زهد الكلمات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 01:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2007, 12:58 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
زهد الكلمات

    زهدُ الكلمات
    الى: نزار عثمان / السمندل

    جلستُ الى الكلماتْ
    مُغمض العينين قلّبتها بين كفيَّ ،
    تحسّستها من كلّ معنى ،
    شممتُ وذقتُ مدادها ،
    تسمّعتُ أصداء مَن تبادلوها قبلي :
    صغارٌ يمطّونها كي تسع براح اللعب ،
    كبارٌ يكوّرونها لتصلح أسلحة للشجارْ
    أنبياء هشّوا بها الشعوب نحو أحلامهمْ
    دهاقنة لغاتٍ عمّروا بها الكتبَ ، الكتبْ
    أباطرةٌ ، معوزون ، أربابُ مهن –
    تداولوا الحروف ذاتها ،
    وبالحروف ذاتها لطّف الشعراءُ أوانَ العشقْ

    الكلماتُ التي جلستُ اليها زائغ العينين ،
    راعش الكفّ ،
    متلعثما ً،
    متهيّباً جسَّ فروتها .
    الكلماتُ
    خلعتْ معانيها الباهظة -
    متجرّدةً تجول بين أفكاري ،
    زاهدةً – تبحث عن لسان ٍ بتولْ


    هيوستن – 8 مايو 2006



    رباعيّات

    كم كنّا
    ننسجُ من جسدينا جلسة ً أليفة ً
    متخاصرين نسيرُ
    كي تسعنا الأمكنة

    كم كانت الكلماتُ
    تعلق على شفاهنا طويلا
    فقبل أن يسرقها الصمتُ
    نلغفها بالقبلْ

    كم كان المستقبلُ
    في إنتظار أن نأتي إليه ِ
    لكنّنا في عجلةٍ مِن أمرنا خلّفناه على قارعة ِ العمر ِ
    علّقنا على مشجبه الماضي
    واتكأنا على حاضر ٍ ليس لنا !


    هيوستن – 9 مايو 2006

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 07-20-2007, 01:09 PM)

                  

07-20-2007, 01:42 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote:
    كم كنّا
    ننسجُ من جسدينا جلسة ً أليفة ً
    متخاصرين نسيرُ
    كي تسعنا الأمكنة


    لم نكمل المسير
    ولم تسعنا الامكنة

    فهل بقى شئيا من نشيد الحياة؟

    مرحب بيك ياعادل...
                  

07-20-2007, 04:16 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10847

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    بالجد
    كم من مستقبل ضيعنا علي مشجب الماضي
    وكم من كلمات كورناها لنتشاجر بها
                  

07-20-2007, 07:17 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    المشرقة دوماً / إشراقة ،
    أمسكتِ بعصب القصيدة ،
    فحين لم تسعنا شوارع الخرطوم ، أم درمان ، وود مدني -
    ظنّنا أنّ في الغربة متسع لمسير
    فتشابكنا ، وتخاصرنا وتحازمنا علّ الطرق تفسح لنا مسرباً ،
    ولكنّنا على الأقل تعلّمنا العناق !
                  

07-20-2007, 07:24 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    أخي / ناصر ،

    أخيراً -
    يظهر أنّني صرت أقول بعض الحِكم !!
                  

07-21-2007, 01:11 PM

عبدالله شمس الدين مصطفى
<aعبدالله شمس الدين مصطفى
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 3253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: ولكنّنا على الأقل تعلّمنا العناق !
    .

    بل قل قد نسينا العناق يا عادل ،
    وإلآ فكيف تفسر تلك الأيادى التى
    ما فتئت تلوّح متوعدةً ، ألم تكن
    مطوّقة فيما مضى بجيد بعيدات مهوى
    القرط ، عليك لعنتى يا عادل في
    كل ما تنبشه من رفات ماضٍ ، ما زال
    يعلق فى رقاب حنيننا .

    وكيف أنت يا عادل ؟؟

    محبتى الأكيدة
                  

07-21-2007, 01:24 PM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    شكراً يا عادل

    عشان خليتنا نحس

    وزدت قناعتنا بإنه الإنسان كائن جميل

    وعشان سمحت لينا نضوق فاكهة الكلام
                  

07-21-2007, 03:00 PM

عبدالله شمس الدين مصطفى
<aعبدالله شمس الدين مصطفى
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 3253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: أبوذر بابكر)

    Quote: واتكأنا على حاضر ٍ ليس لنا !
    .

    وما الذى هو لنا ، ما الذى تبقّى لنا
    من أشياء كانت كلها لنا فيما مضى ،
    أشياء كنا نصونها حتى مِن عوالق الدنيا
    ، لكن ما كِدنا ندير وجوهنا قليلاً
    "حتى إنقْضّ حامينا على الأعَرَاض والذكرى" !!!!


    وجعٌ مقيت يا عادل .....
    وجعٌ أن تكتب ، و وجعٌ أن تقرأ ..
    و الوجعٌ الأكبر ،أن تقرأ ما كتبت يداك ،
    أإلى هذا الحد نحن مظلومون ؟؟؟!!!

    والله يا عادل ، ما خطوت خطوةٌ إلآ وإنغرس فى
    قلبى خنجر الأسى على حياة قد أضعناها وما فتئنا
    نبكى ضياعها بدموعٍ ، وزفرات لم يُخْرِجها ولا
    آخر ملوك بنى الأحمر حتى !!!!!

    ودعنى أحرّف فى متنك قليلاً دون إخلالٍ بمعنى

    وإتكأنا على حائطٍ ليس لنا.....
    فما الحاضر إلأ هذا الحائط الذى ليس لنا ،
    وما الحائط إلأ هذا الحاضر الذى ليس لنا ،
    فلنا الله نحن ، ولنا "باقات" الأسي واللوعة ،
    وذكرى بعيدة قريبة ، كمدّ اليقين فى عالمٍ
    مهتز .
    لك الله ، ولعنة الوراء الأبدى.

    كل حبى لك عادل

    (عدل بواسطة عبدالله شمس الدين مصطفى on 07-21-2007, 03:04 PM)

                  

07-21-2007, 09:58 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)





    شممت وذقت المداد.
    يا عادل :
    مدادك معتق
    يا سلام
    لك التحية اخى العزيز

                  

07-21-2007, 11:07 PM

محمد علي ياسين
<aمحمد علي ياسين
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: كم كان المستقبلُ
    في إنتظار أن نأتي إليه ِ
    لكنّنا في عجلةٍ مِن أمرنا خلّفناه على قارعة ِ العمر ِ
    علّقنا على مشجبه الماضي
    واتكأنا على حاضر ٍ ليس لنا


    هل لنا أن نعيش الحاضر
    هل لنا ان نتذكر الماضي الجميل

    يا رب اسعد كاتب تلك الحروف
    وسلام
                  

07-22-2007, 04:55 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: محمد علي ياسين)



    استاذ عادل ..
    انا سعيد إنو أقرا ليك هنا (وفي أي مكان) ..
    كتابتك جميلة وبتلمس الواحد بسهولة ..

    محبتي وتقديري الشديد

                  

07-22-2007, 03:15 PM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: طلال عفيفي)

    ليبق هذا البوست عاليا .. لحين أوبة...


    لكم الود


    عبد الرحمن قوى
                  

07-22-2007, 06:29 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    عزيزي / عبدالله

    هل كان علينا أن نغادر أوطاننا كي نتعلّم العناق بلا وجل ؟!

    كنّا لا نستطيع أن نمسك بأيدي حبيباتنا وصديقاتنا ونخاصرهن إلا حين نعبر الشوارع !

    هل تذكر حكاوى "قشر" وهو يعبر الشارع مع حبيبته ويكرّر ذلك مثنى وثلاث كي يجد العذر بأن يمسك يدها !

    تعلّمت العناق هنابلا وجل ،
    وليتني فعلته في الوطن دون خجل !
                  

07-22-2007, 06:40 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    أبو ذر / أيّها الشاعر ،
    يا صديقي العتيد

    هناك شاعرُ عراقيّ لا أذكر إسمه
    قرأت له ذات مرّة وهو يكتب عن زوجته "ميّا"
    حيث قال ما معناه :
    في السرير كنت أبحث عنها
    فوجدتها الى جانبي -
    "فصرت أطمع بما لديْ"

    أنا الآن أطمع بما لا لديْ !
                  

07-22-2007, 06:48 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    العزيز / محمد علي ياسين

    Quote: هل لنا أن نعيش الحاضر
    هل لنا ان نتذكر الماضي الجميل

    يا رب اسعد كاتب تلك الحروف
    وسلام


    يا لسلامك الجميل ..
                  

07-22-2007, 06:54 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    إبن العم / عثمان موسى
    الما بتقصّر
    لا في الشعر ولا في غيرو

    أشتاق لسماع صوتك على التليفون !
                  

07-22-2007, 07:23 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    طلال .. يا عفيفي ،
    وأنت صاحب الكلام

    صاحب نواصي الحكايا
    صاحب الإسكندرية التي علّمتنا أن نحبّها أكثر
    أكثر من كفافي / عاشقها الحزين ، والمفعم بالوجد والتقوى !
    تقواه ُ في وثنيّته وكفره ِ .
                  

07-22-2007, 07:30 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    عبدالرحمن قوي ،
    يا صديقي وصديق الشعر والشعراء -

    أشتاقك ، وفي إنتظارك .
                  

07-23-2007, 02:46 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    عزيزي عادل،
    هنالك تحول موح في تجربتك الشعرية
    انت الآن اكثر هدوء ،وأقل صخبا.
    أكثر تجريدا ،واقل تشخيصا
    أتمنى ان تطور هذه التجربة ا لموحية حقا
    سأعود ببعض الملاحظات
    شكرا على هذا الامتاع
    المشاء
                  

07-23-2007, 03:09 AM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    اخي عادل

    ليس صحيحا ان لكل كلمة معني!!!
    وليس صحيحا ان كل مانقوله..نعنيه!!!
    وليس صحيحا انك تكتب كلمات!!!!
    انت تكتب نفسك!!!!!
    ماالصحيح اذن؟؟؟؟



    بالغ احترامي لقلمك الذي اعادني الي هنا !!!!!!
                  

07-24-2007, 10:01 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: عزيزي عادل،
    هنالك تحول موح في تجربتك الشعرية
    انت الآن اكثر هدوء ،وأقل صخبا.
    أكثر تجريدا ،واقل تشخيصا
    أتمنى ان تطور هذه التجربة ا لموحية حقا


    أخي أسامة ،
    أنا الآن أقلّ زهدا ً في هذي الحياة الدنيا ،
    كنت ، في السابق ، أحلم بتغيّير العالم
    بالثورة عليه
    بترتيبه من جديد

    أنا الآن أسعى لفهمه من جديد
    لمعرفة كيف ولماذا ؟!

    لماذا الشقاء من أصله
    ولمَ الحكمة ُ في كلّ هذا العنت الذي نجابهه!

    "ليت ل ربّا ً لأعبده لعلّ"

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 07-24-2007, 10:04 AM)

                  

07-24-2007, 10:11 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    أخي وصديقي عمر التوم ،
    أنا سعيدٌ بعودتك الى الكتابة ،
    للكتابة من أجلي
    ومن أجل القراء هنا
    الذين هم سعيدين ، وسعيدون بالقراءة لك ..

    فشكرا ً يا صديق .
                  

07-24-2007, 05:08 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)


    لمذيد من كلمات ذاهدة.............
                  

07-24-2007, 05:16 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الثوري الى "الحكيم" (Re: omar altom)

    قلت عزيزي عادل:
    Quote: أخي أسامة ،
    أنا الآن أقلّ زهدا ً في هذي الحياة الدنيا ،
    كنت ، في السابق ، أحلم بتغيّير العالم
    بالثورة عليه
    بترتيبه من جديد

    أنا الآن أسعى لفهمه من جديد
    لمعرفة كيف ولماذا ؟!

    هل تحول الشاعر عندك من الثوري الى الحكيم؟
    محبة
    المشاء
                  

07-24-2007, 07:32 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    أسامة الخواض -
    يا صديق ،

    قبل شهور قليلة كنت أخاطب محمد مدني على التليفون
    وأخبرته كم أنا حزين لما آلت إليه الأمور في إرتريا بعد التحرير -
    كيف أنّ "الثورة تحوّلت الى دولة" !!
    فما كان منه إلا أن أصلح إعوجاج "مقولتي الثوريّة" :
    ( قل حين تفشل الثورة في التحوّل الى دولة ) .

    كم نحن في حاجة ٍ الى دولة ،
    الى وطن يحترم كرامة اٌلإنسان وأحلامه المشروعة البسيطة !

    فالثورة بمعناها الفطير لم تعد تهمّني ،
    فما يهمّني الآن هو الأسئلة الأولى التي راودتنا منذ الطفولة :
    "من أين جئنا والى أين نسير"

    ( ليت لي ربّا ً لأعبده لعلّ ) !
                  

07-24-2007, 08:24 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    جلـــوسك في حضره الكلمـــات

    اجلسنـــا مع الحضور..

    شكرا لك
                  

07-28-2007, 12:31 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    أخي / شهاب ،
    كم أنا سعيد لجلوسك معي في حضرة الكلمات المتجردة - دون تبرج !
                  

07-27-2007, 05:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: الكلماتُ
    خلعتْ معانيها الباهظة -
    متجرّدةً تجول بين أفكاري ،
    زاهدةً – تبحث عن لسان ٍ بتولْ

    هل ذلك يعني امتناع القول واستحالته؟
    اي القول المبرأ من "استخدام " الكلمات؟
    القول البريئ من "الاستخدام"؟
    هل هذا يعني امتناع الشعر،اذا لم يأتي على لسان العذرية ؟
    هل ,وهل؟
    من هو صاحب البراءة؟
    من هو صاحب الوقت الشعري؟
    المشاء
                  

07-28-2007, 02:14 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: osama elkhawad)

    Quote: الكلماتُ
    خلعتْ معانيها الباهظة -
    متجرّدةً تجول بين أفكاري ،
    زاهدةً – تبحث عن لسان ٍ بتولْ

    هل ذلك يعني امتناع القول واستحالته؟
    اي القول المبرأ من "استخدام " الكلمات؟
    القول البريئ من "الاستخدام"؟
    هل هذا يعني امتناع الشعر،اذا لم يأتي على لسان العذرية ؟
    هل ,وهل؟
    من هو صاحب البراءة؟
    من هو صاحب الوقت الشعري؟
    المشاء




    لا يا صديقي ،
    الاجابة لا - على كل تلك الأسئلة التي تحتمل الاجابة بلا او بنعم ،
    اما الأسئلة التي تستدعي اجابات أخر ،
    وبالرغم من اعتقادي بان المقطع المستشهد به عاليه لايحتمل - وحده دون بقيّة النص - ثقل هذه الأسئلة ، الا انني سأحاول ان اجيب :


    هل هذا يعني امتناع الشعر،اذا لم يأتي على لسان العذرية ؟



    ان النص بكامله ، وفي هذا المقطع يتحدّث عن "الكلمات" / المفردة وليس الشعر . اما اذا استبدلنا مفردة "الشعر" في السؤال اعلاه ب "الكلمات" فساجيبك بنعم وبلا تردّد . فالكلمات ان لم نقلها بلسان بتول ٍ / جديد ، بمعنىً جديد ، سيمتنع عنها الشعر ، و سيأبى عليها .


    من هو صاحب البراءة؟
    من هو صاحب الوقت الشعري؟


    انه انا ، على حد زعم "سيجموند" ملك روما الذي كان يلقب بالسوبر نحوي ،
    حيث قال :

    ( أنا ملك روما ، وملك النحو علاوةً على ذلك )


    فيا يا صديقي ،
    اسئلتك كلها مبنية على اساس ان النص يتحدث عن الشعر ،
    فعد اليه - ولسوف تجد انه ، فقط ، يسامر الكلمات في وحشتها .
    في غبنها على معانى ٍ ظلوا يخلعونها عليها منذ دهور سحيقة .
    أن الكلمات لم تتجرد وتزهد الا حين راته :

    { الكلماتُ التي جلستُ اليها زائغ العينين ،
    راعش الكفّ ،
    متلعثما ً،
    متهيّباً جسَّ فروتها }

    فخلعت معانيها الباهظة ، وهرولت نحو أفكاره علها تجد جديدا .
                  

07-28-2007, 01:55 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    يا عادل
    لقد وصلت مرحلة ما بعد الجمال
    وبت حكيما
    لعلها سنوات النضج يا صديقى
    فلقد نضجت لدنك الحروف والكلمات
    نضجت الروح على نار الحياة الهادئة
    وبت تكتب
    عدت تكتب يا لجمال الحكمة من روح اتخمتها التجارب
    فلقد اورثتك التجارب لسانا هو لسان حالنا ربما
    لك الجمال فى اوبتك التى ترد الروح
    ودع الكلام ينثال ولا تزهد فيه قل ما نود وما تريد
                  

07-28-2007, 02:25 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: لقد وصلت مرحلة ما بعد الجمال


    بتقصدي المرحلة الإمبريالية يعني ؟!

    ازيّك يا سلمى ،
    وين اوطانك وخبيراتك ؟
    يا سمحة يا ( بت الكب ) .
                  

07-28-2007, 02:30 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    قاعدة فى قلب هذه الامبريالية وكنت فى غياب وحضور معا فى السودان لعامين متتاليين
    لكنى عدت العود لا اعرف ان كان (احمد او غيره )
    عدت يا سادتى كما قال الطيب صالح على لسان مصطفى سعيد
    وانتظر منية اعرف انها قريبة فالعمر انشرخ قرميده يا صديقى
                  

07-29-2007, 04:17 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    شكرا عادل على تعليقك المسهب.
    ولكن هل يمكن ان ننظف الكلمات من ماضيها؟
    محبتي
    المشاء
                  

07-29-2007, 04:55 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: osama elkhawad)


    يا عادل ياجليس الكلمات
    سلامات يا صديق النضم
    ويا مسامر الحروف
    يا سلام عليك يازول
    وانت تتملى بعينيك
    منظر الوحشة
    والغبن
    لك التحية ايها الزاهد فى فلا هيوستن
    ______
    جدك بخيت فرنسا له الرحمة
    مات فقير.
    اذكره كيف كان يحترم العقول
    وكيف يبر المداح والصلاح
    والشعراء المساكين
    كان رجل ضاحك القلب عالى المقام _ زاهد

    (عدل بواسطة Osman Musa on 07-29-2007, 03:21 PM)

                  

07-29-2007, 07:19 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Osman Musa)

    Quote: عمك بخيت فرنسا له الرحمة


    العزيز عثمان ،
    زلزلتني يا رجل : عمي بخيت أم جدي الذي له الرحمة ؟
    أتمنى أن لا تكون قد عنيت أحد عمّيّ -
    فعلى حد علمي أنّهما ما زالا يرزقان حتى مساء البارحة !!

    محبتي وسلامي الى أن تنجلي الحقيقة ،
    وشكرا على الكلمات الطيّبات .
                  

07-29-2007, 06:14 AM

هند محمد
<aهند محمد
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 4300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    دام لك الاحساس ..والحروف الانيقة .. مودة ..
                  

07-29-2007, 07:26 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: هند محمد)

    الشاعرة الرقيقة / هند محمد ،

    سعيد أنا لطلتك هنا - معنا ،
    أكتبي برومانسيّتك ذاتها
    علّ رقتها تليّن قلب هذا الزمان القاسي .
                  

07-29-2007, 06:27 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: فالعمر انشرخ قرميده يا صديقى


    العزيزة / سلمى ،
    أذكر العام 1980 وأنا عائد لتوي من "دمشق" حيث قدّمّنا "محمد مدني" الى كلانا ،
    كنّا نمور بالحيويّة والآمال العراض ، ونحلم بوطن يسع الجميع ،
    وسعينا وسعينا ،
    وحين التفتنا لوهلة إكتشفنا العمر المنشرخ القرميد -
    وان امامنا ما زالت وهادٌ في انتظار سعينا .

    فيا لألهنا " المنشغلُ بترتيق الأبديّة " .
                  

07-29-2007, 06:45 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: ولكن هل يمكن ان ننظف الكلمات من ماضيها؟


    صديقي / يا مشاء ،
    في اعتقادي أن هذه مهمّة الشاعر الأولى :
    أن يجلس الى طست اللغة، ومن ثمّ يأتي بالكلمات واحدة اثر أخرى
    ويغمسها فيه ممسكا ً بليف ِ فكرة جديدة ليفركها ويجلوها
    لتزهو في ثوب ٍ جديد .

    أعلم أنّه غبار 1500 عام المتراكم على مفرداتنا فأقعدها عن الحراك ،
    وأن المهمَّة مما يشيب القلب ، عويصة وشائكة -
    ولكن قل لي : مَن منّا يسعى الى السهل المنال ؟!!
                  

07-29-2007, 06:54 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    صك سيدنا فرويد رضي الله عنه وارضاه ،
    كما يقول حسن موسى،
    صك سيدنا مصطلح اللاشعور ،في اكتشافه الخطير ،
    في انن لا نملك سلطة الحاضر ،
    وانما ان الماضي هو في اعماقنا ،
    ويطاردنا دائما ويتحكم فينا بطريقة من الطرق،
    هل من الممكن ان نقول ان هنالك لاشعورا لغويا ،
    يتحكم فينا ؟؟؟
    وهو لاشعور جمعي ،
    أنتجته الثقافات ورمت به في أعماق كل فرد من تلك الثقافة.
    كيف نخرج من عباءات اجدادنا اللغوية؟
    كيف نقتل أجدادنا ؟

    السيد فرويد ،عليه السلام ،
    كان يفكر في سلطة آبائنا ،
    لكنه لم يفكر ،مثل ابنه "يونغ"،
    عن أجداد أجدادنا،
    عن سحيق من السيطرات ،
    وليس السيطرة،
    اللغوية والنفسية ،
    عن كم هائل من آلاف السنوات ،
    كيف يقف الشعراء أمام تلك الكلمات الملوثة بدم الأجداد ؟؟؟
    كيف ؟
    كيف؟
    كيف؟
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 07-29-2007, 06:58 AM)

                  

07-29-2007, 09:24 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: osama elkhawad)

    Quote: هل من الممكن ان نقول ان هنالك لاشعورا لغويا ،
    يتحكم فينا ؟؟؟
    وهو لاشعور جمعي ،
    أنتجته الثقافات ورمت به في أعماق كل فرد من تلك الثقافة.
    كيف نخرج من عباءات اجدادنا اللغوية؟
    كيف نقتل أجدادنا ؟


    أيّها / المشاء ،
    سأروي لك واقعة ، بإيجاز ، ومن ثم سأقوم باعادة طرح سؤالك :

    عالمة أجناس كانت تعمل وسط بعض المجموعات القوقازية . ذات يوم لمحت فتاة في الثامنة من عمرها على صهوة جواد .. شقراء الشعر وبعيون زرقاء ، وكانت تحمل على وجهها بعض الملامح الأروبية . بعد السؤال عنها اكدوا لها أن هذا أباها وتلك أمها : قوقازيين أصيلين . بعد سنين من العمل المضني ، وبعد فحص الحمض النووي إكتشفت أن الفتاة تتلاقى خصائصها مع مجموعة في روسيا البيضاء إنقرضت منذ اكثر من ألفيْ عام .

    فهل يا ترى أن الجينات قد قفزت كلّ تلك السنوات ، وعبرت آلاف الأميال
    لتحطّ ، فقط ، على وجه الفتاة وشعرها ولون عينيها - دون أن تحمل معها خصائص أخرى ، دفينة وعميقة ، لا ترى بالعين ولم تبِنْ لأهل الفتاة ولا للفتاة ذاتها ؟!!

    نعم ،
    فاللاوعي لكل فرد يحمل / ليس ثقافة الأجداد فحسب / كلّ تاريخ البشريّة . ذلك التاريخ الذي لا يقف عند تخوم بدايات ظهور الإنسان ، ولا عند جدود جدوده - بل ليتعدّى كلّ ما يخطر على بالنا : لأنّه من الخطأ أن نؤرّخ "لنا" بنشأة الكرة الأرضيّة ، فالكون كله إنبثق من نواة ٍ واحدة .. وبداخل كلّ منّا بعضٌ منها .

    العلم ذاهبٌ الى رحاب معرفة كونيّة لا حدّ لها . وأدواته التي يحملها الآن مازالت جدّ ضئيلة اذا قسناها بحجم أحلامه . ولكنها في الوقت ذاته جدّ عظيمة اذا قيست بما كان عليه العلم قبل مائة عام .

    إن العالم / الشاعر قد ظهر ،
    فالى متى سنظلّ في انتظار ظهور الشاعر / العالم ؟!

    علينا بتطوير أدواتنا ، بشحذ خيالنا ..
    بنفض الغبار عن لغتنا ، مفرداتنا لتتواكب
    والعلمْ .
                  

07-29-2007, 03:27 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    اعتزر يا صديقى العزيز
    رحم الله جدنا بخيت فرنسا
                  

07-29-2007, 04:21 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Osman Musa)



    دخل يا سادتى عبدالعزيز المقالح
    الى مجلسكم العامر بكم والضيوف
    سلم
    وعلى المجلس الوسير (قعد) بعد أن
    وضع حزمة القات الرداعى والصحيفه
    وقال
    ...... كانت اللغات بيضاء
    ولا تضاريس لها ،
    كان الطريق ناعما ..
    ولا أقدام للانسان غير قدميه،
    والفضاء كان للطيور
    وأديم الأرض للنبات
    والأحياء ،
    وكان ضوء الشمس لا يحد
    والنجوم تملا السماء فرحا
    والقا ،
    وتزرع الليل غناء صافيا كالصبح
    رقصا عاريا كالحلم ..
    والآن انطوى ،
    توارى خلف وهم الآن .

    _____________ اظن أنه يسال عن (ضهبان ) اللغات وهل اللغات الأن
    فى حفلة تنكرية_
    ( رايك شنو يا استاذ اسامه الخواض فى كلام الزول اليمانى الذى ارسل
    الخيال الى بلاد الواق الواق بى ربطة قات واحده بس . تحياتى
    الاخوان عادل عبدالرحمن
    واسامه الخواض
    والمقالح ونجوم المجلس العامر .
                  

07-29-2007, 10:29 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Osman Musa)

    Quote: اعتزر يا صديقى العزيز
    رحم الله جدنا بخيت فرنسا


    لا عليك يا صديقي ،
    كنت أعلم بأنك تقصد جدي -
    بس قلتَ أهجول بيك شويّة ..

    مرحباً بالمقالح ،
    وشكرا للذي ذهب الى واق الواق بحزمة قات
    اللهم أعطنا خفّة رأسه !
                  

07-30-2007, 07:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: اللهم أعطنا خفّة رأسه !

    أو كما قال شاعرنا الكبير عادل عبد الرحمن،
    اللهم ارزقنا بعضا من شاعريته،
    المهم صديقنا عثمان،
    ضهبان اللغات هو انها تلوثت بخطاب الاجداد ،
    كيف لنا ان نعيد اليها عذريتها؟
    هل بخطاب الشاعر\العالم ،
    كما يقول سيدنا عادل ،
    أم بخطى المنظف لمسيرة الاجداد اللغوية؟
    كنت اتفرج على فيلم توثيقي عن جاك دريدا ،
    انتجته مجموعة سينمائيةمن كاليفورنيا التي اقيم فيها الآن،
    وفيه تحدث عن دور الفيلسوف كمعبر عن الآخرين،
    فهل يكون دور الشاعر التعبير عن الآخرين ،
    و الغاء "الذات"؟
    هل سيصبح الشاعر زاهدا عن ذاته ؟
    هل سيكون متصوف هذا الزمان الكوكبي؟
    أم سيكون ذاته على علاتها ،قاهرا للذات الجمعية؟
                  

07-30-2007, 08:17 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: osama elkhawad)

    أيّها المشاء ،
    دعني أجلب هذا الموضوع الى هنا اليوم ،
    والى حين آتيك غدا ً :



    الفن البيولوجي بوصفه جسراً بين العلم والفن
    التاريخ: Sunday, March 25
    اسم الصفحة: استراحة المدى
    ترجمة: فاروق السعد


    أمضى آدم زارتسكي 48 ساعة وهو يعزف "روائع" انجلبرت همبرونك على طبق من البكتريا (E.coli) للتأكد من ان الأصوات او الاهتزازات تؤثر على نمو البكتريا. ونتيجة ملاحظة ان إنتاج المضادات الحيوية للبكتريا قد ازداد، فقد قرر زارتسكي بانه ربما ان حتى الخلايا كانت متضايقة بسبب التعرض المستمر لـ "ضوضاء، موسيقى شنيعة بحق". يمثل حس الدعابة هذا مكونا كبيرا من عمل زارتسكي في حقل الفن البيولوجي الناشئ، و هو مصطلح واسع عن مزيج من الفن، التكنولوجيا و العلم والذي يجتذب الفنانين، العلماء ويثير الجدل.

    وبعد ان قام بالتدريس في معهد رنسلر للبوليتكنيك Rensselaer Polytechnic Institute، اصبح زارتسكي شخصية بارزة في مملكة الفن البيولوجي كما اصبح RPI بوتقة للأعمال الجديدة. يستخدم الفن البيولوجي الأنسجة الحية، الكائنات الحية والعمليات الحياتية لخلق اعمال فنية تترك غشاوة على التمييز التقليدي بين العلم و الفن. يميل القسم الاكبر من تلك الاعمال الى عكس المسائل الاجتماعية، بنقل النقد السياسي و الاجتماعي من خلال الجمع بين العمليات العلمية و الفنية. يبين احد معارض الفن البيولوجي الاخيرة كيف ان التقنية البيولوجية و العلوم الاخرى تتغير و يتم اعادة تعريفها. فكل عمل فيه تقريبا حي، وتشمل الوسائل المستخدمة البكتريا المتلألئة و الفاكهة المتعفنة. وطبقا لمنظم المعرض، يلتمس العرض عملية الوصول الى تحقيق انجازات التقنية البيولوجية وما تتضمنه اكثر يسرا، و هو الهدف الذي يشترك فيه معظم الفنانين البيولوجيين العاملين هذه الايام. "ان (الفن البيولوجي) هو طريقة للنظر الى المكان الذي نلتقي فيه بأنفسنا، الثقافة الإنسانية و بقية العالم الحي" كما يقول زارتسكي. في RPI تمثل الفنون البيولوجية منهجا ناميا من خلال برنامجه iEAR ( الفنون الالكترونية المتكاملة في رنسلر). " يساعدنا iEAR في خلق تزاوجات و بناء ارتباطات في الوقت الذي نقوم فيه بتطوير الفن البيولوجي" كما قالت كاثي هاي، و هي بروفيسورة و مديرة البرنامج. " نحن محظوظين هنا لان هنالك الكثير من الأشياء التي تحدث من حولنا من التقنيات الدقيقة والهندسة البيولوجية." وقالت هاي بانها اصبحت في الاساس مرتبطة في الفن البيولوجي من خلال اهتمامها في مسائل النساء كما ان الكثير من عملها السابق كان يركز على عملية الولادة وتقنيات اعادة الانتاج. قام زارتسكي بفتح دورته، " VivoArts: ستوديو الفن والبيولوجيا" في RPI في الفصل الدراسي لخريف عام 2006. تعمل الدورة على توجيه خليط من الفنانين، العلماء وطلبة الطب في استكشاف علوم الحياة من خلال مشاريع تقوم بتفحص العلاقة البشرية بالنظم الحياتية. تهدف دورات VivoArts الى تعريف الفنانين على مختبرات، التي كما يقول غالبا ما تكون الاكثر" أكراها و الأماكن الغريبة" . ففي احدى الدروس، قد "يرسم" الطلبة بواسطة بكتريا معدلة وراثيا ؛ و في اخرى، قد يشارك الطالب او الطالبة في عمل فني حي. تتضمن العديد من الاعمال الفنية زراعة نسيجية و transgenics، وهو مصطلح واسع يشمل مختلف عمليات الهندسة الجينية التي من خلالها يتم تعديل المواد الجينية من احدى الكائنات الحية عن طريق اضافة او تركيب مواد جينية من كائن عضوي آخر. ومن احدى الأمثلة الأصلية لهذا النوع من فن transgenics كان "البا"، وهو أرنب فسفوري خلق من قبل كاك في عام 2000. فعن طريق إدخال جين البروتين الفسفوري من قنديل البحر الى خلية بويضة أرنب مخصبة، أنتج في النهاية كاك أرنبا يتوهج بالأخضر البراق تحت الأضوية الزرقاء. ولقد قامت Reodica في RPI بدمج جسمها ذاته اضافة الى خلايا حيوانية في مشروعها لعام 2004، "hymeNextTM". فباستخدام نماذج نسيجية من خلايا مهبلها ذاته، دمجت ريوديكا بين وسائل الاعلام الحديثة وطرق فن النحت بزرع الأنسجة لإنتاج سلسلة من غشاء البكارة الاصطناعي. تهدف اجزاء ريوديكا الى التصدي للجنسانية المعاصرة، و الى اثارة التفكير في الجسد الأنثوي و التأكيدات الموضوعة على العذرية في ثقافتنا. ان ريوديكا، التي كانت في الاساس طالبة طب، قد تحولت الى الفن التجاري قبل عملية البحث المتأخر عن طريقة لاستكشاف العلم من خلال الفن في الوقت الذي يتم فيه ايضا طرح رسائل ومسائل اجتماعية. بين معرض اكتوبر الماضي الذي أقيم في RPI تفاصيل العمليات التي انتهت الى تطوير "hymeNextTM" و أعمالها الاخرى، بضمنها نسخ ضخمة من خلايا عضلية تسمح للمشاهد في التجوال من خلال نسيج الخطيئة. وتتضمن المشاريع الاخرى التي تعمل فيها سلسلة تطلق عليها "النحت الحي" التي تقوم بخلق مجموعة من الأجنة الاصطناعية لكائنات خرافية.
    لا يستسيغ الجميع هذا المزج بين الفن و العلم
    واجه كاك وآخرون معارضة من مجموعات حقوق الحيوان التي تتهمهم بالتعامل غير المنصف مع الكائنات الحية لأغراض أنانية، و من مجموعات محافظة التي كانت تتساءل عن أخلاقية الـ(transgenics) و زرع الأنسجة. "ان التلاعب في الجينات الحيوانية له علاقة باستخدام الحيوانات للأغراض الإنسانية" بغض النظر ان كانت العملية تجرى لتوجيه نوع من النقد الاجتماعي السياسي، كما قال الاكا جاندان، و هو باحث أقدم في بيتا . " ان المعاناة ووتفاقم الإجهاد على الحيوانات تنطوي على مشكلة كبيرة". كما حذر جاندان ايضا من ان العلماء لا يمكن دوما ان يتكهنوا بالمشاكل الصحية الاخرى التي سيعاني منها الحيوان من تعديلاتهم." نحن نساند تماما عملية الإبداع و لكننا نعارض جميع أنواع المعاناة."
    اعمال الفنانين البيولوجيين الاخرين تقود الى عملية تدقيق وطنية
    كان ستيفن كورتس، وهو بروفيسور في SUNY Buffalo، قد اعتقل بتهم إرهابية فيدرالية قبل ما يقرب الثلاثة اعوام بعد ان تكتشف الشرطة أنواعاً معينة من البكتريا والمواد البيولوجية الاخرى في بيته. أكد كروتس بان العينات كانت مخصصة لأعماله الفنية البيولوجية و بانه لم يعامل بإنصاف بسبب اختياره لتعبيره الفني. ان محاكمة كروتس معلقة الان في النظام القضائي الفيدرالي، بعد ما يقارب الثلاثة اعوام. ان جزء من مشكلة الفن البيولوجي، كما يشرح عضو الهيئة التدريسية في RPI وزميل كورتس، ريج بيل، هو ان الكثير منه يبدو بانه مغلف بالسرية بسبب الخلفية المختبرية. يعمل كل من بيل وريوديكا لمواجهة تلك النضرة من خلال إيجاد مركز خاص بـ Bio-Media، وهو رواق، مختبر ومؤسسة ثقافية تكون مفتوحة للعائلة. " بوجود الفن البيولوجي، وبدلا من مجرد الهياج حول الموضوع، تتمكن من الدخول الى مختبر حيث تحدث الأشياء حقيقة و من ثم يمكن ان يحدث عندك هياج متعلم" كما يقول بيل.


    هذا الخبر من موقع جريدة المدى
    http://www.almadapaper.com
                  

07-30-2007, 10:55 AM

السمندل

تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    تحياتي وخالص تقديري يا عادل ،
    وأرجو أن تغفر لي غيابي الطويل ؛

    وانا ، كذلك ..
    شممت وذقتُ [الكلمات] ههنا. وليس عبثاً ان تلسعني الجمرة حتى شُــلّــت لهاتي وتخثر لساني ، فيما يدي تحرك الهواء الساخن ـ رأساً وعقباً ـ في سنتمترات الفراغ التي هندستْ شكل فكيّ المُـنتاب هجيراً متصادياً ؛ شروداً والتباس عناصر .
    ولعلي أذيع سراً حين أقول لكَ إنها المرة الأولى التي يُهدى لي فيها كلاماً يربك لغتي ويشتت عظامها . صار كل عظمٍ في سديمٍ مسافرةٌ به الأيام ، ولا مناص من هدهدته وخلقِ الحكاوي له ، كي يأكل ويشرب ـ مثل الناس ـ من ذاكرة الحياة ؛ ليحيا . وهي حياةٌ زهيدة الكلام ، كما ترى .. وسأعود لأحكي لك ما حكيته للسديم الحيّ [الذي لفحَ عظام الكلام] ،، وكنتُ قد ربيتها طويلاً في دماغي وفي جيوب وقتي المسروق، مـذ كنتُ أثقب حرارة الجمرة المحيطة بروحي ، بقهقهات كنا نطلقها ، بلا تروٍ ، في أمكنة لا تصلح حتى للتذمر.. واسأل ،عن ذلك، محمد مدني .
    الآن ، تغمرني سعادةٌ أراها تشرق من بين أصابعي المستحكمة بلفائف الدخان ، لأنك هنا : فذاً ، شفافاً وحكيماً ، وسط زائريك الذين مسّهم ما مسّني من جمر كلامك المبهر، فما لبثوا أن تدافعوا يسامرون الكلمات [ايضاً] في وحشتها وغبنها الأزلي ، متوسمين ، في الوقت ذاته ، أن تكون عودتك للمنبر نهائية ، حتى نفكّ أسر البورد من أيدي قطاع الطرق العنصريين الذين استولوا عليه بزبد الكلام عندما خيّم علينا نحن زهده ..

    سأعود وأتسلل معكم ، إلى رحمة الريح


    نزار السمندل

    (عدل بواسطة السمندل on 07-30-2007, 11:00 AM)

                  

07-30-2007, 11:24 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: جلستُ الى الكلماتْ
    مُغمض العينين قلّبتها بين كفيَّ ،
    تحسّستها من كلّ معنى ،
    شممتُ وذقتُ مدادها ،
    تسمّعتُ أصداء مَن تبادلوها قبلي :


    Quote: الكلماتُ التي جلستُ اليها زائغ العينين ،
    راعش الكفّ ،
    متلعثما ً،
    متهيّباً جسَّ فروتها .

    علاقة ايروسية بين الشاعر/الكاتب وبين الكلمات/اللغة.
    ذكرتنى كلام الشاعر اليونانى رتسوس؟ ان الكتابة مجامعة دائمة..
                  

07-30-2007, 03:28 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Adil Osman)


    هل سيصبح الشاعر زاهدا عن
    ذاته ؟
    اخى الشاعر الضخم اسامه الخواض
    جاك دريدا يريدك أن تحكى لنا
    عن ما هو دور الشاعر ؟
    لكم تحياتى .
                  

07-31-2007, 03:35 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Osman Musa)



    نتمم كل يوم
    على زهد الكلمات
                  

07-31-2007, 08:32 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: هذه الكتابة تشبه الوخز اللذيذ ، في جلسة إبرٍ صينية ، مهمتها مداواة شخص ما من حمى النيكوتين . أليس هذا ما يفعله عادل عبد الرحمن ، بهكذا تجريدية لونية لا يقوى عليها رسّام شاهق مثل قاسم عثمان ؟؟
    الحرف " ينهش " في عظم الذاكرة وساوس ( أم أنها ارهاصات؟ ) انثى جميلة هي كل " منى " الشاعر ،الذي إذ تخور قواه من زحزحة " إثم " غيابها ، فإنه يبني تمثالاً من الحلوى في شكل رضابها ليعبده حتى قيام الساعة
    \\إنها لذة النص .. التي حيّرتْ ، ذات يومٍ ، أبو البنيوية رولان بارت فمات في مفترق طريقها ،، تاركاً علامات الاستفهام جالسةً القرفصاء ـ مثلنا تماماً ـ على حجرٍ تفكِّر
    الساعة تقوم .. ولا تقوم الذاكرة بأعباء التحقُّـق .. المليون " رطل " فقر تراكمت .. والحقائب في مغازلة دائمة للمركبات .. الرحيل على أشده .. ورضاب الحبيبة / الـ منى ينتهر المسافة بين ذاكرة الشاعر ورؤاه الحالمة / المحطّمة أنْ : التئمي يا مسافة ولمّي الضفاف المتباعدة قسراً .. هل من إله ليجيب ؟
    الحبيبة ، ورضابها الكاكاوي . منازلَ كمنازل " قلوب " المتنبئ ( لكِ يا منازل في القلوب منازل / أقفرتِ أنتِ وهنَّ منكِ أواهلُ ) .. لكن اصطفاق الباب يزلزل الممكن ، ويشتُّ باللوعة صوب مجاهل تحتضنها المنافي كحسرة لا براء منها .. كم تبدو المنافي شهيةً وحنونةً ،، عندما يجنُ جنونُ الجنون الذي تقابل به محبوبتك جنونك المجنون بجنّها .. عندما تُخْرِجُ المحبوبةُ أصابعها من كفّك ، وتسلّم نفسها للغياب ،، وتسلّمكَ للـ ما لستَ تدري
    تجثو أمام الذكريات ، ولا تتعب من الاحتضار //// منْ يدفن العشّاق إذا ماتوا في الغياب ؟؟؟؟؟


    يا سمندل ،
    لقد كتبتُني من قبلي -
    من قبل أن أكتبني بعدَك ..

    فكان أن "امتلأت يدي بالعزيمة
    فشرعت ُ في كتابة هذي القصيدة" .

    عادل
                  

07-31-2007, 08:43 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: ذكرتنى كلام الشاعر اليونانى رتسوس؟ ان الكتابة مجامعة دائمة..


    يا لحكمة "يانيس" !

    العزيز / عادل عثمان ،

    شكرا ً لملامستكَ اللطيفة
    لروح الشعر ..
                  

07-31-2007, 10:12 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: فهل يكون دور الشاعر التعبير عن الآخرين ،
    و الغاء "الذات"؟
    هل سيصبح الشاعر زاهدا عن ذاته ؟
    هل سيكون متصوف هذا الزمان الكوكبي؟
    أم سيكون ذاته على علاتها ،قاهرا للذات الجمعية؟


    أيّها المشاء ،
    لقد طرحت الأسئلة المحرقة التي لازمتنا منذ المهد ، والتي يبدو أنّها ستلازمنا الى اللحد !

    ولكنك يا صديقي أجبت عليها بالسؤال :
    ( أمْ سيكون ذاته على علاتها .. ) -
    سنكون "ذاتنا" على علاتها ،
    على "جنّ جنونها" كما قال السمندل ،
    وبجنوننا سنهتدي
    سنهتدي الى سبيل وحدتنا التي ضاعت :

    .
    Quote: ففي عصور ما قبل التاريخ كان الشعر والدين والعلم والسحر والغناء والرقص أمرا واحدا شاملا. وحين استقل كل فن بنفسه وانفصل كل فرع من فروع المعرفة وحده تفرقت الجماعات والتقاليد والجمهور.

    أوكتافيو باث : " القلة والكثرة"

    ولنلمّ شمل الكون من جديد !
                  

07-31-2007, 11:48 AM

Amin Mahmoud Zorba
<aAmin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: سأعود وأتسلل معكم ، إلى رحمة الريح


    سأغيب واختفي ولن ابالي بالريح ولا ارجو رحمة ولا تسول ()وانا كما فطرتني يا مولاي)
                  

07-31-2007, 03:19 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Amin Mahmoud Zorba)


    المشاء العزيز
    فى رجاك .
    كدى اكسح ليك كسحه كاربه
    وتعال
    لملم رد السؤال .
    لكم التحية
                  

07-31-2007, 04:01 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    العزيز / زوربا ،

    مرحبا ً بك في مهبّ الريح
    التي لا تبقي ولا تذر ..
                  

07-31-2007, 04:17 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    الأعزاء المتداخلون ،
    والقراء الأعز !

    لقد حاولت أن أقتطع أجزاء من هذه الدراسة التالية ، إلا أنني عجزت عن حمل مبضعي ..
    ولعلمي بأنكم ستعذروني - عن اطالتها بعد القراءة - فها هي لكم :






    دراسة

    القلة والكثرة

    أوكتافيو باث
    ترجمة: ممدوح عدوان


    كل حديث عن الشعر يجب أن يبدأ، أو ينتهي، بسؤال: كم من الناس مازالوا يقرؤون كتب القصائد؟ ومن هم هؤلاء؟
    ولقد استخدمت متعمدا كلمة "قصائد"، بدلا من كلمة "الشعر"، لأن الإنسان يستطيع أن يجادل إلى ما لا نهاية حول: ما هو الشعر؟ لكنه ليس من الصعب التفاهم حول معنى كلمة "قصيدة". فهي شيء مصنوع من كلمات بغرض احتواء مادة ما وإخفائها في الوقت ذاته. وهي مادة غير محسوسة وعصية على التحديد واسمها الشعر. وللسؤال قسمان وحدّان قائمان أولا على الإحصاء -كم؟- وثانيا على علم الاجتماع (السوسيولوجيا): أي نوع من الرجال والنساء يقرؤون القصائد؟ وقد أجاب خوان رامون جيمينيز حين وجه بسؤال كهذا بالإهداء الذي وضعه لأحد كتبه: "إلى الأقلية الهائلة". فكلمة "أقلية" تقلل عدد القراء إلى ما أسماه ستاندال "القلة السعيدة". ولكن كلمة "هائلة" تزيد العدد فورا: فهؤلاء القلة كُثُر – كثر إلى درجة أنهم لا يحصون، مثلهم مثل كل شيء هائل. وإن جيمينيز يضع الأكثرية التي يمكن إحصاؤها مقابل الأقلية التي لا تحصى. وهنا استحالة منطقية؛ لأن الأقلية، إن كانت لا تحصى، فهي ليست أقلية؛ وإن كانت قابلة للإحصاء لا تكون هائلة. بل إن هناك ما هو أكثر من ذلك: فإن كانت الأقلية لا تحصى فالأكثرية بدورها يجب أن تكون غير قابلة للإحصاء. هائلان، ولا محدودان؟ هذا كثير جدا عينا. فلا محدود واحد يكفي للهيمنة وللقضاء علينا.
    ولكن قد يكون للجملة معنى آخر: إن قراء القصائد، الذين يظلون قلة رغم كثرتهم، يشتركون، إفراديا وجماعيا، في ما هو هائل. ولكن ما هو الهائل؟ إنه ذلك الذي لا قياس له، أو هو ما يستحيل قياسه. الكثرة/القلة التي تقرأ القصائد تشق طريقها عبر وقائع غير قابلة للقياس، وفي مرايا الكلمات يكتشفون لا نهائيتهم ولا محدوديتهم. إن قراءة قصيدة توصل القارئ إلى عالم غير شخصي (يتجاوز الشخصي) ولذا فإنه، وبالمعنى الدقيق للكلمة، هائل. والاتصال، دائما تقريبا، قصير. ويتلخص أحيانا في الكلمات التالية: "أسمع حمامة من طوفانات أخرى"(1).
    ولكن سواء كان قراء الشعر كثرة أم قلة فإنهم لم يشكلوا أبدا أكثرية في المجتمع، باستثناء، ربما في فجر التاريخ أو في المجتمعات التي نسميها بدائية. فبعض علماء الأقوام يفيدون أنه حتى إلى ما قبل بضع سنين كان الرجال والنساء في أدغال أمريكا الاستوائية يتجمعون مع حلول الظلام حول نار المخيم ليستمعوا، بتأثر شديد، إلى قصص آلهة القبيلة وأسلافها. ومن خلال الأساطير، التي هي قوام تلك الحكايات، كان كل شخص في الجماعة يحس أنه جزء من مجموع هو، في الوقت ذاته، طبيعي وفوق –طبيعي. لأن الأسلاف الميتين كانوا أيضا جزءا من القبيلة. وكان استظهار قصائد تحكي عن أصل العالم والأقوام، على ضوء النار، يجعل العلاقة بين الطرفين تحيا، وتصبح، بالمعنى الدقيق للكلمة، حقيقية. كانت القبيلة، لساعة أو ساعتين، تتحول إلى جماعة شعرية تحتوي على الأحياء والموتى.
    ولكن منذ بدء التاريخ –أي منذ أن راكم البرش قراهم النيوليتيكية (العصر الحجري) وصاروا يعيشون في مدن –تبعثرت الجماعة الأصل: انقسمت طبقات ومهن وتجمعات –إلى عمال مياومين وحرفيين وجنود وكهنة وسادة وسلاطين. وحتى المعتقدات الدينية انقسمت. فاعتقاد الخزاف لم يعد مثل اعتقاد اللاهوتي، واعتقاد الخطاط ليس كاعتقاد العبد. صار انقسام المجتمع شبيها بما يوجد اليوم من فنون وعلم وتقنية. ففي عصور ما قبل التاريخ كان الشعر والدين والعلم والسحر والغناء والرقص أمرا واحدا شاملا. وحين استقل كل فن بنفسه وانفصل كل فرع من فروع المعرفة وحده تفرقت الجماعات والتقاليد والجمهور. وليست تعددية الثقافات الجزئية في ثقافة واحدة إلا دليلا على تعايش أقليات مختلفة، بعضها يحب الشعر وغيرها يحب الموسيقى وآخرون يحبون الفَلك. وهذه الأقليات مترابطة ومتنوعة. وأعني بذلك أن إحداها يمكن أن تتحول إلى أكثرية ولو لفترة قصيرة. وفي هذا المجال تكون الإحصائيات، كما في مجالات أخرى، وهمية ومضللة. فالأكثرية والأقلية مفهومان لا حدود ثابتة لأي منهما.
    وتعايش الأقليات المختلفة لا ينفي –بل على العكس من ذلك يشتمل على التواصل بينها-. وتشكل شبكة العلاقات بين الجماعات المختلفة نسيجا غير محسوس لكنه حقيقي: إنه ثقافة(1) الشعب. ففوق كل ثقافة فرعية –وتحتها أيضا- هناك الأفكار والمعتقدات والعادات المشتركة بين أفراد المجتمع كلهم. إنها الأساس –الروحي والعقلي والعاطفي- للشعب. وهي أيضا المرتكز الأساس للفنون، وخاصة الشعر. النبع الذي لا ينضب. ويرى الناس أنفسهم في الأعمال الفنية لأنها تقدم صورا عن الكلية غير المرئية. وحتى حين تعبر عن التشتت وعن أتمتة المجتمع والأفراد، كما نرى في الشعر الحديث والروايات الجديدة، فهي تتحدث في الواقع عن الحس الجماعي الضائع. ولذا لا يعود مهما أن كتابا ما لم يقرأه في البدء إلا القلة. فالحفاظ على الذاكرة الجمعية من قبل جماعة ما، ولتكن صغيرة، هو سجل خلاص حقيقي للمجتمع بأسره. فبمعونة هذه السجلات تعبر الثقافات والتقاليد بحار الزمن.
    وبالإضافة إلى هذه المجموعة من المعتقدات والصور –تلك التي تسمى عادة "روح الشعب"- هناك موضوعات وأحداث وشخصيات تستطيع، على مستوى أكثر سطحية، أن تحرك الجموع وتستحوذ على المخيلة الجمعية. تلك هي "الشؤون العامة": الأفكار الدينية والسياسية، النزاع على المعتقدات والمؤسسات، وتحركات الرأي في هذا الاتجاه أو ذاك. والشؤون العامة هي أيضا أحداث وأنباء وأسماء: حفلات تتويج واحتفالات دينية أو دنيوية، سقوط أسر حاكمة وثورات وانتفاضات وزيجات ملكية وقتل ملوك وميتات زعماء وما إلى ذلك. وقد يصبح الحادث الشخصي حدثا عاما: مثل قصة حب ممثلة، أو انتحار رجل مصارف، أو حادثة، أو جريمة قتل، أو غنى مفاجئ أو إفلاس مفاجئ لهذا الشخص أو ذاك، أو شجاعة بطل، أو، أخيرا، كل التقلبات الاستثنائية والمفاجئة لدولاب الحظ. لم يستطع أي كاتب، ولا حتى كاتب البست سيلر(1)، أن يحقق شهرة مثل نابليون أو أتيلا، ولا شعبية مثل جاك ديمبسي أو مارلين مونرو. ولكننا لا ننسى أنه كانت هناك حالات مثل حالة لوبي دو فيغا في القرن السابع عشر، وفولتير في القرن الثامن عشر، وفيكتور هيغو في القرن التاسع عشر، وبيكاسو في عصرنا، وعدد قليل غيرهم. ولكن على الرغم من كونهم قلة إلا أن هذه الاستثناءات تؤكد القاعدة.
    وهذا أمر طبيعي. فالأهمية الفائقة التي يعطيها الخيال الشعبي للزعماء والملوك والرؤساء ونجوم السينما والشخصيات التلفزيونية والأسماء اللامعة في عالم الرياضة يجب أن لا تفاجئنا. الغريب هو أن البشر منذ فجر التاريخ ينظمون القصائد، ويرسمون الصور، وينحتون منحوتات حجرية، أو يقدمونها بالبرونز، أو يصنعونها من الطين، ويخترعون القصص من الكلمات. وليس أقل غرابة أن هذه الأعمال تبقى وتنتقل من جيل إلى جيل. إن التكنولوجيا تغير وتتغير-فالطباعة تحل محل المخطوطات؛ والتلفزيون قد يلغي الكتب (أنا أشك في هذا شخصيا)-ولكن الفنون تبقى مهما كانت حالة التكنولوجيا أو حالة المجتمع. الشؤون العامة وشخصياتها ذوات الأهمية تزول. ولكن القصائد واللوحات والسمفونيات لا تزول. وأهمية الفنون –والأمر ذاته ينطبق على العلوم والفلسفة- كانت دائما من صنع أقلية. والنتيجة التي أريد أن أتوصل إليها هي ما يلي: إن السؤال الرقمي: كم؟ أي: هل هم قلة أم كثرة؟ -هو سؤال لا معنى له.
    ولكي يكتسب معناه يجب وضعه في سياق يشتمل على مصطلحين. وهذان المصطلحان هما التقسيم في الفراغ، أي جمع العامة والجمهور، والاستمرار في الزمن، أي التتالي غير المنقطع لأجيال من القراء والمستمعين. فالتنوع والاستمرار ليسا مجرد مفهومين رقميين (عددين).
    وإنني أخشى أن لا تكون حجتي مقنعة للكثيرين. فبالنسبة للعقلية الحديثة لا شيء له أهمية مثل الرقم. علماء الاجتماع والأكاديميون والصحفيون والناشرون يبلغوننا أنهم مسلحون بإحصائيات لا يرقى إليها الشك. ومن خلال استشهادهم بهذه الإحصائيات يقولون لنا إن الشعر فن صائر إلى الزوال؛ أو لعله يبقى إحدى الغرائب في متحف الأثريات. بشجاعة صاغوا نوعا من القانون حول الانحدار المستمر في قيمة الشعر: فقراء القصائد اليوم أقل مما كانوا عليه قبل ثلاثين عاما. وقبل ثلاثين عاما كانوا أقل مما كانوا عليه قبل سبعين عاما. وهكذا دواليك رجوعا عبر الزمن. ولكن في هذا المجال، كما في غيره، ليس المعيار العددي وحده كافيا. فهل هذه النتيجة صحيحة؟ دعنا نتفحص الأمر لنرى. قبل عدة أيام اشتريت كتابا صغيرا من إحدى مكتبات نيويورك وهو بعنوان "أفضل الشعر الأمريكي، 1989". والكتاب مختارات لأفضل القصائد التي كتبت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 1988. وناشر الكتاب هو الشاعر والناقد دونالد هول. وفي المقدمة لامس هول الموضوع الذي أعالجه وقدم وقائع وأرقاما. وسأورد بعض إحصائياته بعد قليل. وعلى الرغم من أنها تتحدث بوضوح عن نفسها إلا أنني سأورد بعض التعليقات.
    يبدأ هول بالإشارة إلى أن من إحدى علامات حيوية الشعر تجدد عادة قراءة الشعراء لشعرهم علنا أمام جمهور كبير. وقد بدأت المسألة (يقصد في أمريكا) عام 1950 ولكنها استمرت خلال العقد اللاحق وازدادت شعبيتها منذ ذلك الحين. ولتفهم أهمية هذه المسألة علي أن أذكر مسألة، على الرغم من أنها شائعة ومعروفة، إلا أنها تبدو وكأنها شبه منسية. وهي أنه في بدء حضارتنا، (وكذلك الأمر في الشرق الأقصى) كانت القصائد تلقى وتغنى. وكان AOIDOS هو الشاعر الملحمي لليونان القديمة. والكلمة مشتقة من فعل AEIDEIN: أن تغني. وكانت القطعة الملقاة قصيدة أو قسما من قصيدة ملحمية. وكان المؤدي مغنيا جوالا يلقي الأغاني الملحمية، وبشكل خاص أغاني هوميروس. وكان الشعر الغنائي يلقى أيضا بمرافقة آلات موسيقية لدى الرومان واليونان. وكانت هذه عادة شائعة جدا لدى كافة المجتمعات، في الشرق كما هو الحال في أمريكا –ما قبل الكولومبية(1). وقد استمرت هذه العادة في أوروبا ما يزيد على خمسة عشر قرنا. ولعله ليس من الضروري أن نعيد إلى الأذهان المغنين الجوالين، أو الشعراء الجوالين، أو الشعراء الغزليين، أو الإلقاء بصوت مرتفع للقصائد في بيوت الأشراف أمام نخبة مختارة من أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين أو أفراد الحاشية من ذوي المكانة. وفي القرن التاسع عشر حلت القراءة الشخصية الصامتة محل الإلقاء العلني للشعر (وهذا من دلائل انتصار الكتاب والكتابة). وفي الثلث الأول من القرن العشرين اختفت عادة إلقاء الشعر أمام الجمهور اختفاء شبه تام.
    ويلاحظ هول أنه ما بين 1920 و1950 –وهي إحدى الفترات العظيمة في تاريخ الشعر الحديث في الولايات المتحدة- لم تكن القراءة العلنية للشعر أمام الناس نادرة فقط؛ بل نادرا أيضا ما كان كبار الشعراء –من أمثال فروست وإليوت وباوند- يشاركون فيها. ولكن عند نهاية الخمسينات، ومع الظهور المفاجئ للجيل الغاضب Beat Génération، تغير الأمر وصار إلقاء الشعر أمام الجمهور إحدى السمات المميزة للحياة الأدبية في الولايات المتحدة. والقراءات الشعرية اليوم إحدى اليوميات الثقافية مثلها مثل المعارض الفنية والحفلات الموسيقية والعروض الراقصة. وتكرار المناسبات الأدبية التي من هذا النوع أمر مثير للدهشة سواء في المدن الكبرى أو في الجامعات. ويتكون الجمهور في العادة من الشباب، الأمر الذي يعني أنها ليست بالعادة التي تموت –كما يؤكد المتنبئون بموت الشعر- بل تقليد يحيا. تقليد يستعاد ويتم تجديده. ويقول لي بعضهم إنه لا في أمريكا اللاتينية ولا في أوربا، باستثناء إنكلترا، تتكرر القراءات الشعرية بالكثرة التي تتكرر بها في الولايات المتحدة أو تجتذب الجمهور بتلك الكثرة. وهذا صحيح. وصحيح أيضا أن القراءات الشعرية في روسيا أكثر شعبية مما هي عليه في الولايات المتحدة.
    ويقول هول إنه في عام 1950 لم يكن عدد النسخ لطبعة من ديوان شاعر ليس معروفا منذ مدة طويلة –كأن يكون ديوانه الثاني أو الثالث- يزيد عن عدة مئات؛ أما اليوم فتصل نسخه إلى أربعة أو خمسة آلاف نسخة. ودواوين الشعراء الكبار أو الشعراء ذوي الشهرة الكبيرة تبيع، وبسهولة، عشرة آلاف نسخة. وقد وصلت مبيعات العديد منهم إلى خمسين ألف نسخة. وقبل بضع سنوات نشرت Publishers Weekly قائمة بالكتب الأكثر مبيعا (بست سيلرز) ضمت سيرا شخصية وكتبا حول أحداث راهنة وروايات وكتب ورحلات وكتب طبخ وكتبا تعالج موضوعات جنسية (سيكسولوجي) وأجناسا عديدة أخرى –لكنها لم تشتمل على دواوين شعرية. وعلى رأس القائمة كتاب "متعة الجنس" الذي كانت مبيعاته بالملايين. وفي آخر القائمة الكتب التي كانت مبيعاتها 250 ألف نسخة. وفي العام ذاته باع الشاعر لورنس فيرلينغيتي مليون نسخة من كتابه "جزيرة كوني(1) في العقل". وقريبا من ذلك الحين وصلت مبيعات "عويل" لآلين جينسبيغ، وبسهولة شديدة أيضا، إلى المليون نسخة. ولكن المجلة المذكورة لم تدرجهما في قائمتها. ألأنهما كتابان شعريان؟
    لابد أن أطمأنكم إلى أن هاتين الحالتين غير عاديتين. ولكن كثيرا من الشعراء المعاصرين، وعلى الرغم من أن مبيعاتهم لا تصل إلى المليون، إلا أن قراءهم يصلون إلى ثلاثين ألفا وأكثر. وبين هذه الكتب عدد ما كتب أصلا بلغات أخرى ومن قبل شعراء من أمثال غارسيا لوركا وريلكه ونيرودا. وسأوفر على القارئ الأرقام الأخرى التي أوردها هول دون إهمال النتيجة التي يصل إليها: إن عدد قراء القصائد قد تضاعف عشر مرات خلال السنوات الثلاثين الماضية. وهذا يعني أن هناك الآن عشرة أضعاف عدد قراء القصائد الذين كانوا موجودين أيام تألق الشعراء الكبار من أمثال إليوت وباوند ويليامز وستيفينس، وهي مرحلة جليلة في تاريخ شعر القرن العشرين.
    هذا أمر مثير.
    إن إحصائيات هول تقتصر على الشعراء الأحياء في الولايات المتحدة. فهل لهؤلاء أقران وأنداد في البلدان الأخرى؟ أنا لا أعرف. ولكنه لن يكون تكهنا يلقى إلى الريح أن أقول إن عدد قراء القصائد في الاتحاد السوفياتي قد تزايد بوتيرة أعلى مما هو عليه الأمر في الولايات المتحدة. والأمر ذاته يمكن قوله عن اليابان، الأمة التي لديها تراث شعري عظيم. ومن المؤكد بالمقدار ذاته أن عدد قراء القصائد في أوروبا قد تزايد أيضا (في بريطانيا على الأقل) وكذلك في البلدان الأسكندينافية وبولونيا والمجر. وفي المكسيك أيضا، وعلى الرغم من أننا بلد القلة من القراء؛ فقبل خمسين عاما كانت طبعات شعرائنا –بيليسير وغوروستيزا وفيلروروشيا- لا تزيد عن خمسمائة نسخة.
    ولكن ماذا عن النوعية؟ في اللغات كلها، وفي مراحل التاريخ كلها، كانت دواوين الشعر ذات الأهمية قليلة. ألا ينطبق هذا على الأجناس الأخرى، والرواية بشكل خاص؟ في كل عام يقذف الناشرون بعد الآلاف من الروايات التي تزين أغلفتها الملونة واجهات المكتبات. وخلال أسابيع قليلة تختفي دون أن تخلف أثرا. هذه ليست طيورا. بل هي كتب عابرة. ودور النشر الجامعية والأكاديمية، التي تقف على الطرف النقيض من دور النشر التجارية، تساهم بدورها في ما لا يمكن تسميته إلا بالازدحام الأدبي. والتوسع الحديث في الصناعة النقدية في الجامعات قد حول تلال المخلفات البسيطة المتبقية من الأدب إلى هملايا حقيقية من النفايات.
    إن أرقام هول مشجعة ومواسية. لكنها تفقد أهميتها حين يلاحظ المرء أن الزيادة في القراءة ظاهرة تشمل الأجناس كلها. إن الناس يقرؤون الآن أكثر من أي وقت مضى. نعم. ولكن هل يقرؤون بشكل أفضل؟ أشك في ذلك. فالتسلية هي حالتنا الاعتيادية. وهي ليست تسلية الشخص الذي ينسحب من العالم لكي ينغلق على نفسه في أرض خيالاته السرية والمتغيرة باستمرار؛ بل هي تسلية الشخص الذي يظل خارج نفسه دائما ويظل تائها في الاضطراب التافه واللاعقلاني للحياة اليومية. إن آلاف الأشياء تشد انتباهنا في وقت واحد. ولكن ما من شيء بينها يشد اهتمامنا. وهكذا تتحول الحياة بين أصابعنا إلى رمال والساعات في أدمغتنا إلى دخان. ولو أوتينا الشجاعة الكافية لإجراء فحص يومي لأعمالنا وأفكارنا لاعترفنا بأننا مذنبون ليس بجرائم لا تغتفر بل بما لا يحصى من الرغبات والشهوات الآنية التي تبعتها تعففات مؤقتة أو خيانات لأنفسنا وللآخرين. ولكن هل نحن قادرون على تذكر ما فعلناه أمس؟ خاصة وأن خطايانا تندرج في إطار التسلية وعقوباتنا تندرج في إطار النسيان. القراءة عكس التسلية. إنها عملية تركيز أخلاقي وعقلاني تقودنا إلى عوالم مجهولة. عوالم تكشف عن نفسها بالتدريج لنتبين أنها الوطن الأكثر قدما وحقيقة: لقد جنا منها. القراءة هي اكتشاف السبل المؤكدة التي تقودنا إلى نفوسنا. وفي عصر الإعلان والاتصالات السريعة كم يبلغ عدد من يستطيعون أن يقرؤوا بهذه الطريقة؟ قلة صغيرة. ولكن استمرار حضارتنا كامن في هذه القلة وليس في جداول المسح الإحصائي.
    إن الوقائع والأرقام لا تجيب على سؤالنا؛ لكنها تساعد على تحديده بدقة. ومن المفيد أن نقارن إحصائيات هول، الخاصة ببلده وبالعصر الراهن، بإحصائيات من بلدان وعصور أخرى.
    يعالج الشاعر والناقد بير جيمفيرير هذا الموضوع في مقالة ذكية ومليئة بالمعلومات بعنوان "الشعر والنشر"(1). ويرى جيمفيرير أن إحدى السمات البارزة في الشعر الحديث هي إصراره على أن يظل فن الأقلية. وفي النصف الأول من القرن الماضي بذل الرومانسيون الأوربيون العظام أقصى جهودهم لكسب جمهور كبير من القراء المخلصين. ونجح بعضهم، من أمثال بايرون وهيغو ولامارتين، في تحقيق ذلك. وبعد أن هدأت الفورة الرومانتيكية الكبرى اختفى الشعراء عن أنظار العامة. ومنذ مجيء الرمزيين الكبار صار الشعر فعل تمرد فردي (معتزل)، صار تدميرا سريا للغة أو للتاريخ. ولم يحاول أي من الشعراء المبشرين بالحداثة أن يسعى لنيل رضا الجمهور. بل على العكس من ذلك كانوا يسعون متعمدين إلى الكتابة بطريقة "تتنافى وذوق الجمهور. ويمثل رامبو وورثته في النصف الأول من القرن العشرين مظهرا من مظاهر هذا الاتجاه. ويمثل المظهر الآخر، الأكثر سعيا إلى التعبير الجمالي الصرف، ملارميه وأتباعه.
    ومن الصعوبة بمكان أن لا نتفق مع جيمفيرير. ولكن لابد من الإشارة إلى أن حجته تقوم أساس على تاريخ الشعر الفرنسي. ففي لغات أخرى لا تظهر دائما الرغبة في قطع الصلات مع الذوق العام. فلا تينيسون ولا براوننغ في إنكلترا الفيكتورية كانا يسيران على هدي الفرنسيين في سعيهم الجاد والهدام أو في توجههم إلى العزلة الجمالية. فقد كان تينيسون وبراوننغ مقرونين أكثر بكثير مما كان عليه الرمزيون الفرنسيون. والأمر ذاته ينطبق على ألمانيا وبولونيا والبلدان السلافية الأخرى. أما في البلدان الناطقة بالأسبانية فقد كانت القراءة قليلة –وليس مرد ذلك إلى أن الشعراء كانوا يسخرون من ذوق البورجوازية، بل بسبب الخمول الثقافي الذي هيمن على أسبانيا ومستعمراتها السابقة في أواخر القرن الماضي. ولكن الأمر سيكون مضللا إذا ما قارنا الشعر الفرنسي في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر بنظرائه في اللغات الأخرى. فالشعر الفرنسي عاش، بصفته شعرا، في زمن آخر؛ وهو الذي يحدد بداية شعرنا المعاصر. إن مالارميه وتينيسون كانا من جيل واحد. ولكن تينيسون ينتمي إلى القرن التاسع عشر، بينما ينتمي مالارميه إلى القرن العشرين. وصحيح أيضا أن الشعر، الذي هو أصل (جذر) عصرنا هذا،



    كثيرا ما يقدم نفسه بطريقة مختلفة –إن لم تكن متناقضة- لرامبو أو مالارميه. فبدلا من الانسحاب من العالم، لعله كان يسعى إلى التوحد مع رجل الشارع. وأنا أفكر الآن بوالت ويتمان على وجه التحديد.
    وليست إحصائيات جيمفيرير بأقل إدهاشا من إحصائيات هول، على الرغم من أنها تسير في اتجاه معاكس. ففي عام 1886 نشر فيرلين الطبعة الثانية من ديوانه الشهير fêtes galantes. طبعت منها ستمائة نسخة. نحيت منها مئة نسخة للشاعر وللنقاد. وإنها لواقعة ذات دلالة. ففي 1886 كان فيرلين شاعرا مشهورا ليس على مستوى فرنسا وحدها؛ بل كان مقروءا على نطاق واسع في أنحاء أوربا كافة. وكان له احترامه الكبير في بيونس آيريس ومكسيكو سيتي(1). وفي عام 1876 طبع مالارميه طبعة فاخرة من "L'après midi d'un faune" وكانت 195 نسخة. وبعد إحدى عشرة سنة، عام 1887، ظهر كتاب Poésies الذي يحتوي على المختارات التي انتقاها بنفسه. وكانت نسخ الطبعة أربعين نسخة. أما رامبو فقد قام بالدفع من جيبه لنشر الطبعة الأولى من "فصل في الجحيم"، وهو النص الذي كان له، كما نعرف، تأثير هائل على شعر القرن العشرين. وحدد عدد النسخ بخمسمائة نسخة. واحتفظ رامبو بست منها لنفسه. وكان من الممكن للنسخ الأخرى أن تختفي في مخازن الناشر لولا أحد هواة جمع الكتب الذي أنقذها عام 1901، على الرغم من أنه لم يعلن عن اكتشافه إلا عام 1914. وليس مصير العمل العظيم الآخر لرامبو "إشراقات" بأقل غرابة. فقد نشره فيرلين مع مقدمة وجيزة عام 1886 في مجلة La Vogue، ثم في العام ذاته في كتيب صغير. ولم يعرف رامبو، الذي كان في الحبشة في ذلك الحين، أي شيء عن الطبعتين. ولوتيرمان أيضا دفع، هو الآخر، تكاليف نشر كتابه Les Chants de Maldoor. ولم توزع الطبعة أبدا بل ظلت في قبو الناشر إلى أن جاء ليون بلوي وريمي دو غورمونت، بعد عدة سنوات من موت الكاتب، وعملا بحماس على لفت الانتباه إلى هذا العمل الفخم التعيس (2).
    ويقدم جيمفيرير عددا من الأمثلة المشابهة عن دواوين الشعر بالأسبانية. والأكثر إثارة بينها ديوان نيرودا Veinte Poemas de amor y una cancion desesperade. هذا الكتاب الصغير الذي طبع في سانتياغو، تشيلي، عام 1924 كان مجهولا تمام في أسبانيا؛ على الرغم من أن نيرودا عام 1936 كان شاعرا متميزا في كافة أنحاء العالم الناطق بالأسبانية. ثم قرر ألتو لاغير أن يصدر طبعة أخرى من الديوان تحت عنوان آخر: (قصائد الحب الأولى) Primeros poemas de amor. وكانت الطبعة عبارة عن خمسمئة نسخة،. وأستطيع أن أضيف مثالين، ليسا بأقل أهمية وإثارة للحزن من مثالي رامبو ولوتيرمان: لقد مات كل من غوتيريز ناجيرا وسيلفا دون أن تسنح لأي منهما الفرصة لرؤية قصائده ضمن دفتي كتاب (ديوان). وكم نسخة طبعت في الطبعتين الأولى والثانية من (آزول)؟ أو من (لاسكاس) لدياز ميرون والت يظهرت في جالابا من خلال الطباعة الرمسية في فاراكروز؟ أو (الرسل السود) وتريلسي؟ والمثال الآخر عن شاعر إيطالي: الطبعة الأولى من الديوان، الذي سيصبح أحد أهم ملامح الشعر الإيطالي في هذا القرنن وهو ديوان L'allergia (1915) لأونغاريتي، كانت عبارة عن ثمانين نسخة. ويمكن للقائمة أن تمتد إلى ما لا نهاية، وبالقدر الذي نريد. وستشتمل على أسماء أفضل شعرائنا وأكثرهم رواجا بين القراء.
    وعند هذه النقطة يبرز السؤال: هل القرار في قلة عدد النسخ عائد إلى الشعراء أم إلى لا مبالاة الجمهور؟ والجواب هو: الأمران معا. فلقد كانت للشعر منذ بداياته علاقة غريبة مع الحداثة، كما سبق أن حاولت أن أوضح في كتابات سابقة. ولكن الصراع بين الشاعر والجمهور صار قاسيا عند نهاية القرن السابق وتحول إلى انشقاق خلال مرحلة الطليعة /Avant-gardes/ في الثلث الأول من قرننا هذا. صار الشعر يزدري القيم التقليدية، وبالتدريج راح يسخر منها. لقد بلبل الدلائل والمعاني، واخترع عوالم مسكونة بأغوال لغوية، عوالم فيها برك مضللة في ما يبدو عليها من شفافية تورط الوعي للغوص فيها حتى يغرق. وكانت اللامبالاة الشعبية رد فعل طبقة اجتماعية، هي البورجوازية، والتي كانت تتجسد فيها الحداثة التي كان الشعراء يرغبون فيها ويحتقرونها في آن. رأت هذه الطبقة نفسها مشتومة، في البدء، من قبل الرومانسيين، ثم من قبل الرمزيين، وأخيرا من قبل الحركات الطليعية المختلفة. ولقي رفضها للفن الحديث تشجيعا من قبل النقد الأكاديمي المعادي وضغائن جهلة الصحافيين وكتاب التغطيات النقدية. ولكن انشقاق الشعر لم يكن باتا، كما سنرى. وظل الشعر، كما كان، ضرورة.
    وصلت الطبعة الأولى من "أزهار الشر" عام 1857 إلى ألف ومئة نسخة. ومر وقت لا بأس به قبل أن تنفد. وبعد أربع سنوات لاقت الطبعة الثانية نجاحا كبيرا؛ وذلك بالتأكيد بسبب الأمر الذي وجهته المحكمة إلى الناشر وطلبت منه فيه حذف عدد من القصائد التي اعتبرت لا أخلاقية. ولم يشك بودلير من قلة المدافعين عنه، وكان بينهم هيغو وغيتيه. وإضافة إلى ذلك رحب، بحرارة، اثنان من الشعراء الشبان في مراجعات نقدية بروحه الأدبية الشابة واعتبراه أستاذا/مايسترو/. ولكن هذا التقدير تأخر في المجيء؛ لأن بودلير كان، الآن، يعاني من الشلل النصفي ثم توفي بعد عامين. وبعد موته راحت الطبعات تتتالى، الواحدة بعد الأخرى، دون انقطاع ومعها الترجمات إلى كافة اللغات تقريبا. لقد مات بودلير منذ ما يزيد على القرن ولكنه ما يزال معاصرا لنا. ويتشارك إبداعه في حسن التقدير مع فيرلين ورامبو ومالارميه. فدواوين هؤلاء الشعراء يمكن العثور عليها في كل مكتبة. وهي تقرأ من قبل الآلاف بعد الآلاف من القراء المثقفين. وفي عام 1855 ظهرت الطبعة الأولى من "أوراق العشب" دون أن تحمل اسم المؤلف؛ بل اكتفي بتخطيط/اسكيتش/ لصورة ويتمان عل صفحة الغلاف. وبعد عام ظهرت الطبعة الثانية. ثم تبعتها طبعات أخرى وصلت إلى التسع وفي كل منها قصائد إضافية حتى وفاته عام 1892. وقد اشتملت الطبعة الأولى على 795 نسخة. ولم يدفع ويتمان تكاليف الطباعة فقط؛ بل كان هو نفسه الطابع. وحتى الطبعة الخامسة لم يربح بنسا واحدا. ومن الطبعة الخامسة تلك جنى 25 دولارا. ولكن ويتمان، على عكس الكثيرين من شعراء القرن التاسع عشر، استطاع أن يرى، وخلال أقل من نصف قرن، طبعات متلاحقة من ديوانه تكسب له قراء متحمسين. وكان بينهم كتاب كبار؛ منهم من أبناء بلده إمرسون وثورو، وبعد ذلك سوينبورن وتينيسون من إنكلترا. وقام أوسكار وايلد بزيارة لويتمان عام 1882. وفي عام 1886 رسم توماس إيسكينز لوحة/بورتويه/شخصية له.
    ويمكن اعتبار أن قصة طبعات قصائد بودلير وويتمان مشابهة لقصص الشعراء الحديثين كلهم، وفي كل اللغات. فالطبعة الأولى دائما، تقريبا، يدفع لها المؤلف من جيبه، وتكون موجهة إلى دائرة ضيقة من الأصدقاء المقربين. ومع مرور الأيام، ويكون في العادة مرورا بطيئا ولكنه مرور عنيد، تزداد مطبوعات كتبه وتتسع دائرة جمهوره. فدواوين روبين داريو، وأنطونيو ماتشادو، وفيديريكو غارسيا لوركا تطبع الآن آلاف النسخ، إضافة إلى الظهور المستمر للطبعات الجديدة. والظاهرة تتكرر بغض النظر عن البلد، وسواء كان الشاعر هو أبولينير أو ريلكه، منتالي أو مانديلشتام. إن إعادة طبع ييتس وإليوت أمر متكرر. وتصل نسخ الطبعات الآن إلى مئات الآلاف. وقبل فترة ليست بالبعيدة قال لي الناقد الشاب إدوارد مندلسون، الذي ندين له بالفضل للطبعة الرائعة لقصائد أودن كاملة، إن الطبعة الشعبية لهذا الشاعر تتراوح بين أربعين وخمسين ألف نسخة. وما أرى له قيمة كبيرة في هذه الأمثلة كلها ليس عدد النسخ بل الاستمرارية. إن "البيست سيلر" –الكتاب الأكثر مبيعا-، وسواء كان رواية أو كتابا عن أحداث راهنة، يظهر في الجو مثل النيزك. يندفع الجميع لشرائه. ولكن بعد فترة قصيرة يختفي نهائيا. وكتب البيستسيلر التي تستطيع المحافظة على نجاحها قليلة ومتباعدة. والبيست سيلر ليست أعمالا أدبية؛ بل هي سلع. وما يميز العمل الأدبي عن الكتاب، الذي ليس إلا للتسلية أو للمعلومات، هو أن الثاني مصمم تحديدا لكي يستهلكه القارئ. بينما الثاني –الأدبي- يتميز بتملكه القدرة على العودة إلى الحياة.
    وقد يحدث تغير تاريخي أحيانا –سواء في مجال الذوق أو الأفكار أو القناعات الاجتماعية- يحمل حكما بالإدانة على شاعر كان خلال حياته موضع تقدير. فنيرودا وأراغون وإيلوار يدفعون الآن ثمن خطاياهم السياسية. وأستخدم كلمة "خطايا" لأن الستالينية كانت أكثر من مجرد خطأ أخلاقي. ولكن، وكما كتب أودن عن ييتس، ستعاد قراءة هؤلاء الشعراء بسبب تفوقهم في فنهم:
    الزمن الذي، بعفوه الغريب
    غفر لكيبلينغ وآرائه،
    سيغفر لبول كلوديل،
    سيغفر له لأنه كتب بشكل جيد.
    ولا شك أن هذا التباين بين التلقي الأول لدواوين الشعر وبين حظها فيما بعد أمر يستوجب التعليق. فالانتقال من العداء أو الإهمال إلى التقدير لا يحدث بشكل فوري؛ بل يتطلب الأمر وقتا. وفي هذا الخصوص للوقت معنى: الثقافة. وبالمعنى الأولي للكلمة: يجب أن يصبح القارئ مثقفا. والتثقف [التعهد بالعناية(1)] –من أي نوع- يؤدي إلى التغير والتحول. وكل عمل شعري جديد يحمل تحديا للعقل والذوق السائدين. ولكي يتمكن القارئ من تقويم هذا العمل لابد له من أن يتعلم قاموس العمل ويتمثل بناء الجمل فيه. وهذا يعني نسيان المعروف المألوف وتعلم الجديد. وعملية النسيان/التعلم تتضمن تجددا حميميا، تغيرا في الحساسية والرؤية. وهذه التجربة ليست وقفا على العصر الحديث. فقد كان على رجال البلاط والكنيسة في إنكلترا القرن السابع عشر أن يتعلموا لغة من عُرفوا باسم الشعراء الميتافيزيقيين. كما كان على نظرائهم الأسبان أن يتعلموا لغة Gongora وأتباعه. ويتكرر الأمر في كل زمان وكل مجتمع. كما أن النزاع حول الشكل واللغة الفنية مرتبط بشكل دائم تقريبا بالصراع بين الأجيال: القديم والجديد، العجوز والشاب.
    والحالة الراهنة أكثر تعقيدا. فبالإضافة إلى النزاع التقليدي بين القديم والجديد، هناك معارضة أكثر عمقا؛ وهي ذات طبيعة تاريخية وروحية. ولها علاقة، كما قلت سابقا، بالصدع القائم بين الشعر، والتمرد على الحداثة، وبين البورجوازية، التي كانت هي المنتجة للحداثة الأكثر ديناميكية وهي المستهلكة لها. فكيف أمكن لهذا التعارض، الذي بدأ مع الرومانسية واستمر حتى يومنا هذا، أن يتحول إلى فواصل من الانسجام –تتبعها نزاعات جديدة متفجرة؟ تختلف كل فترة عن غيرها، تماما كما تختلف العلاقة بين كل قارئ وكل قصيدة. ومع ذلك ليس من الطيش أن نحاول تقديم تفسير. وسأطرحه بإيجاز شديد. منذ الرومانسية كان الشعراء هم الوليد المتمرد للحداثة. فهم الذين يناكدونها وهم الذين يمجدونها. والقراء، مثل مرآة، يعكسون هذه الازدواجية: إذ يتعرفون على أنفسهم في المناكدة وفي التمجيد؛ وذلك لأنهم، هم أيضا، أبناء الحداثة ومرتبطون بها بالروابط البَنوية المرفوضة ذاتها. والشعر الحديث، بالتحديد لأنه حديث، كان ينتقد الحداثة وما يزال ينتقدها. وقراؤها يرون أنفسهم فيها للسبب ذاته. والحداثة، منذ ولادتها، كانت سجينة الصراع مع نفسها. وهذا مصدر غموضها وغرابتها وسر تحولها وتغيرها الدائمين. فالحداثة تطرح النقد بالطريقة ذاتها التي يطرح بها الأخطبوط الحبر. وهذا النقد لابد أن يتحول ضد نفسه أيضا.


                  

08-01-2007, 01:36 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    يا سلام
    على الكلام
                  

08-04-2007, 03:20 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Osman Musa)

    فوق
                  

08-04-2007, 06:56 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Osman Musa)

    يبدو ان باث كان يتحدث عن دور للشعر من خلال الاقلية الهائلة.
    لكن ما هو دور الشعر في زمن ثقافة الصورة؟
    المشاء
                  

08-05-2007, 02:39 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: osama elkhawad)

    نتابع
                  

08-05-2007, 08:21 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    العزيز / ود موسى ،

    ظللت أتابعك وأنت تتابع - مثابرا ً - ( الأقليّة الهائلة )
    وتلحف ، بلا غضاضة ، في السؤال ..

    فلا تغتمّ أو تبتئسْ
    فهم هناك - من بعيد ٍ - يتابعون "المشهد لمن أراد ) !
                  

08-05-2007, 08:26 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: لكن ما هو دور الشعر في زمن ثقافة الصورة ؟
    المشاء


    أيّها المشاء ،
    إنّها أسئلتك التي تفتح الأفق ..

    فمنذ الأمس - مذ قرأت سؤالك - وأنا سادرٌ في متاهة النت مستعصما ً بقوقل ( أداة البحث الرهيب - كما يقول صفيّنا عبدالله شمس الدين ) أجوس بين عوالم الصورة المتحركة / السينما حتي أني نسيت سبب ولوجي الى تلك العوالم !
    فأنت َ عنيت السينما بسؤالك دون شك ؛ لأنّ التصاوير الثابتة بكل أشكالها قد سبقت الكلام في التاريخ البشري ، ولكنها لم تستشكل على الشعر إلا حين "تحرّكت" ، وزاحمته في جمهوره !

    فمن ضمن ما كنت أبحث عنه هو توْكيد / توثيق المعلومة القابعة في ذهني منذ أمد ٍ بعيد ، ألا وهي - أنّ الشعر قد أهدى السينما أحد "أنجع" أدواتها ، والتي لعبت دورا أصيلا في أن تخطو السينما خطوتها الهائلة نحو الأفق اللامتناهي التي باتت تستشرفه الآن :
    حين استوحى المخرج السوفييتي "سيرجي ريسين" تقنية "الفلاش باك" من الشعر وأعملها - لأول مرّة في تاريخ الصورة المتحركة - في فيلمه العلامة ( المدرّعة بوتمكين ) الذي أخرجه في العام 1925 ..
    - إلا أني لم أجد الى ذلك سبيلا -
    ليأتيَ دهرٌ انقلبت فيه الآية الإنجيلية الى : ( الشعرُ أعطى والشعرُ أخذ ) ؛ ليصبح الشعر هو الآخذ من السينما - بعد أن طوّرت تقنياتها في مجالات الإخراج والمونتاج - رؤيتها وتكنيكها في الكثير من قصائده .
    ولكن ، أيضا ، جدليّة الأخذ والعطاء هذي ما فتئت تتجدّد : حين بتنا نشهد منذ حقبة الستينيات أعدادا ً من المخرجين والأدائين أهدونا ، وما زالوا يهدوننا ، أفلاما "شاعريّة" متنوعة الرؤى والأساليب - أشبه بالقصائد - لا نملّ من معاودة مشاهدتها ، حيث إتخذت من العيون كوىً تنسرب من خلالها الى خبايا الروح الإنسانية ولواعجها .

    وبالرغم من أنّ الشعر صبغ السينما بالكثير من سماته ، وأخذ منها الكثير من عناصرها ، وأعلن معها علاقة ً لا ترتوي - إلا أن السؤال يظل ّ منتصبا ً / يطاردنا : ( لكن ما هو دور الشعر في زمن ثقافة الصورة ) ؟!
    ليوقعنا في الحيْرة ِ ..

    وبما أنّنا نتحدّث عن ( دوْر ) فمعنى ذلك أنّا نتوخّى ( جمهورا ً ) ، ذلك الجمهور الذي أخذتْ السينما بلبّه ِ
    لنغوص في الحيْرة أكثر .. فأكثر ،

    ولكن ، قل لي :
    ما هو سوى الحيرة لتأخذ منه القصائد .. قلقها ؟!!






    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 08-05-2007, 08:32 PM)

                  

08-05-2007, 10:46 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: إن الناس يقرؤون الآن أكثر من أي وقت مضى. نعم. ولكن هل يقرؤون بشكل أفضل؟ أشك في ذلك. فالتسلية هي حالتنا الاعتيادية. وهي ليست تسلية الشخص الذي ينسحب من العالم لكي ينغلق على نفسه في أرض خيالاته السرية والمتغيرة باستمرار؛ بل هي تسلية الشخص الذي يظل خارج نفسه دائما ويظل تائها في الاضطراب التافه واللاعقلاني للحياة اليومية. إن آلاف الأشياء تشد انتباهنا في وقت واحد. ولكن ما من شيء بينها يشد اهتمامنا. وهكذا تتحول الحياة بين أصابعنا إلى رمال والساعات في أدمغتنا إلى دخان. ولو أوتينا الشجاعة الكافية لإجراء فحص يومي لأعمالنا وأفكارنا لاعترفنا بأننا مذنبون ليس بجرائم لا تغتفر بل بما لا يحصى من الرغبات والشهوات الآنية التي تبعتها تعففات مؤقتة أو خيانات لأنفسنا وللآخرين. ولكن هل نحن قادرون على تذكر ما فعلناه أمس؟ خاصة وأن خطايانا تندرج في إطار التسلية وعقوباتنا تندرج في إطار النسيان. القراءة عكس التسلية. إنها عملية تركيز أخلاقي وعقلاني تقودنا إلى عوالم مجهولة. عوالم تكشف عن نفسها بالتدريج لنتبين أنها الوطن الأكثر قدما وحقيقة: لقد جئنا منها. القراءة هي اكتشاف السبل المؤكدة التي تقودنا إلى نفوسنا. وفي عصر الإعلان والاتصالات السريعة كم يبلغ عدد من يستطيعون أن يقرؤوا بهذه الطريقة؟ قلة صغيرة. ولكن استمرار حضارتنا كامن في هذه القلة وليس في جداول المسح الإحصائي.
                  

08-06-2007, 03:15 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: Adil Osman)

    العزيز / عادل عثمان ،

    إنّه لمن الجميل أن تستعيد لنا هذه الفقرة الثاقبة من حديث "اوكتافيو" وأن تنصبها أمام أعيننا لنرنوا اليها كلما دبّ الوهن الى أقلامنا أو تراخت أناملنا عن النقر على لوحة الأحرف الألكترونيّة ؛ فحينها سنهشّ بكلماتها دبيب الشك اليتسرّب الى صدورنا أحيانا ً ، ونوثق بها مفاصل الأصابع كي تقوى على الحراك !

    و"الفقرة" نفضت عن ذاكرتي بعضا ً من هباب النسيان فأيقظت بعض ذكرى :

    ذات مساء دمشقيّ من العام 1980 توجّهت الى كافتيريا لاتيرنا - كعادتي ،

    { كان مقهىً بسيطا ورفيقا بجيوب مرتاديه من الفنانين والصحفيين والكتاب والشعراء والطلبة .. فكان يكتظ ّ بهم يوميّا ؛ فلمّا أن توجسّت منه الدولة الفاطميّة خيفة ً أوْعزت الى صاحبه / أمرا ً في حقيقة الأمر / أن يرفع درجة مقهاه الى مصاف الأمكنة السياحيّة - لترتفع تكاليف أكل الحمّص والبابا غنّوج واحتساء البيرة فتخفّ عنه أرجل الفقراء جالبي القلاقل ..
    فكان لهم ما أرادوا : ركن َ الفقراء من المعنيين الى مقهىً جانبيّ في طرقة ٍ ضيّقة ، وصاروا لا يأتون الى لاتيرنا - مكانهم المحبّب - إلا لماما .
    هكذا حكى لي بعض الرفاق الدمشقيّون }

    وحين دخلت المكان إلتفتّ الى ركن ِ "الجزائريين" حيث كان يجلس صديقايَ : "واسيني الأعرج " وزوجه "زينب الأعوج " ، و .. فاطمة الوهرانيّة - فلم أجد أحدا . فالتفت ّ الى كرسيّ الشاعر "علي الجندي" الذي كان خاويا هو الآخر . وتحت الضغط البيلوجي الذي لازمني طوال الطريق ذهبت الى غرفة الحمّام وجلست ُ متفكّرا في مجابهة "الجنّ" وحيدا .. وحين هممت بخمش حصّة من ورق التواليت لمحت الإعلان : ورقة صغيرة مثبّة بدبّوس على يسار البَكرة تعلن عن قراءات شعرية لعلي الجندي و "فايز خضور" وبتقديم الشاعر ع . ك
    ( إختصرت ُ اسمه بالأحرف الأولى ، إحتراما لبعض قصائده ، لما ناله من سخرية الجندي ذاك المساء )
    هُرعت ُ الى المكان ووصلته و ع . ك يقوم بالتقديم : " فلنرحّب جميعا ً بالشاعر الفحل فايز خضور .. "
    فعلى صوت ُ ( علي ) : " أعتقد أنّ هذا أمرا ً يخصّ زوجته ُ .. ولا علاقة َ لنا ، أو بالشعر ،
    به ِ " . فضجّت الأفواه بالضحك مؤمّنة على الكلام !
    ولمّا جاء دوره في القراءة ، وجلس قبالة الصالة ، مسح المكان الضيّق بنظرة أسى ً .. وهمس لنا بفخر ٍ :

    " مساء ُ الخير ،
    أيّها الجمع ُ القليل ُ المحترم "

    سهرت ليلتها وأنا أردّد كلماته ُ كلما رشفت كأسا ً :
    ( مثل شيخ ٍ تعوّد في الحرب فقد البنين ْ
    طاعن ٌ وطني ، وحزين )

    ومن يومها ،
    وكلما فرغت من كتابة شعر ، أحسّ بوطأة نظر " جمع ٍ قليل ٍ ومحترم " .. ترمقني - خلسة ً ؛
    فلا أتوانى في تمزيق ما أراه متطفلا ً من قصائد ، ولا يساورني الشكّّ - عندما أفعل ذلك - في صواب ما فعلتْ ، ولا الحسرة ُ .
                  

08-06-2007, 05:57 AM

salma subhi
<asalma subhi
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 4817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: كم كان المستقبلُ
    في إنتظار أن نأتي إليه ِ
    لكنّنا في عجلةٍ مِن أمرنا خلّفناه على قارعة ِ العمر


    ما أروع ما جادت به حروفك...

    كل التقدير أخ عادل
                  

08-06-2007, 06:31 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: salma subhi)

    يبدو ان قبيلة الشعراء في طريقها الى الانقراض.
    كيف لنا ان نبقى كشعراء ؟
    هل من خلال التعويل على اننا اقلية هائلة؟؟
    وما ذا ستفعل الرواية بنا من افاعيل تطردنا من مسرح الحياة؟
    المشاء
                  

08-06-2007, 12:40 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    الأخت الجليلة - عاشقة الوطن / سلمى صبحي ،
    لك التحيّة ..

    شكرا ً للمؤازرة ،
    لكلماتك الطيّبات .
                  

08-08-2007, 02:09 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهد الكلمات (Re: عادل عبدالرحمن)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de