تراجع شعبية القوى الكبرى حول العالم

Quote: واشنطون: وكالات أظهرت دراسة أمريكية حديثة انخفاض شعبية القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا حول العالم وتضاؤل ثقة الشعوب بها وتدني صورتها لدى هذه الشعوب. ووفقا لنتائج الدراسة التي أجراها معهد بيو البحثي في (47) دولة حول العالم، فإن المشاعر المناوئة للولايات المتحدة حول العالم لا سيما في الدول الإسلامية تشهد ارتفاعا منذ العام 2002 حين دشنت الولايات المتحدة حربها على الإرهاب. وجاء في الدراسة أنه من بين (47) دولة شملتها الدراسة، كان للأغلبية في (25) بلدا فقط رؤية إيجابية للولايات المتحدة، ولكن صورة أمريكا تراجعت إلى حد كبير في العديد من مناطق العالم. وتابعت الدراسة: إن صورة واشنطن سيئة للغاية في أغلب الدولة الإسلامية بما في ذلك حليفات الولايات المتحدة؛ حيث تراجعت نسبة مؤيدي واشنطن في تركيا إلى (9%) وفي باكستان إلى (15%) فقط. كما تراجعت المشاعر المؤيدة لواشنطن بين حلفائها القدامى؛ حيث رأى كثيرون أنها لا تضع مصالح الدول الأخرى في الحسبان، وجاءت نظرة (30%) فقط من الألمان للولايات المتحدة إيجابية بانخفاض عن (42%) قبل عامين. وفي كل من بريطانيا وكندا، بقي الرأي العام مؤيدا للولايات المتحدة وإن كان بفارق ضئيل. وخلصت الدراسة المسحية إلى أن عدم الثقة في أنحاء العالم تجاه القيادة الأمريكية تنعكس في رفض السياسة الخارجية لواشنطن، فهناك تأييد عالمي لسحب القوات الأمريكية من العراق، فضلا عن المعارضة للعمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي (ناتو) في أفغانستان. ولفتت الدراسة إلى أنه في المقابل شهدت الدول الإفريقية تفضيلا واستحسانا كبيرا للولايات المتحدة لا سيما في كوت ديفوار وكينيا وإثيوبيا، بينما ظل التأييد كذلك قويا لدى اليابان وكوريا الجنوبية والهند. روسيا والصين وبالنسبة للصين فقد قالت الدراسة: إن شعوب أوروبا الغربية نظرت بشكل سلبي لها حيث تراجعت نسبة مؤيديها في إسبانيا وألمانيا وفرنسا إلى (39) و(34) و(47%) على التوالي. وبلغت نسبة الاعتراض على السياسات الصينية والقلق من نموها الاقتصادي نحو (65%) في فرنسا وإيطاليا. كما تضاءلت النظرة الإيجابية للصين في آسيا؛ حيث بلغت نسبة هؤلاء الذين ينظرون بشكل سلبي للصين (67%) في اليابان بالمقارنة مع نسبة (29%) نظروا إليها بشكل إيجابي، كما تزايدت الصورة السلبية عن الصين في الهند. وبالمقابل، ارتفعت نسبة التأييد للصين في إفريقيا وأمريكا اللاتينية في ظل تزايد نفوذها في القارتين على نحو مضطرد وتقديمها مساعدات بمليارات الدولارات لأغراض التنمية في هذه الدول، بحسب الدراسة. وامتدت النظرة السلبية في أوروبا لتشمل روسيا حيث تضاءلت الثقة في سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعادل نظيره الأمريكي جورج بوش بنسبة بلغت على سبيل المثال (7%) فقط في إسبانيا. وقد خلصت الدراسة إلى أن زيادة حدة الانتقادات لروسيا وبوتين جاءت مع الاعتماد المفرط على إمدادات الطاقة الروسية. وبالمقابل باتت الثقة في بوتين داخل روسيا قوية حيث وصلت إلى (84%)، في حين لا تتجاوز ثقة الأمريكيين في رئيسهم بوش (45%). نجاد وشافيز وبعكس بوش وبوتين اللذين انخفضت شعبيتهما، وجد زعماء مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره الفنزويلي هوجو شافيز اللذين يتحديان النظام العالمي القائم معجبين. كما وجد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مؤيدين في مكان واحد من العالم هو الأراضي الفلسطينية حيث قال (57%) إنهم يثقون فيه. وبشكل عام لفتت الدراسة إلى أن شعوب دول الشرق الأوسط عبرت عن قائمة مختلفة من المخاوف العالمية على رأسها انتشار الأسلحة النووية والكراهية الدينية وبلغت تلك النسب (74%) في لبنان و(64%) في الأراضي الفلسطينية. أما في مختلف أنحاء العالم فقد كشفت الدراسة عن تنامي القلق من المشاكل المناخية وخاصة في أوروبا واليابان والهند، وقالت الدراسة إن الكثيرين يلقون باللائمة على الولايات المتحدة والصين في المشكلات المناخية. واعتبرت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في مؤتمر صحفي وهي تكشف عن هذه الأرقام أن النظام الدولي كما عرفناه يتحلل كما تكشف هذه الأرقام.. إنه شعور ما بالعدم