|
|
 خصخصة الرياضه في السودان
|
.
.
.
مدخل اول :
في مضمار الرياضة في بلادي تحدث اشياء تستحق الوقوف عندها طويلاً كالذي يحدث في هوس شطب وتسجيل اللاعبين كل عام بأندية الممتاز والاندية الأخرى وإنه اذا ما نظرنا اليه بعين فاحصة نجده غير منطقي تماماً ...
حيث نجد أحد الاندية يقوم بشطب أكثر من عشرة لاعبين من كشوفاته وآخر يقوم بشطب مايقارب هذا العدد وبذلك تكون كل الجهود التدريبية والجرعات التاهيلية وكل تلك الاموال الطائلة قد صرفت إعتباطاً و بدون رؤية أو منهجية أو وجيع حتى ..
فإننا نجد اللاعب في بلادي يسجل قبل الموسم بعد شد وجذب تتناقله كل الالسن والصحف الرياضية وغير الرياضية ويدفع في مقابل ذلك ارقاماً فلكية لتسجيل اللاعب وما ان ينتهي موسمه الاول مع ذلك الفريق أو ذاك حتى يكون في قائمة المرشحين للشطب من كشوفات الفريق ...
أليس ذلك مدعاة للحيرة !!! وطرح عشرات الاسئلة التي حتما ليس لها اجابات.. ونحن نرى ان التعاقد في البلدان الاخرى يصل في بعض المرات لأكثر من عشره مواسم لبقاء اللاعب ضمن صفوف هذا الفريق أو ذاك ... أما هنا فنجد أن عمر - لاعبنا - مهما علا نجمه لايتجاوز الخمس مواسم في الملاعب الخضراء عموماً .. عجبي ...
فوق ذلك وعلى الرغم من كل تلك الارقام التي تصرف على اللاعبين ذوي الصلاحية قصيرة العمر نجد ان حظ المدرب الاجنبي والجهاز الفني عموماً ضئيل مقارنة بهولاء اللاعبين الذين لايرضون التوقيع الا بعد رضاء الاب والام والخطيبة كمان تضخم قيمة اللاعب كأنه هو وحده هو الذي يملك خاتم سليمان بينما نصيبنا دوماً في الجهاز الفني هو من المدربين المغمورين الذين ياتون باسم وتاريخ بلادهم الكروي لا باسمهم وتاريخهم الناصع في عوالم التدريب – بل ان الذي يبكي حقاً نجد ان مدرب الفريق القومي هو ذاته مساعد مدرب في احدى فرق ( الممتاز ) – للعلم ان القوسين في علم المحاسبه الاداريه تعني ان المبلغ الموضوع بينها هو مبلغ سالب ..
وان ذلك الاهمال الضارب في جذور العملية التدريبية والفنية يظهر جليا في انتقالات اللاعبين التي تحكمها أهواء هذا الاداري وذاك بعيداً عن الراي الفني الذي يراعي مصلحة ومستقبل اللاعب ضمن صفوف الفريق والمثال لذلك هو اللاعب الذي تم تجنسيه مؤخراً ...
وحتى لانلقي بالكلام على عواهنه دوننا الاداء المتذبذب لكل من فريقي الهلال المريخ في البطولتين القاريتين حيث نجد انه حتى هذه المرحله لاتوجد لمسات تذكر لمدربي فريقي (الغمه ) -عفواً اقصد القمه – وكل هذه النتائج المتحصله برغم تواضعها فانها تمثل اداء لاعبين لم تصقل مواهبهم جيداً للعب الداخلي ناهيك عن المنافسه الخارجية وهو ما يتجلى في استلام الكرات الخاطي والتمريرات البينيه التي لا تصل دوما الى مقاصدها .. والبط في التحرك والانتشار الذي يعد السمة الاساسية في كل فرقنا ناهيك عن الانضباط التكتيكي والتكنيكي بل انه نجد ان الجهاز الفني المتواقع في اغلب الاحيان لم يستطيع ان يهي اللاعبين نفسياً للعب في اجواء النصر والهزيمه معاً مما كان له مردوداً سالباً في اغلب المباريات ..
فما احوجنا للتعاقد مع المدربين الجيدين الذين يستطيعون حقاً ترقية اداء الفريق والاستفادة من اللاعبين بالصورة التي تجعل لكل لاعب اساسي في الفريق البديل الجاهز له متى ما دعت الحاجه لا ان يتعطل كل الفريق بسبب اصابة هذا اللاعب وذاك مما يضطر معه المدرب لاشراك هذااو ذاك اللاعب وهو مصاب الامر الذي يعد ضرراً لكلا الطرفين الفريق واللاعب
خواطر فيل :
عندما أنقل ناظري بين هذه المشاهد وأخرى في دنيا المستديرة في هذا البلد دوماً تأخذني الذاكرة لبعض الاصوات التي نادت بوجوب خصخصة الرياضة بمختلف ضروبها ..
أجدني فطرياً أؤيد هذا الطرح وتلك الاصوات ثم لماذا يطرح الامر للمناقشة الفعلية ونحن نتذكر أنه حكي لنا ان السودان فاز قبل عشرين عاماً أو اكثر بكاس الامم الافريقية وهو من المؤسسين لإتحادها كما اذكر ان احد انديتنا فاز قبل عشر سنوات او يزيد بكاسين لدورتين ليستا من ذوات الثقل الرياضي .. عجبي
اذن تخيلوا معي ان القائمين على امر الرياضة عندنا قاموا بطرح اندية الممتاز للاكتتاب عبر المساهمة العامة وبقيمه سهمية تاخذ في الاعتبار الثقل الجماهيري الذي يحكم هذا النادي وذاك ...
ثم اصبح لتلك الاندية مالكين حقيقين ولديهم اسهم بها يرغبون في ان تجني ارباح من ريع مبارياتها وحقوق البث والاعلان والدعاية وعبرها من الامور التسويقية و الربحية المتعلقة بالرياضة ..
عندها تخيلوا معي شكل وواقع تلك الاندية بعد خصحصتها وانعكاس ذلك على اختياراتها في صفوف الاداريين ثم الهيئات التدريبية وآخيراً النظرة التي تحكم إختيارتها للاعب ومدى الجدوى الربحية المتوقعة من انضمام هذا اللاعب وذاك لصفوف الفريق ومدى ما يمكنه ان يساهم به في رفع قيمة اسهم النادي في سوق الاوراق المالية وعمر بقائة بين اندية الفريق والى غير ذلك من الامور التي تحكم التعاقد مع الاعب في ظل واقع استثماري ...
عفواً لحظه :
لاتنصدم عزيزي القاري لكنها الحقيقة ان الرياضة في معظم البلدان حتى المجاورة لنا اصبحت صناعة تهدف للربحية وتحكمها كل معايير الربح والخسارة ودونك الدوري الانجليزي والاسباني وحركة انتقال اسهم الاندية وبل انتقال الاندية نفسها من مالك لآخر ... بل الامر يتعدى ذلك الى شكل التعاقدات التي توقع مع اللاعبين حيث اذكر قصة تعاقد احد الاعبيين بانه ضمَّن في شروط تعاقده ان لايجلس في مقاعد الاختيار .. وقصة تعاقد آخر اشترط ان يحصل على حافز على أي هدف يحرزه في مباريات الفريق ... عجبي ..
الان لنعد ولنتأمل واقع انديتنا بادارييها وفنييها وكل الاعراف التي تحكمها وتسييرها.. نعم الاعراف حيث لا توجد قوانين واضحة تحكمها بل نجد ان بعض الفرق تتغول على الفريق الوطني ومبارياته الداخلية والخارجية لصالح مبارياتها في الدوري المحلي او (الممتاز) ...
وكيف ان ولاء اللاعب يكون للاداريين اكثر من الفريق ؟؟ وهذا مايظهر جلياً في صراعات الاداريين والتي يتم عبرها استخدام اللاعبين ككروت ضغط و وقود لتلك الصراعات ...
بل ان الامر يتعدى ذلك حيث تدخل السياسة في الرياضة بشكل سافر في محاولات لإستقطاب الجماهير الرياضية العاشقة لهذا الفريق أو ذاك الى لون سياسي معين واظن ان هذا الامر تظهر ملامحه بصورة صارخة في ناديي الهلال والمريخ…
أخشى ان تكون تلك المعارك السياسية داخل الاندية هي السبب في غض الطرف عن أمر خصخصة قطاع الرياضة في الوقت الذي طالت فيه الخصخصة معظم اوجه المؤسسات العامة في وهذا ما فطنت اليه معظم دول الجوار حيث نجد اندية لا يتجاوز عمرها العشر سنوات أو يزيد بقليل اصبحت تقف بندية أمام الاندية العملاقة ذات التاريخ الحافل في تلك البلدان ...
اليس ذلك كله مدعاة لطرح أمر خصخصة الرياضة في بلادي وعلى راسها اندية الدوري الممتاز وفي مقدمتهم الهلال والمريخ وحتى نكون لدينا اسبابنا الذي تدفعنا لذلك لماذا لا نورد بعض المنافع التي يمكن ان تجنيها البلاد من تلك الخصخصة ودوننا قطاع الاتصالات وما حدث فيه من تطور عقب خصخصته
أولاً .. أنه بطرح هذه الاندية للاكتتاب العام ستتطرح كمشاريع استثمارية جاذبة تتمتع بكل الامتيازات الاستثمارية من إعفاءات جمركية وضريبية بالاضافة لتخصيص اراض في العاصمة والولايات لتؤسس عليها استادات جديدة و اندية تحدد مواصفاتها القياسية من قبل الاتحاد العام الذي حتما سيعاد صياغة الكثير من قوانينه ولوائحه لتواكب الطفرة الكبيرة التي ستطال الرياضة في بلادي و...و...
ثانياً سيتغير كل المفاهيم الادارية التحكم العمل الاداري داخل تلك الاندية حيث فيها يتغير الاداري من ذلك الذي يذهب متطوعاً لهذا النادي أو ذاك من باب تكملة الوجاهة الاجتماعية الى اداري متخصص في إدارة المؤسسات الرياضية بما يحقق حتما طفرات كبيرة في إدارة العملية الرياضية ككل في تلك المؤسسات الرياضية بحيث لا يتم تجاهل رياضة من الرياضات التي يهتم بها النادي على حساب الاخرى ويعمل بحيث لا يتدخل في الجوانب الفنية في النادي ...و ...
ثالثاًَ ان المعايير التي تحكم عملية اختيار الجهاز الفني حتما لن يحكمها تدخل الاداريين كما هو حادث الان انما تتدخل فيها مصلحة المالكين بما يضمن لهم الحفاظ على اموالهم ويحقق لهم الارباح المنشودة وهذا الامر ينعكس على التعاقد مع المدربين الجيدين والوقت الذي يتم فيه انها عقوداتهم حيث يتم بذلك عبر تقييم حقيقي وليس انفعال نتيجة لمباراة أو اثنين حيث يفترض الان على المدرب ان ياتي وفي يده خاتم سليمان حتى يغير واقع كل مباراة ....
و..... و ......و......... وادرك شهريار الصباح وسكت عن الكلام المباح
مدخل للخروج :
كمل الكلام
[/BOLD
|
|
 
|
|
|
|
أبو عبيدة البصاص
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست