باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 08:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة طلال عفيفي (طلال عفيفي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2004, 11:50 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!!

    سيره
    " قص و فص "



    في عام 1976 , ولدت ..

    طفل عادي ولكن خديج . سبعة أشهر هي التي قضيتها في بطن أمي , لأنزح بعدها صوب العالم , مسببا إرهاقا لا حد له لوالدي .. بدءا بأمراض الطفولة الستة والربو ,مرورا بمراهقة صعبة ( تخللها تدخين " البنقو" والانتماء لجماعات متطرفة ) .. انتهاء بفشل حاد في المجالات الأكاديمية , وما صاحبها من أحزان اجتماعية ........

    لست أكذب , لو قلت أني كنت فتى طيب الذكر و واعدا بشأن مجيد , سوى أنها الدنيا وتصاريفها !!
    وأعتقد الآن , غير جازم , أن صاحب نبي الله " موسى" لو كان التقاني لقتلني مجنبا القوم رهقا لا حد له ..

    توافرت في تربيتي كل صنوف حسن النية , أقل ما أذكره عنها شبه شديد بتربية الأمراء : عز وافر .. سفر وسباحة وركوب للخيل , حفظ للقرآن وللشعر ,و لغة أجنبية ( لا أعرف الآن لو كانت الألمانية أو العربية !! )..

    وجدانيا :
    تنافست عدة أعراق في تكويني ... :
    عرق حلبي , وعرق نوبي , وعرق عربي صحراوي ..
    سوى أن ليس لي اهتماما عميقا بالأمر هذا , فجدي أما أن يكون " نوح " أو " آدم "
    أو , في أسوأ الأحوال , خلية من الخلايا التي حدثنا عنها " داروين " ...
    خرج علي من رحم الغيب ثلاث بنات ,أخوات , اثنان من رحم أمي , وواحدة من أم ألمانية , تعرفت عليها بعدها بسنوات في ظروف درامية .. اسمها " تماره" تعيش اليوم في إيطاليا برفقة زوجها وابنهاالذي أسمته على أحد الأنبياء الإنجيليين : " لوكا " !
    ..................................................
    ..................................................
    لم أسعد بأن تكون لي جدة .. ف"آمنة " توفيت باكرا تاركة وراءها صورة فوتوغرافية وحيدة تحكي القليل عن امرأة وسيمة الملامح طيبة العينين ,.... أما " فاطمة " فقد رحلت قبل إتمامي طفولتي , ململمة معها ما تبقى من رطانة نوبية وثياب سود ارتدتها طوال الوقت ورائحة البطاطس المحمرالذي كانت تصنعه لي حبا وكرامة, بموتها فقدت جدتي الوحيدة وفقدت العائلة آخر الناطقين باللغة النوبية , وأصبح البيت الكبير مرتعا للهجات عربية عدة ! رحمها الله .
    كان وجه " فاطمة " , من فرط صبرها وحزنها , صارما صرامة لم تحسسها طفولتنا الباكرة..
    وأذكر الآن كثيرا أغانيها الراطنة وكأن دف مخفي يتجول في أنحاء المنزل .
    أطول امرأة مرت على بصري ( يرى بعض المحققين في تاريخنا العائلي أني ورثته عنها ),وسوادهاكان فاحما .... أخذت عنه تلك السمرة التي أتسكع بها الآن وسط العواصم .
    عماتي , زينب على وجه الخصوص , سددن الخانة , فأسبغن علي ذلك الحنان " الفاطمي " فكن يقبلنني طوال الوقت , لكن دون أغاني وأقراط مذهبة تتدلى من الأذن على شكل هلال !
    كذا ما كان بحوزة طفولتي جد ...... جداي توفيا عن أعمار صغيرة ,تاركين أرملتين وعدد لا بأس به من الأيتام !
    الا انه وفي " حلة خوجلي " , شرق النيل السوداني , كان بانتظاري رجل في نفس قامة الأجداد :
    "حسن شرف " عليه السلام .
    اشتبك مع عائلتي في نسب متشابك , عشنا في منزله أوائل عودة العائلة المقدسة من ألمانيا , العام:
    1982 .
    أفتش له في ذاكرتي عن شيء غير جلبابه الأبيض , فلا أجد !
    كان له سريره الليلي في الحوش على مقربة من شجرة الليمون .
    وغرفة يتناول فيها شاي الصباح بالخبز المستدير والحليب .
    ومصحف مخطوط ...
    وخط مفتوح : يصل بينه وبين السماء .
    قدس الله ضريحه .

    الغريب في الأمر , أنني لا أذكر حزنا قويا أو بكاء أصابني لموت هؤلاء الأولياء : فاطمة وزينب وحسن , ....
    قد يكون في الأمر أنس الهي ورفقة ربانية, ولكني أذكر أن علاقتي بالموت علاقة رحيمة , ففي طفولة مبكرة شاهدت احتضار بنت عمي " سميرة " مدققا في السرطان وهو يغربل خلاياها ,ثم في سوانح أخرى ساهمت صبيا في غسل وتكفين عمي " كمال " و صديقي " أمجد" ......
    لم أبك سوى مرات ثلاث , عمي " صلاح " , "سعد الروبي " و "علي المك " ..
    كان هناك" حسن خليفة" , لكن أصابني تجاه موته صدمة لم أتجاوزها حتى الآن,(ولذلك قصص
    أخرى ..) .
    ..................................
    ..................................
    ما الذي جاء بسيرة الأموات في حين أني أحاول قصة حياتي ؟!
    ليس سوى أنها حياة تشبه هذه الهرطقة !
    ........................
    ........................

    ما لا أعرف مناسبته , لكني أود حكايته , أني تعلمت ركوب الدراجات باكرا , الأمر الذي أفضى في الأخير إلى علاقة حميمة مع التجوال . ( تجوال بين البلاد والمدن والأفكار وقلوب البنات ).
    اذو لم أعهد نفسي على استقرار , الأمر الذي جعل حياتي عجيبة وغير مبررة للآخرين (ولي في أحيان عدة !)..
    كنت أركب الدراجة والصبا في بواكره لا ألوي على شيء, سوى أني أذكر تماما كيف كانت الدراجة تسحبني عبر الهواء الطلق إلي عوالم مدهشةوجذلة في تلك القرية الألمانية التي تشبه أحلام الصغار بشكل ناجز , في ألمانيا رأيت بعيني حقول القمح الذهبية ممتدة على مدى البصر خلفها شمس على وشك الغروب. كثيرا ما تركت دراجتي على طرف الحقل راكضا فيه باحثا عن مسكن الشمس …
    لأعرف بعدها بأعوام أن عنوانها : الساعة الثانية ظهرا / جمهورية السودان الديمقراطية !

    برغم من حب أطفال الألمان الجم للشوكلاطه , إلا أن شيء ما على جلدي كان يثير حفيظتهم ,
    سمرةٌ ما , بعضهم كان ينتظر عودته الى المنزل ليسألون أمهاتهم عن اللون الذي يدهن المجاور به جسده , البعض الآخر كان يعاني من خشونة مبكرة , فكان يتعمد إهانتي والاحتكاك بي ( احتكاكاً خفيفاً) .. قد يكون هذا البعض الآن انضم للجماعات النازية في ألمانيا ذات الوقت الذي انضممت فيه للحزب الشيوعي السوداني , ربما !

    على كل فقد كانت طفولتي على مشارف بحر الشمال هناك , أشبه بالحلم حين أستعيدها الآن تحت درجة حرارة تلامس الخمسين .

    كنت أجلس ساعات طوال أرقب عمال البناء والبيوت تكتمل تحت أيديهم, ليسكنها جيران جدد ,وكأنهم سحره , أثناء ذلك أحببت البناء ,اللعب بالصلصال والمكعبات ,( ثم الجالوص في مرحلة أخرى ) .

    حين أنظر لصوري, التي غالبا ما كان يلتقطها والدي( في عادة كف عنها فيما بعد) , أرى وجهاجميلا و عيون فيها من الكحل الكثير ,ذلك الكحل الذي ورثته عن أبي في حياته , وهو ما ساهم في مرور حياتي العاطفية دون عقبات تذكر .
    هذه العيون تعاني الآن من خلل طفيف في وظيفتها الأساسية, ألا وهي الإبصار, وهو ما أرجعه
    البعض لعين أصابت مستودع الكحل , أما أمي فتستغل الموضوع كسند قانوني ضد الخمر , إلا أني أرى أن المسألة تتعلق تعلقاً عاديا بالسن والنصيب .

    على ذكر مسألة العيون , فأعشق في البنات , ضمن ما أعشق , تلك العيون الناطقة بلغات العالم السرية , تلك القادرة على خلق تماس مبدأي , عيون قد تلهيك عن جسد بأكمله .

    .....................................
    .....................................
    .....................................

    أبي سوداني , يعود أصله إلى أقوام حطت طيورهم قبل قرون على شباك الوطن.
    أمي نوبية مصرية ينحدر نسبها لصانع المراكب نوح ( والذي أصبح نبيا شهيرا فيما بعد )..

    ولدت في هامبورج اثر لقاء بينهما في السبعينيات لم يتح لي معرفة تفاصيله .
    لذا أجدني حفيا تجاه العالم كله , بخطوط طوله وعرضه وأديانه وخزعبلاته وآمال أبنائه البشر بكل تعرجاتها التي تميل غالبا نحو الخير . ( أو هذا ما أظن ) .

    ...................................................
    .................................................

    تعرفت على البحار عن قرب ....
    أولا .. في القصص التي أبحرت في فؤادي قبل نوم هادئ في الصغر .
    ثم البحر السكندري الكبير , المعروف بالمتوسط , إذ ساكنته محباً لسنوات أبان إقامتي في الإسكندرية منتصف التسعينيات الأخير .

    البحر الأحمر كان له ما يدلي به في جغرافيا الذاكرة , خصوصاً مسألة حول العشق , فكل بنت عبرت دماي كنت أذهب بها في رحلة إلي ذلك البحر عند سيناء , على مقربة من جبل موسى , لنستحم سويا في الماء , ونغني أغان ليلية لمحمد منير والشيخ إمام على مشارف زجاجة خمر وقمر ليلي يشبه البرتقاله .
    .................................
    .................................

    بكلمات أكثر صدقاً , عشقت الماء ..
    ( وان كان للبحر علياءه )..
    فالنهر يتسكع في ذاكرتي دون تردد أو مهل ....
    النيل ...!
    من لا يحب ذلك العاشق المملوء بالموج والسمك والأكسجين .
    النهر الجنوبي .. حفيد الهضبة الأثيوبية ؟
    كنت أعشق فرسه اسمها " هداوة بال " من الخيل التي غادرت حلبات السباق باكراً .
    وكنت أمرن على ظهرها فروسيتي لسنوات .
    كنت أعدو بها حتى ينقطع نفسي , على شاطئ النهر النيلي في " بري " , لأنزل بها
    بعد ركض كثيف إلى النهر لنغوص في الماء سويا .
    أسبح في النيل السوداني الأزرق مرتديا "الحجاب" الذي أعطاني له شيخ " بابكر"
    ضد الغرق .
    ..........................................
    ..........................................
    استبدلت النهر بالبحر,
    والخيل بالبنات .( دون حجاب )
    ..........................................
    ..........................................
    هكذا سارت الأمور , أو هكذا يخيل لي ..!
    ..........................................
    ..........................................
    بدأت في تعاطي الأعشاب الطبية المعروفة اصطلاحا بالبنقو في أوائل المراهقة ,بداية التسعينيات , إذ لمست فيه نوعاً من الأنس واللطف , بالاضافة لرغبة غير واعية ( كونها تكمن في اللا شعور ) في التمرد على النظام الاجتماعي والخروج عليه , غير ذلك كان في تعاطى مثل هذه المهدئات مهربا من الانكتام والكبت أو حتى الانتماء لجماعة من الجماعات الدينية المتجولة في بلادي ...
    لم يكن الأمر بالخطورة التي تتصورونها أو تخيلها نساء الجيران ( وأمي فيما بعد ) , كل ما في الموضوع أني زاولت مراهقتي بسلام وازددت حباً للموسيقى وساعدني العشب, بما فيه من عناصر محفزة على الإنصات , للانتباه والتأمل و الكتابة , وهي في معتقدي أفعال حميدة لا تخلو من آدمية .
    لم أشعر بانجذاب حقيقي نحو الخمر إلا متأخراً , بعد مغادرتي للقاهرة . قبلها كنت أرى في الكحول باعثا على الفوضى والتبلد ( ما ثبت لي عدم صحته فيما بعد ) !
    كففت عن تعاطي مع المهدئات ( البنقو والطرق الصوفية ) في العام 1998 لأسباب خاصة بجانب العمل في الحزب الشيوعي السوداني الذي تفضل لائحته الداخلية سكر أعضائه على انسطالهم .
    أصبحت اليوم لا أدخن , لكن مازال البنقو في ذاكرتي طيب الذكر , مربوطاً بالكولونيا وأغان " بوب مارلي " و " جوان بيز " .. وبالغمام .
    .......................................
    ......................................
    أنا من الجيل الذي تم اخصائه , بلغت مبلغ من يقال أنهم رجال في ذات الفترة التي وصل فيها الاسلاميون الى حكم البلاد . ... لا أعرف كيف أوصف لكم الكرب الذي عشناه على حين غرة ,سوى أنها كانت , ولا تزال أيام صعبة , تشبه الغضب الرباني , يا للقمع ويا للقحط ويا للجوع والحزن .....
    من يصدق ؟
    لكنه ما حدث !!
    كان الوطن ديمقراطيا ديمقراطية عرجاء تراهن على العثرة التي تصلح المشي , وكنا وطناًمحتشدا بالشعوب والقبائل والنقابات والأحزاب والحرية , ليداهمنا ذات ليل عسكر في كامل انتمائهم الفاشي , نازعين عنًا جمالنا بدباباتهم ومجنزراتهم في انقلاب عنيف لم ترق ليلته نقطة دم واحدة , ليتفرغوا بعدها باراقة ما عجز عنه الأوائل من دم ودمع !
    ......................
    ......................
    دعونا من الكارثة ,
    لنرجع إلى الحياة ....
    ...............................

    أحاول الآن , بجد , أن أتذكر أشياء دافئة , وأن أكتب بصدق . . لا شيء غير ذلك .

    العام 1999 سكنت في شقة في شارع اسمه " خيرت " على طرف من ضريح السيدة زينب بالقاهرة, .. بعد أن عدت من الإسكندرية , لأجرب الدراسة في كلية للفلسفة بجامعة القاهرة .
    كنت أشعر بوحدة عارمة , فشل طفيف ووحشة .
    .........................................................
    .........................................................

    غربتي الأولى كانت حين انزلقت من رحم أمي ,
    الثانية , لما غادرت العائلة ألمانيا إلي حلة خوجلي ,
    الثالثة حين أخذني طائر النزوح من السودان لمصر ,
    الرابعه , حين حزمت متاعي من الإسكندرية إلي القاهرة ..
    ( الآن , فقط , أفهم الوجع النوبي الذي أصاب القوم من جرَاء أربع عمليات تهجير )
    ...........................................................
    ...........................................................
    دلفت القاهرة سودانياً مندهشاً على وشك الجنون .
    سكنت الشقة التي وهبتها لي أمي " عليها أفضل السلام " .
    ملأت جدرانها بالصور , في محاولة لرد الغربة !
    كانت صورهم تملأ الجدران : جمال عبد الناصر , جيفارا , محمد منير , سهى بشارة .
    عبد الخالق المحجوب , عبد العزيز النور ( مقاتل حرب العصابات قوي الشكيمة ) ,
    علم السودان , محمود محمد طه , لوحة لحسين شريف , وجه مصطفى سيد احمد ,
    التيجاني الطيب , لينين , ماركس , وعدة صور للعائلة والبنات اللائى عبرن القلب .
    بجانب صورة لفيروز ومارسيل خليفة وخطاب حسن أحمد !
    فوق سريري مباشرة , صورة للقدس الشريف والمرحومة سعاد حسني .

    في منزلي الكائن بشارع خيرت , يتنفس بخور الصندل الصعداء , في انتظار أنثى ,
    تقف زجاجات النبيذ ملء الانتظار لبنت تقاسمني الدنيا .
    وورق أبيض شديد الانسجام مع أقلام "اليونيبول" , لأكتب عليه سيرة ما حدث .
    ...................................................
    ...................................................
    درست الابتدائية في مدرسة " القديس فرنسيس " , على مقربة من القيادة العسكرية لقوات الخرطوم المسلحة , مرتع الإدمان العسكري للانقلاب على الديمقراطية , ...
    لا أذكر مدى بلادتي , ما يهمني في هذه السيرة الدراسية العذبة هو حصص الفطور :
    كنا نلعب " بوليس / حرامي " ... كنت دائماً أختار أن أكون مع عصابة الحراميه , ولا أعرف مدى علاقة السيكولوجي بالموضوع , سوى أن ما أذكره انبهارنا بالحرامية على وجه عموم , قفزهم للجدران وقدرتهم على الجري والقفز والاختباء ..
    أليس في هذا ما يكفي لشده مخيلة طفل ؟
    بعدها بسنوات طويلة حدثني المخرج حسين شريف حول ترشيحي للعب دور " الواثق صباح الخير " همباتي السودان الأكبر الذي أعدمه المشير جعفر النميري , ففرحت فرحا شديداً ..
    ..............................................
    ..............................................




    الشاطر

    الواثق صباح الخير .. أحد الشطَار , و الشاطر في اللغة هو قاطع الطريق ( الذي يشطره إلي نصفين ) .. ويعود نسب الواثق البعيد إلى كوخ في جبال النوبة , حلت به تصاريف الزمان في ديار الشايقية شمالات السودان , فاندرج السليل تحت بند " عبيد شايقية " حسب لوائح الفيش والتشبيه الوطني !
    عمل صاحب الاسم الجميل " الواثق صباح الخير " , أول أمره , فرداً بقوات الشعب المسلحة , هكذا يسمونها , وتم توزيعه عسكرياً في سلاح الإشارة , أحد أهم القطاعات العسكرية في دولةبين عساكرها وساستها ودٌ منقطع , مما يجعل لفنيي اللاسلكي والشفرة دوراً محوريا في حياة بلاد يحك جلدها جرب الانقلابات .
    " حسين شريف " حكى الأمر كالتالي : ( الواثق كان نبطشي , الدنيا كانت ليل , جاء الضابط المناوب , كان زي لواء , و زولنا الواثق كان تعبان , نايم بالبوت فوق السرير ..... اللواء قام نهرو وقال ليهو :
    " قوم يا عب " . فما كان من العبد الا أن قام على طوله مردفا الضابط العظيم بصفعة , ..... )

    تم تقديم الواثق لمحاكمة عسكرية ورفته من العمل على اثرها , ليزاول بعدها , صباح الخير ,العالم السفلي ويذيق الأمن مرارة لا حد لها .
    قبلها بخمسة عشر عاما , في 83 , حكى الدكتور عفيفي الأمر كالآتي :
    (الواثق بيدخل الزنك " سوق بحري " , ولد قيافه طويل , مدخل ايدينو في بنطلون الجينز ,وبمجرد ظهورو كل العساكر تتلبًد ! , ُمردفاً , مع انو داخل براهو .. طبنجه ما معاه ) !!
    ....................................................
    على كل حال , فالواثق متمرد كبير , بكاه الفقراء كثيراً حين نال النميري منه وأعدمه حسب الشريعة الاسلامية بالصلب والقطع من خلاف .
    تردد أنه كان يوزع الأسلاب على المحتاجين , بل وذكرت السيره الشعبية الراطنة بلهجة المجدأن ناراً عظيمة اشتعلت في شجرة تطل على قبره ليلة دفنه , وأطفأتها غمامة ماطره .
    ....................................................
    ....................................................
    قتل " محمود محمد طه " و " الواثق صباح الخير " في موسم واحد , وعلى ذات المقصلة
    في سجن كوبر , وكان قتلهما , على غير الصدفة , فرحاً للدهماء والسوقيون والرجرجة من
    أبناء البلاد .
    بعدها اعتقد المشير الحاكم أن أمنه قد استتب ,أيدولوجياً وأمنياً , لتداهمه بعد شهور, قليلة جدا , تلك الانتفاضة التي أودت بملكه المشعوذ الفاجر .
    منذ منتصف مارس 1985 كانت المظاهرات تملأ جوف البلاد بالهتاف المضاد للنظام ..
    بشدة وانتظام ساهم فيه حلف نقابي بين القوى الحديثة من أطباء ومحامين وجرثومة يساريةأصابت عساكر الصف الوسيط في القيادة المسلحة , ما جعل هدير التغيير أقوى من احتمال الأذن الوسطى للنظام , فاهترأت , ليصيح " سوار الدهب " قائد قوات الطاغية بالمتظاهرين :
    دثروني , دثروني , معلناً انحياز الجيش للشعب , وبداية فترة انتقالية تمهد للانتخابات العامة !
    .............................
    .............................
    ليس في هذا ما يشد من وثاق الحكي , سوى كون أمي في تلك الفترة ( مارس أبريل ) , كانت تأخذني للفرجة على المظاهرات والمتظاهرينٍ , لشيء في نفس بنت يعقوب , .....
    صباح الانتفاضة , 6 أبريل 1985 , أيقظتني باكراً , لنخرج , هي وأبي وأنا , حاملين راديو ترانزستور لننضم للشعب المنتفض .
    سمعت بيان نجاح الانتفاضة في منتصف كوبري " بري " أو " كوبري القوات المسلحة " ,كما يعرف رسمياً , وهو الجسر الأسمنتي , الذي يعبر النيل من بحري للعاصمة, المطل على الحي الذي أسكنه من ناحية ,ومن ناحية أخرى على سجن كوبر .
    من علياء الجسر , رأيت كيف حطم الناس باب السجن , وشاهدت ركض المساجين ملتحمين بالانتفاضة : ساسة ولصوص ومناضلين .
    الحق يقال : ... بعدها , لم أعرف أيهم حكم البلاد !
    .......................
    .......................
    كنت طفلا , أرضع من المُحسِنات البديعية لأثداء الطبقة الوسطى , لكني شاهدت الفاقة في صفوف الخبز , ورأيت القهر في " محاكم العدالة الناجزة " ... تلك المحاكم التي كانت تذيع حيثياتها في ساديةعجيبة , قُتل فلان شنقاً , وقُطعت يد فلان , وفلانة زانية , وتلك بائعة خمر !( وزارة الاعلام صارت مشَاطه ).
    عانت البلاد , ولا تزال من ظلم أخرق . برغم كوننا طيبين !
    .........................................
    .........................................
    أقعُ , كمتحدثٍ , أو راوي من العالم الثالث تحت عبء الرواية السياسية .
    عذراً , إذن !
    .............................
    .............................








    مطر !


    والخريف السوداني مخيف , وذو بطش , اذ ينهمر المطر , دون أحمٍ أو دستور ,
    يراود النباتات بشبق , يفض عذرية الأرض , على مرأى من سحاب , يرشح الخصوبة,
    ويطلق عنان الملاريا في فضاء المواطنين , لتنتعش حُقن "الكينين " .. وأمصال السحائي ,والحميات التي تصيب العقل في مقتل .
    ...............................................
    ...............................................
    لون السماء يتحول الى الرمادي , ما يسميه العامة في السودان بالجو الأوروبي , ليبدأ المطر في الهطول .. تتصاعد عن الأرض رائحة التراب والشمس والماء , في بلادي يسعد الناس بالمطر كما يسعدون بالشتاء ..

    الكتابة في البدء , عندي , محاولة للتنفس , وانعاش الحياة التي أحسستها جواي ,
    شي يشبه محاولة استعادة الذاكرة برفق لا يخدش الأحداث , ترحيل للماضي من انسرابه
    لحيز الحضور الماجد .
    .............................
    .............................

    في العام 2003 , السودان , الخرطوم بحري , والصيف في غلوه الموسمي , توفي
    " حماده " في معسكر الخدمة الوطنية , التابع للمؤسسة العسكرية , أكثر المؤسسات اجرامافي حق الشعب السوداني عبر تاريخه الوطني ..
    جاءت جثته محمولة بعد صلاة الجمعة الى حلة خوجلي ُمعَنوَنة ب " هبوط حاد في الضغط " ؟!

    .......................
    .......................

    في تلك المعسكرات مات الكثيرون , تحت وطأة الهبوط الحاد و ارتفاعه والملاريا , حسب
    تقارير الطب الشرعي الميري , والذي تعرف البلاد باعه الطويل في الشهادة الزور .
    فأطباء المعسكرات والمعتقلات سبق لهم وأن زينت توقيعاتهم شهادات الوفاة ( المفاجئة )
    في مقتل د. علي فضل ( الذي قال الطبيب أنه مات بالملاريا ) والمعلوم أن تعذيباً شديد
    الانحراف سمم بدنه , ...

    .................................
    .................................
    من أكبر مشاكل الوحدة الوطنية في بلادي يكمن في عدم الثقة بين الشعب والمؤسسات الحكومية , دعكم من قصة الاثنيات و والصراع الطبقي ( مؤقتاً ) .
    ...............................
    ..............................
    دُفن "حمادة " في مقابر حلة حمد , ( وحمد شيخ من قبائل المحس ابن اخت الشيخ خوجلي الذي يسمى به الحي ) , حضر دفنه دمع من الأهل والأصدقاء والحَلب والأدارسة ورجال دولة في أزياء مدنية .
    ليلة الدفن هطلت أول أمطار العام , معلنةً عن خريف عالي .
    ..............................
    ..............................



    فرح



    من بنات البحر , قدمت تجاه دهشتنا من الإسكندرية , فيها شيء من حضور
    " هند رستم " , ذلك الحضور الهادئ المجنون الذي لا يرحم ...

    غازلتها أول مرة بجلافة , وجدتها خارجاً من بار في وسط البلد , قلت لها :
    " أنت جميلة جداً " , ناسياً الدروس المهذبة المهمة لطارق خوجلي في مداهمة الأنثى .
    صرنا أصدقاء مع مر الزمن , غير أني لم أكف عن الانشداه والبحلقة فيها ملء الروح .
    ..................................
    ................................
    سعاد


    أحببتها كثيراً وموتها خدش روحي , وكأن شيئاً سقط من علو شاهق . أأقول " كأن " ؟؟
    بل هذا ما حدث فعلا .

    في 22 يونيو 2003 قابلت السندريلا الموت اثر سقوطها من الطابق السادس , قرأت الخبر صباح اليوم التالي أثناء وقوفي على ناصية " عم يوسف " بائع الجرائد في شارع خيرت . وقعت عيني على مانشيت جريدة الوفد . شعرت بالعالم يصمت للحظة , سمعت ضحكتها , رأيتها تقدم عرضاً في شارع خيرت , ترقص وتغني , فساتينها القصيرة الجميلة تردد معها أغانيها . يااه بقدر جمالها كان موتها متطرفاً . سحب مني روحي وأدخلني في دائرة من الحزن غريبة . غريبة الألوان والصمت والبكاء .
    كان حزناً لا يشبه الأحزان . كان يشبه فقدان الأمل .
    ..................................
    ..................................
    أحببت سعاد حسني تماماً كما أحببت الإسكندرية ( المعادل الجغرافي لسعاد ) .
    أحببتها وقلبي تحف به أغاني اليسار ومحمد منير والمدن الساحلية وبنات العالم
    و أحلام تشبه البحر ( في اتساعها ) .
    كان قلبي ملوث بالأشواق والزُرقة .
    غادرت الإسكندرية . وحملت معي البحر .
    وغادرت السندريلا , سعاد , حاملةً معها الأنوثة والأحلام .
    ......................
    ......................
    صادف رحيلها صوب الضفة الأخرى , عدة فجائع شخصية :
    غادرتني بنت فلسطينية إلى علاقة زواج مفاجئ . وانهارت , على جانب آخر , توقعاتي
    الوطنية ( ارتبك الحزب الشيوعي وبدأ تجمع المعارضة في حل قواته المسلحة) .
    لا أعرف كيف تماسكت أيامها . لكني صبرت صبراً يشبه صبر اللون الأصفر.
    الجدير بالذكر , أني في تلك الأيام , وبعدها , شربت خمراً كثيرة .
    كنت أشرب خمر يومين في ليلة .
    وكنت أكتب وكأني سأموت غداً .
    انتابتني هلوسة عجيبة .

    كانت الكتابة مفري الوحيد من الجنون.
    ...............................
    ...............................
    أحببت في سعاد حسني :
    نضارة وجهها . بسمتها الصاحية . صوتها المُغني . وطبعاً تلك الأنثى التي تتسلق عناقيد جسدها .
    لم أشاهد كل أفلامها .
    لكن وجهها يسكنني ..
    ويبكيني صوتها حين تغني ...
    بنت ولا كل البنات ...
    ........................
    سعاد حسني ومحمد منير وأحمد زكي وصلاح جاهين وعبدالتاصر ...
    آل باتشينو و مارلون براندو و بوب مارلي و جيفارا ....
    جمال مرهق للجاذبية الأرضية .
    .......................
    ما أخشاه , أن يكون الحكي قد لامس الثرثرة !

    .....................
    ....................
    عمري اليوم ما يناهز الخمس وعشرون سنة , أحس أحياناً أنها مرت كالخاطرة , و أحياناً
    كألف عام , لا يوجعني شيء مثل أنين العود على مشارف زجاجة خمر .
    في القاهرة جلست طويلاً أمام هذه الهاوية .
    غربة مفرطة و شاب أسمر يدندن الوجد أواخر الليل .
    العود , أيضاً , كان أسمر اللون .
    كانت الأغان النوبية تجوب الروح , والقاهرة ,تلك المدينة الممتدة الكبيرة
    المملوءة بالبنايات الشاهقة , تتحول , في ليلنا ذاك , الى صحراء مد البصر
    و حزنها بطول أيام العمر .
    كان " بشير " , الفتى الجعفري , ابن جنوب القبائل المصرية يخدش أماسينا
    بغناء يرهق القلب . كان ينوح كقائد قافلة تائهة .
    " أحمد الصاوي " ,يراود العود عن الحنين ومشتقاته : البكاء والحزن الخفيف
    والشوق والعشق .
    في جلسة واحدة , كنا نجوب رمال العالم , حزن العالم , ونعبر الصحارى رملاً
    تلو الرمل : العتمور . بيوضه . دار المحس . الغربية .
    كان يجتاحنا السراب رغم وفائنا للبحر وحبنا للإسكندرية وبناتها ونسيمها .
    " هاني " , كان يمسك بالدُف , يضرب عليه بنوبية فائقة , لم تستطع جينات يونانية
    تجري في دماه من وقف حدة إيقاعها ..
    ...........................
    ...........................
    ( لولا ستر ربك , لجعل على باب كل عاشق قنديل ) .. !!
    قالتها لي سيدة عجوز في أحد الليالي الشتوية الباردة .
    كنت أعلم أن العشق فضيحة . سوى أني لم أتخيل قنديلاً معلقاً على باب شقتي بشارع
    خيرت !
    أيامها كنت أعشق بنتاً ذات أنوثة مهيبة . ألملم رمل خطوها من على الشارع القاهري.
    كانت البنت تحب الغناء , صرت مدمناً لصوتها , وحديثها الليلي .
    كان اسمها " ليلى " , كأنها تشبه سعاد حسني , وكأن صوتها أجمل من فيروز .
    قلت ذلك ل " حجاج أدول ", الكاتب النوبي الجميل ابن قرية توماس وعافيه ,
    فضحك حتى بانت نواجذه , وقال في اختصار مفيد ( هو الحب .. كده ) !
    ........................
    ........................
    بهذا العشق , الحفيف , المورق , النديان ، كنت أُجالس بشير والصاوي ,
    ليغربلا روحي بالشهيق والوجد .
    ......................
    ......................
    سيرتي وسط المقاهي القاهرية لم تتعد غير كونها سيرة فتى مجنون , سوداني ,
    يعشق البنات , ( وكنت كذلك ) .

    كنت أسير على درب الآية الجميلة " أنا خلقناكم من ذكر وأنثى " .
    وتم تفسير الآيه على وجه بنات من مصر وفلسطين والسودان الشمالي والحبشه ...

    ...........................
    ...........................
    لا أعتقد في أن أحداً سيظن في أن كثرة العلاقات الأنثوية له علاقة بجاذبيتي أو ذكورتي , والعياذ بالله , إذ أن الأمر محض صدفة , ما في الأمر أني سوداني , وعلى جسدي سُمرةٍ خفيفة وطول ورثته عن فاطمة , جدتي عليها السلام , وعيون تتدخل الوالد في توريثها ( كحيلة كما تشتهي البنات ) , وصوت خافت , وعدة أحزان , وهي كلها أمور , للصدفة , تجذب الصبايا القاهريات . ( بالإضافة لعضوية مُعلقة في الحزب الشيوعي السوداني ..) . !

    على أية حال ليس للمسألة علاقة بالجاذبية , كما سبق , بل هو ذلك الإخفاق المستمر , والى يومناهذا لا أعرف العلاقة بين " الأخفاق " و " الخفقان " !
    ..............................
    ..............................
    خلاصة الأمر ....
    كل البنات غادرنني صوب مرافئ أكثر دفئاً !
    ........................
    ........................




    فيروز




    كانت الإسكندريه فتحاً روحياً مدهشاً وشديد العذوبة والوهج ...
    بحرها كان حفياً وطيباً ...
    لا أعرف مدينةً لها هذه القدرة على الأسر و الشده كتلك الفاتنه التي تدلي قدميها في المتوسط .
    أحجارها ومبانيها و بناتها ولياليها والغناء البردان على المقاهي الساحلية وهواءها المخلوط بالأحلام .... دروبها المنحدره صوب البحر ... باراتها وسينماتها ومراكزها الثقافية وباعتهاالجائلين في " محطة الرمل " ... صوت الترام في غدوه وترحاله وهو يخترق جسد المدينة عابراً مدارس البنات الثانوية ومحلات الفول والطعمية والكبدة الإسكندراني المحفوفة بالبُهار .
    وجوه الناس في المدينة البحرية نظيفه وذكية ..... كلية الفنون الجميلة في " جليم " وبناتهاالغزالات يعبرن الروح يساراً ( حيث مرتع القلب ) ..
    دخلتها من محطة " سيدي جابر " على صهوة قطار قادم من القاهرة ....
    فاجئني الإيقاع ... ليس هادئاً كما قرية , ولا صاخباً كتلك المدينة التي غادرتها للتو ... بل كان أيقاعها خاصاً ... سكندرياً كان ..
    منذ اللحظة الأولي أحسست ( ما تأكد لي فيما بعد ) أن هذا المكان يلائمني بل ويسكنني من زمن طويل ... ما حدث أن إقامتي في عروس البحر طالت و أُلغيت على حسابها مشاريع
    طموحه بالسفر الي ما يعرف بالولايات المتحدة الأمريكية .... حد يسيب السنيوره والحلاوة
    دي كلها ويروح أمريكا ؟ برضك ده كلام ...؟
    الإسكندريه مجد الجغرافيا عموم .....
    .......................................................
    .......................................................
    الإسكندرية أروع مدينة في جغرافيا ذاكرتي ..
    عشقتها كما أعشق أنثي ..
    ما زال لوناً أزرقاً يلف روحي كلما سمعت إسمها ..
    ومازال نداءها السري يسكنني ويراودني .. وكثيراً ما أتخيلني عجوزاً أتجول في في شوارعها ومبرطعافيها بخرفٍ لذيذ ومبكر ..
    مدينة من لا مدينة لهم من أمثالي الذين فقدوا عواصم بلادهم الوطنية وتسربت منهم نكهتها ....
    فالخرطوم على لساني مدينة لا قرنفل فيها ولا زنجبيل ..
    محايدة كبنت ليل ...
    رمادية وغير مرحبة ....
    ليس فيها ما في الإسكندرية من مناخ رؤوم وأمومة عالية ..
    ولم أعهد في ترحالي منأواسط مجرى النيل وحتى مصبه مدينةً لها ذلك النداء الموحي الساحر .. وذلك الحضور الخاص والقوي ..
    وكالعادة .. وجدتني محظوظاً ذلك الحظ النبوي الذي لازمني طوال حياتي الماضية , فقد قُدر لي أن أكون واحداً من الجيل السكندري الأخير الذي شاهد المدينة القديمة بكورنيشها القديم وبحرها القديم ومقاهيهاالقديمة .. ما تبقى من أوائل القرن وأواسطه حين كان الأرمن والأغاريق يزينون جسد المدينة في عولمة إنسانية باكره وأنيقة .
    مقهى " إيليت " الذي ترتفع جدرانه مسافة نصف متر من على الأرض وتعلوها شبابيك مطله على شارع مؤدي لمحطة مصر.. المقاعد متقابلة , تشبه بجزالة مقاعد القطارات .. المكرونة بالفراخ تقدم في طبق يشبه طبق الشوربة كل سبت . . المدخل يطل على السينما . زجاجات البيرة الخضراء تترنح على الطاولة في فراغهابإنتظار نادل يحملها ..
    صاحبة المكان اليونانية العجوز ما زالت تمارس الحياة وتدير المقهى .
    محل " البُن البرازيلي " حيث تُشرب القهوة وقوفاً , تسمع صوت الونسة البشرية مختلطةً بصوت مكنات إعدادالقهوه الإسبرسو ودمدمات الترام .
    كان النادي النوبي يطل على ما قيل أنه مقبرة الإسكندر الأكبر الذي تحمل البلاد إسمه .
    هناك كانت ندوتنا وملتقاناالأسبوعي ...
    كنت أقرأ الشعر مرتجفاً و مرعوباً و فرِحاً فرحاً خفيفاً بالجمهور . . مرتدياً أكثر أزيائي أناقة ومصففاً شعري على طريقة محمد منير .
    غالباً ما كان يدير ندوات القصة والشعر عمنا الكبير " حجاج أدول " ماركيز الرواية العربية , النوبي الطيب الذي لم يبارحه سلوك الموظف القديم و إنضباطه وأناقته ونظامه ...
    كنا نحب الرجل حباً عجيباً وكان يبادلنا الأمر بحذافيره ..
    كان له صوت مقنع وحبيب ومنطق متماسك ولغة إسكندرانيةمليئة بالجمل الإسمية ...
    .............................................................
    .............................................................
    كان ذلك في أكتوبر ...
    البرد كان قد بدأ في الهطول .... وبرد الساحل قارس يصاحبه هواء
    صحيح وقوي ......
    قدامى الطلبه ( الذين أصبحت واحداً منهم فيما بعد ) حذروني من رياح الخماسين والنَوَه ....
    وبعضهم جاء خلسة إلى منزلي لتحذيري من الشيوعيين .. و للصدفة كنت قد بدأت ضمن آخرين في التمهيدلإعادة تأسيس التنظيم وتنشيط الخلايا بدأب وهمة , بعد تحللها نتاج ضربة 91 ....
    .......................................................
    .......................................................
    كانت الفكرة تبدأ بتحويل ما يعرف بالأسرة السودانية في الجامعة الي تنظيم نقابي قوي يضم في داخله أكبر جالية طلابية ... من ثم الى مركز ضغط يدعم النقاط الرئيسية في القاهرة التي يقودها التجمع الوطني الديمقراطي السواداني في المهجر المصري .. وعلى المدى الأطول مدالمجتمع السياسي المعارض بقوى ديمقراطية بعد تجنيدها و بناءها على الساحل ......
    ......................................................
    الخطة كانت طموحه .. وتشبه شبابنا ....
    كنا نحلم بوطن مضاد لسودان 89 .
    وطن ضد التعذيب والجوع والحرب .
    ( ضد العساكر بشكل عموم ) .
    .....................................................
    هامش أساسي flash back ) :
    كان المغني السوداني " مصطفي سيد احمد " , قدس الله روحه , سبباً مباشراً في إنحرافي ( يساراً ) ,وإنضمامي بعد ذلك للعمل ضمن المنظمات التقدمية في السودان ومصر .. لا شك , طبعاً , أن الإنسان يساري بالفطرة .. فالنزوع للعدل والسلام والحرية نزعات إنسانية صميمة , ناضل من أجلها الأخيار من أبناء العالم من أنبياء وشعراء وفلاسفة ( حتى ظهور الشيوعيون صبيحة القرن العشرين ) .......
    ....................................................
    في صباح سوداني , أوائل العام 1995 , كنت أستعد للذهاب الى المدرسة , كان الشتاء بارداً , والدولةالإسلامية في أوج غرورها وإنتهاكها للحرمات البشرية , إذ مرت ست سنوات على الإنقلاب العسكري ,وكان ليل البلاد ثقيلا , و كُنا .. كلنا .. كباراً وصغاراً , يلفنا الذهول والشعور بالغبن, فكل الأشياء سرقت منا في زمن قصير ومدجج بالسلاح : فقدنا حريتنا وكرامتنا وفرحنا دون مقابل. إنتشر الجوع والفقر بزيادة وإنهارت أشياء كثيرة ..
    الفقد كان عنوان ذلك الزمان ..
    " مات مصطفى سيداحمد " ....
    سمعتُ الخبر وأنا أغسل وجهي في ذلك الصباح البارد .
    سكبه في أذني بكاء " مجدولين " بنت جيراننا , لم أرها تبكي مثل هذا البكاء إلا عند وفاة أمها " سعاد خليفه " بعدها بسبع سنوات .
    كان " المُغني " أحد متاريسنا الأخيرة . تشكل وعينا على صوته وتعاطيه الصادق الحنون مع قضايا شعبنا .
    حين مات مصطفى شعرت وكأني يتيم فقد أخاه الأكبر ..
    ................................................
    ................................................
    مرَ على الأمر وقت قليل وجلست لإمتحان الشهادة الثانوية ( الذي كان نجاحي فيه محض توفيق إلهي ) لأغادر بعدها السودان بأكمله , مثلما فعل كل من لديه القدرة , في زمن أضحت في البلاد أضيق من خُرم إبره .
    تركنا الوطن بقضه وقضيضه للإعراب الذين قالوا آمنا , ليحكموه ويحولوه الى رماد على الطريقة الإسلامية .
    في مصر لم يكن هناك وقت للبكاء , كمية اللبن السكوب كانت كبيرة , إ نضممت للحزب الشيوعي برمته , في وقت كان الناس يغادرونه بسبب الصدمة السوفيتية التي هزت الحلم الإشتراكي الفسيح , بجانب ظهور تنظيمات يسارية جديدة بدت وقتها أكثر فاعلية وديمقراطية , فنسلت عن الحزب أبناءه .
    كان الحزب يحتفل بعيد ميلاده الخمسين في المنفى , وكان الشيوعيون من الحزب الشيوعي اليوناني والكوبي والجنوب إفريقي أصحاب فضل مادي ومعنوي على الحزب السوداني الكبير( الذي وُلدعملاقاً ) . ساعدوا في تمويل الإتصالات والتبرعات وطباعة البوسترات ....
    دخلت الحزب الشيوعي من باب جانبي . لم يكن باب الديالكتيك وديكتاتورية الطبقة العاملة , بل شدني نقاء الشيوعيين وقوة نضالهم وطهر عقيدتهم , سوى أنه فيما بعد تكونت لدي بهض المفاهيم الفكرية في ما يُعرف بمدارس الكادر والجلسات الليلية ...
    كان الحزب في مخيلتي ألبوماً للصوَر : الحلاج , أبوذر الغفاري , جيفارا , سهى بشاره , ويني مانديلا , مجدولين ,لوكاش , مهدي عامل , عبد الخالق المحجوب , جوزيف قرنق , فاطمة أحمد إبراهيم , محمد حسن السالم , مظفر النواب و...... مصطفى سيداحمد .
    والعمل التنطيمي في الحزب الشيوعي السوداني مرهق في البداية . ( ساعات طويلة من المحاضرات , في فترة الترشيح , عن قضايا الجنوب والمرأة والإسلام السياسي والتأمين والعمل السري والجدلية المادية والتنظيم ) .

    .............................................
    ..............................................
    ما في الأمر أنه كانت لي إهتمامات أخرى بالمسرح والبنات والرسوب الأكاديمي والشعر والسينما , ما جعل النميمة الحزبية تصنفني تحت بند البرجوازية ( لا أذكر لو كانت الكبيرة أو الصغيرة ) .
    ..............................................
    ..............................................
    بعد سنوات أصيب العمل السوداني المعارض بنكسة عامة , إذ ظهر العجز في ميكانيزماته الفكرية , وطفت إلى السطح حلول إصلاحية ( غير ثورية ) الشيء الذي أدى لإحباط جديد .
    ...............................................
    ...............................................
    كانت صورة " جيفارا " القماشية الضخمة تضيء الجدران .... وكنت أجد عنتاً كبيراً في الإجابةعلى أسئلة صاحبة الشقة حين تسألني : هو إنت يا طلال يا إبني معلق صورة معمر القذافي ليه ؟؟ .
    .....................................................
    من أوائل الأشياء التي جذبت إنتباه العبد لله كمية الكُتب والمعرفة والخمر ... الجماعة هنا يشربون الخمر بكميات مهولة .. والخمر نشاط مصاحب للثقافة والجنس واللهو البريء ..
    لم أكن منتبهاً أن الشعب السوداني شعب مستهلك للكحول بهذا القدر , وله هذه القدرة التخزينية العالية للمنكر ...
    أقول لم أنتبه .. إذ كنت في سنواتي المنصرمة أكثر إهتماماً بالبنقو ( وهو ما جاء ذكره في جزء سابق بالسيرة ) ...اذ كنت في الأعوام المنصرمة أميل للتصوف , وقد عرفت تحت تحت ( والعهدة على الراوي ) أن الإمام الأكبر محي الدين بن عربي كان يدخن الحشيش .... الأمر الذي قلل من إستنكافي الضميري للمسألة .
    .....................................................
    لا أذكر الآن لو أني كنت أنام كثيراً .....
    لكني كنت أقرأ كثيراً وبنهم لمهدي عامل وملخصات لينين الصادرة عن دار التقدم السورية , وللجابري عن بنية العقل العربي وتكوينه . و لجيفارا وكتاباته الطيبه عن حرب العصابات .. والفتوحات المكية لإبن عربي .. ولهيكل والقومية العربية .. وروايات رؤوف مسعد وصنع الله إبراهيم والكوني و تعرفت في هذا الجو النهم للمعرفة بشكل أشمل على بلادي المفقودة – النوبه - عن طريق حجاج أدول الذي كان واحدة من أصوب بوصلاتي في البلاد البعيدة الحبيبة .


    كذا كان الليل جسراً مباركاً لملاقاة فيروز .....
    من في الغربة لم يلتق بفيروز ...
    من لم يفتح صوت فيروز في روحه باباً للوطن ... والجمال ؟
    من لم يوجعه صوتها حتى بكى ....
    كانت فيروز صديقتنا وأمنا وبراحنا .......
    ....................................................
    في ذات الليل والغربة ... وفي ذات الغرفة .. كان مظفر النواب يصرخ في شعريةٍ عاليه يلعن دين العرب وحالهم ....وكان محمد الحسن سالم " حميد " يسأل الحاكمين عما إقترفت أيديهم .
    وزارني الشاعر " خطاب حسن أحمد " ليحكي لي عن مصطفى سيداحمد ويسمعني شعراً أخضر ...
    ( كان السودان يتكون في مخيلتي بشكل جديد ... و طازج ..) .
    ........................................................
    ........................................................
    أما نحن ..
    من سوانا كان يراسل ذلك الوطن المحزون ؟ بالرسائل و الغرام ؟
    من كان يحبه مثلنا ؟ ويكاتب الأمهات ...
    كنت أكتب لأمي كل ليلة عن أشواقي و أحزاني وبردي ....
    عن قلة الحيلة والأفق المفتوح ...
    عن الحنين ...
    وكانت تتوارد إلي أخبار الموت الذي داهم سوسه جذور شجرة العائلة .
    ماتت عمتي .
    وعمي .. مات ..
    رحل جيراني عن الدنيا ..
    بنت عمي أسقطت جنيناً ..
    ( لم لم ينتظروني ... و أنا المغرم بالدفن ؟ )
    ......................................
    البحر لم يتبدل ......
    كان أزرق ...
    و حميم ....
    أغان مصطفى سيداحمد كانت تشعشع في مساماتنا صباحاً ...
    المحاضرات ظهراً ..
    ننام عصراً ...
    ليلاً ... نركب الترام الى وسط المدينة , أشتري مجلة الوسط و أهرول للمقهى .
    كان المقهى يفرد كراسيه على شارع متفرع من شارع آخر أكبر منه يسمى على إسم نبي أسمع
    عنه لأول مره ( ربما كان نبياً إنجيلياً هو الآخر ) ... إسمه شارع النبي دانيال .
    على المقهى كانت تتوافد مراكب العاطلين عن العمل الذين يتميزون بكفاءات عالية أهلتهم بدورهالمثل هذا النوع من البطالة ... كانوا محامين مهتمون بحقوق الإنسان وكٌتاب ومسرحيين وشعراء ولاعبي طاولة محترفين .... كان بينهم صعيدي شاعر جاء الى الساحل هارباً من ثأر قبلي في الجنوب المصري إسمه خالد حجازي ومن هوامش سيرته أنه زير نساء لم يشق له غبار إلا في الآونه الأخيره , وقد حلت به التصاريف في أمريكا بعد سنوات جاب فيها الساحل بحقيبته المعمورة دوماً بكتاب وأشرطة لفيروز و مصطفى سيداحمد وزجاجة من الخمر المصنوعة في حي الإبراهيمية حسب المواصفات السودانية للخمر ( بيضاء شفافة و سريعة الإسكار ) ... وكان في جيبه " مبسم " يخرجه تو جلوسه على المقهى يدخن به الشيشة ....
    خلف النظارة الطبية كانت عيون إيهاب عبد الحميد تلمع بطيبة مسيحيه ... الولد ذكاءه نادر وإنسانيته رهيفه ومورقة .... كان يدرس في كلية الطب وقد كاد أن يفني فيها زهرة شبابه الجميل قبل أن يقرر دراسةالآداب ذلك القرار الذي صاحبه نزوح إيهاب عن الساحل ليدخل القاهرة ويصير بعد مكابدة واحداً من صعاليكها المحترمين .....

    بعد سنوات غادرت الى القاهرة بدوري لألتقي إيهاب عبد الحميد هناك ...
    كان واحداً من مفاتيحي لتلك المدينة , واحداً من أهمها للدفة ..
    فقد قام هذا " الجورباتي " – وهو إسم نطلقه نحن النوبيون على الجماعة بيض الجوه – بإمتصاص قدر عالي من وحشتي وغربتي من خلا مرافقته لي وقبوله بإحتضان ما أنا عليه من مجون وجنون وحسره .
    فضح لي تخوم الجسد القاهري ... البارات والمطاعم وجمال الممشى في شاع القصر العيني ... كذا عرفني على بنات ما زالت ذكراهن تسكن دماي ....
    كان سكندري الهوى مثلي ... وصاحب وجدان جنوبي , يرقص , حال تستبد به الخمر , الأراجيد . يستمع لمحمد وردي ووصطفى سيداحمد وسيد خليفة بحس فائق ... كان " هوبه " حين يسكر يعطش الجيم ويغني " القمر بوبا و مريم الأخري " ... أبحث في وجهه عن ملامح أي فرعون أسمر فلا أجده , فقد كان إبن الذين وسيماً ووجهه ينضح بحمرةٍ لا يعرفها النيل ... كان أصلاً من بلدة إسمها دمنهور .. !
    كان دؤوباً على كل حال .. على العلم .. الكتابة .. الحب ... ( كان عاشقاً مقاتلاً ) ...
    ما صار من أمر أنه يعد أكثرنا نجاحاً ... فرغ من دراسته الأكاديمية ... نجح في كل الوظاءف التي شغلها بسرعة تقارب سرعة البرق .. طبع كتاباً ... وترجم نصوصاً هامة عن تاريخ الجنس ... وتورط في مشروع رواية قوية تشارف على الإكتمال .. بجانب كونه واحد من أهم نقاد الأعمال التحضيرية لكاتب مهم مثل عمنا " حجاج أدول " ...
    ملحوظة :
    ينام إيهاب بصعوبه ...
    ويعاني من إرهاق نفسى مُزمن ...
    طيب المعشر ...
    وخفيف الروح .
    .....................................
    ملحوظة أخرى :
    كان إيهاب يصحح لي كتاباتي ويضبطها ...
    لكنه كان يستشيرني في ألوان ملابسه ....
    ويعيرني نقوداً لا طائل لها .. ( على شكل سيوله أو عزومات في النادي اليوناني )
    ..............................................................................
    .............................................................................
    ............................................................................
    تحول إهتمامي من العمل السياسي المباشر إلى الإهتمام بمساعدة الأطفال في التعليم من خلال فكرة التعليم غير النمطي ومحو الأمية . و بدأت في الإهتمام بالفنون متسكعاً بين المعارض التشكيلية والسينمات والمقاهيم ومحطات المواصلات والموالد والبوفات الموسيقية والبارات , بحثاً عن معاهدة إنسانية أوسع و أجمل .
    و قد أنقذني هذا التجوال من محنة حقيقية , فجنبني الجنون والإنتحار ( عدة مرات ) .
    كان أصدقائي في هذه الأزمنة : محمد منير ومصطفى سيداحمد ومارسيل وفيروز .
    كانوا يرممون حزني ويكحلون عيناي بالأحلام .
    بالمناسبة ...
    هل ذكرت " محمود درويش " ؟ هذا الذي يبلل قدميه في نهر اللغة ؟
    قصائده تهدهدني ,
    ذلك الرجل , الفلسطيني , المنفي , العاشق , يكتب وكأنه أنثى .
    بذات الرهافة والحس الدقيق .
    " خسرت حلماً جميلا
    خسرت لسع الزنابق
    وكان ليلي طويلا
    على سياج الحدائق
    وما خسرت السبيلا .... "
    ...............................................
    ...............................................
    حين توجعنا الوحشة و يسكننا الحزن , نغادر صوب تلك الجزاير التي يسكنها الشعراء , أ بناء العالم الطيبون .
    ناس درويش و لوركا و نيرودا و القدَال .
    نغادر الوطن والحزب والأسرة , نحو الأمل , حاملين أغنية وإحتمال وزجاجة خمر .
    ..............................................
    قد يكون الشعراء أبناء العالم من أم سرية , ولكنهم الأجدر بحمل إسمه ..
    ...............................................
    لا أذكر أنه كانت لدي أحلام خاصة , وهو أمر ترجعه أمي لقلة الطموح ... سوى ذلك كنت أحلم بشجر النيم وارفاً في شارع النيل , بنات وأولاد, في عشق , يمشون تحت علمٍ وطني أكثر فصاحة ( من تلك الألوان العربية ) , بلد يليق بالشعراء والمغنين , حزب شيوعي قوي ونقابة أطباء , ومجتمع حميم ورحيم بالمتشردين والفقراء .
    حلمت بأن تعود القعدات إلى إستوائها , والكهرباء للقرى النائية , الفرح للمدارس والحزب لدوائر الخريجين والنعناع للشاي ...
    ..........................................
    ..........................................
    لم أعتقد , والعهدة على الروح , أن لي خلاصاً بغير الأنثى ..
    فمن غيرها يعيد لك ذلك الفرح والوهج .. ؟
    تحادثها عن أوجاعك , و تهاجر فيها , تضمد بمنديل وجهها جراحك , تحدثها عن الحزن والأنين والباقيات الصالحات ..
    تحكي لها عن وطن وروح ضاعا منك كما منزل في حلفا القديمة .
    ترمي على حجرها كل أوجاعك زي حاوي حزين .
    وتحبها .
    ..........................................
    ..........................................


    بلح

    بعيداً عن المقولات النبويه , أجد أن لدي ميلاً للبلح " التمر " ..
    أجده طاعماً وسهل المنال وطيب المأكل ...
    ينفع عند الجوع والشبع .. الفقر والغنى ..
    حين ذهبت في مرة لزيارة " الشيخ عووضه " – وهو أحدالذين زكوني في طلب الإنضمام للحزب الشيوعي السوداني – بعد تعرضه لحادث سير إرتطمت فيه عربه بجسده الأسمر .. وجدته بخير وقوياً , فقال لي أنه " البلح " .. وقد كان البلح فعلاً لا يغيب عن شقته في المنفى , مثله مثل المنشورات والبيانات الماركسية .
    والبلح من المكونات الرئيسة للخمر التى يشربها أهلنا في شمالات الوطن والتي ظلت بمنأى عن إتهامات الفشل الكلوي والموت الفجائي .. تلك الخمر الصحيحة التي تشعل الوجدان وتلهب الرقص .
    .......................................................
    .......................................................
    من ناحية أخرى تماماً ....
    عايز أسأل سؤال !
    " ما هي السن المناسبة للإنتحار " ؟؟
    قد لا تتعلق المسألة بالعمر , قدر تعلقها بالإحباط ..
    و قد فكرت كثيراً في الإنتحار ( بعد أن جربت التصوف والصعلكة والخمر ) سوي أن فيروس غير حميدمن الأمل جعل المسألة مؤجلة .
    ..........................................................
    ..........................................................
    ومرت الأيام ..
    عدت الى السودان ..
    عادي ، في طياره عاديه..
    ولا انتفاضه محميه ولا ثوره ولا زحف مسلح ..
    و...
    باحثاً عن طعمية , قابلت " أم خريف " بائعة الخمر الوطنية الأشهر على الإطلاق شرق النيل ..بعد فراق دام سنوات ...
    كانت تكسوها ذات الملامح : سحنة شديدة السواد .. سواد نوباوي فشلت الهجرات العربية في ترويضه . فجبال النوبة التى تناهز التسعون , إستعصت على التهجين الذي إقترحه الشمال الشرقي على عموم اليابسة السودانية .
    " أم خريف " كفت عن إشعال الأمزجة . تابت الى الله وحجَت . ثم إنخرطت في الإهتمام بالأمن الغذائي للوطن , فاحتلت إحدى نواصي شارع " كسلا " بائعةً للطعمية بمزاج .
    قابلتني بود .. وإحتضنتها بفرح الأيام المخمورة الجذلة ..
    يا حليل زمان وأيام زمان .
    كانت هذه المرأة قبل سنوات , ملكة من ملكات ليل أسفل المدينة ... ندخل عليها بحال ونخرج منها في حال ,
    منفوخين بعرق البلح والذرة ...
    وكنا بعد خروجنا الميمون من بيت أم خريف الغارق في الجالوص , مترعين بخمرها النجيضة نتسرسب خِفافاً في أزقة " كوبر الحله " صوب " رشيده " وفولها السعيد المسكون بالزيت والبيض . وكان فولها ليس ككل الأفوال. كان فولاً تحف به الأساطير . وتهفو له أنزيماتنا الهضمية ... كان بيننا وبينه ود متصل .
    نجلس تحت شجرة النيم , قرب الزير , لنرقبها وهي تعد في هدوءٍ محترف طلبنا : 2 قول , أربعه جنى جداد , كيسين جبنه , شطه كتير , زيت سمسم و عيش ذياده .
    نأكل في صمت لهوف و عيوننا تنضح شراراً...
    ...........................................................
    بعد أن نغسل أيادينا قرب الخور ... نعود في رحلةٍ طويلةٍ مشياً على أقدام مترنحة الى منازلنا .. كنا نتوقف عند مدرسة " الطيب سعيد النموذجية " , في عادةٍ يومية , لنتبول على الجدران ونتبادل السجائر وبعض نكات بذيئة يترتب عليها ضحك يخدش صمت ليل المدينة الكئيب .
    أحبائي من أصدقاء السوء كانوا يطلقون علي لقب ( الدكتور ) ... ولست أستحضر الآن خلفيات هذه التسميةالمريبة…
    ………………….
    من ناحية أخرى لم يكن إنحرافي الإجتماعي قاصراًُ على تناول العرقي , فأحياناً كنت أشرب " العسليه " من عند( كوثر ) وهي سيدة من أواسظ البلاد , شوهدت آخر مرة في كوبر العام 1997 . وقد رددت النميمة المحلية أنهاتزوجت من ( عربي غنيان ) يعمل في تجارة الحاصيل , ليغيب عن مزاج الحي بعدها ذلك الشراب الجميل .
    والعسلية أدنى روحانية من العرقي و أكثر تغذيةً للجسد , وهي شراب يلاءم النهار والمساء على وجهٍ سواء ..
    .............................
    كان حوش " أم خريف " يجمع الناس من مختلف الملل والنحل . الأغنياء والفقراء ورجال الجيش وتجار السمسم والنجارين والمثقفين ( على خفيف ) والميكانيكية والأفاقون ..
    و كان هذا المجتمع الليلي شديد التماسك . نزور بعضنا في الأمراض و الأفراح ونتواعد بعد صلاة الجمعة لنلعب الميسر ونتفرج على المصارعة الحرة في التلفزيون ..
    كذا كنا نتبادل المعلومات عن منفذ بيع ( الدخان النضيف ) ويصادف أن يهديك أحدهم سيجارة جنوبية أو تصديق بنزين في أيام كانت سيارات السودانيين تحوم و كأنها مصابة بالسُل ..
    ..............................
    أعمارنا كانت صغيرة ... ونزلنا الى قاع المينة عن طيب خاطر في زمن مبكر ..
    لم يكن فساداً بالمعنى الدارج عند العوام ... كان ترويحاً عن النفس ودفاعاً عن هشاشة مراهقتنا ضد القبح العجيب الذي عاث في بلادنا الضياع بحلول العام 1989 .
    الهجرة كانت بنداً رئيسياً في ونستنا المخمورة .. نفصصُ خيارات النزوح كل ليلة .. وحتى ذلك الوقت كُنا جميلين و وجوهنا كانت نضرة , سوى أن سوس الأيام الصعبة والساسة أحالوا جمالنا و نضارتنا للمعاش المبكر .
    في هذه الأجواء كبرنا .. بعيدأ عن السينمات والمجلات والعشق الصحيح .. داهم روحنا شلل الأطفال وتسرب إليناحزن مبكر .. ( برغم تلك النكات البذيئة التي كنا نحكيها و نحن نتبول على الجدران ..) ..
    ....................................
    ....................................


    طلال عفيفي
    جزء من كتابه مطوله بعنوان " سيره " ..



    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 06-23-2004, 03:59 AM)
    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 06-23-2004, 04:15 AM)
    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 12-07-2004, 05:58 AM)

                  

06-23-2004, 00:46 AM

Nagat Mohamed Ali
<aNagat Mohamed Ali
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 1244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    أعجبتني هذه "السيرة" التي تشكل مزيجاً فريداً من أدب السِيرة والاعترافات وعشق الأماكن. وأدهشتني هذه الاعترافات التي تحتفي بالآثام الجميلة.

    أتمنى لك، يا طلال، أن تثبِّت أقدامك، لتحتل مكانك الذي أنت جديرٌ به.

    ولك الف سلام
    نجاة
                  

06-23-2004, 03:32 AM

Ahmed Al Bashir
<aAhmed Al Bashir
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    طلال
    ليت لى من شجاعتك قبس
    فانا صنوك و اراك تدفعنى للبوح. ربما يحدث ذات يوم بتفصيل قد يزيد او يقل
    لك منى خالص الود و عظيم الاحترام
                  

06-23-2004, 04:12 AM

bamseka
<abamseka
تاريخ التسجيل: 04-07-2002
مجموع المشاركات: 2451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)



    عفيفي ما احلاك وانت تسطر ماضياً اعترافياً مابين الامس واليوم

    كم كان السرد يشد الي مواصلة الاعتراف .. لقد اتكاءة عليها حرفا حرفا فكانت لوحة تحكي على ( ماضي ) فهلا بدكتور اليوم.


    لك كل الوفاء والاحترام
                  

06-23-2004, 05:27 AM

أمير تاج السر

تاريخ التسجيل: 04-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    جميل جدا يا طلال .. سيرتك وسيرة المدن .. وسيرة الوطن أيضا .. وجميل ألا تلتفت للعمر فتكتب سيرة لعمرك العشريني .. وجميل أيضاأن تكتمل كاتبا بيننا بهذا الزخم .
    فقط ما كنت أود أن تنشر نصك كله .. لقد كانت جرعة كبيرة قد لا تحتمل دفقها شرايين التشوق ..
    لك محبتي .
                  

06-23-2004, 07:08 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: أمير تاج السر)

    سلام طلال وضيوفك

    ويااستاذ امير
    اسمح لي اختلف شوية

    التشويق في نص طلال كامن داخل عناصر النص نفسه وتراكيبه
    يعني لو ادنا ليه على جراعات ولا دفعة واحده
    زي ما بقولوا اليمنين هي هي
    حيخطف انفاسنا بالطريقة ذاتها

    معزة وود لطلال
    واحترام للجميع
                  

06-23-2004, 05:10 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: الجندرية)

    الأستاذه نجاة ..
    ربنا يجبر خاطرك زي ما جبرتي خاطر سيرتي
    و شكرافعلا على تمنياتك الطيبه تجاهي وحسن
    الظن ..
    مرورك شرفني
    .....................
    .....................
    و أمد البشير العزيز ..
    أما فيما يخص الشجاعه , فالموضوع مش كده البته ,
    الأمر مجرد أن تحترم نفسك وتنظر لماضيك بحنين وحب ,
    أنا في انتظار كتاباتك التي تسكن فيك , اقذف بالحجر
    في البركه , وصب البنزين على الذاكره , دعها تشتعل
    ....................
    بامسيكا..
    سأواصل الاعتراف والهلوسه ..
    اعتبره وعدا
    ....................
    د. أمير ..
    لن أعيد وأذيد في مسألة احساسي بك وباهتمامك ,
    لكن عارف ياBoss فيما يخص كثافة جرعة السيره ,
    فأنا فعلا ما كنت عارف اتصرف فيها كيف , وقلت ده في
    البورد , وطلبت رأي الناس , بس مافيش زول كلمني ..
    أنا برضو خايف تكون ما اتقرأت كويس , عشان حاجات
    زي دي عايز هدوء , وتكون على ورق , عشان التعاطي
    يكون أحلى ( أفتكر كده ) ..
    غير كده فالجانب التاني في المسأله أني استفدت من
    ما يمكن أن نسميه بالانتشار الأفقي للسيره عبر البورد,
    ..
    كمان مره: أشكر لك العنايه
    ودمت
    .....................
    الجندريه ...حبابك عشره
    أنا ممتن جدا للرأي الايجابي الذي تبدينه تجاه كتاباتي
    مذ بدأت تطلع على البورد , وهو أمر له أثر جميل علي ..
    فتقبلي مني كل الود..
    والتقدير


    طلال
                  

06-24-2004, 06:43 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    خلاص كده؟..
    ندخل في موضوع تاني ؟
    ولا الراي شنو ؟...
    في انتظار أفكار
    ...............
    دمتم

    طلال
                  

06-24-2004, 11:50 AM

معاويه بشري
<aمعاويه بشري
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    العزيز طلال ..الحاصل شنو طولت الغيبه

    السيره ربنا لاقطعها منتنهي الامتاع ..استحضار الماضي حيا والتنقل

    في زمنين ..هنا مربط اللغه وعلي تعبير (رولان بارت)الذه تاتي

    هكذا,انها حضور من غير سؤال ,تاتي بقدح زناد الروح ,وهكذا انسربت

    السيره بامتاعها ولذتها.

    شكري ..وفي انتظار مزيدا من الحكي والسرد

    (عدل بواسطة معاويه بشري on 06-24-2004, 11:53 AM)

                  

06-24-2004, 09:09 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: معاويه بشري)

    عزيزي طلال

    تحياتي

    لم اقرأ الخبز الحافي؛ الا انني لا اعتقد انها اجود مما تكتب ...






    و اتمنى ان تكون للسيرة بقية ....
                  

06-25-2004, 10:08 AM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    (رأت عيناي هذا كله
    سمعته وتبينته أذناي)

    الأنجيل المقدس-أيوب-13

    طلال عفيفي
    السلام عليكم ورحمة الله

    خلاصة الأمر ....
    كل البنات غادرنني صوب مرافئ أكثر دفئاً !
                  

06-25-2004, 06:10 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: mohammed alfadla)

    Up
                  

06-25-2004, 06:33 PM

koki


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    العزيز طلال عفيفى
    ميامى .. الشاطبى .. قهوة البوابين .. النادى النوبى .. قصر ثقافة الانفوشى ..كل المتاحف
    عم حجاج ادول .. ماهر شربف .. واخرين
    القاهرة .. دار الاوبرا .. معارض حسان علىاحمد .. مركز الثقافات السودانية .. ليالى تابين مصطفى سيد احمد ... منتدى شموس الثقافى
    القاهرة .. اتحاد الشباب .. الجبهة الديمقراطية .... و....
    مازلت هذا الجميل !!!!!!!!!!!!
    اشتاقك كثيرا
    لك كل الود
    الريح كودى
                  

06-25-2004, 06:39 PM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    جيت ماري بباقي السيرة دي

    قٌلت ارفع البوست ده


    رفعني هو
                  

06-25-2004, 08:36 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: Ibrahim Algrefwi)

    يا معاويه..
    تسلم ، و شكراعلى مرورك ..
    هنكون علي تواصل مع السيره ..
    .................
    ملاسي ...
    ما عارف أقول ليك شنو ..
    شرفت المكان ..
    بس سيبك من موضوع الجوده ده , فمحمد شكري مثقف كبير
    عليه رحمة الله ..
    و انا لسه في بداياتي التي لا أعرف لو هيكون لها نهايه
    معقوله أم لا , بس ربك حلي وستار
    ...................
    يا محمد يا فاضلابي .. وينك ؟؟
    وماذا عملت فيك رياح الشمال ؟؟
    هل مازال في اللون بقيه ؟
    لك أشواقي ..
    وسلامي الشديد
    ..................
    بالمناسبه يا ملاسي : تعيش !
    ..................
    الريح كودي ؟؟؟!!!!
    مشتاقيين ..
    أين الحي بك يا صاحب الروح المشذبه
    أشتاق لدنبا كامله معك , بحكاويها ولياليها ..
    راسلني لو أمكن !
    [email protected]
    ................
    ابراهيم : انت بالذات مفروض تكون زهجت من السيره دي
    لكن والله فيك الخير .. يا جميل
    تحياتي للدنيا الفيك ..
    ......................
                  

06-26-2004, 04:16 AM

الحسن بكري

تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    طلال،

    هذا سرد آسر وتلك سيرة مجيدة، ولن ينجيك إلا أن تكتبها وتكتبها ثم تكتبها من جديد!!!!

    (عدل بواسطة الحسن بكري on 06-26-2004, 04:17 AM)

                  

06-28-2004, 01:27 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: الحسن بكري)

    حاضر يا أستاذ !!!
    سأفعل ما بوسعي لأحكي ..
    أشكر فضلك ياأستاذ الحسن ..
    والسيره ممدوده

    طلال
                  

06-28-2004, 03:37 PM

AttaAli
<aAttaAli
تاريخ التسجيل: 03-08-2003
مجموع المشاركات: 353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    up
                  

06-28-2004, 03:46 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    طلال عفيفي
    لك كل مايهدي
    والود اولا

    اكتب عنك وعنا وهن كل الاشياء..توكأت علي تلك الحروف وعبرت الي حيث النشوة الضوء....كل الاشياء بلون الضوء...ليتك حكينا عنك برفق كي نصطيل امد التسرب فيك اكثر..تحياتي وتقديري

    عبد الله جعفر
                  

06-29-2004, 05:01 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: Abdalla Gaafar)

    العزيز عبد الله جعفر .. سلامات عليك .. و ود كثير ..
    ممنون للمؤازره ..
    .................
    عطا علي .. أين أنت ؟
    وماذا عنك ؟
    أشتاقك جدا , و كذا تلك الايام الملونه بالحلم الطيب البريء , أيام
    كانت وجوهنا مضيئه وروحنا عاليه .. قبل أن تتبعثر بنا السبل في بلاد
    العالمين ..
    فليرحمنا الله .. يا شقيق

    طلال
                  

06-30-2004, 08:34 AM

ابو فاطمه

تاريخ التسجيل: 04-05-2003
مجموع المشاركات: 499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    الاخ طلال

    شنو يا اخوي القلبت البوست ونسه
    ما تكمل لينا السيره دي والله نشفت ريقنا

    Quote: يا حليل زمان وأيام زمان .
    كانت هذه المرأة قبل سنوات , ملكة من ملكات ليل أسفل المدينة ... ندخل عليها بحال ونخرج منها في حال ,
    منفوخين بعرق البلح والذرة ...
    وكنا بعد خروجنا الميمون من بيت أم خريف الغارق في الجالوص , مترعين بخمرها النجيضة نتسرسب خِفافاً في أزقة " كوبر الحله " صوب " رشيده " وفولها السعيد المسكون بالزيت والبيض . وكان فولها ليس ككل الأفوال. كان فولاً تحف به الأساطير . وتهفو له أنزيماتنا الهضمية ... كان بيننا وبينه ود متصل .
    نجلس تحت شجرة النيم , قرب الزير , لنرقبها وهي تعد في هدوءٍ محترف طلبنا : 2 قول , أربعه جنى جداد , كيسين جبنه , شطه كتير , زيت سمسم و عيش ذياده .


    قمه في الابداع والتصوير
    الله يديك العافيه وما تطول منتظرنك تتم السيره دي
                  

06-30-2004, 04:45 PM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    UP because it levitates with the use of words. g
                  

07-01-2004, 02:33 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: Walid Safwat)

    أبو فاطمه ..
    والله ما عايز أعملا ونسه .. لكن باقي الورق في مكان " ما " !!
    فصبراً جميلاً يا سيدي
    وكمان شكراً على تعليقك ومرورك ..
    ..................
    وليد صفوت ؟؟؟
    ما عارف !! الاسم ده ليس غريبا على بدرجه كافيه
    على العموم يا صديقي thanx for lifting the post
    ...................
    وسنواصل

    طلال
                  

09-16-2004, 02:52 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    أكتب عن كل ما أحبه , إعزازا له وخوفاُ عليه من الإندثار ..
    الكتابه تبريد خاطر هذه الذاكره المشتعله .
    حاولت كتابة حاجات محدده وفشلت ..
    ذاكرتي محمومه وحزني حاد .. اشعر بغياب فارع الطول , غياب كل ما أحبه و أنتمي اليه , لذا بدا ما كتبته ممسوسا وشديد الهلوسه .
    ......................
    كيف لم أحكي عن Tanyia ؟؟
    وعن طموحي في شم السلس ؟
    عن ليالي الأيام القريبه .
    عن عملي في المطار !
    .....................
    ساكتب طالما أنها سيره وانفتحت ..


    شكرا لكل من دعموا هذه الكتابه و أحبوها ..




    طلال
                  

09-16-2004, 02:53 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)
                  

09-18-2004, 00:00 AM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    الاستاذ طلال

    القومة ليك

    وكدي خلي البوست دا مرفوع لحدي

    ماالدهشة تدخل جحرها امكن اقدر اعلق

    مع دي
                  

09-18-2004, 01:40 AM

Dia eldin khalil
<aDia eldin khalil
تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    (الإسكندرية أروع مدينة في جغرافيا ذاكرتي ..
    عشقتها كما أعشق أنثي ..
    ما زال لوناً أزرقاً يلف روحي كلما سمعت إسمها ..
    ومازال نداءها السري يسكنني ويراودني .. وكثيراً ما أتخيلني عجوزاً أتجول في في شوارعها ومبرطعافيها بخرفٍ لذيذ ومبكر ..
    مدينة من لا مدينة لهم من أمثالي الذين فقدوا عواصم بلادهم الوطنية وتسربت منهم نكهتها ....)
    >>>>>>>>>>>>>>>>
    ما عرف البخليني كل مرة برجع لي سيرتك شنو يا طلال؟؟؟؟
    عموماانا مشتاق ليك....
                  

12-06-2004, 06:09 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)



    مين ياخد عمري المليان ويديني عمرو الفاضي ؟



    ...
    طلال
                  

12-06-2004, 06:48 AM

fagyra
<afagyra
تاريخ التسجيل: 05-06-2002
مجموع المشاركات: 236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)


    would you change such a rich life as yours with anything!!!!!

    you know ya Tilal... a few weeks ago I went to visit a state up north, Rhode Island, and the friend I was staying with had paintings and bits and pieces of art all over the place.
    The room i was to stay in had a ver nice picture of a ballerina sitting on the ground with her foot on the ground, her leg verticaly, her arm resting on her knee, and her chin on her arm (i feel that i have just butchered the painting with my crude description of it).. her eyes closed and she seemed to be in deep contemplation. She looked sooooooooooooo much like your Soud... and you came to my mind whenever i entered that room and saw that picture

                  

12-23-2004, 04:10 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: fagyra)

    فقيره ..
    كل سنه وإنت طيبه ..
    جعل الله عمرك طيبا وسعيداً ..

    ...
    طلال
                  

12-06-2004, 06:45 AM

Hadia Mohamed

تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 1463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    طلال ايوه افتح الابواب خلى الهوى يدخل ذى الهواء ينساب
                  

12-23-2004, 05:06 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: Hadia Mohamed)

    أستاذه هادية ..
    أشكرك على الإطلالة الجميلة ..
    تحياتي ليحيي ,
    وقبلتي للأطفال .


    ...
    طلال
                  

12-06-2004, 07:55 AM

عمرو احمد

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 149

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    ماتت عمتي .
    وعمي .. مات ..
    رحل جيراني عن الدنيا ..
    بنت عمي أسقطت جنيناً ..
    ( لم لم ينتظروني ... و أنا المغرم بالدفن ؟ )



    كلَّ صَباح..

    أفتحُ الصنبورَ في إرهاقْ

    مُغتسِلاً في مائِه الرقْراقْ

    فيسقُطُ الماءُ على يدي.. دَمَا!

    وعِندما..

    أجلسُ للطّعام.. مُرغما:

    أبصرُ في دوائِر الأطباقْ

    جماجِماً..

    جماجِماً..

    مفغورةَ الأفواهِ والأَحداقْ!!

    الجدير بالذكر , أني في تلك الأيام , وبعدها , شربت خمراً كثيرة .
    كنت أشرب خمر يومين في ليلة .
    وكنت أكتب وكأني سأموت غداً .
    انتابتني هلوسة عجيبة


    أحفظُ رأسي في الخزائنِ الحديديّهْ

    وعندما أبدأُ رِحلتي النهاريّة

    أحمل في مكانِها.. مذياعا!

    (أنشرُ حوليَ البياناتِ الحماسيّةَ.. والصُّدَاعا)

    وبعد أن أعودَ في خِتامِ جولتي المسائيّة

    أحملُ في مكان رأسي الحقيقيّه:

    .. قنّينيةَ الخمرِ الزُجاجيّه!

    أعودُ مخموراً الى بيتيَ..

    في الليلِ الأخيرْ

    يوقفُني الشرْطيُّ في الشّارع.. للشُّبْهه

    يوقفُني.. برهه!

    وبعد أن أرشُوَهُ.. أواصل المسير!

    تُوقِفُني المرأةُ

    في استنادِها المُثيرْ

    على عَمودِ الضَّوءِ:

    (كانت ملصقاتُ "الفَتْحِ" و"الجَبْهَهْ"..

    تملأ خلفَ ظهرِها العمودا!)

    تسألُني لفافةً:

    (لم يترك الشُّرطيُّْ..

    واحدةً من تبغِها الليلىّْ

    تسألُني إن كنتُ أَمضى ليلتي.. وحيدا

    وعندما أرفعُ وجهي نحوها:

    سعيدا

    أبصرُ خلف ظهرِها: شهيدا

    معلَّقاً على الحائِط, ناصعَ الجبهه

    تغوصُ عيناهُ.. كَنصْليْنِ رصاصيَّيْن

    أصرخُ من رهافة الحدَّين

    .. أمضى بلا وجهه!!

    فاجأني الخريفُ في نيسان

    وطائرُ السّمَّان..

    حطَّ على شواطىءِ البحرِ الشّماليّه

    طلبتُ من تحبّهُ نفسي قبيل النومْ

    فلم أجدْ.. إلا عذابَ الصوم

    طلبتُ من تحبُّه نفسي

    (في الظل والشمسِ)

    فلم أجد .. نفسي!


    طلال دا امل دنقل معا انو عارفك بتحب صلاح

    لكن مناسب مش



                  

12-23-2004, 09:47 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: عمرو احمد)



    Quote: طلال دا امل دنقل معا انو عارفك بتحب صلاح

    لكن مناسب مش


    مناسب طبعا يا عمرو ..

    عارف يا عمرو الكتابه الإسمها سيره دي من أقرب النصوص
    الى روحي ..
    كتابتها ذاتها تمت بطريقه درامية ..

    قلت لك من قبل أني أصبحت أحب الكتابة لأنها تصلني بأمثالك .

    Marry X-Mass


    ...
    طلال
                  

12-06-2004, 09:06 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    ياللكتابه




    رجاءا خاليك صاحي اقلاها باقي هذه الليله
                  

12-23-2004, 09:53 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: خضر حسين خليل)



    خضر ..
    كل سنه وأنت بخير ..

    غاب صوتك عن المساء ..
    عساك بخير ؟


    ...
    طلال
                  

12-06-2004, 09:21 AM

Abd-Elrhman sorkati
<aAbd-Elrhman sorkati
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 1577

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    الله يا طلال

    من اين اتيت بهذا الالق وهذا الجمال( يا ابن العشرين)

    شكرا للبوح الحميم وشكرا للتفاصيل الغنية

    هل تصدقني القول اذا قلت لك انني اشتممت رائحة بعض الاماكن التي

    ذكرتها والتي في الحقيقة اعرفها أو مررت عليهافي ايام خوالي .


    شكرا طلال وواصل
                  

12-06-2004, 05:16 PM

Ahmed Elmardi
<aAhmed Elmardi
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: Abd-Elrhman sorkati)

    بديـــــــع
    مختلف
    مدهش
    ومحير

    ياللروعة
                  

12-27-2004, 07:42 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: Abd-Elrhman sorkati)



    عزيزي سوركتي ..
    أشكرك على هذه الكلمات اللطيفة الطيبة والمشجعة ..

    الكتابه أحيانا تكون بمثابة تحرر خفيف من عبء الذاكرة ..
    هو تحرر لا يدوم طويلاً ..
    لكنها - الكتابة - في الأخير تدريب يومي على الخروج ..

    كم جميل أن يكون بينك وبين إنسان داكرة مشتركة لأماكن
    مشتركه عبرتها أقدامكما في أزمنة مختلفة ..

    لك كل الود ...


    ...
    طلال
                  

12-06-2004, 06:10 PM

عبدالمنعم عبدالله
<aعبدالمنعم عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    قلت فى شعرك

    استبدلت النهر بالبحر,
    والخيل بالبنات .( دون حجاب )
    ..........................................

    لمازا؟ نهر لا = بحر
    اشرح لنا الثانية ؟ زدنا ارجوك ممكن تنسى حتة الحجاب
                  

12-06-2004, 08:08 PM

فجراوى

تاريخ التسجيل: 08-29-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    Quote: غربتي الأولى كانت حين انزلقت من رحم أمي ,
    الثانية , لما غادرت العائلة ألمانيا إلي حلة خوجلي ,
    الثالثة حين أخذني طائر النزوح من السودان لمصر ,
    الرابعه , حين حزمت متاعي من الإسكندرية إلي القاهرة ..
    ( الآن , فقط , أفهم الوجع النوبي الذي أصاب القوم من جرَاء أربع عمليات تهجير )
    ...........................................................

    انتو متأكدين البنى أدم ده نصيح؟


    فنان دى مافيها شك
                  

12-07-2004, 04:23 AM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: طلال عفيفي)

    أنا ما عارف متين حأتخلص من العادة بتاعة لمن أشوف حاجة إنت كاتبها أقراها
    حتى لو قريتا 8 مرات قبال كده

    بالمناسبة راجع شوية هنا
    Quote: صباح الانتفاضة , 9 أبريل 1985

    Quote: والى يومناهذا لا أعرف العلاقة بين " الأخفاف " و " الخفقان "
    !
                  

12-07-2004, 10:02 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: mohammed alfadla)

    طلال ازيك00
    جيت اوقع فى دفتر سيرتك
    رغم الظروف وانت كمان
    شديد مستمتع برغم كل شى000
                  

12-11-2004, 11:47 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقي ال " سيره " (1+2 +3 )!!! (Re: معتز تروتسكى)



    سنعود بعد الفاصل !


    ...
    طلال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de