|
بلد من غبار ـ قصيدة إلى صاحب : العودة إلى سنار
|
إلى صاحب : (العودة إلى سِنار) ـــــــــــــــــــــ
كانطفاءِ المصابيح ِ في ليلةٍ ضلَّ عنها النهارْ تستريح ُ الهموم ُ على جسدٍ أطفأته الرياحْ غارقا ً في التــّجـلي كما الروح ِ حين يشـفُّ الحجابْ لم يكن جسدا ً كالتماثيل ِ أو هيكلا ً في بقايا إهابْ كان محضا ً من الروح .. طيفا ً سرى ومضة ً في سماء الغيوبْ لمحة ً من سراب ْ. لم يكن خيط َ فجرٍ تــّوهنَ في آخر ِ الليل أو غسقـا ً في الدروبْ كان شمسا ً .... نهارْ ورهاما ً تـنـّـزلَ في غابة ِ الروح ِ زخاتِ عشق ٍ ترش ُ على جسدِ الأرض ما تشتهيه الثمارْ المنى ، والهوى ، والصباباتُ ،... بعضٌ من العشق ِ أغنية ٌ للفصول والمدى هـيْـنـَمات ٌ تردد أصداءَها في الدجى حمحماتُ الخيولْ وعلى غبش الفجر تصغي لـ " سِنـّار " و(سنار) تصغي إليكْ لعل الصوى باقيات ٌ على سكة ِ العابرينْ إلى تاج سنار و" سنار" بوابة العاشقين. إلى بلد ٍ حافلا ً يلتـقيك بنزف الطبول والصدى أغنياتْ راقصات ٌ على هيكل " الـِّـزنـج " أو النأي مما تغنى " الرعاة " طالعا من ظلام الظنون ِ إلى زِينة ٍ في النهار
***
هو الآن يا ابن " السمندل " بعدك بين الصُّوى بلد من غبار
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلد من غبار ـ قصيدة إلى صاحب : العودة إلى سنار (Re: محمد جميل أحمد)
|
الأخ محمد جميل ...د. محمد عبدالحي كان في مقام أستاذي في الشعر فقد كنت أعرض عليه قصائدي وكنت وقتها طالباوكان هو أستاذ في شعبة اللغة الإنجليزية وقد كان رجلا حييا شاعرا وعاشقا... ولقد أعجبني أنك أعدت ذاكراه شعرا طاعما...وقد بدأ لي تأثرك به في قصيدتك ولكنه تأثر الأصيل وليس المقلد.. مرة أخرى شكرا لك على المقاطع الرائعة أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بلد من غبار ـ قصيدة إلى صاحب : العودة إلى سنار (Re: د.أحمد الحسين)
|
شكرا لك د. أحمد الحسين ، وجميل أن تكون ممن سعدوا بصحبة عبد الحي من موقع الدرس . كان عبد الحي مؤثرا في كثير من الشعراء السودانيين ؛ لكن تأثيره لم يكن بصورة شكلانية صاخبة كتأثير مصطفى سند مثلا ـ الذي عم قطاع واسع وكبير من شعراء الثمانينات في السودان ـ‘ . كان محمد عبد الحي يشتغل على أفق آخر أفق مهجوس بضفر المعاني في نظام الرؤيا ، وكان في نفس الوقت يستبطن معطيات الهوية السودانية من آفاق موحشة وغريبة ، لكنها معبرة وصادقة . كان التعبير الشعري عند عبد الحي خلاصا وتطهيرا ينزاح به دائماإلى إدراك معناه في ذاته الملتبسة .
تحياتي وشكرا لك مرة أخرى جميل
| |
|
|
|
|
|
|
|