دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك)
|
غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في أوسوك تنفس سكان مدينة طوكر هذه الأيام الصعداء، بعد إنتهاء موسم (الإيتبيت).. والايتبيت لفظة بلغة البجا (التبداويت) تعني الهبباي وهو وسم مترب له منازله وعيناته.. مغبر الملامح يملأ بالغبار الوجوه والمدينة والغطاء النباتي ويرى فيه سكان المنطقة فأل خير.. فكلما زاد في موسم الغبار والأتربة كان ذلك مؤشر لتدفق وفير لخور بركة .. النهر الموسمي الذي يتدفق من الشعاب الأريترية والذي تعتمد عليه المدينة في اقتصادها وهو سبب بقاءها في هذه المنطقة. بسبب الهبباي تميزت مدينة طوكر بملامح عمرانية لا تجدها في مدينة سودانية أخرى إذ تمتد كل شوارعها من الجنوب إلى الشمال بدون شوارع عرضية لتسهيل مرور الهبباي عبر المدينة ليكبل ميناء (ترنكتات) القديم وتنتهي رحلته (المعفرة) على مياه بحر (القلزم).. البحر الأحمر. ينتظره سكان طوكر كل عام ويتنمون فيه مزيداً من الهبباي والأتربة حتى يفيض (بركة) وتزرع الدلتا بعد انحسار المياه بالقطن والخضر.. وحدث في طوكر مثلما حدث في الجزيرة عندما بلغ قنطار القطن 15 جنيهاً في خمسينيات القرن الماضي وسمعنا الكثير من النوادر حول تلك الفترة التي انتعش فيها أصحاب الحواشات واشتروا الثلاجات ووضعوا فيها ملابسهم لعدم وصول التيار الكهربائي في تلك الفترة.. وشاهدت متسولاً رث الثياب في مدينة طوكر أخبرني الأهالي بأنهس كان واحد من أثرياء تلك الفترة ولكنه (افترى) وصنع لحماره لجاماً من الجنيهات الذهبية بل وزاد في غيه وصرح قائلاً: (لو بركة ما جا كويس نسقي الأرض بالبيرة والقهوة) فانتهى به الحال مخبولاً يلهو به الأطفال ومتسولاً ينتظر الصدقات. يتسبب فيضان خور بركة في عزل مدينة طوكر عن المنطقة الشرقية التي تقع خلف الدلتا وينتقل الناس والبضائع إلى (مرافيت) بالجمال والدواب للتواصل مع ميناء (عقيق) التاريخي وقرى وقبائل الحباب الأخرى مثل – عيت، عقيتاي، عدوبنا، عيتربه وحتى قروره التي يفصلها نهر موسمي من قرورة الأخرى التي تقع داخل الحدود الأريترية. لا زال السكان المحليون هناك يتناولون الأسطورة المرتبطة (بالهبباي) كأنها حقيقة ويكادوا يجزمون بذلك. تقول الأسطورة أن سليمان (عليه السلام) غضب من بعض قبائل الجن فبنى لهم سجناً منيعاً في أوسوك (سواكن) وأوسوك بلغة التبداويت تعني السوق. لأن سواكن كانت الثغر والسوق الكبير الذي كنا نطل من خلاله على أسواق العالم وعبرها تجلب البضائع من كل الدنيا إلى الميناء العتيق وتنتقل بعد ذلك داخل السودان عبر بربر. وتضيف الأسطورة أن بناء سليمان لسجنه في أوسوك كان اختياراً موفقاً ودقيقاً لأنه كان يعلم بأنها ستصير خرائباً تسكنها الجن والقطط السوداء، بعد أن كانت حاضرة عامرة بالقصور والحدائق والحوانيت.. على مرفاها ترسو السفن القادمة من خلف البحار.. تسمع فيها الرطان بألسنة كل الشعوب. بنى سليمان سجنه لمعاقبة الجن جراء ذنب اقترفوه لم تحدده الأسطورة.. وكانت عقوبتهم نقل كل الاتربة التي تثيرها الأمطار بعد سقوطها في وسط السودان وإلقاءها في البحر قبالة ميناء ترنكتات الواقع على ضاطئ البحر الأحمر شرق مدينة طوكر.. وحدد سليمان الحكيم لعملية نقل الأتربة زمناً يبدأ منذ طلوع الشمس وحتى الثانية ظهراً.. وهي الترة التي ينشط فيها (الأيتبيت) ليهدأ بعد ذلك ويصير الجو صافياً ما عدا (عينة) محدودة يستمر فيها (الأيتبيت) حتى مغيب الشمس. منذ أيام الإنجليز تواءمت الحكومة مع موسم الهبباي وغيرت التوقيت الحكومي الرسمي وجعلت التوقيت الرسمي في مكاتب الدولة ومؤسساتها يبدأ في لاثانية ظهراً وحتى الثامنة مساء. بعد العمل المضني الذي تقوم به قبائل الجن في نقل الأتربة.. تعود إلى محبسها في أوسوك بعد عمل يوم مغبر ومجهد نقلت فيه كميات (معتبرة) من الأتربة عبر المدينة التي اصابتها اللعنة بلا سبب غير انها تقع أمامها لتكون البوابة التي تمر عبرها الأتربة لمنطقة المنخفض الجوي بين الساحل وجبال البحر الأحمر، ولا تجد منفذاً غير هذه البوابة بين الجبال قبالة طوكر. هذا هو التفسير العلمي لظاهرة الايتبيت والهبباي التي تعتبر أهم ملامح المنطقة والتي تقطنها قبائل الحباب والشاياب والأرتيقة. وكانت طوكر في الماضي داراً لنظارة البني عامر التي يسكنها (الدقلل) زعيم القبيلة، قبل انتقال النظارة إلى وكيله في كسلا والذي صار دقللاً. أخشى أن يدرك الجن حقيقة عدم وجود سجن في أوسوك، فيعجبهم ذلك فينطلقوا إلى نيروبي ليزيدوا عدد الشياطين التي تسكن التفاصيل في المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية وأطلت (بقرونها) في تفاصيل الأتفاقية الأمنية. جعلت حاجتنا إلى فقير (قوي) وناجح أكثر من حاجتنا إلى مفاوض مراوغ يلف ويدور حول نفسه ليمسك القلم ويمهر الإتفاق مؤمناً على قسمة ضيزى.. التي يعقبها الإنفصال.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) (Re: أحمد طه)
|
أستاذي الفاضل أحمد طه متعك الله بالصحة والعافية وكل عام وأنت بخير لكم نفتقد هذا القلم الرصين الذي لا يعبأ فقط عقولنا بالمعلومات ويثقفنا، بل يشحذ خيالنا بأبحاره في تنوع خارطتنا الثقافية السودانية بدرية ومعرفة عميقة لتفاصيله المتفردة مزيد من العطاء . لي طلب أتمنى أن تحققه لي وللمتابعين وهو أن تحدثنا عن مسميات الأمطار ومواسمها في السودان وأذكر أنك تحدثت عن هذا الموضوع في أحدى المنتديات الثقافية بالنادي السوداني بأبوظبي فهل تستجيب ؟؟ مع أسمى التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) (Re: الأمدرمانية)
|
وغـدا نعـود إليك يا طــوكـــر..
الأخ الكريـم أحمــد طـه، عيــد مبارك وكل سنــة وأنتـم على أحسـن حـال.. لقـد أظهـرت الأشجـان بعـد الكمـون! طـوكـر التى شهـدت أيـام صبانـا، بكل أحلامـه وتطلعاتـه.. طـوكـر الصهـريـج.. طـوكــر شجــر السيسبــان.. صـف واحــد.. ســوق العصى. العجلاتى الذى كنا نؤجـر منـه العجلـة بقرشين فى السـاعــة (بدون ضمانات) ســوق الخضـار.. المدرســة الوسطـى.. المســاويك.. الموقف.. بصـات بورسـودان.
القهــوة.. سينمـا باعبـود.. وميـدان الكورة..
هل تصـدقـون، أنه كان هناك متعهــد لوزارة المعارف، يقوم برد ثمن تذاكـر البص لنـا كطلبـة عنـدما نأتى من قرانـا فى نهايـة العطلات المدرسيــة؟! وهـذا المتعهـد كان تاجـرا لـه محل فى الســوق..
الأيتبيت.. يقولون أنهـا تحتـوى على فيتامينـات للعيــون!
| |
|
|
|
|
|
|
|