|
مجرم الحرب .. بوش يلوي عنق التاريخ لتبرير احتلال العــراق
|
First Published 2007-08-24, Last Updated 2007-08-24 12:55:38
كلما طال بقاؤك تفاقم الوضع
بوش يلوي عنق التاريخ لتبرير احتلال العراق
محللون: الرئيس الأميركي لم يتعلم من فيتنام ان سلطة مقترنة بحسن النوايا ليست كافية لتفرض أميركا إرادتها على الآخرين.
ميدل ايست اونلاين واشنطن ـ من بونوداران برامسوران
رأى خبراء في مقارنة الرئيس الاميركي جورج بوش بين الحروب الدامية التي خاضتها الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا و"حربه ضد الارهاب" لتبرير مواصلة نشر القوات الاميركية في العراق، "تحريفا" للتاريخ.
وقال محللون ان بوش يرغب في تبرير الحرب التي يخوضها في العراق والتي لا تحظى باستحسان الراي العام، وذلك قبل تقييم متوقع في ايلول/سبتمبر حول استراتيجيته الجديدة في حين تتزايد الدعوات الى سحب القوات.
ودعا الرئيس الاميركي الاربعاء الاميركيين الى استخلاص العبر من حرب فيتنام التي "دفع فيها ملايين الابرياء ثمنا لانسحاب اميركا"، مؤكدا ان الرحيل المتسرع من فيتنام في 1973 فتح المجال امام الخمير الحمر للاستيلاء على السلطة في كامبوديا.
وقال روبرت هاتاواي المتخصص في شؤون آسيا في مركز وودرو ولسن بواشنطن ان "ما استلهمه انا من تاريخ حرب فيتنام والعبر التي يجب استخلاصها يناقض ما يعتقده بوش".
واكد انه رغم ثماني سنوات من التدخل العسكري والعدد الكبير من القتلى الاميركيين عجزت واشنطن في جنوب فيتنام عن اكتساب الدعم الشعبي لحكومة عرفت بفسادها الكبير.
واضاف المحلل ان انهيار نظام جنوب فيتنام وقع عام 1975 ليس بسبب انسحاب القوات الاميركية بل لان فيتناميي الجنوب وجيشهم لم تكن لديهم دوافع كافية للدفاع عن حكومتهم. ولم يواجه فيتناميو الشمال اي مقاومة في سايغون.
وتابع هاتاواي "بالتالي احد الدروس التي استخلصها هي ان قوة عسكرية اجنبية - قوة اعتبرها العديد من الفيتناميين قوة احتلال - لم تكن كافية لتوفير الظروف السياسية لتشكيل حكومة تحظى بدعم الشعب".
واكد ان هناك "درسا اخر يستخلص من فيتنام وهو ان سلطة قوية تقترن بحسن النوايا ليست بالضرورة كافية لتفرض اميركا ارادتها على الاخرين".
ويرى الجنرال المتقاعد جون جونز الخبير في مكافحة التمرد ان بوش "يختار" الاحداث التاريخية لتبرير ضرورة البقاء في العراق.
وصرح الجنرال ان "ما تعلمته في فيتنام هو ان القوات الاميركية لم تكن قادرة على شن هجمات على المتمردين. كلما طال بقاؤنا في العراق ازداد الوضع تدهورا".
من جانبه اعتبر ستيفن سايمون ان "الرئيس بوش يشدد على العنف الناجم عن الانسحاب الاميركي من فيتنام لكن ذلك وقع لان الولايات المتحدة تأخرت كثيرا في الرحيل وليس لانها ابكرت فيه".
وتابع سايمون ان "طول الحرب (مع تدخل الجيش الاميركي في كمبوديا اعتبارا من 1970) هو الذي فتح المجال الى بول بوت وعملية الابادة التي ارتكبها الخمير الحمر. كلما طال بقاؤك تفاقم الوضع".
واتهم المؤرخ روبرت دالك الذي قارن حرب العراق بفيتنام، بوش "بتحريف" التاريخ.
واعلن لصحيفة لوس انجلس تايمز "بقينا عشر سنوات في فيتنام واطلقنا عليها قنابل اكثر مما اطلقناه خلال الحرب العالمية على كافة الجبهات وقتل نحو 58700 اميركي ولم نتمكن من فرض ارادتنا".
واضاف دالك "ما الذي يلمح اليه بوش (بشان العراق)؟ هل يريد ان يقول اننا لم نقاتل بما فيه الكفاية او اننا لم نبق طويلا؟ هذا عبث. انه تحريف (للتاريخ)".
واكد ان "وجودنا في العراق تجاوز تدخلنا في الحرب العالمية الثانية. و(حرب العراق) كارثة لاننا خضناها وليس لاننا سننسحب منها".
|
|
|
|
|
|