هذه مجموعة من المقالات التي تشرفت بنشرها خلال العام المنصرم بصحيفة الميدان ، والتي يصدرها الحزب الشيوعي السوداني ..
حاولت عبر هذه الكتابة تسليط الضوء على ناس أحبهم وأكن لهم قدراً عالياً من الإحترام ؛ وأرى في الكتابة عنهم محاولة لفتح أفق حيوي وجميل للثقافة السودانية ، إذ كان لهؤلاء الناس - المكتوب عنهم - دوراً شديد اللطافة في تحويل الممكن المحدود إلى حلاوة مطلقة ..
وقد درجت على رسم هذا البروفايل ، لهذه الشخصيات في عامود ، أحاول أن أواظب عليه ، بعنوان : وجوه .
إنها وجوه من المشهد الثقافي السوداني في التشكيل والكتابة والعمل العام وكافة الفنون ، أعتقد جازماً ، أنها تستحق التقدير ..
هذا مع كامل شكري لهم ، لما أضافوه على حياتي من مسحة راقية وناعمة ونادرة ، ساهمت في إكتشافي للكثير في هذه الدنيا ..
... طلال
12-17-2007, 00:36 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
في إشتغال صلاح المر على الخشب والقماش مسألة عجيبة ، فتشعر وكأنك ترحل في لحظة ، عبر النظر في أعماله ، إلى عالم مليء بالأساطير والحكايا ، عالم مفعم بالسحر والأسرار الطفوليةالجميلة ؛ فصلاح المر المولود في الخرطوم العام 1961 يستنجد في رسمه وتلوينه بوجدان شديد الثراء لن يلبث أن يدخل عليك لو تابعته ؛ وهو عالم أعتقد شخصياً لو اننا تتبعنا سيدخلنا إلى منطقة متاخمة لمدارات محمد عبد الحي الشعرية ، إذ يتحرك صلاح في الفضاء الأسطوري ، وفي القصص الإفريقيةوفي مناخات لونية قوامها الأزرق والأخضر عبر إشارات ورموز زخرفية بديعة ومدهشة ؛ ربما تشعر لأول وهلة أنك أمام طفل وألوان طفل وخيال طفل ! برغم من كون صلاح رسام مجيد (كمعظم أبنا جيله) إلا أنه إختار أن يجعل للألوان السيادة الأعلى ، في لوحات وأعماله التي تأسرك أسراً يتجول فيها الموروث الإفريقي والعربي والعالمي بلمعات من الزخارف على الاطراف والمتن ، الأمر الذي يجعل الشاهد أمام مجموعة من الدلالات البسيطة واللطيفة والمعقدة في آن .
يتوسل صلاح المر في نصاعة لوحته وبيانه الأحبار المختلفة والحفر والألوان الزيتة ، في مسلكٍ حر وفريد في التعبير عن رؤاه الداخلية .. كل هذه المكونات جعلته – أي صلاح – واحداً من أبرع مصممي كتب الأطفال ، فالاطفال أصحاب ذائقة مستيقظة ، لا تنخدع ، يحتاجون إلى صدق خاص في التعامل ، فكان أن أصدر مجموعة كتب للأطفال من ضمنها " تحت الشمس " و " أهل الفن " وهما كتابان صدرا عن " دار سيروس " و " دار قراندير " بفرنسا ، حيث كتب ورسم للأطفال ، وحكى لهم ، وإستأنس بهم في تجربة فريدة ورائدة في مجال النشر والقص . بالإضافة لهذا النشاط الخلاق فقد أثرى هذا الفنان الذائقة البصرية بإقامته العشرات من المعارض في السودان ودول العالم المختلفة في تنزانيا وكينينا ويوغندا وزنزبار ولبنان واسبانيا ومصر وسوريا والأردن وكندا..
" اللوحة عند صلاح كثيراً ما تدهشني ، وتثير في فكرة اللوحة الأيقونة .. ذات سرد إيقاعي متميزة في الشخوص والخلفيات المتداخلة بشكل أفقي ورأسي ؛ وفي بحث اللوحة التي تثير الأسئلة وتحرك الذاكرة البصرية في سكونها وإجترارها " .. هذا ما قاله عنه معاصره الفنان عصام عبد الحفيظ ..
أن يجد فناناً هذا التقدير والمحبة والإنشداه من أصدقائه ومحبيه ، كذا من دور النشر العالمية وزائري المعارض الفنية ، فهي إشارة لافتة لكون الفنان الحقيقي قادر على التواصل وعلى خلق المحبة في بحر هذا العالم العجيب ! إن صلاح يمثل حالة فنية بديعة وروح إنسانية شفافة ستأنس لها وسط هذا الزحام !
12-17-2007, 00:47 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
العيون الواسعه دايماً ، العيون التي تحكي حكايه ، والألوان الشقية التي تعبر عن المشاعر أكثر من أي شيء ، والملامح الواضحة التي لا تشبه أحداً في هذه الدنيا ، لكنها تشبه كل واحد فينا ..
س – أين وجدت هذا الكلام ؟ ج – في رسم " رباب " !
ربما يكون قد لفت نظرك هذا الإسم موقعاً بخط حر وواضح تحت إحد الرسومات المصاحبة لمقالة من المقالات المنشورة في مجلة العربي الشهرية ؛ فقد ظلت رباب حسن حاكم ولسنوات تقوم برسم اللوحات المصاحبة لكتابات " محمود المراغي " الإقتصادية ومقالات " محمد مستجاب " الموسومة بواحة مجلة "العربي ". ورسومات رباب برغم بساطتها إلا أنها أعمال في غاية النفوذ والقدرة على التعبير ، تستخدم في اللوحة والواحدة مزيجاً من ألوان الشمع والرصاص على خلفية مركبة من أوراق الصحف والورق المقوى ، بروح تشبه روح الأطفال الخلاقة والطازجة .
تعيش رباب في القاهرة بعد أن ولدت فيها لأب وأم سودانيين هما الفنان الكاريكاتيرست حسن حاكم والقاصه زينب الكردي ، والزوجين من جيل إمتلأ بالمبدعين أمثال جيلي عبد الرحمن وعبد الرحمن الأبنودي وأمل دنقل ؛
تخصص رباب الرئيسي هو السينما وبالتحديد أفلام الرسوم المتحركة التي حازت فيها جوائزاً مقدرة في مصر ، لكن رباب وربما بأثر الجينات حفرت لها في مجال الرسم درباً شديد العمق والتميز ، وأصبحت رسوماتها شديدة الدلالة تدل على صاحبتها حتى لو كانت بدون توقيع لما فيها من شخصية تشكيلية وخطوط تعبيرية متميزة .
صممت رباب العديد من كتب الأطفال والشعارات من ضمنها شعارات حركة " كفايه" التي تنادي بالديمقراطية و تفعيل دور الكتاب والفنانين من أجل التغيير في مصر .
على مستوى آخر تعمل هذه الشابه السودانية في مجال شديد الخصوصية وهو مجال تعليم الأطفال من خلال الفنون ، وهو ما عُرف بالتعليم غير النمطي ، وهي طريقة مغايرة لطريقة التعليم المعروفة القائمة على التلقي والتلقين ، تعتمد في الأساس على المحاورة وتنشيط روح المبادرة والإبتكار عند الأطفال ؛ وقد شاركت رباب في العديد من هذه الدورات التعليمية مع أطفال الزبالين في القاهرة وأطفال المخيمات في بيروت في تجربة فريدة ستكون يوماً ما من ارصدة العمل العام في هذه المجتمعات .
برغم من إنحدار رباب من أسرة ضالعة في الهجرات ، وبرغم سفرها الكثير وإقامتها الطويلة في أكثر من بلد ، فإنك تلمح في تفاصيل حياتها وجوداً خاصاً للسودان : على جدران غرفتها المزينة بأشعار عاطف خيري المكتوبة بخطها اليدوي والأشرطة الموسيقية المتناثرة ، وتوقها المستمر للإتصال بالمثقفين والفنانين السودانيين ورغبتها الدائمة والصادقة لإنجاز مشروع ما في هذه البلاد ، ربما يكون فصل دراسي صغير في أحد معسكرات النازحين أو دورة تدريبية لمتطوعين بالتدريس في مجال تعليم الأطفال أو بإقامة سلسة معارض لوالدها الأستاذ حسن حاكم في الخرطوم وبقية المدن .
ترى هل سيكون من الممكن الإلتفات قريباً إلى هذه الروح المبدعة وإطلاق يدها لإصلاح بعض ما أفسده الدهر ؟
12-17-2007, 01:02 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
قد يكون من المؤسف والمؤلم ذلك الركود والثبات الذين نلمحهما على وجه الحركة التشكيلية السودانية ، وحين أتحدث عن الكود والثبات فانا أقصد غياب التجريب وضعف الخيال في معظم ما أشاهده من أعمال ولوحات فنية في الخرطوم اليوم ؛ ويبدو أن الضغط المكثف لقضايا بعينها ونوعية الحياة قد ساهما في كبح جماح الجماعة الفنانة في البلاد ؛ ثمة أسماء تخرج حسب إعتقادي عن الفكرة المسجلة أعلاه ، فتشكيلية مثل إيمان شقاق المولودة في أدنبرة ببريطانيا (1970) ، إستطاعت أن تحقق شكلاً من أشكال الإختراق المنشود والمطلوب بطرق مختلفة وفيها من حلاوة الخيال وقوة التصميم الكثير ؛ ترى حين - تنظر لأعمال إيمان – المرأة بجسدها وقضاياها وأحزانها وأحلامها العالية ؛ فإقامة إيمان الحالية الولايات المتحدة لم تباعد بينها وبين القضايا الملحة التي تواجه بنات جنسها في السودان وإفريقيا ؛ لذا فإنك حين تستعرض لوحات إيمان فإنك امام عرض حال شديد الحيوية ؛ عرض حال مفعم بالألوان والحكايا. تمتز أعمال هذه الفنانة الشابة بالحرارة والقوة والطرح المستمر للأسئلة مع جرعة عالية من التجريب ؛ قبل عامين أو أكثر قليلاً ، مررت ببصري وروحي على مجموعة أعمال للإيمان منشورة بموقع "سودان فور أول " الإلكتروني ، وهو الموقع الذي ساهمت هي في تأسيسة وتصميمة فنياً مع رفيقها الأستاذ أحمد المرضي المولود في ملكال (1959) ؛ وكانت الأعمال شديدة التأثير لما تعكسه من قسوة وعنف تتعرض لهما المرأة في مجتمعنا والمجتمعات المتاخمة ، لمجرد كونها أنثى ؛ فانظر إلى تدخلنا في جسدها وإلى القطع والوصل من جسدها وإلى ذاكرة الألم الباقية في جسدها .. كان ختان الإناث محوراً لمجموعة من أعمال إيمان إستطاعت خلالها وعبرها نقل مجموعة من الأحاسيس والألم الحي .. سيرة المواقع الإلكترونية تحيلني مباشرة إلى موقع " سودان آرتيستس " الذي أسسته وتديره إيمان ، وهو موقع يحتوي على أرشيف غني جداً لأعمال التشكيليين السودانيين من النحت والرسم والتلوين والتصوير ، وقد أصبح هذا الموقع مرجعاً لعدد من الجامعات والهيئات الفنية والأكاديمية حول العالم ، وفي هذا إشارة لوعي إيمان شقاق الإيجابي بضرورة التوثيق وقدرتها على المخارجة بحلول إلكترونية ناجعة الأمر الذي يرجع بنا مرة أخرى للكلام عن قوة حاوة الخيال وقوة التصميم .. كلما أرى إنساناً او إنسانة مثل إيمان ، وتأسرني أعماله ، أجدني أحاول البحث في سيرته عن الأسباب ، عسى أن نخرج ببعض العبر المفيدة لنا ولسوانا ؛ على قدر ما عرفت عنها إكتشفت ذلك الإكتشاف المكرر والقديم المتمثل في حكمتي الأثيرة أن : في السفر سبع فوائد .. فإيمان المولودة في بريطانيا والمقيمة الآن في أمريكا ، تنقلت في طفولتها عبر أقاليم السودان المختلفة قبل أن تحط رحالها في الخرطوم ؛ وأعتقد أن في هذا السفر وذاك التجوال ما طبع حياة إيمان بطابعه ووسم اعمالها بوسمه ، فصرت ترى ما ترى في الأمر من ثراء وتعدد وتنوع بيهج القلب ويسند الروح ؛
12-17-2007, 01:10 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
الحزب الشيوعي السوداني جدير أن يفتخر بوجود الأستاذ صالح محمود في عداد أبناءه والملتزمين في صفوفه ؛
قبل أيام حصل صالح محمود المحامي على جائزة " ساخاروف " التي يمنحها البرلمان الأوروبي لناشط متميز في مجال الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان منذ العام 1988؛ إرتبطت الجائزةباسم العالم أندريا سخاروف المتوفي 1989 بعد سنوات طويلة قضاها في المنفى إثر معارضته للقمع ومصادرة الحريات في بلاده بالإتحاد السوفييت ؛ أول الحاصلين على الجائزة كان المناضل والزعيم الأفريقي نلسون مانديلا ، وهو ما يمكن أن نعتبر إشارة طيبة في ظل ما يعانيه السودان اليوم ، فالبلاد ترزح تحت نير دعاوى عنصرية وعصبية ، تنشط كل يوم أكثر لتقضي على عقود طويلة من التعايش والتجاور والتبادل والحوار ؛
ولد الأستاذ صالح محمود في العام 1957 ليبدا حياته التي إلتزم خلالها بإتخاذ المواقف القوية والمبدأية ضد العنف والديكتاتورية وعاملاً على إيصال صوت ضحايا التعذيب للمجتمع والعالم ؛ قبل عامين نال صالح محمود على أعلى جائزة تمنحها الهيومان رايتس ووتش لدوره في التنوير وإحاطة المجتمع الدولي بالغنتهاكات احادثة والمستمرة بالسودان بالإضافة إلى عمله النشط والدؤوب في الخرطوم والفاشر في مساعدة الناس وتعزيز موقف الحقوق في ظل الصراع القائم بين التغول والسيادة ؛
لسنوات طويلة إنخرط صالح في حملات حقوقية وإعلامية لوقف الإعتداءات على المدنيين في السودان ، وعمل بشدة للنظر إلى الإغتصاب على إعتباره جريمة حرب ، وساهم في تسجيل الإنتهاكات والجرائم التي حلت بالمواطنين في دارفور ، وهي الجرائم التي يجب أن يعاقب مقترفوها ويحاسبوا ، وبتسجيلها يكون جانباً مهماً قد بدأ ، وهو حفظ ذاكرة الشعوب بشكل موثق وعلمي ، لا تمحوه نزوات العفو العارضة .
من خلال الكتلة البرلمانية للحزب الشيوعي السوداني ينشط الأستاذ صالح محمود في تدعيم وتنشيط أسس الحكم الراشد مساندة قيم المساواة والعدالة الإجتماعية ؛ إنه دور من أدوار متعددة يقوم بها الرجل في الداخل والخارج ، بحيوية يحسد عليها وإبتسامة نادرة وصادقة وقلب كبير وقدرة عالية على الإحتمال والإستماع للآخرين ..
صالح محمود برغم مم قوته الداخلية وشخصيته المنحوته ، إلا أنك لا يمكن في النهاية إلا أن تصفه بأنه إنسان لطيف وودود ، يعرف بسهولة وعفوية الدخول إلى قلوب المحيطين به ويحفظ مفاتيح محاوريه مع دراية بلغات الناس التحتانية ومهوى أفئدتهم والحنان الشديد على معانيهم ومراميهم ، ما جعله حالة نادرة من حالات المثقف السوداني ، ذلك المثقف السهل والإنسان القريب من أسئلة الناس ومسائلهم اليومية ، والمدافع عنهم بشهامة ونخوة ومحبة كافية .
12-17-2007, 01:24 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
قد تكون رشا شيخ الدين ( آخر عنقود آل شيخ الدين جبريل ) غير معروفة لدى الكافة ، خصوصاً داخل هذا السودان ، الذي إمتدت حدوده أخيراً لتشمل كل العالم بعد أمواج الهجرة العاتية التي ملأت أنحاء الكرة الأرضية بالمياه السودانية العذبة .. لكن رشا معروفة في أروقة الفنون ولدى الجمهور في وطنها الثاني بأسبانيا ، التي وصلت إليه في عام من أعوام التسعينيات لتشتعل نشاطاً وغناءاً وتحوز الجوائز ويشار إليها بالبنان .. فمثلما يمكننا النظر إلى رشا بإعتبارها إمتاداً لفن الغناء السوداني في القرن الواحد وعشرين ، يمكننا أيضاً وبسهولة شديدة معاملتها كواحدة من أبرز الذين قاموا بإحياء غناء الشعوب في العالم ، عبر تجربة شديدة الجمال تقوم على إستلهام التراث والنظر إليه بحداثة وإخراجه في شكل تتآلف فيه الخبرات الموسيقية المحلية مع رصيفاتها من جهات الدنيا وقاراتها المختلفة . فحين تستمع إلى رشا ، فأنت تستمع إلى صوت شديد القوة والتمكن والإيحاء ، على خلفيات موسيقية تتحرك فيها أمزجة إفريقيا وجنوب أسبانيا وشمال المتوسط ..
ومن ناحية أخرى فإن تجربة رشا ، من التجارب النادرة في السودان التي بإمكانك أن تستمتع فيها بالبروفيشناليزم ، لأنها تقوم على دراسة للعمل وتدريبات مكثفة وحوارات بينها وبين موسيقيين محترفين من أسبانيا وكوبا والمغرب والسودان والنتيجة أداء صوتي متميز ، وخطوط نظيفة ومربوطة جيداً ، وتسجيلات غاية في الروعة ..
نهلت رشا من تراث أغاني ابي داوود وحقيبة أمدرمان التي ولدت فيها عام 1972 وسط أسرة أصبحت كلها فيما بعد من نجوم الفن والإعلام ، فشقيقتها تماضر شيخ الدين درامية معروفة ، والمقداد المترجم والمحرر الإذاعي ، بالإضافة ، للوافر والصادق المؤلفين الموسيقيين ، وعفاف عازفة العود ، وتبارك شيخ الدين التشكيلي ومصمم أفلام الأطفال .
أسرة كاملة موهوبة ومجبولة على حب الفن والحياة ؛ لكن رشا لم تكتف بالموهبة هذه ومحبة الفن تلك ، بل عجنت الأمرين بالبحث والحوار والدراسة والسفر ، فإشتغلت على روحها وموهبتها بما جعل منها فعلاً فنانة متفردة بالنسبة لجيلها أو حتى للمشهد الغنائي السوداني والإفريقي .
صدر لرشا إسطوانتين ، بالإضافة لإسطوانة جماعية تشارك فيها مجموعة من 13 فنان من إفريقيا إسمها " بناء جسور " ، ويبدو لي أن بناء الجسور ثقافياً هو واحد من أبرز ملامح تجربة رشا شيخ الدين ، فبسفرها الممتد إلى عدة دول بإفريقيا وأوروبا وأمريكا ، وإستعانتها بذلك الهجين الملون في فرقتها المصاحبة علامة من علامات الحوار والقبول ومد الجسور والإستفادة المتبادلة بين الحضارات والأراواح الإنسانية ، وإحالتها من حالة التمايز إلى فضاء التناغم ..
آخر مرة شاهدت فيها رشا شيخ الدين واستمهت إليها كان في القاهرة وقد قامت بغناء الكثير من الأغاني التي ساعدت الحضور في الإطلاع على الثقافات والإيقاعات السودانية وكان من ضمن ما أدت مقطوعة صوتية شجية كتبها الأديب محسن خالد فيها من المناداة والنوح ما يوجع القلب ، تقول في بعضها :
انعتق الحزين الليلة دوبو واصبح فى ام رميض انزربن زروبو
كم يا ربّى ليل نتحن دروب نهرن فى الطشيش و زلفن حدوبو كل ما لاح بصيص انفردن حجوبو اتحاوشو المقدور و انكتبن كتوبو
كم يا ربّى ليك نهمن عيوبو تبريهو من القيد و تطلق كروبو بى دمعو خدر الحراز و عبقن طيوبو ومن حالو انوحش الخلا و لبدن تلوبو
ولا أعرف الآن ، لماذا كلما إستمعت لهذا الكلام .. أتذكر السودان !
12-17-2007, 06:54 AM
عمرو كمال ابراهيم
عمرو كمال ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-09-2007
مجموع المشاركات: 1226
كمينٌ غاية في اللذاذة والإرهاق السقوط في براثن كتابة كهذه كلما أمسكت طيف ذهاب انقلبت إلى حالٍ من عدم الرضا لعدم الاكتمال أو لتشابك الخيوط لكنها تبقى كتابة دائرة في مدار المحبة وعليها تتوكأ
جربت هذا الضرب من قبل وإلى الآن في ذات المكان أراوح قيده (http://fdaat.com/vb//showthread.php?t=8294) وقد وجدتني في مدار الأصدقاء من نقتات سوياً مدام المداد كلما كتبت أحسبني أكثر تقصيراً من ذي قبل
على سبيل المشاركه _____________________________________ نصار الصادق الحاج سينما
القاعةُ رتّبت مقاعدها وانتظرتنا حتى آخر الليل كان الصف طويلاً جدا كثيرٌ من العشاقِ رتَّبوا أوقاتهم لمشاهدة الفيلم الجديد The Ice Prince تلك الأميرة التي تنساب على الثلجِ كحمامةٍ خفيفةٍ تتزحلق في البياض تهبط برقةٍ في سماء الجليد أيقظت أمها من دموعِ فرحتها المفاجئة عانَقَتْهَا بلهفةِ الثلج وسارتا كأميرتين باذختين ليلتها أرهقني النعاس وأنت تحدِّقين في الشاشة بأناقةِ امرأةٍ بلَّلَتْهَا قطراتُ الحب في النَّهار القريب.
هِبَةُ الحنان
الصباحُ الذي أزاحت ستارتَهُ بأصابعها ظلَّ مختلفاً في مشيئتهِ نافراً من أوقاتِ الأسبوع الأخرى ظلَّ وحيداً يشربُ الحُبَّ ونكهةَ العشق التي فاضت من أناملها ظلَّ رائعاً يشيِّدُ أسوارَهُ في حصون الذاكرة يتخذُ من خطوط مشيتها هِبَة الحنان المُقيم
ظلَّ الصَّباحُ تلويحها الذي تركتهُ في دمي وسافرت دونَ قُبلة أخيرة تبلِّلُ الغياب الطويل .
مدونات
الشوارع التي رسمنا حوافها شيَّدْنا بيوتها ورسمنا على الحيطان فتياتها نامت تحتَ غيمةٍ وركلتنا في الأنفاق مثل كلاب ضالةٍ شرّدتنا في عتمة الأرض.
أيام
الأيام التي قضيناها في تمزيقِ البالونات لوّنتْ شفاهنا برعشةِ الرَّملِ رسمتنا في ذاكرةِ التراب الأنيق خرائطَ للهواء حينَ يخط دورَتَهُ في درب العصافير.
الأيام التي قضيناها في لملَمةِ الأشواكِ من طريقِ الفتيات غادرت مساكن بلدتنا في وقت مُبَّكر عبّرَتْنَا كأطيافِ الغرباء
الأطياف التي تخفتُ سريعاً كلّما حزمت حقائبها في عربات الرحيل .
مطعم المأكولات البحرية
على الطّاولةِ رشّت النادلةُ ابتسامتها وكوبين باردين من عصير الليمون وعطراً فرنسياً راقياً حرّكَ اللُعابَ في شفتينا شطرَ القلبَ إلى وردتين . ثمَّ غادرتْ إلى زوارٍ آخرين بعد أن وضعت على الطاولةِ لائحةً بأنواع المأكولات البحرية ومناديل بيضاء وصحوناً فارغةً تَتَشَهَّى رائحةَ البحر .
ثَمَّةَ فتياتٌ عابرات يزرعنَ الوردَ في الطرقات يفتحنَ أقواسَ البحرِ لوجوهٍ أطلقتها الريحُ في تعرجاتِ الماء .
أيها الأصدقاء
السَّماء التي رصفنا زُرْقتَها بالسَّهر لوّنَت رمادَ الأرضِ بالفوانيس وأزهرتْ كأحجارِ البراكينِ في عتمةِ الليل
السّماء التي ثقبنا وردتها بثمالةِ الجنون فرشتْ لنا الطريقَ بأزهارِ الصّبايا اليانعات
السماء التي شتَمْنَا سكانها أرسلت لنا مطراً صافياً كقطراتِ الزجاج التي شربناها قبلَ قليل .
السَّماءُ
رصيفٌ سَالِكٌ لحياةِ الليل .
السَّماءُ التي عشقناها في آخر الأمر سماءُ العزلةِ لسكانِ الفراغِ البعيد .
12-18-2007, 01:45 AM
abdalla elshaikh
abdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001
تعرف ياطلال دي مناسبه عشان أحكي ليك ألآتي عن صلاح الـمر وبالـمناسبة سيندهش صلاح الـمر من هذا الكلام والذي قاله الفنان الـمصري محي الدين اللباد..إذ كنا في حضرته بـمرسمه في الـمطرية بالقاهرة{1993).. حسان علي أحمد وشخصي الهزيل..حسان كان يحمل معه عملا للأطفال فاز بجائزة (نوما)اليابانية ..وكان في صحبتي ثلاثة كتب كتبتها بالقاهرة بإسم(ثلاثية فاطمة السمحة)صدرت عن دار(ميد لايت )بالقاهرة..وقام بتنفيذ رسومتها الفنان فاروق حسني مصمم مجلة الـصور الـمصرية بدار الهلال بالقاهرة...أشاد اللباد برسومات حسان للأطفال..ولكنه توقف ناقدا رسومات فاروق حسني لكتبي واصفا إياها بالرسم(الجاهز) الغير مبدع..وهنا سحب درجه وأخرج رسومات للأطفال رسمها صلاح الـمر وبدأ يتحدث عن رسومات صلاح الـمر كفتح جديد بالنسبة لرسومات الأطفال علما بأن{محي الدين اللباد) علم في هذا الـمجال ويعتبر في مصاف الفنانين العالـميين في هذا الـمجال مع عدلي رزق الله وآخرين..وتشاء الصدف انني قد وجدت اعمالهم في الـمكتبة التي أكتب منها ألآن(مكتبة ممفيس العامة في ولاية تنسي..U.S.A)..بالله ياطلال كلم صلاح بهذه الشهادة
12-19-2007, 00:47 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
والله يا عبدالله شخصك الهزيل ده بطرفه حكايات جديرة بأن تروى .. انا ما عارف إنت صابر على شنو ..
عمنا محي الدين اللباد لوحده حكاية مليانه .. هذا المصمم والرسام البارع ، وواحد من أخصب الناس خيالاً في هذين المجالين ، إذ يكفي أن تتفرج على اعماله لتمتليء بالحيوية والإنتعاش !
في عام 2005 ، أصدر الأستاذ اللباد كتاباً بعنوان " يوميات المجاورة " من ضمن سلسلة " نظر " وهي مجموعة كتب مصورة يزاوج فيها الرجل الفنان بين الكتابة السلسة الأنيقة والرسومات وبعض الشروحات اللطيفة حول مسائل في الفنون والخط والتصوير والتصميم ... وقد عرض اللباد في كتابه الأخير " يوميات المجاورة " حكايات وقصص مجموعة من الفنانين جاؤوا إليه ووأقاوموا معه مدة من الوقت ، تم فيها تبادل عدد من الخبرات النوعية فيما بينهم ، وقد كان الشاب صلاح - حسب تسمية محي الدين - من ضمنهم ؛ وقد ذكر فيه اللباد عن صلاح وتجربته ما يشبه كلامه معكم ، من حيث أن صلاح المر يقدم نوعاً إستثنائياً من الفن ، واصفاً إياه بالفن غير الإستهلاكي ..
مشكور يا عبد الله ، والتحية لك ولعمنا محي الدين اللباد والأستاذ صلاح المر ..
12-18-2007, 09:07 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
والله يا إشراقة التصالح مع النفس فضلة خيرك ، بس قولي ربنا يديمها علينا نعمة وما يخلي الدنيا تخربش شاشاتنا .. النفس (وما تهوى) دي الحاجة الوحيدة الطلعنا بيها من الدنيا ، والجدير بالذكر الأيام الحلوة والطفولة اللي زي اللوز ..
12-19-2007, 00:31 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
Quote: بصحيفة الميدان ، والتي يصدرها الحزب الشيوعي السوداني
هسع يجي عبدالعاطي يغالطك ياخ أنت ماتجيبو لينا ك وجه
وياريت نشوف كمان وجوه تسعد البال وتفرح الروح زي: إشراقة مصطفى زينب بدر الدين أو بنتهاالرئيسة الأولى ولاء صلاح سلمى ، بس كدا حاف صلاح الزين عماد عبدالله ،، بعد غسله جيدآ دكتورة صفية ، بعد القهوة
وممكن تكسر حظنا بوجه قرمبوز او عبدالمنعم سليمان
12-19-2007, 01:20 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
عادل بيستاهل ، بل أنا أقل شأناً أمام تجربته ، زي ما أنا أقل شأناً من تجارب الناس أعلاه .. ويا ريت أعرف أكتب حاجه عنه وعن تجربته في القلق والتحولات والصدح عنها ، مع ذلك الجهد الجهيد الذي لا يضن به على الناس في إيضاح مواقفه ساعة بساعة .
لكن ، خليك من عادل .. لي في هذا المنبر العجيب عشرات البوستات على مر أيام إشتراكي به ، لكنك لا تتداخل إلا في بوست به سيرة حزبنا (الذي ولد عملاقاً ) .. الحكاية شنو ؟؟ يا أخي إنت حتى في الماسنجر بتقول لي يا زميل !! هو إيه أصلو ده ؟ أنا ما زول ؟ ليه بتبعثر كينونتي كده يا عبد الرحمن ؟ والله لو خليت الناس يقرا مراسلتك لي لظنوها مقتطفات من محضر إجتماعات هيئة حزبية !
يا زميل ، المؤتمر قرب ، كلها شويه وينعقد ، وبعد كده أي زول ما ريلاكس هياكل نارو معانا .. إنت قايل الجاب ليك الضغط شنو ؟
المهم ، انا بديك مهلة بمناسبة الأرشفة ، تدخل على بوستات عادية وفي الربع الأول من 2008 أعاده الله علينا - وعليكم طبعاً - باليمن والبركات ..
غير كده عايز أقول ليك إني كتبت من الأسبوع الفات بروفايل عن عماد عبدالله ، لكن ما نزل لدواعي فنية ، وبينزل في العدد الجاي بإذن واحد أحد ..
تاني شنو ؟
مشتاقين !
12-19-2007, 02:12 AM
Rawia
Rawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396
Quote: حاولت أحتفظ بالتلفون زي أولاد الناس ، لكن ما قدرت .. طبع ردي !
عيدك سعيد ....كانت لنا امال كبيرة في تلفونك ؟؟ كان تخليهو سايلنت علي الاقل طالما بيزعجك .. الدنيا دي فيها حاجاتت كتيرة زي حبوب الملاريا لازم ناخدها ونتعود عليها للضرورة بس متين ياطلة تتعود علي الدنيا ...؟؟
--- ايمان شقاق ارسلت لها ما كتبت وهي شاكرة لك كثيرا .. واصل
12-19-2007, 03:16 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
Quote: عارف انا لو قعدت أفحص الحاجات البكتبا بالطريقة الإنت بتقرا بيها دي ما كان كتبت حاجة !
تعرف يا طلال .. قليل من الكتابة بطريقة قراءتي لا يضر؛ معظم من قرأ البروفايل الذي كتبته عن شقاق قام بحساب الفرق بين 72 و 59. ربما لم يكن ذلك غرضك من إيراد تاريخ ميلاد أحمد المرضي؛ بس الطريق إلى جنهم - زي ما عارف - مفروش بالنوايا الحسنة .. و كدا! _____ كل سنة و انت بألف خير.
12-19-2007, 05:59 PM
Hussein Mallasi
Hussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230
الصديق العزيز طلال ... كل سنة وانت جميل دائما ... طبعا في شخصيات في الحياة لها طعم خاص جدا ... وكما تعرف ان الراحل علي المك كان يكتب عن شخصيات من الحياة العامة ميكانيكي وناس سوق الموية في ام درمان وغيرها شخصيات تضفي على المكان زينة ... وانت في تلك النواحي تستطيع بهذه الكتابة (الموصوفة ) - دي ما حقت الشريكين - ان تبدع في شخصيات ، مثلا المدام الاثيوبية في المركز الالماني اذا هي ما زالت موجودة بالمركز فهذه السيدة الفاضلة ظلت في المركز لفترة طويلة ولديها من العلاقات مع كثيرين وايضا هناك واحدة من العاملات في ذات الكافتريا ولديها علاقة بالثورة الارترية - اظن اسمها ليلي زولة جميلة جدا وقمحية اللون - وفي ونسة معها تذكرت اصدقائنا في الثورة الارترية وارسلت معهي خطاب وانا في احدى السفريات لاسمرا منتصف العام 2006 ، اسأل طرزان وهو يعرف ... وهناك اخرين يقدمون الكثير ولديهم تجارب غنية نحن نلقاهم في ونسات عابرة لكن لم نتوقف لحظة للمعاني التي يحملونها ... هذه مجرد (طلة) عليك يا طلال ... كن بخير...
12-20-2007, 01:15 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
حاولت أتصل بيك لمن كنت في لندن ، لكن تلفونك كان بيكون مقفول !
أتمنى نتلاقى عما قريب .. قريت كلامك طبعاً ، وفيهو أفكار ظريفة .. بس النوغية دي من الناس عايزين كتابة بنفس أطول ، انا هنا شغال على تعريف بناس عندهم إنتاج إبداعي وصوت في المسمع العام .. لكن ممكن بعد شويه نكتب عن الشخصيات الفيها كمون .. ليه لأ ..
انا كتبت عند ست شاي وواحد صاحبنا غسال عربات ، بس دي كتابات للنشر في سياق تاني
... ...
الزولة حقت الثورة الأرترية إختفت من المكان ، ما بقت بتجي .. والناس نفسهم إتغيروا .. تاني لمن تكون في حاجة زي دي ، كلمونا في وقتها يا درش ..
12-20-2007, 03:05 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
طلال العيد مبارك عليك وعلى كل الوجوه دى __ هاك دى .. صاحب الخرفان قال ما ببيع بالشيك . كاش بس . السبب شنو ؟ قال يمكن المشترى يموت بالنزفيه قبال ما انا ادخل الشيك .. __ تحياتى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة