|
هل تكون دارفور مقر "القيادة الأمريكية بإفريقيا" التي رفضتها الكثير من الدول؟
|
دول عربية ترفض مقر القيادة الأمريكية بأفريقيا محمد حامد جيبوتي تستضيف القاعدة الأمريكية الوحيدة بإفريقيا رفضت عدة دول عربية إفريقية استضافة مقر القيادة العسكرية الأمريكية "أفريكوم"، التي أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الشهر الماضي تأسيسها في القارة السمراء، فيما أيدوا جميعا حربه على الإرهاب.
وعللت هذه الدول موقفها بالخشية من تدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية، ومن أن تصبح هدفا للإرهابيين الذين سيحاولون التسلل إلى أراضيها لمهاجمة القوات الأمريكية في مقر القيادة.
وقالت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء: إن "الإدارة الأمريكية وجدت أمامها حائلا من العداء والرفض من جانب الحكومات الإفريقية ضد استضافة تلك الدول لمقر القيادة العسكرية". وذكرت الصحيفة أسماء عدد من الدول العربية الأفريقية التي رفضت استضافة تلك القيادة على أراضيها أو مجرد جزء منها. وقالت إنها مصر والجزائر والمغرب وليبيا وجيبوتي بجانب دول أخرى لم تحددها.
وبناء على تصريحات مسؤولين بهذه الدول، أفادت الصحيفة بأن "الدول الإفريقية رفضت استضافة تلك القيادة؛ مخافة التدخل الأمريكي في شؤونها وتكرار سيناريو (غزو كل من) العراق وأفغانستان". كما أعربت بعض الدول الإفريقية عن مخاوفها من أن تصبح هدفا للإرهابيين الذين سيدخلون البلاد لاستهداف القوات الأمريكية التي ستنتشر هناك.
سبتمبر 2008
موقف هذه الدول اتضح خلال جولة قام بها نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية راين هنري، ووفد رفيع المستوى التقى خلالها بوزراء الخارجية والدفاع في تلك الدول بغية الحصول على موافقة أي منها على استضافة القيادة لتبدأ عملها في سبتمبر 2008.
وقال هنري لدى عودته إلى واشنطن: "إننا نواجه مشكلة حقيقية في إفريقيا بعد هذا الرفض.. إنهم لا يصدقون الولايات المتحدة.. الشعوب هناك غير راضية عنا".
فقد أكدت كل من الحكومة الليبية والجزائرية بشمال إفريقيا رفضهما القاطع لاستضافة تلك القيادة على أراضيهما، أو لعب أي دور فيها، رغم تأكيدهما على قوة العلاقة بينهما وبين الولايات الأمريكية.
كما أكدتا أنهما "ستطالبان جيرانهما بحذو حذوهما". وقالت طرابلس: "إذا كان الهدف من القيادة هو حماية إفريقيا من الإرهاب، فلتكن من قوات دول القارة" وعلق هنري: إن "رد ليبيا كان صريحا جدا".
ولم يختلف رد المغرب -التي وصفتها الصحيفة بحليف واشنطن الأقوى في شمال إفريقيا- عن رد جاراتها، إذ أكد المسؤولون في الرباط أنهم لا يرحبون بوجود عسكري أجنبي دائم على تراب بلادهم.
لكن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، قال: إن هناك دولا في الاتحاد الإفريقي لم ترفض بشكل تام، وحثته على التنسيق مع الاتحاد، لكنه لم يحددها.
الحرب على الإرهاب
وفي الوقت الذي رفضت فيه هذه الدول وغيرها استضافة القيادة العسكرية الأمريكية أو المشاركة فيها ولو من قبيل المساعدة، أكد مسئولو هذه الدول دعمهم لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في حربه على الإرهاب، معتبرين أن هذه الحرب تصب "في صالح دول العالم أجمع".
وبينما أبدى هنري استغرابه من موقف الدول الإفريقية تجاه استضافة القيادة، أشاد بموقفها من الحرب على الإرهاب، قائلا: "إنهم مهتمون جدا بمشكلة الإرهاب".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" قد قررت إنشاء هذه القيادة الإقليمية لاعتبارها أن إفريقيا باتت لاعبا إستراتيجيا دوليا، فضلا عن قلق واشنطن حيال تمركز تنظيمات مثل القاعدة في عدد من الدول الإفريقية، بحسب صحف أمريكية.
وللولايات المتحدة وجود عسكري في القرن الإفريقي منذ 4 سنوات حيث توجد قاعدتها الوحيدة بالقارة في جيبوتي شرق إفريقيا، وينتشر فيها نحو 1700 جندي.
|
|
|
|
|
|