|
لكي لا ننسى:ماذا تعني ذكري استقلال السودان لأهل الجنوب?
|
لكي لا ننسى:ماذا تعني ذكري استقلال السودان لأهل الجنوب?
عندما أجتمع البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر 1955م ليتناول اقتراحا يرمي لأعلان الاستقلال, تقدم الأعضاء الجنوبيين بشرط يلزم تحقيقه ثمنا لموافقتهم على الاقتراح, هو قيام نظام فدرالي للحكم, يساير روح مؤتمر جوبا. وقد رأي الزعماء السياسيين في الشمال قبول هذا المطلب ولكنهم فيما اتضح بعد ذلك, لم يكونوا جادين في تأييده, ولعله قبل عند نظر اقتراح الاستقلال,فيما ورد على لسان زعيم المعارضة حينذاك, محمد أحمد المحجوب, لأرضاء الجنوبيين, وحملهم على تأييد قرار الاستقلال. وبهذا تمت حياكة الاتفاق الواهي, وأجيز اقتراح الاستقلال, بإجماع الأصوات. وفي رأس السنة الجديدة أحتفل الجنوبيين بالاستقلال, وبتباشير النظام الفيدرالي, ظن الجنوبيين, وقليلو الخبرة منهم أنهم حققوا ما كانوا ينشدون, دون أن يفطنوا للحيلة التي تكمن في صياغة مطلبهم على النحو التالي: " إن رجاء أعضاء البرلمان الجنوبيين لوضع نظام فدرالي في الجنوب سوف يعطى اعتبارا تاما في الجمعية التأسيسية عند قيامها".
وفي عام 1958م, عند تأليف لجنة إعداد مسودة للدستور الدائم, وقيام الجمعية التأسيسية التي أنيط بها تناول الوضع الفدرالي, لم يتعرض أعضاء الأحزاب الطائفية الشمالية لأي ضغط يحملهم على قبول المطلب فرفضوه, ورسموا دستورا لدولة عربية إسلاميا. وبهذا أصبح مطلب الجنوبيين الخاص بالنظام الفدرالي أمرا غير مشروع, مما دفع بعضهم لدخول السجون في آخر ذلك العام, أو مغادرة بلادهم إلي المنفي في الدول المجاورة تأييدا لمطلبهم. وقد تناسى الساسة الشماليين النصيحة الغالية والمثل الذي ضربه لهم السياسي الجنوبي لادو لوليك الذي وصف العلاقة بين الشمال والجنوب بعلاقة الشاب والشابة الذين يرغبون الزواج,وقال عليهم بأن يمهلان نفسيهما ليلم كل منهما بسلوك الأخر وميوله الاجتماعية, قبل أن يتخذا قرارهما الأخير بالزواج أو بعدمه, لأن العجلة في مثل هذا الأحوال تؤدي إلى الشقاء, وربما إلى الانفصال والطلاق بصورة عنيفة __________________ مقال معاد.
Deng.
|
|
|
|
|
|