في السوق الافرنجي في الخرطوم وتحديدا في شارع الجمهورية واكثر تحديدا في برندات الدكاكين والاماكن المطلة على هذا الشارع حيث تكتظ تلك البرندات بشباب جنوبي يعرض منتجات اوربية كالأحذية والبناطلين والاقمصة والعطور والساعات .... الخ بصورة جاذبة وباسعار تتناسب وظروف الطبقة الوسطى المنهارة.. من المؤكد وبمنطق الاجراءات المحلية فانه سوق عشوائي ولكن اذا اقتربت منه ودخلت في تعامل مع هذا الشباب الابنوسي فسوف تجد نفسك في مكان راق لا مثيل له في السودان وسوف تتساءل من اية اكاديمية تخرج هؤلاء الشباب؟ عرض جاذب، مفاصلة راقية، عندما يعرف طلبك ولا يكون متوفراً لديه يصطحبك الى الذي عنده تاركا بضاعته مفروشة تحت رعاية جيرانه، وبلغة سوق ظريفة يعطيك اسمه ويقول لك اسأل عني عندما تأتي المرة القادمة وهو يمد لك ما اشتريته منه.
ان هذا السوق يقدم نموذجا جديدا للشاب الجنوبي المعاصر فالجنوبي في المخيلة الشمالية اما محارب او سياسي او عامل يومية او عامل في القطاع العمالي في مؤسسات الدولة او حرسا للسفارات الغربية نادرا جدا ما تجد جنوبياً يعمل بالتجارة اكاد اجزم ان الاخلاق التي يتحلى بها هؤلاء الشباب لا وجود لها في كل اسواق العاصمة.. فالسوق هو المدرسة الحقيقية للتعامل وقد علمت انه في حالة الكشة التي تجتاح اسواق العاصمة شبه يوميا فان اصحاب المحلات التي يفرش الى جوارها هؤلاء الشباب يقومون بايوائهم بكل اريحية .. ليس هذا فحسب بل يقدمون لهم كافة التسهيلات فالشاب يضع بضاعته داخل المحل ثم يعرض منها القليل لزوم الخفة التي تعين في حالة الكشة، اما هم من جانبهم فقد علمت انه في حوادث 2 اغسطس 2005م اي الاحداث التي اعقبت مقتل قرنق قد قاموا بحماية هذا السوق من كل المتفلتين أي لم يكتفوا بعدم المشاركة بل قاموا بدور الحماية لان في حماية السوق حماية لتجارتهم وحماية لانفسهم.
ان هذا الشباب الجنوبي في شارع الجمهورية يقدمون لنا درسا نادرا ولعل اوله ان العلاقة الاقتصادية بين الشمال والجنوب هي صمام الوحدة فاي تداخل اقتصادي بين الشمال والجنوب هو الذي يمتن حبال الوحدة وليست السياسة وطق الحنك الذي لا يولد الاّ الشقاق، وان السوق هو المعمل الحقيقي الذي يمكن ان يتم فيه تبادل المنافع والخدمات والعلاقات الاجتماعية، لا بل هو البوتقة التي تنصهر فيها الثقافات وتتكامل فهؤلاء الشباب اكتسبوا ثقافة جديدة وقدموا للآخرين ثقافة اخرى فطريقة تعاملهم ولطفهم وظرافتهم وطريقة لبسهم لا بل وما يعرضونه من بضائع كلها لها مدلولات ثقافية.
من المؤكد ان بعض الذين في قلوبهم مرض سوف ينظرون للجزء الفارغ من الكوب ويطرحون السؤال: من أين أتى هؤلاء بالبضائع؟ ومن الذي اعطاهم رأس المال؟ هل هي السفارات الغربية ام الجمعيات الطوعية ام الهيئات الكنسية؟ في تقديري ان كل هذا ليس مهما وليس مشكلة ان شاء الله جاءت من الجن الاحمر فطالما انها بضائع ليست ممنوعة ومطلوبة وتسد فجوة من مطلوبات الحياة المعاصرة فلماذا نبحث لها عن تجريم .المعلوم ان البضائع تنهمر على الاسواق السودانية من كافة الاتجاهات و«بالدوغري وباللفة» فلتكن بضائع السوق الافرنجي لدى الشباب الجنوبي من ضمنها فلنرحب بهذا الجيل الجديد.
09-28-2007, 00:40 AM
Gaafar Ismail
Gaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4949
شــكرا دينق لإيراد هذا المقال الذي يعكس طرحا واعيا يستحق الاحترام والتقدير. أود أن أضيف أن الشباب المشار إليهم يتمتعون ، إضافة إلى ما أورده البوني ، بأمانة قل أن تجد مثلها في سوق الخرطوم إلا من من رحم ربي.. تعاملت معهم طوال زيارتي للخرطوم في يناير الماضي واشتريت الهدايا لأهلي منهم ووجدت منهم كل معاملة طيبة واستعداد للمساعدة دائما.
مودتي وفائق احترامي.
