|
الإنتصارات الرياضية ودورها في بلورة الهوية الوطنية
|
لو عَرّفْنَا الهوية بأنها الإنتماء لجماعة محددة ، أو أنها ما يميز أي جماعة عن سواها .. وأن هذه الجماعة تبلورت بعد أن كانت الأسرة والقبيلة والمدينة صارت الوطن والجنس. تساؤلنا هنا ما هو دور الرياضة في بلورة مفهوم الوحدة الوطنية وخلق هوية ثقافية متجانسة في وطن تمزقه الحروب والهزائم السياسية والتعدديات الأثنية . لو نظرنا على الآثار التي ترتبت على الإنتصارات الرياضية للفريق القومي وصعوده المبكر إلى قمة أفريقيا ، والإنتصارات المبهرة التي حققها فتية المريخ والهلال في أفريقيا وراجعنا رد الفعل الجماهيري ودرسنا الأحساس الجارف بالإنتماء إلى وطن عازة .. لو تابعنا ردود الفعل التي عبر عنها في هذا البورد جزئياً لتجمعات السودانيين في الداخل وفي الشتات بعد مباراة الهلال والأهلي .. لو تخيلنا كل ربوع الوطن وكيف سمت فوق جراحها وخلافاتها وصراعاتها ولم يكن هناك سوى وطن منتصر للجميع هو السودان .. إنتصار الهلال لم يكن نصرا لجماهير الأهلة بل كان نصرا لكل سوداني تنفس هواء هذا الوطن ، وهو حتما لم ولن يحسب من إنجازات الإنقاذ ، أو من إنتصارات المعارضة ، بل هو ما عبر عنه ذلك الشعور بالفخر والإعتزاز الذي غمر أي فرد سوداني بالإنتماء للوطن .. المهم كيف نستثمر هذه المشاعر الجياشة في بلورة الحس الوطني ، كيف نعلوا فوق خلافاتنا بحيث يكون لا يكون هناك (آخر) بل (أنا) وهي عزة وهي فوق الجميع. ياليت أن تفعل السياسة عشر ما فعلته الرياضة .. يا ريت .. يا ريت ..
|
|
|
|
|
|