|
بسبب الأزمة الإيرانية:محللون يحذرون من «قفزة عالية» لأسعار النفط - بقلم محمود عابدين
|
______________
بسبب الأزمة الإيرانية:محللون يحذرون من «قفزة عالية» لأسعار النفط (1-2)م الرياض:الوطن: محمود عابدين
يستعيد النفط بريقه تدريجياً مع عودة الرهان على سيناريو 200-250 دولار للبرميل، مدعوماً بالعوامل الجيوسياسية، وفي مقدمتها المخاوف إزاء تطور محتمل للأحداث في إيران قد تحد من انسياب شحنات الخام عبر مضيق هرمز. يقود هذا السيناريو اقتصاديان عالميان كبيران لديهما بصمات وتحظى توقعاتهما بالاحترام في السوق النفطية. يقول الاقتصادي العالمي المعروف جيلف روبين وفقاً لتقرير ورد في النشرة الاقتصادية لـ (أم أس ان)، إن ما تشهده إيران ثاني اكبر دولة منتجة للنفط ضمن مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للنفط(أوبك) التي تستحوذ على 40% من إمدادات النفط العالمية، قد تدفع النفط لاختراق سقف 200 دولار للبرميل، فيما يراهن اليكس ميللر نائب رئيس شركة (جازبروم) كبرى شركات الطاقة في روسيا واكبر شركة عالمية منتجة للغاز على 250 دولار للبرميل. والأخير سبق اختياره رجل العام في روسيا الاتحادية في ديسمبر 2005 من قبل مجلة اكسبيريت بزينس كبرى المجلات الروسية. سيناريو جيلف روبين: السيد روبين هو كبير الاقتصاديين السابق لدى ورونتو انفستمنت بانك CIBC وورلد ماركت انك ، وكان قد ذاع صيته بعدما صدقت تنبؤاته بارتفاع أسعار النفط إلى 50 دولار عام 2005 و100 دولار عام 2007 ، حيث سجلت الأسعار في شهر يوليو من ذلك العام ارتفاعاً قياسياً حتى 140 دولار للبرميل. يرفض السيد روبين مقولة أن ذلك الارتفاع القياسي سببه المتعاملون المارقون أو صناديق التحوط، مشيراً إلى انه في عالم تتراجع فيه الإمدادات ويرتفع فيه الطلب فان الاتجاه الوحيد للأسعار يجب أن يكون معلوماً لكنه يضيف: (الركود الاقتصادي يمنح العالم أكثر من فرصة لالتقاط الأنفاس). في الدورة الاقتصادية العالمية القادمة، يقول جيلف روبين: (سيكون للاختلال الذي كان سائدا في السابق الدور نفسه في قيادة الأسعار حتى 200 دولار للبرميل، قبل أن تأتي موجة ركود أخرى لتطيح مؤقتا بالأسعار وبالطلب). لكن المهم في سيناريو هذا الاقتصادي هو تحذيره بأن الأسعار لم تتلق بعد، الدعم المنتظر من الاضطرابات السائدة في إيران منذ الإعلان عن انتخابات الرئاسة، لاسيما وان طهران تعد من المنتجين الرئيسيين للنفط ضمن منظمة الأقطار المنتجة والمصدرة للنفط(أوبك). يقول السيد روبين: "النفط قد يتلقى دفعة قوية نحو الصعود فيما لو تفاقمت الأوضاع في إيران". يذكر أن إيران هي ثالث دولة منتجة للخام على مستوى العالم بعد روسيا والسعودية، ويبلغ إنتاجها حاليا نحو 3.8 مليون برميل من الخام يومياً. ويشير التقرير إلى تخوف المحللين، من أن تفرض اكبر أزمة تشهدها إيران منذ الثورة عام 1979م، على طهران خفض الإمدادات النفطية، أو التدخل لعرقلة مرور الشحنات عبر مضيق هرمز الممر الوحيد للسفن الناقلة للنفط من الخليج. ويحذر السيد أندري كروتشينكوف الخبير المالي لدى في تي بي الروسية من جانبه، من صحوة قاسية للسوق النفطية إذا ما تفاقمت الاضطرابات الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران لا تضخ فقط كميات معتبرة من النفط الخام داخل مجموعة أوبك، ولكنها تتحكم أيضا في المضيق الذي يمر عبره 40% من ناقلات النفط العالمية يومياً. وكانت أسعار النفط شهدت تراجعا حادا منذ الانتخابات الإيرانية الأخيرة، متأثرة بالنظرة المستقبلية القاتمة السائدة إزاء مستقبل الاقتصادات العالمية وارتفاع سعر تبادل الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى. ويتراوح سعر البرميل حاليا بحدود 67 دولار مقارنة بـ 72 دولار قبل فترة قليلة. ويرى ادوارد مير المحلل لدى ام اف جلوبال انه لايمكن استبعاد أن تلقي الأوضاع الإيرانية بثقلها على أسعار النفط وبخاصة إذا نجحت المعارضة في تنفيذ الإضراب العام الذي سرعان ما قد ينتقل إلى قطاع النفط. وعلى الرغم من الضغوط التي يواجهها قادة المعارضة ، يرى المراقبون أن الوضع الإيراني مفتوح على كافة الاحتمالات. الرأي الآخر: وعلى العكس مما سبق، يرى السيد فرانسيس بيرين مدير اويل اند غاز العربية انه ليست ثمة مؤشرات بتأثر محتمل لإنتاج النفط الإيراني من ناحية التطورات السياسية حتى الآن، فيما يتوقع المتعاملون قيام أوبك بتعويض أي توقف لضخ الإمدادات من قبل طهران. ويقول نعمات خمار المحلل لدى سودن للأبحاث المالية أن إيران لم توقف ضخ النفط حتى اللحظة على الرغم من استمرار الاحتجاجات، لكن ثمة حديث في السوق أن الإيرانيين يسعون إلى تنظيم إضراب شامل من ضمنه القطاع النفطي. ووفقا لتقديرات حديثة من وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس فان فائض الطاقة المتوفرة لدى أوبك يقدر حاليا بحدود 6 ملايين برميل نفط يوميا، ويضيف هانسون ويتثوس المحلل دى ديفيد هارت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية وفقا لام اس ان ان السوق النفطية يمكنها الاستفادة من مخزونات الخام الضخمة المتوفرة لديها حاليا أيضا. لكنه يقول انه مع انقطاع جزئي للإمدادات فان السوق قد تعود مجددا فوق 70 دولار يعتمد على المدة الزمنية للقطع. ويقول أن احتواء الأزمة حاليا داخل إيران يخفض من خطر قطع حقيقي للإمدادات لكنه يحذر أن وقف تدفق الإمدادات سيحدث في حال تدخلت عوامل خارجية في الأزمة.
**يتبع غدا
في مقال من حلقتين بجريدة الوطن يتناول الزميل محمود عابدين الاوضاع المستقبلية للنفط وفقاً لتوقعات كبار الاقتصاديين العالميين: يمكن قراءة المقال على الرابط التالي:
http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=16647
|
|
|
|
|
|