|
|
 الخرطوم: ابتهاجات السلام تطغى على احتفالات الاستقلال ورأس السنة الجديدة
|
الخرطوم: ابتهاجات السلام تطغى على احتفالات الاستقلال ورأس السنة الجديدة
الخرطوم: اسماعيل آدم
طغت مظاهر الفرح ومشاعر الاحتفاء بتوقيع آخر بروتوكولات السلام في الجنوب، على التحضيرات المكثفة التي ظلت تنتظم العاصمة السودانية للاحتفال بالذكرى «49» لاستقلال البلاد من الاحتلال الإنجليزي، كما طغت المناسبة ايضا على مظاهر احتفال السودانيين برأس السنة في عاصمة غير معتادة «أصلا» على الاحتفال بهذه المناسبة السنوية.
وأجلت الحكومة السودانية، لأول مرة في تاريخ البلاد، احتفالا رسميا بذكرى الاستقلال كان من المقرر ان يتم من داخل مبنى البرلمان السوداني، وأن يخاطبه الرئيس عمر البشير وضيف البلاد ثابو مبيكى رئيس جنوب افريقيا. ورافق مبيكي البشير الى نيروبي لحضور توقيع السلام.
ومنذ وصول نبأ توقيع اتفاق السلام، كثفت الصحف في الخرطوم من تغطياتها الخاصة بمفاوضات السلام وأعدت ملاحق خاصة شملت مراحل تحقيق السلام وجولات المفاوضات والاتفاقيات السابقة، وجاءت عناوينها البارزة احتفائية لحدود بعيدة، مثل «البلاد تطوي صحف حرب الجنوب»، و«مبروك السلام» و«أخيرا تحقق السلام» و«الآن نغني للسلام».
ووظفت الاذاعة والتلفزيون برامجهما بصورة كاملة لتداعيات توقيع اتفاق السلام، وشملت بثا مباشرا لما يدور في نيفاشا، ولقاءات مع المواطنين والقوى السياسية والمواطنين في العاصمة السودانية، ونقل كل منهما مراسم الاتفاق في نيفاشا على الهواء مباشرة.
وقبل وبعد الاتفاق امس، تجمع الالاف من ابناء الولايات الجنوبية في شوارع الخرطوم، وبشكل كثيف عند تقاطع اشهر شارعين في قلب العاصمة، وهما «الجمهورية» و«القصر». وردد المتظاهرون شعارات الوحدة والسلام، وهتفوا بتزامن السلام مع أعياد الميلاد ورأس السنة وذكرى استقلال السودان، ولم تعترض الشرطة سيول المتظاهرين الذين ظلوا يجوبون الشوارع في العاصمة الخرطوم. وكان أنصار الحركة الشعبية جابوا ليل اول من امس شوارع الخرطوم احتفالا باتفاق السلام المنتظر، ورفع المحتفلون صورا بارزة لجون قرنق، زعيم الحركة الشعبية.
من ناحيته، قال رمضان عبد الله، الناطق باسم الحركة الشعبية في الخرطوم لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المناسبة، ظل الشعب السوداني في انتظارها طويلا مثل اب وأم ينتظران ميلاد طفل جديد». واضاف: «نحن تغمرنا السعادة بهذا المولود»، وقال ان السلام يعني وقف الاقتتال بين ابناء الشعب السوداني، ويعني عودة النازحين واللاجئين الى ديارهم في الجنوب ويعني الحرية والديمقراطية. واضاف: «هذا السلام مفتاح المستقبل في السودان».
ورحبت القوى السياسية السودانية المعارضة بالاتفاق، واعتبرته خطوة طال انتظارها من الشعب السوداني، لكنها شددت بضرورة تحويله من «ثنائي الى قومي عبر مؤتمر جامع يضم كل القوى السودانية بالداخل والخارج». وقال يوسف حسين، الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني، لـ«الشرق الأوسط»، ان حزبه يرحب بشدة بالاتفاق، وقال انه خطوة طال انتظارها وهو خلاصة نضال الشعب السوداني ضد الانقاذ والشمولية بصورة استنهضت المجتمع الدولي. وطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في البلاد، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وعقد مؤتمر جامع للقوى السودانية لتحويل الاتفاق من ثنائي بين الحكومة والحركة الشعبية الى قومي، وطالب الحكومة المرتقبة بالشراكة بين الطرفين الى تحويل البلاد الى مرحلة ديمقراطية حقيقة.
كما رحب حزب المؤتمر الشعبي المعارض بالاتفاق، وقال على لسان الدكتور بشير ادم رحمة، الأمين السياسي للشعبي، ان الاتفاق بمثابة ميلاد جديد للسودان، وانه ثمرة من مسيرة بدأها حزبه الشعبي عبر اتفاق مع الحركة الشعبية عرف بـ«مذكرة تفاهم»، وطالب رحمة بضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم زعيم الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي الذي قال انه «الكبير سنا وعلما»، وشدد على ان هذه الخطوة تؤكد مصداقية الحكومة في تنفيذ الاتفاق «لأن إطلاق سراح المعتقلين منصوص عليه في الاتفاق»، كما طالب بحل مشكلة دارفور سياسيا وإلغاء القوانين الاستثنائية
قرنق لن يعود إلى الخرطوم إلا بعد إنجاز الدستور الانتقالي
نيروبي: «الشرق الأوسط»
كشف قيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان عن ان ذهاب زعيم الحركة الدكتور جون قرنق للخرطوم رهين بتوقيع الدستور الانتقالي الذي ستقوم لجنة مشتركة من الحكومة والحركة بصياغته خلال 6 أسابيع من التوقيع النهائي. وقال المستشار السياسي للحركة الدكتور منصور خالد «بعد التوقيع ستقوم لجنة مكونة من الطرفين بوضع دستور انتقالي، وبعد اقراره سيذهب قرنق الى الخرطوم خلال اسبوعين من ذلك التاريخ»، وقال ان «اللجنة ستضع ما اتفق عليه في نيفاشا في الدستور». وحسب منصور فان الدستور سيقدم الى لجنة مراجعة لاقراره نهائيا، مكونة من الحكومة والحركة والقوى الاخرى. واشار الى ان تعيين وتسمية قرنق كنائب أول ستتوقف على الدستور الجديد، وقال «لن يذهب قرنق الى الخرطوم الان»، واضاف ان الرئيس عمر البشير والنائبين الاول والثاني سيؤدون القسم في وقت واحد بعد اقرار الدستور.
|
|
 
|
|
|
|
Deng
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست