|
د. لوال دينق... وحديث ما بعد فك التجميد:لاتوجد نظرية مؤامرة ومن حق الحركة اختيار ممثليها..
|
حوار: سمية سيد
*لا تأثير لقوة القبيلة ولم يحدث اقصاء *تنفيذ الموازنة يعتمد على عدة احتمالات *علاقاتنا مع امريكا قد تؤثر سلباً على سير الموازنة *لا استبعد ان يتأثر تسويق البترول بالحظر الامريكى *الشريكان يجتهدان فى تمويل التنمية وليس الحملة الانتخابية استدار ممثلو الحركة الشعبية على مقاعدهم داخل وزارات الحكومة والعام2007م يلفظ انفاسه الأخيرة... وبين هذه الساعات الفاصلة لدخول عام جديد كثير من المتغيرات ذات التأثير المباشر على الواقع الاقتصادى حدثت دون ان تكون لهذا الشريك الاساسى بصمات واضحة فى بعض تلك المتغيرات وعلى رأسها الموازنة العامة للدولة للعام الحالى... فهل أتى هؤلاء فى وقت متأخر بعد نهاية آخر نقطة فى وضع سيناريو العام الجديد لتقتصر مهامهم فى التمرير والتنفيذ....كان هذا هو محور حوارى مع دكتور لوال دينق وزير الدولة للمالية بعد ساعتين من عودته الى موقعه القديم قادماً من قريته وانقلى التى تبعد 70 ميلاً شمال مدينة بور وهى نفس قرية الراحل د.جون قرنق...فشهدت جزءاً من استقبال العاملين بالمالية لوزيرهم فبدأ حديثه معى بهذه المراسيم.. * ما وجدته من استقبال وحفاوة من العاملين بوزارة المالية عند عودتى يؤكد اننى كنت خلال الفترة السابقة فى خدمة الشعب السودانى... غير اننى سأبذل قصارى المزيد من الجهد والعمل لتعويض الوقت الضائع خلال خلافات الشريكين والتى حسمت من خلال اللجنة السداسية وجدية الحزبين فى استمرار الشراكة وانه من الممكن ان يتجاوز الناس اية معضلات خاصة وان فشل الشراكة يؤثر على الحزبين معاً وعلى المواطن السودانى. * عودتك بعد فك التجميد لم تكن مستغربة خاصة وان وجودك خارج التشكيل الوزارى كان بعيداً من اى تكهنات؟ -هذه قرارت الحركة الشعبية وانا عضو فى الحركة الشعبية قبل ان اكون وزير دولة فى حكومة الوحدة الوطنية ومن حق الحركة الشعبية ان تبقينى هنا او ان اكون عضواً عادياً ... وانا اخدم وجهة نظر الحركة ولا اخرج عن المؤسسية... وخدمة وجهة نظر الحركة التى اعمل لها هى خدمة السودان الجديد والسودان الجديد قصد منه المواطن السودانى دون تمييز من حيث الدين او القبيلة وانا اؤمن برؤية الحركة الشعبية وبقيادتها وحتى اذا كان لدى اختلاف فى وجهة نظر معينة فتكون داخل اجهزة الحركة وليس خارجها فى الاعلام وغيره. النفوذ والسلطة * عودتك الى كرسى وزارة المالية (سالما) فسر مقرونا بالنفوذ القبلى خاصة وانك من نفس قرية د.جون قرنق ذات الثقل القبلى داخل الحركة؟ - لم يكن وجودى لاية قوة قبلية... ويتساءل قيادي الحركة فانا لم اكن الوحيد الذى لم يتأثر بالتغيرات معى خمسة آخرون داخل حكومة الوحدة الوطنية على رأسهم د.تابيتا بطرس ود.محمد يوسف واستاذة انجلينا وبروف الياس مينلق وزير الدولة بالتعاون الدولى... وبالتالى ينتفى تماما اى تأثير قبلى فالحركة الشعبية وقيادتها تقيم اداء الناس ويبدو انها لم تر داع للتغيير ولذلك نحن نشعر باطمئنان لثقة قيادة الحركة. * خلال اعادة الهيكلة التى قامت بها الحركة الشعبية لممثليها فى الحكومة سمعنا عن تغيير لموقعك الحالى الى وزارات اخرى او ابعادك عن التشكيل؟ - فعلا كانت هناك بعض المحاولات من بعض قيادات الحركة لاذهب وزيراً لوزارة النقل او الاستثمار لكن رجحت كفة وجودى وزير دولة بالمالية بالنظر للاعباء التى اقوم بها هنا فى الاقتصاد الكلى والتعاون المالى الدولى للسودان ككل وانا من وجهة نظرى يمثل اعباء وعمل اكبر من ان اكون وزيراً كاملاً لوزارة اخرى وحقيقة انا اشعر ان مهامى بالمالية مازالت مستمرة ولدى العديد من المشاريع التى لم تكتمل خاصة مشروع بناء القدرات. * فهم البعض ان تعديلات الحركة الشعبية لبعض قيادييها فى الحكومة لاتذهب ابعد من كونها عملية اقصاء وليست مراجعة اداء كما حدث لدكتور لام اكول مثلاً؟ - حاولت فى حديثى معك ان اتجنب الدخول فى مثل هذه التفاصيل.. لكن لابأس من أن ادلى برأيي فى الموضوع... فاى تنظيم سياسى فى العالم به تيارات داخلية وايضاً يوجد ناس فى اليمين ومجموعة فى الشمال وثالثة وسط وفى اغلب الاحيان تكون الاغلبية هى جماعة الوسط... وهذه التيارات موجودة فى كل الاحزاب السودانية وايضاً من الطبيعى ان يكون بداخل الحركة الشعبية مثل هذه التيارات لكن المؤكد ان هذه التيارات تحكمها نظم ومبادئ وارشادات تنظيمية تخص الحزب والحديث بالتفصيل عن هذا الامر لم يأت وقته بعد ... وحين يأتى هذا الوقت يمكن ان يكون الحديث... ثم هناك اشياء تصبح داخل الانسان ولاتخرج الا عند كتابة المذكرات الشخصية وانا اكتب.. * على ذكرك وجود تيارات متعددة...هل تفسر ما نشر على لسان بعض القيادات حول التحقيق معكم فى مسائل تنظيمية هو جزء من وجود هذه التيارات؟ - ما تم معى ليس تحقيقاً وانما فقط استفسار داخلى لكن بعض الاخوة فى الحركة الشعبية نشروا ذلك وصور على انه تحقيق ولم يكن لديهم الحق فى نشر مثل هذا العمل الداخلى للحزب.. الاستفسار كان حول زيارتى الى واشنطن خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولى وكانت فى فترة التجميد... وانا رديت على الاستفسار وهذه ايضاً ساحتفظ بتفاصيله الى وقت آخر او عند كتابة مذكراتى. * هل تتهم جهات داخل الحركة حاولت تضخيم سؤالك من قبل الحزب لاغراض شخصية؟ - لا اتهم فرداً... لكن هذا يؤكد ان البعض لاينضبط ويتقيد بالمؤسسية... فى كل الاحزاب وحتى داخل المؤتمر الوطنى نفسه تتم استفسارات داخلية لاعضائها لكن من غير المفروض ان تظهر على الصحف... صحيح بالنسبة للجان التحقيق فان الشفافية تتطلب اظهار نتائجها حتى تعرف القواعد مايدور لكن مثل الاستفسارات لايجب ان تظهر على السطح... وانا اعتقد ان الذين اخرجوا الاستفسار معي على السطح ليست لديهم خبرة فى العمل الحزبى والتنظيمى ولا اتهمهم بالمؤامرة... فحتى فى اتحادات الطلاب توجد مثل هذه الاستفسارات ولاتنشر على الصحف الحائطية ناهيك عن تنظيمات سياسية يفترض ان يتقيد اعضاؤها بالمؤسسية وتكون لهم الخبرات التنظيمية والمعرفة بما ينشر وما لاينشر ويكون عملاً تنظيمياً داخلياً... كما ان للحركة الشعبية ناطق رسمى وحيد وهو الامين العام ولم تخرج من مكتب الامين العام اى تصريحات حول ماتم معى من استفسار. * لكن يادكتور ليس بالضرورة ان يخرج للسطح فقط ما يصدر عن الناطق الرسمى لاى حزب ... فلكل القيادات الحق فى الرأى؟ - لكن لابد ان يكون الامر بعيداً عن سوء النية فلابد من حسابات الربح والخسائر لدى تصريح من القيادات ومدى تأثيرها على الوضع الداخلى للحزب... ومن المستفيد... الحضور نهاية اليوم * صباح الاربعاء1/1 رجعت الى عملك وانت المختص بالسياسات الكلية فوجدت اهم سياسة مالية للبلاد قد اجيزت … فهل اطلعت على الموازنة؟ - نعم اطلعت عليها. * مارأيك فيها؟ - ليس لدى رأى… من المستفيد من رأيي… * الشعب السودانى؟ - انا جزء من وزارة المالية وجزء من الحكومة الحالية. * لكنك كوزير تمثل اكبر الشركاء لم تشترك فى اعداد الموازنة لذلك جاء سؤال مارأيك فيها؟ - مفترض الا يكون لدى رأى… فالموازنة يتم اعدادها بواسطة الفنيين منذ فترة طويلة. * اذن هل تعتقد انه من الممكن تنفيذ هذه الموازنة دون حدوث خلل اثناء العام المالى؟ خاصة اذا نظرنا الى ماحدث خلال الربع الاول من عام2007م من شح فى ايراداتها؟ - هذا يتوقف على هياكل الوضع الاقتصادى وبالتالى لانقول نعم بل نقول يتوقف على… فلايمكن ان نؤكد ان الموازنة يمكن ان تسير بنفس الطريقة حتى نهاية العام… فلابد من ان تضع كل الاحتمالات… نحن فى يناير وبالفعل ادارة السياسات بالمالية بدأت تضع فى موجهات موازنة العام 2009م لتبدأ التجهيزات منتصف هذا العام… وبالتالى فان الاعداد والتحضير للعام القادم يتم فى وقت مبكر جداً .… نرجع الى سؤالك الاساسى فان تنفيذ الموازنة يتوقف على عدة عوامل يأتى على رأسها مسألة سلام دارفور فلكى يكون السلام شاملاً لابد من وجود موارد كافية… والفنيون الذين جهزوا الموازنة اعتمدوا على الوضع الحالي ولا اعتقد انهم وضعوا اعتباراً كبيراً لمتطلبات سلام دارفور… وبالتالى لايمكن ان تكون مثلاً اجابتى انه بامكان الموازنة ان تسير فى نصفها الاول دون ضغوط… ثانيا فان التنفيذ يتوقف على علاقتنا مع امريكا فيجب ان نضع فى الاعتبار توقيع الرئيس بوش قبل يومين على مجموعة عقوبات اقتصادية على السودان فهذا سيؤثر على تنفيذ الموازنة … * من اى جانب هذا التأثير؟ - فى ناحية تحريك الموارد القادمة الى السودان من الخارج… لان الموازنة بها جزء يعتمد على موارد خارجية… والمواجهة مع امريكا يمكن ان تؤثر على تسويق البترول السودانى وقد يحدث هذا تأثيراً على موارد البلاد القادمة من عائدات البترول والتأثير سيكون على موارد الجنوب لان معظمها قادمة من البترول. * لكننا نسوق البترول الى الصين؟ - وقد تؤثر امريكا على الصين نفسها… ثم ان الترحيل يتم ببواخر غير صينية… كل ذلك يتم بعلاقات دولية تخضع للتأثيرات السياسية على الشركات الامريكية والان منحت السلطة لكل الولايات فى امريكا بحظر شركاتها من التعامل مع السودان ثم ما حدث الايام الماضية من مقتل الدبلوماسى الامريكى اذا ما صنف تصنيفاً سياسياً فقطعاً سيؤثر على التحويلات الخاصة بالموازنة من المؤسسات الدولية لدعم السودان بالاضافة الى تقوية شبكة الامن القومى من شرطة وغيرها لتحمى السودان من اخطار من هذا النوع وهذا من المؤكد صرف جديد لم يوضع فى حسابات الموازنة… كما انه فى حالة هذا التصنيف سيكون هناك تأثير سلبى على رأس المال الاجنبى الداخل على السودان وعلى الاستثمار... * لكن ايضا قد تتأثر عائدات البترول بشكل كبير رغم الارتفاع الحالى للاسعار؟ - ليس من المتوقع ان تهبط الاسعار الى ما دون80 دولاراً للبرميل حتى نهاية العام الحالى بل الوارد والارتفاع المستمر جراء ما يحدث فى باكستان ونيجيريا وهو تأثير ايجابى من ناحية العائد للبلاد. * لكن اعتقد ان هناك العديد من التوقعات الايجابية بالنسبة لتنفيذ الموازنة منها الآلية التى اتفق عليها الشريكان لتنفيذ سلام نيفاشا يؤكد روحاً ايجابية لاستمرار الشراكة بين الحزبين وهذا يتيح دخول موارد جديدة للبلاد سواء عن طريق المانحين او القطاع الخاص والاستثمار مما يجعل الموازنة تسير بما هو مخطط له. * من المعطيات الحالية هل تتوقع حدوث انعطافات ايجابية باتجاه دارفور تمكن من استقطاب موارد خارجية خلال هذا العام؟ - نتوقع دخول موارد جديدة اذا نفذت قرارات اللجنة السداسية بنفس الروح وكذلك بالنسبة للروح التى سادت مؤسسة الرئاسة وقد يؤدى الى تأثير ايجابى. تمويل الانتخابات * تردد ان هناك اتجاهاً برز بين الشريكين للتنسيق الحزبى للاستفادة من موارد الحكومة فى تمويل حملاتهما الانتخابية المقبلة اى من موارد البترول الخاصة بالشعب السودانى خاصة وان الحزبين هما اللاعب الاساسى المسيطر بزمام هذه الموارد؟ - لايوجد تكتل ومعلوم ان البلاد بها شفافية وتوجد سلطات رقابية على رأسها الصحافة نفسها ... فاذا تم مثل هذا السلوك فان هذه الاجهزة من شأنها ان تكشفه لكن من موقعى هذا انفى تماما مثل هذه الشائعات. لكن اذا قلت ان المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لديهما مركز قوة بتنفيذ مشاريع تنمية وتنفيذ الموازنة وفق معايير الحكم الراشد فانا اقول لك نعم لخدمة المواطن وليست للانتخابات... بنفس روح المسئولية التى سادت لانهاء الازمة وهذا بالنسبة لى شئ مهم جداً لايمانى ان الحكومة يمكن ان تعمل على تنفيذ برنامج السودان الجديد بان تذهب بالمدن الى القرى وذلك بنقل التنمية وتنفيذ المشروعات التى تجعل الوحدة جاذبة وهنا ستكون فى جدية كاملة حيث تم تكوين آلية بواسطة رئاسة الجمهورية عن طريق انفاذ المشروعات بواسطة حكومات الولايات وهذا سيكون له تاثير واذا فسر ذلك على انه جزء من الحملة الانتخابية فليكن لكن هذا هو ما تم الاتفاق عليه لخدمة الشعب السودانى فى الجنوب اذن الامر ليس استخدام موارد الدولة لتمويل حملات انتخابية وانما لتمويل مشروعات تستهدف المواطن السودانى. _______________________________________________ صحيفة السوداني
|
|
|
|
|
|