دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب "
|
عن دار الفارابي صدرت للأخ الشاعر و القاص , أسامة معاوية الطيب مجموعته القصصية الجديدة ( شجرة الذاكرة ) في طبعتها الأولى . تقع الإصدارة في 160 صفحة من القطع المتوسط , أنيقة الإخراج و الطباعة , محتوية على 14 قصة قصيرة محبوكة السرد , عالية اللغة .. و شاعريتها . أسامة ليس غريبا على درب القص , فقد عالجه في كتاباته القصيرات المتفرقة في الصحافة السودانية و الخليجية , و عدد من المواقع الإلكترونية .. و خبر دروبه و تمرس عليه و أبدع . في هذه المجموعة الوليدة , يفجر أسامة ملكاته كقاص ذو صوت مختلف و قوي , متمكن من أدواته و حرفية إمساكه بخيوط حبكه السردي . غالب المجموعة ينتظمها النحو إلى دواخل حيوات الناس , الناس العاديون و مغالباتهم لصنوف وقائع ما يحدث لهم و يطرأ عليهم , ما يعتمل فيهم و ما يطمعون إليه و ما ينالون في المحصلة من فتات . القاريء لهذه المجموعة يلحظ الجرس الشعري مندغماً في حنايا السرد , مضيفاً وسطاً سحريا للغة و هي تحتمل تفاصيل أناسها و الوقائع و الأمكنة . و لا عجب إذا علمنا أن الرجل يعالج الشعر بذات الذرابة و القدرة , و يطرق فيه معانيٍ و صور غاية في الجمال و رشاقة العبارة و المفردة . التحية لأسامة و هو يضيء للخرطوم مساءاتها هذه الأيام , و للفأل الطيب فقد تزامن تدشينه لمجموعته القصصية الجديدة ( شجرة الذاكرة ) مع فرحته بقدوم مولوده الجديد .. فألف مبروك يا صديقي . من قصص المجموعة .. أشارككم في قراءة إحداها : جسور . Quote: جسور :
أحمد جالس على الجسر ... يتطاير النوم أمامه .. عيناه كتلتان من الحمرة و السهر ... مضى أسبوعان و هو يحمل بطاريته و قلبه بيده ... و الراديو الصغير بيده الأخرى و يتابع الجسور ... النيل يزيد في ارتفاعه فيغرقه في شبر صبره ... لم تكن الاخبار تتحدّث سوى عن ارتفاع مناسيب النيل و كأنها تقصده وحده ... تقصد منزله الذي بناه رغماً عن مشيئة الطبيعة ... تماما في منتصف الوادي ... تقصد لا مبالاته و هو ينظر للمارة بنصف عين و يجهد في إكمال بنائه ... فاغر عينيه قبالة الجسر يقسي درجة إرتفاع المياه بخبرة سمكة ... - ما قالوا خلاص شارد البحر دا ؟ - لا و الله في زيادة في الحبشة ... لكن قالوا بسيطة . - إن شا الله تبقى بسيطة عاد . القرية كلها في الجسر ... الرجال يحفرون بألسنتهم ... و يحكون ... عن فياضانات سابقة لم تصل ... و عن تهويلات الحكومة ... الشباب منهمكون في الحفر و الردم ... النساء يزرعن المكان بخطواتهن ... يحضرن الماء و الأكل ... يحضرن شيئا من تماسك يدسسنه في العيون و يعدن ... الصبية بات الجسر ملعبهم ... و أحمد ينسرق من الجميع ليطالع منزله و بناته الخمس و يعود ثانية ... في البطارية و الراديو و القلب المفطور ... طوال اللليل كان الرجال ينقسمون لورديات طوارئ يتابعون جسد النيل المتمدد ... ينشرون صيحات الإستغاثة حين تكون الزيادة واضحة ... و ينشغلون بالحكايا حين تسكت المياه في حالها أو تنقص قليلاً ... و أحمد مع كل المجموعات حاضر ... يزيد احمرار عينيه و يزيد عناده أمام طلبات الرجال الملحّة بالنوم : - يا زول إنت مجنون ؟ إنت بتموت بالطريقة دي أمش نوم ليك ساعة و تعال . - يا خواننا عليكم الله خلوني أنا ساعة أدور انوم بنوم . - ساعة تدور تنوم ؟ إنت ماك شايف عيونك ديل بقن كيف بلا الجمر ؟ - كدي خلونا من النوم أسع النسمع النشرة دي فيها شنو . ترتفع المياه ... يرتفع الجسر ... يرتفع الضغط عند الرجال ... فقط تنخفض حاجة احمد للنوم ... يمسك بغصنٍ رفيع ليقيس به منسوب المياه ... صيحات مستغيثة تحدث شللاً طفيفاً في قدميه و هو ينهض واقفاً مع البقية ... يحس برعشةٍ ما في جسده لكنه لا يفضحها خوفاً من كلام الرجال ... يسترها مع قدرته المتلاشية ... و ضعفه ... و رغبته الملحة لقذف بطاريته في عمق الماء و إسكات الراديو الذي لا يحسن سوى رفع مناسيب المياه و ضغطه ... رجلاه ما عادت تساعدانه حين الوقوف ... و لكنه يخبّ مع الرجال و أحياناً يجري جرياً متماوتاً صوب الصيحات ... كلها يومان لا أكثر حسب إفادات مراكز الرصد ... الزيادة المتوقعة ليومين فقط ... بعدها ... يعود أحمد من غيابة الرعب ... يرشّ الماء ناعماً أمام منزله في العصر و يجلس على كرسي القماش الجميل ... يطالع القرية و هي تخطو صوب نعاسها القريب في أصوات الأغنام و الخراف و هي تشم رائحة عشاءها ... تهدأ تماماً بعد ان تاخذ الظلمة أصوات طلمبات الزراعة ... يعود الرجال في روائح حقولهم يبحثون عن روائح منازلهم في أجساد النساء ... تستغرقه الظلمة و هو سارح في نسيمٍ لطيف يغني على وجهه أغنيات دافئة ... يتحرر من الراديو و البطارية ... يومان فقط و لن تتصدر اخبار إرتفاعات مناسيب المياه في جسد النيل نشرات الأخبار ... تتسرب الأغنيات للسهرات ... و تدغدغه حتى المنام ... و يصحو نشطاً لا في يده الغصن الذي يقيس به حجم المياه , و لا في قلبه رجفة من إحتمالات انهيار جسر ما في ناحية ما من نواحي نعاسه ... - أرروووووووورك .... الجسر إنكسر ... أررووووووك . كان يصيح و هو في جريه المتماوت ... المياه كانت تصيح في جريها الحي . عند الظهيرة كان كل شيء قد سكن ... المنازل كلها تهدمت ... الفجائع تكسرت على بعضها في القلوب ... المياه تنازلت عن عنفوانها و هدأت ... الغصن الذي كان يقيس به سارح مع التيار ... الحسرة المحيطة بالمكان تقاسمت العيون ... الراديو ما عاد يتحدث عن زيادات متوقعة في المناسيب ... حمل أحمد ما استطاع من حاجيات منزله ... فقط حمله و حمل بناته الخمس ما خرجوا به للخلاء ... أستشهد تحت الهدم أثاث منزله و ذاكرته ... شجرتا النيم اللتان كانتا تغسلان الفناء بالظل تهفهفان بأوراقهما سطح المياه ... فرش قطعة السجادة البالية التي استطاع إنقاذها على رمل الخلاء ... رسم ابتسامة على وجهه لطالما غابت عنه ... مدد رجليه المتماوتتين إلى أقصى امتدادهما ... مسح عن قلبه ثقل الراديو و البطارية و الغصن ... و نام حتى انطفأت جمرات عينيه ... |
لأسامة رواية قيد الإعداد للطبع عنونها بـ ( أغنيات مهاجرة ) .شكراً أسامة .. و الشكر لأخونا موسى ( قمر بوبا ) الذي عرفني بأدب الرجل , و نالني شرف نسخة مهداة و موقعة . تحياتي .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: ibrahim kojan)
|
كوجان يا صاحبي ..
لأسامة لغته المموسقة .. جزالة المفردة عنده جزء من صميم بنية القص .. تشريحية تناوله لوقائع الأحداث و اعتمالات شخوصه مدهشة .. لم أترك الكتاب إلا و أتيت على آخر صفحاته .. يجيد أسامة الإمساك بشغف القارئ , فيستزيده من المتعة الكبيرة .
أرشح لك المجموعة هذه يا ابراهيم .. واثقٌ من انك ستدعو لي .
أما عن تلفوناتي .. فاسأل دينا خالد .. و لا تهدر نصيبي في الدقائق المائة مع خضر حسين .
أنتظرك . حبي يا صاحب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: GamarBoBa)
|
Quote: أحمد جالس على الجسر ... يتطاير النوم أمامه .. عيناه كتلتان من الحمرة و السهر ... مضى أسبوعان و هو يحمل بطاريته و قلبه بيده ... و الراديو الصغير بيده الأخرى و يتابع الجسور ... النيل يزيد في ارتفاعه فيغرقه في شبر صبره ... لم تكن الاخبار تتحدّث سوى عن ارتفاع مناسيب النيل و كأنها تقصده وحده ... تقصد منزله الذي بناه رغماً عن مشيئة الطبيعة ... تماما في منتصف الوادي ... تقصد لا مبالاته و هو ينظر للمارة بنصف عين و يجهد في إكمال بنائه ... فاغر عينيه قبالة الجسر يقسي درجة إرتفاع المياه بخبرة سمكة ... |
العمدة سلااام لك التحيات عاطرات وأنت تدشن غريفات أمخاخنا دوماً بكل جميل شيق وكما يقول أخي الفاضل الطيب شيقوق ( والله ياعمدة أنت لوتحدثت عن الموت لتمناه البشر ) أول مرة وكان القصور مني أن أقرأ أحرف هذا الكاتب ( أسامة معاوية الطيب ) ما اجمل ما جمع فيه بين الجماد المحسوس والأعضاء الجسدية في إنسجام يبادرك بحلاوة وطراوة لسانه في السرد كل مناي أن نحظى بالكثير لهذا الكاتب الجميل إنتابني شعور غريب وأنا أقرأ بداية القصة كأنه دبيب نمل يتهادى في جسمي
Quote: يحمل بطاريته و قلبه بيده |
يا له من جمع تسمع موسيقاه تروي الأشجان لسماع مابعده
لكما التحية والاحترام الكاتب أسامة والناقل عماد عبدالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: خالد علي محجوب المنسي)
|
المنسي الجميل .. صباح الخير يا صديقنا النقي .. إقرأ معي هذا الخمج الجميل .. و كيف أسامة - صاحبكم المجنون - يحيل الإبرة إلى أداةٍ مسحورة : Quote: ( النيل .. خيط الماء يذكره بخياطة أمه حين ينفتق قميصه الوحيد ذات عراك أو عناق ما .. تميل الإبرة حتى تبدو آثار الخيط بلا اتزان و لا تنسيق .. اللون الأبيض هو لون الخيط الوحيد في دكان القرية .. كان يداوي أوجاع جميع الألوان .. بلا اتزان أمه و بلا تنسيقها .. و الإبرة ذاتها هي ما يخيط القميص .. و جوالات البلح حين الحصاد .. و من يخرج الشوك من الكعوب الدامية أثناء الليل .. و من يضفر لأعراس ربما تجئ .. تظل تطعن في جسد الجدار إلى ان تدعى للطعن في جسدٍ آخر ) |
.إنّا لله .. كيف أسامة يلتقط عبقرية الناس في بصرها بمنجز التفاصيل التي تغيب عن العين .. و يعيد لها صبغة الحياة .. فتستجيب له و تعقل . أسامة هنا يعيد قراءة حيوات الناس , و كيف يؤنسنون محيطهم و يأتلفون إليه .. شخوصه ليست قاصرة على الإنسان .. فالمحيط و تفاصيل المكان في توليفته الكبيرة , هو الآخر لاعب أساس في رفد الحبكة القصية بالسبك متصل الترابط .. المكان و الزمان و الشخوص .. كل ذلك يتحول لوجود نشط له دوره و فعله الأساس في بنية النص . هذا الرجل يرى بحب .. و يكتب بعشق .
تحياتي يا خالد .. أشكرك كثيرا .. كثيرا .
المقام لاسامة هنا .. و الود المقيم لك .. و له .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: دي بس ليـن ما نرفع الجمال دة |
خربت يا صاحبي و أيم الحق .. لين ؟ لين يا خدر ؟؟ فماذا يعيب : لغاية ما ؟؟ .. و ما ضير : لحدي ما ؟؟ ثم إن تلفونك برقم غريب .. ما دخل مفتاح هولندا بالمنطقة الشرقية للمملكة السعودية ؟
يا خدر إنت بالظبط وين ؟ الأيام دي محاكم لاهاي شغالة قرش و نص .. !! ما تكون مقفول هناك و مدينا الزمبة ؟؟؟
فرحان يا صاحبي بروقانك .. واحدٌ من المعذبين في الأرض قد لزم الجابرة .. أخيراً . أكثر من لهط التميس و القلابة .. و كنتر الكنجالات و دكّنها .. فالحبيبات لا يطقن الانتظار .
و بعدين .. قمر بوبا ده جبتو من وين ؟؟ آمنت بالله .. أحبكم الجوز ياه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: جعفر عبد المطلب)
|
Quote: إقرأ معي هذا الخمج الجميل .. و كيف أسامة - صاحبكم المجنون - يحيل الإبرة إلى أداةٍ مسحورة |
يا سلاااام يا عمدة تعرف أنداح هائم بين كلمات أسامة .. الأبرة ومسارها المتعرج وقد تكمش من العراقي وترجح بناحية دون آخرى الأبرة وقد صارت مسلا تخيط خشم شوال تمر أو فاصوليا كانت الأبرة تغوص في الجلد الخارجي تداعب شوكة غاصت متوكرة وأصابت الرجل عرجة مع ألم يتلذذ به ( لا تفتكر اني سادي ) الأبرة تحيك في مشغل طاقية لحبيب يمم أن يعود بعد غياب طال الأبرة ترسم في طرف منديل حرفين جمع بينهما حب جميل الأبرة ومكانها مع المنقاش في جفير سكين جلاد ود فراج يزين ضراع صبي مالي يدو من الشهامة حمرة عين كل مواقف الأبرة ماثلة أمامي وأنا مازلت بين سطور أسامة أستهجاها حرفاً حرفا وأسمع رنين موسيقاها تداعب أذني طربا تذيب جليد متراكم في جسدي من البرودة هذه الأيام وتسيل كومة الجليد أمام باب بيتي.
مودتي وتحياتي لك يا عمدة وللكاتب الرائع أسامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: GamarBoBa)
|
Quote: شكرا عماد الذي أراه بين سطوري فتزداد الإلفة شكرا لكل المتداخلين سأعود حالما أعيد ترتيب دولابي ( واصل للتو من سفرة طويلة جدا ) سأعود لأشكر المتداخلين واحدا تلو الآخر لحدي ما تنطفئ جمرات قلبي ( مش لين زي بتاعة خضر ) خضر وينك ياخي موسى ؟ سآتيك |
الأخ الفاضل / اسامة معاوية الطيب تحية طيبة سلاااام حمدالله على سلامة الوصول في انتظارك نحن على جمر هبوت
لك تحياتي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: خالد علي محجوب المنسي)
|
خالد المنسي - كامل الحضور والذكرى - ياخي والله انت زول كويس خالص خالص جاي ليك وحاسي انك قريب جدا عشان كدا ما حا افتش للكلام لانو الونسة الجميلة تبدا من مافي والله كتر خيرك ورايك في القصص أو الغصص حملني جميلة وجريرة في آن أرجو أن أوفق في رسم الصورة التي تمنيتها شكرا وتعرف جاي اكتب ليكم واحد واحد لكن تغلبني دايما( مغالبة كسير السفر ) بالله لا تغيب حتى أعود إليكم أسعدني مرور الجميع ولينتظروني في رسايل خاصة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( شجرة الذاكرة ) مجموعة قصصية جديدة لعضو المنبر " أسامة الطيب " (Re: أسامة معاوية الطيب)
|
Quote: خالد المنسي - كامل الحضور والذكرى - ياخي والله انت زول كويس خالص خالص جاي ليك وحاسي انك قريب جدا عشان كدا ما حا افتش للكلام لانو الونسة الجميلة تبدا من مافي والله كتر خيرك ورايك في القصص أو الغصص حملني جميلة وجريرة في آن أرجو أن أوفق في رسم الصورة التي تمنيتها شكرا |
يا اسامة أخوي أولاً حمدالله سلامة وصولك ديار الفرس ثانياً نارنا هبوت وختينا فوقا الشاي تب مافي عجلة بي راحتك إستجم وإتبرد والونسي لاحقي ضُمّم مانا في عجل في إنتظارك نحن ليلتحم عقدا جميل بوبا وعمدة وانت وننتشي نحن بحلو حديثكم
تحياتي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|