مشروع الجزيرة ورحلة الإحتضار الموجعة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2007, 09:37 AM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
مشروع الجزيرة ورحلة الإحتضار الموجعة

    أضواء كاشفة
    بقلم : صلاح الباشا
    [email protected]

    ماذا نحن فاعلون بخمس مليون مواطن بلا أمل ؟؟؟
    نحن نؤيد طرح نائب الرئيس بشأن إعادة تأهيل الجزيرة
    ***********************************************
    لم يكن من المتوقع في أي يوم من الأيام أن نشهد إنهيار صرح سوداني إقتصادي ظل شامخاً منذ عام 1925م وهو يتداعي الآن ويسقط بفعل فاعل إلي هاوية سحيقة دون أن يهتز جفن للذين دمروه عمداً ومع سبق الإصرار والترصد بسبب عدم مبالاة وإستهتار .. وكل ذلك كان مقروناً بإنعدام خبرة بأهمية المشروع الإستراتيجية .. فقد حدث إنهيار تام لمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل والذي تبلغ مساحته مليونين من الأفدنة الخصبة ومايتواجد فيها من قنوات ري صناعي بتلك الشبكة العجيبة وبقناطرها الخيرية المتفرعة من الترعة الرئيسية القادمة من خزان سنار قبل عقود عديدة .. وما رافق ذلك من نظام للتحكم في فتح المياه وقفلها حيث كان مهندسو وعمال الري قد إكتسبوا خبرات ضخمة جعلتهم يعشقون تلك الترع والقنوات ويجهدون أنفسهم جيلاً بعد جيل لتقديم ارقي خدمات الري وتعميق الترع تحت كل الظروف المناخية حتي لايصيب العطش تلك المساحات الخضراء .. بمثلما ما كنا نري عمال المحاريث ( الهندسة الزراعية ) بالمشروع الذين أتي آباؤهم من شمال السودان وأسسوا هذه الصرح التليد الذي جذب معظم أهل السودان للبحث عن عمل فيه وقد بذلوا فيه جهوداً متواصلة إلي أن يبلغ الواحد منهم سن التقاعد وهو يعيش تسعة أشهر في تلك الفيافي والسهول التي كان يطلق ليها ( الخلاء ) يقودون تلك الآلات الزراعية الضخمة من جرارات إلي آليات كبيرة ومرهقة(دي سيفن ) لحرث الأراضي وتحضيرها منذ زمن مبكر حتي تكون جاهزة لزراعة المحاصيل قبل بداية الموسم الزراعي .. وكيف ننسي الزراعيين من مفتشي الغيط الذين ظلوا يعطون عطاء غير محدود تحت أحلك الظروف في زمان الجزيرة وسهولها الواسعة .. فقد كانوا من مدمني العشق للوزات القطن الجميلة .
    نعم ... كنا نشهد تلك الكواكب من العمال المهرة الذين كانوا يبذلون جهوداً خارقة قبل بداية موسم حليج القطن .. أولئك الذين يعشقون رؤية ماكينات المحالج في مارنجان والحصاحيصا والباقير فيعملون علي إعادة تعميرها ونظافتها وتزييتها وتشحيمها لتكون جاهزة لإستقبال جوالات القطن التي كانت تأتي علي عربات الترماي المسطحة .. والتي لاتزال أبواقها قاطرتها ترن في أذاننا ونحن نيام في بركات وهي تقطع الفيافي ليل نهار دون توقف إلي أن تفرغ حمولتها في المحالج ثم تعود إلي الغيط مرة أخري حتي تكمل عملها في ترحيل الأقطان الخام إلي ساحات المحالج .كما كنا نري مئات آلاف العمال في موسم لقيط القطن ثم في المحالج علي مدار الأربعة وعشرين ساعة .. حتي الطلاب كان لهم حظوة في العمل بالإجازات المدرسية .
    فقد ظل هذا الصرح الزراعي الشامخ الذي كان الإنجليز يعتبرونه أنموذجاً للعقلية الإقتصادية البريطانية التي تعرف كيف تضع للشعوب المستعمرة أسساً لحياة راسخة بعد أن تمنحها إستقلالها .. ظل مشروع الجزيرة يدعم إقتصاد السودان كله بمكوِّن لايستهان به من العملات الأجنبية حين كان محصول القطن لوحده يشكل 80% بالمائة من الميزان التجاري .. فضلاً علي الفوائد الإجتماعية الأخري التي كانت تعود علي مجتمع المزارعين من ناتج بيع القطن كالخدمات الإجتماعية التي لا تحصي .. ويأتي في مقدمتها إنتشار التعليم وحفر الآبار الإرتوازية للشرب وإنشاء نقاط قطع الغيار ( الشفخانات ) والأندية الرياضية والإجتماعية وتعليم الكبار... وغيرها وغيرها .
    ×× الحرب ... من أهم أسباب تدهور مشروع الجزيرة :
    **************************************
    وحين أتت الإنقاذ بكل أطروحاتها النظرية الجادة وبشعاراتها التي كانت مجلجلة من خلال المذياع والتلفاز وصحيفتي الإنقاذ والسودان الحديث .. وبجهد صحافيو السلطة الذين كادوا أن يصنعوا من الفسيخ شربات ..كان الأمل أن تبذل السلطة الجديدة جهداً مضاعفاً لتطوير الزراعة ولإجراء نقلة ضخمة بإدخال الميكنة الزراعية في كافة عمليات إنتاج القطن والقمح حيث كانت من أوائل محاولات سلطة الرئيس الأسبق جعفر نميري في عام 1969م التبشير بإحداث الميكنة الزراعية من خلال الخطة الخمسية التي لم تر النور حتي اللحظة حين كانت علاقة الدولة ( عسل علي لبن ) مع مجموعة دول شرق أوربا الإشتراكية ثم حدث ما حدث من تقاطعات سياسية أبعدت وجهة النميري ومجموعاته المبتدئة عن ذلك التوجه .. ما قاد إلي عدم تنفيذ فكرة تطوير الزراعة بالمشروع .
    ولكن .. في تقديرنا أن تأجيج نيران الحرب الأهلية بالجنوب وتمددها .. مع عدم توافر موارد للصمود وتوفير مطلوبات الحرب وكلفتها الباهظة جعل السلطة تلجأ في عام 1990م وماتلاها من أعوام لاحقة لتوظيف عائدات مبيعات القطن في التجهيزات الحربية للصمود في تلك الحرب .. وقد يكون ذلك هو الخيار الأوحد لدي السلطة وقتذاك .. لكن آثاره قد ظهرت فيما بعد حيث لم تكن تتوفر معينات مالية من العملات الأجنبية للتحضير الزراعي المرهق مادياً في كل موسم زراعي .. فبدأ العد التنازلي في تقليص الرقعة الزراعية عام إثر عام .. وبدأت حفارات الري تشيخ .. بمثلما ما أصابت الشيخوخة جرارات المشروع التي كانت تستخدم في حرث الأرض وتحضيرها للموسم التالي .. وكل ذلك كان يرافقه تدهور وإنخفاض مريع في توفير المبيدات ومعينات الرش .. ما أدي أيضاً إلي تقليص عدد جرعات الرش الجوي إلي ثلاث جرعات بدلاً من تسع جرعات في الموسم الزراعي كانت كفيلة بمحاربة الآفات الزراعية وأيضاً في تخفيض معدلات الإصابة بالملاريا .. حتي وصلت المساحات التي تزرع قطناً من مليون فدان في ماضي الزمان إلي مائة أو مائتي ألف فدان قطناً فقط .
    وبطريقة حسابية بسيطة – لا تحتاج كثير ذكاء - لنا أن نتخيل الكساد الذي اصاب المشروع بكل سكانه الذين يبلغ تعدادهم خمس مليون نسمة قبل عشرين عاماً .. فإنعكست تأثيراته علي توقف ماكينات الحليج وقاطرات النقل ( الترماي) وصيانة السيارات وإنهيارات المباني الحكومية وبالطبع توقف كل قطاع النسيج الخاص والعام الذي كان يستوعب لوحده أكثر من مائة ألف عامل .. الشيء الذي قاد السلطة في أن تقوم بتحميل كل تلك أخطاء سياساتها علي العاملين القابضين علي الجمر بالمشروع .. حيث بدأت رحلة تشريد العاملين من العمل تحت مصطلح إنقاذي أسموه ( الهيكلة ) وبدأت أيضاً رحلة التجارب الإدارية الفاشلة بإستبدال المديرين في كل فترة حسب الهوي السياسي الذي ضرب المشروع في مقتل وقد اصبحت الإدارة تظللها الأيديولوجية المهلكة التي لم تكن في يوم من الأيام تدير المشروع منذ إنشائه .. وقد تم تحييد النقابات لتصبح بوقاً للسطة بدلاً من نصرة العمال وهم يفصلون من العمل بلاذنب جنوه مطلقاً .. فكنا نري السائق يتحول إلي جنائني والنجار إلي خفير والبنـّاء إلي عاطل .. والزراعي إلي إداري بمصلحة المعاشات .. وهذا ما حدث لأول مرة بمشروع الجزيرة أن تأتي الدولة بقيادات متواضعة التجارب والعمر لتدير المشروع بدلاً عن الراسخين في العلم والتجربة والرزانة والتعقل بسبب الإلتزام الفكري بمعتقد الإسلام السياسي الذي اصبح يطغي علي كل الحياة العملية السودانية حيث قامت السلطة بإعفاء الخبراء بالمشروع من الخدمة وفي سنوات مبكرة من أعمار أولئك الرجال الذي كانوا يواصلون مسيرة صنع الحياة بمشروع الجزيرة وقد توارثوا الخبرات من الأجيال التي سبقتهم بكل هدوء وثقة في النفس .. فرحلت تلك الكفاءات التي قام شعبنا بتأهيلها علي مر السنوات .. ودخلت في أنفاق الحياة المظلمة .. نعم هي الهيكلة التي أغلقت بيوت وشردت عوائل .. واضاعت أجمل القيم الإجتماعية بحرمان الناس من حق العمل في مشروع كانوا هم وأباؤهم من بناته .. وضاع كل شيء في خلال سنوات الهوجة القاسية التي لايزال شعبنا يدفع اثمانها ذات الكلفة الغالية .
    ×× لماذا لم يتم توظيف البترول في تأهيل الرزاعة ؟؟؟
    ****************************************
    كنا نقول في مجالسنا الجادة دائماً بأن هناك مؤامرة قوية وشديدة المفعول .. تمت زراعتها داخل أوساط حركة الإسلام السياسي في السودان .. وقد تمثل ذلك في رعونة كل القرارات الإقتصادية الأولي الهوجاء .. بدءاً من إلغاء بطاقة التموين لبعض السلع الحياتية .. فأصاب الفقر قطاعات ضخمة من الجماهير السودانية .. ثم بدأ الإستهتار بأمر مشروع الجزيرة بإطلاق الكلام الجارح حين كان بعض النافذين يقولون ( خير لنا أن نربي الخراف بمشروع الجزيرة بدلاً عن زراعة القطن ) .. أي والله كان يطلقون مثل هذه التصريحات غير المسؤولة من داخل مكاتبهم الفارهة في قلب الخرطوم .. وكل همهم قد تركز في بيع المؤسسات الإنتاجية والتجارية والإستراتيجية بأثمان بخسة للعرب والعجم مقابل فوائد خاصة معروفة للكافة في مثل تلك الحالات .. ولك أن تتصور أن دولة بكامل رشدها تبيع- مثلاً - بنكاً ناجحاً وراسخاً لآخرين لم يضيفوا شيئاً لأصول ذلك البنك .. بماذا نفسر ذلك ؟؟ أو بيع مؤسسات خدمية وإقتصادية ورابحة وقابلة للتطوير .. يتم تسويقها لتجار من دول أخري برغم خطورة القرار وإستراتيجياته المستقبلية وحرمان شعبنا من إمتلاك هذا الضرب من المؤسسات الوطنية .. فمن المسؤول عن هذه الرعونة ؟؟ ومَن نحاسب في الزمان القادم عن هذا الإستعمار الإقتصادي الأجنبي الجديد ؟؟؟ ولماذا لا يكون للمجلس الوطني دوراً في مثل تلك التصرفات الضارة ؟؟ ولماذا أنشيء المجلس أصلاً إن كان دوره هامشياً وباهتاً وباصماً للقرارات ؟؟
    وقد كانت فرحة شعبنا عميقة بعد ظهور هذه الثروة النفطية المتميزة والتي تعتبر إنجازاً واضح المعالم لسلطة الإنقاذ ولا ينكرها إلا مكابر برغم قسوة شروط إستخراجها الأجنبية .. وقد كان شعبنا يتوقع بلا أدني شك في تخصيص الدولة بنداً محدداً سنوياً من عائدات النفط لإعادة تأهيل مشروع الجزيرة والذي يمكنه خلال أربع سنوات من أن ينهض من جديد .. وتزدهر الحقول الجرداء بمحصول القطن طويل التيلة .. وتدور المحالج .. بمثلما تدور ماكينات مصانع النسيج المتعطلة لمدة عشر سنوات .. وتأتي جيوش العمال العطالي لكي يسهموا مرة اخري في تشغيل الصناعة التي كلفت شعبنا كثيراً حين إستقدمت ماكيناتها منذ عقود طويلة .. فالقطن سوف يسند ظهر الإقتصاد بقوة كبديل إستراتيجي للبترول إن دارت به الدوائر وضاع بفعل المتغيرات السياسية ذات يوم .. كما يتيح المشروع ظروف عمل جديدة للشباب عاماً إثر عام .. إذن يجب العودة للزراعة باسرع ما يمكن حتي لايقع الفأس في الرأس ... وهنا أستذكر صحة المثل القديم ( العرجاء لمراحها ) .
    وختاماً نقول .. لايزال هناك متسعاً من الوقت للتفكير في تدوير جزء من عائدات النفط في الزراعة مثلما تفعل كل دول مجلس التعاون الخليجي للتنويع في مصادر الدخل القومي.
    غير أن السؤال يظل مطروحاً وبقوة : ماذا لو حدث تقسيم للسودان وبرضائنا وبمخرجات إتفاقياتنا التي نمهرها بأيادينا .. ومايرافق ذلك من أفول ثروة بترولية ربما تصبح في خبر كان لتصبح مجرد ذكريات خاطفة مرت علي خيال شعب السودان .
    وختاماً نقول ... نحن نؤيد وندعم ونؤازر بشدة طرح السيد نائب رئيس الجمهورية عند زيارته الأخيرة لودمدني بشأن إعادة الحياة لمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل .. بدءاً بإعادة النظر في قانون مشروع الجزيرة لعام 2005م حتي يعود للزراعة مجدها القديم .. بمثلما يعود للأرواح سؤددها القديم أيضاً ... وسنظل نردد قول الشاعر ( في بلادي لن تـُقبر إختلاجات الأمل ) وستبقي ذكريات مجد القطن بمشروع الجزيرة خالدة في وجداننا ،،،،،،،،
                  

08-21-2007, 10:54 AM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشروع الجزيرة ورحلة الإحتضار الموجعة (Re: Abulbasha)

    غير أن السؤال يظل مطروحاً وبقوة : ماذا لو حدث تقسيم للسودان وبرضائنا وبمخرجات إتفاقياتنا التي نمهرها بأيادينا .. ومايرافق ذلك من أفول ثروة بترولية ربما تصبح في خبر كان لتصبح مجرد ذكريات خاطفة مرت علي خيال شعب السودان .


    ---------------------------------------------------------------------------------

    هذا هو السؤال ....

    لقد ضاع شيخ المشاريع ... اضاعوه ... والتاريخ لن يرحم أحد ...

    هبوا يا ايها الشرفاء لنجدة مشروع الجزيرة ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de