|
كلمه رابطة المريخ بالرياض فى تأبين مهدى الفكى
|
أعزائى أحى رابطه المريخ بالرياض وأخى الفضلى وأستأذنهم هنا فى نشر رثاء مهدى الفكى فى ليله تأبينه لقد تلمست فيه وفاء وسرداً لسيرته العطره، وددت إطلاع قراء هذا المنبر عليه كلمة رابطة مشجعى المريخ فى مناسبة تأبين الفقيد مهدى الفكى مهدى الفكى فى رحاب الله ..... وجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم مضى أكثر من شهر على رحيل الفقيد الكبير (مهدى الفكى الشيخ) , وطوال هذه الفترة يجول بخاطرى بيت الشعر الذى إفتتح به الوالد محمود الفضلى عليه رحمة الله القصيدة التى رثى بها الراحل المقيم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، قائلاً : علواً فى الحياة وفى الممات *** لعمرك تلك إحدى المعجزات فقيدنا الراحل المقيم المرحوم ( مهدي الفكي الشيخ ) عاش بين الناس رجلاً سمحاً ، كان سمحاً إذا أعطى وسمحاً إذا أخذ ، وسمحاً إذا تكلم ، وسمحاً إذا إستمع وأنصت (وكان جل إستماعه إنصاتاً) ، وسمحاً إذا أحب وسمحاً إذا خاصم ، وسمحاً إذا مازح أو تودد لأصدقائه ومعارفه وأبنائه وأحفاده (وماأكثرهم) ، وسمحاً إذا تعامل مع رؤسائه وسمحاً إذا تعامل مع مرؤوسيه ، وسمحاً إذا تحدث لأبنائه لاعبي المريخ مشيداً ومقرظاً أو موجهاً ومربياً, وسمحاً إذا تحدث مع أحبائه أقطاب ومشجعي المريخ الصغير منهم والكبير ، وسمحاً إذا إنتصر المريخ وسمحاً إذا خسر المريخ مباراة ، وستظل كلماته ( نحن لا يبطرنا النصر ولا تهزنا هزيمة ) أبد الدهر نبراساً خالداً لأهل المريخ بإذن الله . إجتمعت فيه خصائص وشمائل كريمة ، فقد حباه الله بالعقل الراجح ، والفكر الثاقب، والنفس الطيبة ،والأدب الجم ، والصدر الواسع ، والقلب السليم ، والأخلاق الفاضلة ، واليد النظيفة ، وحباه الله بالأمانة والهيبة والحكمة, قال تعالى فى محكم التنزيل: ( يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيرا ومايذكر إلا أولو الألباب) صدق الله العظيم، فنال احترام الناس وقذف الله فى قلوبهم محبته ، ولم يحرم من ذلك إلا شقى . وحباه الله حب المريخ . حقق النجاح فى عمله أينما حل ،وليس ذلك بغريب على من حاز الصفات والخلال السابقة الذكر ، عمل فى وزارة المالية عقب تخرجه من جامعة الخرطوم عام 1957م ثم إلتحق بالعمل ببنك السودان فى عام 1960م وتدرج فى السلم الوظيفى حتى تقلد منصب محافظ بنك السودان ، وعمل بشركة الصمغ العربى بعد أن أعفى من الخدمة ببنك السودان فى بداية التسعينات ، كما تقلد عضوية ورئاسة مجالس إدارات عدد كبير من المؤسسات الإقتصادية السودانية والأجنبية وفى مقدمتها بنك السودان والخطوط الجوية السودانية وشركة الصمغ العربى, وتكفيه شهادة رئيس مجلس الوزراء الأسبق الإمام السيد الصادق المهدي فى كلمته التي ألقاها أمام جموع المعزين فنزلت بلسماً شافياً على أبنائه وأهله وأصدقائه ، وستظل شهادة خبرة يعتزون بها. شغلت الرياضة حيزاً كبيراً من إهتماماته ، وكان المريخ محورها ، فوهبه عمره وفكره . كان رياضياً سمحاً ، مؤمناً بأن الرياضة سفارة رفعت شأن الكثير من الأقطار ، ولعل البرازيل خير مثال. تقلد مناصب عديدة فى مجلس إدارة نادى المريخ منذ فجر الستينات .... عضواً وأميناً للمال ونائب رئيس ورئيساً ، وأسهم بجهد وافر مع أشقائه أعضاء مجلس المريخ وأقطابه فى بداية الستينات فى بناء إستاد المريخ التحفة الفنية التى إقتبس تصميمها من أوربا المهندس (عبدالمنعم مصطفى) . وتشرب فنون الإدارة على يد الحجاج ، حاج شاخور وحاج التوم وحاج مزمل مهدى وحاج زروق وعوض أبوزيد ويوسف على جمعة وعلى يحي الكوارتى والزين الشفيع ورئيس الرؤساء الأسبق إبراهيم الشايقى ...وغيرهم ، وزامل فى إدارة النادى بشير حسن بشير وحسن محمد عبدالله وحسن أبوالعائلة وحاج حسن عثمان وكمال النحاس وعثمان الفيل ومحمد على أبورأس وطه صالح شريف ومحمود حامد الريح ...وغيرهم ، وعمل معه ونهل من خبراته الكثيرون منهم محمد الياس ، وعبدالمنعم النذير وعبدالحميد الضو حجوج والفاتح المقبول وعبدالمنعم النذير وفتحى إبراهيم عيسى ونادر مالك... وغيرهم , كما تقلد منصب أمين مال الإتحاد العام , وقد تفرد فى الإدارة بإسلوب فريد . وبعد أن ترك العمل التنفيذى فى مجلس إدارة نادى المريخ فى منتصف التسعينات من القرن الماضى أصبح نائباً لرئيس المجلس الإستشارى ومن بعد مجلس الشورى المريخى , وكان مرجعية لكل مجالس فى كل مايخص المريخ , ووقف مع المجلس الحالى منذ تكوينه قبل أربعة سنوات بالتوجيه والنصح ومابخل برأى ،كما كان ملاذاً كل ما ادلهمت الخطوب ونثر عطر منشم بين أبناء البيت المريخى فكان رمانة الرحى وسط زملائه أعضاء المجلس الإستشارى ومجلس الشورى يجدون عنده السكينة والحل , فما كان قلبه الكبير الذى عاش بالمريخ وللمريخ يطاوعه على الإبتعاد عن المريخ وأهله وإسداء النصح لهم والشد من عضدهم دون من أوأذى فاستحق لقب رئيس الرؤساء الذى قلده إياه أهل المريخ. أسعده الله إذ مد فى عمره حتى وصل المريخ للبطولات الخارجية والتى بدأت ببطولة سيكافا للأندية 1986م على عهد رئاسته للنادى وبتضافر جهد مجلس الإدارة والجهاز الفنى بقيادة إبن المريخ الخبير سيد سليم واللاعبون بقيادة كابتن سامى عزالدين رحمه الله ، وتوالت الكاسات المحمولة جواً مثنى (كاس دبى الذهبى ) وثلاث (كاس الكؤوس الإفريقية – مانديلا) ورباع ( كاس سيكافا للأندية للمرة الثانية) وخامساً (كاس الشارقة) . ربطت بينه وبين روابط المريخ فى المهجر روابط وثيقة محورها حب المريخ والعمل من أجل خدمته ونصرته , وأتاح لرابطة المريخ بالرياض وجود النطاسى البارع د. محمد حسن جلى قطب رابطة المريخ وختنه وصديقه وأخيه (كما كان يعامله) ، أتاح لنا فرصة القرب من الفقيد الكبير , فكانت زياراته له ولنا فى الرياض بمثابة عيد حبور وفرصة عقد إجتماعات متكررة موضوعها المريخ ولا شىء غيره وكم لمسنا منه الفهم العميق لمفهوم الرياضة والتنافس الشريف والمعانى السامية وكيف أن المريخ والسودان هما وجهان لعملة واحدة , أذكر أثناء مرافقتنا للمريخ عندما قدم للمشاركة فى دورة أبها التى يقيمها النادى الأهلى السعودى فى أغسطس 2000م عندما صرح اللاعب سعيد الزنزونى بآراء يسىء فيها للكرة السودانية ونشرت بصحيفة الشرق الأوسط ، ما كان من الفقيد الراحل والذى كان يرأس البعثة إلا أن إجتمع بأعضاء الوفد الإدارى وبعد تبادل الآراء نصحهم بتسوية حقوق هذا اللاعب والاستغناء عنه رغم مايدور من شائعات بنية اللاعب الانضمام لنادى منافس فإسم السودان أكبر من ذلك , وقد نفذ الوفد الإدارى ماقال ، فقد كان أمره نافذاً فى أهل المريخ بقناعة تامة , والشىء بالشىء يذكر , حدثنى عن كيف أنه يلغى كل إرتباطاته ويجلس أمام جهاز التلفاز مستمتعاً عندما يلعب برشلونة لأن (رولندينو) البرازيلى يذكره ببعض ماكان يفعله ساحر وعبقرى الكرة السودانية (برعى أحمد البشير) والذى لو كان يلعب فى أوربا لصنع إسماً فى سماء الكرة العالمية يشار إليه بالبنان، ويسير بذكره الركبان. إنقضت الأيام وشاء القدير أن يسترد أمانته , وقضى المولى أن يرجع الجسد إلى التربة التى منها خلق . كانت المشيئة أن يكون دخول باب الآخرة عن طريق عملية قلب مفتوح . كان من الممكن أن تجرى فى أكبر مراكز القلب فى أمريكا أو بريطانيا أو المانيا أو الأردن أومصر أو السودان لكن علم العليم بما خطه فى اللوح المحفوظ بإكرامه لعبده بمجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغرقد إلى يوم القيامة, والكل يعلم أن الدفن بمكة أو المدينة لا يتأتى إلا لمن يتوفى بالسعودية . فتسلسلت الأحداث فى تواتر سلس وعجيب حسب تصاريف مسبب الأسباب, ...... جاءت الإشارات فجراً بتعب إنتاب القلب الكبير , ونصيحة من الأطباء فى السودان بضرورة إجراء عملية قسطرة تساعد على التشخيص السليم , فكان قرار العائلة الكريمة بالسفر إلى الرياض حيث حل بمنزل د. محمد حسن جلى ، ثم إجريت الفحوصات اللازمة وعملية القسطرة على يد النطاسى البارع د.محمد توفيق إدريس وفريقه , وأوصى التشخيص بضرورة إجراء عملية قلب مفتوح , وهنا ثانية نقول كان من الممكن أن تجرى فى أى من البلدان التى تقدم ذكرها ، وتدارست العائلة كل الخيارات وإختار الفقيد وفقاً لمشيئة مسبب الأسباب أن تجرى العملية بمستشفى الحرس الوطنى بجدة على يد الجراح د.عبدالله عشميك . فسافر من الرياض بصحبة العائلة إلى جدة ، وأجريت العملية فى يوم الإثنين الثانى من يوليو , وحل شهر رجب , شهر الإسراء والمعراج , ومالت شمس يوم الأحد غرة رجب الموافق الخامس عشر من يوليو , مالت من الزوال ....وبعد صلاة العصر ودع مهدى الفكى الفانية . بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر. إن الإنسان لفى خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .) صدق الله العظيم . ورجعت نفسه المطمئنة إلى بارئها (بإذن الله ) راضية مرضية . وقد قام سفير السودان بالمملكة محمد أمين الكارب بالحضور وأداء واجب العزاء مما كان له الأثر الطيب للجميع. أجرى د. جلى إتصالاته وجاءت بعد سويعات قليلة برقية إمارة المدينة المنورة بالموافقة على دفن المرحوم (مهدى الفكى الشيخ) بالبقيع , فما شاء الله كان . وفى منتصف نهار الاثنين الثانى من رجب 1428 الموافق السادس عشر من يوليو2007م نقل جثمان الفقيد بالطائرة من جدة إلى المدينة ورافقه أبناء الفقيد عمر ومحمد ود.جلى وإبنه حسن وعدد من أعضاء رابطة المريخ بجدة فى مقدمتهم عبدالمنعم الجعلى وأزهرى محمد موسى وإستقبلهم بمطار المدينة المنورة ممثل السفارة الأستاذ عصام ورابطة المريخ بالمدينة برئاسة عبدالله محمد الحسن وروابط المريخ التى تقاطرت من كل حدب وصوب من أرجاء المملكة المختلفة (الرياض وجدة والدمام وأبها وحايل) وعدد من قيادات وأعضاء الجالية السودانية،وبعد أداء صلاة العصر بالمسجد النبوى أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد ، وكان الجثمان الوحيد الذى صليت عليه صلاة الجنازة . وصلى عليه جمع غفير من المسلمين يقرب النصف مليون ، ثم حمل السودانيون الذين تقاطروا من أنحاء المدينة الجثمان إلى البقيع الذى فتحت أبوابه ودفن على بعد عشرون متراً إلى الشمال من سيدنا عثمان بن عفان فى محازاة القبة الخضراء الشريفة ، وقد أوفد مولانا ( السيد/ محمد عثمان الميرغنى ) والذى كان خارج المملكة الخليفة أبوبكر عثمان ممثلاً له لتقديم واجب العزاء إلى أسرة الفقيد. ثم تقبلت أسرة الفقيد والجالية السودانية العزاء بقصر الزبير. ماأطيبك يامهدى حياً وميتاً ، فقدنا بفقدك الأب والأخ الأكبر والصديق والمعلم والملاذ عند المدلهمات والسند عند الشدائد والقيم الأمين والإدارى الحصيف والإنسان الكريم والقلب الكبير ، وعزاؤنا أنك قبرت فى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغرقد وجوار عثمان بن عفان والعباس والحسن بن على ومحمدالباقر وجعفر الصادق وبنات رسول الله وزوجاته أمهات المؤمنين ، وعماته الكريمات ، وإبراهيم بن رسول الله وشيخ الإسلام نافع مولى عبدالله بن عمر والإمام مالك وفاطمة بنت أسد والدة على بن أبى طالب وعثمان بن مظعون وسعد بن معاذ،وشهداء الحرة والشيخ محمد السمان والشيخ الجزولى صاحب دلائل الخيرات وغيرهم من الصحابة والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. علواً فى الحياة وفى الممات *** لعمرك تلك إحدى المعجزات جرت العادة بدفن الميت من المسلمين فى مقابر المسلمين حيث تتنزل الرحمات ، بينما تتنزل على أهل الشرك صنوف من العذاب ، وقد درج أهلنا فى السودان بالدفن فى مقابر سبق دفن من نتوسم أنه من الصالحين فيها حتى يعم ميتنا من الرحمات التى تتنزل على ذلك الرجل الصالح ومثال لذلك مقابر الشيخ حمد النيل والبكرى وأحمد شرفى بأم درمان، فكيف على من دفن فى جوار المصطفى وصحبه الكرام . وعزاؤنا يامهدى فى أبنائك خالد ومحمد وعمر وأحفادك حسن محمد جلى وإخوانه من أحفادك وعزاؤنا فى إخوتك وأصهارك........وعزاؤنا فى رفاق دربك حسن محمد عبدالله وطه صالح شريف ومحمد على أبوراس ومحمد الياس وجمال الوالى ورفاقهم فسيحملون الرسالة من بعدك بين الناس عامة وأهل المريخ خاصة . اللهم أغفر له وأرحمه وأعفو عنه وأحسن إليه وزد فى إحسانه وتجاوز عن سيئاته وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وقه عذاب جهنم وعذاب القبر ، اللهم حرم على عظمه ولحمه وجلده وقبره النار، اللهم وأجره من النار ، وترفق به اللهم ترفق الحبيب بحبيبه عند الشدائد ، وأوسع له فى مرقده وأجعله روضة من رياض الجنة ، وأنرها بنورك يانور النور، اللهم وأؤنس وحشة قبره بتلاوة القرآن الكريم ،وأسقه من حوض نبيك الكريم شربة سائغة هنية مرية لا يظمأ بعدها أبداً ، اللهم وآته كتابه بيمنه وحاسبه حساباً يسيراً وأغفر له كل شىء ولا تسأله عن شىء ، اللهم وأنظر إليه بعين الرحمة وأدخله جنتك برحمتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقاً ياأرحم الراحمين . وأرحم اللهم كذلك والدينا وآبانا وأمهاتنا ، وموتى المسلمين ولا تحرمنا أجره وأجرهم ولا تفتنا بعده وبعدهم ، وشفعه وشفعهم فينا ، وأخلفه فى أهله وفينا والمريخ بخير ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
محمد الفضلى محمود الفضلى سكرتير رابطة مشجعي المريخ بالرياض
|
|
|
|
|
|