محمد المكي ابراهيم يكتب: استودع الله بالخرطوم لي قمراً..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد طه(أحمد طه)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-26-2006, 09:48 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد المكي ابراهيم يكتب: استودع الله بالخرطوم لي قمراً..



    عشرون يوما من العشق : بين الخراتيم والدرامين (2)

    *الخوف على الرسميين وليس الخوف منهم
    *مليك فاشل جاء في غير زمانه الطبيعي

    تأكد لي اني اعاني عقدة تجاه الرسميين وكل ما هو رسمي اوشبه رسمي فقد علمتنا الانقاذ ان كل من يواليها لايوالينا ومن ينحاز اليها ينحاز ضدنا ويمكن ان يقول عنا ما لايقوله الا المتعصب المنحاز كتلك السيدة التي قالت:ترفتون انفسكم من الوظائف لكي تأتوا وتقولوا رفتتنا الانقاذ. او ذلك المسئول الذي قال ان المعارضين يجلدون أنفسهم بأنفسهم ويقولون جلدتنا الانقاذ وذلك بالطبع للحصول على اللجوء السياسي. وقد جعلتني تلك العقدة أنفر من الرسميين حتى من أبناء زماني ممن ظلوا في خدمة الدولة. ويحيط بهؤلاء الأخيرين ظرف خاص ففيهم كثيرون يستحقون الثناء ولايخزيهم كونهم ظلوا في الخدمة فليس مطلوبا من موظفي الدولة ان يتخلوا عن وظائفهم المهنية فقط لآن افكارهم تختلف عن افكار الدولة التي يخدمونها. ولدينا في الولايات المتحدة خير مثال فالموظف يظل في موقعه اذا كان ديموقراطي الهوى وجاءت الانتخابات بإدارة جمهورية. ومهما بلغ التسييس في دولة من الدول فإنه يتوجب الفصل بين الخدمة المدنية التي تنفذ والنظام السياسي الذي يحكم ويقود. ولكن ما يعقد الأمور أكثر هو أن تتسبب اشادتنا باولئك الكرام في وقوع الأذى عليهم من جانب النظام.وبسبب من ذلك لم اجاهر بشكر اولئك المستحقين للشكر امثال السفير صلاح محمد على الذي سعى خير السعي في امر جواز سفري والسفير جمال محمد ابراهيم الذي استخلصه لي من أنياب الذئاب ولا السفير الطريفي كرمنو والسفير على يوسف وكلهم من كرام اهل الكفاءة ممن ابقتهم في الخدمة مؤهلاتهم الرفيعة وقدراتهم المهنية العالية وليس الدجل والمداهنة التي يلجأ اليهاعديمو المواهب من المتسلقين.وتقديرى ان بقاءهم في الخدمة أسهم في حفظ المعقولية على دولتنا الرسالية وحاش بعض البلاوي التي اثارتها من مكامنها.وقد كنت اقول دائما ان دولتنا الرسالية لم تترك ضبا في جحره ولا قردا في شجرته دون ان تنكد عليه وتحثه حثا على مخاصمتها او معاداتها خاصة في أيام ثملها الأول بخمر السلطة الفتاك.
    وبسبب هذا الخوف على كرام الناس من الرسميين اصبحت متوجسا كثير الشكوك أرى الرجل الكريم النبيل من اهل النظام فاتحاشاه واحجم عن ذكره بالخير خوف ان يصيبه الضرر بسبب اعترافي له بالفضل والنبل. وبسبب ذلك التخوف من جانبي لم أقل ما ينبغي ان يقال عن وزير الثقافة بالخرطوم الاستاذ سيد هارون الذي جمعتني به دار الكتياب في منتدى اشراقة فقد تبادلنا التعارف حتى اتضح اننا كنا جيرانا الحائط بالحائط في ابروف وبين أهلنا تداخل ومودة ثم عطفنا على رجالات الأسرة فردا فردا فذكرنا الدكتور مبارك سعد وسيف الاسلام سعد والقطب الاتحادي الكبير احمد سعد وعميد الأسرة الخير سعد وكان الشاعر عبد القادر الكتيابي قد عرفني بالوزير وحدثني عن السلالة الكريمة التي ينحدر منها وفوق ذلك كله فهمت انه يتبوأ المنصب نيابة عن الحزب الوطني الاتحادي فاطمأنت روحي وزايلني التخوف ولم أتردد في اعلان سعادتي بأن يكون لدينا وزراء يتواصلون مع الثقافة في دورها ساعين اليها دون ان يجعلوها تسعى اليهم على عادة الحكام.وأبلغ من ذلك ان هذا النبيل الأصيل جشم نفسه عناء الاعتذار لي عما لحقني على يد النظام فانطبق عليه قول القائل
    لم أكن من جناتها شهد الله
    واني بحرها اليوم صالي
    وقد نوه الفنان راشد دياب بذلك قائلا ان تلك اول مرة يعتذر فيها وزير لواحد من عامة المشتغلين بالثقافة عن ضرر لم يكن الوزير شخصيا من بين مقترفيه
    كانت العطلة على مشارف الانتهاء والوقت قد ضاق ومع ذلك اصر الاستاذ سيد هارون ان نلتقي به في التلفزيون حيث اقام على شرفنا حفلا جميلا جمعني بعدد كبير من المبدعين في الساحة الفنية على رأسهم الاستاذ ابراهيم حجازي والفنانة بلقيس عوض وعدد من الاذاعيين والشعراء الشباب والصحافيين.وابهجني كثيرا ان اعرف ان الاستاذ حجازي يدير من منزله متحفا للثقافة السودانية يحوي مئات من المخطوطات بأقلام كاتبيها وقد أهداني مخطوطة نادرة للشاعر الراحل احمد عبد الرحيم العمري بخط يده وكان بذلك ثالث شخص يهديني مخطوطة في تلك الاجازة التاريخية فقد حمل لي اخي الخليفة مكي مساعد من الابيض كتاب مذكرات سجلت فيه وقائع رحلة قمنا بها الى جنوب السودان في نهاية الخمسينات وهي تلك الرحلة التي سردت وقائعها في كتابي"ظلال وأفيال". وأهداني مولاي وسيدي أخي الأكبر الاستاذ بكري ابراهيم مخطوطة كانت للوالد رحمة الله عليه وقد آلت الى البكري بعد وفاة الوالد بوصفه عميد عائلتنا بعد الوالد وبقيت عنده أربعين عاما ثم اختار من كرم نفسه ان يتحفني بها في مناسبة عودتي الى الوطن وتحوي المخطوطة كتاب"مشارق الأنوار " لأستاذنا وقدوتنا الشيخ اسماعيل الولي نفعنا الله به جميعا وارضاه.والى جانب كل هذا الجمال حملت معي من السودان قصيدة غير منشورة للسيدة رقية بنت السيد البكري وهي بنت خالي من جهة الأب وبنت أختي من جهة الأم كما حملت مخطوط قصيدة عذبة للمكي ابن السيد المجمر أهدانيها كرما منه وسخاء وليس عن جدارة مني واستحقاق ثم هنالك قصيدة الشاعر المجيد محجوب كبلو التي شبهني فيها بمليك فاشل جاء متاخرا عن ميلاده الطبيعي .وبين هلالين اقول له دبر لي ما طلبت منك وستكتشف انني مليك مستوطن في الزمان.
    (عود على بدء) أكرمني السيد وزير الثقافة واهداني ضمن ما أهدى رقعة شكر وعرفان سيزدان بها صالون داري (في السودان) ردحا طويلا وعقد لي ندوة تلفزيونية شارك فيها الفنان العذب سيف الجامعة وأدارها الشاعر عبد القادر الكتيابي ببراعة واقتدار وكان من بين حضورها الجنرال احمد طه والفنان المبدع سليمان العريفي وحشد من اهل الفن والثقافة.وانضمت الينا لزمان قصير الشاعرة ايمان محمد الحسن وبصحبتها مصور قدير طلبت(بضم التاء) منه ان يصورني صورة تليق بحسن الشاعرة ورصانة شعرها وانا كما هو معروف لست فوتوجنيك وتزيد الكاميرا الى عمري عشرين عاما في كل صورة فالحمد لله على كل حال. وجاءت الفنانة بلقيس تحدثنا عن غرامها بديوان أمتي وهيامها من بعده بأعمال سيناريست سوداني موهوب وطريقته في تحريك الكاميرا مثل ريشة الفنان.ونزل حديثها بردا وسلاما على قلبي انا المتحمس للثقافة السودانية وواصفها بالاكتمال وظني انه لم يبق لنا سوى اقتحام الفن السابع ليكون ذلك الاكتمال ويعود الفضل في ذلك لاخواننا وأخواتنا الذين ضحوا بأعمارهم واقتحموا لنا تلك المجالات جنودا مجهولين مثل "البلال" وغير مجهولين مثل الفاضل سعيد. ولتلك الجماعة الفاضلة من الفنانين والفنانات اقول سيأتي يوم لا تندمون فيه على اشتغالكم بتلك القضايا.
    قلت مرارا انني لن ادخل اذاعة أو تلفزة تحرسها الدبابات ولكنني دخلت جزءا منها اكراما للوزير سيد هارون وأراني مستعدا لتكرار التجربة متى كان الوزراء على شاكلته في النبل والأدب وحسن الخطاب. فبمثل ذلك تصلح سياسة الوزارات ويحسن تصريف الأمور.ويبدو ان للوزير رصيفا في عروس الرمال فقد جاءت الاخبار من هنالك عن استعدادات رسمية للاحتفاء والتكريم وقد حرمني منها ضيق الوقت فشكرا لأهل الابيض التي قال فيها العباسي
    افدي الابيض افدي النازلين بها
    أهل الابيض احبابي وأشياعي
    أما انا فأقول معه :
    افدي الابيض أفدي النازلين بها
    أهل الابيض أحبابي وأسيادي.
    ولكنني احتقبت معي الى جانب المخطوطات منشورات من كراريس ومجلدات أهدانيها مؤلفوها من شعراء وروائيين ومحللي سياسة واقتصاد وارجو ان نتمكن من عرضها والاستمتاع بها في الأسابيع القادمات
    وقبل ان اختتم هذا الفصل اتحدث عن ليلة الليالي ومسك الختام وهي ليلية الذكر التي اقامتها العائلة لأجلي فكانت بركة ونعمى اثق انها ستحفظني وتؤانس روحي الى حين الأوبة النهائية.
    في زمانهم كان عرب الأندلس يقولون:"من استاك بالأراك وتختم بالعقيق وحفظ عينية ابن رزيق فقد اكمل الظرف" والعينية المقصودة هي تلك القصيدة الرائعة التي مطلعها
    استودع الله في بغداد لي قمرا
    بالكرخ من فلك الازرار مطلعه
    وقد درجت على تحريفها لتقرأ:
    استودع الله بالخرطوم لي قمرا
    وباكتمال الظرف كانوا يريدون ما نسميه التحضر.والحمد لله ان جعل اخي تاج السر الحبر وحرمه الشقيقة حنان ابراهيم في حال دائم من الاكتمال الحضاري فقد تعبا معي تعبا شديدا طيلة هذه العطلة وما جلبت من الضيوف والزوار وكأن ذلك لم يكن كافيا فقد أقاما على شرفي تلك الليلية الفاخرة التي شرفها مولانا الشيخ اسماعيل رئيس السجادة الاسماعيلية وكبار الخلفاء وابناء الطريقة من كل حدب وصوب فقد جاءوا من حي السيد المكي ومن العرضة بامدرمان ومن الخرطوم 3 بقيادة الخليفة مختار ابن السيد مكي الحنفي الذي خلف والده الجليل في احياء امر الطريقة والقيام بواجباتها العظام.وكان معنا كبير دراويش الاسماعيلية الاستاذ على مهدي بشاربيه العظيمين وعمامته الخضراء.
    بهذه الوقائع الحسان اشعر ان قمر حياتي قد اكتمل وان روحي قد اخذت كفايتها من الدنيا وصعدت الى الأعالي بعيدا عن حطام الدنيا وصراعاتها الكئود وانني اصبحت جاهزا لعمل جليل من اعمال الزهادة والشهادة في سبيل الآخرين مؤمنا بجدارة اولئك الآخرين بكل ما تجترح اليد واللسان.


    * صحيفة السوداني (ألعدد الاسبوعي) الجمعة الموافق 23 نوفمبر 2006م
                  

11-26-2006, 10:52 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد المكي ابراهيم يكتب: استودع الله بالخرطوم لي قمراً.. (Re: أحمد طه)

    كتابة بابداع

    غاية في الامتاع

    وحمدا لله علي السلامة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de