|
|
 محجوب محمد صالح: اتوقع فوز الحركة الشعبية بـ (40%) من دوائر الخرطوم فى الانتخابات قادمة
|
الانتخابات قادمة... فهل أنتم مستعدون ؟
محجوب محمد صالح: القوى السياسية القديمة انهارت تماماً (2 /2)
اتوقــــع فــــوز الحركة الشعبية
بـ (40%) مــن دوائر الخرطوم
مصر لن تؤثر على نتائج الانتخابـــات..
فقد أُحيلت ''للمعاش''
حوارات / ضياء الدين بلال
[email protected]
تجارب سابقة ومتابعة دقيقة للراهن الآن، ومقدرة استثنائية على الاستقراء والتوقع، كل ذلك يقودنا للجلوس للمرة الثانية مع الاستاذ الكبير محجوب محمد صالح عضو اللجنة التى كلفت اخيراً بوضع مسودة قانون الانتخابات، نجلس معه فى هذه المرة لاجراء مقارنات وتقديم قراءات على المشهد الانتخابي القادم من على مساحة زمنية تسمح بتقديم كثير من الافادات التى نقدر بأنها واسعة الفائدة.
* هل تتوقع ان يكون للحركة الشعبية دور كبير فى تحديد نتائج الانتخابات القادمة؟
= اذا لعبت اوراقها بصورة صحيحة... وذلك ليس لقوتها ولكن لضعف القوى السياسية الشمالية نسبة للفترة الطويلة التى قضتها فى الصقيع، ولو كان للحركة الشعبية قيادة كاريزمية مثل دكتور جون قرنق كان اثرها سيكون اكبر، واذا القيادة الراهنة استطاعت ان ترتدي حذاءه بنفس المقاس فسيكون لهم تأثير مقدر على الانتخابات.
* بصورة أوسع.. كيف تتوقع ان تتشكل خارطة التحالفات فى الفترة القادمة؟
= خارطة التحالفات ستكون مفتوحة على طرق عديدة، وسيكون ابرز ملامحها حدوث استقطاب حاد على الحركة الشعبية، سيدخل اليها المؤتمر الوطنى بحجة انهما شركاء فى صناعة الاتفاقية و هما الأحرص على تطبيقها، لذا يجب ان يكملا الطريق سوياً، وسيشير المؤتمر الوطنى الى تجربة القوى السياسية فى تراجع جعفر نميرى عن اتفاقية اديس ابابا بعد تصالحها معه، وستسعى حركات دارفور للتحالف مع الحركة الشعبية باعتبارهم جميعاً من قوى الهامش الساعية لتكوين السودان الجديد، وسيسعى محمد عثمان الميرغنى للتحالف مع الحركة استناداً على علاقات تأسست فى أيام الراحل جون قرنق، ونتيجة لهذه التجاذبات سيكون خيار الحركة الشعبية النزول للانتخابات بصورة منفردة، وبناء علاقات جديدة على ضوء النتائج التى ستتحقق.
* هل تتوقع ان يحرز حزب الامة نتائج تماثل ما أحرزه فى 8691 أو تقاربها على الأقل؟
= لا اتوقع ذلك... فقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر، فى انتخابات 1986 كانت اغلب دوائر حزب الامة من دارفور وهى منطقة مأزومة الآن، ولقد غاب عنها حزب الامة لفترة طويلة نسبة للحصار الذى فُرض عليه، وهذا بالقطع سيؤثر على رصيده الجماهيرى هنالك والذى لعوامل كثيرة بدأ يتآكل، وان كنت اتوقع ان موقفه المعارض الصلب سيمكنه من الحفاظ على بعض هذا الرصيد.
* ما هى خياراته فى التحالف؟
= حزب الامة صعب جدا فى التحالفات، والدليل خروجه من التجمع الديمقراطى. فهو يؤمن بالتحالفات ولكن مع سيادته كحزب على التحالف الذى يشارك فيه، رغم ان التحالفات تقوم على التقديم المتبادل للتنازلات فى مقابل تفعيل وجود الآخرين، حزب الامة يرغب فى التحالف ولكن تحت قيادته، فهو يتحرك بفلسفة اقرب لفلسفة الحزب الغالب فى داخل التحالف، واذا شبهناه بالديكتاتوريات فهو مثل حزب البعث الذى يؤمن بالتحالف مع احزاب تكون ثانوية الدور.
* هل يمكن ان يتحالف مع الحركات المسلحة بدارفور؟
= هذا احتمال صعب التحقق.. المسكوت عنه فى ازمة دارفور ان كل القوى المقاتلة هى من اثنية واحدة، وهى التى تنظر لنفسها بأنها من اصول غير عربية، والمجموعة الاخرى الصامتة هى المجموعة العربية، وحزب الامة له قواعد فى المجموعتين اذا تحالف مع مجموعة استعدى الاخرى ومن الصعوبة الجمع بين الاثنتين. الفرصة الوحيدة التى امامه ان يكون له تأثير على الشباب هنالك، وهذا مشكوك فيه اذا كان له تأثير كبير على الشباب من الممكن ان يسهم ذلك فى خلق دور له فى جمع المجموعتين.
* التحالف بين الامة والحركة الشعبية؟
= المساحة بينهما كبيرة جداً.
* الامة والاتحادى؟
= بالمنافسة التاريخية من الصعوبة التحالف بينهما، لقاء السيدين جاء بكارثة انقلاب عبود، كل التحالفات التى تمت بينهما فى الفترات الانتقالية كانت تحالفات قلقة ومتوترة تصل الى الفشل سريعاً.
* وماذا عن الاتحاديين فى الانتخابات القادمة كقوة انتخابية؟
= يمرون الآن ''بفركشة'' من الصعوبة لملمتها، ولكن هذه هى طبيعة الحزب الذى هو فى الاساس عبارة عن جبهة من عدة احزاب، فالانقسامات فيه متوارثة فهو على هذه الحالة منذ تأسيسه، فهو فى حالة تنازع مستمر بين الطائفة والقوى المدنية، وهو الآن بعيد عن الشباب.
* ولكن نفوذه فى منطقة الوسط النيلى كبير وهى منطقة لا تزال مستقرة عكس المناطق الآخرى؟
= من الصعوبة معرفة مناطق نفوذهم. ففى 1986 عانوا من تعدد المرشحين فى الدائرة الواحدة ففقدوا دوائر فى الخرطوم والشمالية وغيرهما من المناطق وهذا يدل على عدم المؤسسية وهى حالة مستمرة الى الآن.
* إذا اتحدوا هل سيمثلون رقماً انتخابياً اول؟
= هم مثلهم وجميع احزاب الاستقلال فى العالم الثالث. اتحادهم يعتمد على وجود قيادة كاريزمية يمكن ان يلتف حولها الجميع، وهذه القيادة غير موجودة الآن والكاريزما وحدها لا توقف الانقسامات ولكنها تحتفظ بالاغلبية.. فى وجهة نظرى النظام السياسى القديم انهار تماماً، الحركة الشيوعية تكسرت وكذلك الاسلامية، والامة والاتحادى ضُربا تماماً وصعدت فى مقابل كل ذلك القوى الاقليمية.
* هى قوة، نفوذها فى مناطقها الجغرافية فقط؟
= ولكنها صعدت فى وقت واحد فى الشرق والغرب والجنوب.
* المنطقة الجغرافية التى اصبحت تعرف بمثلث حمدى ألا ترى انها ستمثل مركز الثقل الانتخابى للقوى السياسية القديمة؟
= المثلث المشار اليه ليس هو المثلث القديم فقد اثرت عليه تأثيراً كبيراً المتغيرات الديموغرافية التى تمت فى الفترة الاخيرة. انا لن اندهش اذا فازت الحركة الشعبية بـ (40%) من دوائر الخرطوم. الخلطة السكانية تغيرت تماماً.
* لصالح من؟
= لصالح القوى الريفية.
* هل هذا يعنى ان القوى الجهوية ستكون الرقم الانتخابى الاول فى الانتخابات القادمة؟
= لأنها هى القوى التعدادية الاولى.
* هل تتوقع ان يتعرض الرئيس عمر البشير لمنافسة انتخابية حقيقية؟
= حتى فى الديمقراطيات الراسخة، منافسة من هو فى الكرسى امر صعب جداً، لكن المعارضة التى تواجه الرئيس البشير معارضة واسعة جداً، الامر سيتوقف الى مدى اقتناع الحركة الشعبية بأن من مصلحة اتفاقية السلام استمرار الرئيس البشير فى الحكم ام لا؟
* هل ستمثل منافساً له؟
= لن تستطيع ذلك... كان وارداً فى حال وجود جون قرنق، وضعها الراهن لا يؤهلها للمنافسة الرئاسية.
* الميرغنى هل يمكن ان ينافس البشير؟
= الميرغنى كان تطلعه ان يصبح الحليف الاول للحركة الشعبية، ولكن ذلك لم يعد وارداً منذ الجلوس لابرام اتفاقية نيفاشا والوصول اليها.
* هل نتوقع بروز مساعٍ خارجية لتشكيل حلف ضد المؤتمر الوطنى مماثل للدور الذى قامت به القوى الدولية ضد الرئيس موغابى فى زيمبابوى، او نتوقع ظهور صلاح سالم آخر كما حدث فى 5491؟
= اشك كثيراً ان تأتى قوى خارجية لتوحيد القوى المعارضة، كنت اتطلع لاستمرار التجمع ولكن منذ خروج حزب الامة اتضح ان التنافس بين الحزبين الكبيرين قادر على هزيمة التحالفات القائمة بينهما، فهما يصعب اتفاقهما على رئيس واحد.
* هل تتوقع ان يكون للمال تأثير كبير على نتائج الانتخابات اكثر من تأثيره على انتخابات 8691؟
= سيكون له تأثير كبير جداً.
* أثر ترجيحى؟
= نعم اثر ترجيحى هنالك جدلية دائمة بين السلطة والمال. هنالك من يملك مالاً ويسعى عبره للسلطة والعكس كذلك. ألا ترى ان كل المفاوضات التى تمت انفقت وقتاً طويلاً فى ملفي السلطة والثروة.
* كيف اثر المال على نتائج الانتخابات فى التجارب الماضية؟
= حزب الامة سبق واصدر بياناً يشير فيه الى انهم هُزموا من قبل الاتحاديين بالمال والدعاية المصرية، والمحاكم نظرت فى قضايا ذات صلة عندما شهد خلف الله خالد، أمين الحزب الاتحادى بعد انقسامه من الحزب فى القضية المرفوعة ضد صحيفة الناس، شهد بأنهم كانوا يتلقون دعماً مالياً من مصر وقاموا بتوزيعه على الدوائر.
* هل تتوقع دوراً لمصر فى الانتخابات القادمة؟
= مصر تقاعدت عن التأثير على مجريات الاوضاع فى السودان.
* تقاعدت ام أُقعدت؟
= هى أُحيلت للمعاش فى كل قضايا المنطقة، اصبحت فقط تكتفى بدور الوسيط اذا كان ذلك فى السودان او فلسطين.
* اذاً لن تدعم الاتحاديين؟
= لن تدعمهم للوصول للحكم. ولكن اذا ضُربوا يمكن ان توفر لهم المسكن والعون.
* هل تتوقع زيادة نفوذ الطرق الصوفية وتأثيرها على الانتخابات ام تراجع دورها؟
= اتوقع زيادة دورها.... يمكنك ان تتابع صعود تأثيرها على الشباب عبر انتشار المدائح النبوية والاذاعات المخصصة لها، قد يكون اثرها داعماً للقبلية. ففى كثير من الاحيان هذه الطرق لها ابعاد قبلية.
* هل يمكن ان نفاجأ بحدوث ''قاطع ما'' يحول بيننا والانتخابات؟
= افهم ما تقصد...من الصعوبة التنبؤ بما سيحدث، الاوضاع لا تزال فى حالة سيولة وهى قابلة للتشكل فى أية صورة، ومن يتنبأ فى هذا الوضع إما ان يكون نبياً او غبياً ولا احسب نفسى واحداً من الاثنين.
ضحك.
|
|
 
|
|
|
|
بكرى ابوبكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست