|
|
 الحسرة تنزل فى غناك ياوطن....
|
لم يعد ممكنا للمواطن السودانى أن يشعر بالأمان والاطمئنان داخل السودان بسبب الحروب والخلافات والانشقاقات وبسبب الذل والقهر والقمع الذى يمارسه النظام الحاكم ضد أبناء الوطن كافة ..لقد ضاعت المبادئ والأخلاق والقيم وعمت الفوضى وغابت العدالة والمساواة وانتشر الفساد وتفشت الرذيلة واذا لم تكن هنالك رؤية ثاقبة لانقاذ الوطن من التفكك والشتات فسوف ينهار الوضع الأمنى والساسى والاقتصادى والاجتماعى ويتحول اسم السودان الى اسم السوعراق فلذلك يجب أن يتواضع النظام وينزل من علوه واستكباره وجبروته الى رغبة الشعب السودانى فى التحول الديمقراطى الحقيقى وتحقيق مطالب المعارضة بمختلف اتجاهاتها فى اطار المنهجية والدستور وفى تقسيم السلطة والثروة بطريقة عادلة ترضى جميع الأطراف ولا سيما أهل دارفور العظيمة ...
لقد شهد السودان تمزقا وعنفا وتشريدا وقتلا لم يشهده طيلة تاريخه الشئ الذى فتح المجال أمام بعض الدول لنهب ثروات السودان المعروف بخيراته الوفيرة والطبيعية ... اننا نتطلع الى سودان موحد يجتمع فيه كل أهل السودان ونريد أن تكون هنالك تنمية تمتد من أقصى الشرق الى أقصى الغرب ومن أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وما يحدث فى الوسط من تنمية وعمران وخدمات صحية لابأس بها يجب أن تنتقل الى باقى الولايات للحد من ظاهرة النزوح فمن الحقوق والواجبات أن تذهب عائدات البترول الى كل مواطن سودانى حيثما كان ليشعر بالرخاء والرفاهية ومجانية العلاج والتعليم بفضل الله وبفضل العائدات التى ملك للشعب .....
علينا أن نقف وقفة واحدة لمكافحة ومحاربة الفساد وتقديم سارقى أموال الشعب السودانى الى محاكم عادلة وعلنية وأن نبتعد عن المحسوبيات والمجاملات وأن يتم تطبيق القانون على الجميع فلا فرق بين عربى ولا عجمى الا بالتقوى ولا فرق بين أبيض ولا أسود طالما كلنا سودانيون ولا فرق بين ابن الوالى وابن الخفير أمام العدالة والقانون...
السودان الآن فى خطر كبير خاصة الأطماع الخارجية والمتربصين الذين لا يريدون له استقرارا ولكن بالمقابل يجب أن يشعر المواطن السودانى بقيمته وحقوقه كمواطن له حقوق لا تنتهك حتى يتمكن من الوقوف صلبا مع الحكومة فى السراء والضراء وفى وجه الأعداء والمتربصين من خلال انتمائه وولائه للوطن وليس لحزب أو حكومة بعينها ...
ان ما نسمعه فى كل عام عن فيضانات فى شتى ولايات السودان وفى فصل موسم الأمطار بالتحديد انما هو فى حقيقة الأمر تقصير واهمال من جانب الحكومة ومن المضحك أنه فى كل نكبة يرفع نداء الاغاثة لمساعدة المتضررين وتجمع الأموال الطائلة ولكن للأسف لا توجد خطة واضحة لعلاج جذرى لحل المشكلة وخاصة نهر القاش بكسلا فالأموال تذهب الى الجيوب والقليل منها الى نهر القاش بتشييد عارضات الماء من الحجر الثقيل والأسمنت والاعلان عن انتهاء المشكلة وفى حقيقة الأمر أن المشكلة لن ولم تنتهى مادام هناك لصوص وظلمة لا يخافون الله فتكرر العملية المأساوية لنهر القاش فى العام المقبل ليدمر من جديد ما دمره فى العام الماضى من منازل ومراكز ومحلات تجارية أعيد بناؤها بسواعد أصحابها على مراحل من مدار العام وهكذا يستمر الموال والعذاب ...
أما النيل فدائما يذكرنى بالراحل المقيم مصطفى سيد أحمد فى أغنياته التى يقول فيها ( يفيض النيل نحيض نحنا ... يظل حال البلد واقف تقع محنة ,, ولا النيل القديم ياهو ولا يانا) وانى أتساءل كيف للنيل أن يفيض ويوجد نقص فى مياه الشرب فى كل السودان؟؟.؟والنيل على بعد أمتار من بيوت السودانيين ... انها الأعجوبة بحد ذاتها .. أين حماة الوطن ؟؟
ان حصة مصر من المياه هى 50 مليار متر مكعب ولسان حالها يقول هل من مزيد بينما حصة السودان 18 مليار متر مكعب والسودان كقطر واسع وشاسع غير قادر على استغلالها فالأراضى بور وجارتنا العزيزة تضحك علينا وهى مستعدة أن تحارب اذا سرقت منها قطرة واحدة من مياه النيل ...
ان الحرب القادمة ربما تكون حرب مياه ان لم يكون النيل مصدر للسلام وعلى السودان أن يتمسك بحقه القانونى وزيادة حصته من المياه وأن يهب لتعديل اتفاقية مياه النيل الجائرة وعلى السودان أن يكون الأم الذى يرضع جيرانه وفق المتوفر دون زيادة فهو لا شك صمام الأمان للقارة الأفريقية وقديما كان رجل افريقيا المريض أما الآن فقد أصبح رجل افريقيا الغنى والمعافى ولكن مالفائدة فى ظل الحروب والانشقاقات والانقسامات والخلافات من أجل السلطة والفاتورة دوما يدفعها الشعب السودانى ...Bold
|
|
 
|
|
|
|
بهاء الدين سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست