|
|
 ربع ساعة تنقذ مواطن سوداني من حبل المشنقة
|
كمال مواطن يسكن بأمدرمان متزوج وله أطفال. ذات يومٍ ذهب إلى جاره في زيارةٍ عادية لتفقد الأحوال فوجده يحتسي خمراً . لم يمكث معه طويلاً ولم يحدث شئ غير عادي وعاد أدراجه إلى منزله. بعد فترة بسيطة جاءه نفس الجار وهو ثمل وتناقش مع أمه - اي أم كمال - بحدة فتدخل كمال محاولاً تهدئة الخواطر وفهم المسالة ولكن تمادى الجار فتحول النقاش إلى شجار مما جعل كمال يفقد صوابه ويمسك بسكين فيغرزها في بطنه، وعندها سقط صريعاً ولم يصدق كمال أنه بتهوره قد أنهى حياة جاره وكتب على نفسه واسرته مسلسلاً من المرارات إنتهت بالحكم عليه بالإعدام فتم إرجاء الحكم ثلاث مرات مما أضطر عائلته إلى عرض المنزل للبيع فتعذر بيعه لعدم إكتمال أوراقه وعرضوا على أهل القتيل أن يأخذوا المنزل فرفضوا، ولم يتبق إلا تنفيذ الحكم.
قيض الله لكمال برنامج "خلف القضبان" الذي تعده وتقدمه الأستاذتان فتحية ابراهيم وهيام عبد الوهاب ويقوم بإخراجه الأستاذ محمد حسن كبوشية على راديو 104 FM وكانوا بصدد بث الحلقة مساء اليوم حتى يتصدى أهل الخير لحل هذا الإشكال. وبالأمس إتصل المقدم محمد نصر الدين مدير الدائرة الفنية بسجن كوبر بفريق البرنامج حسب رغبة كمال وأخبرهم بأن تنفيذ الحكم سيتم بعد ثلاث ساعات عند الثانية والنصف ظهراً. فما كان من فريق البرنامج إلا وأن إتصل بالمستشار القانوني للإذاعة الأستاذ عبد القادر البدوي فبدا إتصالاته بإدارة السجن لإرجاء التنفيذ لمدة 48 ساعة فرُفض طلبه بحجة أن الإرجاء قد تم لثلاث مرات سابقة فاتصل بمحاميي القاتل وذوي الدم وتوصل معهما إلى إتفاق بالذهاب إلى المحكمة العليا وتعدت الساعة الثانية ظهراً فجهز المحكوم بملابس الإعدام وكان الوضع في الإذاعة وكأنه بيت عزاء إتصالات .. ترقب .. إنتظار ولله الحمد كللت مساعي المستشار والمحاميين بالنجاح فأصدر قاضي المحكمة العليا قرار الإيقاف قبل ربع ساعة فقط من التنفيذ.
فتهللت الاسارير وبدأت المساعي في توفير الدية البالغ قدرها 30 مليون جنيه سوداني وبالفعل تكفل بها السيد طه على البشير (حكيم الهلال) وعضو مجلس إدارة الإذاعة.
وسيتم اليوم في تمام الساعة الثانية ظهراً تسليم الدية لذوي الدم والإفراج عن كمال الذي وقف على بوابات الآخرة أربع مرات وعاد أدراجه ولكنه هذه المرة سيعود لممارسة حياته الطبيعية مع أولاده ووالدته المسنة.
|
|
 
|
|
|
|
عبدالبارى العجيل
Dia
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست