|
|
 الى الاستاذ عبد الله بولا من برير اسماعيل يوسف
|
الأخوة و الأخوات سودانيو و سودانيات الشتات و كل زوار سودانيز اون لاين
تحية طيبة و سلام
نريد أن نقدم لكم/ لكن هذه المساهمة المتواضعة في حق من أقام دولة بمفهوم جديد خارج حدود السودان قولا و عملا , فأنسجم الفكر مع العمل وعدم انسجام الفكر مع العمل ازمة ظللنا نعاني منها طيلة العقود الماضية في السودان , هذه الشخصية هو المربي الكبير و صاحب المدرسة الانسانية المتفردة الاخ العزيز الدكتور عبد الله بولا.
أولا قبل ان ندخل في صلب الموضوع نريد ان ننوه بأن عبد الله بولا لا يحتاج الي شهادات المغمورين و المطمورين من امثال العبد لله صاحب هذه المساهمة المتواضعة في حق شخص شامخ بعلمه (الما خمج) و تواضعه المذهل , و لكنه تواضع العلماء الذين يعملون في صمت و دون ضجيج كما يفعل الاخرون الذين فشقوا علي ظهورنا الهالكة دون ادني سبب وجيه لهذا التفشيق.
كنا نسمع بالاخ عبد الله بولا سمعا داخل السودان أبان ما تعارف عليه (بالديمقراطية الثالثة) , بالرغم من الدافورى السياسي الذي كان يجتاح السودان كانت سمعة بولا العطرة تعم القرى و (الحضر) , كنا حينها في المرحلة الثانوية , و لا يوجد اي رابط بيننا و بين هذا العملاق عبد الله بولا الا سماعنا عن السيرة العطرة له , لاننا نعيش في الدرك الاسفل في السودان هذا من ناحية السكن , و لكننا نعيش في جنات النعيم بسماعنا عن سيرة من يريدون بالسودان الخير الوفير امثال الهرم السوداني عبد الله بولا و هم/ هن كثر لم تتح لنا ظروف الحياة مقابلتهم / هن وجها لوجه كما حدث مع حبيبنا عبد الله بولا , فكنا نضع كل امالنا و طموحاتنا و نحن في المرحلة الثانوية في امثال بولا و اخرين / اخريات , لاننا كنا نعرف ان قبة البرلمان الاخير في فترة (الديمقراطية الثالثة) لا يوجد تحتها فكي , فهي قبة فالصو , و قد صدقت قراءتنا لهذه القبة الفارغة المحتوي, و ما حال السودان اليوم الا خير شاهد علي ما كان يدور داخل قبة البرلمان الاخير في السودان قبل مجيء الذين لم ينقذوا غير شلة سمت نفسها بصاحبة (المشروع الحضاري) ! الذي يتكلم اصحابه بلسان و يعملون بلسان اخر وسط دهشة اهل السودان!
خرجنا من السودان في بدايات تسعينات القرن الماضي الي ليبيا العقيد معمر القذافي , و كان اجمل ما تحصلنا عليه في هذه الر حلة الشاقة هو مقابلتنا وجها لوجه مع من كنا نسمع عنه سمعا داخل السودان الا هو المربي الكبير عبد الله بولا , و كنا فقراء في كل شيء الا من عزمنا علي عمل شيء يصب في مصلحة الوطن الذي زاد (اهل الانقاذ ) من غور جرحه النازف , و لكننا كنا في حاجة ماسة لتوجيه طاقاتنا في الاتجاه الصحيح , و كانت الجامعات الليبية تعج بالاساتذة / الاستاذات السودانيين / السودانيات ففرحنا يهذه الافواج الكبيرة التي اعتلت منابر الجامعات الليبية و لكن للتاريخ خاب ظننا في الكثير منهم / منهن , فكان بولا في الشدة بأسا يتجلى.
عند و صولنا الي ليبيا سمعنا ان عبد الله بولا له الفضل في دخول العديد من الطلاب و الطالبات الي الجامعات الليبية نظرا لعلاقاته الواسعة مع الاساتذة الليبيين , فمعظم من دخلوا / دخلن هذه الجامعات كانوا / كن من الطلاب / الطالبات الذين/ اللائي لا يملكون / يملكن قوت يوم , اي و الله من ابناء و بنات الاسر المقشطة و المفلسة من كل شيء الا من العزم علي مواصلة النضال من اجل حياة كريمة فوق الارض و تحت الشمس و كان العبد لله كبير المقشطين و المعدمين بجدارة , و لا ادري حتي الان ماذا سيكون مصيرنا اذا لم نجد اوي المقشطين و المقشطات حبيبنا عبد الله بولا و نحن في ديار الغربة , فحكومة الامر الواقع في السودان كانت تقدم كل التسهيلات للطلاب / الطالبات المؤيدين / المؤيدات لهذه الحكومة , فصرنا في السهلة / لا مسئول عنا و ايتام بلا ام و اب و حكومة , و كان بولا في الشدة بأسا يتجلى. فأصبح عبد الله بولا اب و ام الجميع فقال لنا تعالوا ايها البؤساء تعالوا ايها الجوعي , فلبينا النداء و لا عزاء للبؤساء/ البائسات .
و بدأنا النشاط الطلابي و نحن ظهرنا مسنود بكل شيء , فكانت كل البرامج تحت اشراف المربي الكبير و بدون ضجيج الاخ عبد الله بولا , فظل منزله مفتوحا للجميع , و لا بد لنا هنا من ذكر درر عبد الله بولا العزيزات فاطمة , عزة , نوار و امهم الفضلى المربية الاستاذة نجاة محمد علي فكانت نسيج وحدها و الله كنا نحسدهم في بعض الاوقات علي الانسجام في كل شيء , فتعلمنا منهم ادب الاختلاف , و طبعا لا يخفي عليكم/ ن حسادة الناس البؤساء لحتي بني جلدتهم اذا ما تفوقوا عليهم , لاننا كنا نعرف بأن عبد الله بولا من الجوعي و من المحرومين امثالنا و لكنه كان صاحب رسالة . لم يلبي نداء عبد الله بولا من اجل السودان بقية الاساتذة السودانيين في الجامعات الليبية فكان بولا المتحدث بشكل مطلق في جميع ندوات الحركة الطلابية السودانية في ليبيا , لان البقية اثروا تحويل الدولارات بحجة ان ليبيا معمر القذافي لا تصلح للعمل السياسي لانها مسكونة بجان اسمه القذافي , و لكن بولا راهن علي ترويض هذا الجان من اجل عيون السودان , و قد حقق ما اراد , و كان ذلك و اضحا في الاعمال التي قدمتها الحركة الطلابية السودانية في ليبيا , لانها كانت جد عظيمة و بشهادة الجميع. و عندما قرر بولا الرحيل من ليبيا شعرت الحركة الطلابية السودانية هنالك بالغربة الحقيقية , فحزن الجميع بما فيهم (الاعداء) , لان بولا كان خصما شريف و لم يستعن بالدولة المضيفة كما فعل الاخرون لتصفية خصومه السياسيين , لاننا نسمع هذه الايام بأن البروف فلان االفلاني استنجد بأصدقائه في الدولة المضيفة (اصدقائه) لتصفية ليس خصومه السياسيين و لكن لتصفية رفقاء دربه السابقين! و لنري الفرق بين المدرستين و في الاسلوب التربوي فالفرق جد شاسع و هذا هو الرهان الحقيقي لمربي الاجيال
كما انه قام بتربية طلابه و طالباته علي ادب الحوار و عدم تأليه الناس للقيادات , فكنا نختلف معه وهو سعيد بهذه التربية , لاننا نري الان تأليه بعض الطلاب و الطالبات لاساتذتهم بحجة انهم دائما علي حق و لنا فيما فعلته الطالبة سابقا ندي مصطفي اسوة غير حسنة , فبولا لم يعلمنا ذلك بالرغم من علمه الغزير , كما ان بيته كان مفتوحا حتي للاعداء و عندما قرر الرحيل ودعه الاعداء قبل الطلاب / الطالبات , بل ان حفلة الوداع اقامها ناس الجالية السودانية بليبيا التي تشرف بولا بزعامتها و تشرفت هي بقيادة بولا لها وبدون اي منازع , فلا احد ينازل بولا في حب الناس له , لاننا نسمع الان بأن البروف فلان الفلاني لم يعرفه احد في احدي دول المهجر لان بيته كان مغلقا في وجوه الناس , فلم يكن عبد الله بولا كذلك , فكان بيته عبارة عن تكية يقصدها المعدمين من امثالي , حتي كن نخاف عليه في بعض الاوقات لاننا كنا احيانا ثقيلين نقضي علي الاخضر و اليابس لذا نأمل من الأعزاء عبد الله بولا و نجاة محمد علي التوثيق في هذا المنبر العملاق لهذه المرحلة الثرة لهما في ليبيا معمر القذافي فما فعله بولا ونجاة في ليبيا من اجل السودان يستحق هذا التوثيق و للتاريخ لم نسمع منهما طيلة اقامتهما في ليبيا بأن ما يقومان به يندرج تحت مسمي السودان الجديد بالرغم من انه منهج جديد في كل شيء في ادب الحوار و ادب الاختلاف و الشرف في الخصومة و لكننا الان نري العجب العجاب فها هم من يتشدقون بهذه الشعارات الرنانة تجدهم/ن من الناحية العملية يفعلون ما هو اقبح مما فعله (ناس السودان القديم) و لنا في الازمة الاخيرة في التحالف دروس وعبر لم نسمع عنها من قبل ففي هذه الازمة استنجد الاستاذ الجامعي بكل الاسلحة غير المشروعة لحسم ازمة تنظيمية لهذا السبب وحده تذكرنا اخلاق الحبيب عبد الله بولا فهو كان امة و كان و ما زال نسيج وحده فألف تحية حب و احترام لهذا الهرم السوداني الكبير الذي احبه الاعداء قبل الاصدقاء لانه يعمل في صمت و دون عويل و صراخ و لو اراد بولا الاستنجاد بالليبيين ضد خصومه السياسيين لسير جيشا و لكن هذه ليست اخلاق هذا المربي الكبير عبد الله بولا فنأمل منه ان يتقبل منا هذه الشهادة المتواضعة من احد طلابه في ليبيا فهذا العمل اتي من باب الوفاء لمن يستحق هذا الوفاء.
برير اسماعيل يوسف
المملكة المتحدة
07/06/2004
|
|
 
|
|
|
|
بكرى ابوبكر
Saifeldin Gibreel
عثمان عووضة
فتحي الصديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست