|
السودانيون في أريزونا:مستوى عالٍ من المسؤولية
|
أهلاً وسهلاً السودانيون في أريزونا:مستوى عالٍ من المسؤولية
أحمد بقادي كُتب في: 2007-09-15
لو يذكر القارئ أنني أوردت في هذا العمود مرة، عندما تحدثت عن عودتي إلى السودان، أن هذه العودة لم تكن من تدبيري، وأنه لم يكن لي فيها من فضل غير تنفيذها. وأزيد اليوم وأقول أن فكرة العودة نبعت في الأصل عندما كان نفر من السودانيين المقيمين في مدينة (ميسا)، وهي إحدى المدن التي تكون عاصمة ولاية أريزونا الأميريكية، كانوا يتناولون طعام العشاء في منزل الدكتور عبدالله جلاب، ألأستاذ المساعد في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة ولاية أريزونا. فقد أقترح أحدهم أن يعود أحمد علي بقادي إلى السودان حيث يواصل ما بدأ من عمل صحفي هناك، وحيث يستطيع أن يقدم الكثير لجمهور القراء السودانيين. وتبنى الفكرة الجميع، واخذ ثلاثة منهم على عواتقهم مهمة إبلاغي بها، والتعرف على وجهة نظري حيالها، والإسهام في تنفيذها. وبالفعل، فقد اتصل بي الأخ جلاب، وأبلغني الفكرة. وعلى الفور, ودون تردد وافقت على الرجوع إلى السودان، من دون أي تحفظ، غير إصراري على أن أستأنف عملي في المجال الصحفي. وقد تولى تنفيذ الفكرة (المشروع) الإخوة عبد الله جلاب، الرئيس الحالي للمركز السوداني الأميريكي في أريزونا، وسيد أحمد الريح، الرئيس السابق للمركز السوداني الأميريكي في أريزونا، والسيد أمين النفيدي، رجل الأعمال السوداني المعروف، والذي تقيم أسرته في أريزونا. ولم تمض سوى بضعة أيام وكان كل شئ معداّ لمغادرتي لأميريكا وعودتي إلى السودان. في هذه الأثناء، سمع الإخوة السودانيون المقيمون في أريزونا الخبر، وأصروا على أقامة حفل لتكريمي لشخصي الضعيف قبل مغادرتي لأميركا. وبالفعل فقد أقيم الحفل وسلمت فيه جائزة تقدير على ما قدمت من خدمات للجالية السودانية في أريزونا. والآن وأنا في الخرطوم، بين أهلي وأصدقائي، وأتفيأ ظلال صحيفة السوداني الوارفة، كما قال محرروها في كلمة ترحيب بي نشرت قبل أيام، وأستأنف نشاطي الصحفي الذي قطع قسراّ قبل أربعة عشر عاما، أجد لزاماّ علي أن أتوجه بكلمة شكر للإخوة أعضاء الجالية السودانية في أريزونا. لقد كان قرارهم، نيابة عني، برجوعي إلى السودان، تعبيراّ عن درجة عالية من إحساس بالمسؤولية الوطنية. لقد فكروا في ما هو أمر عام، يهم بلدهم السودان، وقدموه على كل ما هو شخصي، يخصهم أو يخصني. ولمعلومية القارئ، فإن أعضاء الجالية السودانية في أريزونا هم فتية من خيرة أبناء السودان المهاجرين، يتمتعون بمستوى أكاديمي ومهني وأخلاقي عالٍ. وقد عشت وسطهم في أريزونا مدة تسع سنوات، ولم أسمع أو أر منهم ما يشينهم، أو يشين بلدهم السودان. وبسبب عضويتي في كثير من المنظمات الطوعية التي ترعى شؤون اللاجئين والمواطنين في أميريكا، وهي منظمات تطلع، بطبيعة عملها، على سلوكيات أفراد الجاليات الأجنبية في أميريكا، فقد علمت أن سجل الجالية السودانية السلوكي في اريزونا، وغيرها من الولايات الأميريكية، لهو من أنظف السجلات والتي ينبغي لنا أن نفخر بها. ولأن هذه الجالية تمتلك داراً خاصة بها، وتدير مدرسة لأبنائها لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وتستخدم مقرها لاستضافة كل نشاطات أفرادها الاجتماعية، والفنية، ومن بينها نشاطات الألعاب الخاصة بالأطفال، فإنني ألزم نفسي بأن أكون مندوبهم في السودان وحلقة الوصل بينهم وبين أهلهم هنا. ولا أظن أن صحيفة السوداني ستتردد لحظة في نشر ما يبعثون به إلي من أخبار وتقارير خاصة بنشاطاتهم في مهجرهم.
|
|
|
|
|
|