إلى صاحبي عمران حسن صالح . و .. إليك . ..... قال خاله عباس : ( دفنوا الولد و خلو التبيعة .. الله لا كسّبك يا ود عطانة ) . حكى أيضا فقال : ( ناس حبوبتك " بت المرين " كانوا لمن المره تولد , يقومن يشيلن التبيعة في طش كبير , و بيجيبن سعفات نخل .. سمعت مني !! .. و سبعة حبات عيش ، معاهن سبعة فحمايات و سبعة تمرات و سبعة حلاوات .. سمعت !! و ينادوا شفع الحلة يتلموا كلهم . تتحفر حفرة في ركن البيت و يدفنوا التبيعة و معاها العيش و الفحم و التمر و الحلاوة .. سمعت مني !! و بعد داك يغزوا فوقهم السعفات ديك . الشفع لازم يكونوا بيضحكوا , إشّالا بالغصِب , لغاية ما الحكاية دي تنتهي خالس .. سمعت !! . أها يومو داك لمن ولدوا مامون , الشفع كانوا في الفسحة مغبرين و عجاجتم رابطة . نادوهم عشان يجوا يضحكوا . الفاتح ود سعيد و نادر ود اليماني و معاهم يونس طمبل , الشفع التلاتة ديل أبو يضحكو كلو كلو , سمعت .. !! كانوا متشاكلين اظنهم و يصرصروا لي بعض !! .. بت المرين و عمتي سعدية و خالك عبدالرحيم دقوهم دق العيش عشان يضحكوا .. بقوا يضحكوا و يبكوا .. سمعت ! . الله يرحمو أبوي صالح قال لينا مافي فايدة , الشافع ده يا يمرق غنماية ساكت .. ولّلا جاب لينا الكَفوَه ) .
عرفت لاحقاً بأن " شريفة الداية " كانت قد سحبت رجل مامون في يومٍ بدأ صباحه مترباً , إذ استيقظت الناس على إظلام تام للمدينة التي قبعت فوقها سحابة سوداء من " الهبوب " سادةً للأفق " داير ما يدور " . تشاءمت شريفة الداية و أسرّت للنساء حولها : أريتا يا يمُه ما تمرق بنية .. عاد كُررر كان مرقت بنيه !!! . لكنها سحبت رجل مامون على أية حال ممنية النفس بغنيمة السماية و بقية العطايا , فيما بقيت المدينة " مكندكة" بحالها المترب ذاك حتى دخلها الليل . قالوا أن الهبوب تلك في يومها ذاك بقيت قياساً , و لسنوات من بعدها تناقلت الحكايات ما مفاده ان ( سقف الزنك حق ناس ود العمدة ) طار فسقط على فريق القنا فقطع رؤوساً كثيرة و ما وجدوه من بعد بحثٍ كبير إلا مغروزاً في الخلاْ خلف " الحزام اللخدر " . و أن الطيارة الفوكرز الويحيدة زحفت جراء الهبوب من المطار فكنست من البيوت ما كنست حتى أوقفتها شجيرات حجة خدوم الثلاث جنوب مقابر فاروق . و أن الناس قد وجدت " نعيمة أم سوط " بت الحلب " الضعيفونة " معلقة فوق درابزين السكة حديد من بعد ان " شالتا " الهبوب و طاردها أرضاً عمك يوسف و أولاده . ليوم بطوله و مامون لم يصرخ و لم يبك كحال المواليد , لكنه ظل مبحلقاً إلى سقف الغرفة الحصير و " مروقه " القنا حتى أخاف النسوة فقرأن سوراً من القرآن حافظات و انسحبن خفية إلى بيوتهن . قال جده لأبيه حاج حامد ود الكرسني : ( يا بت أبوهاشم .. الله يحضرنا زمنو الشافع ده . ياهو الجايبا لينا ضقلا يكركب ) .
في أربعينها أتوا لأمه بمغنية تقدمت السيرة حتى البحر . حملته أمه ملفوفاً على ملاءة حريرية حمراء , و علقت حجابين على صدره , فيما جدلت جدته " فاطنة المرين " أنشوطة حول رسغه محلاة بسوميتة . ما كف مامون عن البكاء عالياً حتى طغى " حِسه " فوق فرقعات ( الشّتّم ) و الدلوكة التي جهدت المغنية " الرضية " في ضربها محمولة على كتف النسوة من الحلة و حتى ( الشريف يوسف الهندي ) في بري بحر أزرق . هناك غسلوا وجهه بماء النهر سبعاً , و كذا فعلت أمه وهي حاملته إلى داخل الماء إلى ما تحت ركبتيها .. فغسلت وجهها كذلك , ثم أخرجت ثدييها فغسلتهما لها خالتها " مكة " و دلكت على حلمتي صدرها و هي تبرطم بطلاسم و أهازيج غير مفهوماتٍ " نادِهة " بها على شيوخها و جدودها ( رجال القُبب ) . حكوا فقالوا أنه و في ذات المساء و مباشرة من بعد عودة السيرة , حُملت المغنية الرضية للبصيرة " آمنة بت الرجال " و هي تتلوى من آلامٍ أصابت بطنها .. ثم من قبل أن ينتصف نهار اليوم التالي كانوا قد دفنوها !! .
" مامون التبيعة " كان معتوهاً كبيراً . قيل أنه قفز في مرةٍ إلى ظهر حصان عربة الكارو و هي محملة بجوالات الفحم .. فلما ما أفلحت محاولته انزلق بعبطه ذاك فتشبث بعنق الحصان و خنقه " كربون " خشية السقوط تحت حوافره . قالوا أنه حكى الواقعة لمحاسن ابنة عمته في معرض استعراضه لحبه لها , و الذي يقطعه في حشاه : ( شفتي يا بت .. قلت الليلة بس يا أنا ياهو , قمت قمطتو ليك قمطة عجيبة عشان يبرك قبلو .. عشان لو جرى بيعوقني , صاح ؟ ) . المهم أن مامون و في عتهه ذاك كان قد قبقب الحصان بلا فكاك . و ما راعته " البسطونة " في يد صاحب الكارو المهجوم .. و التي أكلت من لحم ساقه و فخذيه , و غضبته حين أفاق من عبط المفاجأة الفريدة و هو يرغي و يسب مامون و ينهال ضرباً عليه . حكى العارفون فقالوا أنْ فزع الحصان المسكين فجفل من هول " القهمة " التي رماه الله بها .. فكانت كارثة يومذاك تطلبت رجال الحي كلهم للجم الحصان " المخلوع " و جمع جوالات الفحم التي تناثرت من أول حلة الشوايقة و حتى لفريق السوق .
... لبقية .
(عدل بواسطة Emad Abdulla on 10-06-2009, 06:00 PM) (عدل بواسطة Emad Abdulla on 12-14-2009, 04:09 PM)
10-03-2009, 09:56 PM
محمد عبد الماجد الصايم
محمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312
تمرق سيرة الظل من بين فرث الحواري و أناسها القصص ، بينها و دم الأمنيات الوئيدة في رحوم أحلامها . مِن هذا يا بلد الناس .. تخرج حكايا الناس زي ما الله خلقها ، و كما يجب .. و أنا منهم . و يعلم العلام يا ود الصايم أنني كافرٌ كافر بكل ما هو يجد في حال البلد ، لكنني متيقن بحكايا الناس .. و بها و عليها و لها ما أزال أنبض . الناس هنا يا ود الصايم يصنعون الحياة في أناةٍ عجيبة .. و يأسرني حالهم المتفرق بين جري الوحوش و تمام الصنعة العبقرية في تُبة إنسانيتها . أعرف أن عزتي الوحيدة و الكبرى هي في هذه الروح السودانية التي تأبي إلا أن تفتك بي عشقا ، و فيها أيضاً و أيضاً أتقدس ، و بها أكفر و أسبها و ألعن .
ياخي ليس أكثر رهقاً من أن تكون سودانياً . شكرا يا منعول .
10-04-2009, 05:41 AM
Yassir Tayfour
Yassir Tayfour
تاريخ التسجيل: 08-18-2005
مجموع المشاركات: 10899
ده حار وده ما بتكوي بيهو! أحكي يا صاحب، عسى أن نجمّع في جنيات التبائِع الإسفيريَّة دي، وعندها باسووردات.. ____ بس المشكلة تطلّع الجنيات أظرّط من التبائع..
10-06-2009, 06:17 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
عند تقاطع المؤسسة وقفت و الإشارة حمراء , جاء إليّ أحدهم . نقر على الزجاج و قال : قدمنا قدام معاك بالله .. !! كنت محشوراً و أسرتي في العربة الكحيانة الصغيرة , و هي بالكاد حاملتنا فمكفيانا يالله و يامين .. صمتتُ متمحناص في هذا الزول . ثم قلت له : الضهرية كيف ؟ أفتحها و أركب ياخي . فضل متعمن فيني دقايق ( أظنه كان يوزن المسائل أو - نحو ذلك - ) .. ثم قال : ضهرية شنو يا خال ياخ , في زول بيركب في الضهرية ؟؟ قول بس ما عايز تقدمنا معاك قدام - ثم ممتعضاً أردف - : لاكين شكراً , الله بيسهلها علينا .. أمشي . !!!! .. فمشيت يا ياسر .. يعلم الله مشيت .
Quote: في أربعينها أتوا لأمه بمغنية تقدمت السيرة حتى البحر . حملته أمه ملفوفاً على ملاءة حريرية حمراء , و علقت حجابين على صدره , فيما جدلت جدته " فاطنة المرين " أنشوطة حول رسغه محلاة بسوميتة . ما كف مامون عن البكاء عالياً حتى طغى " حِسه " فوق فرقعات ( الشّتّم ) و الدلوكة التي جهدت " الرضية " في ضربها محمولة على كتف النسوة من الحلة و حتى ( الشريف يوسف الهندي ) في بري بحر أزرق . غسلوا وجهه بماء النهر سبعاً , و كذا فعلت أمه وهي حاملته إلى داخل الماء إلى ما تحت ركبتيها .. فغسلت وجهها , ثم أخرجت ثدييها فغسلتهما لها خالتها " مكة " و دلكت على حلمتي صدرها و هي تبرطم بطلاسم و أهازيج غير مفهوماتٍ " نادِهة " بها على شيوخها و جدودها ( رجال القُبب ) . في ذات المساء و بعد عودتهم حُملت الرضية للبصيرة " آمنة بت الرجال " و هي تتلوى من آلامٍ أصابت بطنها .. و قبل أن ينتصف نهار اليوم التالي كانوا قد دفنوها .
عن إذنك ياخ...(إنا لله.......)
شغل نضيف.......
بجيك ... بس واصل
10-05-2009, 06:46 AM
Baha Elhadi
Baha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879
Quote: أعرف أن عزتي الوحيدة و الكبرى هي في هذه الروح السودانية التي تأبي إلا أن تفتك بي عشقا ، و فيها أيضاً و أيضاً أتقدس ، و بها أكفر و أسبها و ألعن .
ياخي ليس أكثر رهقاً من أن تكون سودانياً .
أنعم بها من عزوة وأكرم بها من روح خليها تهلكك وتفك بك كما تفتك النسائم برحيق الأزهار فتشتته على قِبل القلب الأربعة
يا عمدة.... ياخي....تعبانة النفوس في عضمها.. وهلكانة ... والحالة مهببة...و الضيق حدو المناخير.. ولا الفرنجة باريناهم.. و لا كمان قدرنا....ننسي الروح المحكرة في بينات مصارين قلوبنا.. الروح البسموها (سودانية)... ياها الباقي لينا ذكري و تذكار.. ياها البتصحينا من..هفوة الغيب...و ودارالعمر...ولفحي سنين الغربة... وياهو انت... البتنكش فينا ...تلك الشخصية ...المليانة بي هم و غم و فرح و كدر .وبهجة ياها زاتها الروح..يا عمدة..اكان تبيعة...و لا كان مرق الجني الصحي صحي..
الله يعافيك و يجزيك قدر ما ريحتني.... دنيا و اخرة....يا عماد
10-06-2009, 09:00 AM
عبدالله كع
عبدالله كع
تاريخ التسجيل: 02-12-2008
مجموع المشاركات: 4841
بتعرف ( عشا الميتين ) يا وليد ؟؟ يقول عليها أهلنا : الرحمتات . طيب .. ....... الحارة ما مرقت , ست الدوكة ما ظر............. غناها مامون – قالوا – مع شفع الحلة و انتقلوا من دارٍ لدار على طول الحي . يتقدمهم مامون و يرفع عقيرته حين تصل الأهزوجة إلى : قالت طوط .. يومها كان يوماً للرحمتات , و الصيف لافح حتى انك لتبصر " الرهاب " على فقط مبعدة ثلاث بيوتٍ منك . جاء الشفع " كورجة " إلى باب الزنك الكبير لبيت " جاد الله الحلاق " . قرع الشفع و قرعوا على ما يحملون من جوالين و آنية حديدية قديمة , و رددوا طويلاً : الحارة ما مرقت ست الدوكة ما .......... و لا حياة لمن تنادي !!! زمانٌ مرّ و هم لا يبرحون باب الدار و يهزجون قارعين على ما يحملون في إصرار . خرج لهم جاد الله أخيراً و في إثره حجة بخيتة زوجته : فرتقوا يا هووووي .. بلا ست الدوكة بلا بتاع .. يللااااا . و كان جاد الله حلاقاً شهيرا , يجتمع عنده الحي بأكمله مساءا .. تترى الحكايات عند باب دكانته و يعلو صوت الرجال بالونسة و القهقهات , فيفتون في السياسة و الكورة و التعليم و الأندية و الإندايات و و و و .. ثم ما يتبقى منهم حين الليل يفلل , ما يتبقى غير ثلاثتهم : جاد الله و صلاح حريقة و كمال حسبو . فيخرجون الجركانة الشهيرة و يعاقرون الليل غناءٍ و أنسا . الخلاصة أن مامون كان من وقف في وجه جاد الله مصراً على الغناء عالياً و التركيز على تلك ( الطوط ) في ذلك المقطع العجيب !! غضب جاد الله فأخذ منه غطاء الحلة الذي كان يحمل و " لفخه " به على وجهه . قالوا أن ماموناً بكى و بكى .. و هتف في وجه جاد الله الحلاق و هو يبكي : أدونا الفتة .. تضربني ليه ؟ أدونا الفتة يا جعانين , ما بمشي .. و الله ما بنمشي . خالتي بخيتة زاتا فتتها كعبة . أمي قالت خالتي " بخيتة " في بيت طهور ناس عبدالله قرني قالت طو...... خلت النسوان يمرقن جري , بس !! قالوا أن جاد الله أقسم على قتل مامون يومها لولا ان حالةً من " بيتانٍ " منعته من الجري خلف مامون التبيعة الذي قال قولته و أطلق ساقيه للريح . ظلت بخيتة منغلقة على بيتها لشهور من بعد عشا الميتين الشهير ذاك , و من بعد أن طارت شهرتها بين الناس : ( بخيتة أم ...... ) . و أن جاد الله أغلق الدكانة و هجر أصيحابه إلا من كمال حسبو الذي بقي يروده بلا غناء و لا ونسة تقتل صمت الليل بالقهقهات . حتى قيض الله لهم رحولاً من حلةٍ فيها مامون التبيعة .. فرحلوا .
..... مساء الخير يا شفت .. ياخي كتر خيرك . لكنك تظلمني في المقارنة غير الموزونة دي ياخي .. حمور يمتهن القص و الكتابة .. و هو فيها علم في رأسه نار . ما أكتبه يا شفت لا هو قص و لا حكايات و لا ادب .. هو تسجيل لحال الناس و الخلايق بي صمة خشمو , و دون ( تدخل جراحي ) . شكراً يا ولي يا أصلي .
10-06-2009, 06:59 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
سلام يا الملك .. يا ناجي أنا زول تربية حبوبات .. و علي ذلك أحمد الله كثيرا .
في مرة بسجل حاجات من أمي الله يديها العافية - و أنا مغرم بتسجيل الحكاية الشعبية و تاريخ الناس و البلاد و الألسن السودانية - لقيتها ماسحة حاجات كتيرة .. بقيت أنا البحكي ليها و أذكرها .. خر ما آخر زهجت مني : هووي يا زول , تمشي تحكي جنس كلامك ده للناس , بقول ليهم ده أخوي .. ما ولدي ولا شيتين .
يديك العافية يا ناجي .
10-06-2009, 06:50 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
قطعنا فيك أنا و السر الملك .. فاعفيها لينا يا عادل .
مرورك هنا شي سمح يعلم الله .. سويتا لي مية عام من العزلة عديل ؟ .. سمح , كتر خيرك . ثم يا عادل ما عندي فهم و الله للكتابة دي , داير بس أمرق الذمة و أفلفل حال هذا المامون و المامونات التي تملأ البلاد . سبحان الله يمكن الزول يقدر يفهم شي في كُنه العويش الذي تشعلق لبلاباً .
تعرف , مغرم أنا بحكاية " شدرة العوير " .. شجرة عجيبة يا عادل , تغزها في الواطـة ضقل يابس , و فوق راسها تخت طينة و تديها موية .. باكر تلقاها " مسكت " !! .. و الضقل داك برعم و خدّر في أمانة الله .!! هي فعلاً شدرة عويرة ؟؟ .. وللا هي غريزة البقاء و الإستماتة في التشبث بالحياة ؟
سلام ليك يا صاحبنا .. و شكر كتير .
10-06-2009, 06:37 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
عماد يا فنان ازيك سوالى عنك كتيييير فى ليل بورسودان وصمت رهيب وحدى وليس معى سوى حكاويك الجميلة واصل يا صديقى واملاء هذا الليل الطويل بالحكاوى السودان بلد ملى بالمفارقات .لكنه جمييييييييييييل
شكرا عماد ونستنى فى وحدتى !!!!!!!!!!!!!1
10-06-2009, 11:23 PM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
تتخيل الليلة من ماقمت من الصباح قمت مزاج عكر ماشي بي رجلين حلمت لي حلمة مزعجة خلاص امبارح بالليل لما خوفتني,,,وكل دقيقة اعاين للتلفون متوقعة يصدموني بي خبر شين ماعارفة ليه؟؟؟...
قريت كلامك ده زي الكشحت فيني موية نور....الله يبارك فيك..
* سارة علي دي اظن يوم ولدوها دفنو الجنين وخلو التبيعة... :)
10-06-2009, 11:45 PM
طارق جبريل
طارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556
Quote: تمرق سيرة الظل من بين فرث الحواري و أناسها القصص ، بينها و دم الأمنيات الوئيدة في رحوم أحلامها . مِن هذا يا بلد الناس .. تخرج حكايا الناس زي ما الله خلقها ، و كما يجب .. و أنا منهم
فهذا سر إمتلاكك لناصية السرد السلس ... بمعنى أنني عرفت الآن كيف تنساب حكاويك بهذه الطلاوة
أخونا يا محمد ود جبريل .. يمسيك بالخير .. قالوا : أمطرت الدنيا .. فسحبوا ما في الحوش كله لداخل البرندتين , و ما يزال الراديو الأزرق الكبير المضبوط على إذاعة لندن " يشخشخ " كلما أرعدت أو أبرقت السماء , فتقول بت المرين : ( الليلة يا بركة شيوخي حوالينا و ما علينا , الحوبا بيك يا ست نور القبلي , بركة سيدي الحسن راجل الجبل تغتي علينا يا إلهي يا سَيّدي . إنتو يا البوم المشغلين أوزاعة السجم دي .. النبي فيكم إمّا قفلتوها .. قالو ليكم " الرادي " بيجُر الصاقعة .. بالتفرطق إضنينكم ديل رجيت الله عليكم ) . كلما أرعدت و أبرقت تقول بت المرين ذات دعواها ذاتها للسماء الغضبى , و تنكمش داخل فراشها رعبا . قاموا فسحبوا اللحفات و المراتب و سجادات الصلاة و " برش الدخان - الملفوف على فركته - و البنابر الخشبيات الثلاث و سراويل و عراريق حاج صالح المنشرات على الحبل البلاستيكي , و سحبوا الطاولة الخشبية الكبيرة , و عنقريب المخرطة الكبير . انسحبوا جميعهم اتقاء الماء الذي انفتحت له قِرَب السموات من خريف بكرٍ فحل . إلا مامون أبى و استكبر : ( شكشاكة ياخ .. دي شكشاكة ساكت وللاي , ما زي مطرة ناس عمتي فوزية حقت بالليل ديك .. ياخي ديك .. ديييييييييييينك ) و بقى تحت الوابل الخريفي و تحت انهمار لعنات بت المرين عليه و أبو اليوم الذي جاء به . كان مامون التبيعة معتوهاً كبيرا .. أقول لكم . ما اهتم كثيرا بالمطر , لا و لا بالرعد و اللعنات , و الإستجداءات . فبقي " متداغلاً " يتمترس بالبطانية الصوفية الرمادية بالخط الأحمر الباقية من مخلفات عهدة الجيش , و التي ورثها عن خاله عباس الأورطي . تلفع المعتوه بها و تدمدم منتصف السرير . ثم لما أعياه النوم قام يلف اللحاف " المائي " هارعاً لداخل البرندة , ليكاد يهوي منزلقاً من لزوجة طين الحوش الذي تحول بركة مائعة . قالوا : فلما حاول مامون التبيعة الإستناد بحمله " اللحافي " الثقيل على أيما سندٍ يقيه شر السقوط لم يجد أقرب من شباك الخشب الكبير , فأناخ بكلكله عليه , لينهار الشبك الطلل القديم آخذاً معه " حلق " الشباك .. و العتب الأسمنتي و " قرمةً " كُبرى من مدماكه الطين . قالوا أنّ جده صالح ود الكرسني بقى لعشرة أيامٍ يرتاد فيهن " البصير ود خوجلي " في أقصى القوز ليرد عليه كتفه الذي " خلعته " له هبركة حلق ذاك الشباك المسكين , فكان أن بقي حاج صالح " عضيراً " إلا قليلا حتى أخذ صاحب الوداعة وداعته . ما علينا .. أقول طنطن مامون مغضباً و محنقاً من " شوبير " جده كما أسماه : ( جدي ياخ وللاي إتّ دايما في المطرة بتلاوز لي , عليك دينك كتّ أتكل ليك في شنو ؟ زاتو الحمدوللاهي إتّ ما كتّ جنبي .. و الله لو كتّ إتكلت عليك , كت قلعت ليك حلقك إتّ زاتك .. صاح ؟ ) . قال بذلك ماطاً شفتيه الغليظتين لأقصى تلاليشها – يفعل التبيعة ذلك حين يتملكه الغضب أو الفرح أو ساكت كده بس – لم يحر حاج صالح جوابا , فهمهم منكساً الرأس مسقطاً في يده : ( ياربي ليك الحمُد يارب .. الله لا كسّبك و لا غزّ فيك بركة يا ود عطانة بركة الأوليا ) .
_________ شاكر ليك يا محمد تكبدك عناوات الإنتظار .. في ميزان حسناتك يا رب . هذا و لك الود و التقدير .
(عدل بواسطة Emad Abdulla on 10-07-2009, 05:18 PM) (عدل بواسطة Emad Abdulla on 12-19-2009, 05:37 PM)
10-07-2009, 05:44 PM
خدر
خدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188
كم مامون و كم تبيعة ؟ ما علينا .. أنا ح احكي , قدر ما الله أداني . ثم ياخي يسعدني مرورك بالحلة هذه , فأكثر منه الله يرضى عليك . ........... حكوا فقالوا : فقط في يوم الخميس , و قليلاً قبيل أن يفرش " منعم الجاك " برشيه المهترئين لصلاة العصر . فقط حينها يطل ( عبدالله النقادي ) : - طالب من الله - و من كرم الله - و من جود الله - و مما اعطاكم الله - جلابية في سبيلي الله - عبدالله - طالب - لله و قد كان متسولاً وسيماً قسيما أشيبا أبيض البشرة حلو الصوت .. منغمه , بجلبابٍ متسخٍ و عمامة هي أصغر من أن تسمى بذلك , ثم بجيوبٍ في الجلباب مكتنزة متكورة امتلاءً بما لا يعرفه أحد . تلك كانت ملامحه في كل عصرٍ من أيام الخميس و على مدى سنوات طوال . قالوا : و قد كان صاحب " كوكة " !! هكذا . كل ما عرفه الصبية عن تلك النصيبة المسماة كوكة , أنها كانت تخرج صوتاً غريباً إن أُحرِقت لها ريشة طائر عن قرب . و أن ما من أحدٍ قد سمع ذاك الصوت البديع من سنوات بعيدات . فاستهوت مامون التبيعة تلك الأقصوصة .. و قضت عليه مضجعه . : ( شفت صوت الضب ؟ .. بس ياهو ) قال " همزة "بذلك , فأمن عليه " الفاتح " و " عصام جِنجة " . و زاد عصام فقال : ( أنحنا زاتنا في ربك سمعنا صوتا . شفتا , زي كجكجة الضب , صاح وللاي .. زول كده كان ديّاشي اسمو " برين " , لمن حرقنا ليهو صوفة الحمامة قامت الكوكة حقتو كوركت .. وللاي قمنا جارين جري ) . قال مامون التبيعة حاسماً للكلام , قال بأنه أعد العدة لعبدالله النقادي : ( دايرين تسمعوها ؟ .. عاين عاين , أنا بتلبد ليكم ورا زريبة ناس " قسِم " . شفت لمن النقادي يقيف جنبها إنتو أعملو لي حركة كده كده . انا بولع الصوفة طوالي . إتّو بس أسمعوها عليكم الله .. طيب ؟ ) .. و قد كان . تمترس الشفع عند زاوية " دكان فضُل " . جاء عبدالله النقادي فمر على بيت ناس " عبد اللطيف الدنقلاوي " , ثم إلى ناس " حاج مصطفى شاويش " , فـ " يوسف القبطي " و إلى بيت ناس " حُسنة بت الضكير " حتى وقف بباب ناس " قسم " و تماماً عند الركن الشرقي للزريبة حيث اختبأ " التبيعة " , ثم أطلق نغمته فيما يشبه المديح : - طالب من الله - و من كرم الله - و من جود الله - و مما اعطاكم الله - جلابية في سبيلي الله - عبدالله - طالب - لله قليلٌ بعد , حتى ارتفع دخانٌ خفيف !! .. لكن ما من شيء حدث ! .. و ظل عبدالله النقادي واقفاُ مادحا . خرج مامون من مخبئه محبطا فلحقه الصبية , كان يحمل كومة من الريش واقفاً قبالة عبدالله النقادي : ( كوكتك كوركتْ ؟ .. ما كوركت .. صاح ؟ ) . نظر إليه عبدالله النقادي .. و إلى عصابة الشفع . ثم ملاوزاً واصل مديحه لناس " قسم " . : ( أسمع . يا حاج هوووي .. هي بتكورك كيف ؟ .. صحي عندها خشم ؟ .. هي قاعدة وين هي ؟.. شغلها لينا ياخ .. خليها تكورك لينا شوية ) .. ذُهِل عبدالله النقادي فانتهرهم و اهتاج غاضباً لأول مرة منذ عرفه الناس : أعوزو بللاه .. أعوزو بللاه – ثم صائحاً في خوف حقيقي و مسكنة - يا قسم .. يا حاج مصطفى .. يا ناس تعالو لمو اليال دول .. اعوزو باللاه . قال هذا و أسرع الخطى مهرولاً , خلفه ركض الصبية يقودهم مامون : ( ويييي ويييي عبدالله اب كوكة .. : ويييي ويييي عبدالله اب كوكة ) . قالوا : في جريه سقط الرجل إلى داخل خور المدرسة , فقفز مامون التبيعة إليه و جثم على صدره محاولاً استكشاف موقع الكوكة من عبدالله . ماداً طراريمه الغليظات بقي يصيح : ( شغلها لينا .. شغلها .. شغل الكوكة ياخ ) . قالوا : كسر عبدالله النقادي حوضه فلزم المستشفى شهورا جراء القفزة الشهيرة تلك . ثم لم يره أحدهم في الحلة لسنوات . فيما بقي مامون التبيعة لائماً للشفع – و أيضاً لسنوات - : ( كلو منكم .. كنتو تولعو الصوف ياخ و أنا مثبتو ليكم في الخور .. هسه كنا سمعنا حِس الكوكة .. صاح ؟ ) .
Quote: ( كلو منكم .. كنتو تولعو الصوف ياخ و أنا مثبتو ليكم في الخور .. هسه كنا سمعنا حِس الكوكة .. صاح ؟ ) .
ياخي ده تبيعة مواصفاتو خاصة عديل كده !! والله يا عماد حيرتني في صنقوعي ده !! ياخي في كلمات كده انت حافظه لي حسي كيف ؟؟ انتهت من الإستعمال اليومي ودخل لينا كلام ( في الحتة دي ) .. وزي عايز أقول .. الله يجازي محنكـ يا عمده ..
10-07-2009, 06:43 PM
Osman Musa
Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
سلام كتير يا عماد .. مافى كلام دى طلاوة مابعدها طلاوة . يا سلام دع الحواشات تفرهد تانى يا عماد . حاول أكشح ليك من الشايلو فى قلبك دا شويتين . كل ما جابك الدرب فوق ضهر ترعة المنبر . سلامات
10-07-2009, 07:22 PM
Azhari Nurelhuda
Azhari Nurelhuda
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 1958
Quote: في مرة بسجل حاجات من أمي الله يديها العافية - و أنا مغرم بتسجيل الحكاية الشعبية و تاريخ الناس و البلاد و الألسن السودانية - لقيتها ماسحة حاجات كتيرة .. بقيت أنا البحكي ليها و أذكرها .. آخر ما آخر زهجت مني : هووي يا زول , تمشي تحكي جنس كلامك ده للناس , بقول ليهم ده أخوي .. ما ولدي ولا شيتين .
و شهد شاهد................
آها...هسي أنا قلت حاجة....
لكن و الله متعة شديدة يا محترم.....
10-08-2009, 06:02 AM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
من كان له فضل ظهرٍ فليعُد به على من لا ظهر له، وظهرّك إمتلأ حتى "إنحنف"، ولكن السائل السوداني، يسأل وكأنه صاحب حق، ولا يرضى أن يكون محشوراً بالضهريَّة، beggars can't be choosers، لازم تمشي يا عُمدة وما تشيل في خاطرّك.. ___ قلبّك الرهيف ده ما تباريهو، ولا يباريك، خليهو يضُخ دمو ويقعد كارِس..
10-09-2009, 08:44 AM
الملك
الملك
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 5756
Quote: سلام يا الملك .. يا ناجي أنا زول تربية حبوبات .. و علي ذلك أحمد الله كثيرا .
في مرة بسجل حاجات من أمي الله يديها العافية - و أنا مغرم بتسجيل الحكاية الشعبية و تاريخ الناس و البلاد و الألسن السودانية - لقيتها ماسحة حاجات كتيرة .. بقيت أنا البحكي ليها و أذكرها .. خر ما آخر زهجت مني : هووي يا زول , تمشي تحكي جنس كلامك ده للناس , بقول ليهم ده أخوي .. ما ولدي ولا شيتين .
يديك العافية يا ناجي .
إلى صاحبي عمران حسن صالح . و .. إليك . ..... قال خاله عباس : ( دفنوا الولد و خلو التبيعة .. الله لا كسّبك يا ود عطانة ) . حكى أيضا فقال : ( ناس حبوبتك " بت المرين " كانوا لمن المره تولد , يقومن يشيلن التبيعة في طش كبير , و بيجيبن سعفات نخل .. سمعت مني !! .. و سبعة حبات عيش ، معاهن سبعة فحمايات و سبعة تمرات و سبعة حلاوات .. سمعت !! و ينادوا شفع الحلة يتلموا كلهم . تتحفر حفرة في ركن البيت و يدفنوا التبيعة و معاها العيش و الفحم و التمر و الحلاوة .. سمعت مني !! و بعد داك يغزوا فوقهم السعفات ديك . الشفع لازم يكونوا بيضحكوا , إشّالا بالغصِب , لغاية ما الحكاية دي تنتهي خالس .. سمعت !! . أها يومو داك لمن ولدوا مامون , الشفع كانوا في الفسحة مغبرين و عجاجتم رابطة . نادوهم عشان يجوا يضحكوا . الفاتح ود سعيد و نادر ود اليماني و معاهم يونس طمبل , الشفع التلاتة ديل أبو يضحكو كلو كلو , سمعت .. !! كانوا متشاكلين اظنهم و يصرصروا لي بعض !! .. بت المرين و عمتي سعدية و خالك عبدالرحيم دقوهم دق العيش عشان يضحكوا .. بقوا يضحكوا و يبكوا .. سمعت ! . الله يرحمو أبوي صالح قال لينا مافي فايدة , الشافع ده يا يمرق غنماية ساكت .. ولّلا جاب لينا الكَفوَه ) .
عرفت لاحقاً بأن " شريفة الداية " كانت قد سحبت رجل مامون في يومٍ بدأ صباحه مترباً , إذ استيقظت الناس على إظلام تام للمدينة التي قبعت فوقها سحابة سوداء من " الهبوب " سادةً للأفق " داير ما يدور " . تشاءمت شريفة الداية و أسرّت للنساء حولها : أريتا يا يمُه ما تمرق بنية .. عاد كُررر كان مرقت بنيه !!! . لكنها سحبت رجل مامون على أية حال ممنية النفس بغنيمة السماية و بقية العطايا , فيما بقيت المدينة " مكندكة" بحالها المترب ذاك حتى دخلها الليل . قالوا أن الهبوب تلك في يومها ذاك بقيت قياساً , و لسنوات من بعدها تناقلت الحكايات ما مفاده ان ( سقف الزنك حق ناس ود العمدة ) طار فسقط على فريق القنا فقطع رؤوساً كثيرة و ما وجدوه من بعد بحثٍ كبير إلا مغروزاً في الخلاْ خلف " الحزام اللخدر " . و أن الطيارة الفوكرز الويحيدة زحفت جراء الهبوب من المطار فكنست من البيوت ما كنست حتى أوقفتها شجيرات حجة خدوم الثلاث جنوب مقابر فاروق . و أن الناس قد وجدت " نعيمة أم سوط " بت الحلب " الضعيفونة " معلقة فوق درابزين السكة حديد من بعد ان " شالتا " الهبوب و طاردها أرضاً عمك يوسف و أولاده . ليوم بطوله و مامون لم يصرخ و لم يبك كحال المواليد , لكنه ظل مبحلقاً إلى سقف الغرفة الحصير و " مروقه " القنا حتى أخاف النسوة فقرأن سوراً من القرآن حافظات و انسحبن خفية إلى بيوتهن . قال جده لأبيه حاج حامد ود الكرسني : يا بت أبوهاشم .. الله يحضرنا زمنو الشافع ده . ياهو الجايبا لينا ضقلا يكركب .
في أربعينها أتوا لأمه بمغنية تقدمت السيرة حتى البحر . حملته أمه ملفوفاً على ملاءة حريرية حمراء , و علقت حجابين على صدره , فيما جدلت جدته " فاطنة المرين " أنشوطة حول رسغه محلاة بسوميتة . ما كف مامون عن البكاء عالياً حتى طغى " حِسه " فوق فرقعات ( الشّتّم ) و الدلوكة التي جهدت " الرضية " في ضربها محمولة على كتف النسوة من الحلة و حتى ( الشريف يوسف الهندي ) في بري بحر أزرق . غسلوا وجهه بماء النهر سبعاً , و كذا فعلت أمه وهي حاملته إلى داخل الماء إلى ما تحت ركبتيها .. فغسلت وجهها , ثم أخرجت ثدييها فغسلتهما لها خالتها " مكة " و دلكت على حلمتي صدرها و هي تبرطم بطلاسم و أهازيج غير مفهوماتٍ " نادِهة " بها على شيوخها و جدودها ( رجال القُبب ) . في ذات المساء و بعد عودتهم حُملت الرضية للبصيرة " آمنة بت الرجال " و هي تتلوى من آلامٍ أصابت بطنها .. و قبل أن ينتصف نهار اليوم التالي كانوا قد دفنوها .
" مامون التبيعة " كان معتوهاً كبيراً . قيل أنه قفز في مرةٍ إلى ظهر حصان عربة الكارو و هي محملة بجوالات الفحم .. فلما ما أفلحت محاولته انزلق بعبطه ذاك فتشبث بعنق الحصان و خنقه " كربون " خشية السقوط تحت حوافره . قالوا انه حكى الواقعة لمحاسن ابنة عمته : ( شفتي .. قلت الليلة بس يا أنا ياهو , قمت قمطتو ليك قمطة عجيبة عشان يبرك .. عشان لو جرى بيعوقني , صاح ؟ ) . المهم أن مامون و في عته ذاك كان قد قبقب الحصان بلا فكاك . و ما راعته " البسطونة " التي أكلت من لحم ساقه و فخذيه , و لا غضبة صاحب الكارو يرغي و يسبه و ينهال بها ضرباً عليه . حكى العارفون فقالوا أنْ فزع الحصان المسكين فجفل من هول " القهمة " التي رماه الله بها .. فكانت كارثة يومذاك تطلبت رجال الحي كلهم للجم الحصان " المخلوع " و جمع جوالات الفحم التي تناثرت من أول حلة الشوايقة و حتى لفريق السوق .
الحارة ما مرقت , ست الدوكة ما ظر............. غناها مامون – قالوا – مع شفع الحلة و انتقلوا من دارٍ لدار على طول الحي . يتقدمهم مامون و يرفع عقيرته حين تصل الأهزوجة إلى : قالت طوط .. يومها كان يوماً للرحمتات , و الصيف لافح حتى انك لتبصر " الرهاب " على فقط مبعدة ثلاث بيوتٍ منك . جاء الشفع " كورجة " إلى باب الزنك الكبير لبيت " جاد الله الحلاق " . قرع الشفع و قرعوا على ما يحملون من جوالين و آنية حديدية قديمة , و رددوا طويلاً : الحارة ما مرقت ست الدوكة ما .......... و لا حياة لمن تنادي !!! زمانٌ مرّ و هم لا يبرحون باب الدار و يهزجون قارعين على ما يحملون في إصرار . خرج لهم جاد الله أخيراً و في إثره حجة بخيتة زوجته : فرتقوا يا هووووي .. بلا ست الدوكة بلا بتاع .. يللااااا . و كان جاد الله حلاقاً شهيرا , يجتمع عنده الحي بأكمله مساءا .. تترى الحكايات عند باب دكانته و يعلو صوت الرجال بالونسة و القهقهات , فيفتون في السياسة و الكورة و التعليم و الأندية و الإندايات و و و و .. ثم ما يتبقى منهم حين الليل يفلل , ما يتبقى غير ثلاثتهم : جاد الله و صلاح حريقة و كمال حسبو . فيخرجون الجركانة الشهيرة و يعاقرون الليل غناءٍ و أنسا . الخلاصة أن مامون كان من وقف في وجه جاد الله مصراً على الغناء عالياً و التركيز على تلك ( الطوط ) في ذلك المقطع العجيب !! غضب جاد الله فأخذ منه غطاء الحلة الذي كان يحمل و " لفخه " به على وجهه . قالوا أن ماموناً بكى و بكى .. و هتف في وجه جاد الله الحلاق و هو يبكي : أدونا الفتة .. تضربني ليه ؟ أدونا الفتة يا جعانين , ما بمشي .. و الله ما بنمشي . خالتي بخيتة زاتا فتتها كعبة . أمي قالت خالتي " بخيتة " في بيت طهور ناس عبدالله قرني قالت طو...... خلت النسوان يمرقن جري , بس !! قالوا أن جاد الله أقسم على قتل مامون يومها لولا ان حالةً من " بيتانٍ " منعته من الجري خلف مامون التبيعة الذي قال قولته و أطلق ساقيه للريح . ظلت بخيتة منغلقة على بيتها لشهور من بعد عشا الميتين الشهير ذاك , و من بعد أن طارت شهرتها بين الناس : ( بخيتة أم ...... ) . و أن جاد الله أغلق الدكانة و هجر أصيحابه إلا من كمال حسبو الذي بقي يروده بلا غناء و لا ونسة تقتل صمت الليل بالقهقهات . حتى قيض الله لهم رحولاً من حلةٍ فيها مامون التبيعة .. فرحلوا . أخونا يا محمد ود جبريل .. يمسيك بالخير .. قالوا : أمطرت الدنيا .. فسحبوا ما في الحوش كله لداخل البرندتين , و ما يزال الراديو الأزرق الكبير المضبوط على إذاعة لندن " يشخشخ " كلما أرعدت أو أبرقت السماء , فتقول بت المرين : ( الليلة يا بركة شيوخي حوالينا و ما علينا , الحوبا بيك يا ست نور القبلي , بركة سيدي الحسن راجل الجبل تغتي علينا يا إلهي يا سَيّدي . النبي فيكم إمّا قفلتو " رادي " السجم ده .. قالو ليكم بيجُر الصاقعة ) . كلما أرعدت و أبرقت تقول بت المرين ذات دعواها ذاتها للسماء الغضبى , و تنكمش داخل فراشها رعبا . سحبوا اللحفات و المراتب و سجادات الصلاة و " برش الدخان : الملفوف على فركته , و " البنابر الخشبيات الثلاث و سراويل و عراريق حاج صالح المنشرات على الحبل البلاستيكي , و سحبوا الطاولة الخشبية الكبيرة , و عنقريب المخرطة الكبير . انسحبوا جميعهم اتقاء الماء الذي انفتحت له قِرَب السموات من خريف بكرٍ فحل . إلا مامون أبى و استكبر : شكشاكة .. دي شكشاكة ساكت و الله , ما زي مطرة ناس عمتي فوزية حقت بالليل ديك . و بقى تحت الوابل الخريفي و تحت انهمار لعنات بت المرين عليه و أبو اليوم الذي جاء به . كان مامون التبيعة معتوهاً كبيرا .. أقول لكم . ما اهتم كثيرا بالمطر , لا و لا بالرعد و اللعنات , و الإستجداءات . فبقي " متداغلاً " يتمترس بالبطانية الصوفية الرمادية بالخط الأحمر الباقية من مخلفات عهدة الجيش , و التي ورثها عن خاله عباس الأورطي . تلفع المعتوه بها و تدمدم منتصف السرير . ثم لما أعياه النوم قام يلف اللحاف " المائي " هارعاً لداخل البرندة , ليكاد يهوي منزلقاً من لزوجة طين الحوش الذي تحول بركة مائعة . قالوا : فلما حاول مامون التبيعة الإستناد بحمله " اللحافي " الثقيل على أيما سندٍ يقيه شر السقوط لم يجد أقرب من شباك الخشب الكبير , فأناخ بكلكله عليه , لينهار الشبك الطلل القديم آخذاً معه " حلق " الشباك .. و العتب الأسمنتي و " قرمةً " كُبرى من مدماكه الطين . طنطن مامون مغضباً حين وبخه جده صالح ود الكرسني الذي بقى لعشرة أيامٍ يرتاد فيهن " البصير ود خوجلي " في أقصى القوز ليرد عليه كتفه الذي " خلعته " له هبركة حلق ذاك الشباك المسكين , فكان أن بقي حاج صالح " عضيراً " إلا قليلا حتى أخذ صاحب الوداعة وداعته . ما علينا .. أقول طنطن مامون مغضباً و محنقاً من " شوبير " جده كما أسماه : جدي ياخ وللاي إتّ دايما في المطرة بتلاوز لي , عليك دينك كتّ أتكل ليك في شنو ؟ زاتو الحمدوللاهي إتّ ما كتّ قريب .. و الله لو كتّ إتكلت عليك , كت قلعت ليك حلقك إتّ زاتك .. صاح ؟ . قال بذلك ماطاً شفتيه الغليظتين لأقصى تلاليشها – يفعل التبيعة ذلك حين يتملكه الغضب أو الفرح أو ساكت كده بس – لم يحر حاج صالح جوابا , فهمهم منكساً الرأس مسقطاً في يده : ياربي ليك الحمُد .. الله لا كسّبك و لا غزّ فيك بركة يا ود عطانة بركة الأوليا .
حكوا فقالوا : فقط في يوم الخميس , و قليلاً قبيل أن يفرش " منعم الجاك " برشيه المهترئين لصلاة العصر . فقط حينها يطل ( عبدالله النقادي ) : - طالب من الله - و من كرم الله - و من جودي الله - و مما اعطاكم الله - جلابية في سبيلي الله - عبدالله - طالب - لله و قد كان متسولاً وسيماً قسيما أشيبا أبيض البشرة حلو الصوت .. منغمه , بجلبابٍ متسخٍ و عمامة هي أصغر من أن تسمى بذلك , ثم بجيوبٍ في الجلباب مكتنزة متكورة امتلاءً بما لا يعرفه أحد . تلك كانت ملامحه في كل عصرٍ من أيام الخميس و على مدى سنوات طوال . قالوا : و قد كان صاحب " كوكة " . كل ما عرفه الصبية عن تلك النصيبة المسماة كوكة , أنها كانت تخرج صوتاً غريباً إن أُحرِقت لها ريشة طائر عن قرب . و أن ما من أحدٍ قد سمع ذاك الصوت البديع من سنوات بعيدات . فاستهوت مامون التبيعة تلك الأقصوصة .. و قضت عليه مضجعه . : ( شفت صوت الضب ؟ .. بس ياهو ) قال " همزة "بذلك , فأمن عليه " الفاتح " و " عصام جِنجة " . و زاد عصام فقال : ( أنحنا زاتنا في ربك سمعنا صوتا . شفت , زي كجكجة الضب , صاح وللاي .. زول كده كان ديّاشي اسمو " برين " , شفت لمن حرقنا ليهو صوفة الحمامة قامت الكوكة حقتو كوركت .. وللاي قمنا جارين جري . قال مامون التبيعة حاسماً للكلام , قال بأنه أعد العدة لعبدالله النقادي : ( دايرين تسمعوها ؟ .. عاين عاين , أنا بتلبد ليكم ورا زريبة ناس " قسِم " . شفت لمن النقادي يقيف جنبها إنتو أعملو لي حركة كده كده . انا بولع الصوفة طوالي . إتّو بس أسمعوها عليكم الله .. طيب ؟ ) .. و قد كان . تمترس الشفع عند زاوية " دكان فضُل " . جاء عبدالله النقادي فمر على بيت ناس " عبد اللطيف الدنقلاوي " , ثم إلى ناس " حاج مصطفى شاويش " , فـ " يوسف القبطي " و إلى بيت ناس " حُسنة بت الضكير " حتى وقف بباب ناس " قسم " و تماماً عند الركن الشرقي للزريبة حيث اختبأ " التبيعة " , ثم أطلق نغمته فيما يشبه المديح : - طالب من الله - و من كرم الله - و من جودي الله - و مما اعطاكم الله - جلابية في سبيلي الله - عبدالله - طالب - لله قليلٌ بعد , حتى ارتفع دخانٌ خفيف !! .. لكن ما من شيء حدث ! .. و ظل عبدالله النقادي واقفاُ مادحا . خرج مامون من مخبئه محبطا فلحقه الصبية , كان يحمل كومة من الريش واقفاً قبالة عبدالله النقادي : ( كوكتك ما كوركت ؟ ) . نظر إليه عبدالله .. و إلى الشفع . ثم واصل مديحه لناس " قسم " . : ( أسمع . يا حاج هوووي .. هي بتكورك كيف ؟ .. عندها خشم صحي و ضنب ؟ .. قاعدة وين هي ؟ تلقاها في جيبك الكبير ده .. صاح ؟ .. كدي خليها تكورك ) .. ذُهِل عبدالله النقادي فانتهرهم و اهتاج غاضباً لأول مرة منذ عرفه الناس : أعوزو بللاه .. أعوزو بللاه – ثم صائحاً في خوف - يا قسم .. يا حاج مصطفى .. يا ناس تعالو لمو اليال دول .. اعوزو باللاه . قال هذا و أسرع الخطى مهرولاً , خلفه ركض الصبية يقودهم مامون : ويييي ويييي عبدالله اب كوكة .. : ويييي ويييي عبدالله اب كوكة . قالوا : في جريه سقط الرجل إلى داخل خور المدرسة , فقفز مامون التبيعة إليه و جثم على صدره محاولاً استكشاف موقع الكوكة من عبدالله . ماداً طراريمه الغليظات بقي يصيح : ( شغلها لينا .. شغلها .. شغل الكوكة ياخ ) . قالوا : كسر عبدالله النقادي حوضه فلزم المستشفى شهورا . ثم لم يره أحدهم في الحلة لسنوات . فيما بقي مامون التبيعة لائماً للشفع – و أيضاً لسنوات - : ( كلو منكم .. كنتو تولعو الصوف ياخ و أنا مثبتو ليكم في الخور .. هسه كنا سمعنا حِس الكوكة .. صاح ؟ ) .
وانا لا زلت أسجل حكايات الأصحاب,,, يا عماد كما قال ياسر ياخ فيك قلب مُتعب ,,, أوعا أكون نسيت شئ :) واصل ولن ازعجكــ,,,
10-09-2009, 02:08 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
صاحبي الشيق بشقاواته في الحرف وعوالمه بأيِّ (حِلة) سألقى وإن لم يسعفني عاثر حظي في الإقامة بها ما يشد الروح برسن الجمال
فبالله عليك لا تلتفت وحدثنا
إليك ما سطرته كمداخلة على (Eau)وصدقني مثل هذا الكثير لكنما ما بيدي لألطم به هذا الوقت الذي يتسرب، أنه القدر يا صاحبي الذي يهش بعصاه ما نطمح اللحاق به... وهيهات أن نيأس .. وحسبي القص والقراءة وإن لم أحضر فألحق لكنما كل جمال قام له في روحي جمال مقيم بأثره...
(وقت طويل تمطى في ذاكرتنا وحجب ما حجب في زمهرير الآن وإرهاصات التالي الضبابية.. اللهم إلا من أخبار تتواتر جيئة وإيابا بعضها زائف والآخر لا يشحذ الخيال.. لا يجعلك حاضراً في ذاتك الجائلة هناك.. ذاتك التي لم تأمل لوهلة أن تذوب جذور اتصالها/حضورها .. تحليقها في مدى الانطلاق الذي كنته بينهم ترى، تمتزج، تنصهر، تذوب، تصرخ، تضحك، تبكي، تصرخ، ... تـ ...
لكنما كتابة طاعمة كهذه تحمل دقيق التفاصيل في عبارات مشحوذة وجيزة تفتنك حد الثمالة.. تفتك بك وتفتح أمام في حرمانك المميت هذا كوة المعايشة لما هو هناك
ياخي ميتيش الغياب ذاتو)
محبتي الأكيدة وانتظاري
10-25-2009, 08:20 AM
Amin Mahmoud Zorba
Amin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578
لو عماد عرف يا امين- او ياصبرى كما تشتاق ذاكرتى ان تناديك لو عرف اصرارك على مد سيرة الظل لوعرف.. لمدّ لبلاب انسانه عارشا روحك النائحة... روحك يا صبرى التى اعرف كم هى تبكى الآن.. واعرف انك وجدت فى مامون التبيعة سيرة زمن كلانا يشتاق ان يعوده... ولكنه لا يعود ياصبرى, يازوربانا المعتوه بالحنين هذه السيرة هى سيرة {باب السنط..} الحوش الوهيط يا زوربا.. وضحتك تدخل قبالك.. و{ تبيعة} الغنماية كانت بقية فرحتنا يومداك... لو عرف عماد... لو عرف عن تلك الخديجة الجميلة وكيف كانت تحادث غنماتها لايقن انها ام العالم.. ولو عرف اى حصانا انتظره {مامون التبيعة} ليمنحه جنونا او اعتباطا لتلك الجميلة المحروق حشاها او لىّ!!! فكلانا كان يحتاجه.... الحصان الذى غرق فى البحر.. كتلك السفينه التى تعرف اى كنز كان مامون التبيعة.. وكانت تلك الخديجة وهى... وانا بعض من كنوزك الحبيبة...بل كلها ... اعرف يا زوربانا المجنون بالمدى..... {مامون التبيعة}... كان ذلك الولد الصغير الذى يشبهنى.. انا {تلك الشجرة المهمله} التى قالها لكم درويش... اتذكر.. امتطينا كفاحنا اليومى... وقميصك الذى كنت البسه بدا قميصا رجاليا رغم حنكتى فى التصرف لاخفى بعض من ملامحه.. ولم استطيع, فقد كان ملامح انسانك تسكنه كما ظلت تسكننى.. فى البوكس والوليد ذو السبعة اعوام كان كمساريا... هل قلت لك ام انك وافقت جنونى وافقت انا على فعلك.. بيتكم ووين ياعبس... قال اسمه عبس.. عباس.. عباس {تبيعة} احلام الطفولة.. هل تآمرنا عليه حين فعلنا ما فعلنا وادخلناهو فى ذلك العام المدرسة؟ كيف قادنا الجنون الزوربى الى بيتهم... بيتهم الكرتون.. وكيف قادتنا تبيعة الاحزان حيث كبرت السعفة وصارت نخلة؟ النخلة التى صارت - غولا- وكانت تنتظر حبيبها فى مطارات المنفى؟ لك رطبها يا صبرى.. وله ظلها..حبيبها ولمامون التبيعة رحمة عماد.. وللكتابة ان تعتق عماد... ربما عرف حوجة النداء... ندؤاك .... ونداء...... سعفة التبيعة... خضرت وصار ليها رطب بلحا ينتظر التخمير... كما{ التبيعة} المخمرة
ولىّ......مدى الانتظار ياصبرى ان القاك ونبكى او نمارس اى فعل مجنون, يشبهك.. يشبهنى.. وحزننا يا أمينا على الروح ياصنديد زماننا!!
أفطرت قبل يومين مع مامون .. جاءني معزياً .. فبقي حتى المساء !! و ما يزال معتوهاً . قال لي : ( ضربت راسي بالماسورة ياخ .. أبو حوّا زاتو خاتيها لينا كمين .. صاح ؟ قال عشان ناس صالح عندهم فرّار و هو عامل طفنقي معاهم .. لاكين والله ناس صالح ديل عندهم عتلة كبيرة كُبُر .. شفت ؟ العتلة أقوى من الماسورة .. صاح ؟ كنت داير أشُر لباس الكورة .. غسلتو في مزيرة ناس عادل كَبّه بعد التمرين . قشطناهم ليك تلاتة درون !!! غتاتة منو اب حوّا صاح ؟ اسمع ، داير لي بيبسي .. الدكتور قال عندي ضُعُف .. عويقة راسي دي عملت لي ضُعُف !! عندكم جَبَنَة ؟ التفل حق الجبنة قالوا بيقفل القد الفي الراس .. صاح ؟ عندي ضُعُف ياخ .. شوف لي بيبسي , زاتو فولكم ده ما كويس معانا .. صاح ؟ في البكا بيجيبوا دمعة و سكسكانية و هناي .. جايبين لينا فول ؟؟ ) .
........ يا زوربا .. عنى لي هاتفك الكثير يا صاحب .. لو تعرف كيف ريحتني مكالمتك . ثم الشكر ليك على تسويطي برفع مامون التبيعة .. و التحريض .
(عدل بواسطة Emad Abdulla on 12-19-2009, 11:49 AM) (عدل بواسطة Emad Abdulla on 12-19-2009, 11:51 AM)
الأستاذ عماد: لازم أقول ليك إنو كتابتك حلوة. والسبب في رأيي إنك بتكتب بعفوية و على كيفك ومن جوة عن أحداث يتعرفها جيدوبتستعمل لغة ناس البيت و الجيران العادية الحلوة! عاشت الكتابة بالعامية السودانية الفصيحة و الما عجبو يرجع إلي حيث يظن أنه يفهم أحسن. عاش السودان حراً مستفلاً ( جد جد )! عمك مسعود ( ولا خروف ولا يحزنون!)
12-19-2009, 01:18 PM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
عماد سلامات يازول انت وينك ؟ والبركة فيكم تانى . ده حال الدنيا . .. قال : الحارة ما مرقت . ست الدوكة ما فعلت . ما مون يرفع عقيرته بالغناء . لغة مخصوصه . مامون الرجل الزاهد تدرب على بناء الحكايات . والجميل يا عماد مامون ينفى ميزة الابداع تب . امثال التبيعة ده لايقل أهمية من الكتاب الكبار . مامون يرسم الحكاوى بطريقته وبحسب مزاجه . .. تحياتى
12-19-2009, 06:29 PM
Emad Abdulla
Emad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751
صاحبتي يا تيسير .. مساء الخير .. و يعجبني حالك الجوال يا بت , سارية الليل و ساكه اوجاع الخلايق تدوين .. أمانة وجع الخلايق ما تقيل با تيسير .. وجع ابن لزينا و بطال . لكنه بيوانسك باقي لي .. !! ما يحس بوجع الغير إلا موجوع . العالم أبان حلاقيم ديل جعجاعين ساكت و كلامهم هبوب . تقول أمي للكلام البيش ( زي الهوا لما يضرب في البلاط ) .. لا يشيل لا ينقص .. أمسكي قوي في ايماناتك يا صاحبة .. في الزمن أب كرنك ده .
يمسيك بالخير يا تيسير .. محبتي .
12-20-2009, 07:17 AM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
تعرف يا سني .. أمبارح قطعنا فيك أنا و طلال عفيفي .. تكون مسكتك عشراقة .. صاح ؟ طلال بيحبك بمزاج شديد .. أنا طبعا ما عندي مزاج طلال .. و بحبك بطريقتي أنا - عجبك وللا غلبك ؟ -
مامون قالوا في الإبتدائية أستاذ عبدالقيوم سأل الفصل : الزول لو إتحرق .. مفروض أول شي نعمل ليهو شنو ؟ قالوا فسكت الفصل كله .. و لم يحر جوابا .. إلا مامون : ( ساساساساساساساساز .. يغطوهو بالبطانية .. صاح ؟ ) . إتكيف أستاذ عبدالقيوم .. فمامون الفي الكنبة الورا يعرف إجابة صحيحة و بت ناس و لأول مرة في تاريخ قرايتو . : يا سلام يا مامون .. ممتاز .. براوة عليك ، أقعد يا إبني . إتكيف مامون و جلس .. تلفت يمنة و يسرى و تكشم لأصيحابه ( الما عارفين يجاوبو ) .. ثم وقف علي حين فجأة و أداها كوز : ( بعد داك يكبو فيهو جك موية عشان السخانة بتكون شديدة .. صاح ؟ ) حكوا فقالوا أن أستاذ عبد القيوم عض على إصبعه و هو يكرّج أضراسه ، ثم قام ففكاهو بالبشاورة و المسطرة و الطباشور و ضهر الكرسي المقلوع .. و حاول أن يفكو بأسامة إبراهيم الصغير الذي يجلس في الكنبة الأولي .. لولا ستر ربك .
..... ياخي لو بقت مسرحية .. حلال عليك مامون التبيعة .. أنا ادوني دور عبدالله النقادي .
12-20-2009, 09:48 AM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
يا ريت لو فكاهو بي ابراهيم الصغير انت ابراهيم الصغير ده جناح ابراهيم كبير ؟؟ صاح ؟ بعدين وين لاقيتالمدعو طلال مكرمس معاكم طمنا عليهو والله محبتكم في القلب مفتوحة للسماء الرحيمة ورحيبة محبة ابدية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة