دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر
|
هى ارادة الرحمن ..أبقت على أب عاج وزينكو وابليس ..... وأتت بالذين لاندرى من اين أتوا ..وحرمت السودان من ابناءه الاوفياء هاشم وفاروق وبابكر وبقية العقد الفريد . ليتكم شهدتموهم وهم يواجهون الموت النبيل لتعرفوا قدر أولئك الرجال . عندما حانت لحظة الاعدام العشوائى الذى لم يراعى فيه ابسط الاجراءات القانونيه والانسانيه المفروض اتباعها عند تنفيذ حكم الاعدام .. مثل عصب العيون ..وتحديد مكان القلب بشارة ملونه ..وربط المحكوم عليه على عمود ..وتحديد سلاح واحد يلقم بالذخيره الحيه لايعرفه حتى فريق تنفيذ الاعدام الذى يكون بقيادة ضابط يحمل مسدسا محشوا للاجهاز على المحكوم عليه .. ويكون التنفيذ بحضور قاضى ورجل دين .. هكذا ينفذ حكم الاعدام حتى عند النازيين والفاشست . أخذوا هاشم الى ميدان الرمايه < الدروه> .. كانت السماء ملبدة بالغيوم و الشمس مائلة للغروب والارض معطنة با لطين الممزوج برائحة الموت الذى شهده نفس المكان الذى تم فيه اعدام الذين سبقواهاشم ..الهاموش ..اب شيبه..بشير عبد الرازق... ودالزين.... أحمد جباره .. الحردلو كلهم أدهشوا الموت وجلاديهم بثباتهم الخرافى . وسط صراخ الجند الهستيرى وولولتهم وزعيقهم واطلاق زخات الذخيره فى السماء فى جو احتفالى يذكرنى بطقوسيةالقتل عندالقبائل البدائيه. طلبوا من هاشم التوجه نحو الدروه.. ردد هاشم الشهادتين بصوت خفيت واخرج علبة سجائر اشعل منها سيجاره اخذ منها نفسا عميقا واستدار نحو الدروه ..................................... وما أن أعطاهم ظهره حتى انطلق الرصاص من كل حدب وصوب نو البطل
الشامخ ... شارك معظم الحضور من الجند فى المجزره حرصا منهم على تلطيخ اياديهم بدماءه الطاهره أول الزخات هشمت فكه ..وقبل ان يسقط على الارض كانت آلاف الطلقات قد اصابت جسم الشهيد واستمر الضرب عليه حتى بعد موته حتى لم يبق مكان فى جسمه لم تطالهرصاصات الجند حدث ذلك فىمعسكرالمدرعات بالشجره
أما فاروق وبابكر.. أخذوا صباح اليوم التالى فى عربة جيب روسى متهالك تحت حراسه مشدده الى منطقة الحزام الاخضر يصحبهم بعربة أخرى فريق الاعدام المكون من جمهرة من الجند ومعهم ضابط نبيل اجبرته ظروف مهنتهعلى مواجهة هذا الموقف ..طالما تعاطف هذا الضابط مع الشهيدين عندما كانا تحت حراسته اثناء فترة اعتقالهما فى مكتب بقيادة المدرعات وامنوه على كثير من اسرارهم التى لم يفصح عنها حتى الآن.... بل وحمل بعد ذلك كل علب السجائر الفارغه التى كتب عليها بابكر رسائله الى ابنته وسلمها للاسره . طلب منهما التوجه نحو الحزام الاخضر فرفضا المثول للامر ورفضا اعطاء ظهورهم لجلاديهماوطلبا أن تطلق النار على صدورهما .. فلما تردد الجند- انفعل فاروق ومزق زراير قميصه وهو يصرخ ويتقهقر للخلف مواجها الجند ويشير الى صدره.. أضرب هنا ..أضرب هنا .. أضرب هنا وصار يهتف عاش السودان حرا مستقلا.. عاش السودان حرا مستقلا ..... عاش ا ل س ود ان... ح ر ا ...م س ت ق لا ....حتى اسكتت صوته زخات الرصاص تماما .. وكانت قدقضت على رفيقه بابكر فى نفس الوقت ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
الأخ : أحمد طه للأسف بعد المسافه بتحول دون انو نستفيد منك في امور فنيه وأدبيه وموسيقيه كثيره لكن نتمنى ان نلتقي قريبا نحن هذه الأيام نعيش ذكرى الحركه التصحيحيه 19/يوليو التى كانت نقطة تحول كبيره لكثير من مجريات السياسه السودانيه ولابد من تذكر جميع الوقائع والأحاث التي صاحبت الحركه و الخيانه التي لن ينساها التاريخ من معمر القذافي وأنور السادات وأخيرآ......... التحيه والمجد والخلود لشهداء الحركه الثوريه الديموقراطيه
طريقنا أنت تدري شوك ووعر وعسير
موت على جانبيه ولكننا سنسير ونسير...
يا أحمد طه
مع حبي وتقديري لك مهدي الأمين........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: mahdy alamin)
|
في رثــاء خالـــد الكـــــد
كربل طرين سكن الفــؤاد يا أبروف مات العلــج المــا بعرف الخــوف يا أمدر سلام خالد رجــع للبيـت ماعن رُكب ويبقــي السؤال ككيــف يا بحر كيف تقـدر تلعب مــوج ويا شيخ حســن خلي الكلام البــوج يا شامـــت مافي ليك راحـــه موت الرجــال ما بخلي ليك ساحــه الدروه كضبت وما قدرت عليك شالا دا زمــن المحــن الشال أبو ســاره كنكيج الحجر الما بـهاب تمســاح ات راجــل الفريق اللي الدموع مساح يـوم الطقاش يوم نرفع الرايــات البـحر بنترسو ونقدل علــي شمبـات جوزيف قرنق ما قال أنا اتخميــت وراشد ركز تقول حبل الشنق سوميــت أخوي هاشـــم في الحاره ماك لويــع الراي والفهم اجتمعوا ليك يا شفيــع حمـــد الله الضــرس صافي ماك عكير وكت الكعه ديك سيد الرجـال بابكير فاطمـــــه أم أحمد براها توزن ديش زمان قالوا إنتهينا حرم كسرنا الطيـش ساعه الحاره ديك فطورنا باشا وعشانا أمير فتـح عيونك سمح الدور عليك يا بشير
شوقي بدري .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
العزيز احمد طه تحياتي
لك الشكر وان تمدنا بثبات اؤلئك الذين قدمو حياتهم من اجل الوطن وحينما لم يكن الموت حتما بل خيارا ذهبو ليبقو في زاكرة شعبنا بما قدموه 19 يوليو المذابح حمامات الدماء قصر الضيافه الدروه الحزام الاخضر وصايا الشهداء اماكن دفنهم كل هذه الامور يجب ان تكشف للشعب السوداني ولاسر الشهداء 19 يوليو ستبقي شاهدة علي التضحيات الجسام للشيوعيين والديمقراطيين من اجل وطن حر ديمقراطي 19 يوليو ستبقي وصمة عار في جبيين كل الديكتاتوريات والفاشست فلنجعل زكري 19 يوليو منبرا لكشف الحقائق الخفيه لكل الممارسات التي تمت لاؤلئك الرجال ولي عوده ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
حاورت جريدة البيان الامارتيه اللواء عمر محقر الذى كان سكرتيرا للسفاح نميرى.... وتوج محقر نفسه بطلا لكل الاحداث ولم اشأ أن ارد عليه لان الاحداث الذى تطرق اليها لم توثق بعد والذين صنوعها لازال عدد كبير منهم على قيد الحياة .. اعرفهم جميعا وأعرف الادوار الذى قاموا بها وأسأل الله أن يعيننى لتجميع الاوراق المتناثره حتى تتملك الاجيال القادمه حقيقة ما حدث . أكد محقر فى حواره بأن < محمد جباره > هو الذى قتل الناس فى بيت الضيافه... فما دريت كيف يؤكد فعله وهو الذى لايعرف اسمه الصحيح . عندما تم اعتقال احمد جباره احضروه لنا فى حراسة رئاسة اللواء الثانى دبابات. كان فى ذلك المكان الضيق عدد كبير من الضباط المعتقلين أذكر منهم عبد المنعم الهاموش-بشير عبد الرازق-احمد الزين- وعددكبير من الضباط يقارب عددهم العشرين . فجأة ظهر احد الجنودامام سيخ باب الحراسه وهو فى حاله هستيريه وعمّرسلاحه ووجههه نحونا بأنفغال شديد وهو يصرخ ... كتلتوهم يا .............فشب فيه المساعد المريود مساعد تعليم اللواء الثانى وصارعه حتى صرعه وتمكن من السيطره على سلاحه... أراد الهاموش تعدئة الموقف فطلب من الجميع الثبات فى مواجهة ماسيحدث وختم حديثه قائلا..<الزارعه الله فوق الحجر بتقوم>. احضروا بعد ذلك احمد جباره وضموه للمجموعه . فى حوالى الساعه الثانيه صباحا تم تصنيف المعتقليت من جديد وضمونى للقائمه ب وأخذونا الى مكتب العقيد سعد بحر حيث كنت اعمل اركانحرب لقائد اللواء ..كان المكتب محاطا بمجموعة من الجنود المسلحين ومعهم دبابه. وقتها كان الحابل مختلطا بالنابل ولايعرف احدا من هو الرئيس ومن المرؤس لان الرتب العسكريه لم تكن تعنى شيئا خاصة بعد انتقلت المبادره للصف والجنود وبعض الضباط الصفوفيين من ذوى الرتب الصغيره ولم يكن للضباط شأن فيما حدث خاصة فى مرحلة الانطلاقه الاولى وجاءت بعدهاالبطولات الزائفه من محقر وأمثاله . ميزت من الضباط احمد جباره - عبد العظيم عوض سرور وكان يرتدى زيا كاكيا حتى بعد تغيير الزى الى اخضر ..يبدو ان كل المجموعة التى كانت فى جبيت لم تتمكن من تغيير الزى منهم عبد العظيم. كان معى من رئاسة اللواء الثانى دبابات دفعتى الملازم المعز عمر احمد يوسف الذى كان متماسكا عكس النقيب مهندس شوقى الاشقر الذى كان يبدو عليه الاضطراب... من المدرعات كان هناك الرائد عز الدين حسن هريدى والمقدم كيلانى وغيرهم. كان اول شىء فعله احمد جباره وضع مسند تحت رأسه واستسلم لنوم عميق مصحوبا بشخير .. نوم لايزور من قتل نفساولكنه نوم من ادى واجبه بغض النظر عن النتائج . كانت صورة احمد جباره وهو فى نومته تلك تلوح امامى كلما تحدثوا عن اتهامه هو وصديقه الحردلو ذلك الضابط النبيل ودالناس الذى رموه بالفعل زورا ..لازال هناك احياء ممن نجوا من بيت الضيافه لماذا لاتسنطقونهم ليقولوا حقيقة ماجرى بعد ان استعجلوا اعدام الحردلو واحمد جباره . عندم اصبح الصبح بعد ليلة لم ينم فيها سوى جباره حتى بدأت مكبرات الصوت المنتشره فى كل مكان من معسكر الشجره باعلان اسماء الضباط الذين تم تعيينهم اعضاء فى ا لمحاكم العسكريه منهم كيلا نى وهريدى الذين كانوا معنا رهن الاعتقال وفرحا ايما فرح بهذا التعيين الذى انقذهم من مصير مبهم. فجأه حضر احد الضباط ومعه حرس من العساكر واصطحبوا احمد جباره من بيننا..بعدها بوقت قليل سمعنا صوت الذخيره وعلمنا ان احمد جباره قد اعدم....كان الفاصل يسيطا بين اصطحابه واعدامه ..كأنهم ارادوا اعدام حقيقة ماحدث فى بيت الضيافه الذى اتهموا احمد جباره والحردلو بتصفية الذين كانوا فيه. بعد عدة ايام وبعد التحقيق معنا بواسطة العميد احمد محمد الحسن الذى كان مديرا لفرع القضاء العسكرى والذى ترأس المحكمه الصوريه التى قضت بأعدام الشهيد عبد الخالق ..تم اطلاق سراحنا لعدم ثبوت الادله فخرجنا لنشهد بقية مسلسل المآسى منها محكمة عبد الخالق . اما عبد العظيم عوض سرور ذهب الى السلاح الطبى بعد اطلاق سراحه فصادفه هناك احد مجلس قبادة ثورة نميرى فأشار الي انه هو الضابط الذى اعتقلهم فألقوا عليه القبض من جديد وحوكم بعشرين سنه سجن قضى جزء منها فى كوبر ودرس أثناءها الحقوق ومارس مهنة المحاماة بعد اطلاق سراحه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
حاورت جريدة البيان الامارتيه اللواء عمر محقر الذى كان سكرتيرا للسفاح نميرى.... وتوج محقر نفسه بطلا لكل الاحداث ولم اشأ أن ارد عليه لان الاحداث الذى تطرق اليها لم توثق بعد والذين صنوعها لازال عدد كبير منهم على قيد الحياة .. اعرفهم جميعا وأعرف الادوار الذى قاموا بها وأسأل الله أن يعيننى لتجميع الاوراق المتناثره حتى تتملك الاجيال القادمه حقيقة ما حدث . أكد محقر فى حواره بأن < محمد جباره > هو الذى قتل الناس فى بيت الضيافه... فما دريت كيف يؤكد فعله وهو الذى لايعرف اسمه الصحيح . عندما تم اعتقال احمد جباره احضروه لنا فى حراسة رئاسة اللواء الثانى دبابات. كان فى ذلك المكان الضيق عدد كبير من الضباط المعتقلين أذكر منهم عبد المنعم الهاموش-بشير عبد الرازق-احمد الزين- وعددكبير من الضباط يقارب عددهم العشرين . فجأة ظهر احد الجنودامام سيخ باب الحراسه وهو فى حاله هستيريه وعمّرسلاحه ووجههه نحونا بأنفغال شديد وهو يصرخ ... كتلتوهم يا .............فشب فيه المساعد المريود مساعد تعليم اللواء الثانى وصارعه حتى صرعه وتمكن من السيطره على سلاحه... أراد الهاموش تعدئة الموقف فطلب من الجميع الثبات فى مواجهة ماسيحدث وختم حديثه قائلا..<الزارعه الله فوق الحجر بتقوم>. احضروا بعد ذلك احمد جباره وضموه للمجموعه . فى حوالى الساعه الثانيه صباحا تم تصنيف المعتقليت من جديد وضمونى للقائمه ب وأخذونا الى مكتب العقيد سعد بحر حيث كنت اعمل اركانحرب لقائد اللواء ..كان المكتب محاطا بمجموعة من الجنود المسلحين ومعهم دبابه. وقتها كان الحابل مختلطا بالنابل ولايعرف احدا من هو الرئيس ومن المرؤس لان الرتب العسكريه لم تكن تعنى شيئا خاصة بعد انتقلت المبادره للصف والجنود وبعض الضباط الصفوفيين من ذوى الرتب الصغيره ولم يكن للضباط شأن فيما حدث خاصة فى مرحلة الانطلاقه الاولى وجاءت بعدهاالبطولات الزائفه من محقر وأمثاله . ميزت من الضباط احمد جباره - عبد العظيم عوض سرور وكان يرتدى زيا كاكيا حتى بعد تغيير الزى الى اخضر ..يبدو ان كل المجموعة التى كانت فى جبيت لم تتمكن من تغيير الزى منهم عبد العظيم. كان معى من رئاسة اللواء الثانى دبابات دفعتى الملازم المعز عمر احمد يوسف الذى كان متماسكا عكس النقيب مهندس شوقى الاشقر الذى كان يبدو عليه الاضطراب... من المدرعات كان هناك الرائد عز الدين حسن هريدى والمقدم كيلانى وغيرهم. كان اول شىء فعله احمد جباره وضع مسند تحت رأسه واستسلم لنوم عميق مصحوبا بشخير .. نوم لايزور من قتل نفساولكنه نوم من ادى واجبه بغض النظر عن النتائج . كانت صورة احمد جباره وهو فى نومته تلك تلوح امامى كلما تحدثوا عن اتهامه هو وصديقه الحردلو ذلك الضابط النبيل ودالناس الذى رموه بالفعل زورا ..لازال هناك احياء ممن نجوا من بيت الضيافه لماذا لاتسنطقونهم ليقولوا حقيقة ماجرى بعد ان استعجلوا اعدام الحردلو واحمد جباره . عندم اصبح الصبح بعد ليلة لم ينم فيها سوى جباره حتى بدأت مكبرات الصوت المنتشره فى كل مكان من معسكر الشجره باعلان اسماء الضباط الذين تم تعيينهم اعضاء فى ا لمحاكم العسكريه منهم كيلا نى وهريدى الذين كانوا معنا رهن الاعتقال وفرحا ايما فرح بهذا التعيين الذى انقذهم من مصير مبهم. فجأه حضر احد الضباط ومعه حرس من العساكر واصطحبوا احمد جباره من بيننا..بعدها بوقت قليل سمعنا صوت الذخيره وعلمنا ان احمد جباره قد اعدم....كان الفاصل يسيطا بين اصطحابه واعدامه ..كأنهم ارادوا اعدام حقيقة ماحدث فى بيت الضيافه الذى اتهموا احمد جباره والحردلو بتصفية الذين كانوا فيه. بعد عدة ايام وبعد التحقيق معنا بواسطة العميد احمد محمد الحسن الذى كان مديرا لفرع القضاء العسكرى والذى ترأس المحكمه الصوريه التى قضت بأعدام الشهيد عبد الخالق ..تم اطلاق سراحنا لعدم ثبوت الادله فخرجنا لنشهد بقية مسلسل المآسى منها محكمة عبد الخالق . اما عبد العظيم عوض سرور ذهب الى السلاح الطبى بعد اطلاق سراحه فصادفه هناك احد مجلس قبادة ثورة نميرى فأشار الي انه هو الضابط الذى اعتقلهم فألقوا عليه القبض من جديد وحوكم بعشرين سنه سجن قضى جزء منها فى كوبر ودرس أثناءها الحقوق ومارس مهنة المحاماة بعد اطلاق سراحه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
العريس وطحالب القاع الى الشهيد عبدالخالق محجوب
د. جيلى عبدالرحمن
وانتظرناك على الشوك طويلا
ولهثنا فى حقول القيظ،
سنطاً ونخيلا
كنت تزهو فى ذراع الثائر المهدى،
سيفاً
يحتسى المحروم منه،
قطرات الشهد صيفا
كان سيفاً... أحمر الحد... صقيلا
وعباباً من جماهير تغنى للنسائم
كيف سال الحزن مهراقا
على زغب الحمائم؟
وارتعدنا... وانتفضنا
حين أزمعت الرحيلا
* * *
خوذة الجندى
قيظ، مثل دبابة نار
تنفث الشمس لظاها
فوق أشلاء النهار
فى بيوت القش
والطين،
وأسفلت الشوارع
تفغر الظلمة فاها
والمتاريس،
المدافع
وافتديناك... إختفينا
واحتفينا بالبنادق
وادخرناك نشيداً
وشهيداً وبيارق!
واقتلعت الطحلب القاعى
والصمت الجذورا
والصمت،
الجذورا
وامتشقت الرايَّة الشماء
غضبان
جسورا
* * *
أيها المصلوبُ،
والعرق الخرافى... يرود
ملحمات العصر
والأيام للدنيا... وقود
القرابين تطوف
والمزامير، الدفوف
يا عريس الغُبش
والحزب
أمانيك القطوف
قبضة السيف تقاس
هزها الشعب... فقاما
فى شفاف القلب وسّدناك سهماً،
وحساماً
هل ترى ريح الهبوب؟
أم قناديل الغروب؟
أم مرايا... الماء؟
تسقيهن بالورد الخضيب!
ذاك تموز الدفئ
مرة أخرى يجئ
يا رياح الشهداء
أقشعى الحزن القمئ!
* * *
شامخ الجبهة مزموم الشفة
فى جدار الغرفة المرتجفة
أتملاك إذا ما الشوق يهطل فى دمائى
يختلى اليتم، ويجفل
كارتعاش الأرصفة
فى العيون الواجفة
* * *
أعولت ريح تسف
ذكريات لا تجف
أسطر دوَّت كطلقات،
وأطياف تدفُ
يا يناير
يا هزيج الشعب "يا أم الضفائر"
رحت ترنو
تبسم الشفتان
والدنيا بشائر!
* * *
لا تقولوا
أخطأ الحزبُ
وهاشم
لم يساوم
غير أن الغفلة الكبرى!
وأشياء طلاسم
لا تقولوا
يستحى القول الجميل
قطرة الدمع تقاوم
قطرة الدمع تقاوم
* * *
بأبى أنت وأمى
أتزيح اليوم... همى
- يا عمادى
كيف يهوى مرة... طود أشم؟
كان ثورياً شيوعى القلم
- انه صخر أصم
- والمنايا... حينما العمر ارتضم
- خضت بحر الموت نسرا،
يتهادى للقمم
عُم مساءً
أوغل الليل
فنم
* * *
وانتظرناك على الشوك المُدمى
مثلما يشتاق فى الظلمات أعمى
يا عريس الشهداء
طفلك المطعون يوليو فى السماء
صانك المجد، وحب الفقراء
وافتداك الشعب... دوما
الحريق وأحلام البلابل الى الشهيد عبدالخالق محجوب
د.جيلى عبدالرحمن
1 رؤيَّة
وأراكم عبر هامات الليالى
والمهانات، المسافات الطوال
تنحتون الجدر الحدباء... فى صمت الظلال
صرختى أزَّت على الجير... شيوعى، شيوعى
وأنا أعلم دجل العمق، وعمق الدجل
كلمات نيئات فى الخوان الثمل
وضمير السادة النقاد،
ألوان المونيكير... الربيعى
لا رتوش الآن، فالحرف مقاصل
- سيداتى، سادتى
يبصق الجلاد فى وجه المقاتل
شاهدى الزور، وأشباه الرجال
قد نسيت الهمس، والإيحاء
أشكال الفواصل
فلتنوحوا فى المواخير... على الفن الرفيع
2 المنحنى
ايه يا طلق المحيا... والحجى
ها أنا أرسف فى قاع السلاسل
والأفاعى مثل أنياب الدجى
تنفث السم على وجه السنابل
هل مضى الصيف؟ وقد لقنته
قصة الموت الذى قام يقاتل!
وخريف العمر... يصفر على
همهمات الريح... فى الحور الذوابل
عاود الروح أساها، أطبقت
فى جدار الصمت، آلام المفاصل
ايه هل عدت الينا... كالسنى
حين أرعبت أراجيح المقاصل
الجماهير اشرأبت والقنا
يستبيها الصوت والميدان حافل
- يا صياح الخير كم أوحشتنا!
يا مساء الخير تشجيك المنازل
* * *
لم يعد للنبع غير المنحنى
أرهف القلب على نبض المناجل
ما المنايا؟ انها أقدارنا
وامتداد البحر... أحضان السواحل
لا ألوم الدمع إن هامت به
وحشة النخل، وأحلام البلابل
لا ألوم الليل، والنجم هوى
يعتلى الفجر، المتاريس، الجنادل
أيها الشاعر ضوأت المشاعل
فانبثق ثأراً وصخراً، وجداول
3 من الطارق؟
عبدالخالق!
يا أيادى الله... قالوا ضعت من غير سرادق
أين أطفوا زهرة الليمون
والعطر حدائق؟
نصبوا للشمس أعواد المشانق!
- يا حبيبى
تدلف الفرحة من سجن الشرانق
ورأيت القتلة
مثل فئران الخنادق
وهدير المقصلة
مثل أفراح البيارق
كانت الخرطوم شعراً....
يشعل الليل حرائق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
تعذيب الشهيد الشفيع احمد الشيخ :
مساء الاحد ۲٥∕٧ خرج الشهيد الشفيع احمد الشيخ من المكتبة حيث كانت تجرى محاكمته، فوجد الشهيد جوزيف قرنق ودكتور مصطفى خوجلى جالسين علىالتربيزة المخصصــة للتحقيق فى البرندة. وقف بضع دقائق مع دكتور مصطفى، وقال له : " تصور أن شاهد الاتهــام ضدى هو معاوية إبراهيم سورج . سمعت انه سيحضر شاهد إتهام ضدك". وكانت شهادة معاوية كما ارادها السفاح نميرى وزمرته تنصــب على اثبات أن الشهيد الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعى وبالتالى فأنه يعرف التنظيم العسكرى للحزب ومكان إخفاء أسلحة الحزب. بعد قليل تم إستدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة. وحوالى الساعة العاشرة إلا ربع خرج من المحكمة وجلس على الكرسى امام البرندة. حضر الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم مخموراً وفى حالة هياج شرس. وقف أمام دكتور مصطفى وسأله: أين مكان عبد الخالق، لأننا علمنا أنه شوهد معك مساء يوم الثلاثاء الماشى. نفى دكتور مصطفى علمه بمكان عبد الخالق. هدده أبو القاسم بقوله : أمامك ۱۰ دقائق لتخبرنا بمكانه. ثم اتجه نحو الشهيد جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال. نفى جوزيف علمه بمكان عبد الخالق. هدده ابو القاسم بقوله : امامك ٥ دقائق لتخبرنا بمكانه. ثم نزل من البرندة واتجه نحو الشفيع الذى بادره بالتحية. ولكن ابو القاسم عاجل الشهيد الشفيع بلكمات متتابعة على وجهه ورأسه، وبصق على وجهه وواصل عدوانه ضرباً بقبضته ورفساً بأقدامه. تجمع حول الشهيد الشفيع اثنا عشر شخصاً من جنود وضباط وصف ضباط المظلات المشرفين على التعذيب والأعدام. وكان بينهم الرائد على حسين اليمانى والنقيب محمد إبراهيم الشايقى والرائد عبد القادر جنى وشاركوا ابو القاسم رقصة وحوش الغاب. عندما شعروا بأن عيون كثيرة تنظر اليهم فى استنكار، سحلوا الشهيد سحلاً لمسافة ٤۰ ياردة خلف شجيرات صغيرة وواصلوا التعذيب. استخدموا سنان السنكى للطعن، ومؤخرة البنادق، والاحذية ذات الكعب الحديدى، وابو القاسم يقودهم ويتقدمهم. رغم كل ما حدث، كان الشهيد الشفيع عندما أعادوه لغرفة الإعتقال يكتم اَلامه بصبر. كان على وجهه جرح غائر سالت منه الدماء على حاجبه، وجروح اخرى تنزف على جسده، وفى محسنه نزيف داخلى وعلى رأسه دماء وجلد تسلخ. نظر اليه أحد الضباط فى فزع - فجمع كل قوته ليطمئنه بقوله : ولا يهمك. نتقابل فى كوبر – حمل حقيبة ملابسه الصغيرة، وأتجه نحو الحمام وإستبدل ملابسه وهو لا يسطيع الحركة الا فى عناء. أعادوه الى غرفة المعتقلين حيث عاد المعتقلين من التحقيقات والمحاكم. أخبر المعتقلين وهو يجاهد ليحافظ على ابتسامته المشرقة على وجهه : " عذبونى ابو القاسم وجماعته. لكن المعنويات عالية وانا ما متوقع شئ غير الأعدام ولا يهمكم". وقد رد عليه بعض الضباط المعتقلين : " طبعا انتو ما ليكم دخل بكل الموضوع دا، وما حتجيكم حاجة." رد عليه بقوله :" يا أبنائى نحن من سنة ۱۹٤۸ نتوقع الموت فى أى لحظة. ولو نحن متنا الحياة حتمشى." كان الشهيد بعد التعذيب يرفع عينه بصعوبة لمن حوله من الضباط يسألهم عن الذين اشتركوا فى تعذيبه، وعندما يحددون له اسماء من شاهدوه منهم يسجل اسمه فى ورقة صغيرة ويقول لأحد الضباط : باله بعدين كلم الاخوان. بعد عودته من الحمام، ومحاولته مواصلة الحديث مع الضباط المعتقلين استلقى ونام نوماً عميقاً. كان الشهيد خلال وجوده فى المعتقل، يصحو مبكراً وطلب من الحرس مكنسة وأصر حتى حصل عليها، فقام بنظافة بلاط الغرفة، وطلب من المعتقلين المحافظة على نظافتها وكان يباشر ذلك اكثر من مرة فى اليوم. وعندما احضروا الملازم صلاح بشير وجراحه تنزف، باشر الشهيد مهمة تمريضه والعناية به – طعامه وشرابه ومحاولة تنظيف جراحه. طيلة حديثه مع الضباط كان يكرر : نحن لم نرتكب خيانة ضد الوطن وشعبه. وقفنا مع التقدم ومصالح الناس. واذا رحنا المهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التى اشتركنا فى بنائها مع اَلاف الناس. انتهت محاكمة الشهيد يوم الاثنين ۲٦∕٧∕ ١٩٧١ ، وساقوه الى كوبر مساء ذلك اليوم وهناك اعدم شنقاً.
* * * * * * الشهيد هاشم العطا :
فى غرفة قرقول سلاح المدرعات قضى الشهيد هاشم الساعات الأولى لإعتقاله موثوق اليدين، مستلقياً على ظهره. كان رغم الارهاق ثابتاً، هادئاً ومبتسماً كعادته. وعندما حانت منه التفاته نحو بعض الضباط المعتقلين ، خاطب أحدهم – الملازم هاشم مبارك – فى مزاج قائلاً: " هارد لك يا هاشم ." وبعد لحظات دخل الغرفة الملازم كمال سعيد صبرة وبدأ يستفز الشهيد الذى نظر اليه فى سخرية واستخفاف. فوطأ الملازم نظارة الشهيد التى كانت ملقاة على الارض بجانبه وحطمها. ... حاول السفاح نميرى أن يبدأ التحقيق مع الشهيد هاشم، فرفض واعلن انه لن يدلى بأى أقوال الا أمام محكمة علنية " لأنكم ستشوهون أقوالى وتحرفونها." واضاف:" أنا أتحمل كل المسئولية وليس لديكم حجة فى محاكمة الضباط والجنود والصف." وعندما حاول السفاح نميرى ان يستفز الشهيد، زجره واوقفه عند حده، وقال له :" لست نادماً على ما قمت به، وأن كان لى أن أندم، فأننى تركتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة." كان الشهيد هاشم خلال الساعات التى قضاها قبل اعدامه، وفى طريقه الى الاعدام، يردد مقطعاً من نشيد الشهيد صلاح بشري،ويضيف الى المقطع : جاءكم هاشم اعدوا المقصلة ........ وظل المعتقلون من الضباط يرددون المقطع خلفه. زجر هاشم كل الضباط والجنود الذين حاولوا الاعتداء عليه، وكان مهاباً شجاعاً وهو فى قبضتهم. كان يضحك وهو فى طريقه الى ساحة الاعدام، فسخر منه أحد الجنود قائلاً : وتضحك كمان. فضحك هاشم ضحكة عالية وقال له :يا أبنى الميت ما ببكى. اتجهوا بالشهيد هاشم نحو دروة المورس لتنفيذ الإعدام، ولكنهم كانوا – جميعاً – فى حالة فزع واضطراب، فلم ينتظروا وصوله للدروة، بل عاجلوه ومن الخلف باطلاق ٨۰۰ طلقة على ظهره حتى أنفصل نصفه الأعلى قبل أن يسقط على الارض. وظلوا يطلقون الرصاص عليه حتى بعد استشهاده. وواصلوا اطلاق الرصاص على جثته وحولها وفى الهواء حتى افرغوا اربعة صناديق من الجبخانة (الصندوق يحوى ألف طلقة) من بنادقهم الاربعمائة بما فيها المدافع الصغيرة. حدث هذا والسفاح نميرى يترنح من الخمر وهو يقف على سطح عربة لاندروفر، والعميد احمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى والمسئول من إعلان الأحكام وتنفيذها يشرف على التنفيذ، ومحترف القتل النقيب احمد إبراهيم من سلاح المظلات يوجه ويقود مجموعات الغوغاء وحثالة المجتمع – يعاونه الملازم عبد العزيز عوض والملازم الهادى محمود جمعة من سلاح المظلات، وظل اطلاق الرصاص متصلاً بغير توقف حتى اقتنعوا أن الشهيد قد تحول الى كومة من شرائح اللحم والعظام المهشمة وانه لن يعود للحياة ليلحق بهم الهزيمة!
* * * * * * * * * *
الشهيد عثمان حاج حسين ابشيبة:
تردد المقدم اسماعيل يعقوب لأكثر من ساعة قبل أن يقدم على اعتقال الشهيد عثمان، الذى استقر فى غرفة من ميز الحرس الجمهورى، واخيراً خرج الشهيد وسلم نفسه. تجمعت مجموعات من جنود المظلات والمدرعات محاولة الاعتداء على الشهيد، بعضهم بالسباب والإستفزاز وبعض اَخر بالايدى. وعندما استقبله السفاح نميرى قال له ضمن ما قال : " كل المسئولية مسئوليتى وعبد المنعم ومعاوية عبد الحى. نحن قادة القوى التى تحركت، بقية الضباط والجنود نفزوا الأوامر. هاشم العطا نحن الذين اشركناه معنا فهو ليست له قوات يحركها". لم يقدم لمحكمة، بل اكتفوا بالتحقيق الذى جرى معه وعلى اساسه صدر الحكم. دخل على مجموعة الضباط المعتقلين، ونصحهم : ما فى زول يجيب سيرة زول. ما ليكم دخل. ثم ضحك وقال : تصور نميرى سألنى : لماذا عملت كده يا عثمان، فرديت عليه : ما ممكن امثل سنتين". اكد للضباط المعتقلين أنه سيعدم وأشرف للانسان أن يموت كرجل من أن يعيش ذليلاً. وكان الشهيد قد زجر محى الدين صابر – وزير التربية اَنذاك – الذى حاول أن يتوسط لدى النميرى للابقاء على حياته ورفض الشهيد وصاطته. قضى الشهيد بقية الوقت مع المعتقلين هادئاً، وكان يتناول وجبة الافطار عندما استدعوه لساحة الاعدام. فترك بقية الساندوتش ونهض مودعاً زملائه فى مرح وشجاعة، وبعد قليل سمعوا ازير الرصاص الذى وصفه احد الضباط بأنه كان يكفى لأبادة كتيبة كاملة. * * * * * * الشهيد عبد المنعم محمد احمد :
انقض عليه جنود اللواء الثانى دبابات، ونقلوه الى زنازين اللواء مع عدد من الضباط المعتقلين. وعندما استعاد وعيه صرح لضباطه : " أعفو عنى يا جماعة، أنا بتحمل كل المسئولية. خلصوا انفسكم وارموا المسئولية كلها على، وما عليكم إلا التمسك بأنكم نفذتم اوامر عسكرية واضحة ما عندكم يد بمعارضتها." ثم ارسل لمقابلة مامون عوض ابوزيد، وقال له : " ارجو تقديمى للمحكمة قبل كل الضباط لأننى اتحمل كل هذه المسئولية لأنى صرفت تعليمات التحرك." وظل يردد طيلة بقائه مع الضابط أنه يتحمل كل المسئولية. لم تعقد له محكمة، واصر فى التحقيق أنه المسئول عن الحركة. وانه تحرك لأسباب سياسية واضحة بسبب تردى السلطة وفسادها والتدخل الاجنبى والانهيار الاقتصادى والسير فى ركاب ميثاق طرابلس الخ وانه تحرك لينقذ البلاد وان تقوم فى البلاد سلطة وطنية ديمقراطية. ظل يهتف فى طريقه الى ساحة الاعدام بحياة الشعب السودانى والجبهة الوطنية الديمقراطية. وقف لحظة ليودع ضباطه وجنوده، طلب من أحدهم سيجارة، واتجه فى ثبات الى مكان الاعدام، ولكن الغوغاء – بتوجيه نميرى واحمد محمد الحسن - اطلقوا على ظهره سيلاً طويلاً متصلاً من النيران، وقال شهود عيان انه تمزق ارباً وسقط على الارض قبل ان تسقط السجارة التى القاها من يده بعيداً. ولاحق جثته الغوغاء يركلونها ويسحلونها قبل حملها على عربة عسكرية الى مكان الدفن. الشهيد بابكر النور :
تمت محاكمته فى البداية برئاسة العميــد تاج السر المقبول، واصدرت المحكمة حكمها عليه ١٢ عاماً سجناً. رفض السفاح نميـري نتيجة الحكم واعاد الاوراق مرة اخرى. ثم اعيدت المحاكمة وصدر الحكم ٢۰عاماً.وعندما اعاد السفاح نميرى الحكم للمــرة الثالثة رفض العميد تاج السر أن يتــرأس المحكمة. ورفض كل الضباط الذين كلفـوا برئاسة المحكمة على اعتبار أن السفاح نميرى يريد فرض حكم الاعدام، لأنه كان كل مرة يعيد الاوراق قائلاً: "دا رئيس مجلس ثورة تحاكموه كدا."؟ ثم اتصل السفاح نميرى بالمقدم صلاح عبد العال تلفونياً، فحضر وتسلم اوراق المحاكمة، وحكم على الشهيد بالأعدام. عندما اقتيد الشهيد لتنفيذ حكم الاعدام، كادت كلماته وخطبته فى الجنود ان تعطل حكم الاعدام حتى تدخل النميرى وزمرته. وفى ساحة الاعدام تراجع بخطواته الى الوراء كيلا يطلق الرصاص على ظهره. وكان الشهيد قد أرسل قبل يوم من اعدامه خطاباً صغيراً فى علبة سجاير لأسرته يؤكد فيها أن النميرى سيعدمه.
* * * * * * * الشهيد محمد احمد الريح :
كان يقود المقاومة داخل القيادة العامة، ثم احتمى بأحد مكاتب سلاح الطيران وظل يقاتل من خلف استحكام اقامة فى المكتب. ثم حاصرته قوات الردة بقيادة المقدم عبد القادر محمد احمد الذى طلب منه تسليم نفسه فرفض وظل يقاتل، حتى اطلقوا على المكتب دانة ثقيلة نسفت المكتب بما فيه وصوبوا نحوه الرشاشات. فأستشهد وهو ممسك بسلاحه وقد اخترقت الشظايا صدره.
* * * * * *
الشهيد فاروق عثمان حمد الله :
عندما نزل من الطائرة فى مطار الخرطوم، وحوله الحرس الليبى، قال للضباط والجنود السودانيين الذين حضروا لإستلامه : " ازيكم يا شباب، الغريبة اللبيين حاقدين علينا اكثر منكم. " ثم ضحك ونقلوه الى معسكر الشجرة. وخلال حديث نميرى معه قال للنميرى :" يا نميرى انت فى ٢٥ مايو دورك كان صفر، وما كان عندك دور. نحن النظمنا ۲٥ مايو وجبناك عشان رتبتك وكان ممكن نجيب غيرك. وكنا حا نجيب احمد الشريف الحبيب او مزمل غندور. لكن وزير دفاعك خالد حسن عباس الجالس جنبك ده، قال يا جماعة مزمل غندور طموح وحيسيطر علينا أحسن نجيب نميرى لأنه بليد ونقدر نمشيه زي ما عايزين. وحاول النميرى أن يساومه ليتبرأ من صلته بجماعة ۱٩ يوليو فرفض. طلب منه أن يدلى له بما لديه من معلومات فرفض. وعندما اقتادوه الى منطقة الحزام الاخضر لأعدامه استفزه النقيب محمد إبراهيم وقال له يا جبان. فرد عليه الشهيد بقوله : " انت كمان تقول لى يا جبان ؟ شوف الرجال بموتوا كيف الليلة، ولما يجبوك لمحل الموت اثبت زيهم. ثم التفت للجنود وقال لهم الراجل ما بضربوه فى ضهره، وانا ما بديكم ضهرى، وظل يتراجع فى خطوات ثابتة للخلف فاتحاً ازرار القميص كاشفاً صدره للرصاص وهو يهتف بحياة الشعب السودانى وسلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية.
* * * * * *
الشهيد محمد احمد الزين : بعد انتهاء المقاومة فى ام درمان، اتجه الشهيد الى الخرطوم. وهناك عرج على منزله بحى الامتداد. ودع والده ووالدته، وقبل طفله الوليد الصغير واستغل عربة اجرة الى حى الشجرة، واتصل تلفونياً بمعسكر الشجرة واخبر مامون عوض ابوزيد انه فى طريقه اليهم. حاول السفاح أن يساومه ليقف شاهد ملك فى المحكمة ويضمن له سلامة عنقه فرفض. ودامت المساومة ثلاثة ايام متصلة. واخيراً أنعقدت محكمته برئاسة محمود عبد الرحمن الفكى وعضوية العقيد فضل المولى إبراهيم واَخر. وحكم عليه بالأعدام. وبعد صدور الحكم جدد السفاح نميرى محاولته فى المساومة. ولكن الشهيد رفض. وقبل اعدامه دخل على غرفة المعتقلين. وجلس الى جانب صهره من الضباط يوصيه ببعض ما يخص اسرته. ولما سأله المعتقلون عن الحكم قال فى هدوء: حكموا على بالأعدام. ولكنهم أمهلونى حتى صباح الغد لكى اوافق على طلبهم بأن اكون شاهد ملك. ولكنى ارفض هذا الطلب. واضاف : الحياة فعلاً مغرية ولذيذة، لكن لو قبل الانسان أن يكون شاهد ملك سيعيش معذباً طول حياته. أوعى اى واحد فيكم يقبل اى عرض من هذا النوع. الجماعة ديل قرروا يعدموا ۲٥ واحد مننا." ثم قال للضباط انه شاهد العميل معاوية إبراهيم يشهد ضد الشفيع ومصطفى خوجلى، وأن العميل معاوية كان قد ارسال برقية تأييد طويلة لهاشم العطا ومجلس الثورة ........... واتفق معهم بشأنها." وقال للضباط من حوله : ما فى واحد يدلى بأى معلومات او حقائق. لأن الواحد لو اعترف او ما اعترف حيعدموه. وحيجى يوم الناس تقرأ المحاكمات تعرف الحقائق. كان ثبات الشهيد ود الزين فى ساحة الأعدام مضرباً للأمثال وحديث الجنود لفترة طويلة.
* * * * * * *
الشهيد معاوية عبد الحى :
سلم الشهيد معاوية نفسه فى القيادة العامة للمقدم عبد القادر محمد احمد، الذى سلمه للملازم حسب الله نوج من جنود المظلات. وقد قام هذا الملازم مع بقية جنود المظلات بتعذيب الشهيد تعذيباً وحشياَ، ومزقوا ملابسه ونقلوه الى معسكر الشجرة بالملابس الداخلية فاقد الوعى مكتوفاً تسيل منه الدماء والقوا به فى غرفة قذرة. ثم حملوه الى المحكمة وقد تهشمت عظام رأسه، ومنها الى ساحات الأعدام بعد لحظات وجيزة.
