اللاجئون السودانيون ومصر الطاردة والجاذبة - الصاوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2007, 06:59 AM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
اللاجئون السودانيون ومصر الطاردة والجاذبة - الصاوي

    اللاجئون السودانيون ومصر الطاردة والجاذبة
    عبد العزيز حسين الصاوي
    قد يكون حديث وزير الداخلية حول الدور الاسرائيلي وراء لجوء ثلاثة الاف سوداني من الجنوب ودار فور الي اسرائيل صحيحا ولكنه غير مفيد في معالجة هذه الظاهره لانه يصرف الانظار عن اصلها غير الاسرائيلي. الاصل السوداني معروف تشهد عليه احزمة النزوح الدارفوري والجنوبي حول المدن ولكن للمسألة صلة ايضا بالعلاقة السودانية- المصريه تاريخا وحاضرا وهذه بعض الافكار حول هذا الجانب من الموضوع.
    بداية العام الماضي سقط مايتجاوز ال25 سودانيا جلهم من دار فور والجنوب صرعي هجوم شنه الامن المصري علي لاجئين معتصمين بميدان في وسط القاهره. بذلك ازداد طين العلاقة السودانية -المصرية الموبوءة اصلا بالتعقيدات والحساسيات، بله. علي حميمية الصلات الموضوعية بين البلدين في المصالح والقرابه الثقافية والدينيه والتشابكات الجيوسياسيه كانت هناك عوامل معاكسه تفعل فعلها في مجال الادراك الذاتي، مجال صورة كل منهما لدي الاخر، هي البذرة- الحبه التي تضخمت الي قبه. . المعرفة المصرية بالسودان ظلت قاصرة كثيرا بالمقارنة للاتجاه المقابل ببساطه لان مصر اكثر تقدما لذلك فأن معلومات السوداني عن مصر ظلت دوما وعموما اكثر من معلومات المصري عن السودان. هذا طبيعي حتي داخل البلد الواحد بين اهل الخرطوم ونيالا مثلا ولكنه مع ذلك ظل مصدر احساس سوداني متمكن بأستصغار مصري. من الناحية المقابله هناك ادراك سوداني للشخصية المصرية يضعها في خانة المداهنه ونقص الشهامه هو في حقيقته انعكاس لاستقرار قيم الريف البدوي- الزراعي في سلوكيات السودانيين اكثر مما لدي اهل المدينة القاهرية التي يتعاملون معها عادة. كان يمكن لهذا النوع من البذور ان تموت في مهدها بل وان تصبح مدارا للنكات الحميدة المتبادله لو اتيح للوعي النخبوي ومن ثم الشعبي في البلدين التفتح بصورة طبيعيه ولكن ...... الانسداد المتعاظم لآفاق التنمية والديمقراطية في البلدين خلق تشوهات عميقة في الوعي النخبوي والشعبي انعكست في علاقة كل منهما بالاخر وبما ان رصيد التطور التاريخي العام في السودان كان اقل من مصر وان تركيبته اكثر هشاشة فأن تلك التشوهات كانت اعمق. عندنا وصلت هذه التشوهات ذروتها متمثلة في التفسيرات الهويوية ( من هويه ) لازمات البلاد المتداخلة والمستفحلة ومترتباتها التهميشية وغير التهميشيه كانت ضحيتها الرئيسية الشخصية الثقافية العربيه. المركز والاطراف، الهامش والوسط، توزيع السلطة والثروه : هذه المفاهيم والاليات التي هيمنت علي تفكير وسياسات القسم الرئيسي من النخب السودانيه خلال العقود الاخيره اقصت الفشل النخبوي في تأسيس الديموقراطية كمسبب رئيسي للازمات ملقية بذلك المسئولية علي الشخصية القومية العربية السودانية وبالتالي المصرية وغيرها ايضا. ميدان مصطفي محمود في وسط القاهرة شهد احد تجليات هذه الحقيقه. كان للسودانيين عموما ولاهل المناطق التي جاء منها ذوو الضحايا خصوصا، الف حق في الغضب والشعور بالصدمه ولكن يلاحظ ان التعبيرعن ذلك تمثل في ارتفاع حالات اللجوء السوداني الي اسرائيل من الفردي الي شبه- الجماعي وفي الظهور العلني والمؤسسي لدعوات التطبيع مع اسرائيل.
    هذه احدي التداعيات السلبية لهذا الحدث المأساوي بكل المقاييس ولكن المتمعن فيه يجد دلالات تفاؤل. مقابل ماأنطوي عليه سلوك مصر الرسميه الامني من تأكيد للانطباعات السودانية ،التقليدية وضد- العربية المستحدثة معا، كان الحضور المحسوس لمصر غير الرسميه في هذه الاحداث بشهادة لجنة التنسيق السودانية الشعبيه التي تكونت في مصر لمتابعة الموضوع، ذا دلالة ايجابيه. مجموعة من الشخصيات المصرية الناشطة في المجال العام السياسي وغير السياسي كانت مارست اشكالا متعددة من الفعاليات متبنية قضية المعتصمين والضحايا بجسارة ووضوح فيما سمي بحركة " يد " وصلت درجة تحدي السلطات في اقسام الشرطه والمستشفيات. ونلاحظ منذئذ ان اعدادا متزايدة من الاكاديميين والمحللين المصريين يتخطون دائرة المواقف الرسميه في تناولهم للشأن السوداني بما يجعلهم اقرب الي حقائقه والي اقرانهم السودانيين.
    امتدادا لأجواء وفعاليات حركة كفايه، ابرز مظاهر يقظة المجتمع المدني المصري حتي الان، برز تعدد الاصوات المصرية بدلا من نمطيتها وتوحدها مع وجهة النظر المصريه الرسميه سابقا وانفتحت بذلك لاول مره ثغرة يدخل منها نور الشمس والهواء الطلق الي عتمة دهاليز التعقيدات والحساسيات المصرية- السودانية المو########. هذا جانب الصورة الاخر الذي لاينبغي ان يفوت علي النخب السودانية، خاصة الدارفورية والجنوبيه، داعيا اياها بألحاح لرعايته وتطويره لمصلحة الطرفين بدلا من الغرق في ردود الفعل الانيه والانتقاميه من العرب بالتقارب مع اعدائهم الاسرائيليين. وكما انه لاطريق غير الديموقراطية للخروج من الازمة السودانية العامة، فأن هذا التطورات المحدوده ولكن ذات المديات المستقبلية الهامه في مصر تثبت صحة القانون القائل بأن مقدرة المجتمع المصري علي التفاعل الايجابي مع المجتمع السوداني والعكس تتناسب طردا مع التنمية والنمو الديموقراطيين.
    علي المدي القصير، يضاف استطرادا، ان التأثير السلبي لمجزرة المهندسين علي خصوصية العلاقه المصرية – السودانيه رغم خطورته يظل اقل مدعاة للاسف من تأثيره علي الدور المصري في تقريب النفسية الجنوبية السودانيه بالذات الي الثقافة العربيه.. تجربة التعامل الجنوبي مع العرب المصريين تساهم في تنمية نظرة جنوبية سوية الي الشخصية العربيه وثقافتها ولغتها بينما الادراك الجنوبي للعروبه في التجربة السودانيه، المنفلش منذ فترة الي مناطق شماليه مثل دارفور، متطابق مع التهميش والاضطهاد لاسباب بعضها حقيقي وبعضها غير ذلك.
    هناك سببان لايجابية الدور المصري في هذا الصدد الاول هو ان البيئة المدينية والحضرية المصرية اكثر عراقة بمراحل من البيئة المدينية والحضرية السودانيه لذلك فأنها تخلو بنفس النسبه من رواسب العنصريه التي تواجه السوداني الجنوبي في عاصمة بلاده ومدنها الاخري. فالسوداني الجنوبي لايتعرض في الاحوال العاديه الي معاملة تحقيرية بنفس مستوي المعاملة التي يلقاها في السودان حيث يستحيل عليه مثلا الزواج من شماليه واللغة التلقائيه في السودان حتي لدي المثقفين، تفيض بالتعبيرات التحقيريه العرقيه، وهما امران مختلفان الي حد او اخر في مصر. السبب الثاني ان احتمال تجذر التقاليد الديموقراطية في مصر اكبر منها في السودان لانها استوعبت قدرا معينا من منتوجات عصر التنوير والنهضه الاوروبي بتأثير الحملة الفرنسيه وعلي عهد محمد علي لم يصل منه الي السودان الا رذاذ فلم يظهر عندنا محمد عبده ولا طه حسين ولا..ولا ... ومع ان عهود الاستبداد المعاصرة عندنا كانت اضعف في قبضتها علي حرية العقل والضمير بالمقارنة لمصر الا ان تأثيرها في تبديد المناخ المواتي للتنمية الديموقراطيه كان كبيرا للغايه نتيجة ضعف الخميرة النهضوية التاريخيه. رصيد الاستناره والعقلانيه الذي يشكل الشرط الاساسي لهذه التنميه وتحقق قدر محدود منه بالتعليم الحديث والحركات السياسية ( العلمانيه )، تبخر تماما تقريبا منذ اواسط السبعينيات بحيث هيمنت علي عقلية اغلبية النخب موجة تدين موزعة بين السطحيه والصوفيه والسلفيه او نوازع قبليه وجهويه. وبحكم العلاقة العضوية بين سيادة الروح الانسانيه والمواطنيه وسيادة العقليه الديموقراطيه فأن البيئة المصريه اقدر علي اشعار السوداني الجنوبي بالترحيب من هذه الزاوية ايضا.
    المغزي الذي تنطوي عليه هذه الملاحظات حول الدور المصري وهو ان البلاد تتسع وتضيق بأهلها وضيوفهم بقدر اتساع وضيق فضائها الديموقراطي، لانجد له اثرا في حديث السيد وزير الداخليه. فهو يتوعد اللاجئين بتطبيق القانون عليهم ويتهم اسرائيل بخلق المشكله للتشهير بالنظام السوداني. يتمني المرء لو صح حديث الوزير حول مصدرالمشكله لان معني ذلك اننا نعيش في تبات ونبات ديموقراطي لاينغصه علينا الا هذا الصهيوني الشرير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de