ياااااة... يا عومدة مايزال اللّحن متفلتاً.. عصيّاً.. حين أصفره.. فكرت.. وانا أقفز بخفة فوق الأوتار المشدودة.. بينما عيناي تتبعان عربة الشحن (التي يدفعها صعلوك المحطة) وهي تتهادى وتنزلق ببطء على قضبان الحديد اللامعة.. مياه التبريد (في مصنع الثلج القريب) ترسل خريرها المبحوح يخربش هدأة الليل, يمنحة بعداً خرافياً.. انتفضت معدتي وتوترت بغتة, ثم طفا السائل الصديء الى حلقي بطعمه المحروق.. لعنت في سري كل اللواتي يعبئن نثار الفرح الرخيص في قوارير من بللور.. وهربت.. بذاكرتي إلى زمان غير الزمان.. دار التقدم.. البيرة المثلجة.. وجلسات المثاقفة الأنيقة بزاوية الأتينية.. قاتل الله النميري.. .... .. ما بنسى ليلة كنا تايهين.. في سمر.. بين الزهور.. انا وانت و.. النيل والقمر.. عند حدود تلك النوطة الممتدة.. يتفتت (الصوت) يتناثر كبالونه مثقوبة.. أكوّر شفتيّ وانفخ عبثاً.. دائماً.. دائماً.. يهزمني ذلك اللحن الحميم كليل الخرطوم.. دائماً.. حاولت مرة أخرى ان أدوزن شفتيّ الغليظين و.. أبدأ النوطة من (عتبة) أكثر علواً.. حسناً.. لا فائدة.. أصمت قليلاً وأصغي لاصوات الليل.. و... .. . أووف.. مالي أنا وأسئلة (العنبة) التي لا تفيد في تسكين معدتي الثائرة؟؟ أخطو بثقة فوق (الفلنكات) المتراصة، ثم أنثني مترنحاً عبر الخطوط المتشابكة باتجاه (الحرية).. الحرية..!؟ فتنا بالحرية ذات حياة.. حد أنا شققنا لها شارعا..ً وبنينا لها كبرى.. هه.. هل كان ذلك لحن عصيّ آخر..؟؟ .... .. يزداد الدوار وتثقل رأسي.. أتوقف قليلاً.. أسند ظهري إلي الجدار الحجري.. أمتشق لحناً آخراً..(أقل حميمية وأكثر سلاسة) أرسل بصري غرباً.. ما زالت الـ (S.T.S) تقف شامخة.. مظلمة..؟؟ نعم..! ولكنها هناك قائمة باصرار رغم نوافذها الغريبة العتمة.. وضعت سبابتي على اللهاة ثم.. ضغطت قليلاً.. انبثق خيط رفيع من السوائل اللزجة.. فرغت وقد خفت الطنين وتباعدت حلقات الدوار.. نقلت قدميّ اليمنى بحذر ثم.. اتبعتها باليسرى.. مشيت.. مشيت.. خطوتي تهتز حيناً و.. (حسب حلقات الدوار) تتسع حد الركض، ما يزال ليلك طويلٌ يا خرطوم، ولكني.. أتقدم.. حثيثاً.. .... .. حسناً يا صديقي.. أوافقك.. لا شيء.. يستدعي.. الانحناء
الأول (Emad Abdallah): قال عبارة واحدة ولكنها قد تكون مفتاح الولوج إلى الحكمة أو الخروج من الجنة! صرخة قابلة لأكثر من تأويل.
والثاني (طيفور): أمتعني -كقاريء - بصورة لمدينة لا أتفق معه في حبها أو حب لياليها مذ وفدت إليها يافعا من إحدى قرى جنوب كردفان النائية ، حتى اليوم، ولكني تصالحت معها عبر لوحته القصصية المدهشة!
والثالث (بدر الدين الأمير): ما أروع حجتك وأنت تسبح عكس التيار. هل تعلم أنني انحنيت عند قدمي الراحلة المقيمة أمي أكثر من مرة وأنا في قمة سعادتي؟
أكثروا من هذا الجنون الواعي ‘ عسانا نتعلم منكم أيها الأحباب!
فضيلي جماع
11-15-2005, 12:20 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
عدت يا عماد لتقول نفس الكلام أو تقوم بشرحه..وليتك لم تعد ! عندما قلت "لا شيء.." تدفق جدول الإبداع القصصي هينا لينا من بين أصابع طيفور. كان - وهو يستعيد صورة عدمية للخرطوم في وقت ما- كأنما يوافقك أنه لا شيء يستحق.....!! لكن حروف كلماته انحنت وباركت ميلاد شيء جميل قرأناه. إذن هنالك شيء!!
وعقب عليك أيضا بدرالدين الأمير، مؤكدا أن الإنحناء ليس كله سلبا. من الإنحناء ما يرفع مقام العبودية إلى درجة الصفاء والتقديس!!
أن تعود لتقول لطيفور وبدر الدين وأبو جهينة أن الأمر مجرد خواء و......لا شيء ‘ فإن هذا هو عبث العبث يا صديقي! جرب أن تحول عدمية اللحظة وخواءها فيك إلى دفقة شعور وأنسياب نوراني تبصر الأشياء جميلة من خلاله في أعماق أعماقك!
هنالك أشياء وأشياء تستحق الإنحناء. تحضرني اللحظة أبيات لشاعر المقاومة الفرنسية لويس أراغون ، يقول فيها:
العار للذين لا يتنهدون لمرآى السماء الصافية والعار للذين لا يقع سلاحهم أمام الطفولة!!
11-15-2005, 10:03 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
( أن تعود لتقول لطيفور وبدر الدين وأبو جهينة أن الأمر مجرد خواء و......لا شيء ‘ فإن هذا هو عبث العبث يا صديقي! ) .. تظلمني كثيرا .. وانصفتَ الرائع طيفور ، مرات ومرات و مرات قرأت نصه ذاك ، ومرات كان ينزل بردا .. ومرات كان عني يحدث و عني يجأر بالصراخ . لكن .. أن تسميها عبث العبث - هكذا -!!!! ليتني كنت أعبث .. العابثين كثر ، ما كنت يوما أحدهم - وإن أردت كثيرا أن أفعل .. وأن أمارس كل تصاريف النزق المكبوت .. وليخرج ما يخرج - أشكرك ..
( هنالك أشياء وأشياء تستحق الإنحناء ) ألا ترى نسبية في الأمر .. ؟
( جرب أن تحول عدمية اللحظة وخواءها فيك إلى دفقة شعور وأنسياب نوراني تبصر الأشياء جميلة من خلاله في أعماق أعماقك! ) حسنا .. فعلتُ و أفعل .
ويظل من حقها هزيمتي ( عدمية اللحظة ) .. و .. أهزمها غدا ..
مودتي والإحترام ............
أبو جهينة .. يا جميل سعيد بك يا سيدي .. ودي لك و شكري الكبير على كلماتك الطيبة
11-16-2005, 09:14 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
Quote: . تظلمني كثيرا .. وانصفتَ الرائع طيفور ، مرات ومرات و مرات قرأت نصه ذاك ، ومرات كان ينزل بردا .. ومرات كان عني يحدث و عني يجأر بالصراخ . لكن .. أن تسميها عبث العبث - هكذا -!!!! ليتني كنت أعبث .. العابثين كثر ، ما كنت يوما أحدهم - وإن أردت كثيرا أن أفعل .. وأن أمارس كل تصاريف النزق المكبوت .. وليخرج ما يخرج -
صدقني يا عماد إن ما رأيته في كتابتك من لمعان وبريق صادق جعلني أطمع في أن أسمعك تقول ما هو أبعد من مجرد غثيان كتاب أدب اللامعقول. أريدك أن تفجر لحظة العدم في داخلك وتحولها إلى طاقة تعطي الحياة مثلما تأخذ منها.
واصل وقل لنا ما بداخلك. هل تراني عكرت صفو ليلتك؟ إعلم أنها محبة الأخ لأخيه..ولأني أرى في حروفك شيئا جديدا.
ولك العتبى حتى ترضى!
11-17-2005, 00:08 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
قصر و كثافة الجملة التي كتبت يا عماد منعتني من الكتابة هنا و التعليق بالأمس لاتساع مساحات التأويل، لم ارد ساعتها ان انحرف بكلماتك الى ما لا تقصد،، لكن ها أنا التقيكم حيثما ذهبت، كامل الكلام يعيدني لغثيان سارتر و عدميته و عبثيته كما أشار أستاذنا فضيلي حتي اللاشئ لا يستحق مجهوداً لافترافه،،
كل ما عشناه أو سنعيشه هبة لم نطلبها من أحد و للأسف الشديد لا نستطبع ردها هكذاببساطة،،،
لا شئ يستدعي الانحناء لكن ذلك أيضا لا يستحق عناء الجهد
11-16-2005, 01:43 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
Quote: عبثية سارتر و فوضوية بيكيت .. ألا ترى فينا ملمح منها .. ؟
الله.. الحقيقة.. الشعر.. الحرية.. ... الخ
في زمن.. يا عومدة... فاضت نفوسنا باشياء جيدة ومؤثرة في معرض بحثنا عن اليقين والايمان بالحق والخير والجمال... امتلأنا بالنشوة والفرح وتوهجنا بالشباب والفتوة ومنحنا أنفسنا الحق في اقتراف الهراء.. بل الاعجاب بالسفاسف أحيانا..
وأي ضير في ذلك...؟؟
فنحن في مرحلة ما.. مسكونون بالاكتشاف والتباهي بنعمة التحصيل والمعرفة..
الدادائية..
البوهيمية..
فقه العبث و.. الرافضة..
كانت عتبة في مسار نضوجنا الفكري.. لها بريقها كمفاهيم (وقتها) مغرية ومفعمة باللمعان والضجيج, تواطأنا على الاعتقاد والايمان بها حد الانكفاء على الذات.. ذلك زمن آخر.. والآن..
ألا ترى مجانية مخلة في اللا شيء..؟؟
وأعني من حيث هو منظور يؤصل لفكرة الراحة والركون الى رومانسية مفخخة للذة السكون والبقاء في هذا الوضع المسدود والمغلق عوضا عن السعي الحثيث نحو اكتناه معرفة حقيقية صلبة.
أعرف يا صديقى اوقاتا تهتز فيها الثوابت.. لحظة عابرة.. ذلك جيد.. مشروع وصحي, كمااعلم انك صادق.. في ادراكك وتعبيرك عن ذلك الضعف العابر.. واكفل لك مجانية (بخبث مقصود) التمتع بالتواطؤ مع روح الصوفي الشاعر فيك حتى.. ينجلي اتجاه هذا البوست.. ولا شيء أكثر (يعني ما حتدقسني.. حاضر؟؟ )
والتحية والانحناء لاخوتي على التسلسل اخي بدرالدين الامير واخي الاكبر فضيلي وأخي جلال ابا جهينة اخي محمد الحاج اختى ايمان صالح اخي معتصم الطاهر اختي القلب النابض اختي ملاذ حسين خوجلي واخي حسين ملاسي
ساعود.. بعد ترتيب افكاري بصورة جيدة ففي هذا البوست الكثير الذي يغري بالركض
11-19-2005, 01:40 AM
Mohammed Elhaj
Mohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670
نعم يا صديقي أرى الكثير من العبث و اللاجدوى ألا يؤرقك السؤال ؟ ألا تنبت في أعماقك و تتطاول "أشجارٌ من الأسئلة" ؟ أوليس ما نشارك فيه مسرح عبث بدأ يوما ما و لم يتكبد أحد مشقة انهاء العرض ؟ قل لي بالمنطق ! بالعقل ! بكل مقالات الفلاسفة و المتكلمين و المجانين الى أين نمضي دعني أطرح السؤال في صيغته الوجودية القحة إلى أين تمضي أنت ؟ أنا أستطيع الإجابة على الأقل عن نفسي !! لا شئ !! إلى لا شئ كما قلت لك يا صديقي منحت هبة أن وُجدت لم أقبل المنحة و الهبة و لكنى لم أتكبد مشقة و عناء أن أرفضها،، ابحث عن الاجابة لدى "سقراط" !! لن تجد شيئاًً يقصر من امتداد السؤال ! أعرف نفسك !! هل أفصحت يا صديقي سقراط ؟ "افلاطون" ! سجن السؤال في أعالى مدينته الفاضلة ! فلم يتكبد عناء الإجابة، ربيبهما "ارسطو" أطاح بالسؤال في زخم خشونة منطقه، "اوغسطين"، "توما الاكويني" اضاعاه في زخم اللاهوت و سطوة الدين !! فعاد "ديكارت" لما سبقه اليه جده سقراط، و أرسطو حاول البحث في العمق فتاه و أعدى بالتوهان هيغل أعمه في المطلق فبقي سجين الأرض النسبية نيتشة جُن ليعبث في راحة اثني عشر عاماً سارتر يتخبط ،، و البقية
أنا أعتـذر ،، عن السنابل تمتلى بذرة حنان لو ما انحنت .. عِـزّة هواك بتمنعا ،، و الرياح لو نسّـمت هوج العواصف عاندت فرطت لِجَاما .. يوم شافتِِـك متمنِّـعة كل المناخات فى انتظار والطقس فى بَنبَر هناك بيحتسى فنجان عِشِق ، بى جنزبيلة منعنعة..
وهكذا انحناء ...
11-16-2005, 01:29 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أكتبها وفى البال يوم دعاش أمام قطية مفتوحة على الشارع حوش سوره صريف .. وفى رجل الفولة مع استاذى ( عبسى بريمة ) يسخر حتى يدق رحليه على الرمل الرطب .. ثم يرشف .. ويصمت وهو ينظر الى أفق رملى محمل بسحابات راحلات .. و هز يقرأ .. "أبارك فى الناس أهل الطموح .."
11-17-2005, 02:38 PM
ملاذ حسين خوجلي
ملاذ حسين خوجلي
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 338
عندما قرأت العبارة تذكرت صوت المغنية والمطربة ماجدة الرومي فى اغنية طوق الياسمين للراحل نزار قباني حين سخرت الفتاة من معشوقها الذي اهداها طوق الياسمين فانحنى ليرفعه فقالت
بضحكة ساخرة لا شي يستدعي انحناءك ذاك طوق الياسمين
كثيرا ما نتخيل ان فى الحياة اشياء كثيرة من قداستها وجمالها يجب ان ننحني اليها ، وان نتنازل من علانا لكي نقدرها كما نحسها فى دواخلنا اذا كانت قضية او مبادي او انسان ولكن يصيبنا الندم ويزداد الوجع حين نكتشف ان لا شى كان يستدعي الانحناء ... وان ما شعرنا به كان هذيان من الاغماء وأثر ذلك المخدر هو الاعجاب او الايمان فكثيرون قدسوا السياسة واكتشفوا قذارتها وندموا على ذلك الانحناء الذي اسقطهم حيث لا يتحملون السقوط ، هنالك من احترموا واحبوا من البشر ما لا يعد وباتوا بعض رمق لكونهم اعطوا اغلى ما فى الوجدان ولم يفلحوا ... الانحناء يعني التذلل والتذلل بدايته التنازل ولكن يبقى السؤال
لماذا نتنازل ....... حتى نزل .... لا شى يستدعي انحناءك ... ذاك طوق الياسمين حتى وان كان طوق الياسمين الذي يهدى لاغلى من كان فلا تنحني اذا لم تعلم وتتأكد انك تنحني وبالمقابل من يسبقك الانحناء لاشياءك
هذه هي المعادلة الصعبة لا تقدر(بكسر الدال) قبل ان تٌُقدر ( بقتح الدال )
سلامات
ملاذ
11-17-2005, 03:24 PM
Hussein Mallasi
Hussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230
شكراً على كلمات هن أطول من قامتي.. عد بنا - بعد الإذن منك - إلى لحيظة إبداع شديدة الوهج، قذفت على الملأ عبارة قال البعض بأنها أنثى وأفتى آخرون بأنها رجل..وأنت تنام ملء جفونك عن شاردة خلطت ليل القارئين بنهارهم.
قل لنا بربك هل يجوز أن أنحني لأرفع إلى كتفي طفلاً رفع ذراعيه الصغيرين وناغاني بأروع بسمة أم أتسلق زيف كبرياء باطل وقبض الريح وأعطيه ظهري؟
لك المحبة والتقدبر أضعافاّ !!
معتصم الطاهر أيها الولد الفنان رغم أنوفنا أجمعين..
مالك تفلح في همز المواجع؟ ظلت تلك البقاع من بلادي نائمة في تجاويف الذاكرة ‘ وكان ينام معها إلى حين من الدهر أصدقاء العمر الجميل ومنهم الأخ الصديق عيسى بريمة-أفضل من يحل عاصيات مسائل الرياضيات.
كان الزمن طريا وبهيا..وكان الناس كلهم- والنساء على وجه الخصوص - أجمل من نوار الأركلة وأرق من نغم ربابة عبر العتامير والأودية!!
11-18-2005, 02:29 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
( قدرتنا على الإنحناء ... تشبه قدرتنا ... على أن نعيش هذه الحياة ) .. ( قدرتنا ) .. ؟؟
هذه الـ ( قدرتنا ) .. كم هي واسعة .. تضيق حين تتسع . البير كامي إستشعر ذلك .. أو كما قال : يبعث على الإلفة والطمأنينة عالم يحتمل تفسيرا عقلانيا و معايير منطقية .. ذاك عالم للعيش فيه . جرديه - ذاك العالم - من المعايير الإنسانية القادرة على إحداث الهارموني الإجتماعي لـ ( ذواته ) الفردية في إطار جمعي .. أضمن لك حينها .. منفى . لا قدرة هنا يا شذى .. لا قدرة أصلا على إجتراء الفعل في غياب الإطار العقلاني له .. تماما تنتفي ( قدرة الإرادة ) و .. إسألي سيزيف .
إنحني .. إنخفض .. إرتفع .. مت .. لا إرادة محركة لكل الأفعال تلك .. فقط يصطك فعلك الخير هذا بمئات ( الزوايا المضبوطة ) .. زوايا .. منضبطة بنفس ميزان ( عفويتك ) المنضبط - أيضا - مستند إلى يقين مطلق بقيمة إنحنائك ..
العفوية ؟؟؟؟ ( العفوية = الفطرية = الإنسان = الخير = الله : الكمال المطلق ) !!!!!! .................... ( ميزان العفوية المنضبط ) .. أترين كم المفارقة ساخرة و حادة هنا ؟ .. - ضبط .. يضبط .. فهو ضابط .. لماذا أس البلاء الضبط و ( الضباط ) .. دائماً ؟؟؟؟؟ ... funny .................... لا منطق للأشياء .. نفس الـ ( ـلا منطق ) في هذياننا المحموم و إستمراريتنا علي ( أن نعيش الحياة ) .. ..................... شكرا محمد .. هي هبة ما طلبناها .. على أننا لانستطيع ردها .. ( فاقدي « القدرة » على إتيان الفعل ) . ..................... ما أحوجنا إلى ( إرادة كاملة .. حكيمة و .. علوية ) .. أقدر علي ضبطنا - أنسنة - أو .. سحلنا ( فنخلص ) .. . تكفينا المواجهات الكبيرة العارية لحقائق صافعة - عن تصميم و عمد وترصد - تعيدنا دائما مغمضي العيون إلي .. المربع الأول : أي قيمة خاوية هو وجودنا ؟
تعلمين شذى .. حين كنت مراهقا ( زمان سحيق ذاك ) .. كنت أرتعب لفكرة أننا لسنا حقيقيين .. كوجود . نحن صورة ما أو فكرة أو حلما عبقريا ما في مخيلة الإله الخالق .. وكنت أصلي له ( بطريقتي ) أن يجنبنا اللقطة التالية .. حيث أنها تعني ( delete ) لنا .. نحن اللقطة الأولى .. هكذا . ملهاة عابثة يكون وجودنا حينئذ .. الخالق أكبر من أن يتسلى بها . لكن .. فجاجة الفكرة .. وفطيرتها المدهشة تجعلك ترتد إليها مرة أخري .. ( قرمبوز قال : كراسي ( نجلس عليها ) و لمبة ( تضيء ) لنا .. و سرير ( ننام عليه ) .. أترين ؟.. كيف أن عادية الأشياء و إيقاعها اليومي الرتيب يعمينا عن - إكتشاف - وظيفتها الأساس .. ( المنفعة العملية التطبيقية و الـ .. متعة الجمالية التي igniting our souls .. - هذا هو الإبداع - ) .. و .. يمتع حينها ذاك الإشعال/الكشف .. يمتع .. كم هو مدهش هذا التناقض - الغبي - في العلاقة بين جدلية عناصر الأشياء و ماهية وجودها .. و المدهش أننا - بعبقرية غبائنا - نجعلها روابط مستتبة تماما .. ونسلم بها ( آآآآآآآمييييين ) .
كل شيء لا يستحق هذه الجلبة .. فكل شيء هو اللاشيء .. ( جعلناه لاشيئا في غفلة رتابتنا الصنم تلك ) ..
يفرغنا وجودنا ( في بؤر نشاذ الرؤى و القيم المعتوهة العرجاء و المسلمات المملة ) .. يجعل الأشياء tasteless .. أو نصاب بالـ color blind .. ثم نسترخي لفكرة عبثية مفادها : كم هي جميلة هذه الحياة .. وكم نحن محظوظون بعيشها .. وكم .. وكم .. وكم .. إلى الجحيم بكل ذلك .. لماذا أحتفي بالخواء ؟.. من سماه قيمة ؟ من أراد له أن يتحول إل ( فعل إيجاب دافع ) ؟؟؟ كيف يكون ذلك كذلك في داخل فوضى الوجود هذه ؟.. من هي الذات الـ ( قادرة) علي الفعل .. أي فعل ؟ أي إطار يسوغ للفعل الحركة ؟.. أهو إطار القيمة ؟ بمقياس من تلك القيمة هي ؟.. من جعل لها standards ؟ أهي بحيثية ( وضع اليد )؟ .. أم أن ثمة إحداثيات أخرى و أبعاد أخر أسمى قيمة ؟..
ماذا يا شذى ؟.. نِصال صدئة هو محيطنا الوجود القميء هذا .. صدأ يزيد من قدرتها على الإيذاء و .. التسميم البطيء .. ....................... الوجود الكسيح هذا.. هو هدر كبير - أعتقد - لطاقة الخلق . لكن .... ............
ليذهب إلي الجـ..... حاصبي الحجارة .. ولتسقط فوق رؤوسهم الدنيا .. إن كان ذلك مهر لقادم أجدر بوجودنا فيه ..
................ بيكيت .. يونيسكو .. أداموف .. جينيه .. ليفران .. موريس .. كامي .. ويلسون .. سارتر .. و .. و .. و .. الجن الأحمر .......... .. تستحقون الإنحناء .. ............
شذى .. أشتقت إلى جنونك - المشّاء - إلى العتامير .. و ( عقلانيتك ) و .. .. لسانك الطويل .. يا صديقتي ..
نقري ..
11-21-2005, 03:13 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
بعض الكلمات حبيسة التعابير المتداولة، وربما الضمنية؛ لذا فربما ننكفئ ولكن لا ننحني أبداً. إذا كان لزاماً فلتكن انحناءتنا فعلاً يوازي الضرورة الأتتيودية، وتمثيلاً لمرحلة ما بعد الانحناء. وإلاّ فسوف تكون الانحناءة عادة ذميمة.
أعرف تماماً سر اختيارك لهذا العنوان المُوتّر ( لا شيء ) ليس فقط لأنه جزءٌ أصيلٌ من عبارتك الفلسفية ( لا شيء يستحق الانحناء )
أشكرك، ولي عودة كاملة الاستقامة
Quote: دخل المقهى فوجد الكراسي منكفئة، والمناديل منكفئة، والملاعق منكفئة، والطاولات منكفئة، وستائر المقهى منكفئة، حتى النادل كان منكفئاً، فانكفئ ليأخذ شكل الاعتدال.
11-21-2005, 05:03 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
ضمنيا هو معادلٌ ما للزوايا حين توقف زحفها الجدران .. هذا الإنحناء .. الصافع ( أذل الصفع يكون على الوجه .. والقامة منتصبة )
ربما صدقت يا رجل .. لكن ليس لزاما ما تقتضيه أتتيودية ( السلوك الأزرق المنشى هذا ) .. ولا ضرورة . يمرحل الإنحناء نفسه بنفسه .. فيختار المرحلة الأخيرة في السقوط الساطع - هكذا - لا يكون بعده إلا .. الموات السلب المثابر .
لكن إنكفاءة إلي الداخل !! ترعبني الفكرة .. حيث لا اعتدال داخلي .. هي فوضى الدوائر .. وتراص الهشيم الصقيل .. هشيم الذات القلقة .. والجوع الملتاث إلى الرفقة .. والأنسنة .
هشام .. ربما أنحني .. ربما لكن الإنكفاء قطعا سيسلبني حتى قدرتي على .. رفض الإنحناء
أشكرك .. ممتع أن أرافقك رافقني .. نستقيم
11-21-2005, 06:13 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
في اعتقادي أن الانكفاء بمعدل الرغبة الذاتية فيه، وبحجم الوتر المتاخم للموضوع (خارج القدرة) هو أوفر احتراماً. أن تنحني، هذا يعني أنّك بطريقةٍ أو بأخرى (مجبور)، والجبر يحمل نفس كثافة الصفع. إنما قد تنكفئ إلى الحد الذي يمنحك قوة الوثب أو القفز أيهما أقرب.
المتعة لم تنتهي، وما تزال الاستقامة مطلباً شعبياً على لافتات (جباه) المنكفئين
11-22-2005, 04:57 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
أتتوافر الإرادة في غياب تمتع كامل بماهية ما ؟ لا إرادة -أعتقد - يا هشام حين هكذا إحساس بالعدمية في تأصيل إنتماءتك الوجودية نفسها .. لحظتها .. تتساوى محصلات الإنكفاء / الإنحناء / الإستقامة .. كلها تحتاج إلى ذات مدركة لكينونتها .. وعارفة .
أن تنتفي الذات .. ينتفي الفعل . .. تعود المحصلة = لاشيء !!!!!
محاولة في سبر غور دياليكتيك الوجود. تعود بعدها صفر اليدين .. إذ .... لاشيء .
أشكرك .. مودتي
11-22-2005, 12:44 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
معادلات الطرف الواحد لا تنطبق - في رأيي - على هذا التمثيل. فللمعادلة طرف ثانٍ أهم ألا وهي (الرغبة) التي تنشأ كفعل انعكاسي للمفردة الشعورية. وعليه فإن المعادلة تكون كالتالي:
سلبية + رغبة = انحناء سلبية + (-رغبة) = انكفاء
محور وهمي تتقابل فيه جميع الإحداثيات الافتراضية، لترسم لهذا أو لتلك مساراً يتمتع بكامل معطيات الفعل (بناءً على الرغبة الذاتية المتوفرة) والرغبة الذاتية ما هي إلاّ بيئة تحتاج إلى إضافات خارجية مساعدة لخلق هذه الإرادة، إما بصيرورة الفعل، أو بحتميته.
ديالكتيك! رفض وقبول قدرة ولاقدرة لارغبة ومشيئة تمدد وانكماش
السؤال الكبير هو: كيف نجعل (انحناءنا / انكفائنا) مستقيماً؟؟؟؟
11-24-2005, 01:25 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة