|
عـابـديـن ...
|
هل كان الموت أمراً حتمياً حتى أتعرف على شخصية عابدين ؟ وكيف عشت كل هذا العمر من عمري دون أن ألتقيه أو أسمع به ، وأنا جاره في الحي وزميله في الحزب ؟ كيف لم تتبادر إلي ، هذه الذبذبة الجميلة الناصعة الشفافة ؟ وكيف لم ..
أسئلة وجدت نفسي حيراناً بها وممكوناً .. فأنا لم أتعرف إلى عابدين إلى بعد وفاته ؛ كنت أجلس في معية بعض الأصدقاء على أهبة الإستعداد لليلة سيكون ملؤها الطرب والونس ، أعددنا العُدة والمجلس للأنس وبدأنا .. لكنها لحظات وطرق الباب صديقنا المحامي لنفتح له الباب في جلبابه الأبيض الملوم على جسده الأصفراني الطويل ، قال لنا ، دون السلام عليكم : عابدين مات ! وجم كل من في الجلسة ، ونزل عليهم حزن ثقيل .. وشيء يشبه الذهول ..
أما أنا ، فلم أكن حتى لحظتها ، أعرف عابدين .
اليوم التالي ، في مكتبي ، وجدت زميلي فيصل الباقر مسحوب الروح وكتوماً ، فسألته : بتعرف زول إسمه عابدين ؟ قال لي كلاماً كثيراً ضمنه أن عابدين نبي ، بتعرف زول نبي ؟
وتحرك في قلبي السؤال .. ترى من هو النبي الذي عاش في الخرطوم وتوفي في ديسمبر ؟
ليلتها سهرت ، وأنا أفتح الإنترنت لأقرأ عن عابدين .. فهالني كم التعازي والأحزان المفروشة على درب وداعه إلى الضفة الأخرى .. كل أصدقائي يعرفون عابدين ، وكل الزملاء أصابتهم لفراق عابدين لوعة .. وأنا وحدي لا أعرف عابدين .. وا غربتي ..
إلتقيت لأول مرة بعابدين في عيون محمد صلاح ، ولد مليان رقه ومحنة لا يغالطك فيها جسده الضخم ، كان قد أرسل لي رسالة لأشترك في الإعداد لليلة تأبين عابدين ، فإتصلت به وقلت له نلتقي الآن ، قال لي عشره دقايق وأكون معاك ، وإلتقينا .. في الشارع لأول مره .. لقد رأيت في هذا الفتى حزناً وديعاً ليس مثله حزن العالمين ، ورغبة في عمل أي شيء ممكن لجمع شمل الناس بذكرى الفقيد المحبوب .. كان كل شويه ، يحكي لي مأثرة من مآثر عابدين ، حكى لي عن العزاء ، وحكى لي عن أصدقائه في المنافي والجامعة والروابط الإقليمية والحزب الشيوعي السوداني ، وأطلعني على صور فوتوغرافية لعابدين وهو بعد فتاً غرير غض الإهاب يقوم بالتحضير لرسالة الماجستير في أمريكا .. كل هذا .. ثم كان أن أخذني في رحلة عبر سلالم بيت عابدين الأنيق إلى أعلى طابق فيه لأرى مكتبة جميلة .. ليس جمالها في كم الكتب وتنوعها وحسن وضعها ورصها ، بل جمالها في شعورك بان كل هذه الكتب مهبوشة ومقروءه ومستعملة .. كتب ترى فيها أنها كانت جزءاً من النسيج اليومي لحياة عابدين .. كتب عن الإسلام السياسي والتصوف ، والفكر القومي العربي ، ومنشورات ماركسية ، ودوريات حال عليها الحول ومجلات صباح الخير وروزا اليوسف ، وروايات لواسيني الأعرج والطيب صالح والطاهر بن جلون و إيزابيل إليندي ، وكتب في النقد وأخرى حول التربية والتعليم والتنمية البشرية .. بجانب الكثير من الأعمال الكاملة للعديد من الشعراء والمنظرين والفلاسفة ..
دخلت بيت عابدين ، وانا إبن طبيب وأم عصامية منتميان للطبقة الوسطى ، فوجدت في بيت عابدين قصراً منيفاً ، مشيد من طوابق ومجالس ، وفيه سلالم .. لكني شعرت فيه بوداعة ولمسة حنان ونسيم حايم يرحب بالضيوف واناقة طيبة ولطيفة وذوق .. وهي أمور تتقاصر عنها القصور في بلادي .. فعابدين قد إستصحب معه في نموه الثرائي مباديء الطبقة الوسطى ، وأخلاقيات القرية .. فأي جمال أيها الناس .. وأي توليفة مجيدة ..
في كل الصور التي رأيت فيها وجه عابدين ، كنت ألمح نوعاً من الإستغراق ، إستغراقاً في إبتسامة أو في قراءة أو في تأملٍ ما .. وهذا باب لمعرفة الناس من صورهم .. والله أعلم .
في نعي عابدين قرأت العجب العجاب .. فهذا بشرى الفاضل أديبنا الكبير يقول أنه فقد عزيز ويسهب في وصف سجاياه ، وهذا آخر ينعى للفقراء سندهم وملاذهم ، وهؤلاء أصدقاء يبكون على أيام رفقته الأنيسة ، وهنا رجل يقول أنه فقد السكرتير العام المرتجى لحزبنا ..
فمن هو عابدين ؟ الإسم : زين العابدين صديق بشير النوع : ذكر الديانه : مسلم وموحد بالله المهنة : رجل أعمال وثوري ملتزم ..
وقد ولد عابدين في قرية إسمها أمبكول ، وهي قرية لا أعرف نطقها الصحيح . ولد فيها وعاش كالأولياء .. خفيفاً محبوباً ونبيهاً .. لقبه أبوه بالضيف ، لأن يده لا تلامس الطعام إلا مساً خفيفاً ، تخرج منه وكانها مغسولة وبلا أثر ! زهد عجيب تلمح آثره في هذه التسمية وتلاويه إلى أن تصل به عند جلبابه البسيط في أواخر حياته .. فاي فتاً قد أضعنا ؟
حسب تجربتي الشخصية البائسة ، في المدارس والجامعة ، فإن أقراننا أصحاب الذكاء ، والتحصيل الأكاديمي المتميز ، كانوا ينأون بأنفسهم عن التداخل في الشأن العام .. وهناك شائعة مشهورة بأن الأكاديميات شيء ، والسياسة شيء آخر .. فكان من أمرنا أن في بلادنا هذا التقسيم المريب : سياسيون ، أكاديميون ( وكان عجبكم ، مثقفين ) .. لكن عابدين زول معجون .. معجون بالإخلاص والمحبة والروح الصافية وحرارة القلب .... فالولد الذي أحرز أعلى درجة في إمتحانات الثانويات في الرياضيات ، حاصلاً على مجموع نسبته 100 % لم يتوان عن الإنضمام للجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي السوداني .. لم يكن لإنخراطه في العمل العام وإلتزامه السياسي أثره السلبي على تحصيله الأكاديمي ، الذي شهد له بسبة حضور وتفوق عالية ، بل ومذهلة .
فعابدين المحرر لجريدتي مساء الخير ، والطارق الجامعيتان ، ومؤسس مجموعة طلائع النخيل للتوعية العامة بمروي والتي محت أمية الكثيرين من أبناء المنطقة ، هو نفسه عابدين الذي عاد من الولايات المتحدة سنة 81 حاصلاً على رسالتين في الماجستير بدلاً عن واحده خلال عامين فقط .
ربما ، تزرف اليوم ، أعيناً كثرة دمعاً عزيزاً على فراق زين العابدين صديق حسن بشر .. لكنني أجد نفسي في غاية الفرح والحبور ، بالوقوف وسط سيرة كهذه .. سيرة لإنسان مليء بالطهارة وحب الناس والإصرار .. وأجد أن الأدعى من ذرف الدموع ، إطلاق ألف زغروته على مقام عابدين .. فقد كان هنا ، وبيننا ، إشارة للأمل ، وللقوة والصبر والإحتمال .. عابدين بيننا الآن ، رمز عالي لشحذ الهمة وعدم الركون
عابدين بشرة خير .. وليست وفاته بفاجعه ، بل هي إنتقال لطيف ، وتسليم للرسالة ..
ولله الامر من قبل ومن بعد ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: عابدين بشرة خير .. وليست وفاته بفاجعه ، بل هي إنتقال لطيف ، وتسليم للرسالة ..
ولله الامر من قبل ومن بعد ..
|
سيبقي ياصاحبي في عيون شعبنا الذي يقهر ولايموت سيبقي ياطلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: خضر حسين خليل)
|
ليك شوقه يا خضر ، الأحزان كترت علينا .. لكني رأيت فيما يرى الصاحي ، أن الحياة باقية بمجدها وناسها .. وإنو طعمها فينا حي وجميل .. نحزن لأننا نتمنى لو كنا نرافقهم في التي هي أجمل ، لكن طالما ربك أراد ، خلاص ، نواصل مرشوشين بعبير أيامهم وحلاوة تجربتهم بيننا .. [/bule]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: خضر حسين خليل)
|
تاني يا طلال ؟ غنية الموت المدورة في البلد . بينقي و يعزّل .. و يشيل .
غريب هو أمر الغياب يا طلال . أظنو أول ما يميزك شي , و الناس تجمع على حبك و تتأمل فيك الخير الكتير و ترجى منك .. يقوم الموت ينتبه ليك .. و يسرقك من الناس و ياخدك لنفسو .. أناني الموت .
.... بطمأن يا طلال لما يغيبو ناس يصدق عليهم : ( يا أيتها النفس المطمئنة .. إرجعي إلى ربك راضيةً مرضية ) . عابدين من النفوس المطمئنة .. فاطمأن عليهو يا طلال ..
مودتي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Emad Abdulla)
|
عابدين يا عماد ، واحد من الناس الخلوني أشعر بطعم مختلف للموت .. ما حزنت عليهو بقد ما حزنت لغيابي عن معرفته ومجالسته في حياته .. حزن أقرب ما يكون لحزنك على نفسك وخسارتها ، زي ذاك الحزن الوئيد الصابني لرحيل حسين شريف ..
لكن ، النوع ده من الناس ، بمجرد ما تتذكره أو تترامى على مرمى ذاكرتك سيرته ، بتملاك حاجه أقوى من الجزع .. حاجه سريه وغريبه تشبه السحر القوي ، بتقول ليك : واصل ..
وشكلي كده ، هواصل .. هي المواصلة دي رجالة ؟
( خلي الموت يعزِل ويختار ، أنا كمان سأختار من يبقى إلى جواري )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
اواااه ... ما اصعب الكتابه حين تكون الكتابه عن امثال عابدين تحتاج الى هز قضبان ذاتك و هى الحبيسه بين جدران اللغه, ان تضرب بقبضة الكلمات على سياج الجمل و تناجى المعانى فما بالك وانت تكتب عنه عندالرحيل هو اصفى و اجل يا طلال لا يعدل وده الا صفاءه و حلو معشره احد المصابيح التى خبأت و لكنى لا ازال بها استنير يكفينى هذا الآن لك حبى مقرون بحبى سيرته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
وعلى ذِكر عابدين ، توافد الناس .. ما بين محبة صافية ، وذكرى عالية : صديقات ، ومحبين ، ورفاق حزب ، وزملاء درس .. وأبناء منطقة ، واهل :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
نعم يا صديق
بقدر حزننا عليه فاننا نحزن
على انفسنا و على زماننا الملــعون
الذى لم يمكننا من لقاء هؤلاء الانقـــياء
لعلنا كنا تجملنا ببعض ما فيهم من انتماء
للناس و الحـــياة .. احـــزن يا صديقى
احزن فالحزن كائن يتمدد فى كل مــــكان
من ارض الوطن .. احزن عليه و علي نفسك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: abubakr salih)
|
أجمل التحايا يا ابوبكر .. فينا من الحزن ما يكفينا سنينا واليوم أجدني أكثر ميلاً لربط ذكرى من أحبهم بالحبور والإعتزاز ..
لك كل الود والمحبة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
محمد السني يا عزيز .. عابدين من خامة الناس النادرين (زيك كده) .. ووالله شاعر إنو الفقد كبير .. وليلة تأبينه شعرت بالمعنى العميق لكلمة " الفقد واحد " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: وهنا رجل يقول أنه فقد السكرتير العام المرتجى لحزبنا ..
|
نعم ، أنا أيضآ قلتها وجهرت بها فقد رأيت فيه سمات القيادة وكاريزما القائد وأتيقن ، كلما وردت سيرته ، إنه في الطريق إلى القيادة وكان مؤهلآ لها تمامآ كنت أبتسم دائمآ كلما طل السؤال : { ومن بعد نقد } فقد كنت أعرف على الأقل ثلاثة كان أولهم عابدين صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: أبو ساندرا)
|
مش قلت ليك يا ابو ساندرا قبل كده إنك ما بتجي في بوست إلا يكون فيهو ريحة الحزب الشيوعي أقل الله عثرته ؟
عملتها واضحه غايتو ...
المهم .. دون أن تفصح عن مداعبي خيالك الثلاث لقيادة حزبنا الجميل فأنا عايز أعزيك في فقدك لعابدين ، وعايز أقول ليك إن في هذه البلاد ، ويا للعجب أمل ! ولو كان خفيف ..
حاشية يا زميل : خرجت من تأبين عابدين باصدقاء : أزهري ، محمد ، صديق ، وآخرين وإنت عارف كيف هذا الشي نادر زي أسنان الجداد ..
بتمنى لو يتركوا مكتبته على حالها ، ويسمحوا لنا ، في الأسبوع ، مره ، ندخل ، ونقرا ، ونستفيد .. تكون صدقه جاريه ، وصله موصوله وحضن دافي ، وزيادة تعارف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
وأتيقن ، كلما وردت سيرته ، إنه في الطريق إلى القيادة وكان مؤهلآ لها تمامآ كنت أبتسم دائمآ كلما طل السؤال : { ومن بعد نقد } فقد كنت أعرف عابدين صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Mohamed Omer)
|
العزيز طلال ,
إنت وأنا إتعارفنا في عابدين, يعني إتعارفنا في الخير, شكراً ليك ياخ, شكراً للإهتمام بنزول تأبين عابدين في الميدان الليلة
أستأذنك أنو أنزل هنا ذكرياتي عن تلك الأيام , أيام وفاة عابدين , كنت بكتب, لأنو ما عندي حاجة تانية غير إنو أكتب, وأرسل لبعض أصحابي , وبس. كنت منتظر اللحظة القال فيها الشفيع يوم التأبين, إنو عابدين كان شيوعي , وكان قيادي في حزبنا, وقفت, صفقت براي, لكزني معز عبد الوهاب , قال لي التأبين ما بصفقوا فيهو. لقيت زملاء تانيين عندهم وسيلة تعبير أبلغ مني. لحظة الشفيع قال كلامو ده, بكوا ناس كتااار خلاص, أخيراً ...... وبعد زوال ظروف (التأمين) , هاهو حزبنا ينعي عابدين ببعض مما يستحق.
المهم,
بنزل ليك الكتبتو, وشكراً مقدماً على الإستضافة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
وفاة عابدين صديق ..... بين الألم العام .... والألم الخاص
الجمعة 30-11-2007: في إجتماع ما , تأتي سيرة عابدين, الحاضر بما كتب. الغائب جسداً . نناقش مساهمة كتبها عابدين. (عابدين وين يا أخوانا), (عابدين عيان, وراقد في فضيل) . كمال – الدينمو المحرك لمدينة الخرطوم كما ورد في ألوان – يبتدر نقاشه بالتمنيات له بالشفاء. يدور نقاش حول الموضوعين. ما كتبه عابدين, ومرضه. نتفق على زيارته عصر غدٍ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
السبت 1-12-2007:
الرابعة, أتصل بصالح لنرتب لزيارة عابدين. يعدني بمعاودة الإتصال عندما ينتهي من إجتماعه. الخامسة والربع, يتصل صالح. مستغرباً, متألماً , يبكي. عابدين مات. كيف ومتين. لا تفاصيل. أتصل بباقي (الأصدقاء) , أنقل لهم الألم والدهشة. أتحول لكائن مبرمج (وهي واحدة من تكتيكات التعامل مع الموت). أتصل بصديق عمره, ود حلته, فيصل بشير, البركة فيكم, البركة في الجميع. بعدها, صمت ثقيل وتنهدات. نتفق على الذهاب سوياً . في هذا اليوم, (والأيام التالية), أذهلني فيصل بقدرته على التعامل مع هذا الأمر. كنت دوماً ما ألمح في عينيه دمعتين متحجرتين عندما يذكر أحدهم عابدين. عندما يذكره أحدهم بخير, أو يعترض أحدهم على موقف الحزب من نعيه. فيصل شخصية مدهشة.
المقابر, مقابر المحجوب, يدفن عابدين لدى أهله الختمية. يتوالى حضور (الأصدقاء) , يبكون , واجمين, ما زلت أتحلى بسلوك المراقب. تصيبني الرعشة عندما أحضن أحدهم عقب الفاتحة. لكني لا أبكي.
نقد ..... سليمان..... يوسف ..... السر ..... حاج الزاكي ..... عم التجاني عيان ....... والشفيع لسه ما جا من السفر. كل من إختلفت معهم..... وإختلفت حولهم, حاضرين. أتشاغل بمراقبة ردود فعلهم, وسلوكهم. مشوار طويل من جامع السيد علي إلى حيث سندفن عابدين. مشوار أثق في أنه سيبقى في ذاكرة كل من مشاه. بدأ الناس يتحدثون بعد أن زالت رهبة السكون الأولى. قيلت عبارات كثيرة في ذاك المشوار. كلها تراوح حول (الموت نقاد). لكن, نقاد للدرجة دي ؟؟ ما ببالغ !!
من مشاكل الموت, أنه يجعلك تحس بتأنيب الضمير. تأنيب الضمير لأنك قصرت في حق المتوفي, و(ما مشيت زرتو في وقتها), متحججاً بمشاغل الدنيا السخيفة (السخيفة للمشاغل .... وللدنيا أيضاً). وتأنيب الضمير لأنك ها هنا حي, وعابدين ميت. تتوالى الإنطباعات ,
من أقوالهم: ( عادة ً بزوغ من مشوار المقابر ده, لكن الليلة كنت حريص جداً إنو أجي هنا ) خالد. ( يعني يا معتز يموت الزول ده , ويفضلوا الرمم الزيي وزيك!! ) عباس . ( كنت معاهو لحدي تلاتة ونص , لو قالوا لي بموت بعد خمسين سنة ما بصدق) مختار وهو يبكي. ( من مية رمة حايمين, ما يموت إلا عابدين ) عم سيف. ( البركة فينا كيف إذا بموتوا الزي عابدين, وبنعيش نحن !!) عم التجاني عندما زرته مع بدر الدين في اليوم التالي في المستشفى, محتجاً على قولي (البركة فيكم).
أحتضن حسن عثمان بدون كلام بعد الفاتحة. هزني بكاء بدر ومهيد. لجأت للفاتحة, عسى أن تثبتني. أين كمال (الفخيم)؟ ما هو رأيه فيما يحدث؟ تجادلنا , خالد وأنا, هل رزء السودان بموت قرنق أكثر أم بموت عابدين. عدت للمنزل, فيصل يحكي عن عابدين. أحكي لسحر زوجتي عن عابدين. يتصل بي أصدقائي, محتجين على الموت, ليس في إستطاعتي فعل شيء, يعاودني الشعور بالعجز. أنقل إحتجاجاتهم لسحر. سحر لا تستطيع أن تفعل شيئاً. أعزم على أمر, سأسأل كمال الفخيم عندما ألتقيه. لعله عثر في الماركسية على ما يعلمني كيف أتعامل مع الموت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
الأحد 2-12-2007: يوم عمل, ولا عمل. فقط, توهان في الذي جرى. أتابع النت. الناس يعزون في وفاة عابدين. دون أن يعرفوا من هو؟ يسير بينهم ان عابدين هو (أخو عمر صديق). وعلى ذلك تتوالى التعازي. أشعر بالغضب. (يا جماعة عمر صديق ده هو الأخو عابدين). كيف ينسب عابدين لشخص آخر. يتصل بي محمد أحمد, يبلغني بقراره مغادرة السودان إحتجاجاً على موت عابدين. صالح يشكو من اللا عمل. ولمن يعرفون صالح, فإن العمل حياته. واللا عمل هو موته ذاته. كيف نعمل في مثل هذا اليوم. أو في اي يوم آخر؟. لابد أن تحتج هذه الدنيا على ما يحدث فيها. بدر الدين يقترح أن يصدر الحزب بياناً في هذه المناسبة. مهموم أنا بأن يكون هناك نعي رسمي لعابدين. خالد يفكر في عمل تأبين ضخم. أركز تفكيري في النعي. لابد أن ننعي عابدين بالشكل اللائق. الشكل اللائق بالحزب , وبعابدين. شرف لهذا الحزب أن يكتب ان عابدين صديق كان سكرتير قطاع الطلاب ثم مسؤوله, وعمل في هيئاته المختلفة, ثم صار عضو لجنته المركزية. هذا يعني أن الشيوعيين (ناس فاهمين). فبمثل عابدين تتشرف الأحزاب. ومثله قليل. عابدين كان رجلاً متنوعاً . نعم. كان (زول الحلة) والأهل والأصحاب. نعم. لكن عابدين كان زميلنا. كان زميلاً. فكرت في نعي أكتبه , يحمل عنوان (فقدنا سكرتيرنا العام القادم). أذهب لمنزل عابدين. إثنان أتهيب لقاءهما, لما أعرف عن علاقتهما بعابدين. كمال خالد, وصلاح عوض. لكن, إذا لم يكن من الفاتحة بد ...... الدموع, ثم الدموع . أخيراً أبكي. أبحث عن الشفيع (يا دكتور النعي كيف؟), يفكر قليلاً (بنشوف الموضوع ده). أتركه (ليشوف الموضوع). أخيراً أعثر على كمال الفخيم. هاك أسئلتي يا كمال. ماذا قال إنجلز عن هذا الموضوع. ماذا نفعل مع الموت , في مقولة مشهورة لحسن موسى. نقنع من الغنيمة بالإياب. نتدارس مآثر المرحوم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
الإثنين 3-12-2007: هل أنتم في حاجة لأحكي لكم عن عابدين؟ لا أظن. كم عرفت عابدين؟ عرفته سنة ً أو بعض سنةٍ . لم أكن ألتقيه إلا في إطار ما هو (عام). حتى خارج الدار التي تجمعنا, لم ألتق به إلا لنتعاون على تنفيذ ما هو (عام). عابدين يتخللك ببطء, بهدوء, بيقين, بعمق, بحيث لا تستطيع منه فكاكاً. لا يحرص على أن يترك فيك أثر الدهشة الأولى. بقدرما يصيبك بالدهشة الدائمة. هنا شخص يستحق أن تعرفه, أن تتعرف عليه, يستحق أن تعترف به. هنا شخص يستحق أن يعيش, وأن يملأ الدنيا ويشغل الناس. هنا أمل. هنا المستقبل. تغرك الدنيا أن تضع التعرف عليه من ضمن أجندتك (المستقبلية)!!
حياء طبيعي, يميزنا نحن الشيوعيين, من أن نقول لشخص ما كم نحن معجبون به. كم نتمنى أن نتعرف عليه أكثر. حياء مقيت. بالطبع كنت سأكون أكثر راحة ً لو عرف عابدين أنني أقدره. شغلتنا صراعاتنا من أجل مستقبل أفضل لوطننا, لحزبنا, عن قولة الإعجاب. ولم العجلة ؟ ففي الوقت متسع. ها أنا ذا أعلم أنه ليس في الأرض متسع.
ها أنا ذا أعلن, أنني معجب بك يا عابدين. معجب بما تقوله حتى لو إختلفت معه. معجب بطريقتك المميزه في التعبير عما تود قوله. معجب برؤيتك المتفائلة, الحذرة, المرنة. بقدرتك على تقبل الرأي الآخر, والإستماع له بإبتسامة هادئة. معجب بمنهجك في جمع شتات الآراء, بعد أن كان كل الظن ألا تلاقيا. معجب بنظرك الثاقب إلى core الموضوع (كما تفضل أن تقول). وبحركة يديك وأنت تدلل على فكرتك, وتسوقها بيننا, فتنتزع منا إبتسامات القلوب والوجوه. وتزرع فينا الإحساس بأننا نستطيع أن ننجز ما بدأنا. معجب أنا يا عابدين حتى باللائحة التي تخرجها من جيبك, مطوية, ومغلفة بعناية, تشبه العناية التي تعامل بها الدنيا, ولا تشبه العناية التي أبت الدنيا أن تحيطك بها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
الثلاثاء 4-12-2007:
أبدأ يومي بالميدان, الصورة تثير الشجون. النعي يثير الذكريات. أراجع النت, صدقي كبلو يكتب عن عابدين الذي يعرف. وعدلان أحمد عبد العزيز يكتب. والناس يكتبون. من يعرفه ومن لا يعرفه يكتب. ونحن لا نكتب, في إنتظار نعي الميدان. نعي بارد. يخبرني الشفيع بما قاله عند (رفع الفراش). كيف أنه حام حول إنتماء عابدين الحزبي دون أن يذكره. مساء الثلاثاء. إجتماعنا المعتاد ...... ليس كالمعتاد. (يتزاوغ) الناس من دخول القاعة إياها. ألتقي بكمال خالد أمام باب (الدار). نتحدث مرة أخرى عن عابدين. عن علاقته به. ندخل الإجتماع متثاقلين. عباس ينعي. والآخرون أيضاً. أتشاغل بتقليب الأوراق. لا أجد في نفسي حماساً للإجتماع (وهو حدث - لو تعلمون – غريب !!).
تتواصل النقاشات. شيئاً فشيئاً , أرفع يدي لأعلق, لأناقش , لأحتد في النقاش. ها أنا ذا أستعيد معتز من داخل الحزن. ينتهي الإجتماع ونحن نفتقد تلك المداخلة الأخيرة في كل جند. عندما يستقبلنا عابدين ويشرع في تلخيص النقاش, وتوجيهه إلى حيث يريد, حيث نريد. لابد أن تستمر الإجتماعات. لا بد أن تستمر الحياة. حكمة بائسة ومكرورة, لكن لا مفر منها. يجب أن نعيش, أن نمضي للأمام. حاملين مراراتنا بقوة التحمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحم عبدك المؤمن عابدين
هو من الأتقياء الأصفياء الذين يرحلون دون أذن برحيل ...
رسموا لنا الدرب معبد بالأمل الأخضر دون ضجيج
ورحلوا دون ضجيج ....
هؤلاء أصحاب القلوب البيضاء والقلوب الرحيمة بنا دعوتهم يصادفها ملك
كما مقولة الفقيد الجلل دكتور القدال أن شاء الله آنا من القوة للهوة ورحلوا هكذا
ما زال في معيتهم عطاء وافر بالخير والحلم الوسيع
رحلوا وتركوا فراق بعرض الوطن وطول النيل ..فراق لا تسده الشمس
كنت كلما اسمع بفارس يترجل من حصانه اذهب إلى أختي ونحن نشرب العلقم في غربتنا
أن فلان الفارس جميل رحل ...تشهق آسى وتردد ما بال الموت يختار النزيه والخير والجميل
والظاهر يا منى نحنا في غربتنا المرة دي لما نرجع للوطن نلقى الناس الجميلين كلموا والزمن الجميل
غادر دون رجعة .
نعم أيتها الماجدة كل الفرسان غادروا دون إذن بالرحيل والزمن الجميل تبخر كدخان ...
وماذا نحنا فاعلون مع الموت غير الرثاء ...رحماك يا موت بنا
اترك لنا سند وركيزة وجبيرة للزمن ألردي ...
ولا حوله ولا قوة إلا بالله ....
استغفر الله العظيم الحليم ...وقدر الله ما شاء فعل
انتم أيها الأتقياء وداعاً
وداعا يا شموس بلادي التي لا تنطفئ
وداعاً يا زماننا الجميل ...
وداعاً يا أوفياء للوطن والبسطاء المساكين في بلادي ..
وداعاً يا رمز العطاء
وداعاً وانتم غرس لا يموت
وداعا ونحن لرحيلكم مكلمون وموجعون
شكرا أخي طلال لهذه النفحة من الوفاء لمن وهبوا من زمنهم لهذا البلد أهله
وهم قلة وظني الزمان لا يجود بمثلهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: منى على الحسن)
|
خاتمة : الزملاء الأعزاء : عندما أموت, إنعوني كما أشتهي. لا توفروا شيئاً. ليس لي تاريخ سوى الحزب والأصدقاء وبعض من حبيبات. لكن الحزب يأتي عندي أولاً, كما كان عند عابدين. ولا أتمنى أن يكتب على قبري سوى : (عاش ومات , وهو يتمني أن يكون شيوعياً). لا تنسوا شيئاً , لا تنسوا حتى النقد الذاتي. فهو يحسب ضمن محاسن موتاكم. يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الشعب بقلب سليم. يومها, سيحسب لنا ما نفعله اليوم في الجهة اليمنى من الميزان.
حسام (معتز) – في 4-12-2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: أتصل بباقي (الأصدقاء) , أنقل لهم الألم والدهشة. أتحول لكائن مبرمج (وهي واحدة من تكتيكات التعامل مع الموت). |
و إتصلت بي يا معتز كنت قد تلقيت الخبر الفاجع قبل ذلك أدركت من صوتك سبب الإتصال تماسكت بك ومعك وتحدثنا لم أعبا برجل المرور عند الإشارة الذي إندهش من جرأتي على إرتكاب الممنوع جهارآ وعلى مرأ من عينيه وأصلنا الحديث وعندما إنقطعت المكالمة ، كنت قد توقفت قبل ذلك بثواني عند كيوتل السد ترجلت ودلفت على المدخل ، وقفت أنتظر خلو إحدى الكباين وسرحت مع الذكرى مع أيام بعيدة تغرورقت العيون ثم شلال دموع ونشيج مكتوم ... ... إذا ببنتي ماهيتاب ، التي كنت أنتظرها ؛ تقف أمامي ثم تحضنني مهلوعة وسألت : في شنو يابابا جاوبت بسرعة لكي أحميها من القلق خاصة إنها لم تر أمها -تاني واحد زول قام فات يا ماهي - من ،، سألتني - مابتعرفيه ، لكنه الذي كنا ندخر ليقودنا هي أيضآ دمعت
يا معتز ماهي قلدتني وشاركتني الحزن وندمت لأنني لم أفعل هذا معك عند إتصالك تبينت فيما بعد ان إتصالك كان بغرض المساعدة اما الهمك التماسك واما أحرضك على البكاء
ما فعلت الثانية وما أظنني فعلت الأولى
فيما بعد إتكأت على رؤوف جميل زميله وإبن عمته وإجتررنا الذكرى وإستحلبنا الدموع
يا معتز أبقوا عشرة على تيجاني الطيب أبقوا الف على الحزب الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
معتز أحمد أوجعني طلال بحكيه وها أنت تواصل أجاركم الله ياصاحبي ... قرأت حزنك علي الفقيد الراحل .... هذا الموت عملاق نتقازم أمامه ياصديقي وأنا هنا لا أنشد سوي تماسكك ورفاقنا أمام قسوة الحدث المهيب أمام هذا الموت المكاشر .... عابدين سيبقي بروحه وبإسهاماته الثرة وسيبقي أكثر بما ينجزه رفاق همه فيما سلك من طريق .... أنا عاجز عن توصيف الحالة التي إنتابتني منذ قراءتي لهذا البوست العجيب المهيب عاجز ياصديقي عن الحديث فالفقد كبير والصمت هاهنا أبلغ يا معتز فقط بلغ رفاقنا إني أحبهم وأجلهم .
وخلو بالكم علي أبوشنب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
بكى صديقنا "ميسو" و باح بالالم عاليا
من لا يعرف ميسو لا يعرف عابدين
و من لا يعرف عابدين لا يعرف ميسو
لا يتشابهان ... ابدا... لكنهما تشاركا اشياء كثيرة لسنوات طويلة ـ واخرين واخريات -
ميسو احد من افنوا زهرة شبابهم ونضارتها (لا زال قلبه اخضر) في الحزب ... غادر الحزب/التنظيم عندما تيقن ان مكانه ما عاد هناك، لكن الحزب لم يغادر ميسو (هل هذا سئ ام جيد؟؟؟ ما ندرى)
ميسو قال: هناك امل ما ... لو صعد امثال عابدين للقيادة؟
هل تصح نبؤته؟ لا سبيل لنعرف لان الموت سبقنا.....
رغم ان ميسو يعلم انهم/اننا - هو و عابدين و واخرين واخريات - كانوا/كنا جزء من هذه البنية الصلدة بكل ما فيها من نبيل و جميل و سلبي و سئ
ساعود لحكى زيادة وللمجادعة مع معتز وطلال والبقية
حسبو وينك؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: esam gabralla)
|
طلال ومعتز ليتني لم اقراء لكم لكي اعرفه حزينـــه هي هذه الايام.... والشتاء قاسي ... وملعونه ظروفنا .... ولكنـــا ننتظـــر باكرا جميلا ... كروح عابدين معتصم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: esam gabralla)
|
العزيز/ طلال عفيفى تحياتى العطرة اشيد بهذا البوست (النادر) مثل عابدين الاحزاب السياسية يا طلال تنشا اصلا على أكتاف اشخص مثل عابدين خاصة اذ كانت قائمة وسط جماهير القوى الحديثة بدون سند طائفى او جهوى. عابدين يمثل اليقين فى زمن التردد، العزيمة والالتزام فى زمن التحلل. لكنى لا ازعم معرفةالرجل باحاطة جيدة قد التقيته فى اجتماعين او ثلاثة ايام الجامعة منتصف الثمانينات اللهم ارحمه رحمة واسعة،
Quote: Quote: معجون بالإخلاص والمحبة والروح الصافية وحرارة القلب .... فالولد الذي أحرز أعلى درجة في إمتحانات الثانويات في الرياضيات ، حاصلاً على مجموع نسبته 100 % لم يتوان عن الإنضمام للجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي السوداني |
|
لااعرف ماذا كان مستوى واتجاه تعاطيه مع حدث بضخامة انهيار حائط برلين، وهل لازمته تلك الزهنية الرياضية المرتبة الى الابد ام ماذا. ليتنا نسمع من اصدقاء هذا الهرم الاسطورة ما يفيد فى هذا الجانب ، لقد ازف الوقت لتسليط الضوء على حياة الرجل وانجازاته بعيدا عن تزويبه فى الحزب الذى احبه ، وربما حان الوقت لنرحمه من ذلك الحب القاتل ولو مرّة واحدة. أتفق فى ان الرجل كان نبيا ولا يخالجنى الشك فى ذلك مطلقا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
اأربعون يوما ...عجفاء..رمضاء ذهبت بالثالوث الحزبى... تنظيميه ثم إقتصاديه وأخيرا سياسيه.. ولكن .. عزاؤنا... مازال النضال مستمرا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: abubakr salih)
|
العزيز أبو ساندرا,
Quote: تبينت فيما بعد ان إتصالك كان بغرض المساعدة اما الهمك التماسك واما أحرضك على البكاء
ما فعلت الثانية وما أظنني فعلت الأولى |
أظنك فعلت الأولى, ما تتخيل عبارة (البركة فيكم) , البعديها صمت دي, بليغة كيف. الما كنت قادر أفهمو , حينها, ولحدي حسي, رغم الشروحات المتعددة من عدد من الزملاء, كيف ما نفاخر بعابدين كل الأمم. عشان كده, الإنفراجة و(الإذن) كانوا مهمين بالنسبة لي.
Quote: أبقوا الف على الحزب الطيب |
ألف وواحد يا عمنا, على الحزب الطيب, والشعب الطيب, والبلد الطيب.
بس لو خلصت إغترابك ده وجيت لحقتنا !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
يا خدوري, لولا إنو الدنيا بورد, كنت قلت ليك مشتاق ليك كيف.
إنتو بطلتو تجوا البلد دي ؟؟؟
Quote: عابدين سيبقي بروحه وبإسهاماته الثرة وسيبقي أكثر بما ينجزه رفاق همه فيما سلك من طريق |
ده العزاء الحقيقي يا خضر, إنو نحن بيدنا (ننجز) (جزء) من الطريق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Motaz Ahmed)
|
الدخري والدغري والعودو خاتي الشق عابدين جينا نتنسم حيواتك فالهمنا الثبات الهمنا الثبات وشد عضدنا....فبمثلك تتم الصالحات ايازين العابدين قم فـأنهض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: محمد أحمد محمود)
|
العزيز طلال عفيفي
شكراً لكلماتك الخضراء التي مست شغاف القلوب وهي تحمل هذه السيرة العطرة. نترحم معك على روح عابدين الذي عرفناه من خلال حروفك الندية. عسانا ننتبه لمن يعبرون في حياتنا كالنسيم.. ولا يثيرون أية زوابع. ولترحم ربي الرحيم النفوس المطمئنة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Elawad Eltayeb)
|
الكتابة السماعية دي حاجة غريبة؛ شيء عجيب أن ننظر للدنيا و البشر من خلال نظرات الآخرين!
______ العزاء موصول لك و لصديقكم المحامي صاحب الجلباب الأبيض الملوم على جسده الأصفراني الطويل و لفيصل الباقر و لمحمد صلاح و لكافة آل عابدين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
له الرحمه والبركه فيكم يا طلال .. ده شنو ؟ عام بخوف . يا طلال ده عام مالت فيه نجوم كثيره ذرفنا الدمع على فاروق كدوده . وقبل دخول العنقريب رحل القدال . ومافى شويتين تلاته مات عابدين . الأفق فى الخرطوم شاحب الأن . ليش يا طلال النخل السامق بتوقع نخله ... نخله ... ليش ؟ لك الرحمه يا عابدين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Osman Musa)
|
يا الله يا الله يا الله تذكرته الآن يا عصام بعد ان رأيت الصورة، و بعد أن قرأت حديثك عن ميسو الذي كانت تخرج ميسو على يديه كأبهى ما يكون، فيجلس على السور المجاور بعد ان تأخذ مكانها بين رصيفاتها ليتغزل في عينيها الجميلتين .. تذكرت عابدين يا عصام .. نعم هو عابدين نفسه .. هل تذكر عندما كان يزورنا في بحر الغزال قبل عشرين عاماً؟ هادئ رقيق ملم بتفاصيل كثيرة، غزير العلم و المعرفة، تعلمنا على ايديه كيف نرى ما خلف الأحداث وكيف نستعد للمجهول، و كيف نتعامل مع الواقع الطلابي بإبتكار رغم شح الموارد و ضيق ذات اليد .. كم اوصانا خيراً بالجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم، وكم اوصانا على انفسنا وعلى بعضنا البعض .. اسديت ماعليك في حق الوطن يا عابدين فالتنم هانئ النفس مرتاح الضمير طبت في الموت و في الحياة لك الرحمة يا عابدين و لرفاقك الصبر الجميل متى تنتهي اوجاعنا يا طلال؟ متى؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
طلال كنت قد اتصلت بصديقي العزيز بالجزيرة فألفيت صوته حزينا لا كما الحزن الذى نعرفه قلت...مالك يا معروف؟ قال....آه يا عاطف ....عابدين ماااااااات!! فقلت له فعلا قرأت نعيا له في سودانيز ولكنني لا أعرفه! وتماما مثلك يا طلال... فأخذ يحدثني عنه حتي نهاية الكرت الذى اشتريته لأستأنس به مع صديقي لأكثر من ساعة......... وبالفعل مثلك حزنت وندمت علي أنني لم أسعي يوما للتعرف علي هذا العابدين!!! له الرحمة والصبر لأسرته وقبيلة الرفاق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: Atif Makkawi)
|
يموت الجبناء قبل موتهم الأخير... أما الشجعان فيبقون أحياء حتى بعد موتهم.. شكسبير ___
ألف رحمة ونور على روح عابدين
البركة فيكم وفينا ياطلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
معجون بالإخلاص والمحبة والروح الصافية وحرارة القلب ..
عابدين .. فاروق كدودة ..
محمد سعيد القدال .. بدر عجاج ..
معجونون بإخلاهم للوطن وانحيازهم لشعبهم المغلوب علي امره في فقدهم ..
لا زلنا نحتاجهم بيننا ..
الحزن مالي القلب ببفقدهم .. ربنا يصبرنا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: امل احمد عمر)
|
سلالالام يا طلال.
نحن شعب، بل قل أمّة مجبولة على البكاء، على الحزن، وحتى فى زمن الأفراح والليالى المِلاح الذى عشناه فيما سبق، لم نعدم حوائط نتكئ عليها و"نجعر"، لا نفلت أى فرصةٍ للبكاء والإنتحاب لذا فقد إقترنت فكرة ومعنى التأبين فى أذهاننا بالعويل والنشيج و ... "التعديد" على طريقة الندّابات وصانعات البكاء فى بيوت "البِكا" .
لكنك ما تراجعت عن إعتبار ذلك اليوم "مناسبةً" (يجب) وضعها فى خانة اللآ حزن إن لم يكن الفرح، محاولاً جهدك أن تمسح عن تلك الليلة سمات الحزن والبكاء، ولتصبغ محياها ومحيانا بلونٍ ما تعودنا إرتدائه لمثل هذه المناسبات، لون الفرح والأمل والتفاؤل... برغم أنف الفقد والخسارة .
عابدين "كوبليه" حنين فى نشيد هذا الوطن، مقطع من سيمفونية ظلت تعزفها أصابع الشرفاء فى حفل النضال الأبدى، أغنية ما ماتت فى شفاه الناس، وحلم لم يبارح نوافذ الحادبين على مصير هذا الوطن . ومثلك أيضاً، تأسفت كثيراً لأنه لم يتسنى لى عميق معرفته، مخالطته ومجالسته، لكن ذلك لم يمنع معرفتى الأكيدة به، فقد رأيته فى عيون من تنادوا ذلك المساء "لإحتفالية" مرور أربعين ليلة دون شمس إبتسامته، رأيته قبلها فى مشاطرته لهم الهمّ والمعاناة، رأيته فى كلمات الطلآب الذين حضروا ذلك اليوم، فى كلمات الشيوخ، فى أحاديث الفتيات والسيدات اللآتى تقاطرن ليقلن كلمةً فى يوم "شهادته"، يوم عرفان الناس، لأياديه البيضاء التى بذلت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: حاشية يا زميل : خرجت من تأبين عابدين باصدقاء : أزهري ، محمد ، صديق ، وآخرين وإنت عارف كيف هذا الشي نادر زي أسنان الجداد ..
|
وكنت ح تخرج بكنز كبير لو عرفت عمر صديق أو إقتربت من سالنتود الأول شقيقه والثاني صفيه وصديقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عـابـديـن ... (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: الكتابة السماعية دي حاجة غريبة؛ شيء عجيب أن ننظر للدنيا و البشر من خلال نظرات الآخرين! |
حسين ملاسى انت شفت الرسول ولا جاك الوحى ؟؟؟؟ شكراً طلال .. وليبق عابدين صديق بيننا..
| |
|
|
|
|
|
|
|