09-28-2007, 07:09 AM
بدر الدين الأمير
بدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222
الإنسان الجنوبى هو يعرف تماما ماهية الإنسان الشمالى ويقدرها في محيط ثقافاهتا وتكوينها لكن متى يتوقف الانسان الشمالى لكي يفهم ويقيم ماهية الانسان الجنوبى والثقافات المكونه له ؟؟؟؟[/B
09-28-2007, 07:33 AM
نادر السوداني
نادر السوداني
تاريخ التسجيل: 08-21-2006
مجموع المشاركات: 1374
الاخ العزيز DENG سلام من خلال تواجدي في مهرجان نيويورك تعرفت بشاب جنوبي اسمة // معليش // هذة الانسان احببتة كما لو كنت اعرفة منز طفولتي فنان اصيل وعازف للجيتار اتنبأ لة بمستقبل جميل دار بيني وبينة نقاش طويل وجت هذة الرجل يعشق السودان شمالة اكثر من جنوبة ويفهم في السياسة مالم يفهمها ساستنا في الحكومة لة التحية ولك ولكل مناضلي بلادي .....................نادر السوداني
09-28-2007, 07:48 AM
Raja
Raja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054
تحية للأستاذ البوني وهو يلقي بتحيته على هؤلاء الشباب المتطلع والبيملأ العين بهمته ونشاطه وأمانته.. مثل العم جعفر تعاملت مع أولئك الشبان أيام مروري بالخرطوم. فقد كان سكننا في احد شقق شارع الجمهورية. وكنت في كثير من الأحيان اترك معهم امتعتي لأذهب لمشوار طارئ قبل الصعود للمنزل. تحدثت مع كثيرين منهم واجريت معهم حوارات للأسف لم تكن للنشر. لأني لم أكن اعمل في جريدة وقتها. كثير منهم يحمل شهادات عليا وبدلا من الإنتظار في البيت أو على تحت العمود على الناصية. إمتهن مهنة شريفة تكفيه ذل البطالة وإنتظار الصدقات.
أتمنى ان يتطور عملهم وأن يتمكنوا من إستئجار دكان ولو صغير في ذات الشارع الذي شهد مولدهم. وأكيد سيكون متجرا مختلفا. لأن تجًاره يعرفون معنى ان تكون إبن سوق..
تحية ليهم تاني.. وأكيد سالتقيهم مرة اخرى
ودي للكل
09-28-2007, 08:29 AM
Dr Mahdi Mohammed Kheir
Dr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328
ألف شكر للإستاذ عبد اللطيف البونى , ولكل من يضع حجرا للزواية فى بناء العدل والسلام والقبول الإجتماعى لشعوب السودان .
ومن الممكن جدا أن يتطور هذا العمل وينمو لأفاق أكبر وأرحب إن وضعت الغرفة التجارية السودانية وإتحاد أصحاب العمل خدماتهم وتسهيلاتهم لهؤلاء الشباب . فهم يستحقون التشجيع والدعم والمؤازرة ليكملوا الجزء المفقود للمنظومة التجارية السودانية .. فى العاصمة وفى كل أقاليم السودان .
أرجو أن يواصل الأستاذ البونى بمداده الًبناء .. ويتبنى حملة فى هذا الإتجاه .
شكرا يا دينق
09-28-2007, 09:05 AM
peace builder
peace builder
تاريخ التسجيل: 10-17-2002
مجموع المشاركات: 791
أخي دينق مكنني عملي بالامم المتحدة من زيارة جنوب السودان وخلق صداقات وطيدة مع أخوة جنوبيين وسمة الجنوبيون الوضوح التام وسكنت بأبيي قرابة السنة ورأيت تعامل السودانيين هناك شماليين وجنوبيين ومن كل مناطق السودان أعتقد ان مشكلتنا تنبع من معرفة الآخر اساسا وما يدعم اعتقادي هو ان كل من استقر بالجنوب من التجار الشماليين أحبوه واحبوا أهله. وعمي عثمان كرار عاش بالجنوب - جوبا منذ 1955 وحتى 1995 عليه رحمة الله
Quote: من المؤكد ان بعض الذين في قلوبهم مرض سوف ينظرون للجزء الفارغ من الكوب ويطرحون السؤال: من أين أتى هؤلاء بالبضائع؟ ومن الذي اعطاهم رأس المال؟ هل هي السفارات الغربية ام الجمعيات الطوعية ام الهيئات الكنسية؟ في تقديري ان كل هذا ليس مهما وليس مشكلة ان شاء الله جاءت من الجن الاحمر فطالما انها بضائع ليست ممنوعة ومطلوبة وتسد فجوة من مطلوبات الحياة المعاصرة فلماذا نبحث لها عن تجريم
شكراً دينق لإيراد المقال.. وشكراً البوني..
09-28-2007, 04:31 PM
Adam Mousa
Adam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668
Quote: ان هذا الشباب الجنوبي في شارع الجمهورية يقدمون لنا درسا نادرا ولعل اوله ان العلاقة الاقتصادية بين الشمال والجنوب هي صمام الوحدة فاي تداخل اقتصادي بين الشمال والجنوب هو الذي يمتن حبال الوحدة وليست السياسة وطق الحنك الذي لا يولد الاّ الشقاق، وان السوق هو المعمل الحقيقي الذي يمكن ان يتم فيه تبادل المنافع والخدمات والعلاقات الاجتماعية، لا بل هو البوتقة التي تنصهر فيها الثقافات وتتكامل فهؤلاء الشباب اكتسبوا ثقافة جديدة وقدموا للآخرين ثقافة اخرى فطريقة تعاملهم ولطفهم وظرافتهم وطريقة لبسهم لا بل وما يعرضونه من بضائع كلها لها مدلولات ثقافية
تخريمه: ورتشارد برضو صمام امان دفاع الهلال والفريق القومى يا(دينق) يا مريخابى وربنا يرجعو لينا لمباراة سوسة بالسلامة حتى نضمن التأهل بعدين الجنوبيين ديل الداير يعرفهم كويس يمشى يعيش معاهم عشان يعرف الكرم الما خمج والوفاء والاخلاص والصدق والامانه والشهامه والشجاعه وووووووو................... وكل الصفات الجميله ...لكن (الما بعرفك بجهلك ) ساكتب لاحقا عن تجربتى فى ملكال والتى اعتبرها من اثرى ايام حياتى.........
09-28-2007, 08:45 PM
دوت مجاك
دوت مجاك
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2253
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة