بيان سودان المهجر بحزب الأمة القومي في الذكرى18لانقلاب الإنقاذ المشئوم:على الباغي تدور الدوائر!

[qb]
بسم الله الرحمن الرحيم

حزب الأمة القومي-سودان المهجر

بيان سودان المهجر بمناسبة الذكرى18 لانقلاب الإنقاذ المشئوم

إلى الشعب السوداني الصامد في كل بقاع المعمورة:

تمر اليوم على الوطن المكلوم الذكرى الثامنة عشر للإنقاذ، تلك التي أرادوها ثورة فإذا بها نكسة كان لها قصب السبق و الريادة في أن يمر الوطن و المواطن السوداني بأسوأ مما تخيله أو صادفه في أسود كوابيسه مما لم يوجد له مثيل في تاريخ السودان قديمه و حديثه.

في الثلاثين من يونيو عام 1989 تلك الجمعة الحزينة التي احتجبت الشمس فيها و بعدها لمدة أسبوع بستارٍ من الأتربة التي خالها المواطن أتربة طبيعة و جو وتقلبات طقس عادية، فإذا بها نذر أتربة وبالٍ تُهال على الوطن بأكمله لتُعمل فيه فوضى و تقتيلاً و ترويعاً و تشريداً للمواطنين الذين كانوا من قبل آمنين، عبر ما يقارب من العقدين من عمر زمان المحل و الملمات.

في تلك الجمعة الحزينة قبل ثمانية عشر عاماً، نعى التلفزيون الرسمي الديمقراطية و الحرية و السيادة الوطنية حين احتل صفحته المغمور وقتها (عمر البشير) مذيعاً للبيان رقم (1) لما أسماه ب(ثورة الإنقاذ الوطني) و الذي حوى عدة محاور أثبتت الإنقاذ بعدها أنها محض كلام نظري و أن المبررات التي ساقها العميد البشير في جمعته تلك لانقلابهم على الشرعية ما كانت إلا لذر الرماد في العيون.

لقد برر البيان الأول للإنقاذيين إطلاقهم لثورتهم ب(النعرات العنصرية والقبلية التي قادت إلى إن يحمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم) و(إهمال الحكومات المتعاقبة للأقاليم) ( عزلتها عن العاصمة القومية وعن بعضها البعض، مع تدهور وضع المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن)، كما عرج البيان الأول للانقلاب للغمز من قناة رئيس الوزراء الشرعي السيد الصادق المهدي الذي وصفه البيان بأنه (أضاع وقت البلاد في كثرة الكلام).

الإخوة و الأخوات جماهير شعبنا السوداني الباسل:

لقد أضاعت الإنقاذ الوطن بأسره و ليس وقته و حسب، و أغرقت السودانيين في لجج النعرات الجهوية و العنصرية و فرطت في السيادة الوطنية فوجدت بعض دول الجوار ما يتاخمها من أراضٍ سودانية لقم سائغة التقمتها دون كبير عناء ، وحولت السودان لأتون حرب مستعر في الشمال و الشرق و الغرب و الوسط مما استوجب التدخل الدولي الذي ما أتى إلا ليضع نقطة النهاية في سطر معاناة أهلنا في دارفور العزة التي تشرذمت لمعسكرات بعد أن شردت ميليشيات الجنجويد-بمباركة النظام-أهلها و أهلكوا الحرث و النسل و جففوا الضرع و كانت واسطة عقد النكبات و المآسي مأساة كجبار التي أراق فيها النظام دماءً ذكية لمواطنين لا لذنب جنوه إلا تمسكهم بأرضهم-عرضهم.

إننا في سودان المهجر بحزب الأمة القومي نقف وقفة إجلال و إكبار لشهداء كجبار و دارفور ونطالب حكومة الخرطوم بتسليم المجرميْن اللذيْن أعلن المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية اسميهما مطالباً نظام الإنقاذ بتسليمهما لينالا جزاءهما مقابل ما اقترفته أيديهم الآثمة في حق أهلنا في درافور.


ومن هنا نطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان -الشريك الأساسي في حكومة الوحدة الوطنية- بالتعاون الجاد و المثمر مع كافة القوى السياسية السودانية الوطنية و الداعمة للديمقراطية لإنجاز التحول الديمقراطي الحقيقي و وضع قانون انتخابات عادل تتم بموجبه انتخابات حرة و نزيهة مراقبة دولياً، كما ندعو أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي إلى نفض يدها من المشاركة الصورية في السلطتين التنفيذية و التشريعية و لتصطف مع بقية القوى السياسية في خندق واحد لتخوض الانتخابات القادمة متحالفة أو متضامنة أو بأي صورة ترتضيها القوى السياسية لهزيمة حزب المؤتمر الوطني و مشروعه البائس، فخلاص الوطن من قبضة الطغمة الإنقاذية لا ولن يكتمل إلا بوحدة القوى الوطنية.

إن دماء خيرة شباب السودان شهداء رمضان الذين أعدموا وقلبت الإنقاذ فرحة أهليهم يوم العيد لبكاء و عويل عام 1990، و دماء شهداء الحركة الطلابية، و دماء المناضلين، ومظالم كل المفصولين للصالح (الغير عام) و مظالم كل من هاجر و اغترب و ترك طيب بلاده بعد أن ضيّقت عليهم الإنقاذ لا لجريرة سوى الاختلاف السياسي، هؤلاء دماؤهم، دعوات الثكلى و الأرامل و اليتامى والمشردين و دعوات المظلومين التي ليس بينها و بين الله حجاب، شوكات في خاصرة الإنقاذ و أذنابها، وطلقات مطالبة بحقوقهم ممن ظلموهم وأحالوا رحب الأرض قبوراً و دهاليز لا هواء حياةٍ فيها.

تحية إكبار و إجلال لكل شهداء الشعب السوداني الصامد الذين راحوا ضحية طغيان النظام و عسفه و تجبّره، تحية إكبار و إجلال لكل القابضين على الجمر؛ من لم يبيعوا القضية بثمن بخس، تحية إكبار و إجلال لكل من رفض الظلم و قاوم الطواغيت وآمن أن ثمة ضوء آخر النفق و لو اشتدت الظلمة و ادلهمُ الليل.

ومن هنا نحذّر نظام الإنقاذ و حلفاءه بأن غضبة الشعب التي أثبتت عبر تاريخ الوطن أن لها الغلبة لن تبق و لن تذر مهما اختلفت صورها.
و على الباغي تدور الدوائر.




أمانة الإعلام و الاتصال و الثقافة
سودان المهجر
حزب الأمة القومي
السبت 30 يونيو 2007م

[/qb]