مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان )

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد عبد الله (Emad Abdulla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-18-2007, 02:39 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان )


    ( باو ) على الهضبة الشرقية - جبال الأنقسنا .
    شتاء يناير من العام 82 .

    1- البتول
    ____

    الحلكة .. هي كل ما استبنته " وفقاً لحواسي العاملة "
    ثمّة شخيرٍ واهن ، و زفيرٌ كثير .
    طويلاً و عميقا تنفست ، زكمتني رائحة الروث ، و عَفْرَةٍ مُتربةٍ ربما .
    قلتُ فلأستعد بعضي و أثوب ، لَِكم من الزمان لبثتُ ألملمه هذا البعضي مستلقٍ على تراب زريبةٍ للماشية ، و الليلُ الشتويُ متين القَرْس ، ظلمةٌ كالحةٌ و بعض ريحٍ تهب خفيفاً على بقايا علف الماشية ، فتافيت قصبٍ ذهبي و عشبٍ يابس و روثٍ مهروس ، ترفعه الريح عن سطح الأرض قليلاً ، لتلقيه دواماتها الصغيرات ملتفٌ عليّ و أنا ممددٌ بلا حول .
    عدا ذلك .. صمتٌ لا تهسهس فيه اليعاسيب .
    غابة شجيرات الموز تقف حارسةً بيني و الحدود الأمهرية ( في وقفته الديمومة تلك ، شهد الموز مواسم الجبال كلها ، مدونٌ على صفحة وريقاته زاهية الخضرة صور الفاتحين و الغزاة و التابعين .. و أهل المسكنة ) .
    عقربا ساعتي الرومر العتيقة هما الضوء الوحيد تلك الأمسية ، عقربان متوهجان طويلان كصواري ميدان المولد في الليلة الكبيرة . حال الكهرمان ثلاثٌ و ثلاثون حبة في مسبحة أمي , هي الأخرى حالٌ بوهجٍ مباركٍ في أكاحل الليل ، حيث لا ضوء إلاها وحدها .. و تسبيح امي , و بعض مجموعات الثريا اللماعة في قبة السماء شمالاً ) .
    الثانية و سبع عشرة دقيقة بعد منتصف الليل ، فأنا هنا منذ أكثر من ست ساعات !!
    منخراي تخرجان بوخاً سحابياً كلما استنثرت ، أنفي بطرفٍ ( صاقطٍ زي نخرة الكلب ) ، بالكاد تنثني مفاصلي ، و ألمٌ عظيمٌ يضغط على صدغيّ ، يغيب ليعود .

    زووم أول :
    عليم الله هذا نهارٌ بدأ فلْتاناً ( هو ليس من النهار في شيء ، فالغيمات هنا سيدة السماء بجندٍ من الريح ، و كتائب من زمهرير لا ترضَ مستقراً لها إلا العظم ) ، أيقنتُ به منتهٍ بشيء مشاتر ، هذا النهار الأنقسني .
    هو النهار في أوله .. تنحدر إلى السوق الدروب ، معها تهبط صفوفها قبائل الشجر من أصناف غير صويحباتنا تلك التي نعرف : النيم و التمر هندي و دقن الباشا و اللبخ و الجميز و .. و .. ذاك شجرنا نحن ساكني جحور الأسمنت ، مسحوب الخضرة يا شجرنا المدجّن بالتعريف . هذا الذي هنا شجرٌ شجرْ ، شجر كامل العنصر ، بجمالٍ وحشيٍ أبْلَج ، و يقوم على أرض أغمق وحشةً و أشد حسناً . الدروب معشبة الحواف في غنج . إن ترقبها من أعلى التلة في ركن البلدة ، لقيتها شرايين ملتوياتٍ برتقالية تميل إلى الحُمرة ، ناعمةٌ تنزلقُ من هوادج سلاسل التلال ، و تصبُ منتهيةً إلى غابة شجر السوق ( تذكرك يا عاصي بشرايين مرسومة على ظاهر يد تلك التي تشتهي ) .
    مررتُ من بين الشجرات أتلكأ هابطاً من أعلى التلة حيث " الميز " ، صفحة وجهي للهواء البارد يلفعه مختلطاً بأصوات غابة السوق في آخر المنحدر . فانحدرتُ بطيئاً هنيئا .
    خرجت من جُبّة الرسّام منذ طمثنا بتولة هذة الجنة .. كنتُ فقط أبِلُ ريق كتلة الإسفنجٍ الجوعى يا ربي للإمتصاص .
    أصحو من قبل تثاؤب الريح الصباحية . أزدرد فتة العدس بالعيش القرقوش بقايا موائد سفرة الإس تي إس ، تخزن طول العام في جوالات حصينة ثم تُشحَن معنا , طلابٌ منتشرون في أصقاع البلد كل عام , نسجل روح الخالق في بهي حسنها ألواناً , و نكنز للناس حالهم المسوَد على ورقٍ أبيض . أبحث بعدها عن تبّةٍ بين الأحراش المحيطة بالميز ، ألوذ بها و أدخن مغازلاً الدنيا في بكورة أمنها : جبالٌ و سموات و شجرٌ حيثما حلّ منك بصر ، فكأنما تستقبل المرئيات من خلف عدسة كلوروفيلية خضراء .
    يخرمج " بركات " بالعود صباحٍ صباح منذ حللنا ، يفعل ذلك في نفس التوقيت ( ذات الشيء مارسته - أتذكر - بزُمبارة القصب في زمان قديم ، خرمجتُ بها لصباحاتٍ كثيرة ، جلدني جارنا على قتلي له كل يوم بنغمات : " إنتي كلك زينه و عايمه كالوزينه " ، فقاطعه أبي حتى وفاته ) .
    في الدرب إلى غابة السوق مررت بالرفاق يرسمون ، بعضهم ترافقه الزميلات ( يتجنبنني كُنّ لأن بي " شي ما ياهو " , أو كما يقلن ) , بطول اليوم يرسم الرفاق و يلونون هذا اللاندسكيب الإلهي , تجدهم فوق و تحت البلدة , عن يمينها و اليسار . تشكشك الغيمات فيتخذون بورداتهم سقوفاً و يهرعون إلى كهوف الشجر مأوى السابلة .
    سهوت لوهلة أرقب " أسامه " بعيداً يضرب في صبر شجرة الباباي القصيرة طامعا .
    بغتةً جاءوا , تماماً قُبيل دخول دائرة الظل للشجرة الكبيرة التي تتوسط المباني الطوبية .
    جاءوا , صفٌ من الرجال شديدي السواد ، قصارٌ و صامتون و رماحٍ طويلات على أكتافهم تتجه أماماً ، خِرَقٌ من قماشٍ على رؤوسهم و على إجسادهم الصغيرة خرقٌ أخرى فوقها خرقْ ، أكياسٌ من قماشٍ ملون مدلاة إلى أجنابهم و يستطلعون المكان بحذر ، إتجهوا إلى الدكاكين فتبعهم فضولي .
    طلبت علبة برنجي من الرجل صاحب الدكان الطبلية . دكانٌ عجيب ، لا رفوف هنا و لا يحزنون ولا حتى بضاعة . عن قربٍ تأملتهم , كانوا مشلخين ثلاث شلوخ على صفحتي الوجه و .. صامتون .
    مصطفون دفعوا للرجل بصُرصرٍ مختلفة الأحجام من قماشٍ متسخ و هم يتطلعون إليّ بريبة , خرجت و انتظرت طويلاً , خرجوا هم في صفهم ذاته بذات الصمت , و ركبوا الدرب الغربي الواسع حتى غلفتهم غياهب الشجر و غابوا .
    كانوا من رجال الـ ( وطاويط ) , وعول الجبال الشرقية .
    قال الرجل صاحب الدكانة أنهم يأتون إليه بتراب الذهب , يستبدلونه سكراً و شاياً و بهارات و طحين , و أنهم يستخرجون الذهب بغربلة مياه الخيران و غيرها من جداول الجنة التي تندلقُ من الهضبة الأمهرية . فإلى أين يذهبون ؟ قال خلف الجبال , فتبعتهم .
    مشيت طويلاُ , في رأسي خضرة العشب و حولي , الدرب يتلوى ماهراً كلما صادف عقبة , و العقبات مياه تخرّ و صخور مُلسٍ و جذوع عملاقة , و الرجال من قبيلة الوطاويط بلا أثر لهم , لا صوت لآدميّ هنا و لا نأمة ( أغانيٍ قديمات إلى رأسي تتحين حُسن السكون , فتغشاني ) مشيتُُ مشيتُ حتى انفرج الدرب إلى سهلٍ طويل العشب متموّجه , تحوطه الصخور و الشجر .
    الحق , أخافني هول الجمال و .. الوحشة , وقفت مشعلاً " البرنجية " كآخر قلاعي المؤنسة , حين تناهت إليّ عبر الهواء المبتل مطالع مزامير الواظا .

                  

05-18-2007, 03:34 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    محزن ان بلادنا التى هجرتنا قبل ان نهجرها لاتحترم مبدعيها ومبدعاتها
    فى بلاد الافرنج انبياء هم المبدعون ورسل محبة
    بحترمونهم/ يمنحونهم فضاءات غير محدودة من السند والدعم
    تفريغ كامل فقط عليك ان تكتب وتكتب وتكتب حتى تئن{ مصارين} الكتابة
    يسمون الشوارع باسمائهم
    يوزعون الجوائز ايضا باسمائهم
    وقفت مرة فى عام 2003 لاستلم جائزة لويبد اشتيرن الأدبية
    أبنوس قلبى غنى لاولئك الشعراء المجانين والكاتبات البديعات النبض
    خلتنى فى هناك يوزعون جوائزا باسم مبدع/ة من بلاد ظلمتنا كثيرا
    {عمنا} ليوبلد إشتيرن كان ايضا نقابيا وصاحب رسالة عظيمة
    انه يمشى بيننا الآن
    ونار السؤال تشتعل ......
    لو كنت من اولى الامر ياعماد لقمت بتفريغك
    فقط عليك ان تعد عدتك ....
    بحر لتنقش فيه هذا الابداع
    لان البحار تتصاهر مع بعضها
    وستروى سيرتك البلاد البعيدة.....
    ولكن قدرنا انا من تلك البلاد الظالم أهلها

    ومع ذلك ينبغى التعامل مع معطيات قلقك الابداعى بشىء من الجدية

    وسلام ياسيد الكتابة....
                  

05-18-2007, 04:21 PM

عصام عبد الحفيظ
<aعصام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 4159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Ishraga Mustafa)

    Quote: خرجت من جُبّة الرسّام منذ طمثنا بتولة هذة الجنة .. كنتُ فقط أبِلُ ريق كتلة الإسفنجٍ الجوعى يا ربي للإمتصاص .
    أصحو من قبل تثاؤب الريح الصباحية . أزدرد فتة العدس بالعيش القرقوش بقايا موائد سفرة الإس تي إس ، تخزن طول العام في جوالات حصينة ثم تُشحَن معنا , طلابٌ منتشرون في أصقاع البلد كل عام , نسجل روح الخالق في بهي حسنها ألواناً , و نكنز للناس حالهم المسوَد على ورقٍ أبيض . أبحث بعدها عن تبّةٍ بين الأحراش المحيطة بالميز ، ألوذ بها و أدخن مغازلاً الدنيا في بكورة أمنها : جبالٌ و سموات و شجرٌ حيثما حلّ منك بصر ، فكأنما تستقبل المرئيات من خلف عدسة كلوروفيلية خضراء .



    حقا ياعماد ملك الكتابة
    وجياب الزمن داك
    فى اوانى الفخار الرطبة
    يملاؤها ( البقو ) مريسة الدخن
    تدندن بنا
    وتبتل رسومات الوان المويه
    ويزدهر المكان
    وتعلو اغان الشجن

    ونكون نحن يانا نحن



    وكم قالت الشايقيات
    الاتنين بعد شبع مريسى ( شربوت )

    انتى يا دى نحن منن




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتتت
    والبوست الجميل جاب زولة جميلة بفتش ليها
    لها تحياتى وودى اشراقة سلامات
                  

05-19-2007, 07:28 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: عصام عبد الحفيظ)



    عصام يا صاحبي ..

    ( أين من عينيّ هاتيك الـ ......) ..
    البغو يا عصام و التحليق فوق سموات سبع بلا عودة ..
    و الغناء و الشجن و النقة النقة و مرات مرات البكاء بحرقة للاشيء .
    مافي بكا هسع ولا غُنا و لا أبو النوم ..
    في سردبة و دبرسة و تلاشة .

    يا صاحب الدعوات الكبيرة ..
    هسع يا ده , نحنا منو ؟؟؟

    تسلم يا حبيب ..
    و يسلم زمن جابك يا عصام ..
    و يبقى حبي لك الذي تعرف .

    تحياتي للصبيان و أمهم .

                  

05-18-2007, 09:53 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Ishraga Mustafa)


    بلادٌ كل أمرها محزن يا إشراقة ..
    من ساسها لراسها متندلة حسرات و حزن .

    مساء الخير إشراقة ..
    و لا راد لقضاءك إن شئتني مبدعاً ..
    لكنني أعود و أحمد الله أن لم تكن إرادته كذلك , و أن لم أُحشر في زمرة هؤلاء المساكين .
    حتى يجنبني سوء الحال و الإهمال و العوز و الجحود .
    هذا بلدٌ مصيوب في بصيرته ..
    البلد الذي يموت فيه المبدعون كما العير ..
    البلد الذي أعزوه فكافأهم بعلقم السؤال و ذل الحوجة و النسيان .
    بلدٌ كهذا هو أعور البصيرة ( و الشافي الله ) .

    شكرا يا إشراقة ..
    كلماتك الكبيرات في حق محاولاتي الكسيحات تتوجني ..
    أشهد أني سعيد بشهادة من في مثل قامتك ..
    أريتني أكون بستحقها .


    مودتي و احترامي .

                  

05-19-2007, 06:02 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32523

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    Quote: طلبت علبة برنجي من الرجل صاحب الدكان الطبلية . دكانٌ عجيب ، لا رفوف هنا و لا يحزنون ولا حتى بضاعة . عن قربٍ تأملتهم , كانوا مشلخين ثلاث شلوخ على صفحتي الوجه و .. صامتون

    الله ياعمدة الله...
    اذن انه الستالايت الاسطوري عماد عبدالله يجوب ارض الانقسنا
    حاملا ريشه كما الذهب ووجدان نشيده بوحه عذب ..
    ريشة
    ووجدان
    وارض سطحها يتكور هنا وهنالك و(عالي واطي) يجنن الناظرين..
    وقوم هم الطيبة والابداع تجلت من القطاطي التي صنعت من (الجريرة) وبوص الخلاء
    صدي (الككر) وعمق سنار القديمة ومزامير (ربابة اسماعيل صاحب الربابة)
    وبعض من ضياء عمارة دنقس...كل ذلك تتوشحه الوازاء ورقصات علي ايقاع كورال
    حميم يتقارب ثم يتباعد الراقصين....
    اااااااه ياعماد..
    الاشجار
    النيل الازرق ومنظره الرهيب وانت تضعه امام عينك من مسافة مليئة بامراءة حاملة في
    راسها جرة من الماءورجل يهش بعصا جميلة قطيع من الاغنام واطفال يبنون بيوت يحلمون بها...
    وهنا اسعد ان يكون عماد عبدالله قد وضع ريشته ووجدان من نبع هذا الجمال..
    وساكنين لوج ياعمدة..

    (عدل بواسطة عبدالكريم الامين احمد on 05-19-2007, 06:16 AM)

                  

05-19-2007, 06:06 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    Quote: عليم الله هذا نهارٌ بدأ فلْتاناً ( هو ليس من النهار في شيء ، فالغيمات هنا سيدة السماء بجندٍ من الريح ، و كتائب من زمهرير لا ترضَ مستقراً لها إلا العظم ) ، أيقنتُ به منتهٍ بشيء مشاتر ، هذا النهار الأنقسني .



    Quote: خرجت من جُبّة الرسّام منذ طمثنا بتولة هذة الجنة .. كنتُ فقط أبِلُ ريق كتلة الإسفنجٍ الجوعى يا ربي للإمتصاص .


    كلام يثير شهوة القراءة و التمعن ...

    سلام عماد
                  

05-19-2007, 07:48 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: ابو جهينة)



    السلام يا صاحبي الجميل ..
    أبا جهينة يا صاحب الكلمات ..

    لو تعلم كم تزيدني كلماتك طولاً ..
    و لو تعلمني أتقازم امام كرم عطاياك ..

    ممتنٌ لك يا جلال ..
    يا شيخنا في جلال الحكي و بهاء اللغة و القص البديع .

    مودتي و محبة و احترام .

                  

05-19-2007, 07:42 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: عبدالكريم الامين احمد)



    شيخنا في النضمي السمين ..
    كيكي الحكيم .

    و الله يا كريم تلك بقاع لا يشبهها شيء ..
    السودان ده بلد عجيب يا كريم , أشنا منو مافي و لا في جمال غيره .
    ( عالي واطي ) يشهد الله .
    شيطانك يا كريم .. إتذكرت صاحبنا في جيش العقيد حسن حسين , قبضوه مرتزق بسلاح عجيب , القاضي قال ليهو : السلاح ده رشاش يا خينا ؟ ..
    قال : آآآي .
    قال ليهو : آلي .
    رد صاحبنا : و اللاهي آلي تاكل واتي تاكل .

    ديك بلد بتتفات يا كريم بجنس السماحة المالياها ديك كان ما نحنا ناس طربنش ساكت و جاحدين ؟
    الله غالب .
    يديك العافية يا كرم ..

    مودة بحر يا زول يا سمح .

                  

05-19-2007, 08:58 AM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    Quote: بعضهم ترافقه الزميلات ( يتجنبنني كُنّ لأن بي " شي ما ياهو " , أو كما يقلن ) ,


    راكبك شيطان الكتابة ياعمدة..
    ظني الاكيد الجماعة ديل كانو بخافو انو الجن الراكبك ده ينزل منك ويركب فيهم..
    والدنيا انقسنا والناس انصاف عراة..
    يعني منظر الركوب حيكون عادي ..



    Quote: قال الرجل صاحب الدكانة أنهم يأتون إليه بتراب الذهب , يستبدلونه سكراً و شاياً و بهارات و طحين , و أنهم يستخرجون الذهب بغربلة مياه الخيران و غيرها من جداول الجنة التي تندلقُ من الهضبة الأمهرية . فإلى أين يذهبون ؟ قال خلف الجبال , فتبعتهم .
    مشيت طويلاُ , في رأسي خضرة العشب و حولي , الدرب يتلوى ماهراً كلما صادف عقبة , و العقبات مياه تخرّ و صخور مُلسٍ و جذوع عملاقة , و الرجال من قبيلة الوطاويط بلا أثر لهم , لا صوت لآدميّ هنا و لا نأمة ( أغانيٍ قديمات إلى رأسي تتحين حُسن السكون , فتغشاني ) مشيتُُ مشيتُ حتى انفرج الدرب إلى سهلٍ طويل العشب متموّجه , تحوطه الصخور و الشجر .
    الحق , أخافني هول الجمال و .. الوحشة , وقفت مشعلاً " البرنجية " كآخر قلاعي المؤنسة , حين تناهت إليّ عبر الهواء المبتل مطالع مزامير الواظا


    تخلينا في نص شوق القراية يا سمح الكلام وتروح؟؟
                  

05-19-2007, 08:09 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: DKEEN)



    دكين أبو النسب .. ( أقولها على مضض )
    Quote: والدنيا انقسنا والناس انصاف عراة..
    عجبتني الدنيا أنقسنا ..
    الناس هناك يا عزيز بي صمّة خشمهم , اللولوة حقتنا بتاعت المدينة دي بنعرفها برانا ..
    مرة في جبال النوبة حتة إسمها ( كاو نارو ) , منطقة يعيش فيها الناس الزمن داك أشباه عراة بأجساد فارعة ملونة و ساحرة , متعادلين مع روحهم و الدنيا حولهم رغم الضنك .
    المهم .. كنا قاعدين في أمانة الله تحت شجرات و معانا برضو أخواتنا " الزميلات " بنات الدفعة .
    يجوك يا عزيز كمية من الحمير .. مطاردة عدوك .
    الجارية قدام يا صاحبي حمارةٌ غلبانةٌ غلب الدنيا ..
    الباقين برطعة و فنجيط و رفيس و كترابة رابطة و الشلاليف مقلبة و مزبدين و حالتهم يا كافي البلا تحنن , و ين ما تلف المسكينة ديك تلقاهم في خطراتها .
    غايتو البنات كابسن اللوري إنحشرن فيهو و تيابهن فوق وشوشن .......

    أنقر نحنا زاتنا ما إتضايرنا !!!

    يا صاحبي ..
    محبة تبراك شقيش روحت ..
    شاكر وجودك , بيعني لي كتير يا وغد .

    مودتي .

                  

05-19-2007, 09:19 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    Quote: عليم الله هذا نهارٌ بدأ فلْتاناً







    عليم الكتابة ياعماد

    كتابة تشق الضهر

    ياخ أنا متابع

    ...

    خضر
                  

05-19-2007, 08:12 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: خضر حسين خليل)



    خضررررررررر ..








    ياخي فرحان بيك لوجه الله تعالى ..
    يا منعول .

                  

05-19-2007, 09:31 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

                  

05-19-2007, 11:44 AM

Bannaga ELias
<aBannaga ELias
تاريخ التسجيل: 01-24-2006
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Adil Osman)

    في حضرة جنابك ياعماد استمتع بالصمت الصاخب وأنا أتابع حروفك وصورك تتقافز أمامي على الشاشة فأوقن أن للمهاجر وطن يتفجر في الذاكرة، وأتمنى أن لا تتوقف عن السرد ابدأ. لك المدى يا عماد ورجع الصدى وجزيل الأمنيات.
                  

05-19-2007, 08:22 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Bannaga ELias)



    الجميل بانقا ..
    ما بقي غير السرد يا صاحب ..
    و هو برضو في مجابدة و تلتلة ..
    ربك يسهل .



    خالص ودي و احترامي .
    و كثيرا أشكرك على حلو كلماتك يا سيدي ..

                  

05-19-2007, 08:24 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Bannaga ELias)

    أهو إنت كده يا عماد !
    تمرق من وسطنا زى المجنون
    وتسافر لى زمن تانى ! ثم تأتى بالبشرى !
    بتجى راجع من المستقبل يا عمده وتحكى فى جنس حكا!
    ديل نحنا يا عمده , دى قصصنا وماضينا السحيق !

    تعرف ياعماد , طيلة التلاتين سنه الماضيه مافى عباره خوفتنى
    زى عبارة طلال عفيفى دى : من بوست أيام القيامه السبعه ,
    لإشراقه مصطفى :
    Quote: غايتو بلد !!
    العندو فيها حبيب يمسك قوي ، والعندو أهل يمسك قوي ،
    والعندو شوية ذكريات وحنين يمسك قوي ..
    البلد دي مفارقانا يا ناس ..

    أحكى ياشيخ الكتابه وقول ياعماد ,
    البلد دى مفارقانا !
                  

05-20-2007, 10:59 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: مامون أحمد إبراهيم)



    مامون يا صاحبي ..
    Quote: غايتو بلد !!
    العندو فيها حبيب يمسك قوي ، والعندو أهل يمسك قوي ،
    والعندو شوية ذكريات وحنين يمسك قوي ..
    البلد دي مفارقانا يا ناس ..
    هذا الطلال وليٌ , فيه من الكون سره ..
    فتبصروا يا أولى الألباب .


    سألوكُ أنا ذاكرتي و ألوذُ بها من حر الفراق .

    محبتي يا مامون و شكري الكبير .

                  

05-19-2007, 08:18 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Adil Osman)



    صاحبي اللندني ذو الغبشة ..

    يسعد مساك يا عادل ياخ ..
    أظنني نمت في الظل خلف صاحبنا هذا ..
    أظنه ( هامِد أب دِنقَه ) ..

    أظنني أحبك .





    شكراً عادل ..
    عميق احترامي .

                  

05-19-2007, 08:44 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)


    زووم ثاني :
    ــــ
    لبثت بلا حراك كالوشق الصيّاد لا أدري لكم , إلا من رأسٍ حذر و التفاتٍ يتطلبه توقع طامة لا تعرف من أين آتيتك , و أذن أرخت سمعاً للمزامير .
    على الحال ظللتُ حتى استبنت جهة للواظا فتيممتها خائضا فوق موج العشب حتى فوق وسطي . كلما تقاصر العشب تعالى المزمار .
    مشيت دهراً ظننتني حتى نبحتني الكلاب قادمة ناحية الحقل العشبي المنتهِ أماما .
    القطاطي متكئات فوق أرض حمراء عارية من العشب إلا حول صرايف القطاطي و حيطانها مزيج الطين اللبِن و القش و أفرع الشجر , تقوم بينها و عليها و عندها شجرات لا تعرف لها فكاكاً من البيوت المخروطية , فكأن هذه من تلك , أناسٌ و عشبٌ و شجر . البهائم من ماعزٍ و شياه و بقر , طيور داجنات و كلاب و كتل صخر عظيم ملساء لامعة ينفثيء من جوفها النبت , أوانٍ بلاستيكية عتيقاتٍ بألوان هاربة مبعثراتٍ فوق القطاطي و تحت الأشجار , آنية معدنية و أخرى من القرع .. و أبخرة و دخان . أكوام أخشاب و محاصيل مفروشة على الأرض و نعامتين و بقية هيكل دراجة نارية .
    حلقات نسوةٍ في ثيابٍ ملونات تقف ألوانها فاقعة في حدةٍ مع متواليات اللون البني بدرجاته و خلفية الأفق الأخضر , بعضهن من الكهلات عاريات الصدر إلا من سكسك العقود المعدنية و العظمية تتدلى على الرقاب و معها تتدلى أثداءهن المفلطحة كالجيوب الفارغة المقلوبات , تخالطهن عراريق الرجال و بعض عمائم و عصيٍ و ألوانٌ ألوان . قسمٌ من الرجال دائرة يتوسطها حملة الزمامير الواظا بأطوال مختلفات من القرع محاكٌ بحبال بعضه فوق بعض , باهت اللون فيها و أخرى ذهبية لامعة , يحمأ الوطيس و الأصوات بلا عدّ تتداخل يكثفها الهواء المبتل فتحوطك فعل الـ ( Home Theatre) .
    الحياة قائمة .
    تحلقني الصبية فوقهم أسمال و عُري , و عليهم ضحكات و شيطنة , لقيتني مدفوعا أماما ناحية الزمامير .
    لاوزتُ حين خفّت صوتها المزامير واحدة تلو الأخرى و الأعين تنصب عليّ , تناولت يد أحد الصبية و اندفعت أرقص .
    هذا البلد عجيب , نسيني الناسُ غريباً حين انحشرت راقصاً وسطهم , لغة الكون القديمة " الرقص " تآخي بيننا ( و يحن الدم ) . عادت الطمأنينة لهم إذ أمنوني كائناً راقصا , و الزمامير و الأصوات عادت لمستقر لها تزحم السهل العشبي أحلى و أعلى .
    رقصتُ حتى انفقه قلبي منتقلاً من عازف لآخر أتلاطم بين موجات الأكتف و الأذرع و الأكف الصافقات , العرق الخرزي ينشع من مسامي المدهنة بفعل سمسم ( الكونجو مورو ) البِكر الراشد الذي استقر عليه منامي ليلة البارحة , و تعلونا غبرة حمراء خفيفة .
    " هامد أب دِنقو " علمني الخطو الراقص و بقي ملازمني .
    لم أعرف له كنهاً ما في الطبق البلاستيكي الكبير الذي وضع أمامي , تذوقته فبقيت على جهلي بماهيته فتعللت بالشبع , أتوا إلىّ بعبار طافح بالمريسة .
    سكنت الواظا و تباعدت الأصوات و حملت النسوة الدلاء أبو جوزين بعارضة خشبة على أكتافهن , انسربن إلى موج العشب و غبن .
    عاد السهل لصمته إلا من عواءات الكلاب و ثغوات شياهٍ , حفيف دائم لشجر الدنيا و نداءات و قرقرات طفولية و نغم طنبور بعيد مشروخ .
    سامقة في استقامة كانت الشجرة , بين قطيتين استطالت فهيأوا تحتها عناقريب واطئة مجلدة بشرائط عريضة من جلد و قدودها واسعات , بُسُطٍ مهترئة من حصير دائب مفروشات و تكايات من الطين اللبن و حجارة فوق الحصيرات أوتاداً لها من هبات الريح .
    اقتعدنا هامد أب دنقو و رجال ثلاث و انا , أوراقها صغيرة شجرتنا كسنان رماح الرجال الوطاويط و لحاؤها ضاربُ للبياض , شربت العبار وراهو العبار , مريسة من الذرة المُحترِب , غير مصفاةٍ , طافحٌ فوق سطحها بعض قشر الحبوب الأسود و الشرا يزاحم الفقاقيع المتخمرات , هامد أب دنقو لا يتوقف سيل ضحكاته و ثرثرته و تدخين البرنجي , يمجّ واحدة إثر أخرى بنهم المستجد حتى أتى على كامل بقية العلبة , يحدثني عربية عجِمَة و يرطن حين يغلبه الكلام . سألني عن الأسورة التي حول معصمي , قلت أنها من شعرٍ لذيل فيلٍ عظيم و أمعنت في الخيال الشاطح , صدقني و ألحّ ان أعطيه تلك التميمة , ففعلت .
    غنيت و غنوا , أغفو بين الفواصل لأصحو فأخش في الغناء , يضحكون من نشاز الزول الغريب و تعجبهم ربما محاولاته ذات العرج ليكون منهم .
    رأسي ثقيلة و المرئيات أشباح تتحرك في بطء و لزوجة , : تنوم شوية ؟ أخير نوديك أهلك يا زول ؟ قال حامد فوافقته .. فودّّاني .
    نغمغم بدندنة ما عندها طايووق هو و انا عابرين مروج العشب الذهبي , كان الوقت عصراً و الغيمات لا تني شكشكةً بخارية و سلطان مزاجي عجب .
    عند بداية دغل الخضرة و انتهاء سجادة العشب الذهبي أبصرت بهما .
    أنثيان من الجن الأحمر , فكأنما خرجتا من تهاويم اشتهاءاتي , بسطلين كبيرين من البلاستيك على رأسيهما الممشوط , تسنداهما بذراعين يا فاكهةً فاكهةْ , جانب قمر الصدر يجاهد سجن القماش المهتريْ فيهلّ منه هلال بضٌ مكتنز , الكتيف الهادل و خصرٍ كالزمام حرونٍ يأبى إلا أن يزلق عنه القرقاب , بطن أسطح يمتليء بالكاد خفيفا تحت وهدة السرة في سمرة كحقل حنطةٍ تقطع الحشا و ....
    و اقفتان في مدخل الدرب تتحادثان , نظرتا ناحيتنا متضاحكتين و عادتا لحديث العصافير ذاك .. و أنا عادتني شهوة الكهرمان الدرويش .
    قلت لهامد بأن يرجع , وأنني كويس و عارف السكة , و بصل براي .
    دفعت إليه بنظارتي الشمسية كروةً ليمضي عني و.. حالتي حال الحريق .

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 05-20-2007, 10:51 AM)

                  

05-21-2007, 03:28 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    الواظا..
    هل هناك اى تسجيلات يا عماد؟؟ ان وفقت..ابعث لى ( بتيب)
    لا نزال نرهف السمع..
                  

05-22-2007, 10:12 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Tagelsir Elmelik)


    فلاش باك :
    ـــــ

    صيادتيَ غمزتاني ، فامتشقني ما امتشق , و أفلتت شفتاي صوتاً كما الحمحمة - أردته تحيةً فأبت حنجرتي إلا الصهيل - .
    إقتربت حذراً كالقط منهما ، أولاهما طويلة ( مثلما ينهض سيفُ ) بفمٍ ذو لمى ، دُعّجٌ عيناها واسعتان .. سوداً ، سمرتها يا لونٌ الُبن الحبشيُ خفيف القلي .. ضاجة الضحكات في خفر .
    الأخرى – و آآخٍ من الأخرى – ربِعةٌ تريانةُ القدّ ، فيها ميعٌ و غنج ، خفيفةٌ .. تتقافزُ كما الدغور ، ضامرةٌ أعالي جذعها ، واسعةٌ أدانيه . نون أنفها لماعٌ ناعمٌ في تمدده فوق شفاهٍ كاملة الإمتلاء تناديك للشهادة يزينه زمامٌ ما عرفته أم قشة ، يفر من بين الشفتين المرفعينين السنا العبّادي حين تلحقك السمحين ببسّامها الضو ، بضةٌ لدنة ( جسدٌ بحر , لاطَم أمواج من غير لُجّة .. يا ود الرضي ) و الخرزاتُ آمناتٍ ، عقدٌ مدلى ، ترفعه شبرية الجبلين لتخفضه وهدة النعيم بينهما فيهجد حامداً و يرضى . خصيرةٌ , أعجازها ناتئات فكأنما يزمعن الفكاك ، عيناك تتقافزان من منحنىً أهيف لآخر كافر ( يا عين بتخافي مالك ) .. و مصائب أخرى قاتلاتٍ ، قاتلني الله .
    أيقنت بحتفيَ الذي ملاقيه ، فأعددت الزاد و توكلت .
    ما أفلحتُ أهضرب بكلام الدنيا في جرهما للنطق ، حرنتا تتضاحكان تمنُّع الراغب . من وسط العشب قفز صبيٌ و جاءني يبرطم بما لم أفقه ، دون العاشرة كان ، عارٍ إلا من سروالٍ خرقةٍ يلملمه عليه بعد أن تبول وسط موج العشبة ، و مُطرقاً قصيراً في يده .
    مضي يقودهما بعد أن تحرش بي و هرشني ، ضحكتُ جازاً و تبعتهما على مقربة . الصبي الملعون لا يفتأ يلتفت إليّ ملوحاً في غضب . سرنا ما سرناه و العتمة تتكاثف مؤذنة باقتراب المساء ، السماء خلفي غيماتها محمرةٌ كحناء جديدة ، ضاربة للسواد من أمامي يتخللها برقٌ بعيد و رعود كاتمات الصوت ترزم .
    للحظات غشيتني خشية و أنا أمخر مجاهيل الجبل في إثر صائدتيَ ، إذ ما عرفت كيف سأجد طريقاً للعودة و النذر على الأرض و في السماء تعِدُ بالعصف . قليلاً بعدُ و لقيتني داخلٌ أتبعهما إلى سهل آخر لم أتبين منه إلا البيوت القطاطي و أضواءٍ شاحبات و أصوات خفيضة بعيدة . و قفت أنوي العودة إذ تملكني إحساس الخيبة و المهرتان أمامي تدلفان إلى طوق البيوت ، مخلاتي فارغة و الجوع يأكلني و خمائر الذرة تعوي في أمعائي ( أرقد يا عيش ) .
    أفرغت مثانتي و كررت على عقبيَ .
    : هووووي . جاءني الصوت قيثارةٌ من خلفي فالتفتُ ، رأيت التي صادني خمجها .
    الله يا خالقي ، وقفت بيني وبينها رائحة جسدها و العويل في دمي .
    : بتمشي ؟ .. قالت .
    : أمشي وين ؟
    : أهلك .. بتمشي ؟
    : ما ماشي ولا حاجة ، قاعد حارسك .
    : بأدين بجي ، أقؤد في مُراه ، بأدين بجي .. سمِه ؟؟ .. تآل بي هني .
    فجئتُ ، تبعتها و الظلمة تتنزل على السهل و أنا أشتعل مضيئا ، خوف أن أطش أمسكت بيدها ، يا حرّ ما لمست .
    إليّ سرى منها البرقُ و الخجّةُ الخجّةْ ، و سرى إليّ الرحمن ناره و جنته ، و أسريتُ من طور عالق البخار إلي حيث الإحتقان بالهطول .
    زريبة خلف صريفٍ من عوسجٍ و أغصان يابسة و بوص مغزول بالحبال ، دخلت إثرها ، كان مُراحاً كبيرا ، لقيت الصيادة الأخرى ملتفعة بالعتمة خلف الشجيرة عند مدخل المراح ، حاملةٌ ماعوناً من قرع ، تضاحكت هامسة لصويحبتي بما لم أفقه و تلتصق بها . إندفعت هامساً : في شنو ؟
    ضحكت الصيادة الطويلة خجلىَ ، و دفعتني من كتفي بعيدا ، و انسربت إلى تحت الغنيمات هي تناديها للحلب بنغمٍ غريب حلو .
    بقيت و صيادتي وحدنا ، جنّتك يا إلهي ، آدمٌ أنا و هي تفاحتي المشتهاة .
    مقترباً كزاحفٍ أحفوري ( حميهُ غليُ مِرْجَلٍِ ) دنوتها و زبد بحريَ طامحٌ .
    قالت وهي تضع سبابتها علي كنز شفاهها عوّاءةُ الجوع :
    أُسسسسسس ، بأدين بجي .
    شددتها إليّ من خاتم خصرها بكلتا ذراعيّ الضارعتان ، فماعتْ و انملصت و هي تدفعني ضحّاكة ، يا إله النار يا ربي ، كهرماني وهّاجٌ ، و دخانُ حريقي بالغٌ باب السماء .
    ذهبتْ ، بقيت على عُتهٍ أشارك الأغنام مرقدها و ألوك الإنتظار .
    المريسة لم تزل تهري مصاريني بالجوع و رأسي بالطنين ، و السماء تضيء بعيداً بين إرعادةٍ و أخرى .
    الغنيمات يتجشأن ما يلكنه إجترارا ، و أنا أجتر رائحة صيادتي في شهوة الكهرمان المشتعل .

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 05-24-2007, 03:09 AM)

                  

05-23-2007, 09:53 PM

Salah Abdulla

تاريخ التسجيل: 03-15-2006
مجموع المشاركات: 3169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    هل انكسر مزمارك ؟؟
    أيها العازف فينا ألحان الزمن (الزين) ..
    أم أن كهرمانك قد فقد بريقه ، وانخفت ضوءه..
    أكتب ، فما زالت شهوة المتابعة (عندنا) في ذروتها ..
    لم تنتهي الحكاية ..

    في الانتظار ..
                  

05-27-2007, 06:45 PM

ibrahim kojan
<aibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Salah Abdulla)

    هذه ليست مداخله......
    الوصف يا صاحبي الوصف .................
    كتب العزيز ماركيز..
    كان اورليانو ياكل في عشائه خنزيرا وفي فطوره خنزيرا و بين الخنزيرين كانت هنالك حمامات ودجاجات وبطتات مشويات تاخذ طريقها الي بطنه في غير رجعه. كان اورليانو اذا تجشأتذبل الازهار في الحدائق !!!!!!!!!
    كنت كلما تجشأت بعد ماروثان (بغو) اتخيل الازهار المسكينه ذابله او (مهضلمه) في شوارع الفاشر... فأغطي فمي بيدي او بمنديل!!
    قرأت هذا النص فاحسست برائحة الطين ونقيق الضفادع يطن في اذني وموسيقي الواظا تضج في خلآيا جسدي فارتعش كل المحموم و اتصاعد في نيرفانه تشبه الهذيان فاجد نفسي اتجول في شوارع امدرمان ليلا .... في شوارع الفاشر ... وعندما اود ان اكثف احساسي هذا بالتجول في مدينة الضباب هذه............. اجد نفسي لأ استطيع ويتملكني شعور بارد فالعن هذا الزمن المخصي
    وتتكور احشائي في فمي .......... فابدأ في الهطول.............
    كم اشتاقك ايها المافون!
    كوجان
                  

05-27-2007, 08:46 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزامير الواظا .. ( شهوة الكهرمان ) (Re: Emad Abdulla)

    Quote: ياخي فرحان بيك لوجه الله تعالى ..
    يا منعول


    انا ياعماد فرحان بوجود خضر في بوستك اللعين ده
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de