|
|
 هل كان الدكتور حرامى الاجابة تجدها فى هذا الحوار مع رجل الأعمال محمد أحمد عجيب
|
يعد رجل الأعمال محمد أحمد عجيب أحد المقربين من الدكتور بهاء الدين أحمد إدريس مساعد الرئيس الأسبق جعفر نميري.. والذي دارت حوله شبهات كثيرة بشأن الصفقات التجارية.. ويقول عجيب الذي تم سجنه في الانتفاضة لعلاقته بإدريس إن بهاء الدين برئ من كافة التهم، وأنه ولج العمل في القصر بعد أن قرأ النميري مذكراته التي كان يعدها في معهد البحوث، كما أن بهاء الدين كسب ثقة نميري وأصبح ساعده الأيمن في المسائل الاقتصادية، مشيراً في حوار مع (آخر لحظة) أن بهاء الدين موجود الآن في لندن، ويعيش على إعانة اللجوء التي تمنحها له بريطانيا بعد أن باع مزرعته ومنزله.
كيف بدأت علاقتك ببهاء الدين؟
ـ هي علاقة صحفي عادي محترف مع مصدر من مصادر الأخبار في الدولة، وتطورت هذه العلاقة بالتدريج، وعرفنا بعضنا جيداً حتي أصبحنا نتبادل كثيراً من الثقة، إلى أن أضحت العلاقة علاقة تراكمية (خلاف، إتفاق، نقد، توجيه) أنا أدَّعي أنني من أقرب الناس إلى بهاء الدين، أعرف حياته وخصوصياته وعلاقته بنميري.
هذه علاقتك أنت ببهاء الدين كيف بدأت علاقة بهاء بنميري؟
ـ كان بهاء أستاذاً في جامعة الخرطوم، وبسبب خلاف في الجامعة تخلى عن التدريس فيها، وفي هذه الفترة كوَّن النميري المجلس القومي للبحوث، وعيَّن السماني عبد الله يعقوب أميناً عاماً للمجلس، وكان السماني ذا صلة وثيقة بالبروفيسور عمر محمد عثمان مدير جامعة الخرطوم آنذاك، فرشحه السماني (أي بهاء الدين) ليكون نائباً للأمين العام للمجلس القومي، وبما أن نميري لديه مكتب في المجلس القومي فقد ظل يتلقى المذكرات من بهاء الدين، فأعجب بادائه وبطريقة عمله من خلال تلك المذكرات، فعينه وزير دولة للشؤون الخاصة، هذه الرواية لم تذكر من قبل في وسائل الإعلام، فهو لم يكن سياسياً او ضابطا،ً لأن كل الوزراء إما أنهم كانوا ضباطاً أو يشغلون مراكز مرموقة، أو لديهم معرفة شخصية بنميري، وظلت هذه الصلة تتطور إلى أن أصبح وزيراً لمجلس الوزراء، ثم تطورت العلاقة إلى أن أصبح وزيراً لرئاسة الجمهورية، ثم أُعفي، وعاد بعد ذلك مساعداً لرئيس الجمهورية.
لماذا أُعفي من منصبه كوزير لرئاسة الجمهورية؟
ـ كانت لديه مشاكل في القصر، وكان على خلاف مع محمد محجوب سليمان الصحفي، لذلك السبب تم إعفاؤه ولكن نميري اكتشف أنه لا يوجد وزير يستطيع أن يسد مكان بهاء الدين فأعاده مساعداً له.
ما هي المشاكل التي كان يعاني منها بهاء في القصر؟
ـ من بين هذه المشاكل أن نميري عينه عضواً في المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي، ولم يكن مرتاحاً لذلك، لأنه يعتبر نفسه غير سياسي، وفي هذا تقليل له.
ما سبب الثقة الكبيرة التي أولاها نميري لبهاء الدين؟
ـ كان بهاء كاتم أسراره، فهو لا يتحدث كثيراً، وحتى إذا تحدَّث ليس مع أي شخص، وأثناء ساعات العمل لا يقابل نميري إلا وهو منضبط، فنميري أصبح لا يرى السودان إلا من خلاله، ولم يحدث قط أن سافر نميري وبهاء في طائرة واحدة، أو غادرا السودان في زمن واحد، فنميري لا يطمئن إلا عندما يترك بهاء خلفه، وذلك لثقته الكبيرة به.
بصفتك رجل أعمال هل كانت لديك صفقات مشتركة مع بهاء؟
ـ لم يكن لدينا أية صفقات أو عمل تجاري مشترك، ولم أستغل صداقتي معه في عملي الخاص.
ما هي علاقة بهاء الدين بالمستثمر السعودي عدنان خاشقجي؟
ـ بهاء لم يأت بعدنان إلى السودان، بل عرفه بعد مجيئه ومقابلته للرئيس نميري، وكان يحوِّله له، فعدنان وفر قرضاً للحكومة بـ 200 مليون كرأس مال لإنشاء الـ (SDC)، بهاء الدين حوَّل منها 10 مليون لرئيس شاد بتوجيه من نميري، وهي أيضاً من الأشياء التي وردت في المحكمة.
من هي الجهة التي أتت بخاشقجي إلى السودان؟
- أعتقد جهة لبنانية طرفها محمد محجوب سليمان المستشار الصحفي للرئيس نميري، فبهاء اعتبر خاشقجي كرجل أعمال يتم التعامل معه من خلال توجيهات الرئيس، ولكن لم يقدم له إية مساعدة، ولم يكن بينهما أي عمل مشترك.
عملية ترحيل الفلاشا ما دور بهاء فيها؟
ـ لم يكن لديه أية علاقة بعملية ترحيل الفلاشا، وهذه المسألة أيضاً وردت في المحكمة، ولم يجدوا أية صلة له بها.
ما حقيقة أن بهاء الدين كان يأخذ عمولته من كل الصفقات الخاصة بالبترول؟
ـ قال ضاحكاً (ناس البترول مستعدين يعطوا زول حاجة؟)، الذين يروجون لهذا الكلام يجهلون الجانب التجاري، قطعاً هذا الكلام غير صحيح، وأنا اعتبره مجرد حسد لقربه من نميري ومن السلطة بالمركز الذي وُضع به.
يقال إن لبهاء الدين علاقات مع بعض الدول مثل أمريكا وبريطانيا ودول خليجية؟
ـ لم تظهر لي أن له علاقة خاصة مع الأمريكان أو البريطانيين، ولم يحدث أن وجدت عنده أي دبلوماسي أمريكي أو بريطاني، أما علاقته بالخليجيين فهي ممتازة، ووثقوا به بطريقة غير عادية، وتكمن هذه الثقة في أنه كان يحمل الرسالة بالنص ويعود بالرد بالنص ولا يجتهد بالتنميق أو التعديل، عندما ذهب إلى إنجلترا عرضت عليه بعض الدول العربية العيش في أراضيها تقديراً لمواقفه وعلاقته بها.
ما حقيقة أن لبهاء ثروة طائلة؟
ـ من أين أتت؟ عملياً إذا كانت لديه ثروة طائلة لا يمكن أن يعيش لاجئاً في بريطانيا، وأن يبيع مزرعته ومنزله.
كذلك بعض الناس تحدثوا عن أنه يعيش على إعانة بريطانية؟
ـ كلام غير صحيح، هو الآن لاجئ ويتلقى إعانة اللاجئين العادية، فكل الزعماء والوزراء الآن، والذين أتوا إلى الحكومة عندما كانوا في بريطانيا عاشوا على إعانة اللاجئين، والدليل على أنه يعيش في مستوى أقل من عادي أن زوجته مريضة، وأجبروا على بيع المزرعة والمنزل حتى يؤمِّنوا تكاليف العلاج، هو الآن يعيش أصعب ظروف يعيشها سوداني في المهجر، ولا يأخذ إعانة شخصية، وفي بيت من بيوت اللاجئين ببريطانيا وأنا أحتفظ إلى الآن بخطاب بعثه لي في يوم 18/1/1986م، وكلفني أن أعطي زوجته مبلغ 50 ألف جنيه ولو على دفعات، فهل هذا إنسان لديه ثروة طائلة، وحتى أيام منصبه لا أذكر أنه استغل منصبه لمنفعته الشخصية، فأذكر أن عبد الله جمعة السري رئيس شرطة الشارقة في ذلك الوقت جلب لبهاء الدين عربة بالطائرة، ولكن بهاء الدين لم يستطع أن يدفع جماركها، وهو وزير للشؤون الخاصة، وبيعت العربة في الدلالة، وأبلغني أمين محمد سعيد وأحمد دياب المحامي بالأمر لأن العربة أتت باسمي.
لماذا أُدخلت السجن بعد الانتفاضة؟
ـ أُدخلت السجن بعد الانتفاضة ولم يحققوا معي، واتهمونا أنا وبهاء الدين بتهمة شراكات مالية، ولم يجدوا أي شئ في حسابي في الداخل والخارج، فدخلت السجن بسبب صداقتي لبهاء الدين فقط وأحب أن أضيف أن أبو العلا الذي كنت استأجر منه المنزل عفى لي الإيجار بعد خروجي من المعتقل، وأيضاً عندما طلب مني إعطاء زوجته مبلغ الـ 50 ألف قال لي ولو على دفعات، أي هو يعلم أنني لا أملك المبلغ كاملاً.
ما هي علاقة بهاء الدين بزملائه الوزراء والمسؤولين هل كانت لديه مشاكل معهم؟
ـ نعم كانت له بعض المشاكل وأذكر لكِ واقعة حدثت، فقد انعقد اجتماع شهير في القيادة العامة، وكان الاجتماع ليلة كاملة بين الرئيس نميري والقيادات، وكان الهجوم من قبل القيادات على بهاء الدين الحرامي كما قالوا، رفع نميري الاجتماع إلى اليوم التالي، وأصدر قراراً بعد ذلك بإحالة كل القيادات إلى المعاش، وكان على رأسهم عبد الماجد حامد خليل، وأبلغني بهاء بالخبر، كذلك كان على خلاف مع الدكتور حسن الترابي الذي كان مستشاراً لرئيس الجمهورية آنذاك، وذات يوم أقام السيد علي عبد الله يعقوب حفل عشاء في منزله بالرياض تكريماً لصديقه سمو الأمير محمد الفيصل، رئيس بنك فيصل، وأنا كنت في ذلك العشاء، فوجدت الدكتور الترابي وحملني رسالة إلى بهاء الدين لمعرفته بصلتي به، ولكني لم أبلِّغ بهاء بالرسالة.
لماذا لم تبلغ بهاء بالرسالة وما فحواها؟
ـ لم أبلِّغه حتى الآن لأنني اعتبرها فتنة، كذلك لا استطيع أن أذكر مضمون الرسالة، ولكنها سوف تؤدي إلى فتنة إذا ذكرت.
كيف كان بهاء في منصبه؟
ـ كان شديد الانضباط في منصبه، ولم يتخذ أي قرار بدون توجيه مباشر من نميري، ولا يجتهد في ذلك.. وعندما يخاطب زملائه يتكلم باسم الرئيس.
ما هي قصة بائعي اللبن؟
ـ في يوم إتصل بي بهاء الدين بالتلفون وسألني عن بائعي اللبن الذين يأتون من جهة سوبا (بالحمير) فجراً، لأنه ورد إليه تقرير أمني عن تحرك للجيش تم اكتشافه عن طريق بائعي اللبن وأُخمدت المسألة، وكانت من المواقف الطريفة بيننا، فهو يتمتع بطرفه وملاحة غير عادية، ولكن بالطبع ليس مع أي شخص.
هل هنالك مواقف انسانية تذكرها لبهاء الدين؟
ـ عندما رفعت قرارات التأميم، بعض الأسر لم يتم تسليمها الممتلكات.. ولكن بهاء تدخل واقنع الرئيس وأُرجعت الممتلكات لأصحابها، والمؤسف أن هؤلاء الناس لا يذكروه بالخير، أيضاً من الأشياء التي أذكرها مساهمته في تعيين السيد محمد عبد الحليم محجوب في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، بعد أن أُعفي من منصبه كنائب لوزير النقل، كذلك قدم المساعدات للكثير من الناس كإشرافه على بناء منزل السماني بالرياض بعد وفاته في تحطم طائرة بالجنوب وقد كان مديراً لجامعة جوبا، وذات مرة طلب مني أن أعطي شخصاً لبنانياً محتاج مبلغ 9 آلاف جنيه، فالذين يروجون على أنه حرامي، فهذا كلام غير صحيح، وفي رأيي الشخصي أن أية حكومة يجب أن يكون بها بهاء الدين، فنأمل ونناشد هذه الحكومة أن تعتبره أحد مواطنيها، وقد كان في يوم من الأيام في السلطة، وان تتفقد أحواله وترجعه إلى الوطن، ويكفي أنه رفض التخلي عن جنسيته السودانية أو أن يكون مزدوج الجنسية.
المصدر: صحيفة اخر لحظة
|
|
 
|
|
|
|
بكرى ابوبكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست