دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أربع نساء ...
|
أربع نساء من مصر Quatre Femmes D’Egypte
" أربع نساء من مصر .. " .. شريط سينمائي في تسعين دقيقه يحكي سيرة ومآلات أربع سيدات من جيل واحد في مصر , أربع سيدات عبرن تاريخاًوحلماً مشتركاً, تقاسمن خبزالحياة ولحافات المعتقل..وبينهن ما صنع الحداد من فروق طبقيه واجتماعيه وتمايزات فكريه واضحه زادتها السنوات عمقاً ورسوخاً : " أمينه رشيد ","صافيناز كاظم","شاهنده مقلد"و "وداد متري ..". ................... يبدأ الشريط بمشاهد أمام مدرسه للبنات تقف " أمينه " على بابها الأخضر,هذا منزل طفولتي,تقول أمينه واصفة القصرالذي حوله التأميم الناصري إلى مدرسه تعج بالبنات والمراهقه .. ترجع أمينه بذاكرتهاإلى الوراء أكثر من خمسون عاماً..ونسمعها عبر شريط الصوت تحكي عن طفولتها الإرستقراطيه في أسره ربهارئيس وزراء الملك فاروق : السيد " إسماعيل صدقي باشا " ,أحد أهم رجال القصر وراسمي سياساته , تلك السياسات التي وصفتها أمينه بأنها كانت تنم عن وعي جدها,رئيس الوزراء,بمصالح طبقته من ملاك الأراضي والإقطاعيين. وتواصل الكلام اتحكي عن عمق الهوة التي كانت تستشعرها , ما بين القصر من الداخل وطبقات الشعب المقهورة والثائره في الخارج .. ثمة هوه وقف أمامها وعي وشعور البنت الصغيره أمينه .. ووضحت معالم تلك الهوه حين قامت المظاهرات الشعبيه ضد معاهدة "صدقي/ بيفن " تلك المعاهدة التي لم تجد لها بين الشعب صليحاً .. فأصابها حجر قذفته تجاهها فتاه باعتبارها حفيدة الباشا .. تقول أمينه : لأول مره أشعر بأن أحدهم يعتدي علي وهو على صواب ... ......................... تنتقل الكاميرا إلى صافيناز كاظم , كانت تقف في الشارع وتشير : " ده كان بيتنا .. " .. وتحكي كيف أنه في أول عام للثوره عبر موكب الثوار ( عبد الناصر ومحمد نجيب ) تحت بلكونتهم .. لوحوا له بالأيادي من أعلى .. ( كان ذلك تعبيراً عن فرح طبقه وسطى تسكن حي العباسيه تنتمي لها أسرة صافيناز .. في ذات الوقت كان قصر آل أمينه قد تعرض للمصادره وثمة ناس يبعثرون المنزل الكبير لإحصاء المقتنيات وسحبها إلى جهةٍغير معلومه .. إلى الآن لم تكن البنتين,صافي وأمينه قدإلتقيتا .. ). ظهرت صافيناز كاظم في الشريط وهي ترتدي الحجاب المصري , طرحه عريضه على الوجه تنزل من على الكتفين لتغطي معظم الجسد مع سكيرت عريض .. ........................... في مشهد داخلي , تظهر " وداد متري " في شقتها وبين شفتيها سيجاره قصبه ( لم تفارقها طوال التسجيل ) ,تستعرض أرشيفها الخاص من صحف ومجلات صادرة منذ الأربعينيات حيث نجحت " وداد " في إنتخابات إتحاد الجامعه الصريه , لتصبح أول أنثى منتخبه في لجنة تنفيذيه , تقول : إحتمال كنت أول وحده .. تقول ذلك وهي تنظر إلى الكاميرا وتسحب نفساً عميقاً من سيجارتها يملأ دخانه الكادر . ............................. " شاهنده مقلد " لم يظهر عليه سفر العمر .. في ملامحها جمال آخاذ وبسمه تخطف اللب وتسرق الكاميرا .. إرتدت فساناً يشبه فساتين فلسطينيات يافا وبير زيت : أحمر عليه تطريز خفيف بالأسود .. حكت كيف تزوجت من إبن عمتها " صلاح حسين " .. و"صلاح " كان من أهم أعضاء الحزب الشيوعي المصري وأحد أكثر أبناء الحزب إلتصاقاً بالناس والجماهير , خصوصاً , أبناء قريته " كمشيش " ... حكت " شاهنده " صعوبات الزواج ورفض أمها له , وكيف تزوجته معتبرةً ذلك الزواج أولى إنتصاراتها في الحياه .. سوى أن " صلاح " مات مقتولاً برصاصات في الرأس والزواج بعد في عامه الأول .. تحكي " شاهنده " وتبكي , وكأن دمه مازال أمامها بعد خمسين عاماً من الموت .. ................................ تنتقل المشاهد ... مطعم شعبي على مقربة من ضريح الإمام الحسين .. أربع نساء بين الستين والسبعين من العمر ... يأكلون كباب وكفته .. ( وثمة سلاطات .. ) .. صافيناز , شاهنده , وداد و أمينه ...
يحكون للكاميرا كيف جمعتهن الدنيا .. وكيف تقابلن للمرة الأولى .. يصفن عمق العلاقه ومكامن الخلاف .. ف" صافي " إسلاميه تتمنى أن تتطبق الشريعه الإسلاميه . " وداد "ماركسيه لا تزال وفي رأسها شيوعيه أشد من إشتعال الشيب في شعرها . " شاهنده " في كلامها نزعة قومية وميل ناصري . أما " أمينه " فقد سافرت بعيداً وأصبحت كما يقولون مفكره " إنسانويه " يختلط في فكرها الإلحاد بالتدين والفرانكفونيه بالوطنيه والماركسيه بالأرستقراطيه .. ( وكانت أكثرهن إعتدالاً في طرحها .. ) .. .................................... .................................... الفيلم في محتواه بدا وثائقياً , لكنه في مضمونه كان درامياً , وقد تبدت تلك الدراما في الخلاف الشديد بين النساءالأربع ( أو البنات ) , فبعد الخلفيه التاريخيه الخاصه بكل واحده فيهن , ثم وبعد تسليط الضوء على لحظة اللقاء والتعارف بين إحداهن والأخرى , سلك المونتاج سكةً مختلفه , تم فيها إبراز الفرق والتفارق الفكري بين أربع نساء من جيل النهضة الوطنية في مصر والعالم العربي ... هذا التناقض والخلاف وتلك الخصومه والمغايره لا يمكن إبرازها بسهوله , خصوصاً وأن ما بين هؤلاء النسوة من رابط لا يسهل قطعه ومودةٍ يصعب دفعها .. فالسنوات طويله والصداقه وريفه وظليله .. كذا جمعتهن الوحده كحاله إنسانية والفقد والمعتقلات و الأماني ... ................................. لكن منفذي الفيلم , الإخراج على وجه خصوص , إستعملوا الوسيلة إياها , ال cross examination أو ما يعرف بال "أسئله المتقاطعه" .. تلك الأسئله التي لا تفيد أحداً سوى هيئة المحكمه .. وكان في الأمر إنتباه وتنبيه .. " عبد الناصر " ؟ ما رأيكن في عبد الناصر .. هنا ظهرت الفروقات والمفارق والأحزان .. ( ظهر على الشاشه شريط مسجل وعبد الناصر يتحدث عن الثوره , عن مداعيها وأهدافها بلغة إنجليزيه و بصوته الذي يجيب التائه .. وكانت عينيه كحيلتين وفيها لمعة سحر, وكان حاجبيه مقرونين ... ) ............................ ............................ ............................. " صافيناز " قالت , أنه كان مثل سائق الباص الذي رفض أن ينتبه لتنبيهات الراكبين معه في العربه , وظل يقودها إلى أن سقط بها في " النيل " , ثم جاء بعد ذلك يعتذر ويقول بأن المسؤلية عليه .. ............................. " شاهنده" قالت بأن ثمة خونه في جهاز الحكم تسببوا في النكسه .. .............................. ثم إنسكب على الشريط لغط : عبد الناصر كان ... وعبدالناصر ما كانش .. البنات هنا يتقاذفن بالمنطق وبثمار العمر ! كان ديكتاتوراً وشمولياً . لا , بل كان وطنياً سعى لبهاء الوطن . كان في حلمه حلم الناس .. لا , كان طاغيه عبر بالناس والوطن نحو الهزيمة والتلف .. كان وسيماً .. نعم , خدعنا جماله . .......................... إختلف البنات الأربعه .. أخيراً .. وسطع وجه عبد الناصر ... سطع وجه الحلم المشترك .. و سطعت الهزيمة .. وسطع وجه مصر القديم : أحلام كبرى , وآمال .. و إنهزامات طفيفه تعبر وجه التاريخ ... ....................... ....................... بعيداً عن السياسه والثقافة والسينما .. فقد دخل الفيلم إلى منطقته الخاصه .. دخل إلى تخوم وجدان مشترك و ذكريات .. و طرح أمام وجه المثقفين فكرةً تبدو رائعه : الصداقه , والإختلاف .. المعنى : معنى الصداقه من جهة والإختلاف من جهة أخرى .. تلك المضامين المشتركه .. والقدره على الحوار .. والتماسك .. ..................................... ...................................... أربع نساء من مصر : فيلم حائز على الجائزة الأولى للأفلام التوثيقية في مهرجان مونتريال بكندا .. إخراج " تهاني راشد " ..
... طلال
(عدل بواسطة طلال عفيفي on 10-07-2004, 08:21 AM) (عدل بواسطة طلال عفيفي on 10-07-2004, 11:06 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
أربع نساء ... (Re: طلال عفيفي)
|
أما " أمينه " فقد سافرت بعيداً وأصبحت كما يقولون مفكره " إنسانويه " يختلط في فكرها الإلحاد بالتدين والفرانكفونيه بالوطنيه والماركسيه بالأرستقراطيه .. ( وكانت أكثرهن إعتدالاً في طرحها .. ) ..
Very expressive statement
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: طلال عفيفي)
|
الاخ طلال تحية واحترام تعجبنى كتاباتك، وتنوع إهتماماتك الدنيوية. مخرجة الفيلم اسمها تهانى راشد. ولقد وجدت فى الانترنيت كلامآ عن الفيلم باللغة الانقليزية، ولقد اعجبنى هو كزلك. اسمح لى ان انقله هنا. ــــــــــــــــــ
How do we get along with each other when our views collide? This is a modern, urban question which is vital and universal. Four Egyptian women dare to answer this question. Their confrontation redefines the notion of tolerance. The four girlfriends have one common goal: human dignity. They are full of love for their country. They still remember the regency of King Faruk and they had hoped for fundamental changes after Nasser's revolution. All of them have been fighting for social justice since then, and yet, their identities have developed according to the rhythm of history. Each one of them has chosen a different path. Their Islamic faith, Christian belief, or Atheist conviction are like antipodes, their different notions of a state collide: one wants the separation of religion and state, others fight for a socialist or an Islamic country. Nevertheless, the four women refuse to condemn each other or allow disdain to enter into their relationships. They listen to each other's different opinions and they are able to contradict each other. It doesn't impair their friendship. They accept each other completely, allow quarrels, check each other, calculate and judge without withdrawing themselves. They dare to judge each other and to tell each other what they think. They give each other the opportunity to explain themselves and take revenge. And they laugh about it. They are living proof that fanaticism doesn't mean having ideas and living according to these, but that it means isolating oneself in a bastion of opinions. On the contrary, their opinions are still valid, even after being criticized by the others. Together these four committed women contradict the notion of 'political correctness'. Amina Rachid, Safynaz Kazem, Shahenda Maklad and Wedad Mitry have not accomplished their great political goals. As far as results are concerned they have not been so successful, nor have their lives worked out according to their desires. They have not forgotten their sufferings. But they are not alone. And history, which has left its mark on their lives, goes on. At the stage in life where one tries to make sense of it all, these four Egyptian women are not triumphant, they are joyful.
وهنا صورة من الفلم http://www.fdk-berlin.de/forum99/quatre-femmes.jpg
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: Adil Osman)
|
العزيز مصباح .. أشكرك على تعليقك المنشط للروح والحافز لللمذيد من الكتابه .
.................... .................... محمد السر , أدفع عمري قصاد ليله في الاسكندريه معاك انت ومحمد الريح والأب الروحي الشاب العالي محمد صالح .. أدفع عمري قصاد كوب شاي كشري يغازل دخانه البرد النوفمبري . أدفع عمري للبحر .. لطيوف السندريلا .. أدفع عمري لصداقتك يا ود السر ..
..................... ..................... عادل عثمان , انك تغرقني باهتمامك .. انك تساعدني بشكل غريب لن تصدق .. أشكرك على التنبيه المهم الخاص باسم المخرجه "ابتهال "والذي كتبته "تهاني " , وقد عدلته .. متابعتك تدعمني بحق .. فلك كل الود زالحب والتقدير .
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: mohammed alfadla)
|
المحمد : صالح .. تنقصني الحيله في أن أحكي لك .. لكني أراهن على قلبك : انك تعلم .
............ ............
فاضلابي .. حين أقرأ تعليقاتك أشعر أني قد قطعت السمكه وذيلها. أشعر بعظمه وانتفخ في الكرسي وانظر للناس حولي بكبرياء فاجد مافي زول معبرني أصلا .. فاحمد الله على الاصدقاء . .......... شكرا لك دايما على تواصلك الجميل ..
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: Adil Isaac)
|
العفو يا سوركتي .. والشكر طبعاُ موصول للنشيط "عادل عثمان " الذي لا يدخل بوستا الا واضاف اليه الكثير والجميل , فله الود نيابة عن كل العابرين والقراء ..
........ ........
العزيز عادل اسحق .. الفيلم فعلاُ يستحق المشاهده .. فيه شجن ومتعه عاليين . للحصول عليه حاول الاستفسار عنه هنا :[email protected] سيفيدونك على كل حال .. وعلى العموم : محبتي
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: طلال عفيفي)
|
خلاص جيت من هناك انا عارف انها بعيدة عليك كما انا
تيتو يا عنيد اتكتفى بشكرا بس شكرا لا تعلم هى ان شكرا هذه كمذعة لحم حطها السيل من عل الا يفمهون الا 00000000 هز وتر الامكنة ينكسر سور المواجع اضحكى اضحكى بيرجع الحب لى زمّّن يا روائع اضحكى اضحكى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: عصام عبد الحفيظ)
|
حبيب نورا .. ايه بقى حكاية نورا دي ؟ عايز أعرف ! ففي الموضوع رائحة عشق سخين .. ............. أتمنى ان تجد دعوتك لي بالتوفيق دربها الى السماء مقشوشا .. وأن ينالك من الطيب نصيب .. حبي الشديد يا حبيب نورا ..
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أربع نساء ... (Re: mohammed alfadla)
|
أستاذ عصام .. أراك تعاني من الخرطوم العاصمه: القاصمه . سبحان الله , مليون ميل أضيق من خرم ابره . مدينه لا أملك الا أن أقول لها : سامحك الله .
عصام .. لست عاشقا مستبدا , انما استبد العشق بي , أتذكر يا عصام ليلى : وجهها زي ميناء يستشرفها غريب .
والآن .. ماذا أمامك ؟ مدينه بناتها نسين طعم لذوعة الغزل ..
فسبحان من له الدوام .
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
|