دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: قصة الدبدوب السوداني تكشف عقدة الدونية الإسلامية* وليد علي ** ترجمة محمد عثمان ابراهيم (Re: بكرى ابوبكر)
|
Quote: قصة الدبدوب السوداني تكشف عقدة الدونية الإسلامية*
وليد علي **
إن حاجة المدرسة البريطانية جيليان جيبونز لعفو رئاسي لتفادي 15 يوماً من الحبس بسبب ( الهرطقة ) علي خلفية تسمية ( دبدوب ) هو علامة بينة علي السخف في علاقة المسلمين بالدول الغربية فحتي صمويل هنتنغتون و هو ينظر للصدام الوشيك للحضارات في أخريات القرن الماضي لم يكن ليتنبأ بقصة ممتدة علي هذا النحو من السوريالية.
بدأت القصة عادية تماماً فقد قدمت جيبونز طلاب فصلها ذوي السابعة من العمر للعبة دبدوب سيأخذها كل واحد منهم مرة إلي بيته طوال العام كحيوان أليف للفصل.
سألت عن إسم له فسماه الأطفال محمد . كتبت جيبونز للآباء لإبلاغهم بهذا النشاط و لم يعترض أحد بالطبع . لكن أتي يوم استدعتها فيه الشرطة ثم اعتقلتها بتهمة ( الإساءة للدين).
و عند هذه النقطة يخيم الغموض . لماذا تلقي تهمة (الهرطقة) علي جيبونز في حين إن الأطفال هم من قاموا باختيار الإسم ؟ و ربما بشكل أكثر أساسية ما هو المسيء في تسمية دبدوب بمحمد؟ بالتأكيد هذا هو اسم أعظم نبي في الثقافة الإسلامية لكنه أكثر الأسماء شعبية في العالم و هو إسم متداول جداً في السودان. في الحقيقة فقد ذكر أحد تلاميذ جيبونز إن الدب سمي عليه هو.
ليس هناك دليل علي أن الأطفال أرادوا للدمية أن تمثل النبي لكن حتي لو حدث ذلك في أسوا الحالات فإن هذا ليس التشبيه الأسوا الذ يمكن أن يتخيله الواحد. هذا ليس مشابهاً لقصة الرسوم الدنماركية الساخرة . ماذا لو تمت تسمية خنزير بمحمد؟
بالرغم من ذلك وبعد سجن جيبونز الأسبوع الماضي إعترض متظاهرون علي إن هذا ليس كافياً و اصروا بحماقة تستعصي علي الفهم علي إنه يجب قتلها بل طالب البعض منهم بإعدامها رمياً بالرصاص . كانوا يهتفون " لا تسامح بل إعدام " ثم حولوا الأمر إلي قضية جيوسياسية " العار ، العار علي بريطانيا".
و هنا ، فيما يبدو ، مفتاح هذه المهزلة العبثية. فإذا كانت جيبونز سودانية أو حتي مواطنة غير غربية فلم يكن سيحدث هذ ا الجدل. في الحقيقة لم يكن المسلمون عدائيون في تسمية في تسمية لعبهم و ( أطفالهم ) بأسماء الأنبياء فلسنوات قامت الجمعية الإسلامية في بريطانياببيع دمية أسميت ( آدم الدب المصلي) في حين انه في الولايات فإن مؤسسة إسلامية للوسائط الإعلامية تواصل إنتاج أفلام فيديو للأطفال تقوم بدور البطولة فيها شخصية تسمي أيضاً آدم ( إسم أول نبي في الإسلام).
كل ما في هذه القصة ليست له علاقة بدمية الدبدوب لكن كل شيء هنا لديه علاقة بالمشاعر المناهضة للغرب و هي حقيقة كشف عنها بوضوح رد فعل شيوخ سودانيين كبار وصفوا تصرف جيبونز بأنه " عمل محسوب و حلقة جدبدة من دوائر التآمر علي الإسلام".
هذا خطاب يصعب تصديقه جداً خصوصاً بالنظر إلي حب جيبونز للسودانين و رغبتها القديمة في مساعدتهم في التعليم.
هذا النوع من ردات الفعل يكشف عن ذهنية محاصرة تضع العالم الإسلامي في وضع الضحية في وجه مؤامرة كونية و بشكل أكثر خصوصية مؤامرة غربية .
كمردود لهذا فإن الغرب لابد و أن لديه دور قاهر و وحيد في الخيال التآمري و هو موجود لقهر المسلمين و يتخذ قراراته السياسية لتدمير الإسلام فقط و كأنه ليس للغرب مصالح خاصة به هو نفسه.
هناك جهل في إفتراض أنه لابد أن إهانة المسلمين هي الهدف الأساسي للآخرين لكن بصورة أعمق فإن هذا إفتراض يعبر عن عقدة دونية.
هذه البارانويا ( الخوف المرضي ) الخانقة ليست علامة علي الواثق بذاته بل هي علامة علي المهان. و النتيجة هي الكشف عما يبدو أنه حاجة ملحة للتعرض للإحراج و من ثم إلقاء اللوم علي الحضارة الغربية.
و بالقيام برد فعل عنيف يشعر المهان بإحساس كاذب بالسمو .إنهم يقومون بإصلاح حالتهم بالإعتداء و الدليل علي إنهم يقومون بذلك هي أن رد فعلهم ضعيف في العادة.
إبان غضبة الكاريكاتيرات الدنماركية أحرق متظاهرون في باكستان دمي لبوش و أحرقوا مطعماً من سلسلة (كي إف سي) لوجبات الدجاج السريعة وهم يشجبون ( الكاريكاتيرات الأمريكية ! ).
و منذ أكثر من سنة واحدة بقليل شهدنا شيوخاً متصنعي الفهم يطالبون بقتل البابا لتجرؤه علي وصف الإسلام بأنه عنيف بالوراثة و بإشارتهم تلك فإنهم فشلوا حتماً في إدراك المعني الذي رمي إليه.
بالطبع فإن الأقلية القليلة هي التي تمارس هذا النوع من السلوك و كثير من المجموعات الإسلامية أدانت كل من هذه التظاهرات مثلما طالبوا بإطلاق سراح المدرسة جيبونز بل هناك مجموعات إسلامية أنشأت للدفاع عنها علي موقع ( فايس بوك ) علي الإنترنت لكن المشكلة بالنسبة للعالم الإسلامي إن هذا الحدث المعزول عالي الصوت بشكل يمثل فيه منظر المسلم أمام الناس.
في النهاية فإن المسلمين هم الذي سيخسرون ، الشعور المصطنع بكونهم ضحية بالرغم من كونه مريح عاطفياً فإنه مثبط و مريح للذات.
بتمسكنا بهذا الشعور و تخيلنا لأنفسنا كضحايا حتي في حين أننا لسنا كذلك فإننا في النهاية نجعل من أنفسنا ضحايا.
* يصعب بالطبع الإتفاق مع كل ما ذكره الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة ( سيدني مورننج هيرالد ) يوم 6 ديسمبر الحالي
http://www.smh.com.au/news/opinion/sudanese-teddy-saga-...5/1196812821147.html
** مؤلف و أكاديمي أسترالي مسلم.
|
شكراً يا باشمهندس بكري علي نقل الموضوع هنا و قد إجتهدت لترجمته بسبب كون كاتبه هو الأستاذ / وليد علي و هو باحث مرموق هنا في أستراليا و يكتب بشكل منتظم في صحيفتي ( The Age) و ( Sydney Morning Herald) كما إنه محاضر بمركز أبحاث الإرهاب الدولي بجامعة موناش. إضافة لذلك فهو يظهر بشكل منتظم في وسائل الإعلام رافضاً للتطرف و مدافعاً عن الإعتدال. من الملاحظ إن الكاتب وقع ضحية بعض الإشارات غير الصحيحة نحو إن المدرسة جيليان كانت في السودان من أجل المساعدة في التعليم و قد أرسلت له رسالة علي بريده الإلكتروني بملاحظاتي
يمكن لمن يرغب في معرفة المزيد عن الباحث وليد علي مراجعة الرابط أدناه: http://www.google.com.au/search?hl=en&q=waleed+aly+&btn...=Google+Search&meta= و شكراًً محمد عثمان ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة الدبدوب السوداني تكشف عقدة الدونية الإسلامية* وليد علي ** ترجمة محمد عثمان ابراهيم (Re: بكرى ابوبكر)
|
بسم الله الرحمن الرحيم شكراً للأخوين بكرى أبوبكر ومحمد عثمان إبراهيم لإيرادهما هذا المقال وترجمته ، وفى تقديرى أن ذلك يُعد دعوة هادئة لمناقشة الموضوع بدون تعصب وبعيداً عن التخندق من كل الأطراف ، فقد أدلى العديدون بأرائهم التى تنضح بلون رايته ، فهل هنالك متسع للتعليق حول هذا المقال بصورة علمية ومنهجية ؟
لا يشك أحد أن الضجة المثارة غرضها الأساسى كان سياسياً من طرفى التناول ، وقد أغفل البعض منا – سواء عن قصد أو غيره- بعض الأمور الجوهرية وقفزوا للنتائج التى تصب فى مصلحتهما.
أولاً : مسألة أهلية التلميذ البالغ من العمر (7) أعوام شرعاً وقانوناً : الأهلية شرعاً في اصطلاح الأصوليين قسمان: أهلية وجوب، وأهلية أداء (1) أهلية الوجوب: هي صلاحية الإنسان لأن تثبت له حقوق وتجب عليه واجبات، أو بعبارة أخرى، أهلية الإنسان لأن يطالب ويُطلب، سواء كان بنفسه أم بواسطة من له الولاية عليه. ومناط هذه الأهلية الحياة فتثبت لكل إنسان حي منذ ولادته إلى موته سواء أكان صغيراً، أم كبيراً، عاقلاً أم مجنوناً، وهذه هي أهلية الوجوب الكاملة، وقد نكون أهلية الوجوب ناقصة، وذلك في حالة الجنين في بطن أمه فانه تثبت له بعض الحقوق كالميراث، ولكنه لا تثبت عليه حقوق. وأهلية الوجوب هذه أثر من آثار الذمة لا توجد إلا حيث توجد الذمة، لأن الذمة هي وصف شرعي اعتباري يصير به الإنسان أهلاً للوجوب له وللوجوب عليه. (2) أهلية الأداء: شرعاً:هي صلاحية المكلف لأن تعتبر شرعا أقواله وأفعاله بحيث إذا صدر منه عقد أو تصرف كان معتبراً شرعاً وترتبت عليه أحكامه، ومناط أهلية الأداء ثبوت العقل والتمييز، فغير المميز وهو الطفل والمجنون، يكون معدوم الأهلية، والمميز الذي لم يبلغ الحلم يكون ناقص الأهلية، ومن بلغ الحلم عاقلاً يكون كامل الأهلية. الأهلية قانوناً : أورد قانون المعاملات المدنية السودانى الأحكام المتعلقة بذلك بالترتيب الآتى: *عرفت المادة (22"1") سن الرشد بثمانية عشر سنة (18) قمرية كاملة ‘ ويترتب قانوناً - ووفقاً لما جاء فى المادة (22"2") -على ذلك أن كل من بلغ سن الرشد يكون متمتعاً بقواه القلية وله كامل الأهلية لمباشرة حقوقه المدنية.هذا المعنى تم تكراره فى المادة (22"3") رغم أنه معلوم بالضرورة بمفهوم المخالفة. *تعتبر المادة (22"4") كل من يكون عمره حتى السابعة فاقداً للتمييز ، ومن السابعة وحتى الخامسة عشرة يعتبر قاصراً ( المادة 22"6"). * تناول القانون أيضاً عقود الصغير المميز فى المادة (55"1") وإعتبرها قابلة للإبطال (Voidable) ويكون معيار ذلك المصلحة المحضة له. ثانياً :الأهلية فى التشريعات الغربية التى يُقاس بها سخافة المسلمين: من موقع اليوكبييا ، فإن الصغير يُطلق للشخص الذى يكون عمره دون سن المسئولية القانونية الموضوعة للبالغين فى المجتمع. The term "minor" is used to refer to a person who is under the age in which one and is legally granted rights afforded to adults in society. أيضاً نجد أن هنالك مصطلحات أو تعبيرات مختلفة يتم إطلاقها وهى " الصبى" ، " الحدث" ، "الشاب" ، "اليافع" ، " المراهق" ، "الطفل " والصغير " وهى تحمل فى مدلولاتها قيود قانونية خاصة ، عقوبات ونظم حماية والتى لا تنطبق عادة على البالغين ( كاملى الأهلية). The terms "infant", "child", "adolescent", "teen", "youth", "juvenile" and "young person" are also used, although some jurisdictions make a legal distinction between these terms. Minor status carries with it special restrictions, penalties and protections that do not apply to adults. كان السائد فى منتصف القرن التاسع عشر إعتبار سن الرضا المقبول قانوناً من الصبى/الصغير/الحدث/اليافع....إلخ هى أن تصدر ممن يتراوح عمره بين سن 16-18 ، ولكنها فى نهاية القرن العشرين زِيدت لتكون بين 12-21 . The age of consent varies widely from jurisdiction to jurisdiction. The median seems to range from 16 to 18 years, but laws stating ages ranging from 12 to 21 do exist. In many jurisdictions, age of consent is interpreted to mean mental or functional age. بإستقراء ما ذكرته أعلاه يتضح أن التبسيط الذى إعتمده الكاتب فى صدر مقاله هو تبسيط خاطئ ومخل أورده ليبنى عليه النتيجة المطلوبة منه خاصة وهو يعمل فى موقع مفترض لمحاربة التطرف حيث قال :
The story begins normally enough. Gibbons introduced her seven-year-old students to a teddy bear they would each take home throughout the year, in the manner of a class pet. Asked to name it, the children chose "Muhammad". Gibbons wrote to parents to inform them of the activity. Of course, none objected. Then one day, the police came to call, arresting Gibbons for "insulting religion". At this point, flabbergasting mysteries abound. Why would the alleged blasphemy be Gibbons's when it was the children who chose the name? And perhaps more fundamentally, what is so offensive about a teddy bear named Muhammad? Certainly, it is the name of the greatest prophet in the Islamic tradition, but it is also the most popular name in the world, and a very common one in Sudan. Indeed, one of Gibbons's students says the bear was named after him.
بدأت القصة عادية تماماً فقد قدمت جيبونز طلاب فصلها ذوي السابعة من العمر للعبة دبدوب سيأخذها كل واحد منهم مرة إلي بيته طوال العام كحيوان أليف للفصل. سألت عن إسم له فسماه الأطفال محمد . كتبت جيبونز للآباء لإبلاغهم بهذا النشاط و لم يعترض أحد بالطبع . لكن أتي يوم استدعتها فيه الشرطة ثم اعتقلتها بتهمة ( الإساءة للدين). و عند هذه النقطة يخيم الغموض . لماذا تلقي تهمة (الهرطقة) علي جيبونز في حين إن الأطفال هم من قاموا باختيار الإسم ؟ و ربما بشكل أكثر أساسية ما هو المسيء في تسمية دبدوب بمحمد؟ بالتأكيد هذا هو اسم أعظم نبي في الثقافة الإسلامية لكنه أكثر الأسماء شعبية في العالم و هو إسم متداول جداً في السودان. في الحقيقة فقد ذكر أحد تلاميذ جيبونز إن الدب سمي عليه هو. ليس هناك دليل علي أن الأطفال أرادوا للدمية أن تمثل النبي لكن حتي لو حدث ذلك في أسوا الحالات فإن هذا ليس التشبيه الأسوا الذ يمكن أن يتخيله الواحد. هذا ليس مشابهاً لقصة الرسوم الدنماركية الساخرة . ماذا لو تمت تسمية خنزير بمحمد؟
There is no evidence the children intended the teddy bear to be some prophetic representation, and even in the bizarre event There is arrogance in this assumption that the humiliation of Muslims must be the central goal of others, but more deeply it is the expression of an inferiority complex. Such stifling paranoia is not a trait of the confident, but of the humiliated. The result is a disposition that is avid for scandal, a seemingly incurable desperation to be offended, and to pin the blame on Western civilisation.
هناك جهل (غطرسة أو تكبر) في إفتراض أنه لابد أن إهانة المسلمين هي الهدف الأساسي للآخرين لكن بصورة أعمق فإن هذا إفتراض يعبر عن عقدة دونية. هذه البارانويا ( الخوف المرضي ) الخانقة ليست علامة علي الواثق بذاته بل هي علامة علي المهان. و النتيجة هي الكشف عما يبدو أنه حاجة ملحة للتعرض للإحراج و من ثم إلقاء اللوم علي الحضارة الغربية. و بالقيام برد فعل عنيف يشعر المهان بإحساس كاذب بالسمو .إنهم يقومون بإصلاح حالتهم بالإعتداء و الدليل علي إنهم يقومون بذلك هي أن رد فعلهم ضعيف في العادة.
Ultimately, it is Muslims who have the most to lose. Perpetual victimhood, though an emotional balm, is disempowering and self-fulfilling. By clinging to it, and even imagining ourselves victims when we are not, we are ultimately victimising ourselves. Waleed Aly is the author of People Like Us: How Arrogance Is Dividing Islam
من ذلك يتضح أن الرضا الذى إفترضه الكاتب لا يُعتد به قانوناً أو شرعاً ولا يجوز بالتالى أن يبنى عليه صحة موقف المعلمة المسئولة عن كل تصرفات طلبتها القاصرين والتى تطالها قانوناً تحت عدة قواعد قانونية وبالتالى فما حدث فهو يُنسب قانوناً للمعلمة وليس لفاقد الأهلية ، وهذا حتى بمعيار من يوصمنا بالدونية أمامهم.
ثالثاً : مكانة الإنسان عند الله تعالى والمتضمنة لمكانة المسلم: إن مكانة الإنسان لدى الله تعالى ومظاهر تكريمه التى لا تُحصى حفل بها القرآن الكريم وقد كان للصوفية فهم راق وعال لمكانة الإنسان عند الله تعالي ، الصوفى العارف لايرى حيثما توجه إلا الله " فأ ينما تولوا فثم وجه الله " ( سورة البقرة – الأية 115 ) لأن كل ما في الدنيا تجلياته وتنزلات أسمائه الحسنى وصفاته ... فالله خلق الإنسان على صورته " على مقتضى أسمائه وصفائه سميعاً بصيراً مريداَ حياً متكلماً " ليدل عليه ... " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " ( الذاريات – 21 ) ... وكلها أسماء الله الحسنى وصفاته تنزلت فيك على قدر أهليتك واستحقاقك مع الفارق أن صفات الله تعالي حق الله مستعارة للإنسان وقد سرى حكمها فينا حسب استعداد قوابل نفوسنا لها بحكم الخلق على الصورة ... مظاهر تكريم الله تعالى للإنسان فى القرأن الكريم : - " ولقد كرمنا بنى أدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً " ( الأسراء – الأية 70 ) . لذا فلا غرو أن احترم الاسلام الإنسان وكرمه من حيث هو إنسان و بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ولغته ووطنه وقوميته ومركزه الإجتماعي لأن حق الحياة هو أول الحقوق وأولاها بالعناية ، وهو حق مقدس لايحل إنتهاك حرمته ولاإستباحة حماه ولايحل التعرض لحياة الإنسان سواءاً أكان مسلماً أم غيره ، كبيراً أم صغيراً ، رجلاً كان أم إمراءة فلكل حق الحياة ... - " وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه " ( الجاثية – الأية 13) . مظاهر تكريم الله تعالى للمسلم فى القرأن الكريم : - ويصف القرأن الكريم الملائكة المقربين بأنهم " العالين " ويصف المؤمنون بأنهم "الأعلون" وبذلك يرفع الإنسان المؤمن فوق الملائكة المقربين " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم " ( محمد – الأية 35 ) ويخاطب إبليس قائلاً " اسـتكبرت أم كنت من العالين " (سورة ص – 75 ) والعالون –كما هو معلوم- هم الملائكة المقربون الذين لم يؤمروا بالسجود .
هل من بعد شهادة المولى عز وجل فى شأن المؤمن يكون لدينا نحن كمسلمين شك فى علو شأننا والتى لا يمكن بأى حال أن تجعلنا دون من يوالونهم ويتم وصفنا بالدونية وأن ذلك محور كل تصرفاتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
والصلاة والسلام علي إمام المتقين الهادي بإذنه لصراطه المستقيم و الحمد لله رب العالمين . أبوبكر أبوالقاسم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة الدبدوب السوداني تكشف عقدة الدونية الإسلامية* وليد علي ** ترجمة محمد عثمان ابراهيم (Re: بكرى ابوبكر)
|
بسم الله الرحمن الرحيم شكراً للأخوين بكرى أبوبكر ومحمد عثمان إبراهيم لإيرادهما هذا المقال وترجمته ، وفى تقديرى أن ذلك يُعد دعوة هادئة لمناقشة الموضوع بدون تعصب وبعيداً عن التخندق من كل الأطراف ، فقد أدلى العديدون بأرائهم التى تنضح بلون رايته ، فهل هنالك متسع للتعليق حول هذا المقال بصورة علمية ومنهجية ؟
لا يشك أحد أن الضجة المثارة غرضها الأساسى كان سياسياً من طرفى التناول ، وقد أغفل البعض منا – سواء عن قصد أو غيره- بعض الأمور الجوهرية وقفزوا للنتائج التى تصب فى مصلحتهما.
أولاً : مسألة أهلية التلميذ البالغ من العمر (7) أعوام شرعاً وقانوناً : الأهلية شرعاً في اصطلاح الأصوليين قسمان: أهلية وجوب، وأهلية أداء (1) أهلية الوجوب: هي صلاحية الإنسان لأن تثبت له حقوق وتجب عليه واجبات، أو بعبارة أخرى، أهلية الإنسان لأن يطالب ويُطلب، سواء كان بنفسه أم بواسطة من له الولاية عليه. ومناط هذه الأهلية الحياة فتثبت لكل إنسان حي منذ ولادته إلى موته سواء أكان صغيراً، أم كبيراً، عاقلاً أم مجنوناً، وهذه هي أهلية الوجوب الكاملة، وقد نكون أهلية الوجوب ناقصة، وذلك في حالة الجنين في بطن أمه فانه تثبت له بعض الحقوق كالميراث، ولكنه لا تثبت عليه حقوق. وأهلية الوجوب هذه أثر من آثار الذمة لا توجد إلا حيث توجد الذمة، لأن الذمة هي وصف شرعي اعتباري يصير به الإنسان أهلاً للوجوب له وللوجوب عليه. (2) أهلية الأداء: شرعاً:هي صلاحية المكلف لأن تعتبر شرعا أقواله وأفعاله بحيث إذا صدر منه عقد أو تصرف كان معتبراً شرعاً وترتبت عليه أحكامه، ومناط أهلية الأداء ثبوت العقل والتمييز، فغير المميز وهو الطفل والمجنون، يكون معدوم الأهلية، والمميز الذي لم يبلغ الحلم يكون ناقص الأهلية، ومن بلغ الحلم عاقلاً يكون كامل الأهلية. الأهلية قانوناً : أورد قانون المعاملات المدنية السودانى الأحكام المتعلقة بذلك بالترتيب الآتى: *عرفت المادة (22"1") سن الرشد بثمانية عشر سنة (18) قمرية كاملة ‘ ويترتب قانوناً - ووفقاً لما جاء فى المادة (22"2") -على ذلك أن كل من بلغ سن الرشد يكون متمتعاً بقواه القلية وله كامل الأهلية لمباشرة حقوقه المدنية.هذا المعنى تم تكراره فى المادة (22"3") رغم أنه معلوم بالضرورة بمفهوم المخالفة. *تعتبر المادة (22"4") كل من يكون عمره حتى السابعة فاقداً للتمييز ، ومن السابعة وحتى الخامسة عشرة يعتبر قاصراً ( المادة 22"6"). * تناول القانون أيضاً عقود الصغير المميز فى المادة (55"1") وإعتبرها قابلة للإبطال (Voidable) ويكون معيار ذلك المصلحة المحضة له. ثانياً :الأهلية فى التشريعات الغربية التى يُقاس بها سخافة المسلمين: من موقع اليوكبييا ، فإن الصغير يُطلق للشخص الذى يكون عمره دون سن المسئولية القانونية الموضوعة للبالغين فى المجتمع. The term "minor" is used to refer to a person who is under the age in which one and is legally granted rights afforded to adults in society. أيضاً نجد أن هنالك مصطلحات أو تعبيرات مختلفة يتم إطلاقها وهى " الصبى" ، " الحدث" ، "الشاب" ، "اليافع" ، " المراهق" ، "الطفل " والصغير " وهى تحمل فى مدلولاتها قيود قانونية خاصة ، عقوبات ونظم حماية والتى لا تنطبق عادة على البالغين ( كاملى الأهلية). The terms "infant", "child", "adolescent", "teen", "youth", "juvenile" and "young person" are also used, although some jurisdictions make a legal distinction between these terms. Minor status carries with it special restrictions, penalties and protections that do not apply to adults. كان السائد فى منتصف القرن التاسع عشر إعتبار سن الرضا المقبول قانوناً من الصبى/الصغير/الحدث/اليافع....إلخ هى أن تصدر ممن يتراوح عمره بين سن 16-18 ، ولكنها فى نهاية القرن العشرين زِيدت لتكون بين 12-21 . The age of consent varies widely from jurisdiction to jurisdiction. The median seems to range from 16 to 18 years, but laws stating ages ranging from 12 to 21 do exist. In many jurisdictions, age of consent is interpreted to mean mental or functional age. بإستقراء ما ذكرته أعلاه يتضح أن التبسيط الذى إعتمده الكاتب فى صدر مقاله هو تبسيط خاطئ ومخل أورده ليبنى عليه النتيجة المطلوبة منه خاصة وهو يعمل فى موقع مفترض لمحاربة التطرف حيث قال :
The story begins normally enough. Gibbons introduced her seven-year-old students to a teddy bear they would each take home throughout the year, in the manner of a class pet. Asked to name it, the children chose "Muhammad". Gibbons wrote to parents to inform them of the activity. Of course, none objected. Then one day, the police came to call, arresting Gibbons for "insulting religion". At this point, flabbergasting mysteries abound. Why would the alleged blasphemy be Gibbons's when it was the children who chose the name? And perhaps more fundamentally, what is so offensive about a teddy bear named Muhammad? Certainly, it is the name of the greatest prophet in the Islamic tradition, but it is also the most popular name in the world, and a very common one in Sudan. Indeed, one of Gibbons's students says the bear was named after him.
بدأت القصة عادية تماماً فقد قدمت جيبونز طلاب فصلها ذوي السابعة من العمر للعبة دبدوب سيأخذها كل واحد منهم مرة إلي بيته طوال العام كحيوان أليف للفصل. سألت عن إسم له فسماه الأطفال محمد . كتبت جيبونز للآباء لإبلاغهم بهذا النشاط و لم يعترض أحد بالطبع . لكن أتي يوم استدعتها فيه الشرطة ثم اعتقلتها بتهمة ( الإساءة للدين). و عند هذه النقطة يخيم الغموض . لماذا تلقي تهمة (الهرطقة) علي جيبونز في حين إن الأطفال هم من قاموا باختيار الإسم ؟ و ربما بشكل أكثر أساسية ما هو المسيء في تسمية دبدوب بمحمد؟ بالتأكيد هذا هو اسم أعظم نبي في الثقافة الإسلامية لكنه أكثر الأسماء شعبية في العالم و هو إسم متداول جداً في السودان. في الحقيقة فقد ذكر أحد تلاميذ جيبونز إن الدب سمي عليه هو. ليس هناك دليل علي أن الأطفال أرادوا للدمية أن تمثل النبي لكن حتي لو حدث ذلك في أسوا الحالات فإن هذا ليس التشبيه الأسوا الذ يمكن أن يتخيله الواحد. هذا ليس مشابهاً لقصة الرسوم الدنماركية الساخرة . ماذا لو تمت تسمية خنزير بمحمد؟
There is no evidence the children intended the teddy bear to be some prophetic representation, and even in the bizarre event There is arrogance in this assumption that the humiliation of Muslims must be the central goal of others, but more deeply it is the expression of an inferiority complex. Such stifling paranoia is not a trait of the confident, but of the humiliated. The result is a disposition that is avid for scandal, a seemingly incurable desperation to be offended, and to pin the blame on Western civilisation.
هناك جهل (غطرسة أو تكبر) في إفتراض أنه لابد أن إهانة المسلمين هي الهدف الأساسي للآخرين لكن بصورة أعمق فإن هذا إفتراض يعبر عن عقدة دونية. هذه البارانويا ( الخوف المرضي ) الخانقة ليست علامة علي الواثق بذاته بل هي علامة علي المهان. و النتيجة هي الكشف عما يبدو أنه حاجة ملحة للتعرض للإحراج و من ثم إلقاء اللوم علي الحضارة الغربية. و بالقيام برد فعل عنيف يشعر المهان بإحساس كاذب بالسمو .إنهم يقومون بإصلاح حالتهم بالإعتداء و الدليل علي إنهم يقومون بذلك هي أن رد فعلهم ضعيف في العادة.
Ultimately, it is Muslims who have the most to lose. Perpetual victimhood, though an emotional balm, is disempowering and self-fulfilling. By clinging to it, and even imagining ourselves victims when we are not, we are ultimately victimising ourselves. Waleed Aly is the author of People Like Us: How Arrogance Is Dividing Islam
من ذلك يتضح أن الرضا الذى إفترضه الكاتب لا يُعتد به قانوناً أو شرعاً ولا يجوز بالتالى أن يبنى عليه صحة موقف المعلمة المسئولة عن كل تصرفات طلبتها القاصرين والتى تطالها قانوناً تحت عدة قواعد قانونية وبالتالى فما حدث فهو يُنسب قانوناً للمعلمة وليس لفاقد الأهلية ، وهذا حتى بمعيار من يوصمنا بالدونية أمامهم.
ثالثاً : مكانة الإنسان عند الله تعالى والمتضمنة لمكانة المسلم: إن مكانة الإنسان لدى الله تعالى ومظاهر تكريمه التى لا تُحصى حفل بها القرآن الكريم وقد كان للصوفية فهم راق وعال لمكانة الإنسان عند الله تعالي ، الصوفى العارف لايرى حيثما توجه إلا الله " فأ ينما تولوا فثم وجه الله " ( سورة البقرة – الأية 115 ) لأن كل ما في الدنيا تجلياته وتنزلات أسمائه الحسنى وصفاته ... فالله خلق الإنسان على صورته " على مقتضى أسمائه وصفائه سميعاً بصيراً مريداَ حياً متكلماً " ليدل عليه ... " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " ( الذاريات – 21 ) ... وكلها أسماء الله الحسنى وصفاته تنزلت فيك على قدر أهليتك واستحقاقك مع الفارق أن صفات الله تعالي حق الله مستعارة للإنسان وقد سرى حكمها فينا حسب استعداد قوابل نفوسنا لها بحكم الخلق على الصورة ... مظاهر تكريم الله تعالى للإنسان فى القرأن الكريم : - " ولقد كرمنا بنى أدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً " ( الأسراء – الأية 70 ) . لذا فلا غرو أن احترم الاسلام الإنسان وكرمه من حيث هو إنسان و بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ولغته ووطنه وقوميته ومركزه الإجتماعي لأن حق الحياة هو أول الحقوق وأولاها بالعناية ، وهو حق مقدس لايحل إنتهاك حرمته ولاإستباحة حماه ولايحل التعرض لحياة الإنسان سواءاً أكان مسلماً أم غيره ، كبيراً أم صغيراً ، رجلاً كان أم إمراءة فلكل حق الحياة ... - " وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه " ( الجاثية – الأية 13) . مظاهر تكريم الله تعالى للمسلم فى القرأن الكريم : - ويصف القرأن الكريم الملائكة المقربين بأنهم " العالين " ويصف المؤمنون بأنهم "الأعلون" وبذلك يرفع الإنسان المؤمن فوق الملائكة المقربين " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم " ( محمد – الأية 35 ) ويخاطب إبليس قائلاً " اسـتكبرت أم كنت من العالين " (سورة ص – 75 ) والعالون –كما هو معلوم- هم الملائكة المقربون الذين لم يؤمروا بالسجود .
هل من بعد شهادة المولى عز وجل فى شأن المؤمن يكون لدينا نحن كمسلمين شك فى علو شأننا والتى لا يمكن بأى حال أن تجعلنا دون من يوالونهم ويتم وصفنا بالدونية وأن ذلك محور كل تصرفاتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
والصلاة والسلام علي إمام المتقين الهادي بإذنه لصراطه المستقيم و الحمد لله رب العالمين . أبوبكر أبوالقاسم
| |
|
|
|
|
|
|
|