عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي تحقيق اعدته رانيا مأمون و نشرته مجلة عود الند الالكترونية فى عدد مايو الحالى ، و قد استطلعت الكاتبة آراء ثمانية مبدعين و مثقفين سودانيين داخل و خارج السودان. و تحقيقآ للفائدة العامة رأيت ان اشرك معى متصفح سودانيزاونلاين فى هذا التحقيق الهام و من ثم يدلو كل بدلوه .
عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي
المبدع السّوداني بعيد عن الإعلام العربي وغريب عنه وفيه. معظم القرّاء العرب لا يعرفون من المبدعين السّودانيين سوى الطيِّب صالح، وأحياناً لا يعرفون أحداً. قال لي أحد الأصدقاء العراقيين إنه لم يعرف أن في السودان أدباً، وإنّما حروب وإعانات وإغاثات فقط. كان هذا أحد دوافع إجرائي هذا التحقيق عن عزلة المبدع السوداني بعدما طلب مني الزميل عدلي الهواري إعداد ملف عن الثقافة السودانية.
محاوري - التي توجهّتُ بها إلى المبدعين داخل وخارج السودان - كانت عن أسباب غياب المبدع السوداني على خارطة الإعلام العربي وبعده عن القارئ أو المتلقي العربي. وبما أن النت تشكِّل عنصرا مهماً في كسر هذه العزلة، كانت هي أيضا أحد المحاور في التحقيق: هل استطاعت الإنترنت أن تغيِّر من هذا الواقع؟ هل أضافت للأدب السوداني؟ أم أنّها أضافت همّّاً جديداً في عدم استطاعة المبدع السّوداني اختراق العالم الخارجي وحصر نفسه في المواقع السودانية؟ ولمَ لا نجد إلا أسماءً سودانية محدودة ومكررة في المواقع العربية؟
تباينت الآراء واختلفت. منهم من رأى أن السبب يرجع إلى المبدع نفسه، والصفات الأنثربولوجية التي تحكم هذا المبدع السوداني، وتأثير الإثنية والهوية المزعزعة. وأرجع البعض السبب إلى عدم تنبي المؤسسة الرسمية للإبداع والمبدعين. ورأى بعض آخر أن الكسل هو أُس القضية.
يشارك في هذا التحقيق الشاعر محمد المكي إبراهيم، والروائي أحمد الملك، والناقدة نجاة محمود، والكاتب عبد الهادي عبد الله عدلان، والقاص خالد ربيع السيِّد، والشّاعر مأمون التِّلب، والصحافي موسى حامد، والشاعر جمال محمد إبراهيم.
05-04-2007, 09:00 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
هذا سؤال محدد وهو بذلك سؤال ممتاز. وبحديثه عن المبدع والإبداع السوداني يحصر نطاقه في قبيلة منتجي الفنون من تشكيليين وموسيقيين وشعراء وروائيين وكتاب قصة قصيرة، وبالتالي فهو لا يشمل الصحفيين والإداريين والمصممين والمترجمين، وهؤلاء المستبعدون عن نطاق الحديث استطاعوا أن يحققوا اختراقا كبيرا لجدار العزلة لم يتحقق لرصفائهم من قبيلة الإبداع. كيف يخترق المبدع جدار العزلة؟ ببساطة يكون ذلك بنشر إنتاجه من المنابر موضوع الحديث. واعتقادي أن تلك المنابر لم تقل "لا" لإبداع السودانيين، فقد صدرت روايات ودواوين لسودانيين من دور نشر عربية، وعرض بعض التشكيليين لوحاتهم في بيروت والقاهرة. وإذا لم يجدوا الرّواج ولم يملئوا أعمدة الصحف، فذلك لطبيعة إنتاجهم في المقام الأول، ولعوامل أخرى لا تتعلق بطبيعة ذلك الإنتاج، وهي عوامل يمكن تقسيمها إلى قسمين:
عوامل دائمة التأثير وعوامل موقوتة. ربما كان أوضح العوامل الموقوتة هو تدني المكانة الدولية لبلادنا، فقد فقدنا الديموقراطية التي كانت تضعنا في مكانة عالية فوق محكومي الأنظمة الشمولية عربا آو أفارقة، وتجعل العالم يصغي إلينا كأبناء أمة متميزة. وبعد تدويل قضية الجنوب وبروز قضية دارفور أصبحنا صغارا بنظر العالم بما فيه العالم العربي، ولم يَعُد أحد يطلب منا معرفة أو هداية باعتبارنا أمة ممحوة عاجزة عن حل مشاكلها، لكي لا نتحدث عن عجزنا عن إطعام أنفسنا وإضاءة بيوتنا.
العوامل الدائمة هي العامل الاقتصادي والعامل النفسي، وهي عوامل ممتدة التأثير، وسوف تظل تحكم علاقة الكاتب السوداني بالمنابر العربية إلى زمنٍ طويل. ففي الناحية الاقتصادية هنالك مبدأ المكافأة المعمول به في الإصدارات العربية وخاصة الخليجية منها، وتسيطر على النشر فيها مجموعات من الكتاب المغتربين الذين يميلون للاحتفاظ بتلك المكافآت لأصدقائهم ومواطنيهم، ويتم ذلك عادة على حساب الكاتب السوداني بوصفه كماً مجهولا وغير قادر على الاحتجاج. وحتى بعد النشر يتحايل الإداريون لحرمان الكاتب السوداني من مكافأته لنفس الأسباب. ولا شكّ أن المعنيين يبررون لأنفسهم ذلك التصرف بأن السوداني طيب ومتسامح ولا يقاتل من أجل النقود، وهم - ولو جزئيا - على حق، ففي تجربتي الشخصية "أكلتني" صحف ومجلات عربية وجدت من غير اللائق أن ألح عليها بالملاحقة والإلحاف.
العامل الآخر هو عدم وجود إعلام سوداني يرشد الخارج إلى إبداعنا المحلي، فطوال متابعتي لوكالة أنباء السودان لم اقف على خبر عن مبدع أو مناسبة من مناسبات الإبداع. أما قناتنا الفضائية فهي حسب النكتة العربية لا تُستخدم إلا في معاقبة الأزواج الذين يتأخرون في العودة إلى البيت. وبالمثل فان صحافتنا محبوسة داخل حدودنا. وأضف إلى ذلك فشلها في تبني خط غير الخط الحكومي، مما افقدها اهتمام المشتغلين بالثقافة بين العرب وجُلّهم من أنصار الديموقراطية ودعاة التغيير.
من الناحية النفسية هنالك إحساس عربي بأننا قد تعربنا ليلة البارحة وأخذنا اللغة العربية "من عندنا" هنا في القاهرة أو بغداد. ولا يتوقع القارئ العربي أن يجد لدينا لغة سليمة أو إبداعا جديرا. وقد فعل الطيب صالح وسعه وفوق وسعه لتبديد تلك الرؤية الخاطئة. ولو نبغ فينا مثله لصلح الحال بعض الشئ.
