رد الصاوي على الأستاذة رباح الصادق المهدي حول الانتقال الديمقراطي الوسيلة قبل الغاية...

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2007, 07:05 AM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
رد الصاوي على الأستاذة رباح الصادق المهدي حول الانتقال الديمقراطي الوسيلة قبل الغاية...

    مداخلة علي مداخلة
    عبد العزيز حسين الصاوي
    الاستاذه رباح الصادق المهدي اذ تتفضل بمناقشة بعض الافكارالتي طرحها صاحب هذا المقال تحت عنوان ( الانتقال الديموقراطي : الوسيلة قبل الغايه، الصحافه 2 يونيو) تعيد المسألة الي اصلها بما يمكن تشبيهه بحكاية البيضة والدجاجه. التحول الديموقراطي ام تطوير الوعي الديموقراطي، ايهما يأتي اولا؟ في مقالها الثاني ( الصحافه 15 يونيو) استقر رأيها نهائيا علي استحالة الثاني قبل الاول مدعوما بمجموعة من الامثلة الواقعة امامنا يوميا. في مقالها الاول ( الصحافه 9 يونيو) لاحظت الاستاذه رباح عن حق ان الفكرة التي يقوم عليها المقال موضوع المداخله يشوبها غموض فيما يتعلق بمفهوم الوسيله اذ ان هذه في الواقع لاتتعدي واحدا من اثنين اما الاسقاط العنفي او الانتفاضي للسلطة الدكتاتوريه، فيما اعتبرت ماورد في المقال حول ضرورة استزراع الديموقراطيه في القواعد : " عملية لازمة للاستمراريه وللجدوي وللانتفاع بالديموقراطيه كمنتج للعملية السياسيه" وليست وسيلة الي التحول الديموقراطي كما حاجج المقال.
    مصداقا لصحة الملاحظة يذكر صاحب المقال هنا بأنه كان تردد بعض الشئ في ترك عنوان مقاله علي الهيئة التي استثارتها. علي ان للامر تفسيرا اخر يتعلق بفكرة سيطرت علي ذهنه منذ زمن بحيث اصبحت تتسلل الي مايكتبه ويقوله حتي في غير مقامها. هذه الفكرة التي مافتئ يطرحها حتي ملت منه، ومعها ولاشك كثير من قراء الصحافه، هي ان الجذر الاعمق والحقيقي لازمة الديموقراطية في السودان هو انعدام التربة الصالحة لاستزراعها. كتاب " ازمة المصير السوداني، مركز الدراسات السودانيه " وكراسة بعنوان " الديموقراطية والهويه وتحديات الازمة السودانيه، دارعزه " يتضمنان شرحا تفصيليا للفكره المعنيه التي تقوم في خطوطها العريضه علي ان التربة الحضريه السودانيه، حاضنة الديموقراطيه كثقافة عامه ومؤسسات حزبيه وغير حزبيه، تعرضت لعملية تصحير وتجريف خلال العقود الثلاثة الماضيه بفعل التأثيرالمتبادل بين عوامل ثلاثه هي اضمحلال الطبقة الوسطي وتدهور نوعية التعليم والهجرات الريفية الكثيفة للمدن، عوامل تسببت فيها اساسا وفاقمت تأثيرها الدكتاتوريات المتتاليه. هذه التربة كانت اكتسبت قابليتها لاحتضان وتنمية الديموقراطيه من كونها مستودع عملية التحديث النسبي المتعدد الوجوه التي بدأت في عشرينات القرن الماضي بدفع من التعليم العصري ونشوء الفئات الاجتماعيه الحديثه الواقعه بين الطبقات الاجتماعية التقليديه الشعبيه والارستقراطيه. ووصلت ظاهرة التصحر والتجريف مداها الاقصي لان تقلص الطاقة التحضيرية للمدينة السودانيه اقعدها عن اداء مهمتها التاريخية في الاستيعاب التمديني للهجرات الريفية اليها وهو امر ساعد عليه تكثف هذه الهجرات نتيجة انهيار مقومات الحياة اليومية في الريف بما جعلها مصدر تبديد اضافي قوي لتلك الطاقه.
    لهذا السبب الديموقراطية لم تعد منذ زمن مطلبا نخبويا ملحا ومن باب اولي شعبيا والدليل العملي علي صحة هذا التحليل النظري ذو شقين : اولهما ان القسم الاكبر من مثقفي وناشطي دارفور والشرق، والبقيه تأتي بوادرها من الشماليه وكردفان وحتي من الجزيره، اضحت اولويتهم قضية السلطة والثروه وليس الديموقراطيه، وهؤلاء يشكلون قلب القوي الحضرية المدينيه. الدليل الثاني سؤال بديهي الاجابه : النداءات العديده والحاره من قبل حزبي الامه والشيوعي بأعتبارهما الاكثر فاعلية من غيرهما، وكذلك من هيئات المجتمع المدني مثل لجنة المفصولين، للجماهير لممارسة الضغوط والتحرك الشعبي، هل وجدت استجابة حقيقية ؟ كم من فعل صادم وجارح للشعور والمصالح العامه بقوة استثنائيه اقدمت عليه السلطه مثل زيادة اسعار السكر والوقود ومجازر بورتسودان وامري وغيرها تكرارا لسابقات ولم يتطور رد الفعل تجاهها من الدرجي الي النوعي؟ والامل، دون توقع، الا تنتهي مأساة كجبار لنفس النتيجه.
    علي أساس هذا التصور ينبني الزعم بأن الهدف المقدم مرحليا بحكم الضروره علي هدف استعادة الديموقراطية كنظام هو استعادة الخصوبة للتربة الحضريه لان ولادة النظام سواء بوسيلة الداية الانتفاضية المدنية اوالعسكريه دون حاضنة نخبوية – شعبية تعني وفاته المبكره كما حدث اكثر من مره وقبل ان يفلح في تحقيق اي انجاز لاسيما استزراع وتنمية الوعي الديموقراطي. لايعني تقديم هدف استعادة الخصوبه تحقيقه كاملا قبل التركيز علي هدف استعادة النظام الديموقراطي لان طبيعته المعقده تتطلب مدي زمنيا طويلا من جهه ولانه لابد من الجهد الرسمي مع غير الرسمي من جهةاخري، ولكن انجاز خطوات علي هذا الطريق لايمكن ان ينتظر نشوء النظام كما انها خطوات تتجاوز مجرد " التلازم بين التحول الديمقراطي وبين الاستنبات الثقافي والاجتماعي للديمقراطية " كما ورد في المقال الاول للاستاذه رباح. فالمعني بالخطوات تضمين هدف التخصيب في استراتيجية المعارضه كفكرة موجهه واساليب عمل مشتقة منها بما يحقق الحد الادني الممكن منه في ظروف المعارضه معيدا بذلك الروح الي القوي الديموقراطيه النخبوية والشعبيه بدرجة ما بحيث نضمن استمرار النظام الديموقراطي عند قيامه لفترة كافيه وكذلك شروعه الفوري والمركز في معالجة المصدر الاساسي لانهياراته سابقا. تمتد الاساليب المعنية وتتنوع من ترسيخ اهمية الهدف نفسه تثقيفيا في وعي ناشطي المعارضه الحزبيين وغير الحزبيين الي اعطاء الاولويه في برنامج العمل المعارض لقضية اصلاح النظام التعليمي بأعتباره المدخل الاساسي لاعادة تكوين العقلية الحضريه استناريا ولقضية تنشيط هيئات المجتمع المدني بأعتبارها المدرسة الاهم حاليا للتدريب العملي علي الديموقراطيه. العمل العام المدني اللاحزبي اقدر حاليا من الاحزاب علي اجتذاب الجمهور العام وعلي اتاحة الفرصة لعدد اكبر منه لممارسة الانتخابات ومساءلة القيادات وغيرها من مقومات تنمية استقلالية الرأي والعقليه النقديه، اساس الوعي الديموقراطي. بالنسبة للنظام التعليمي ايلاءه الاولوية النسبية اللازمه يعني التركيز عليه في النشاط التعبوي المعارض والنظر الجدي في امكانية الاستفادة من وجود اطراف غير المؤتمر الوطني في السلطه والبرلمان لتحقيق مايمكن تحقيقه من اصلاحات. ويظل من المؤسف ماتقوله التجربة العمليه من أن الضغط الخارجي والغربي بالذات هو الوسيلة الانجع حتي اشعار اخر للتأثير علي سياسات المؤتمر الوطني هنا ايضا. العنتريات اياها لايجب ان تصد عن سلوك هذا الطريق.
    هذا هو المعني المحدد لهدف استنبات الوعي الديموقراطي وتخصيب الارضيه فهو بذلك وسيله نحو هدف استعادة النظام الديموقراطي، هو هدف ووسيلة في الوقت نفسه. هذا مايغفر لكاتب المقال ارتباكه بين ابقاء عنوان مقال الانتقال الديموقراطي كما هو او تبديله بما يتمشي مع المعني الذي يتبادر للذهن عادة من كلمة " وسيله "، كما يوضح نقطة الخلاف مع رؤية الاستاذه رباح حول موضوع العلاقة بين الهدفين. اما الاختلاف الاهم معها فهو حول الصورة الطيبه التي رسمتها لكاتب هذا المقال في صدر مقالها الاول اذ لابد من اضافة ظلال تحفظية عليها لاسيما وانها ستصل دائرة قراء واسعه يجذبهم الي كتابات الاستاذه مزيج الثقافتين الشعبية والعالمه التي تتميز بها فضلا عن روح الاقدام الفكري والسياسي المدروس والمنتج نقاشيا. بعض هذه الظلال : صروف الدهر السوداني الشقي موزع السودانيين بين سجني الداخل الكبير والصغير وبين الداخل والخارج، اتاحت للصاوي/ محمد بشير مالم تتحه لرفاقه في البعث السوداني من براح في البال والوقت والاهتمام مامكنه من التأمل ضاربا اكباد الكتب. ومهما شطح ونطح فأن وزنه يبقي من وزن البعث السوداني الذي يطرح نفسه كأحد مشاريع تجديد الحياة السياسيه الاكثر جديه لالسبب الا لكونه، بعكس الاحزاب الكبيرة، يمتلك حرية الوصول بهذه العملية الي مداها، يخسر كميا ليكسب نوعيا. البعث السوداني الآن عضلات ضئيلة ودماغ كبير، مراهنا علي مستقبل يلحق فيه الجسم بالدماغ.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de