لا أعرف لماذا تصر الخرطوم ، عاصمة بلادنا القومية ، على إحراجنا ؟ فبعد أن نقول أنها مدينة رمادية لا أمومة لها ولا حنان ، وأنها قاسية لا تعرف العطف ولا التحنان ، وأن ألوانها ومآلاتها غريبة ولا تشبهنا ؛ تفاجؤنا بليلها الطيب الحنون ، وتمسح على أرواحنا السئمة برفق ... وبعد أن نرمي طوبتها ، تعيد إلينا الطوبة سالمة وتهمس في آذاننا : انا هنا ، وممكن أكون بخير ..
صحوت من نومي مرهقاً - كما هي العادة - فكوابيسي كثيرة ، وخيالي المريض لا يجعلني أرتاح ، ويرازيني ؛ خرجت من المنزل وقطعت الكوبري الشهير بين كوبر و بُري ، لأداهم الخرطوم ، في طقس يومي وعادي . بعد لفِ ودوران حلت بي الأقدرار في المركز الألماني ، ذلك المكان الذي ألجأ إليه بكل كسل ، كونه يمنحني الإحساس بالأمان وألتقي فيه بالأصدقاء لنشرب الشاي ، ونتبادل النميمة ..
لكن هذا المساء كان مساءاً زاهراً ، فأول دخولي لمحت عبدالله شابو وهو يتوكأ عصاه ، فحمدلت له السلامة وحدثني عن كسر المخروقة !
وجدت في عينيه لمعة الشاعر وحب الحياة ، برغم سحابة المياه الزرقاء ؛ مياه زرقاء !! سمعت هذا الإسم كثيراً ، " موية زرقا " : يقولها الضيوف حين تسألهم عن طلباتهم من الشراب : عصير ولا شاي ؟ وبعد عمر ، إكتشفت أن " الموية الزرقا " مرض يصيب العيون وبيحتاج علاج ، يقولون : فلان عندو موية زرقا !
لكني ، والشهادة لله ، أرى أن هذا المرض لا يستحق هذه التسمية الشاعرية ..
شفى الله عبدالله شابو وعافاه من كل محنة ومرض ، قولوا آمين .
وقبل أن تدلى الشمس ، وتنزل ، دخل إلى حديقة المركز الزول الظريف المهذب شديد ، " مطر قادم " ، كان على وجهه نفس الشارب الوسيم ، وإبتسامته السمحة ، بجسده الأخضر وطوله العالي . وكان في معية أخونا " مطر " كتاب نادر ، أحضره لصديقة مشتركة كي تنسخه ؛ أخرج " مطر " الكتاب ، فشد إنتباهي وحناني : كتاب قديم في القانون ، على ورق عالي الوزن ، ومطبوع(زي كل كتب زمان) بالآلة الكاتبة ، بسحر حروفها دقيقة التفاصيل ، وبتعب عمال المطبعة الواضح والصريح .
الكتاب تم تأليفه في أوائل الخمسينيات ، وطبعت منه 60 نسخة (فقط) هي التي خرجت للنور ؛ ألفه الأستاذ دهب المحامي ، وأهدى منه في العام 93 نسخة لمولانا " إسماعيل البشاري " .
من هو " إسماعيل البشاري " ؟ سوداني من أبناء قرية إبي حراز ، ريفي الأبيض .. من الدفعة التي تخرجت عن جامعة الخرطوم في 1981 . سطع نجمه في قضية بنك الإعتماد ، حين إنحاز للمودعين ، واقفاً ضد سياسات وزارة المالية ؛ وظهر البشاري في قضية " ود نميري " المتعلقة بالفساد المايوي وأبلى أحسن البلاء في فضح خيابة الضمير وأكل حق الناس بالباطل .
كما ساهم مولانا إسماعيل ، في توسيع أفق القوانين السودانية بكتابات وإقتراحات معمقة لتضمين حقوق الطفل في التشريعات السودانية ؛
توفي إسماعيل البشاري في العام 1996 ؛
..............
وغربت الشمس ، وإلتقيت بالفاتح وديدي ، وحالد ماسا ، والجريفاوي .. دعاني وديدي لحضور جلسة إستماع لفنان سوداني جاي من أمريكا .. إسمه إيمانويل .
قلت لا بأس ، نتفرج ونسمع ..
ذهبت لمقر " كواتو " عشان نشوف حكاية إيمانويل ، يملأني الفضول ، إذ لم أسمع عنه من قبل ..
ووجدت نفسي أمام حالة فنية عالية ، وشدني إيمانويل بأدائه الرهيب ، بل أني تذكرت وانا أشاهد وأسمع إيمانويل : بوب مارلي وجون قرنق ! ليه ؟ لأن إيمانويل يغني غناءاً مليان فلسفة وكلام عن الحرية و التحرر والوحدة والمساواة وكافة الحاجات الطيبة التي نحبها .. هذا وجه بوب مارلي ..
أما قرنق ، فقد تذكرته وأنا أحس بكاريزما إيمانويل الطاغية ولونه الأسود الحاد ، وإبتسامته الخلابة ، وإنسحار الجمهور به :
وقضيت وقتاً جميلاً في الإستماع لإيمانويل ، وعرفت فيما بعد أن هذا الرجل معروف وله إسطوانات تباع ، ومحبين ! شفتو الخيابة ؟
لكن ، والله ، فرصة سعيدة !
فنان ، وواضح إنو مثقف ، وعنده قضية تهمه .. كما حباه الله بالقدرة على الإتصال ورفع الوتيرة الداخلية عند الناس :
وزي ما قلت ليكم كاريزما عجيبة تسحر العين ..
منذ الليلة ، سأتابعه في ليل الخرطوم البهيم ، بحثاً عن حلاوة ونور
وعن فنان له جمهور ، تملأه الحياة ، ويملأ الحياة بالناس
تحياتي يا إيمانويل ، وإعجابي الشديد
تحياتي للخرطوم ، مع تمنياتي لها بالشفاء ..
11-08-2007, 02:56 AM
غادة عبدالعزيز خالد
غادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806
هم الذين يقربون بيننا ويحققون الوحدة فعلا لا حديث ومعاهدات وإتفاقيات أو مناورات من القلب للقلب تذوب الفوارق.. تتلاشي الأحقاد وتلتحم الإنسانية في أرقى صورها
لكم نحتاج الكثيرين مثل إيمانويل
لك الشكر الجزيل
11-08-2007, 03:38 AM
Aymen Tabir
Aymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612
سلام يا طلال سلام قدر الشوق لليل الخرطوم وسنين الغربه الهاده الحيل .. وحنين .. ما اجمل نهارك ياطلال مليان بي دفو البشر الخيرين !! عشان كده يا طلال آمنابيو وموحدين .. الشعب البدهش بي كل سحناته وفرحه وغباين وجعه مدهش بي كل الفيهو ومليان بكل عجيب . يا طلال انا عارف سحر الحكيتو هنا .. لاني مشتاق ليهو كلو .. بحزن لما اشوف الاوغاد يا طلال شايلين سكاكين الحقد وبقطعوا بيها عروق الحب الفينا .. وبشوهوا بيها الجمال الكثير ده .. سلم على الخرطوم مني، وكل الفيها مساء وليل ! بضم صوتي لصوتك يا غاده
Quote: لكم نحتاج الكثيرين مثل إيمانويل
التعديل : لزم تعديل اخطاء إملائيه - العتبى على النظر!
لم يتحدث إيمانويل يا غادة ، ولا قال كلاماً غير كلام أغانيه ، لكنه بموسيقى لطيفة ، وأداء شديد العذوبة ، وإنسجام بالغ ، حرك في قلبي أحلاماً شتى وصحاها من النوم ..
11-08-2007, 11:33 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
Quote: تفاجؤنا بليلها الطيب الحنون ، وتمسح على أرواحنا السئمة برفق ... وبعد أن نرمي طوبتها ، تعيد إلينا الطوبة سالمة وتهمس في آذاننا : انا هنا ، وممكن أكون بخير ..
الكلام دة وقع لي فوق جرح ... و طبْطب عليه ... سر لا أعرف كنهه هذه الحقيقة التي أوردتها يا طلال. ففي الخرطوم تنتابني نفس هذه المشاعر .. و ألعن سلسفيل البلدة .. ثم تأتي لحظة تجعلني أندم و أنسى في آن واحد.
Quote: لكني ، والشهادة لله ، أرى أن هذا المرض لا يستحق هذه التسمية الشاعرية ..
هل تذكر ذلك الورد المسمى ( ورد الحمير ؟ ) في الخرطوم بحري ذهبت إلى مشتل لأشتري بعض الشجيرات لحديقتي الصغيرة أمام البيت. قالت لي صاحبة المشتل القبطية : حرام التسمية دي للوردة الجميلة دي. ثم واصلتْ : في السودان في حاجات كتيرة بيدوها أسماء ما بتستحقها ..
تذكرت هذا الحدث مع المويا الزرقا
دمتم
11-08-2007, 03:38 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
عارف ياطلال ، إحنا محتاجين فعلاً نسمع اصوات جديدة ، ونرى لوحات جديدة ، والأصوات ماهى الحناجر وتعدد طبقات وتصنيفات الصوت ومخارجه من ناحية أكاديمية ، بل أعنى مخارج الفكرة نفسها . وعن اللوحات ، فقد أدهشتّنى كثافة "اللون الجنوبى" فى شوارع الخرطوم ، ياللجمال ياطلال ، قدر كده إحنا كنا محرومين من هذه الجينات الفنية ؟؟!!. وبعدين عارف أنا إكتشفت الان ، وبعد علاقة حب طويلة جداً مع (الخرتوم) إنها عندها كم "وشى" !!! يعنى ما خرطوم واحدة مسيخة ، لا أبداً دى عندها كم ملمح وكم ثيمة وكم طعم ، بس الحاجة كانت محتاجة فكرة (بسطامية) عشان تمشى وتعاين من هناك ، وترجع أكثر دراية بخطوط ومسارب ضفائر هذه البنت ، أى نعم هى عنيدة ، وقاسية حبتين ، لكنها بتعرف كيف تحب ، وكيف تدس العشق ده فى أكياس اللامبالاة . عاوزين نشوفك ياخ ، وإنشاءالله مليت عدسة كاميراك بمشاهد من لندن ، بختك لأنك مشيت فى مواعيد صحوها ولقيتها مفتّحة ، ما ملبدة بالغيوم والضباب .
كل الحب والوداد
11-08-2007, 09:59 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
طلال يا ابن عفيفي لعلي سابعد عن بوستاتك يا هذا انا بقيت عندي عيال وهموم متغرب عشانهم لو باريت بوستاتك البتنزل الدمع من عيوني دي بتلب بكره في مطار الخرطوم احسن لي اختــــــــــــــــاكـ معتصم سيد احمد
11-08-2007, 10:06 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
حاسدك عدييييييل, تعرف دى أول صور حفلة حقيقية فيها كل الناس مبتهجة!! عادة متعود على الحفلات ذات الوجوه المتجهمة والدلاقين التى تغطى الناس من الرأس للقدمين, و الناس العايزة ترقص كويس وما قادرة لزوم تفادى القيل والقال!!
ياريت إيمانويل دة قاعد في السودان لحدى ماأجيكم.
مودتى
عادل
(عدل بواسطة Adil Isaac on 11-08-2007, 04:38 PM) (عدل بواسطة Adil Isaac on 11-08-2007, 10:44 PM)
11-08-2007, 10:16 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
عفيفي .. ياخي حارسين الات لندن تجينا بالخرطرم عارف قبل ما افارق الخرطوم كنتا بحبها جد بالليل وخاصه في بنش علي البحر قريب من حديقه الحيوانات الله يطرها بالخير المهم
ده زولك ...صاح
Quote: Emmanuel Kembe hails from the south, and tells a harrowing tale of escape from war and oppression there. He was literally saved by his ability to sing and play guitar at points. Of course, that was also the thing that got him in trouble, especially his song “Shem Shem,” condemning civil war and the persecution of the south by the north. The Nile Music Orchestra took on Kembe’s signature song, a reggae number, but hesitated to tackle another of his songs, “Celebrate,” resorting to accompanying a CD of the accompaniment instead. This sold Kembe short, but in the larger scheme of things, it was a flaw easily addressed in future manifestations of this concept. SRC= http://www.afropop.org/multi/feature/ID/741/Sudan+Music...estival,+2007-Review
والله يا عماد ما عارف أقول ليك شنو ! يعني زي ما المحبة والصداقة نمت في هذا الجو العام ، مفروض العتب واللوم برضو يكون ؛ لكن خليها على الله ..
كل ما في الأمر أني أفتقدك ، وما هاين علي هذا البعاد برغم ما تقوله من ضيق الحلقة ، وانا مصدقك . لكن يا صديقي ، يا عزيزي ، تعال وخلينا نشوفك ، فيها حاجة دي ؟
إنت يا خوي الكآبة حقت الخرطوم أطبقت عليك ، عارف والله ، وعايز أذكرك لمن الواحد كان بيكتب وينوح من الحال كنت بتشاكلني وتقول لي خلاص كفاية ؛ كنت عشمان فيني ، وفي حب الحياة المدفون .. حسه أنا برضو عشمان في ذلك ..
شوقي الشديد يا عمده ..
11-09-2007, 04:22 AM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
الخواض العزيز ، صاحب المداخلات النادرة ، سلامات ..
ياهو زولي ذاتو ..
لندن تاني ؟ والله هأحكي عنها ، لكن بس أهضم التجربة .. محتاج أراجع نفسي ومشاعري تجاه التجربة كلها ؛ هي مدينة شديدة السحاب ، ممطرة ، وإيقاعها آلي .. لم يكن في سمائها - حين ذهبت - شمس ، والناس بتلبس تقيل ، وانا بحب ألبس خفيف .. وحاجات تانية ..
11-09-2007, 04:44 AM
HAYDER GASIM
HAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868
Quote: من هو " إسماعيل البشاري " ؟ سوداني من أبناء قرية إبي حراز ، ريفي الأبيض .. من الدفعة التي تخرجت عن جامعة الخرطوم في 1981 . سطع نجمه في قضية بنك الإعتماد ، حين إنحاز للمودعين ، واقفاً ضد سياسات وزارة المالية ؛ وظهر البشاري في قضية " ود نميري " المتعلقة بالفساد المايوي وأبلى أحسن البلاء في فضح خيابة الضمير وأكل حق الناس بالباطل .
كما ساهم مولانا إسماعيل ، في توسيع أفق القوانين السودانية بكتابات وإقتراحات معمقة لتضمين حقوق الطفل في التشريعات السودانية ؛
توفي إسماعيل البشاري في العام 1996 ؛
الله يرحم مولانا اسماعيل البشارى.. هذه ملامح من الخرطوم القديمة الدغرية يا طلال. الخرطوم التى كانت تحترم نفسها. وكانت جامعتها تنحاز للعلم وللعدل وللحلم. وكان مولانا البشارى قاضيآ بالعدل. وشاعرآ بالحلم. وناشطآ فى العلم والمكرمات. وها هى الحرطوم تستعيد ملامحها التى ضاعت فى غبار ضيق الافق والتعصب والانانية. خرطوم الاحتفاء بالموسيقى والبشر والرقص وحلم العدالة وازدهار التنوع المدهش فى بلادنا.. بين كتيب دهب ، باشكاتب محكمة المديرية فى ملكال عام 1953 ، قبيل الاستقلال والسودنة ، وبين غناء كيمبى تحت سماء خرطوم إتفاقية السلام الشامل عام 2007 ، تاريخ من الملاحم والمآسى. تاريخ من قتل الاخ اخيه بدعوى تفوق اللسان والاصل. والعصر إن الإنسان فى السودان لفى خسر. إلا اللذين قالوا نحن سودانيين وكفى.. أكرمنا من ينشر الخير والجمال كطلال وكيمبى وهؤلاء الحسناوات الراقصات الصادقات الطالعات فى "كفر" الوحدة والانتماء. والكافرات بالازدراء والتعالى. تعالى مخاليق الله على مخاليق الله. ولو أن أهل الخرطوم آمنوا بهذا التنوع وصدقوا القول بالعمل على ترسيخ السلام والاخاء الوطنى وإطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف ، والاحتفاء بالجسد وحريته فى التعبير بالرقص وبالصمت وبالسكون وبالحركة ، لفتحنا عليهم بركات من السماء ومن الارض. ولكان الرب راضيآ. وسعيدآ فى عليائه. إذ يرى الغناء والموسيقى والرقص ترجمة اشواق الوحدة والتصالح.
التحية لك يا طلال ولكمبى ومركز كواتو والمركز الالمانى. وشابو والرحمة للزعيم قرنق ومولانا البشارى. وطابت اوقات الخرطوم بالغناء. وتحننت كفوفها بالدفوف. واعتمرت ساحاتها بالرقص والسلام والمسرة..
11-09-2007, 09:50 PM
طلال عفيفي
طلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380
والله يا عادل مشكور .. انا مليان بحكاية إسماعيل البشاري ، وبفكر فيهو كتير ، مع اني لم أره من قبل .. لكن إحساسي إنه إنسان ما ساهل .. في الأيام الجاية سأبحث عن إضاءات أكثر حوله من مطر قادم وأصدقائه بالخرطوم ..
تحياتي
11-09-2007, 09:17 AM
خالد العبيد
خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
الله يا طلال كم عرفتك رقيقا لا تجرح خد الورد ولكن!!! من هو " إسماعيل البشاري " ؟ رغم انو سماء سيدني ما مقصرة تمطر منذ الامس لكنني حاكيتها الآن كم ابكيتني يا طلال ؟ قلت اسماعيل البشاري؟؟؟ صدقني لا احد سيعرف اسماعيل لم يمت يا طلال البشاري انطفأ كان يجيئني في المنزل وقت المغربية وانا على سرير المحنة ايام المحنة كان يداويني يذوب الحليب في سكر ويسقيني ينظر اليا طويلا ويسندني وانا اشرب من الحليب حتى ارتوي يبتسم!! يقول لي انهض يا خالد نحتاجك غدا في اجتماع الجماعة! وكان يعني جماعة ادب الاطفال التي انشأناها وكتب هو مسودتها! يجلس معي لاكثر من ساعتين وحين يتأكد بانني غفوت في نوم عميق ينهض ويمسح على خذي وينصرف كما النسمة ويعاودني اليوم التالي في نفس المواعيد حتى نهضت كالفرس ! ذات لحظة قاسيةجاءتني بنت اختي المحامية عفاف عمر كانت جزلة قالت لي البشاري في مستشفى الاطباء هرولت فورا كداري دخلت الغرفة وجدت نسيبه مطر داخل الغرفة سألته وين اسماعيل اشار الى السرير رايت اسماعيل في لحظات ذوبانه الاخيرة لم اعرفه على الاطلاق قلت له انا بسأل عن اسماعيل البشاري؟ دنقر في الارض وبكى وبكيت وانا انظر الى سرير اسماعيل ثم خرجت ابكي وابكي حتى الان يا طلال انا ابكي البشاري
شكرا لك يا طلال وانت تشركنا في كل هذا الخاص العام...ز وشكرا انك استنطقت الجمال في آخرين..... ايمانويل ...نموذج واحد لابداعت جنوبيه كثيره..حرمنا منها ولم نترك لهم سوى الدموع مثل دموع امانويل الصادقه وهو يبكي حاله وحال الملايين من اخوتنا.
فرحة انا مثلك ان يرقص الجنوبين في عاصمتهم وفرحه اكثر انهم يرقصوا على انغام موسيقاهم وفرحة اكثر ان رقص معهم شمالين كثر اكيد تذوقوا فن ايمانويل بلا استعلاء ..بلا تعنصر...بلا تنميطات عقيمه وانما بانسانيه محضه.......فاستمتعوا ومتعونا باحاسيس الانسان السائده هنا. شكرا لك مرة آخرى يا طلال.
Quote: بين كتيب دهب ، باشكاتب محكمة المديرية فى ملكال عام 1953 ، قبيل الاستقلال والسودنة ، وبين غناء كيمبى تحت سماء خرطوم إتفاقية السلام الشامل عام 2007 ، تاريخ من الملاحم والمآسى. تاريخ من قتل الاخ اخيه بدعوى تفوق اللسان والاصل. والعصر إن الإنسان فى السودان لفى خسر. إلا اللذين قالوا نحن سودانيين وكفى.. أكرمنا من ينشر الخير والجمال كطلال وكيمبى وهؤلاء الحسناوات الراقصات الصادقات الطالعات فى "كفر" الوحدة والانتماء. والكافرات بالازدراء والتعالى.تعالى مخاليق الله على مخاليق الله. ولو أن أهل الخرطوم آمنوا بهذا التنوع وصدقوا القول بالعمل على ترسيخ السلام والاخاء الوطنى وإطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف ، والاحتفاء بالجسد وحريته فى التعبير بالرقص وبالصمت وبالسكون وبالحركة ، لفتحنا عليهم بركات من السماء ومن الارض. ولكان الرب راضيآ. وسعيدآ فى عليائه. إذ يرى الغناء والموسيقى والرقص ترجمة اشواق الوحدة والتصالح.
11-09-2007, 02:23 PM
قاسم المهداوى
قاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640
يا طلال برغم السكر (يفتح السين) الا انه عمل عظيم .. تشرفت بحمل حقيبتي عندما رايت صور تلك الامسية .. لك محبتي وجزء من النص (كلام مثقفاتيه من فم سكرجسه) لك الود منعم
__ شكرا لصديقي الرائع ايمانويل وقد اعجب بهذا البوست كثيرا
يا طلال EMMANUEL ادهش العالم فى برنامج مشهور سنة 2004 فى CHANLE امريكيه. فى اغنيه اسمها وقف اطلاق النار الرجل دخل فى موكب من الطبول موسيقى حاره اغانى هادفه لها معانى كبيره لم يعتاد عليها الامريكان. زولك تانى يوم كان على كل لسان _ من تعليقات احد الامريكان بعد سماعه للبرنامج قال لى يا.. ده فنان رقيق اضاف للراب بعض التوابل الافريقيه اغانى لها مذاق جديد فيهاطبول واشياء جديده . انت يا طلال الان تقوم بعمل جديد فى السودان عمل مهم جدا الف شكر
يا له من مساء ياطلال " مااشبه الليلة بالبارحة" سمعت امانويل الثاني "امانويل جال" لاول مرة في سيارة يتقاسمها خمسة شباب جميلون مثلك ياطلال ندعوهم-كذبا-The lost Boys of Sudan كنا في الطريق الي بيتهم في مدينة San Jose في كلفورنيا وكان هذا في 2005 فرحت به وبهم وأصابني الخجل ويظل يطاردني عندماأسمع من أحدهم بعض من ما يستطيعون قوله التحية لامانويل وامانويا وهما يعلمانا أن لا مستحيل http://mwcnews.net/content/view/12364/195/ شوف زي الكلام دا يا طلال وانت تعرف سبب فرحي وخجلي
Emmanuel Jal: Sudan's war child
Emmanuel Jal is a multi-lingual Kenyan rapper, a refugee, and spokesman for the Control Arms campaign and the Make Poverty History campaign.
But 10 years ago, he tells Haru Mutasa, Al Jazeera's correspondent in Nairobi, he was a child soldier in the Sudan People's Liberation Army (SPLA).
"I'm war child", Emmanuel sings in his single.
As a child, he was forced to raid villages for food and kidnap girls for the older rebels.
About his forthcoming album, Emmanuel says: "War Child basically is my experience of my country, how war started ... how I've left home ... and losing the people that I love the most."
When he finally escaped the SPLA, he lived as a refugee in Kenya.
Mutasa reports: "Growing up in a slum was difficult for Emmanuel. He lived with his foster family in a metal shack. There was no running water and electricity – but it was better than life in Sudan."
He knew he was lucky to be in Kenya – but he still wanted to do something to help his people back home.
So he decided to show young people, through music, that violence is never a solution to any problem.
Emmanuel's lyrics say: "I've seen my people die like flies, but I've never seen a dead enemy, at least one that I've killed. But still as I wonder, I will go under. Guns barking like lightning and thunder..."
Now, his powerful songs have led to a recording contract and an opportunity to spread his message around the world.
That message is that guns kill. And through music, he believes people are hearing it.
انتظرناك طويلا ياعماد إنتظرناك طويلا وياريت ما إنتظرنا ده شنو ؟؟ إحباط ولا موات ولا خفوت وينك ياعماد ياقراي قريت الفات والجاي ربنا اوفقك في الوطن الشقيق
12-08-2007, 10:51 PM
fadlabi
fadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116
احــــــــيـــــــنا من الخرطوم ...السودان وووب علي انا تعبت من الغربة دي
طله انا جيت السودان و للاسف ما صادفتك ....انت عارف اني كنت بعيدة لفترة طويلة .... عشر سنوات بلياليها بعيدة عن سودان العزة جيت واحساس الغربة متمكن ... و صلت ليلا و اول شئ شفتو كانت الانوار من اعلي و كنت متلصقة في شباك الطيارة ذي الشفع الصغار ااااه الخرطوم بالليل يكفي انها الخرطوم .... خليك من العاشق البيتذكر محببوتو ساي.... و لكني اقسم اني كنت دايرة اقوم و اكورك باعلي حسي و اقول انا جيــــــــــــــــت.عارف بعاين لكل الناس بعيوني و ربي دايرة احضنهم ...و اخذت اثرثر بلغتي المحببة الي (السودانية ) و كم كنت ابتسم لما القي الزول قدامي بيرد علي من غير ايه بتقولي ايه البتيغظيني شديد
استمتعت كتير بالاغنية حقت ايمانويل .. وببساطة انا انبسطت لما شفت الصور المعبرة الما بتحتاج لاي كلمة للتعبير كفاية الصور هي معبرة عن كل شئ ..... اعجبني ايمانويل واحد من التوابل الخاصة للتماذج الموجود و ياريت نستمتع به..... و عندي حالة فضول. بصورة ماعادية للاستاذنا الراحل إسماعيل البشاري .. و لكتابو ...هل ممكن اكتشاف المزيد كلمة اخيرة الناس اتغيرت ... و الخرطوم تزينت بالمباني و الشوارع المسفلته و لكن اصلاتها لسع موجودة مع بعض التغيرات ما سامعة بتقولوا دي شنو.. العولمة يمكن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة