيضـًا لا توصف بانها (من الأشياء الجميلة) إلا إذا كان الحديث ينطلق من مجرد عقيدة وغير موزون بالفكر، وإلا فإن إختلاف العضو مع الحزب ثم بقائه في عضوية الحزب ـ إذا كان الاختلاف في أمر جوهري ـ فهو دليل على عدم المصداقية، أو ضعفها، وإذا كان الإختلاف في أمر شكلي أو ثانوي، فهو أمر عادي، ويحدث في كل الأحزاب، ولا يوصف بأنه (من الأشياء الجميلة)
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: الفضيلة التي حاول الاستاذ عبدالله عثمان والمتداخلين على بوسته التقليل من شأنها واتخاذها وسيلة لاثبات (كرامات ونبوءات) الأستاذ محمود محمد طه، هي فضيلة نقد الذات والاعتذار العلني، فعندما يقف إنسان بقامة الشيخ يس في الحركة الإسلامية ليمارس نقد الذات في مؤسسة دينية ويمارس الاعتذار العلني فهذا أمر يجب أن يدعمه كل الأحرار ويجب أن يجد التشجيع من كل شخص يرغب في تطوير أداء أحزابنا السياسية وفي سبيل هذه الغاية فإني على استعداد لتحمل عنف اللسان الجمهوري الذي لا يتقيد بحدود الشريعة الإسلامية أو القانون

    نعم يجب دعم فضيلة النقد الذاتي، بصورة عامة، ويجب أيضـًا دعم الاعتذار العلني إذا كان الظلم أو الخطأ المعتذر عنه علنيـًا، أو متعديـًا، أو شاملا، ولكن في حالات معينة، إذا أعلن شخص إعتذاره أو قام بنقد نفسه أو حزبه علنـًا، ثم أشارت الدلائل إلى ترجيح أنه غير صادق في النقد وفي الاعتذار، أو قل أنه لا يفعل ذلك لصالح الآخرين، وبالتالي لصالح نفسه العليا، وإنما يفعله لصالح نفسه السفلى، كأن يفعله على سبيل (عليَّ وعلى أعدائي) أو بغرض كسب شعبية أو أصوات تؤهله للسلطة، وللثروة، الخ، فلا يجب عندئذٍ أن نمدح مواقفه، وإنما يجب ان نميز بين النقد الذاتي الحقيقي، والمزيف
    ولنأخذ مثلا مواقف (الشيخ) حسن الترابي نفسه ـ مرشد الجماعة وقائد الحركة ـ فهو قد سبق (الشيخ) يس في مثل هذا (النقد الذاتي) وذاك (الاعتراف العلني) ولكن الدلائل في أمر الترابي لا ترجح فقط، وإنما تؤكد بما لايدع مجالا للشك أنه غير صادق، فقد شرع يعترف ببعض ما ارتكبته حكومته، من جرائم لا يكاد يتصورها العقل السوداني، بعد أن أبعد من السلطة إلى غير رجعة وألقى به في السجن، ثم هو لم يعترف بتلك الجرائم على نفسه، وإنما يزعم أنها كانت تتم دون علمه ـ راجع أقواله لقناة العربية ـ
    وأما حديث الأخ القاضي عن (عنف اللسان الجمهوري) ففي تقديري أنه ليس صحيحـًا وليس له داع، فإذا كان بعض الأفراد القلائل من الجمهوريين يتجاوزون أحيانــًا حدود (القول البليغ) في بعض الحالات التي يرونها تستوجبه (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغـًا) إلى (العنف اللفظي) وأغلب الظن أن مثل هذا التجاوز غير مقصود لأنه ليس من طبيعة الفكرة الجمهورية ولا من طبيعة المجتمع الجمهوري، فليس من الصحيح أن نعمم ذلك ونسميه (عنف اللسان الجمهوري)
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: تعقيبا على كلام الاستاذ عبدالله عثمان الذي اكن كل احترام لشخصه ولعائلته افيد بالآتي:
    1/ المقتطف الذي نسب الاستاذ عبدالله معظم عباراته للاستاذ محمود محمد طه ينضح بعنف اللسان.. ويؤكد ما ظللت اكرره بان عنف اللسان الجمهوري مصدره الاستاذ محمود شخصياً. فإذا رجعنا للمقتطف نجد الاستاذ محمود يقول عن نواياه تجاه خصومه من الاخوان المسلمين (وكان يردد ـ أي الاستاذ محمود ـ انهم غريبون على طينة هذه الأرض الطيبة، وسيقتلعون منها ويرمى بهم خارجها).. فالعبارة تنطوى على (تكفير سياسي) بتجريد الاخوان المسلمين من السودانية ويسقط التسامح من قاموس الاستاذ محمود تماماً بقوله (سيقتلعون منها اقتلاعاً ويرمى بهم خارجها) فالعبارة شارحة لنفسها وهي معبرة عن نزعة اقصاء الآخرين لدى الاستاذ محمود وبالتالي عند الجمهوريين

    والعبارات المنقولة عن الأستاذ محمود هي أن (الأخوان المسلمين) كحركة أو كتنظيم (دخلاء على طينة هذه الأرض الطيبة) وأنهم كحكومة (سيقتلعون منها ـ أي السلطة ـ اقتلاعـًا).. وحتى لو كانت العبارات كما أوردها الأخ القاضي، فليس فيها (عنف لفظي) وإنما هي حقائق موضوعية، ونبوءات منطقية، فالجمهوريون قد أثبتوا من خلال كتاباتهم العديدة أن تنظيم (الأخوان المسلمين) دخيل على طبائع وأخلاقيات الشعب السوداني، ومن البديهي أن هذا لا يعني أن أعضاء التنظيم ليسوا سودانيين، وأما النبوءة باقتلاع حكومتهم، فإذا حدث واقتلعت حكومتهم، فإنها لن تكون أول حكومة تقتلع اقتلاعـًا، فاقتلاع الحكومات الجائرة ليس بأمر جديد أو غريب على الشعب السوداني، فالنبوءة إذًا منطقية، وليس هناك أصلا (تكفير سياسي) فالتكفير يتعلق بالدين، وإذا استخدم التكفير الديني في السياسة، كما تفعل (الحركة الاسلامية)، التي يدافع عنها القاضي، فهو من قبيل استغلال الدين في الأغراض السياسية، وأما الاختصام السياسي المشروع فهو (إختلاف) أو (نقد موضوعي) أو (معارضة) أو (ثورة شعبية) الخ، وليس من ضمنه (التكفير)
    ولذا فإن القول بأن (عنف اللسان الجمهوري مصدره الأستاذ محمود شخصيـًا) فهو غير صحيح، وغير مسئول، من الناحيتين، فليس هناك أصلا (عنف لسان جمهوري) ثم إن التجاوزات الفردية التي قد تقع أحيانـًا من بعض الأفراد الجمهوريين فليس مصدرها الأستاذ، وإنما هو مصدر الدعوة إلى إدانتها ورفضها، فإذا ارتكب بعض الصحابة أخطاء، أو حتى جرائم، فليس من المعقول ولا المقبول أن نزعم أن مصدرها النبي الكريم، وهو يرفضها ويدينها
    ولم يجد القاضي حزبـًا غير (الحركة الاسلامية) لينتمي إليه ويدافع عنه، وذلك رغم علاقته السابقة بالفكرة الجمهورية، والتي يفترض أنه قد أدرك من خلالها طرفــًا من الفكرة كفيلا بأن يعصمه من الانتماء إلى تلك (الحركة الاسلامية).. ويبدو من حديث القاضي أنه إنما ينعت كل ما يرغب في التصدي له من نقدٍ للجماعة (الاسلامية) التي انتمى إليها، بأنه (عنف لفظي) أو (تكفير سياسي) أو (تجريد من السودانية) أو (إسقاط للتسامح من القاموس) أو (نزعة إقصاء للآخر) الخ
    ثم يقول الأخ القاضي:
    2/
    Quote: في عقيدة الجمهوريين ان الاستاذ محمود محفوظ (أي معصوم) وقد اورد الاستاذ عبدالله عثمان اعترافات الشيخ يس عمر الامام حول انتهاء مصداقية الاخوان المسلمين كدليل على صدق نبوءات الاستاذ محمود، رداً على هذا الكلام، اقول ان الاستاذ محمود هو مثقف سوداني وكاتب وأديب آمن برسالته (الثانية) وقدم حياته ثمنا لقناعاته.. لحد هذا المقام نحترمه.. أما إذا كان الاستاذ عبدالله يريد أن يقنعنا بأن الاستاذ محمود من (الرسل المعصومين) وأنه يتنبأ بالغيب فتحدث نبوءاته.. فإني أقول له عفواً.. لا نتفق معك والادلة هي كالتالي

    وقبل ايراد أدلة الأخ القاضي لابد من التعليق على مقدمته هذه، فهو لم يقدم دليلا على أن الأخ عبد الله عثمان (يريد أن يقنعنا بأن الأستاذ محمود من الرسل المعصومين) فإن القول بأن الأستاذ محمود قد قال أنهم سوف يقتلعون لا يعني محاولة لاثبات أنه معصوم، لا سيما وأنهم لما يقتلعوا بعد، فلو كان يحاول إثبات عصمة الأستاذ أو صحة نبوءته لانتظر حتى يتم الاقتلاع ثم قام بتذكير الناس بنبوءة الأستاذ، ثم إن القول بأن الأستاذ قد قال أنهم دخيلون، أو قال كذا وكذا في نقدهم، مع ربط ذلك باعترافاتهم، لا يعني محاولة لاثبات أنه معصوم، أو أنه صاحب نبوءات صادقة عن المستقبل، لأن نقدهم وإبراز عيوبهم ومخاطرهم على الشعب السوداني لم يكن يحتاج إلى (عصمة) أو نظرة إلى المستقبل، وإنما يكفي فقط أن تنظر إليهم بفكر متحرر من العواطف الفجة، والعقائد الطائفية (العقائد العمياء) ومن محاولات التضليل والإغراء والإرهاب التي يمارسونها، لترى كل عيوبهم ومخاطرهم
    وأما القول بأن (في عقيدة الجمهوريين أن الأستاذ محفوظ) فهو قول غير موضوعي، فإن من حق أي شخص أن يعتقد في أي شخص ما يشاء، فإن (حرية العقيدة) من ركائز الديمقراطية، على أن لا يذكر عقيدته، ولا يحتج بها ضمن الحوار الموضوعي العام، ومن ناحية أخرى لا يحق للآخرين أن يتحدثوا عن عقيدته الخاصة ضمن الحوار الموضوعي العام، طالما أنه لم يذكرها ولم يحتج بها ولم تؤثر تأثيرًا ظاهرًا على ما يدلي به من أقوال ومن حجج، فالعقيدة تظل شأنـًا خاصًا طالما لم تؤثر على الحوار الموضوعي، وهذا بالطبع لا يمنع من نقد العقائد الطائفية (العقائد العمياء) بصورة عامة، والحديث عن تأثيرها السلبي على الفكر وعلى الموضوعية.. وأما القول بأن (محفوظ) تعني (معصوم) فهو قول غير مسئول، فإن من المفترض أن الأخ القاضي يعلم أن الفكرة قد ميزت بين مصطلحي (محفوظ) و(معصوم)
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: أ- في عام 1979 عندما فاز مرشحو التمثيل النسبي بقيادة سليمان الأمين وسقط أمين بناني كتب الجمهوريون كتاباً بعنوان (بداية نهاية الاخوان المسلمين) والذي حدث هو العكس.. فقد عاد الاخوان بشكل أقوى.. واستمر تصاعدهم حتى وصلوا السلطة

    ولكن من أبجديات الفكرة، والتي من المفترض أن يكون الأخ القاضي مدركــًا لها لعلاقته السابقة بالفكرة، أن العبرة ليست بالنص، وإنما هي بفهم النص، فإن عبارة (بداية نهاية الأخوان المسلمين) لا تعني أنهم لن يفوزوا في الانتخابات بعد اليوم ولن يصلوا إلى السلطة، وإنما تعني أن إسقاطهم في تلك الانتخابات هو نواة أو بذرة زُرعت في ضمير الشعب، وهي تحمل العوامل التي ستؤدي يومـًا، ولو بعد حين، إلى اقتلاع جذور (الأخوان المسلمين) من الأرض الطيبة، وجذورهم هي الفهم السلفي الفقهي المتطرف والمنغلق للإسلام، والقابل للاستغلال السياسي، والمغاير للفهم الاسلامي السوداني الصوفي
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: ب- ربط الاستاذ محمود انتصار دعوته (بالقرن العشرين).. وقد انتهى هذا القرن كله دون انتصار الفكرة

    فأين ربط الانتصار بالقرن العشرين؟؟.. إن القول بأن الرسالة الأولى لا تصلح لإنسانية القرن العشرين لا يعني بالضرورة أن الفكرة ستنتصر في القرن العشرين
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: ج- في نهاية القرن الهجري المنصرم أعلن الاستاذ ان الفكرة سوف تنتصر قبل نهاية القرن الرابع عشر الهجري.. وقد فشلت نبوءته فكانت النهاية الفعلية للحركة.. حيث انهزم الاستاذ محمود داخلياً فتراجع عن الاصالة بمعنى ترك التقليد عن عامة المسلمين وقال(الاصيل واحد)

    فأين أعلن الأستاذ محمود أن الفكرة ستنتصر قبل نهاية القرن الرابع عشر الهجري؟؟.. ما هي عباراته في ذلك بالضبط؟؟.. وماذا يعني الانتصار؟؟.. وما هو التقليد؟؟ .. وما هي مستوياته؟؟.. وما هي الأصالة؟؟.. وما هي مستوياتها؟؟.. وما الفرق بين أصالة (الأصيل الواحد) وأصالة (الأصلاء المتعددين)؟؟.. ما هي عبارات الأستاذ محمود في كل أؤلئك بالتحديد؟؟.. إن مشكلة كتابات الأخ القاضي أنها، في أغلب أحوالها، لا تتضمن نصوصًا محددة من كتب الأستاذ، وتواجهها موضوعيـًا، كما تقتضي الموضوعية، وإنما تنقل (الأقوال) التي تصفها بأنها (منسوبة للأستاذ) وكثيرًا ما تكون هذه (الأقوال) محرفة ومشوهة، و(ما آفة الأخبار إلا رواتها)
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: د- قال الاستاذ للجمهوريين ليس بين الجمهوريين ونظام مايو أي نظام آخر، بمعنى أن النميري سوف يسلم السلطة للمسيح (الذي هو حسب عقيدة الجمهوريين) هو الاستاذ محمود وقد اثبتت الأيام عدم صحة هذه النبوءة

    ما هي عبارة الأستاذ محمود في ذلك بالضبط؟؟.. ومن قال أنها تعني أن النميري سوف يسلم السلطة للمسيح؟؟.. وحتى لو افترضنا صحة القول بأن عقيدة الجمهوريين في الأستاذ هي أنه المسيح، فليس من الموضوعية ذكر عقيدتهم في الحوار العام طالما أنهم لم يذكروها فيه.. وهل حقــًا أثبتت الأيام عدم صحة القول بأن ليس بعد نظام مايو إلا نظام الجمهوريين؟؟.. الواقع أن الأيام، حتى الآن، ما تزال تتيح مجالا لذلك القول، وذلك لأنه حتى الآن لم يأت نظام بعد مايو، فالذي جاء بعد مايو ليس (نظامـًا) وإنما هو صور من (العبث والفوضى والمهازل) لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان الحديث، حتى أن السودان، منذ سبتمبر 1983، لم يعد يمثل دولة قانون، كبقية دول العالم، وإنما هو قطر بلا قانون وبلا دولة، أو قل هو إقطاعية لمجموعة كانت تسمي نفسها (الحركة الأسلامية) ثم صارت بعد انشقاقها تسمي نفسها (المؤتمر الوطني)
    ثم يقول الأخ القاضي:

    Quote: فإذا كان الاعتذار فضيلة مارسها الإسلاميون ومنهم الشيخ يس عمر الامام فهل اعتذر الجمهوريون للشعب السوداني عن تأييدهم لنظام مايو؟ ان تأييد الاستاذ محمود لنظام نميري وقوله بان نظام مايو هو أفضل عهود الحكم الوطني، مقابل سماح النميري للجمهوريين بالنشاط الدعوي العلني لهو أكبر دليل على عدم (عصمة الاستاذ محمود) وعلى انه مجتهد وسياسي عادي، بمعنى أنه يخطئ ويصيب كبشر وليس رسولاً، ان الفكرة الجمهورية لا تعرف التراجع والمراجعة وإعادة النظر وتطوير وتجديد افكارها لان الاستاذ محمود وصف نفسه بانه (محفوظ) بمعنى معصوم.. وبالتالي فإن المعصوم لا يعترف أساساً بالخطأ وبالتالي فإن الاعتذار غير وارد في حساباته

    إن هذا القول شديد الدلالة على حجم التناقض والبؤس الفكري في كتابات الأخ القاضي، وقد كان من الممكن أن يكون الجزء الأول من هذا القول موضوعيــًا لو قدم فيه رؤية مختلفة لنظام مايو مدعومة بما لديه من حجج وأدلة، ولكنه اكتفى بالزعم بأن تأييد نظام مايو والقول بأنه أفضل عهود الحكم الوطني خطأ يستوجب الاعتذار وسببه سماح مايو للجمهوريين بالنشاط، والواقع أن تأييد نظام مايو، فيما قبل سبتمبر1983، صحيح والقول بأنه أفضل عهود الحكم الوطني صحيح، وسببه ليس السماح بالنشاط، وإنما سببه الحق، والتفصيل في ذلك لا يتسع له المجال هنا، ويمكن التفصيل فيه بإذن الله في كتابة لاحقة إذا طالب القاضي أو غيره بذلك
    وأما الزعم بأن الأستاذ محمود قد وصف نفسه بأنه (محفوظ) أي (معصوم) مما يعني أنه قدم نفسه للناس باعتباره محفوظـًا أو معصومـًا، فهو حديث غير صحيح وغير مسئول، فالأستاذ على عكس ذلك حرص على الموضوعية، وعلى تقديم نفسه كمجرد مفكر، وعلى طرح فكره للحوار الموضوعي، وعلى رفض الاعتقاد الطائفي فيه، وفكرته تدعو إلى تجاوز المستوى العقيدي من الاسلام إلى المستوى العلمي منه
    وأما الجزء الأخير من حديث القاضي أعلاه، حيث يزعم أن (العصمة) تتعارض مع ثقافة المراجعة والاعتذار، فهو الذي يدل على التناقض والبؤس الفكري في كتابات القاضي، فهو يدافع عن (الحركة الاسلامية) ويزعم أنها تمارس المراجعة والاعتذار، ومعلوم أن (العصمة) هي مصدر الاسلام، فالنبي الكريم معصوم، ولولا عصمته لما بلغ رسالة الاسلام الصحيحة للناس، والحركة (الاسلامية) التي يدافع عنها القاضي تنسب نفسها إلى الاسلام، ومعنى هذا أن القاضي يؤمن بالاسلام ويقبله، وبالتالي يؤمن بالعصمة في الاسلام ويقبلها ـ عصمة النبي الكريم ـ ثم هو يزعم أن العصمة تتعارض مع ثقافة المراجعة والاعتذار، ثم هو ينسب إلى حركة تنسب نفسها إلى الاسلام الذي مصدره العصمة أنها تمارس المراجعة والاعتذار
    والواقع أن الفكرة الجمهورية وحدها هي التي توفق بين (العصمة في الاسلام) وبين إعمال الفكر والمراجعة وعدم الإتباع الطائفي الأعمى، والإتباع بقناعة ووضوح رؤية، وأما (الحركة الاسلامية) التي يحاول القاضي عبثــًا أن يدافع عنها، فهي التي تستغل (العصمة في الاسلام) لتجنيد المسلمين في صفوف الإتباع الطائفي الأعمى لها
    وأخيرًا يقدم القاضي اعتذاره عن تأييد (نظام النميري والانقاذ) وهذا يعني أنه ينتمي إلى جناج الترابي الذي صار معارضـًا لـ (الانقاذ) بعد أن فصل منها وأبعد عن السلطة، فهل عرف القاضي سوء (الانقاذ) قبل أم بعد إبعاد جناح الترابي عن السلطة؟؟
    عبد الله الأمين
                  

09-12-2007, 04:22 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد على الأخ أبي بكر القاضي (Re: abu-eegan)

    up
                  

09-12-2007, 04:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد على الأخ أبي بكر القاضي (Re: abu-eegan)


    اعتقد انه لو تريثنا قليلا لقدم السيد القاضى اعتذارا عما كتب فهو سيد المتعذرين وانا لنجد له من واحد الى سبعين وان لم نجد فسندعه ونقل لعل له عذرا لا نعرفه
                  

09-13-2007, 01:01 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد على الأخ أبي بكر القاضي (Re: عبدالله عثمان)

    up
                  

09-14-2007, 09:05 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد على الأخ أبي بكر القاضي (Re: abu-eegan)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de