|
الانتخابات القادمة / وتحدي المؤتمر الوطني لكل أهل السودان/بدر الدين عوض محمد
|
درج المؤتمر الوطني ومنتسبيه على التسفيه والاستهزاء بالشعب السوداني وتاريخه ونضالاته وذلك بعد أن قامت بتقليم اظافره وهي (النقابات- الحركة الطلابية- الخدمة المدنية ) على حد فهمها، اضافة لتفتيت الاحزاب الوطنية وجعلها منشغلة بنفسها.تم هذا خلال 17 عاما من القهر والاستبداد وفرض القبضة الحديدية والامنية على كل أفراد الشعب السوداني .والان والمرحلة التالية تتجه صوب الانتخابات نرى أن عنجهية و غرور وصلف المؤتمر الوطني وصل إلى أقصى درجات الاستهزاء وعدم احترام الغير.بحيث أنه ومن الان أعلن فوزه في هذا الانتخابات عبر مسئوليه والذين اكدوا ان البشير والمؤتمر هم الفائزون بلا شك وهذا النهج في التعامل مع الآخر ليس بغريب على المؤتمر الوطني ولا على الجبهة الاسلامية سابقاً فهم يعتقدون أن تاريخ السودان بدأ من تاريخ هبتهم على السلطة في 89 وأن ما قبل هذا التاريخ انما فترة جاهلية كان يعيشها الشعب السوداني بقيادة سياسيه الضالين والمضلين واذا ما نظرنا إلى التركيبة السكانية والجغرافية للسودان لا بد أننا سنجد انه وخلال السبعة عشر عاما هي عمر نظام الانقاذ حدثت فيها تغيرات كبيرة وحراك مازال قائما، كل ذلك بفعل النظام وسياساته ونظرته الامنية ومشروعاته الخيالية اضافة لتدميره للاقتصاد السوداني وتوسيعه لدائرة الحرب لتشمل مجمل مناطق وأقاليم السودان مما أدى الى الفقر والنزوح من القرى والاقاليم الى المدن وهذا النزوح أو الهجرة بلا شك هو فعل لا يقوم على الرغبة والاقتناع بل يقوم على الجبر والحوجة للهروب من الحرب والجوع والمرض وبالتالي تصبح الرؤية السابقة والتي كانت تقسم مناطق السودان حسب ولائها أو دعمها لاحزاب معينة قد اصبحت غير صحيحة في سودان اليوم ولكن هذا لا يعني بشكل قاطع ان هذه الاحزاب فقدت ارضيتها او فقدت الموالين لها ولكن بلا شك فإن هؤلاء الموالين قد تعددت بهم السبل حيث تم تفتيت كتلهم بفعل العوامل سابقة الذكر وبالتالي فإن الخطوة المفترضة والواجبة على الاحزاب هي عمل دراسة واقعية لمناطق السودان والقيام بعمليات توعية ودعاية برامجية تعكس برامجها ونضالاتها وتجرد المؤتمر الوطني من عبأته السوداء لتكشف عورته، هذه هي الخطوة الأولى للرد على صلف وعنجهية النظام الحاكم . ولا يفوتني أن المؤتمر الوطني يعتمد على أنه الوحيد المستفيد من موارد الدولة وأموالها وأجهزتها وأهمها أجهزة الاعلام كما أنه هو القابض على الاقتصاد والسوق عبر القوانين التي سنها خلال فترة حكمه مما يعني قدرته المالية الضاربة وقدرته السلطوية التي تمكنه من إجراء عمليات دعائية ضخمة لتغبيش الوعي وعمي الابصار ولكن هنا ينسى أو يتناسى المؤتمر الوطني أنه وبرغم السنوات المظلمة التي عاشها الشعب السوداني في نفقه المظلم إلا أنه وبحكم التطور فإن الوعي قد ازداد بين افراد الشعب السوداني وأن هناك من ابناء الشعب السوداني المخلصين من سيدفعون من جيوبهم ومن حر مالهم لتقوية ودعم الاحزاب الوطنية ومن لم يملك المال فسيعمل بعضله وفكره من اجل هذه الغاية . أما الناحية التي يجب التركيز عليها فهي عملية التزوير ولأننا ندرك تماما أن هذه الطريقة هي الطريقة المحببة لدي المؤتمر الوطني للفوز بالانتخابات بحكم معايشتنا لتنظيمهم ولفترات طويلة بالجامعات السودانية ولاننا نعلم علم اليقين أنه لا يوجد وازع من ضمير أو قليل حياء يمنع المؤتمر الوطني من استعمال هذه الوسيلة التي يلجأ إليها كل الطغاة والجبابرة وقاتلي الشعوب للفوز والبقاء على كراسي السلطة فإنني على اليقين من تحضير المؤتمر الوطني وقبل فترة للطرق التي سيقوم عبرها بتزوير هذه الانتخابات لذلك فإن المراقبة الدولية اضافة لتجهيز الاحزاب لكادرها بحيث يعرف مداخل التزوير وكيفية مقاومته وفضحه في لحظته الاولى وتدريبه على الطرق المحتمل استخدامها من قبل المؤتمر للتزوير ستقلل من هذا التزوير ولا اقول انها تمنعه أو توقفه ولكنها ستحد منه وهنا لا ادعي ان كل هذه الاجراءات كفيلة بإنزال المؤتمر الوطني من عرشه الزائف وإعطاءه صفعة العودة الى الواقع والصواب ليصحو من غفوته التي دخل فيها وبسببها كلف السودان فاتورة عبثه واستهتاره فقراً ومرضاً ومعاناة لا حدود لها ولكن يبقى العمل الجماهيري والتوعية والوصول الى كل فرد من افراد الشعب السوداني ببرنامج محدد وبصدق هو الرهان الحق وهو الحصان الكاسب في هذه الانتخابات
بدر الدين عوض محمد خريج جامعة السودان 2000 مهندس مدني مقيم بالمملكة العربية السعودية -ضباء
|
|
|
|
|
|