|
|
 السودان الى أين ؟؟؟
|
Bold[منذ أن نال السودان استقلاله فى العام 1956 وحتى الآن لم تفكر أيا من الحكومات التى تعاقبت على سدة الحكم أن تفكر ولو ليوما واحدا وبطريقة جادة فى ترسيخ معنى الحرية والديمقراطية لكى يعيش كل الناس فى سلام وأمان فى يلد المليون ميل مربع المعروف بخيراته وثرواته وأراضيه الخصبة ومياهه العذبة،، ولكن للأسف الشديد فكل حكومة تأتى تهتم بمناصريها ومواليها ومؤيديها ولا تأبه بالآخرين الذين لهم رأيا آخر ونقدا حادا يصب فى مصلحة الوطن ويخالف أمانيهم وتسلطهم على الشعب السودانى المقهور دوما ....
وعند مجئ ثورة الانقاذ الوطنى فى العام 1989 استبشر السودانيون خيرا فالانقاذيون برئاسة العميد البشير آنذاك قالوا جئنا من أجل انقاذ الشعب السودانى من المرض والجوع والفقر وجئنا من أجل الصحة والتعليم والسلام فى كل ربوع السودان ووقتها لم تكن هنالك حروب الا فى الجنوب بقيادة الزعيم الراحل ورجل السلام الحقيقى العقيد الدكتور جون قرنق الذى ناضل حتى النهاية من أجل الوحدة والسلام والسودان الجديد الذى يسع الجميع ،،،فكان موته بتحطم المروحية الأوغندية قبل عامين وما يزيد فاجعة لكل أهل السودان ...
عموما كان من السهل جدا أن يكتشف الشعب السودانى أنه مخدوع عندمااتضح جليا فى اليوم الثانى من الانقلاب الابيض بقيادة البشير أن جميع أعضاء مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى هم عبارة عن جبهة اسلامية قومية الا انهم يرتدون بزات عسكرية ويتبعون جميعهم لشيخهم الدكتور حسن عبد الله الترابى فهو رأس الحية التى أذاقت بل وجرعت الشعب أنهارا من السموم القاتلة عن طريق البرامج والشعارات الكاذبة باسم الدين والتكبير والتهليل...وارغام الشباب وتحريضهم على القتال واللحاق بكتائب المجاهدين التابعة لقوات الدفاع الشعبى (المليشيات)فى فترة الحرب التى راح ضحيتها الملايين فى حرب سودانية سودانية لا ناقة لهم فيها ولا جمل واستمرت الانقاذ فى تنفيذ برامجها بعيدا عن مشاركة الأحزاب السياسية الأخرى وانفردت بالسلطة وأقالت عشرات الآلاف من مناصبهم بما يسمى بالصالح العام فى الشرطة والقوات المسلحة والخدمة المدنية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وفرضت الرسوم والضرائب فى كل شئ على المواطنين بغرض الذل والتركيع والانتقام....
فكانت الشعارات الوهمية حيث غابت العدالة والمساواة بين الناس وتوفير المناصب والوظائف للجبهة وأبناءها الى درجة أن السودانى الذى يعتلى وظيفة مرموقة ومحترمة يقال عنه أنه من أبناء الجبهة بغض النظر عن شهادته وخبرته ومؤهلاته العلمية فكل المهم هو الولاء ،، الشئ الذى أضر أضر كثيرا بالخدمة المدنية حيث تفاقمت البطالة خاصة فى وسط الشباب من خريجى الجامعات والمعاهد العليا مما دفع بهم الى الاغتراب بحثا عن فرص العمل وتحسين أوضاعهم السيئة....
أما الآن وبعد مضئ ثمانية عشر عاما على عمر النظام الحاكم فى السودان لا توجد متغيرات أو تطورات ملفته للنظر على أرض الواقع خاصة فى مجال الصحة والتعليم وتوفير العلاج للمرضى العاجزين عن شراء الدواء والمتوفين بسبب عدم وصول العلاج .. فالوضع الاقتصادى متدهور برغم استخراج البترول وتصديره وما زال المرض والفقر والتشرد والتسول هو من مظاهر الحياة السودانية وما يتحدث عنه بخصوص التنمية والنهضة العمرانية والاستثمار انما فقط بالعاصمة السودانية وما جاورها بينما ولايات السودان الأخرى تعيش الكآبة والاحباط وتشهد نزوحا جماعيا وتكديسا فى الخرطوم بسبب اهمال الحكومة المركزية لها ...
وفى رأيى الشخصى فقد شهد السودان فى عهد الانقاذ فسادا لا مثيل له ونهبا لأموال الشعب لا منافس له وتفشت الرذيلة وضاعت الفضيلة بفعل الساسة ... فلن نسمع يوما أن السودان هو أكثر الدول العربية فسادا والأول عربيا فى تفشى مرض الايدز والأخطر عالميا من الناحية الأمنية بعد العراق وأما ارتكاب جرائم الحرب فحدث ولا حرج ولم يشهد السودان ذبحا من الوريد الى الوريد الا فى عهد الانقاذيون وما خفى أعظم... اللهم يا الله أرنا فيهم عجائب قدرتك ...
|
|
 
|
|
|
|
بهاء الدين سليمان
اسعد الريفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست