|
على بلاطة
|
___________________________
في فترة ما من فترات هذا المكان ظلّ الجميع - ومنهم أنا بالطبع - يتغزّل في كلاسيكيات سودانيزأولاين وعبقرية الطرح الذي كان متداولاً، وعندما بدأت المسارات تختلف على البعض عزى البعض الآخر ذلك إلى أن تواجد التيارات الدينية بكثرة هو السبب في اختلال مسارات التعاطي الديمقراطي في هذا البورد. ثم جاءت حقبة ثانية كان فيها المتهم الأول التيار الإسلامي السياسي المتمثل في قبيلة الكيزان بكل ما تحمله من قبح وصلف سياسي وأيديولوجي وارتاح البعض أخيراً لهذا الاتهام، وبدأت التيارات النضالية ضد محاربة هذا التيار بكل قوة. وما لبث أن اكتشفنا أن التيار اليساري متمثلاً في أعضاء الحزب الشيوعي من أعضاء المنبر هم الأكثر خطراً على المنبر وعلى توجهاته الجادة، فالقضايا الانصرافية ، والتصفيات الشخصية واغتيالات الشخصية ما هي إلا نعوت ظهرت في هذه الحقبة.
ثم ماذا بعد!!
الآن اختفت جميع التيارات وما زال هذا الضجيج متعالياً أخشى أن يكون في البورد كائنات فضائية تعمل فيه في الخفاء من حيث لا ندري. وعلى بلاطة أقولها .. بأن تلك الشخوص التي كنّا نخاف منها ونحاربها ما كانت إلا خيالات ظلالنا نحن على جدران هذا المنبر. علينا أن نعترف بأننا تعرضنا لتشويه عميق جداً من الداخل والخارج على حدٍ سواء ، وأننا لم نعد ذلك الشعب الذي يطرب للغناء الجميل ، ولا ذلك الشعب الذي يذوب في العذب من الكلام كما تذوب قطعة الشكولا في فم مغرمها، ولم نعد ذلك الشعب الذي يحب الرياضة ويغني لها ويتغنى بها وينظم فيها الأهازيج والشعارات. وصدق حمّيد حين قال:
نوره شافت في رؤاها حيطة تتمطّى وتفلّع في قفا الزول البناها
|
|
|
|
|
|