ماذا عن الإنترنت؟ لقد أفادت كثيرا كأداة للتواصل، ولكن نحن أنفسنا لم ننجح في خلق منابرنا عليها. ومع نجاح العديد من تلك المنابر، إلا أن الطابع المحلي هو لونها الصارخ. وظني أن سودانايل كانت في بداية أمرها الانجح بين تلك المواقع، ولكن هنالك هجمة عليها من الكتاب بدأت تحولها إلى الطابع المحلي. ثم هنالك المحاولة الخطيرة للدكتور عبد الله بولا ورفاقه في موقع سودان فور أول (السودان للجميع)، ويلمح المرء من تبويبها الممتاز أنها ارفع مستوى من محتواها، فللأسف انتقل إليها الطابع المحلي في مواضيع الكتابة والنقاش، كما خلت من محاولات التعريف بالمبدعين والآثار الإبداعية السودانية لتؤدي دور المصباح الكاشف في التعريف بالثقافة السودانية.
كلمة أخيرة : الكثير منا يتتلمذ على الأدباء العرب ولا يقرأ سواهم، وعلى ذلك فانه يرد إليهم بضاعتهم في هيئة اكثر قصورا . وقد طالبت كثيراًَ بالاطلاع على الأدب العالمي وتقديمه للجمهور العربي مثلما يفعل الشوام والمصريون. ولكي يحدث ذلك لا بُدّ لنا من العودة إلى التفوق في اللغات الأجنبية وإتقان النقل والترجمة عنها، وذلك ما سعت في عكسه دولتنا هداها الله.
05-04-2007, 09:35 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
ربما الحديث عن ضعف مؤسسات النشر أو المؤسسات الحكومية التي تدعم الكتاب والكاتب هو حديث مكرر، لكن مؤكد أنه يبقى أساس الأزمة. لم توجد تقريبا مؤسسات تنشر الكتاب في بلادنا وترعاه وتوزعه بصورة جيدة في الدول العربية، أو تشارك به في معارض الكتاب. وكل الجهود التي بذلت في هذا المجال جهود فردية لم تتوفر لها فرص الانتظام.
صناعة الكتاب نفسها في بلادنا لم تجد الحد الأدنى من دعم الدولة، وهي إعفاء مدخلات الطباعة من الجمارك والرسوم العالية، وإعفاء الكتاب المطبوع في الخارج من الرسوم. ازدهار الكتاب من فترات طويلة في دول مثل مصر أو سوريا أو لبنان لرخص مدخلات الطباعة دور كبير في ذلك، وبالتالي تزدهر الصناعة نفسها وتحفر دروبا إلى الخارج.
الكاتب السوداني غير معروف في الدول العربية، والسبب أعلاه هو الأهم. قد توجد حواجز أخرى مثل حديث بعض كبار المبدعين عن صعوبة تقبل الكاتب السوداني لدى القارئ العربي.
بالنسبة للإنترنت اعتقد أنه يسهم إلى حد ما. ربما لا يمكن الآن القطع بدور فعلي بسبب حداثة التجربة، لكن الإنترنت عموما جاذب خاصة للشباب الباحث عن الجديد. وسيتطلب الأمر مزيدا من الجهد المنظم للإفادة من فرصته.
05-04-2007, 10:24 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
في رأيي أن عزلة المبدع السوداني ناجمة عن صعوبة النشر، فالدولة لا تسهم في نشر الإبداع السوداني لأنها لا ترى أنّها أولويات، ولا توجد خطة ثقافية تسهل الطباعة والنشر. ولكن الآن بعد ظهور الإنترنت أرى أن العُزلة صارت تفك قليلا قليلاً، وصار هناك عدد من الكتاب يُعرِّفون بالأدب السوداني. بمزيد من الجهود من المبدعين سينتشر الأدب السوداني.
من الأشياء التي يجب أيضا الالتفات إليها هي التوزيع. ظل القارئ العربي يتلقى كل ما تنتجه القاهرة وبيروت، ولكن مُغيّب عنه الإبداع في المغرب العربي. كقارئة نهمة لم أتعرَّف على الكتاب من المغرب العربي إلا بعد ذهابي إلى الغرب. غالبية القراء من السودان يعرفون محمد ديب فقط. الآن صار هناك انفتاح عل كل الكتابات بفضل الإنترنت لسهولة النشر والانتشار.
05-04-2007, 10:47 PM
محمود الدقم
محمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 10988
الاخ كوستا تحياتي والشكر موصولا لك وانت تطرق وتنقل لنا احد القضايا المهمة المغيبة على الصعيد الداخلي واسمح لي بنقل هذه المقالة التي نشرها شخصي الضعيف في دورية ايلاف الالكترونية قبل اكثر من عامين ونيف لما لها من علاقة بالموضوع المطروح لك الشكر مرة اخرى مع اعتذاري بان المقالة طويلة شوية.
في سؤال الهوية الثقافية السودانية محمود الدقم:
ما ان يتناول كاتب او باحث ما بالنقد والتحليل جدلية الثقافات من منظور الثقافة والثقافة المضادة في المشهد السوداني، حتى تطل براسها إشكالية العرق كمؤسس بنيوي للثقافة وهذا شيء طبيعي باي حال في اي مجتمع كان افريقيا او مغوليا...الخ، بيد ان المعادلة الطبيعية تؤسس لكينونتها في مقامها الاول على العرق الفلاني بما يحويه من مجموعات تعتز بنسبها له و تجيش في دواخلها بمجموعة من المفردات الجمالية الجمعية في السياقات الفكرية، والاقتصادية، والسياسية، وكافة انماط النشاط الانساني الذي يخولها في كيفية التعامل مع بيئتها ولاسيما ان كانت هناك مجموعات عرقية تشاركها ذات الاحداثيات الجغرافية في الاطار الزماني. ولما كانت (الانا) العرقية في بدويتها تنظر الى الاخر من منظور المتوجس حتى يتم تقيمه لاحقا عن طريق تسوية سلمية ويحدث التعايش السلمي والوداد وتبادل المنافع المشتركة، او تقيمه تقييم عدواني وبالتالي يتم التنصيص لنظرية الغاء الاخر من على البسيطة، او اخصاءه ولاسباب غالبا ما يلعب البعد العرقي فيها بوصلة التقييم، تبقى فلسفة التطهر الاغراقي الشكلاني او المنتوج الثقافي للارث العرقي هو الذي يحدد استمرارية وتشكيل الوعي الانوي للمشهد الثقافي في حد ذاته. وبالعودة للمشهد الثقافي السوداني فاننا نقع في حيرة مزدوجة وانميا معرفية من امرنا بين التنكر لماضي كان كائنا قبل رسالة الاسلام يتمثل في الحضارة الكوشية التي دانت لها بعض امصار مصر والحجاز وبلاد الشام و جعلت الكوشيين يهزمون خيالة الروم كما ارود ذلك الدكتور جورج طرابيشي في كتابه (الرق والمشاع) وما زالت مفاعيلها سارية للان ولاسيما في ضروب الادب الشعبي، وبين تماهي عرقي عروبي سلخ روح التعايش السمحة التي نص عليها القران الكريم الداعي اصلا للتعايش السلمي بين مختلف الاثنيات والامم والشعوب، او كما قال الله سبحانه وتعالى (انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم). لغة هذه المفارقة تم تدجنيها لاحقا برداء سياسي مع تورط ثقافي واصبح المثقف لحد ما تابع في فلك السياسي انطلاقا من الهيولى (الابوية) التي نشاءنا عليها كابر عن كابر اذا ما استنثينا فترة المملكة السنارية التي اسست لتعايش عرقي ثقافي حضاري سلمي بين العنصر الافريقي (عمارة دنقس) والعربي (عبدالله جماع) وتحولت المملكة السنارية لمركز اشعاع حضاري حط على اسوراها علماء دهاقنة من بلاد المغرب، والحجاز، ومصر، متعلمين وعلماء، وان كانت لم تسلم من تدخل السياسي الذي يعرف انه لا يعرف شيئا.. ولما كان السودان يزخر بنسيج موزايكيي، قبائل عربية وفدت اليه من بطن الجزيرة العربية طلبا للتجارة ونشر الاسلام بالحسني، او طلبا للجوء سياسي و اقتصادي، او بحثا عن سلطة سياسية وقبائل افريقية منها ما هو وافد ايضا، ومنها من هو وجد قبلا كان الواقع الافتراضي المامول يرتجي تلاقح انساني يستمد سمته وروحه من ثقافات العرقيات السودانية جميعها. و حدث الاندغام لحد ما خصوصا عندما استمرت بعض القبائل العربية الوافدة الى الداخل السوداني الى كردفان ودارفور ووسط السودان بحدود ذلك التاريخ، وحدث تعايش سلمي وتعدد ثقافي انبنت اوالياته على الاخذ بالقديم الكوشي، الوثني مثل ( الربابة) و(الطمبور) او مثل (الراكوبة) ( طلاء ونقش البيوت باللون الابيض) عند قبائل الدناقلة، المحس، ( مثالا) وايضا (البنبر) كرسي الجلوس الصغير، طرق الري في الحواشات (الختان الفرعوني) الذي ما زال ساريا حتى الان في بعض المناطق الريفية، وغيرها من الطقوس التي تعايشت مع الاسلام بالرغم من ان الاسلام لا يقر ببعضها هذا التعايش معها كمحصلة عامة للتعايش السلمي الذي مخضت ومهدت له (ثقافة العرقيات) ا و ان شئت قل ثقافات الاعراق السودانية المختلفة اي المنتوج الثقافي الكلي للعرقيات ودوره في تكوين المشهد الثقافي السوداني، هذا المحصول الذي يشتغل اساسا على تكريس بذرة العيش بسلام مع الاخر ثم امتد الى مناجزة المستعر الدخيل التركي المصري اولا، ثم الانجليزي المصري ثانيا، شرقا هبت البجا والهندوة وغيرها من القبائل، وغربا كان الفور والمساليت والبقارة وغيرهم، وشمالا كانالمك نمر وتاجوج وغيرها من قبائل الشمال، ووقتذاك لم يتم التعرف على السودان بشكله الحالي حتى الممالك التقليدية التي تماسست وقتذاك على خلفيات اسلامية مثل (ممكلة تقلي) و(مملكة الفور) و(مملكة وداي) وغيرها، كانت قد عملت جاهدة في صياغة التعايش السلمي والتعدد الثقافي المنبثق عن التعدد العرقي (ثقافة الاعراق). لكن تحولت بوصلة ثقافة الاعراق بشكل فجاجي بعد استقلال البلاد او قبل ذلك بقليل، نتيجة للترسبات الماضوية واستفحالها عبر سياقات الازمنة، عندما بدا الانتصار و التنطع العرقي بين قوميات تزعم نسبها الى العباس جد الرسول صلى الله عليه وسلم، او عقبة بن نافع، او ابوجهل، وبين قبائل اخرى نيلية تزعم انها امتداد لله نفسه كما تنص اساطيرهم ومثيولجياهم، هذا التحاجج الموبؤ بزخم التافف من الاخر اللا مسلم من جهة والعنصر الافريقي المتوجس من الاخر من جهة اخرى, كان في اغلب تجلياته يتكيء على ا لدين و توسله به في المعركة الشفوية لان مشهدنا الثقافي السوداني اصلا مبني على الشفوية، وبدا لحد ما، التنكر للتعايش السلمي الكائن وذلك لعدة اسباب اهمها: اولا: الحلول في النسب و الحسب والتمسح ببركات الماضي المقتطع عرقيا واتساع رقعة البلاد، وخشوم البيوت، وشيوخ الكرامات الوهمية الذين يزينون للناس زخرف القول غرورا. ثانيا: تجارة الرق التي كانت سائدة ابان الحقبة التركية العثمانية، وتورط الكل في بورصة الرق من الزبير رحمة الى بعض تجار النوير والدنيكا، ثم تطور الامر لتدخل الكنائس الغربية لتغزي التنور نارا وتعمق مشاعر الكراهية بين الشمالين و الجنوبيين، لينتهي الامر بقانون المناطق المقفلة عام 1928 م تقريبا، وهذا بدوره ادى الى تحريف فسيفساء ثقافة الاعراق الى تكريس عرقية الثقافات الاستعلائية وارخى باسباله على المشهد الثقافي والتنوع العرقي وسؤال الهوية. ثالثا: الاستقطاب الطائفي الديني واختطاف النصوص القرانية وترجمتها الى (ابوية استضحاكية) ليتم تشيد لاحقا هيكل (الابوية اليوتوبية) واصبح الكل الذي تتكون منه جزيئيات المجتمعات الريفية مفرداتها( ابونا الشيخ- الطريقة الدينية الطائفية- القبيلة- ثم المحيط الجغرافي -الحلة او المحافظة- واخيرا الوطن). رابعا: تغْول السياسي على الثقافي، وجعله إمعة يصفق في و قت اللا تصفيق، ويطبل في وقت التطبيل، واللا تطبيل، وبالتالي اصبح المثقف يسترشد ببخور الشيخ ومسؤول الحزب الهيولي في كل صغيرة وكبيرة، ليصبح لاحقا عنصرا اساسيا في استغفال التعايش السلمي، ويؤرخ بدوره الى تكريس عرقية الثقافات الاستعلائية عرقيا واالمتعفنة. خامسا: بعيد حقبة الاستقلال اعتبر التحدث عن امر الهوية بنفس مفتوح وبارد، مغامرة محفوفة المخاطر، بحجة ان المرحلة مرحلة تنمية وتاسيس مفردات سياسية و ثقافية واجتماعية و اقتصادية جديدة، هذا بدوره ادى الى تعميق مشاعر الحقد المتبادل او كما يسميه الدكتور فرانسيس دينق ثقافة الاستيعاب مقابل المقاومة. سادسا: الثقة المفرطة لكثير من اثنيات الجنوب بمشاريع الغرب، التي وعدتهم بالمدينة الفاضلة وذلك عبر الارساليات الدينية المسيحية التي في الاصل طرقت كثيرا على موضوع الرق بشكل جاوز مستويات القبح. هذه النقاط وغيرها ادت الى قلب طاولة (ثقافة الاعراق) السودانية والتعايش السلمي والتوادد والرحمة، الى (عرقية الثقافات) الاستعلائية عرقيا اي ان العنوان الاساسي للتعامل مع الاخر ينطلق من منظور {انت قبيلتك شنو؟؟} وليس {ثقافة قبيلتك شنو؟؟} لياتي المثقف من هنا ومن هناك ينسج خيوط الغائيته للاخر من الوجود، وعدم الاعتراف به وذلك وفق يوتوبيا زائفة تجاوزها الزمن ناهيك عن رفض ديننا الاسلامي لها. فعندما جاء سيدنا سيلمان من بلاد فارس واسلم وجهه لله، لم ينهه الرسول صلى الله عليه وسلم عن نسب اسمه بعرقه اي سلمان الفارسي، كذلك الامر لبلال الحبشي وماريا القبطية وصهيب الرومي لان الاسلام في الاصل رحمة للعالمين، وثقافة عالمية مفتوحة على الثقافات الاخرى، يجادلها ويحاورها، ليؤسس فيما بعد التوفيقية بين نصوصه المقدسة ابدا، وبين العادات والاعراف الكائنة قبله وينشيء مجتعات تدين بالاحترام لبعضها البعض. واخيرا للخروج بمشهدنا الثقافي من نفق عرقية الثقافات العنصري، الى ثقافات الاعراق وعطاءها في الحيز الزماني والمكاني، علينا بداء اقحام مفهوم ومفردة السلام الاجتماعي للناشئة في دور الحضانة اولا ثم في المدارس ثانيا في منهاجنا المدرسية والتربوية، وفي خلاوي تحفيظ القران الكريم، وتاسيس مراكز بحث علمية تنتاول وبموضوعية اشكالية الهوية والحوار التنوعثقافي، وانفتاح المركز اكثر على الثقافات الاخرى المحلية، بغية التعرف عليها، ومحاورتها للوصول الى صيغة مشتركة لقوس قزح المشهد الثقافي السوداني الكسيح، وان يتحرر بعض مثقفي عرقيات الثقافات من اسرهم الوهمي، المتبلد، وتشجيع اقامة رحلات ومعسكرات صيفية بين الجنوب والشمال في الشمال والعكس، وصولا الى زيارات عائلية سياحية متبادلة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وانشاء وزارة خاصة نعطها اسم مؤقت (وزارة الاندماج الاجتماعي والتنوع الثقافي) وان يرحمنا التلفاز ببرامج تتناول ثقافات العرقيات، والقبائليات المختلفة، و انشاء محطة تلفزونية خاصة بالتنوع الثقافي السوداني، بين مختلف الاثينات. ان السلام الحقيقي هو السلام الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد، وذلك عبر التصالح الطوعي الذاتي مع الذات وليس السلام المفروض فرضا وقهرا والذي يخدم اجندة اجنبية اكثر من اجندة و طنية.
*ايلاف.
05-04-2007, 11:31 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
كنت قد سالت الدكتور فالح عبد الجبار العراقى الذى يعيش فى بريطانيا عن عزلة الكاتب العربى /العربى ، فجاءت اجابته (ان لابد من فتح الحدود بين الدول العربية وفتح منابر النشر ايضا) ، لان العزلة فى الواضح انها ليست خاصة بالكاتب السودانى او المبدع السودانى ، وللاسف نحن فى بلادنا معزولين ناهيك عن خارج البلاد، الا القلة القليلة ، حكى لى قاسم ابو زيد الشاعر المعروف انه سال احد طالبات جامعة من جامعات السودان ( بتعرفى محمد وردى ؟قالت :مش دا شاعر ولا حاجة كده؟ قال لو سالتها عن الشاعر قاسم ابو زيد حتقول لى دا بيبيع شنو ؟) اذن المشكل ليس فى عزلة الكاتب على مستوى العالم العربى نحن بحاجة الى تعريف انفسنا، فنحن ليس لدينا اتحادات كتاب لتنشط ضمنها الكتابة نفسها كل اتحاد جزيرة معزولة محاطة بسياج ( دى اقطاعية فلان يدخلها فلان وفلان، وذلك اتحاد مش عارف مين لا يدخله الا فلان وفلان ، التصنيف السياسى اهدر الكاتب الحقيقى ، والتصنيف النقدى اهدر حق كثيرين من المبدعين ، على سبيل المثال ربما لغاية الان لا يعرف الكثيرون من ابناء السودان عن كاتب بقامة خليل عبدالله الحاج صاحب اول رواية سودانية ـانهم بشرـ، او خالد ابوبكر فى الرواية، والقائمة تطول ، فالسؤال بتصورنا ان المسالة ليست عزلته عن العالم العربى او ارتباطه به بل هل يصل الادب السودانى الى مستهدفيه ؟ وفى هذا المنبر عشرات من الادباء والروائيين لكن اين جمهورهم الذى يتدافع للقائهم ؟ مجرد تساؤلات
05-05-2007, 07:44 AM
مجدي عبدالرحيم فضل
مجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8885
لك الشكر اجزله على المداخلة الدسمة و التى تصب فى صلب الموضوع.
و الحق يقال ان اشكالية الهوية ( و هى من اشكاليات المبدع السودانى داخليآ ) هى اول ما تؤدى الى عزلته ( خارجيآ ).
فالاحساس ب( الضبابية) فى الانتماء هى ما يؤدى الى ( تغبيش ) الرؤية لدى العديد من المبدعين السودانيين و بالتالى يجعلهم اكثر انكفاءآ على ( الداخل ).
فى وجهة نظرى الخاصة ان ( الغير) و اقصد به المحيط الاقليمى الذى نعيش حوله والذى هو الامتداد الطبيعى جغرافيآ و ثقافيآ لنا، ينظر الينا بدونوية ( فظة) أثرت و ستؤثر لاجيال عديدة فى تفاعل المبدع السودانى مع محيطه الاقليمى و الذى هو نقطة الانطلاق للأرحب ( العالمية).
كذلك ( و لشئ من حتى ) ، يستفيد العديد من المبدعين بالمنطقة من انغلاق و عزلة المبدعين السودانيين لانهم يعلمون تمامآ بخطورتهم ( الابداعية ) عليهم و لذلك من مصلحتهم ان لا تفتح الآفاق امام هؤلاء ( السمر ) حتى لا يبذوهم فى الابداع.
هنالك جانب آخر يختص بالمبدع السودانى نفسه وهو ضآلة المنتوج الابداعى لديه و عدم وجود الطموح للانطلاق ب( القليل ) الموجود الى ابعد من ( دفتر مذكراته).
سأعود لاحقآ بمزيد من التعقيب .
05-06-2007, 09:55 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
المبدع السوداني كسول (عذراً) سيمّا كبار المبدعين سناً. مثلا الشاعر عالم عباس محمد نور يمتلك مشروعاً شعرياً ثرياً، إلا أننا لا نجد له حضوراً خارجياً. حتى في مصر المجاورة، غياب الإصدارات المتميزة والمستمرة كالدوحة مثلاً والتي كان يكتب فيها كثير من المبدعين السودانيين أمثال النور عثمان أبكر، ومحمد عثمان كجراي ومحمد المهدي المجذوب، والدليل على هذا أن كثيرا من الذين تناولوا الأدب السوداني كان بمحض الصُدفة، حتى أن شاعراً كبيرا مثل صلاح عبد الصبور أشار إلى أنه تعرّف على شعر التجاني يوسف بشير --على عظمة وشاعرية التجاني-- عن طريق الصدفة. ثم إن كثيراً ممن تناولوا الأدب السوداني بالدراسة مثل الشاعرة سلمى الجيوسي والكاتب عباس خضر والناقد إحسان عباس والناقد العظيم عبد المجيد عابدين كان ذلك لأنه أتيحت لهم الفرصة للتدريس في الجامعات السودانية ومعرفة هذا الأدب عن كثب.
وهناك قصور كبير من المؤسسات الثقافية والإعلامية للدولة، وعدم احتفائها بالمبدع السوداني. قليلاً استطاعت الإنترنت أن تغيِّر من هذا الواقع. ظهر هذا في مشاركة بعض الشعراء السودانيين في مشاركات خارجية، مثل الشاعر الصادق الرضي وعاطف خيري، وبعض الأعمال القصصية الروائية للكتاب الشباب. نعم أضافت هماَ جديداً استنادا إلى الكسل المشار إليه أعلاه. أضف إلى ذلك أن كثيراً من المبدعين السودانيين لا يستطيعون التعامل مع النت.
05-09-2007, 08:32 AM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
اذن المشكل ليس فى عزلة الكاتب على مستوى العالم العربى نحن بحاجة الى تعريف انفسنا، فنحن ليس لدينا اتحادات كتاب لتنشط ضمنها الكتابة نفسها كل اتحاد جزيرة معزولة محاطة بسياج ( دى اقطاعية فلان يدخلها فلان وفلان، وذلك اتحاد مش عارف مين لا يدخله الا فلان وفلان ، التصنيف السياسى اهدر الكاتب الحقيقى ، والتصنيف النقدى اهدر حق كثيرين من المبدعين ، على سبيل المثال ربما لغاية الان لا يعرف الكثيرون من ابناء السودان عن كاتب بقامة خليل عبدالله الحاج صاحب اول رواية سودانية ـانهم بشرـ، او خالد ابوبكر فى الرواية، والقائمة تطول ، فالسؤال بتصورنا ان المسالة ليست عزلته عن العالم العربى او ارتباطه به بل هل يصل الادب السودانى الى مستهدفيه ؟ وفى هذا المنبر عشرات من الادباء والروائيين لكن اين جمهورهم الذى يتدافع للقائهم ؟ مجرد تساؤلات
الاستاذة سلمى الشيخ
تحياتى
لا شك ان ضعف المواعين التعبيرية للكتاب و للمبدعين السودانيين عمومآ هى جزء من المشكلة ( اتحادات المبدعين من كتاب و مسرحيين و تشكيليين0....الخ ) ، ضعف حركة النشر و الترويج للعمل الابداعى عمومآ ايضآ من المشاكل المزمنة .
و لكن ألا ترين ان هنالك عزلة واضحة للمنتوج الابداعى السودانى على مستوى محيطه الاقليمى خاصة العربى ؟؟؟ ذيوع الاغنية و الفنانين السودانيين فى القرن الافريقى خاصة و افريقيا عامة أليس مثار تساؤل مشروع ( باعتبار ثبات نفس المؤثرات المذكورة اعلاه على المبدع السودانى فلماذا انتشر الغناء السودانى فى جزء من محيطه الاقليمى و انعزل فى الجزء الآخر ؟؟؟
و لى عودة
05-09-2007, 08:34 AM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
بالفعل جميع العرب لا يعرفون سوى الفريد والوحيد الطيِّب صالح. المبدع السوداني منعزل، نعم. والطيب لو لم يشأ القدر سفره إلى بريطانيا وعمله في إذاعة لندن لما عُرف. المسألة أعمق يا رانيا. المسألة في الصفات الأنثروبولوجية التي تحكم هذا المبدع السوداني، وكذلك تأثير العوامل السيسيولوجية والإثنية والهوية المزعزعة.
التقصير في الإنسان السوداني نفسه وتقوقعه وخوفه من نظرة العربي وحنينه الشديد لبني جلدته. وكذلك العوامل الإرثية وحتى مسألة لون البشرة والإحساس بالخصوصية الخالصة. التقصير أيضا من هذه الحكومات التي لم تأسس لمشاركات ثقافية من السودانيين مع العرب، فنية أو ثقافية.
قبل ثلاثة أشهر كنت في تونس وبُهرت بهذا الاهتمام بتصدير ثقافتهم للخارج. يعملون عشرات المهرجانات الثقافية كل سنة في الدول العربية تحت مسمى أيام ثقافية تونسية.
أعيش في جدة تجربة غريبة. أنا الوحيد الذي يتواصل مع النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وأتيليه جدة وبيت التشكيليين وجمعية الفوتوغرافيين. وقبل ذلك عشت نفس التجربة في مصر عندما درست فيها في أوائل التسعينات، وبعدها في المدينة الكزموبوليتانية العجيبة (لندن) في منتصف التسعينات.
هناك غياب تام للمبدع السوداني للأسف، وأتمنى فعلا أن يخرج المبدع السوداني من عزلته.
05-09-2007, 10:59 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
ذيوع الاغنية واضف المسلسل التلفزيونى ، للاسباب الاتية اولا: التشابه فى البعد النفسى ، الاجتماعى ، الثقافى ، ويمكن نقول اللغوى باعتبار ان اللغة التى يتحدث بها هؤلاء ( القرن الافريقى ) تتقارب واللغة المحكية فى السودان النغم الافريقى فى الاغنية مشابه ، الوجدان يكاد يكون واحدا ، لكنه يختلف عن العربى ولن يلتقيا الى ما شاء الله ، لان نغماتنا خماسية وهم سباعية سواء مقامات اوتخت او غيره ، الايقاع هو ما يجمعنا والجانب الافريقى ويفرقنا من الجانب العربى ، ولعلك الى الان تذكر كيف ان ( الاغنية الاثيوبية تدخل الى الوجدان لدنا باكثر من العربية والى الان حين تكون هناك (حفلة) بطلها مطرب او مطربة اثيوبية تمتلئ الصالة ، وربما الجيل الحديث يتماهى مع الاغنية العربية لكن ليس مع ( ام كلثوم او عبد الحليم او فريد الاطرش ) بل مع هيفاء وهبى ونانسى عجرم ، بسبب الايقاع وليس الكلمة فى المقام الاول اذن المفارقة ان الاغنية التى تحدثت عنها من انها موجودة ومتحققة فى القرن الافريقى موجودة لانها تتشابه فى شئ والاغنية العربية ( القديمة ) تختلف عن تذوقنا لذلك لا نتفاعل معها ولذلك لا يتفاعل العرب سوى مع ( المامبو السودانى ) لكنك يمكن ان تسال عن اى فنان منذ ( وردى الى ندى القلعة ) فى كل المنطقة الافريقية ستجد انه موجود بلا تردد وبلا حساسية ( لون او عرق او انه ( ما عربى )بل ان تشاد الى الان ربما مؤخرا بات لها فنان خاص بها او فنانة لكن فنانيها سودانيون ( صديق عباس ، عبد القادر سالم ، حنان بلو بلو ، البلابل ، ابو عركى ، محمد الامين ، محمد ميرغنى ) والقائمة تطول
05-09-2007, 07:48 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
شكرآ على الإضاءات الطيبات على هذا الطريق الوعر. انا متفق معك فيما ذهبت اليه من ان ذيوع الاغنية السودانية افريقيآ ربما جاء نتيجة لتقبل الايقاعات و السلم الموسيقى و ما الى ذلك .. و فى اخص الخصوص الى التقبل الأثنى للمبدع السودانى بواسطة الاثنيات و العرقيات الافريقية ( و هذا فى تقديرى الخاص هو مربط الفرس ).
و اعتقد ان ما منع المبدع السودانى من التمدد عربيآ هو صدالمحيط العربى له منذ البداية لاختلافه عنه " إثنيآ " .... و لن يتقبل المحيط العربى للمبدع السودانى اى منتوج ابداعى لانه تم تصنيف الاقليم السودانى على انه " مستهلك و قارئ نهم " للابداع العربى و ما مقولة : القاهرة تنتج ، و بيروت تطبع ، و الخرطوم تقرأ ببعيدة عن الاذهان. و على ذلك و منذ البداية تم تحييد الاقليم السودانى باعتباره " متلقى" فقط ( اليد السفلى ) ، بينما المحيط العربى من حوله هو "المبدع" ( اليد العليا)...... و عليه ، فقد إنطلت هذه " القسمة العرجاء "على المبدع السودانى و تقبلها فى " الاسقاط الداخلى لعقله " و انزوى بلا مقاومة تذكر .
و فى ذلك فانا اتفق تمامآ مع ما ذهب اليه القاص خالد ربيع السيد :
المسألة في الصفات الأنثروبولوجية التي تحكم هذا المبدع السوداني، وكذلك تأثير العوامل السيسيولوجية والإثنية والهوية المزعزعة.
التقصير في الإنسان السوداني نفسه وتقوقعه وخوفه من نظرة العربي وحنينه الشديد لبني جلدته. وكذلك العوامل الإرثية وحتى مسألة لون البشرة والإحساس بالخصوصية الخالصة. التقصير أيضا من هذه الحكومات التي لم تأسس لمشاركات ثقافية من السودانيين مع العرب، فنية أو ثقافية.[/B]
أعتقد أن الإبداع والإنتاج الثقافي والإبداعي الحقيقي يستطيع أن يخلق لنفسه مكاناً، ايَّاً كان وبأي وسيلة، وربما يكون هذا التساؤل هو الأعلى منطقاً لأن الإنتاج السوداني _في أغلبه_ ينتج باللغة العربية التي تتداولها بلدانٌ ومناطق في الشرق الأوسط. وأجدني لا أميل إلى تسميات مثل (الإعلام العربي والمتلقي العربي والعالم العربي) لأن المتلقي الذي تواصلت معه بصورة شخصية كان خارج هذه التصنيفات، فكان التواصل مع كتاب يستخدمون (اللغة) العربية. كان هذا الحديث لتوضيح أن بعد المبدع عن هذا الإعلام (المُسمَّى بالعربي) ليس (البعد) الوحيد، وإنما هو غائب عن إعلام العالم وإعلامه الداخلي حتَّى. ولهذا أسباب لا تتعلَّق بالموضوع.
وأقول أن المشكلة لم ولن تكون بسببٍ من (تجاهل) المُتحكمين بالإعلام العربي وأصحاب النفوذ، أبداً، لأن الإبداع الحقيقي يجذب ويُجبر صاحب الموقع، أو الناشر، أو الإعلامي على التعامل معه بجديِّة وترحاب، وليس فقط لأنه جاء من (السودان) (الهامشي) على حدِّ زعم بعضهم وبعضنا، فالسودان كما أراه الآن مركزٌ إبداعيٌّ بحاله، وهو يتعامل ويتم التعامل معه بصورة محترمة ومُقدِّرة لإبداع (مُقدَّر) بقيمته الذاتية. هل يكون هذا الحديث اتهاماً للأدب السوداني بأنه (ليس قيِّماً)؟
هنا يأتي السبب الرئيسي وهو انتظار المبدع لأن يُكْتَشَف، أو ركونه لـ(الشهرة؟) الداخلية وتوقفه عن التطور والإنتاج كنتيجة لتقييمه واكتشافه المحدود، ووضع هذا الفعل تحت ظلِّ (التواضع والبعد عن الأضواء) البارد والحميم جداً، الظل الذي يضعه في خانة: (الانزواء من الاحتكاك مع تجارب أخرى ذات صلة وقيمة). إن المخاطرة بدفعِ تجربتك إلى فضاء أوسع تكمن في تخليك عن (مركزيتك) الشخصية التي تؤثر بالطبع على تقبل وتقييم المتلقي، إذ يذهب النص بقدراته الذاتية، منفصلاً حتى عن تاريخيته وروح كاتبه، يذهب إبداعاً خالصاً دونَ صوتٍ أو دمٍ مُجرَّب.
فالطيب صالح صاحب إبداع قوي ومُقتَحِم، وانتشاره تحقق بفضل أعماله الخالصة لوجه الأدب. فلا لوم، بل حب واستمرار على التأكيد بأن الطيب صالح اجتهد وعرف إمكانيات الكاتب وواجباته تجاه القارئ، أي بذل الجهد كذلك بالتعامل المُحْكَم مع النشر، واختيار المنافذ وتحديد الخطط، مستقبلاً وراهناً.
الانترنت لن يغير شيئاً إن كان المشروع المقدَّم هش، فهو تطور طبيعي للبشرية بذل فيها من بذل من أعمار وحياة وخبرة. والآن ليست هنالك (دائرة) تسمى (الإعلام العربي) على الانترنت، اللهم إلا مجرَّد تسميات، نرى ذلك بجلاء في موقع (جهة الشعر) الذي انطلق الآن ليحتلَّ مكانة عالمية وذات صيت، وتعامل مع كبار الشعراء من جميع أنحاء الأرض. تعامل الموقع مع عدد من الأصوات الشعرية السودانية، ولكنه تعامل مع (الشعر) وليس السودان بأي حال.
بحسب تجربتي الشخصية، فقد كانت لي، ولغيري مراسلات مع مواقع أدبية كثيرة، وتم مد تلك المواقع بأسماء ومشاريع أدبية، وبما أن التواصل والجهد كان موجوداً كانت النتيجة إيجابية جداً، وأنا أثق في التجارب التي أرسلتها بالتعاون مع أصحاب هذه التجارب، (في الجمع الالكتروني). وكان لنا انجازات كثيرة في مجال المراسلة والتواصل، وأذكر بالتحديد رئيس تحرير مجلة (ألف) الالكترونية (سحبان السوَّاح) والذي كتب مقالة تحمل عنوان (هديِّة من السودان تتجاوز قرارات الأمم المتحدة) وهي موجودة بموقعه، قام بإرسال هذه الهدية الشاعر محمد الصادق الحاج، وهي عبارة عن مجموعة نصوص لأسماء كثيرة، نُشر هذا المقال بالـ(السوداني الثقافي)، ملحق جريدة السوداني الدولية، حيث أعمل مع الشاعر الصادق الرضي. وكان لهذا المقال صدى جيِّد. إذاً لم تكن المشكلة من (الإعلام العربي) وإنما من تكريس المبدع السوداني لحياته كلها للإبداع والإنتاج، واحتراف التعامل مع النشر وخططه، وبناء المؤسسات الثقافية والمبادرات والعمل الجماعي (البسيط).
عن المحور الثالث أقول: اخترق الأدب السوداني المواقع، والأسماء (وإن كان لي شك في أنها محدودة) هي التي ثابرت على النشر، وهنالك شيء آخر: بعض المواقع السودانية ذات تأثير أوسع من السودان، وأدعو إلى تطويرها وإنشاء أُخَر للمنافسة، وهي أهلٌ لذلك، وإن كنت لا أحبِّذ أن تكون سودانية فقط، فالانترنت يحمل رسالة مبطَّنة، وهي تساوي البشرية في حق التعبير، ومسح (السِحَن والأديان واللغات والانتماءات الوطنية) لصالح القوَّة الإنسانية بشتَّى تعابيرها وتمظهراتها، حواراتها البعيدة عن العنف والإقصاء.
لم تكن الإضافة بعيدة عن يد المبدع أبداً، أقصد من ناحية الإطلاع على التجارب العالمية في مجالات الأدب والإبداع. المبدع السوداني متابع ومستفيد من هذه المسيرة الهائلة والتطور الخطير في هذه الجوانب، ولكن الإضافة الحقيقية كانت في كشف الخلل الذي تعاني منه الثقافة السودانية، وهو (الشفاهية) والتي تجلَّت في منابر الحوار (عجزاً) واضحاً، أضافت التوثيق والتعامل مع النشر بأقل التكاليف، حتى النشر الورقي أصبح سهلاً داخل السودان عبر الانترنت، الحوارات مع المبدعين خارج وداخل البلاد.
05-09-2007, 08:21 PM
HAMZA SULIMAN
HAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278
سألتني عن أسباب غياب المبدع السوداني عن خارطة العالم العربي وبعده عن القارئ أو المتلقي العربي، ولكن في ظني أن هذا الأمر له مسبباته المتعددة، فانحسار تيارات الطباعة وتكتيم أفواه وأصوات المبدعين من قبل الأنظمة والحكومات التي لا تريد أن يُسَمع صوت غير صوتها، وهي في إطار آخر هي تخاف من أصوات غير صوتها المبحوح الأوحد. لكن في ظني أن النقطة الأولى وهي انفتاح سوق الطباعة وتطور الطباعة وتقنيتها لم تحل هذه المشكلة كثيرا وهذا راجع إلى الذهنية التي لا زالت تتحكم في أمر هذه البلاد وأمر الثقافة علي وجه أكثر خصوصية، فكل هذه الأشياء في ظني مترابطة وجزءٌ منها يؤثر في الكل، زد على ذلك فإن قبيلة المبدعين هنا مصابة بضيق ذات اليد بصورة مجملة، وقد أقعدها هذا الأمر كثيراً وشلِ الكثير من حركتها.
ثم ها أنت تسألين هل بإمكان الإنترنت أن يغير هذا الواقع؟ صحيح أن للمطبوعة نكهتها الخاصة بها وعلاقة المبدع بها التي قد تصل درجة الأبوة والبنوة، ولكن هي حيلة المضطر (إذا لم يكن إلّا الأسنة مركبا ** فما حيلة المضطر إلّا ركوبها). نعم استطاعت أن تشفي بعض الغليل، وهي استطاعت على الرغم من محدودية مرتادي الإنترنت أن توصل بعضاً من الأصوات إلى الكثير من الباحثين عما يسمى أدب سوداني.
ثم هل أضاف هذا الأمر للأدب السوداني أم انه حصر نفسه في المواقع السودانية فقط؟ دعينا ننظر إلى النصف الممتلئ من الكوب وهو أن هذه المواقع قد قدّمت شيئا يُحسب في صالح الأدب السوداني كثيرا
05-10-2007, 04:43 PM
نجوان
نجوان
تاريخ التسجيل: 04-01-2006
مجموع المشاركات: 2641
عن عزلة الإبداع السوداني تسألين. في السابق كنا نتذرع بكلفة النشر العالية، وضعف دعم الدولة للإبداع. تلك أيام عشنا رهقها طويلا، وقد يكون هناك كثير من الحقيقة في هذه المزاعم. فيما كانت الأوضاع في سنوات القرن العشرين، الذي في نصفه الأول رزح السودان تحت نير الاستعمار، ثم في نصفه الثاني وقد ملكنا أمرنا ولكن ضاعت الحكومات في أتون الحروب والاقتتال، فلم يجد الإبداع من يلتفت لدعمه إلا القليل.
ربما لو أحصينا المنشور والمطبوع في الفترة التي وضعت الحرب أوزارها بين 1972و 1983، لن نُدهش طويلا، إن وجدنا للنشر من اهتم به والإبداع من يسرّ دروبه، على المستوى الرسمي والمستوى الآخر. ونجح بعض من أفلت من هذا الحصار، فطبع ونشر في بيروت. ساعد الراحل إحسان عباس غير قليل من مبدعينا في نشر إنتاجهم في بيروت بوساطة ومساعدة منه.
ديوان غابة الأبنوس للشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم مثل واحد. مجلة الحياة التي أصدرها الراحل حسن نجيلة في الستينات مثال آخر. المؤسسات الرسمية لم تكن هنا ولم تساعد بشيء. حركة النشر والطباعة وجدت دعما في سنوات السبعينيات، فترة حكم نميري. في الفترة التي أشير إليها، كان رجال مثل عمر حاج موسى وإبراهيم الصلحي وأحمد صغيرون ومحمد عبد الحي، ولفيف ممن لا تحضرني أسماؤهم، قيمين على أمر الثقافة والفنون. النشر كان هما من هموم هؤلاء أيضا.
لو جئنا للقرن الحالي، نحن أمام معطيات جديدة. تتراجع أهمية دور المؤسسات الرسمية أمام مؤسسات المجتمع المدني بصورة عامة. كبر دور القطاع الخاص، واتسعت مساحات المبادرات المستقلة عن الحكومة ومؤسساتها. ألا ترين دار عزة للنشر، ودار النشر الأكاديمي كمثلين؟ من ناحية ثانية ثورة المعلوماتية أضافت واقعا جديدا. نحن أمام معضلة جديدة: النشر الصلب مقابل النشر الناعم. ثورة المعلوماتية انداحت عبر الإنترنت كما وسع أثرها عبر الفضائيات.
لا حجة لمبدع كسول لأن يتذرع بضعف الدعم الرسمي، أو ارتفاع كلفة الطباعة والنشر. لا حجة لمبدع إن لم يبادر ويخرج للمنتديات الإبداعية، وفي ذهني مهرجانات الشعر والقصة والمسرح والتشكيل. عادت للمبدعين ميزة المبادرة والاقتحام. لن يعفينا أحد إن لم نتفاعل مع الحراك الثقافي العام الذي ينتظم العالم وفق المعطيات الجديدة.
قرأت مؤخرا رواية الكترونية لكاتب أردني (*) كتبت بكاملها على الإنترنت، أي هي نص ناعم ولا مجال حتى لإخراجها في شكل صلب، إذ أنك ترى بعينيك تقرأ وتسمع أشخاص الرواية يتكلمون أو تشاركهم سماع أغنية أو موسيقى. كل ذلك بكلفة زهيدة. نحن من يلوم نفسه إن تقاعسنا ولم نطور أساليبنا في نشر إبداعنا. مهاجمة العولمة والنشر الالكتروني يدفع بنا إلى التقوقع والانزواء والضمور. تُرى هل سنقبل التحدي؟
(*) رواية بعنوان شات لمحمد سناجلة.
05-11-2007, 10:02 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
Quote: لا حجة لمبدع كسول لأن يتذرع بضعف الدعم الرسمي، أو ارتفاع كلفة الطباعة والنشر. لا حجة لمبدع إن لم يبادر ويخرج للمنتديات الإبداعية، وفي ذهني مهرجانات الشعر والقصة والمسرح والتشكيل. عادت للمبدعين ميزة المبادرة والاقتحام. لن يعفينا أحد إن لم نتفاعل مع الحراك الثقافي العام الذي ينتظم العالم وفق المعطيات الجديدة.
قرأت مؤخرا رواية الكترونية لكاتب أردني (*) كتبت بكاملها على الإنترنت، أي هي نص ناعم ولا مجال حتى لإخراجها في شكل صلب، إذ أنك ترى بعينيك تقرأ وتسمع أشخاص الرواية يتكلمون أو تشاركهم سماع أغنية أو موسيقى. كل ذلك بكلفة زهيدة. نحن من يلوم نفسه إن تقاعسنا ولم نطور أساليبنا في نشر إبداعنا. مهاجمة العولمة والنشر الالكتروني يدفع بنا إلى التقوقع والانزواء والضمور. تُرى هل سنقبل التحدي؟
(*) رواية بعنوان شات لمحمد سناجلة.
و اعتقد الكسل و عدم الطموح و عدم المبادرة هم من اسباب عزلة المبدع السودانى
05-12-2007, 08:28 AM
Amin Mahmoud Zorba
Amin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578
وكنت افكر دائماً في غيابك الطويل وحملت لك الكثير من السلامات عبر الصديق ابو أمنة
عموماً حمد الله على السلامة واتمنى بعودتك أن تعود كل الاقلام التي غابت عن هذا المنبر اتباع في الجانب الاخر بوست الروح كم هو جميل هذا الخيط من الحوار
هنا نعم هناك عزلة وغياب منه ماهو يعتبر تقصير من جانب المبدع ومنه ماهو بفعل فاعل وهو في إطار صراع الثقافات وعزلة المبدع لا تنفصل عن العزلة العامة التي يعاني منها الوطن وانسانه واضيف الى ذلك السياسة وادارة البلاد كلها عوامل اساسية تجعل مننا ارهف مما تتصور
الان انا اتابع خط مختلف بعد هذه الهجرة اللعينة هو تاثير الشخصية السودانية على المبدعين العرب
كان لي تجربة مختلفة مع الاديب المبدع احمد الملك اتمنى أن يتداخل احمد الملك ويحكي تلك التجربة العميقة ابان مهرجان الرواية العربية
05-13-2007, 07:29 AM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
شاكر لك يا سيدى كريم سؤالكم عنا ... لكن صاحبك الشاعر ابوآمنة ضنّ علينا حتى بالسؤال!!! تحياتى له فى عليائه
لا شك ان هنالك عزلة ( قد تصل مائة عام من العزلة ....ماركيزية) للمبدع السودانى عمومآ و لذلك كما تفضلت اسباب عديدة مذكورة اعلاه . و لكن ما لفت نظرى هو انتهاجكم خط تأثيرى على المبدعين العرب . و اعتقد ان ذلك هجوم مرتد قد يفك العزلة و يزيح الغمة عن الابداع السودانى ، و اذا اثمر ذلك سيكون فاتحة شهية للمبدعين العرب للتعرفعلى رصفائهم السودانيين .
ارجو ياأخ امين ان تعرفنا على بعض من تجاربكم انت و الاخ احمد المك و ذلك للفائدة العامة و حتى تتخذ كخبرات تراكمية تستفيد منها اجيال المبدعين فى التعامل مع المحيط الذى ضرب الطوق حولنا.
امتنانى
05-18-2007, 05:43 PM
KOSTA
KOSTA
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3138
باستعراض آراء جميع من شاركوا فى هذا الحوار اعلاه يتضح ان المشكلة تكمن فى :
1- ضعف امكانات النشر و الترويج للابداع بانواعه المختلفة . 2-تقصير الجانب الحكومى فى دعم و تشجيع حرفة الابداع 3-كسل و قلة انتاج الابداع السودانى بانواعه المختلفة . 4-النظرة الدونوية للابداع السودانى فى مجال محيطه العربى. 5-ازمة الهوية و ظلالها على المبدع السودانى و سجنها له فى دائرة " بنى الجلدة" و اعاقته له عن التمدد فى الاقليم المحيط به( عربى + افريقى ).
و أضيف رأى من عندى :
6- الكتابة لمعظم المبدعين السودانين باللغة العربية ، و بما ان المحيط العربى قد اقصى المبدع السودانى منذ البداية ، فان ذلك الابداع السودانى و بالكيفية هذه لم يصل الى المتلقى الافريقى لا داخليآ و لا خارجيآ و ذلك مما زاد من عزلة المبدع السودانى .
هذه اسباب و فى مجملهاساعدت على تقوقع المبدع السودانى داخل " غوانتنامو " الابداع العالمى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة