الخرطوم تحتضر !!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2007, 01:55 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
الخرطوم تحتضر !!!!



    الخرطوم تحتضر عاصمة جديدة هي الحل!!!!

    انطلق صوت المؤذن في الساعة الرابعة و النصف من فجر يوم الخميس في تلك المنطقة النائية جنوب غرب سوق ليبيا منبئا ببداية يوم جديد لعبد الباقي الذي نهض من نومه بارهاقٍ بادٍ كأنه قد خلد تواً للنوم مع أنه قد امتطى عنقريبه ذاك منذ الثامنة مساء أمس. لكن عمله الشاق كمراسلة في شركة خاصة في حي الرياض و إلى الساعة السادسة و احيانا السابعة مساء يجعله يعود الى منزله بكثير من الاعياء. أدى صلاته على عجل ثم نظر إلى أطفاله الممدين في أسرتهم المتهالكة متمعنا في تفاصيل وجوههم الغضة تلك و التي لم يراها نهاراً منذ الجمعة الماضية لأنه يعود من عمله دائما بعد صلاة المغرب من كل يوم ليواجه الظلام في بيته حيث لا يوجد إمداد كهربائي في حيّه العشوائي ذاك. شد رحاله بتثاقل لعلمه بالرحلة الطويلة التي تنتظره ، انطلق و في الرأس عدة تساؤلات دون إجابات نحو أقرب كارو ينقل إلى شارع الردمية و بعد رحلة قصيرة لمدة 15 دقيقة مليئة بالعجاج، وصل إلى ذلك الشارع و بعد انتظار قصير توقفت إحدى الحافلات لتقلّه إلى السوق الشعبي أمدرمان، و هناك وبعد عناء شديد كاد أن يتمزق له بنطاله ظفر بمكان جلوس في حافلة متجهة إلى السوق العربي الخرطوم و تنفس الصعداء عندما لم يكن جسر أمدرمان الجديد مكتظا بالمركبات فقد إستغرق عبوره الجسر 35 دقيقة فقط مما يعني أنه سيصل في وقت معقول اليوم، بعد رحلة قصيرة على الأقدام من إستاد الخرطوم إلى السوق العربي استقل مواصلات الرياض ليصل بعد حوالي الساعتين و عشر دقائق من بداية رحلته المكوكية تلك إلى مكان عمله.*

    هذه هي حالة الكثيرين من سكان الخرطوم الذين يتنقلون من و إلى أعمالهم يوميا عبر وسائل المواصلات أولئك الذين نراهم يوميا و بانضباط شديد يقومون بالكثير من الأعمال. لقد ازدادت أعداد سكان العاصمة القومية من أقل من مليوني ساكن في نهايات الثمانينيات إلى ما يقارب 7 أو10 ملايين نسمة، معظم هؤلاء يعيشون في أطراف العاصمة دون خدمات تذكر و تقوم الحكومات المتعاقبة دوريا بتخطيط اضطراري لأحيائهم العشوائية تلك في محاولة لإمتصاص الفوضى التي يخلفها سكنهم ذاك.

    الإشكال إن البنية التحتية للعاصمة من طرق و كباري صممت في بدايات القرن الماضي لتستوعب عددا قد يكون عشر سكانها الحاليين، و قد تباطأت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول و تصورات لسيناريوهات النزوح المتواصلة بافتراض إن تلك مشكلة ستحل نفسها بنفسها. الكارثة إن القائمين على أمر العاصمة يعتقدون دائما أنها إمتلأت و أنه لن يحضر المزيد من الناس إليها، و الواقع إن السياسات المتبعة إقليميا ستؤدي إلى هجرات متزايدة فمن الحروب في كل الإتجاهات إلى إنهيار المشاريع الزراعية الضخمة، فمثلا يهدد إنهيار تجارة الصمغ العربي و فشل سياسات ترويجه بنزوح 6 مليون شخص ناشطون في هذا القطاع. تدمير مشروع الجزيرة كذلك يؤدي و بإستمرار إلى نزوح سكانه إلى الخرطوم بصورة أساسية. و الوضع يمضي من سيء إلى أسواء خاصة بتواصل الحرب في دارفور و فشل السياسات التنموية في الشرق مما ينبيء بموجات نزوح جديدة و لا أستبعد أن يصل عدد سكان العاصمة إلى 15 أو حتى 20 مليونا في غضون السنوات القادمة إن لم تتبع الدولة سياسات إقتصادية ناجعة لجعل الحياة في الأقاليم جاذبة.

    بالطبع الحل الأمثل بالنسبة لمدينة كالخرطوم أن يكون فيها مترو أنفاق و ترامات و خطوط منتظمة للباصات، لكن هل يمكن ذلك في الوضع الحالي؟ و هل يمكن عمليا حفر مترو أنفاق يشق الثورات و يربط الكلاكلات و الحاج يوسف بقلب العاصمة؟ قد يمكن ذلك بأموال ضخمة و تكاليف إدارية و تعويضات سكنية مهولة لسكان الأحياء التي ستزال و يتم الحفر تحتها أو بجانبها لكن عملاً كهذا سيعطل المركز الاقتصادي للدولة و سيجعل مركباتها و سياراتها تقف في إزدحامات عملاقة لعشرات السنين آخذا في الإعتبار الهمّة الغير عالية لموظفينا في تذليل العقبات الإدارية و العملية. و للمقارنة فلقد كلف خط جوبيلي لاين في العاصمة البريطانية لندن قرابة الـ 12 مليار جنيه استرليني (حوالي 18 مليار دولار) عند بناءه قبل سنوات نسبة لصعوبات البناء في مدينة مأهولة بالسكان. هذا المبلغ لخط مترو واحد فقط قد يكفي لبناء بنية تحتية لمدينة متوسطة الحجم في العالم الثالث إذا خططت في منطقة خالية.

    الكثير من دول العالم تمضي قدما في وضع تصميمات مسبقة لمدنها توقعا لإحتمالات نموها المستقبلية، و حسب إمكانيات هذه البلدان تتفاوت المشاريع ففي روسيا الإشتراكية سابقاً كان يشرع في وضع تصورات لمترو الإنفاق حالما يقارب سكان المدينة المعينة المليون نسمة، كما تقوم العديد من الدول بتصميم جسور و أنفاق عديدة لفك إختناقات آنية و أخرى متوقعة، و قد قامت دول مثل البرازيل و نيجيريا ببناء عواصم جديدة تماما كي تخفف من الضغط على عواصمها القديمة و مدنها، كما تقوم بلدان أخرى بتقسيم المسئوليات بين المدن كهولندا التي تتميز بثلاث عواصم إن جاز التعبير إقتصادية و سياسية و سياحية و هي روتردام ولاهاي و أمستردام (و هي العاصمة الفعلية). كما تشرع الباكستان حاليا في إقامة مدن حديثة بتكاليف كبيرة ليس ضروريا أن تكون عواصم في نهاية المطاف.

    الميزة الأساسية عند بناء عواصم و مدن جديدة هو فرص الإستفادة من كل التقنيات الموجودة حاليا، و حفر الأنفاق و خطوط المياه و المجاري و القطارات و الكباري في منطقة خالية و في نفس الوقت و بتنسيق كامل مع كل الإدارات المعنية، أيضا سيوفر بناء مدينة كهذه فرص عمل كبيرة للكثير من السكان كما سيخلق للدولة أموالاً ضخمة تقدر بمئات المليارات من الدولارات نسبة لتحويل أراض جرداء و ما أكثرها في السودان إلى أراضٍ ذات قيمة إقتصادية عالية. في المستقبل أيضا ستؤدي عاصمة كهذه إلى تخفيف الضغط على العاصمة المثلثة نسبة لترحيل مرافق الدولة إليها من إذاعة و تلفزيون و برلمان و وزارات و سفارات....إلخ، أيضا سيؤدي تخفيف الضغط ذاك بدوره إلى إمكانية تطوير العاصمة الحالية مثلا بإحالة مرافق غير مهمة (بالأحرى مضّرة) كالقيادة العامة و المطار الحالي إلى محطات مترو عملاقة و فوقها حدائق عامة بتشجير كثيف يؤدي إلى محاربة الآثار البيئية السالبة لإختفاء الغطاء النباتي. ناهيك عما سيؤدي إليه نقل السفارات الأجنبية إلى مواقع مدروسة بعناية في العاصمة الجديدة من فك إختناقات و شوارع عديدة في العاصمة الحالية.

    قد يبدو ما ذكرته أعلاه حلماً بعيد المنال لكنه ممكن خاصة في ظل التواصل و الإنفتاح على دول ضخمة مثل الصين و ماليزيا، بل إن مدينة كهذه يمكن أن تبنى كليا بقروض خارجية و يترك أمر إقامتها بكاملها لدول تربطنا بها علاقات إقتصادية متينة حيث إن استثمارات كهذه ستشجع هذه الدول و تجذبها إلى السودان بقوة أكبر، و من ينظر إلى تجربة مصفاة الجيلي أو مشروع كنانة فسيرى إنهما بحق يمثلان مدناً صغيرة مستقلة بكل مرافقها.

    أما إذا سارت الأمور بوتائرها الحالية، فإننا موعودون بحالات إزدحام مروري و تلوث تام تشابه تلك التي تحدث في بانكوك من سوء التخطيط حيث يحمل سائقو السيارات هناك أكياس مصممة للتبول أثناء الإختناقات المرورية التي تستمر إلى عدة ساعات، كما تعتبر قنوات المدينة المائية عبارة عن مجاري حقيقية و مفتوحة تمثل كارثة بيئية عملاقة، و الواقع إن كل الدراسات تشير إلى أن سكان المدن كظاهرة عالمية غض النظر عن الأسباب سيزدادون بصورة كبيرة ففي نهاية هذا العام و لأول مرة في تاريخ البشرية سيكون سكان المدن في العالم أكثر من سكان الريف. فهلا أعددنا العدة لمقبل الأيام.

    أمجد إبراهيم سلمان
    21 اغسطس 2007
    [email protected]

    * القصة مستوحاة من شخصية حقيقية لكنها حورت قليلا لتلائم الموضوع و لمراعاة الخصوصية
                  

08-21-2007, 08:18 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)

    الأخ أمجد
    هذا حديث وتشخيص فيه الكثير من البصيرة النافذة.
    أرى أن العاصمة الجديدة لن تكون حلا، اللهم إلا في معنى أن تلك الخطة اليائسة المتمثلة في نقل العاصمة إلى مكان جديد، سوف تبعد مظاهر الانهيار عن أعين النخبة الحاكمة التي لم تعد تسمع أو تبصر. ولكن إبعاد مظاهر التدهور عن أعين النخبة الحاكمة لن يستمر إلا إلى حين قصير جدا! فالمشاكل الهيكيلة التي قادت إلى انهيار الخرطوم ستكون قائمة في محلها، ولسوف تطال العاصمة الجديدة ما لم تتم تلك المشاكل الهيكيلة في المقام الأول. لقد أصبحت الخرطوم كابوسا مزعجا. والعمليات التجميلية الجزئية التي تنفذ ها السلطات، هنا وهناك، وفق نهج ((رزق اليوم باليوم))، سوف تموت في يفاعتها تحت ضغط الترييف الرهيب الذي تزداد معدلاته بوتائر مخيفة. لقد تم افقار الريف وإهماله فرحل الريف إلى المدينة بجميعه. وسيواصل رحيله حتى لا يبقى هناك أي مظهر من مظاهر التحضر في عاصمة البلاد. ولعله من الخير أن نصل إلى نقطة العجز. فالأذهان لن تنفتح للتفكير السليم في قضية التغيير والتنمية والتحديث إلا إذا وصلنا إلى تلك النقطة.

    ظل القائمون على الأمور يظنون أن إنشاء التنظيمات السياسية والصرف عليها وأن زيادة القوى الأمنية والصرف عليها بلا حساب سوف تحفظ لهم السلطة، وتبقي لهم على شكل الدولة الذي تقلص حتى لم يعد يتعدى ما حول شارع النيل في الخرطوم، وما حول المطار! غير أن ذلك سوف يتقهقر باضطراد ولسوف يقضي بالتمام والكمال على هذا القليل الذي لا يزال يبعث في أصحاب الخيال المحدود والمعرفة المحدودة من مالكي السلطة والثروة شيئا من الرضا عن النفس والذي لا يزال يمد لهم في أوهام سوق الذات عن طريق الأمنيات الخادعة في غد أفضل. هذا القليل الذي بقي والذي لا زال القائمون على الأمور يقتاتون عليه، سوف لن يصمد طويلا. سيستمر هذا الدمار حتى لا تكون هناك دولة، وحتى لا تكون هناك أي بقايا لحياة متمدينة في السودان. فالفشل المتراكم لابد له من أن يتراكم حتى يصل إلى نقطة فيها تخرج جميع الأمور من الأيدي وإلى غير رجعة. ونحن الآن فوق تلك النقطة بالضبط. لقد انقضى عهد سناريوهات الثروة الشعبية والإنتفاضة المحمية بالسلاح وكل تلك الأدبيات البائتة التي ظلت تلوكها ما تسمى بالمعارضة السودانية عبر العقدين الأخيرين. لقد انتهت دورة: ((ديمقراطية، فإنقلاب عسكري، فانتفاضة أوثورة، فديمقراطية، فإنقلاب عسكري)). كانت بقايا الدولة هي الوعاء الحامل لتلك الدوامة التي لفتنا منذ الإستقلال. غير أن ذلك الوعاء يتشظى الآن بوتائر بالغة السرعة. وربما لن يبق لنا سوى ((أنج سعد، فقد هلك سعيد)). لذلك فإن السناريو القادم هو سيناريو الفوضى العارمة التي لا تبقى ولا تذر. ببساطة ستخرج كل الأمور من يد الدولة، حتى لا يبقى لما يسمى بالدولة المركزية القائمة سوى صدى كلمات اللغة الميتة تتردد أصداؤها في جنبات أجهزة الإعلام. وحتى هذه، أصبحت الآن أضعف، وأبأس، وأبهت، من أي وقت مضى!!

    يئست النخبة النيجيرية من فوضى العاصمة القديمة ليغوس فأنشأت أبوجا، ولكن فشل القطر النيجيري ظل كما هو. وهذا ما سوف يحدث في السودان. مع ملاحظة أن حالة السودان أكثر هشاشة من حالة نيجريا. وبما لا يقاس. بس قول يا لطيف!!.

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 08-21-2007, 09:36 AM)
    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 08-21-2007, 09:39 AM)

                  

08-21-2007, 08:55 AM

Nesta
<aNesta
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Dr.Elnour Hamad)

    لك التحايا أخي أمجد ....

    وفعلا لم تعد الخرطوم تصلح كعاصمة الا ان الوالي الهمام يسير في اتجاه مغاير تماما لرؤيتك
                  

08-21-2007, 09:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)

    سلامات يا أمجد
    وسلامات يا النور

    طبعا السودان أصبح هو الخرطوم.. ولكن السودان كله صار الدولة الفاشلة الأولى في العالم كله.. تصوروا!!

    الدولة الأفشل في العالم قاطبة..

    ودونكم المؤشرات:

    من 120 نقطة من نقاط الفشل أحرز السودان 113.7 نقطة..

    http://www.foreignpolicy.com/story/cms.php?story_id=3865&page=7

    وشكرا

    ياسر
                  

08-21-2007, 06:56 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Yasir Elsharif)

    امجد تحياتي

    اعتقد انه يمكن دمج فكرتك واراء دكتور النور حمد
    الحل يمكن بنقل العاصمة الى مدينة لها فرص افضل للتطور - التخطيط العمراني وشبكات المواصلات الخ -
    وان يرتبط الامر ايضا باعادة تخطيط الخرطوم - وضواحيها هيكليا -
                  

08-21-2007, 10:29 PM

Abutalib Elgorashi

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Abdel Aati)

    التحايا الخضراء للجميع
    ما دام الشعب السوداني الفضل هو من ينتظر ما يتساقط من النخبة فيسيصبح سكان السودان منقسمين الى فئتين:
    الفئة الاولى: هي أهل النخبة من هم في الخرطوم حيث المركزية والمنتمين لهم وباقي شعب السودان الفضل وهم من ينتظر ... ولا حل لهم سوى شد الرحال الى الخرطوم كذلك حتى لا يفوتهم هذا الفتات المتساقط ليسدوا به الرمق
    الفئة الثانية: وهي المتكونة من المهاجرين والمهجرين والمغتربين وما شاكلهم وهم خارج السودان ويطمحون حتى الى قطعة أرض في الخرطوم وربما أنا منهم
    وبذلك فمستقبل السودان كله أصبح في الخرطوم فقط التي ستتوسع حتى تصل الى مدن أخرى ربما لتجد مساحات
    واضيف أنه وبعد تدهور مشروع الجزيرة وتشريد العاملين به وحتى المزارعين أصبح ملاذهم هو الخرطوم رغم علمهم بغياب مهنتهم في الخرطوم
    وكنتيجة حتمية لتدهور مشروع الجزيرة أيضا كان تدهور مدينة ود مدني وضواحيها وربما جميع أرجاء الجزيرة التي كانت خضراء وبالطبع كانت هجرتهم جميعاً الى الخرطوم
    الخرطوم لا تحتمل كل هؤلاء حتى ولو تغيرت البنية التحتية بالكامل والسودان لا يحتمل عاصمة جديدة وأهل السودان أصبحوا لا يحتملون سودانهم
                  

08-21-2007, 10:45 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Abdel Aati)

    التحايا للجميع ،،

    وشكراً د. أمجـد ، على المقال ، وهو – كما قدّم الأخ العزيز د. النور حمد - حديثٌ وتشخيص فيه الكثير من البصيرة النافذة ؛ وذلك ، في رأيِّ، بما اشتمل عليه من معلومات وما حفل به من مقارنات لتكاليف أمثاله من مشاريع ترقية العواصم ؛ وأيضاً ، بما انطوى عليه المقال من نفَسٍ روائي لافت جعلني أردّد : ده الجنـّن عبدالباقي! ولعله عبدالقادر ، بله كثير من العبادلة ! وما نزال نطمع في ترتيب نقاط التباحث حتى نستطيع المفاضلة بين فكرتك حول ثقة الحل في عاصمة جديدة ، وفكرة الاستاذ/ النور ، بعدم جدوى الحل في العاصمة البديلة وتفضيلِه – ربما – ترك الأمور على حالها لتصل النقطة الحرِجة ! مالم تتّبع أولوية معالجة الهيكليـّات ..

    قال الأوّل :
    لي ثمانون عاما لا أرى عجبـا ..! فالناس كالناس والدنيا لمَنْ غـلبا..!

    وللأسى ، فقد غلبَ المغلوبون ! في خرطوم السنوات الأخيرة فظُنْ شـرّاً ولا تسـال عن الخبرِ ! هذا وقد تردّد في ذهني ، البيتُ الشعري أعلاه، اثناء قراءتي لهذا البوست والمداخلات ، حيث أنّ الشيء بالشيء يذكر .. وكنتُ قد قرأتُ قبل عدّة شهور مقال عن الخرطوم في القرن التاسع عشر ! بواحدة من صحفنا السـودانية ، ذكر فيه الكاتب رأياً لأحد الرحاّلة الطليان حينما شاهد الخرطوم وشوارعها الجميلة ! حيث تمنّى في رأيه ذاك أن تكون شوارع روما وفلورنسه في مثل نظافة شوارع الخرطوم ..!

    وبالطبع، لم تكن الخرطوم ، تلك الأيام ، هيَ نفسها الخرطوم من حيث التكوين الطبوغرافي أو الإثنوغرافي ، فقد جرت كثيرٌ من المياه عبر القرون .. ولكنـها، مع ذلك، تكاد أن تكون في حُكمٍ ذات التغوّل والاحتكار وغنيمة حرب ! بيد أنّها الآن قبيحة مُحتَضرة! وقد كانت بالأمس جميلة يَـبقـَر منها الخوّاجات في نظافتها وحُسن نسِقها وتيهها على البلدان ، حتى على روما وفلورنسا ! .. فتأمـّل؟ .. وإليكم المقال :


    Quote:

    الخرطوم في القرن التاسع عشر
    بقلم الاستاذ/ مكي أبوقرجة

    استبد الانبهار بالرحالة الفرنسي شابيه لونج الذي زار الخرطوم في منتصف القرن التاسع عشر، فلم يستطع إخفاء إعجابه بالمدينة.. وربما أفرط في وصفها حين قال انها تذكره بباريس بمحالها التي تشبه (الباليه رويال) الزاخرة بكل ما يحتاجه الإنسان العصري من ملابس جاهزة وأنواع العطور والدخان.. بالإضافة إلى حدائقها الغناء بثمارها المتنوعة التي وصفها بحدائق الشواليزيه. أما الرحالة الإيطالي بايارد تيلر فتمنى أن تكون شوارع روما وفلورنسه في مثل نظافة شوارع الخرطوم. ومهما يكن من حال فتظل هذه الصورة نسبية لأن رحالة أجانب آخرين انتقدوا مظاهر كثيرة في تلك الخرطوم القديمة ما راقت لهم. وربما كانوا قد زاروها في زمن الأمطار والفيضانات التي كانت تخلف مستنقعات صغيرة تكون سبباً في تشويه المدينة وانتشار الأمراض. إلا أن عشاق الخرطوم - من الأجانب الذين زاروها - كانوا هم الأغلبية. ففي صحيفة (الأهرام) كتب أحد الأدباء المصريين يصفها فقال: (مدينة الخرطوم جامعة إلى جمال الموقع الطبيعي محاسن النظام المدني والرونق الحضري. وأكثر أبنيتها من الحجر واللبن الأحمر مزدانة بالجبص والأجر، وقصورها في غاية البهجة والرونق وشوارعها منتظمة جداً. وفيها شاطئ(شارع)) يبتدئ من شاطئ النيل الأزرق وينتهي في جنوب المدينة يسمى السكة الجديدة استعارة من اسم السكة الجديدة في القاهرة. وجميعها سكانها محافظون على عاداتهم الأصلية ثم نشأ فيها التقليد الغربي وعادات المدنية الأوروبية، حتى أن هناك نحو ألف شاب يتكلم باللغتين الفرنسية والإيطالية. وتحيط بها بساتين خصبة نضيرة يبلغ عددها حوالي مائتي بستان. ولسكانها ميل شديد إلى تزيين منازلهم بالرياش الفاخر ولديهم من الملاهي وأماكن الرقص والمقاهي ما يزيد على الخمسمائة. واشار إلى أن عدد سكانها يبلغ نحو 250 ألف نسمة حوالي خمسهم من السودانيين والآخرون من الأتراك والمصريين والسوريين والأوروبيون والمغاربة، وفيها نحو عشرين عائلة فرنسية أشهرها عائلة الدكتور بتيه وحوالي 15 عائلة إيطالية وأربعين عائلة نمساوية ومثلها ألمانية. وأشهر العائلات النمساوية عائلة الخواجة ديفيد النقاش. ومن العائلات النمساوية عائلة الخواجة هاك ماخبر وبها مائة عائلة يونانية وحوالي عشرين عائلة من الآرمن أشهرها عائلة بطرس بك سيركس.
    واتخذ كثير من الأوروبيين الخرطوم وطناً ثانياً مثل كلين الخياط الألماني وهنزل نائب القنصل اللذين عاشا فيها لسنوات طويلة حتى قتلا في معركة سقوطها عام .1885 كما كانت الخرطوم نقطة التقاء بين جميع الرحالة وطلاب السياحة والصيد والمغامرين الباحثين عن الثراء السريع والمكتشفين الساعين لمعرفة منابع النيل. سواء كانوا في طريقهم إلى داخل القارة أو في طريق العودة إلى بلادهم مبحرين في النيل أو البحر الأحمر، وقد وصفها الرحالة ليجان بقوله: (فقد كانت هي الجنة عند نقطة الانتقال بين المدنية والهمجية، إلا أنه رأى الجالية الأوروبية تكون فيها (أوروبا صغيرة غير فاضلة) فقد كانت الجماعات الأولى التي وصلت إلى الخرطوم بعد الفتح تجاراً مفلسين ومجرمين عتاة وشذاذ آفاق مغامرين وفدوا ليجربوا حظوظهم في جمع الثروة أو ليحفروا قبورهم غير عابئين فانزلقوا إلى كل ما هو بعيد عن الفضيلة وأمعنوا في الفساد.. وتاجروا في الرقيق واساءوا إليه. وكانت دار الإرسالية الكاثوليكية منتداهم ومكان حفلاتهم باختلاف مذاهبهم.. وكانوا كثيراً ما يحتفلون بمناسبات الزواج ووصول أوروبيين جدد إلى المدينة ليتعرفوا من خلالهم على أخبار العالم الخارجي. وكان لهؤلاء الأوروبيين علاقات بالسودانيين أيضاً. وقد حدث أن استضاف قنصل النمسا الدكتور ريتز مشايخ قبائل مناطق ما بين البحر الأحمر والنيل بدار القنصلية وعند وصولهم رحب بهم على الطريقة السودانية. كما ذكر الرحالة بايارد تيلر أنه لدى وصوله إلى الخرطوم دعته الأميرة نصرة بنت عدلان إلى مأدبة فخمة في دارها ووزعت هدايا على جميع المدعوين. ويبدو أن الأميرة نصرة قد انتقلت من قصرها في السوريبة لتسكن في العاصمة الجديدة الخرطوم. وكانت العلاقات أقوى ما تكون بين السودانيين والجالية المصرية. موظفين وتجاراً. وقد تزوج العمال المصريون من سودانيات وأنجبوا من عرفوا في أوقات لاحقة بالمولدين. وكان هؤلاء العمال يعملون كمديرين للمقاهي والحمامات العامة وخبازين وصانعي أحذية وخياطين وحلاقين وفي إصلاح أسلحة الجيش. أما الأقباط فقد كانوا قليلي العدد إلا أنهم كانوا يسعون للارتباط بالموظفين السودانيين ويتبادلون معهم الدعوات إلى الموائد وخاصة في المناسبات الدينية، والسوريون كانوا أكثر الجاليات عدداً بعد المصريين والمغاربة وكانوا يعملون موظفين في الحكومة ويسكنون في الأحياء الراقية إلا أنهم لم يعقدوا صلات عميقة مع الآخرين. وقد نشأت منتديات ثقافية كانت تستقطب النخب من أعيان المدينة، كمنتدى المفكر المستنير رفاعة رافع الطهطاوي الذي جاء إلى السودان ناظراً للمدرسة الأميرية ومنتدى إبراهيم بك مرزوق رئيس القلم الأفرنجي بالحكمدارية ومنتديات الحكمداريين. ويؤم هذه المنتديات مثقفون أجانب ووطنيون وبعض كبار التجار الذين يتحدثون عن تجاربهم بالبلاد وخاصة الجنوب الذي كان قد ارتبط بحركة التجارة منذ أوائل النصف الثاني من القرن.. وفي أخريات الحكم التركي في السودان كان هناك منتدى احمد أفندي العوام المصري العرابي النزعة والمنفي إلى الخرطوم بعد الاحتلال الإنجليزي والذي أدى إلى تأييده الثورة المهدية إلى إعدامه قبيل تحرير المدينة. كان التعليم الديني راسخ القدم حين دخل الأتراك إلى السودان واستمر على هذا المنوال حتى دخلت الجماعات التبشيرية وأهمها البعثة الكاثوليكية التي باشرت نشاطها في عام .1843 وافتتحت مدرسة داخلية للأطفال الذين تبنتهم، وضمت إليهم بعض البيض والمولدين. وقد استطاع تلاميذها بسهولة ويسر إجادة اللغة الإيطالية بالإضافة إلى العربية.. كما تعلموا قدراً من مبادئ الحساب والرياضة البدنية والرسم والغناء. كما ألحق بها قسم تجاري كان يمد المصالح الحكومية في الخرطوم بخريجيه. واهتمت المدرسة بالتعليم المهني فافتتحت بها أقسام للتجارة والحدادة والحياكة وصناعة الأحذية والميكانيكا يشرف عليها خبراء إيطاليون. وفي السنوات التالية لعام 1859 بدأ التوسع في المدرسة حتى بلغ عدد تلاميذها ثلاثمائة من الأولاد ومائتين من البنات بحلول عام .1878 وكان من أشهر خريجيها القس الديناكوي والأب دانيال سرور الذي ألف أكثر من عشرين كتاباً عن عادات وتاريخ قبيلته لم يبق منها سوى كتاب واحد موجود الآن بمكتبة المخطوطات بمجمع آباء فيرونا. وكانت بالخرطوم مدارس أهلية للبنات تقام في البيوت وتديرها نساء مصريات ومولدات متعلمات يدرسن التطريز والطبخ والشؤون المنزلية. كما كانت بالخرطوم أيضاً نساء حافظات للقرآن الكريم يعلمن بنات علية القوم القرآن والدروس الدينية والخط في منازلهن. بافتتاح المدرسة الحكومية بالخرطوم التي أسندت نظارتها لرفاعة رافع الطهطاوي تم قبول مائتين وخمسين تلميذاً. وقد سارت المدرسة على نسق المبتديان بمصر من حيث النظام والمقررات وطريقة التدريس. وعلى الرغم من أن المدرسة لم تستمر طويلاً إلا أن تلاميذها عرفوا بمستوى رفيع وأجادوا اللغتين العربية والتركية. وقد وصف الجنرال غردون سكرتيره الذي كان أحد تلاميذها بقوله: (انه تعلم في مدرسة الخرطوم ووصل إلى مستوى يجعله على قدر المساواة مع التعليم في أرقى المعاهد الأوروبية.. فقلما يوجد موضوع لا يمكنه الحديث فيه بطلاقة.. كما أن في إمكانه الكتابة بعدة رموز دون أن ينظر إلى مفاتيحها. وأفاض الرحالة والمكتشفون من زوار الخرطوم في القرن التاسع عشر في وصف لياليها التي كانت تحييها جماعة من المغنيات والراقصات (العوالم) كان قد طردهم الخديوي عباس من القاهرة فوجدن سوقاً في الخرطوم.. وكن يدعين إلى حفلات الزواج والولادة والختان والترحيب بضيوف قادمين. وكان إلى جانبهن أيضاً راقصات سودانيات كن يرتدين (الرحط). وكن جميعهن يرقصن على أنغام آلات موسيقية ويؤدين أنواعاً من الرقص منها المصري والتركي والسوداني، ويغنين الأغاني المصرية والسودانية وأحياناً الحبشية. الخرطوم في القرن التاسع عشر كانت عاصمة للترك بلا شك.. (كان)) إنشاؤها في أوائل سنوات غزوهم للسودان وازدهرت نتيجة للحيوية الاقتصادية التي اكتسبتها البلاد.. وفي بداية عهدها كان العنصر الوطني فيها قليلاً يتمثل في من وفد إليها من عناصر كانت تسكن في المناطق المجاورة لها. ثم ما لبثت الهجرات إليها أن تكثفت فهرعت إليها جماعات من الدناقلة والجعليين والشايقية.. وخاصة عندما انفتحت الملاحة النيلية إلى الجنوب.. وسكنوا في أحياء خاصة بهم، وبعد أكثر من ستين عاماً هي عمر الاحتلال التركي للبلاد اندلعت الثورة المهدية وسقطت الخرطوم واتخذ الإمام المهدي أم درمان عاصمة لدولته الوليدة. وتوجه الكثير من سكان الخرطوم إلى المدينة الجديدة وأقاموا فيها. وحين استعادت القوات البريطانية السودان باسم مصر أعادت عمارة الخرطوم المهجورة واتخذتها عاصمة لها وهكذا انبثقت خرطوم القرن العشرين ليتركز الاهتمام عليها أكثر من سابقتها.. التي لم تحظ بكثير اهتمام من المؤرخين وخاصة فيما يتعلق بتاريخها الاجتماعي ..



    ..........
                  

08-22-2007, 01:04 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)


    سلام جميعا
    أولا الشكر للاخ بكري ابوبكر الذي اختار هذا الموضوع لنشره في صدر المنتدى مما جذب القراء اليه، و ادى الى قرائته على نطاق واسع خاصة و الحال اليوم في الخرطوم تغني عن السؤال

    الأخ الدكتور النور حمد
    سرني مرورك في هذا البوست كما و شكرا على الكلمات الطيبات ايضا اثرت اضافتك البوست بفتح مدى جديد فيه يتعلق ببحث الاسباب الاساسية للهجرات في المقام الاول

    الواقع انا اتفق تماما مع ما ذكرته من اسباب قد تؤدي الى تكرار نفس المأساة ما دامت الظروف التي أدت الى الكارثة في بداية المطاف قائمة و هذا ما قلته لحد ما في مقدمتي بضرورة جعل الاقاليم جاذبة

    Quote: و قد تباطأت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول و تصورات لسيناريوهات النزوح المتواصلة بافتراض إن تلك مشكلة ستحل نفسها بنفسها. الكارثة إن القائمين على أمر العاصمة يعتقدون دائما أنها إمتلأت و أنه لن يحضر المزيد من الناس إليها، و الواقع إن السياسات المتبعة إقليميا ستؤدي إلى هجرات متزايدة فمن الحروب في كل الإتجاهات إلى إنهيار المشاريع الزراعية الضخمة، فمثلا يهدد إنهيار تجارة الصمغ العربي و فشل سياسات ترويجه بنزوح 6 مليون شخص ناشطون في هذا القطاع. تدمير مشروع الجزيرة كذلك يؤدي و بإستمرار إلى نزوح سكانه إلى الخرطوم بصورة أساسية. و الوضع يمضي من سيء إلى أسواء خاصة بتواصل الحرب في دارفور و فشل السياسات التنموية في الشرق مما ينبيء بموجات نزوح جديدة و لا أستبعد أن يصل عدد سكان العاصمة إلى 15 أو حتى 20 مليونا في غضون السنوات القادمة إن لم تتبع الدولة سياسات إقتصادية ناجعة لجعل الحياة في الأقاليم جاذبة.


    عزيزي دكتور النور نعلم جميعا الالام التي سببتها السياسات الفاشلة على مر السنين بعد الاستقالات تلك السياسات التي قامت بها كل الحكومات دون فرز ديمقراطية او ديكتاتورية.. و هذا ما ادى الى هذه النتيجة البائسة..

    الواقع ان كتابتي لهذا المقال بهذه الطريقة هو محاولة للتعبير عن التصدي الايجابي للمشاكل و ايجاد حلول حول تصورات يمكن تنفيذها عبر حيكومات آتية لا محالة، و بالطبع انا لا استهدف حكومة المؤتمر الوطني بل حكومة الدولة السودانية ايا كانت... بالطبع فرصة انهيار الدولة السودانية على غرار رصيفتها الصومالية امرا ليس بعيدا بل صار قريبا جدا.. فالظلم و النهب بلغا حدودا فظيعة، ايضا اتفق معك مع ملاحظتك الذكية بأن تغيير عاصمة نيجيريا لم يقدم نيجيريا قيد انملة، لذا تجدني اميل الى مقترح الاخ عادل بأن موضوعي اعلاه يمكن قراءته مع دمج ملاحظاتك حتى تكتمل الصورة، لكنني لم استطيع الافاضة حتى اركز المقال في فكرة واحدة...

    هناك أمر آخر هام ناقشه الدكتور محمود الزين في اطروحته حول التغير الديموغرافي و تأثيراته السياسة وقد اشار فيه بحثه ذاك بحصافة الى التأثيرات الايجابية للهجرات و النزوحات من الاقاليم الى العاصمة و تاثيراته على تكوين النخب السياسية في المستقبل القريب

    لكنني اشاركك و بشدة المخاوف من تصدع الدولة السودانية و ما اسماه الدكتور محمد جلال هاشم
    collaps of the state
    و تظل المخاوف قائمة هل يمكننا بعد ذلك اعادة بناء الدولة السودانية ام سيتوه السودان في غياهب من الضياع لسنين عدة تنهب فيها ثرواته من قبل لوردات الحروب
    و اقول معك خوفا من هذا السيناريو يا لطيف

    الاخ نستا
    الوالي يقتات على ازمات العاصمة و مثله كثيرون، السودان من الدول الوحيدة في العالم التي فيها المسئولون الحكوميون يمتلكون شركات تعمل وفقا لتوجيهات اجهزة تشريعية يقودونها، هذا ان حدث في اي دولة تحترم نفسها فعقوبة التخلي عن المنصب هي الوحيدة الكافية للراي العام،
    رغما عن ذلك فمشكلة العاصمة تتخطى حتى قدرات الوالي و ميزانيته المتهالكة، كما الحال في ميزانية وزارة الصحة ووزارة التربية و التعليم، ببساطة لان تلك ليست هي اولويات الدولة السودانية، بل اولوياتها هي صناعة الحروب و الدمار و تسليح الجنجويد و من قبلهم المليشيات الجنوبية و تصدير العنف الى دول الجوار... ما يقوم به الوالي اليوم هو عمل مكياج لوجه فاير بالاف البثور القبيحة الممتلئة بالصديد.. و ذلك لن يجدي فتيلا بالطبع

    الخال العزيز ياسر سلامات
    و الله حاجة تخجل، يعني الاوائل بس في الفشل و ذكرني ذلك قصة الطالب اللي طلع الثاني لان الفصل به شخصان فقط.. نتمنى ان لا يحدث ما تنباء به الدكتور حمد اعلاه من فوضى عارمة فعندما ينعدم التخطيط تكون تلك هي النتيجة و اذكر مثلا ردده الاستاذ الباقر
    if you fail to you ar planing to fail

    الصديق المثابر عادل
    شكرا على مرورك الكريم
    لقد ذكرت اقتراحك في ثنايا ردي على مساهمة د. النور و فعلا الامران يجب ان يتما مع بعضهما البعض، يعني تخطيط عاصمة جديدة و في نفس الوقت معالجة قضية النزوح من الريف الى المدينة بمختلف اسبابها و خلق قوى جاذبة تساهم في تقديم كل الخدمات الاساسية في الاقاليم
                  

08-23-2007, 00:36 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)


    الاخ ابوطالب

    فعلا الحال اصبح يسير من سيء الى اسواء، امتلاء الخرطوم بالناس ادى الى استفحال الامراض و الاوبئة نسبة لعدم الاستثمار في البنية التحتية... الحال اليوم هناك قد يقود الى انفجار حقيقي كما ذكر الدكتور النور حمد و عندها سيحدث ما لا يحدث عقباه، علنا لا نصل الى ما حدث في مدينة فري تاون من قطع للايدي و فتك بالبشر، لان الغباين الاجتماعية بلا حدود، و عندها ستكون قطعة الارض في الخرطوم لا تساوي الالف دولار و اللي ما يشتري يتفرج كما يقول جيراننا شمال الوادي

    الحبيب أبو جودة

    شكرا على المرور و على مقال الاخ ابو قرجة الجميل و الذي عكس لنا صورة الخرطوم في تلك الازمنة

    اعتقد اننا و الدكتور النور متفقان على ان هناك اشكالا في العاصمة و نحن اتفقنا كذلك على ان الاسباب تكمن في الاقاليم الطاردة، الفرق يكمن هل نصبر حتى تصل الازمة قمتها و انفجارها كي يحدث تصحيح، و هل يمكن التنبوء بما سيحدث حينها

    أنا من انصار تقديم المبادرات و استبصار الحلول لانها مشاريع عندما يتوفر الزخم حولها يمكن أن تتحقق سواء عبر هذه الحكومة أو ما يليها من حكومات...

    كان لنا قبل 7 سنوات نقاشات مستفيضة في سودان . نت قادها الاخ ود البلد و هو باحث اسمه ... الخضر
    و كانت الفكرة الاساسية عصف فكري حول القضايا الاساسية و تقديم حلول و مقترحات لها حتى تأخذ بها الحكومات القادمة.. و صدقني عزيزي ابوجودة لقد كان ذلك من افيد التجارب التي مرت علي في طيلة سنواتي الثمانية في الاسافير، فقد قدم المتحاورون حينها تصورات عديدة حول المياه و التعليم و الصحة و البنية التحتية و تطوير الجيش و البوليس.... الخ و كان هناك مشروع لطبعها لكنه لم ينجح؟؟
    تمنياتي أن نتمكن من صياغة حلول فهذا في رأيي افضل كثيرا من انتظار انفجار المشاكل
    تحياتي
    أخوك أمجد
                  

08-25-2007, 06:39 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)

    أخي الكريم أمجد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كل المؤشرات تدل وبقوة على ان حكومة الانقاذ تزمع تحويل العاصمة الى مروي .. ولذلك فان البنية الاساسية والخدمات هنالك تتسارع بصورة غير عادية ، فاذا استمر هذا التعمير الضخم والمستمر فانني اتوقع ان يعلن البشير مروي عاصمة للسودان بعد عامين.
    لك احترامي
    _______________
    رب اشرح لي صدري
                  

08-25-2007, 09:31 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)




    شكراً لهذا العمل .
                  

09-03-2007, 03:02 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم تحتضر !!!! (Re: Amjad ibrahim)


    الاستاذ محمد سبيل
    شكرا على هذه الاضافة التي قرأتها متأخرا جدا بعد أن لفت انتباهي لها الاخ محمد أبو جودة فلك الاعتذار على تأخر هذا الرد


    لا استبعد أن تكون فكرة كهذه واردة، و ان حدثت فهذا امر ليس بسيء، في الثمانينيات اصدر احد الكتاب دراسة تحليلية عميقة عن اهمية نقل العاصمة الى شمال الخرطوم و اقترح قرية الشريق شمال شندي و سكانها من الرباطاب، و قد قيم اختياره ذاك بخرط و ووثائق جغرافية و اقتصادية و العديد من الاضافات، لم اقراء هذه الدراسة لكن شخص اثق فيه حدثني مرارا عن تفاصيلها خاصة بعد كتابة هذا الموضوع، االشخص كاتب الدراسة لم يكن من سكان الشريق لا من قريب و لا من بعيد يعني لم يكن له راي مبني على انتمائه للمنطقة بل من وجهة نظر جيو اقتصادية ان صح التعبير، و حقيقة كنت اتمنى لو الواحد وجد هذا المقال لانه دون شك كان سيكون اضافة حقيقية كون انو الموضوع استشرف و تنباء بضرورة تغيير العاصمة قبل عشرين سنة من موضوعي هذا...

    اتمنى حقا أن يكون اختيار العاصمة في مروي و الذي أشرت اليه مبنى على خيارات اقتصادية و ليس على خيارات سياسية مما يهدد ببنائها ضمن خيارات سياسية اخرى سيئة كسياسات التعليم العالي و الصحة البائسة

    لك الشكر على المرور و لك العذر على تأخر الرد
    أخوك أمجد ابراهيم سلمان

    الاستاذ عبد الله الشقليني
    شكرا على المرور و الكلمات المشجة، و بالطبع الاعتذار اعلاه عن تأخر الرد موصول لك أيضا
    اخوك أمجد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de