* * * * * *
الشهيد محجوب إبراهيم :
عندما كان الشهيد محجوب بغرفة القرقول مع المعتقلين، حضر السفاح نميرى وبدأ يستفزه، وخاطب الضباط قائلاً : ما غشوكم الصعاليك ديل، ديل عملاء. الشارع بطالب بأعدامكم وأنا حأعدمكم كلكم." لم يرد الشهيد على عبارات السفاح البلهاء، بل التفت لأحد الضباط وقال له : " نميرى وجد فرصته فينى وحيعدمنى ويعدم اكبر عدد من الناس. وأنا بالذات لو اشتركت فى الحركة أو ما اشتركت حيعدمنى لأسباب شخصية. ودى فرصته وما ممكن يضيعها." وفى هذه اللحظات وصلت وصية من الشهيد ابشيبة للضباط : " اثبتوا، لا تذكروا اسم اى شخص معتقل أو غير معتقل فى التحقيقات. وكل واحد يحافظ على كرامته ولا يقبل اى مذلة من انســان. ولو اعــدم اى مــنكم يعــــدم بكل شــــــــرف وكرامــة." وتناول الشــــهيد محجوب وصية أبشيبة مع بقية المعتقلين. وعندما دخل الرائد فتحى ابوزيد وبدأ يســـتفز بعض الضباط زجره الشهيد محجوب " ما تســتفز الناس، الناس ديل لســـع المحـاكم ما ادانتهم." وعندما استدعوا الشهيد لساحة الاعدام ودع زملاءه وأخرج مــالديه من سجائر وكبريت وقدمها لهم قائلاً " هاكم سجائر وكبريت بنفعكم هنا، بس ادونى ســـجارة واحــدة اصل بيها الدروة" وقف الشــــهيد مبتســماً واصلح هندامــه ومســـح حـذاءه وخـرج وهـو يهتف بحياة الشعب السودانى وثورته.
الشهيد احمد جبارة مختار:
فى معســـكر الشــجرة اقتادوا الشهيد احمد جبارة الى مكتب السـفاح نميرى بادره بقوله " ياجبان" فلم يســـكت الشــهيد بل اجاب السفاح فى شجاعة وسط الجنود المتحفزين "اسكت يابليد ياحمار أنت مجرد تور بس، وتاكد انك حتمــوت وحيجى يومك." وقام الســـفاح بصفع الشــهيد، فهجم الشــهيد على احد الجـنود لينتزع منه مدفعاً رشـــاشاً يجيب به على الســفاح. فأنقض عليه الجـنود وهو مشـتبك مع الرائد كمال خضر، فأوســـعوه ضرباً وركـلاً حتى لطخت دماءه جـــدران الغرفة. بعد التحـقيق معه اقتيد الى غــرفة مــجاورة لغــرفة المعتقلين، ومن خلال الباب ســـألوه عن الحـكم، فأجابهم بالاشــــــارات ان الحــــكم اعــدام. وفى تلك الحـظة دخل خالد حســن عباس ومعه شـرذمة من جنوده، فأستفز الشـهيد بقوله "ايه يابطل" فرد عليه الشهيد مما جعل جنود خالد يهجمون من جديد على الشهيد، وبدأ الملازم فضل شريف يوجه لكماته للشهيد الذى كانت يداه مقيدتان من الخلف. عندما اخذ الشهيد لســـاحة الاعدام، ظل يهاجم ويفضح النقيب محمد ابراهيم ومجموعة المــظلات المشرفة على تنفيذ الاعدام واتجه نحو الجنود وقال لهم "غشــوكم وحتعرفوا الكلام ده فى المسـتقبل. ونحن ماحاقدين على اى واحد فيكم ! بدأوا يطلـقون عليه مـجموعات مـــتصلة من الرصاص، ورغم ذلك ظل واقفاً لفـــــترة مــن الزمن حتى ذهلوا وتوقــفوا عن الضـرب.ثم عاودوا الضــرب حتى سـقط على الارض وهو يهتف ويتكلم بأعلى صوته. وهنا تقدم منه احمـد محمـــد الحسن واخـرج مسدسه واجهز عليه. وقد بدأ القلق يســاور نميرى وزمرته بسب تغيير الجـــو بين الجنود الذين تأثروا ببســـألة الشــهداء وصمـــودهم بعد اعــدام احمد جبارة مما ادى الى استعجال ببقية المحاكم وتنفيذ حكم الاعدام.
الشهيد احمد عثمان عبد الرحمن الحردلو:
قدم للمحاكمة وصدر ضده الحكم بالسجن ثلاث سنوات ولكن السفاح نميرى كان مصراً على إعادة المحاكمة وأصدار حـكم الإعدام ضده بتهمة أنه أطـلق النار على الضباط المـعتقلين فى بيت الضيافة. لهذا حشـــدوا عدداً من جنود المظلات والمدرعات الذين لم يكونوا اصلا فى بيت الضيافة وشــــهدوا زوراً انه أطـلق النيران على الضباط المعتقلين. حــدث هذا رغم أن ضابطين مـن بين الذين كانوا معتقلين فى بيت الضيافة أكدا انهما لم يشـاهدا الحردلو فى منطقة الضرب ولم يشاهداه يطـلق النار على اى مــن الضباط المعـتقلين. وعــندما اعيدت محاكمته من جديد قال لأعضاء المحكمة "انتو عايزين تدينونى بأى طــريقة ،وانا زهجت من أمش وتعال،خلصونا بقى." وعنــــــدما رجــــع للضباط المعــتقلين كـــان يسخر من المحكمة والمحاكمات. والتفت لأحــد اصدقاءه مـن الضباط وقــال له " بالله لو أى واحد منكم طلــع وده ما اظـن يحصل يمشى يزور الجمـاعـة فى البيت." ثم ســـــأل بقية المعـــتقلين ضاحكاً عن عـــدد الطلقات التى سيــــعدمونه بها فرد عليه احد زملائه " والله عاد انت وحظك امكن يمشى معـــاك صف وامكن تمشى معـــاك كتيبة كامــــلة واى واحد حــــــيفرغ فيك الخـــــــزنة. فضـــحك الشــهيد ومعه بقية المعتقلين. تناول الشـــــهيد عشــاءه بشهية عادية مع زملائه ونام مبكراً. وكان الشــــهيد ود الزين قد اخبر المعتقلين انه ســـيعدم ومعه الحردلو فى الصاح الباكر. وفى صباح الاحـــد ۲٦/۷ اســـــتيقظ الضاط المعتقلين غلى صوت وازيز مجـــموعات الرصاص فعلموا ان الحردلوا قد تم اعدامه كما علمـوا انه عندما جاء الحرس لاســـتدعائه قـال لأحـد زملائه " قول للجماعة لما يصحوا مع السلامة، خليهم نايمين وياخــذوا راحتهم ما تزعجهم."
* * * * *
الشهيد بشير عبد الرازق:
دخل الشــــهيد بشير الى غرفة المعتقلين بالقيادة العامة وهو مصاب بجروح فى رأســه. كان ثابتاً متماســـكاً. أعلن للمعتقلين انه سيتحمل مســـئولية تحريك كتيبة المدرعات فى القيادة العامة وطلب منهم بحزم " خليكم ثابتين، مافى زول يجيب ســــيرة زول، موتوا رجال، وكل زول يقول الحاجات العملها بس." بعد لحظات وصل بعض الجنود يســـــوقون الشـــهيد الحردلوا وهو مــــكتوف ومــــوثوق بالحبال. فأنفجر فيهم الشـــهيد بشير وقال لهم بصوت حاد "فكوه رابطنو كده اصلو حيوان؟" وعندما تم توصيله لمعسكر الشجرة، اشاع جوا من المرح فى غرفة المــعتقلين، وظل يردد "الجــوه جــوه والبره بره." ثم التفت لأحـــد زملائه وخاطبه مـــداعباً "انت ما بتسلم على عمك ليه؟" قبل ان يـقـــــتاد لســـاحة الاعـــدام توضأ وادى الصــــــلاة، ولكنهم لم يمهلوه لكتابة وصيته. * * * * * * الشهيد الجندى احمد ابراهيم: اعتقل مع عدد من الجنود من الحرس الجمهورى والذخيرة ومدرسة المشاة كانوا يحرسون منطقة بيت الضيافة وســـلموا اسلحتهم بكامل ذخيرتها. وخلال المحاكمات قضى الفترة فى معســـكر الشجرة. وقد تعـــرض مع زمــلائه الجنود لضغوط وتهديد من جنـــود المـظلات ليشــــهد ضد الضابط مدنى على مدنى بأنه اطلق النار على الضباط المعتقلين فى بيت الضـــيافة. ولكنه فى المـحكمة وفى كل التحقيقات اصــر هـو وزملائه ان الدبابات المــهاجمة هى التى اطلقت مدافعها على بيت الضيافة وان ضباط يوليو لم يقتلوا المعتقلين. بعد ذلك ارســـــــل الى كوبر حيث قضى قرابة الاسبوعين. ثم اعلن واشـــــيع ان احد الضاط تعــرف عليه وبدأ معه تحقيق لم يصل الى نتيجة. وعندما زار الســـفاح نميرى ســجن كوبر، سأل عنه وحاول تهــديده وقال له انت ســـــفاح بيت الضيافة. فغضب الشــهيد وهاجم الســـــفاح نميرى وقال له "انت السـفاح والقاتل وتتحمل مسؤلية كل ماحدث." فأمــر الســـفاح نميرى بتقديمه للمحاكمة. وتعرض الشهيد لتعذيب قاس وضغــط ليعـــلن انه مع بقية الجــــنود تلقى اوامر بقتل الضباط او شـــــاهد احد الضباط يطـلق النار على المعتقلين ليضمن النجاة من حكم الاعدام فرفض. ومن ابشع صور الاسـتهتار والتلفيق، ان زمرة السفاح اخذت الشهيد لتعرضه على العقيد سعد بحر ( قائد لواء المدرعات الثانى الذى نجا من بيت الضيافة وكان جريحاً فى المستشفى العســـــكرى ) وعندما احضروا الشهيد امامه قال له قول "ودالكلب". وكان القصد من ذلك ما ذكره ســـــعد بحر من قبل انه خلال اطلاق النار على بيت الضيافة ســــمع احد الجــنود ينطق هذه الفقرة بلهجة ابناء غرب الســــودان حيث يدغمون حرف اللام فتصبح "ودالكب" وبما ان الشـــهيد من ابناء الغــرب نطــق هذه الكلمــات وبكل براءة بلهجته. وهنا قال ســــعد بحر هذا هو الجندى. وهكذا وبلا ادى جهد حكموا على الشـهيد بالاعدام – واعدموه شنقاً خلافاً للعرف والتقاليد والقانون العسكرى-. وعندما اقتيد الشهيد الى المشنقة، ضرب على لوحتها الخشبية بقدمه وقال "يامشـــنقة جال راجل، انا ما قتلت زول وحقى مابروح!" * * * * * الملازم صلاح بشير عبد الرحمن: بعد توقف القتال فى كتيبة جـــعفر فى جنوب غـــرب ام درمان كان الملازم صـــلاح مــصاباً بجرح، فأتجه تحو منازل قشـلاق المنطقة العســــكرية لأســعاف جرحه. ولكن الجندى صاحب المنزل كان قد سمع نداء السـفاح نميرى من راديو ام درمان بضرب كل من اشترك فى الحركة وســحق الشـــــيوعيين. فحاول ارغام صلاح على تسليم نفســــه، ولما رفض صـــلاح بدأ صاحب المنزل يتصرف بحركات متشنجة فـزعة. فحمـــل بندقيته الخــــرطوش وخــرج من داره وبدأ يصيح باعلى صــوته بضرب الخــونة المتمردين والشيوعيين. وبدأ صلاح فى مقاومته فأطـلق عياراً من بندفيته اصابة صلاح فى فخذه الايمن، وقبل ان يطــلق العيار الثانى هجــم عليه صلاح وبدأ يقاومه رغم جراحه فأمســك مــوخرة البندقية، ولكن الطـلقة الثانية اصابت صـلاح فى ذراعـه الايمن ففقد وعيه. بعد ذلك تعاون الجـــــندى مع بعض المــارة وجنــــود الردة وحملوه الى المستشفى العسكرى فى السلاح الطبى. وعندما استعاد وعيه صباح الجمعة ۲۳∕۷ ســأل احد الممرضات المشرفات على علاجه عن تطور الاحـداث فأخبرته ان السفاح نميرى عاد للسلطة وتم ضرب الشيوعيين. حتى تلك الحــظة كانت قوات الـردة لا تعرف مــن هو صــلاح لهذا اعتنوا بعـــلاجه وحـولوه الى عنابر الدرجة الاولى فى غرفة واحدة مع مــــزمل غندور الذى كان معتقلاً قبل ۱۹ يوليو. واســتمر علاج صـــلاح بعناية فائقة طــــيلة نهار الجمعة والسبت. فعندما جاء خالد حسن عباس ومجمـوعة من بطانته لتفقد الجرحى هنأ صلاح بالنجاة ظنا من انه من قــواته وقال له " مــــــبروك مايهمك برضو راجل" طيلة هذه الفترة كانت قوات الردة تعلن عن بحثها عن صلاج بشير. وفى الخامســة من مســاء السبت حضــر للمستشفى عدد من ضباط الصـــف بالمدرعات وتعـــرفوا على شــــخصية صلاح بشير. وفى الســـــابعة والنصف احاطوا الحجرة بحراســة مشددة من احد عشر جندياً من المــدرعات يقفون على مــدار الســــاعة وعلى كل ابواب الغرفة ونوافــذها. حتى ذلك الوقت كان الغيار يتم كل نصف ســاعة و٢ حقنة مضــادات حيوية على رأس كل سـاعة مع استمرار عملية نقل الدم المستمرة. فى الســــاعة التاسعة مســاء حضر الضاط خالد الامين الحاج – اخ اللواء السابق مقبول الامين الحاج وقريب خالد حسن عباس - ومعه الرائد شرف الدين احمد مالك من الاستخبارات بالمهندسين، والرائد فتحى ابوزيد، والرائد تاور، وحفنة من الجنود، واحد ضباط الصف يحمل قيداً حديدياً للايدى وحبل تيل. وهجم خالد الامين على صلاح وقال "عــلاج كمان؟ قــوم على حيلك" وانتزع الدرب الموصل بين زجاجة الدم ووريد صلاح بعنف وقســـــوة. تتدخل الممرض واخبر خالد الامين ان صلاح واهن القـــوى لأنه مــصاب اصابات خطيرة ولا يســــتطيع الحـــركة. فامر خالد الجنود بقـوله "كتفوه"! فأوثقوا الحبل حول رجليه ووضعوا القيد على معصمه. ثم امرهم "شــيلوه" ! وبدأ الجند بلا رحمــة او شـــفقة فى تنفيذ الامـــــر وبصورة قبيحة ومشينة ، فحمـلوا صلاح كألخروف المذبوح عارياً حتى من الغطاء الابيض ، والقوه فى قاع عربة عســــكرية على فخذه المصاب حتى فقد وعيه. واستيقظ فى اليوم التالى وعلم أنه بغرفة فى سلاح المهندسين. وكان خالد وجنوده قد انزلوا صلاح من العــربة بنفس العنف امام جمــهرة من الجند والقوا به فى غرفة القرقول مما تســـبب فى نزيف حاد ثم فكــوا القــيود عنه وتركــوه ينزف. وكان فى الغـرفة فى ذلك الوقت الصول المعتقل عثمان بشير من الحرس الجمهورى. مرة اخــرى حضر خالد الامــــين ومعه زبانيته. وبدون مقدمات بدأ يرفس صلاح بقــــدمه وبضربات قاسية ( خالد الحاج فى حجم اخيه المــــقبول – اى فى حجــم فـــرس البــحر – القرنتية ) وكان يوجـه ضـــــــرباته نحـــو الجرح، ثم على الراس والوجه حتى اغمى على صلاح وفـقــد وعيه مرة اخرى. وعندما استعاد صلاح وعيه قال له خالد "شــــــــوف ياابن الكلب حتلاقى نفس الضرب والتعذيب واسوأ مـــن ذلك اذا ما اجـــبتنا على الاسئلة الحنســالك لها فقال له صلاح "انت اســأل وحاجاوبك على ما اعرفه". وكانت اسئلة خالد مثل كل اسئلة تلك الايام تدورتنظيم الضباط الاحرار، والخلايا الشـــيوعية فى الجيش، كيفــية تنظيم الحــــركة، الســــلاح المفقود من كتيبة ام درمان وســلاح المظلات، المصير الذى حدده قادة الحركة لأعضاء مجلس ۲۵ مايو الخ. فأجــاب صــلاح بأنه ليس عضـــــواً فى تنظيم الضباط الاحرار وانه فصل من القوات المسلحة بدون اسباب يعلمها قبل فترة وانه لا يعــرف شيئاً عن الخلايا الشــيوعية ولا يعرف كلمة خلية . اما كيفية تنظيم الحـــــركة فأنا لست قائد الحركة لأعرف كل تفاصيلها. انا اعادونى للقوات المســــلحة وكلفونى بواجب عسـكرى معين نفذته كعســـكرى. والســـلاح المفقود لابد ان يكون قد اخـــــذه مدنيون من الشــوارع. اما مــصير اعضاء مجلس ۲۵ مايو فقد كان معروفاً لكل الناس انهم سيقدمون لمحاكمة مفتوحة للشعب، ولو كان هنال اتجاه لأعدامهم كان من الممكن لأى جندى ان يطلق رصاصة على كل منهم منـذ الســـــاعات الاولى بعد ۱۹ يوليو. وعندما انتهى صلاح، قال خالد "يعنى ما عاوز تقول الحـــقيقة، طيب" وبدأ يكرر الرفس والضــــــرب والتعـذيب حتى اوقفه الضباط الذين كانوا معه وقالوا له "سيبو كفاه خليهو لينا" فخرج من الغرفة وهو يهدد صلاح بقوله " تانى الشـــمس ماحتشــوفها بعينك". بعد ذلك اخرج الضباط احذيتهم الثقيلة وبـدأوا يضـــربون صــلاح حتى اصيبت اذنه اصابة خطـــيرة . وكان الضابط شـــــرف الدين يقف بعـيداً ولا يشترك فى الضرب فقالوا له " تعال هنا يا شـــرف اتسـلى". اشتد التعذيب على صلاح ، صاح فيهم اوقفوا الضرب عشان اتكلم. فتوقفوا. ولكن بعد ان استعاد صلاج انفاسه قال لهم"شوفوا انا عارف كل حاجة لكن ما حاتكلم ، اشوف حتعملوا شنو؟" فخرج احد الضباط واحضر بندقية ج ۳ وضعها على جبين صــــلاح وراح يضـغط بشدة مهدداً صلاح بالضــرب اذا لم يتكلم فقال له صـــلاح "اضرب عشــان نموت ذى الرجال الاستشــــهدوا". ولكنهم قالوا له "لا ما حنكتلك بالسرعة دى لازم تتعذب وتموت موت بطيى". ثم خرجوا متوعدين بالعودة مرة اخرى. ثم قام أحد ضباط الاستخبارات بمحاولة جديدة ناعمة، فقال لصـــلاح انهم مســتعدون لتقديم ضمان كتابى من نـمـيرى وخالد حسن عباس بالبرأة واحتلال منصب كبير، شــريطة ان يقدم مالديه من معلومات ويصبح شاهد ملك. شـــــكره صلاح على ذلك وقال له "ضع نفاسك فى مكانى، فهل يمــكن ان ترتكب مثل هـــذه الخيانة لكى تعــيش؟". عادت مجموعة من صف الضباط مرة اخرى تحمل الحبال والـقـــيد الحـــديدى، كان صلاح فى هــذه الفترة قد فقـــد كمـية هائلة من دمه وتحولت الملابس البيضاء التى تستر جسده الى قطعة حمراء لزجة، وبقع الدم على بلاط الغرفة اشبه بالسلخانة. اوثق الجند الحبال حول قدمــيه والقــيد على يديه وطلبوا منه ان ينقلوه للعــــــربة العسكرية. فرفض واكد لهم انه لن يتحرك مالم يرتدى ملابســــه العســكرية او المــدنية وســـوف يقاوم حتى المـــوت. فأنصاعوا لرغبته واعادوا له ملابسه العسكرية وحملوه الى معســـكر الشـجرة، ووضعوه مع بقية المعتقلين. ورغم حالة صلاح المتدهورة، اصر السـفاح نميرى على تقديمه للمحاكمة. وبالفعل بدأت المحاكمة بان احضروا ثلاثين جندياً كشـــــــهود أتهام وكان صلاح واثقاً من حكم الاعدام. فأستجمع قواه وقال لهيئة المــحكمة "لا داعى لكل هولاء الشـهود وقد قمت بدورى فى الحركة وفى المقاومة ورفضت الاستســـــــلام. وكانت المحكمة تطمع فى اســـتخلاص بعـض الحقائق مما جعلها تستمر لمدة يومين۲۵ و۲٦/۷. وتحت الحاح الضــباط المــــــعتقلين، وتعفن الجــروح والنزيف المتواصل، اضطرت المحكمـــــة التى كان تحاكــم صلاح وهو محمـــول على النقالة، أو مســنوداً على كرسى، ان توافق على ارسال صــلاح للمستشفى العســـكرى ولكنه لرفض طالباً ان يعرف نتيجة الحكم اولاً فان كانت اعــدام فليعدم على حالته تلك، وان كانت ســجناً فليذهب على نفس الحالة للسجن ويعالج بعدها كسجين. ولكن استــــمرار النزيف والارهاق فى المحــكمة وانعــدم العلاج والعناية الطــبية جعل صـلاح يدخل من جديد فى حالة الاغماء وفقد الوعى، وقد نقلوه الى الســــلاح الطبى وهو فاقد الوعى، فوضعوه فى غرفة القـــــرقول واقفلوه عليه دون عــلاج او اكل لفترة من الزمن، حتى تدخل بعض الاطباء فأوصوا له بســـــرير وانتظام الغذاء والعـــلاج . ولكن شــيئاً من ذلك لم يحــدث. واستمر على هذه الحالة حتى قرر طبيب جراح اجراء عمــلية للجــراحة، ونقل الى غـــرفة العمليات . وبعد لحظات حضر اربعة اطباء يرتدون الروب الابيض ووجوههم مقنعة بالكمــامات الطبية وقـالوا لصلاح "عايزين نتكلم مع الضمير الداخلى بتاعك عشــــان تورين بعض الحـاجات لانك فى المـــحكمة ماقلت اى حاجه خاصة عن السلاح المفقود وتنظيم الضباط الاحرار الخ." ثم بدأ صلاح يشعر بالدوار، فسألوه "هل شـــعرت بانك عاوز تنوم ؟" فقال نعــم فقالوا له طيب جــاوب على اسـئلتنا فقال لهم "ان ثورة ۱۹ يوليو،" وقبل ان يتم حديثه قاطــعوه بقـولهم "لكن هل هى ثـــورة ام انقــــلاب؟" فقال لهم "فى وجهة نظرى هى ثورة، وطبعاً الثورات خشم بيوت وتوقف عن الحديث. بقى صلاح٦۵ يوماً فى غرفة قذرة مليئة بالفيران والحشرات دون ان تنظف الغرفة او جســـم المـــريض. اتصل صلاح بقائد الســلاح الطبى وطلب منه ان يتصل بالجهات المختصة لتبلغه الحكم لينفذ ان كان اعداماً او سجناً بدلاً من الانتظار على تلك الحالة غير الانسانية وانه يرفض مواصلة العلاج بذلك المستوى. واخيراً حضر احمد محمد الحســن واخبر صلاح ان الحكم قد صدر عليه بالاعدام ولكنه طلب من نميرى تخفيضه الى ۲۰ سنة سجناً الا ان نمــيرى رفض لان صــلاح لم يدلى باى معـــلومات عن الحركة والســـــلاح المفقود والخلايا الشــــيوعية فى الجيش وتنظيم الضاط الاحرار. فطلب منه صــــــــلاح ان يعجل بتنفيذ الحكم لأنه لن يتكلم . فقال له احمد محمــــد الحســـن "سوف نعطيك فرصة ثلاثة ايام " فرفض صلاح. وظل احمد محمـــــد الحســن يتردد عليه طيلة الايام الثلاثة، ولكن بلا جدوى. اعــلن صـــلاح بالحــكم ۲۰ ســنة، ونقل الى سجن كوبر فى اواخر سبتمــــــبر ۱۹۷۱، وظل يعانى من الجــــروح الثلاث وبقايا شظايا الخرطوش فى فخذه واصابه اذنه. * * * * *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
محاكمة الدكتور مصطفى خوجلى: تم اعتقال الدكتور مصطــفى فى صباح الجمـعة ۲۳∕٧∕۱٩۷۱ وتم نقله الى معسكر الشجرة، ثم اعيد لوزارة الداخلية لترحيله الى سجن كوبر. ثم اعيد من جديد لمعسكر الشجرة بطلب من السفاح نمـيرى ، فوضع فى الغـــرفة رقم (۱ مع ۲۳ ضابطاً مـــعتقلاً. كان النهار قد انتصف وبدأت الاعـــــدامات. الا ان روح الضباط المــعتقلين كانت عالية، ومســــــتوى ثباتهم وشــــجاعتهم تفوق كل تصور. وكان فى الغرفى المجاوؤة قادة ۱۹ يوليو. وفى صباح السبت ۲٤/۷، حوالى التاسعة ، اقتحم خالد حسن عباس الغــرفة متهيجاً ومعــه الضابط فتحى ابوزيد، فتوجــه نحو دكتــــور مصطفى وبدأ يكيل له الاتهامات والاستفزاز، وقال له انت السب فى كل هذه الحوادث وقتل الابرياء. وبعد لحظات دخل الغــرفة محترف القتل ضابط المظـــــلات محمـــد ابراهيم واقتاد مصطفى الى مكتب الســــفاح نمـــــيرى الذى كان يجلس على يساره خالد حسن عباس وعلى يمينه ابو القاسم محمد ابراهيم وفتحى ابوزيد. انتفض السفاح نمــيرى مـن مقعده واتجه نحــو مصطفى وبدأ يضــــربه بقبضة يده ويكيل له ســباباً بذيئاً. وقال لــه انت عايز تبقى رئيس وزراء ، انت تعرف ايه عن السودان. وعندما عاد السـفاح الى مجلسه قال له خالد "افتكــر احســن نلحقة اصــحابه عشان يعالجهم فى الاخرة" وكانت امام السفاح ورقة عليها اسماء الذين سيعدمون مكتوبة بقلم رصاص فأمسك السفاح بقلم الرصاص واضاف اســم مصطفى خوجلى لآخر القائمة بكل برود. خــرج مــصطفى من المـــكتب وقد تاكد من حكم الاعدام. وتمكن من ارسال رسالة صغيرة لزوجته يخبرها بأحتمال الاعدام ... على خفيف حسب تعبيره. وفى المساء حوالى الساعة الخامسة والنصف، اســــتدعى مصطفى لتحقيق امام المقــدم عبـد الله الياس الذى ادار التحـــــقيق ليبرهن ان مصطفى خـوجــلى عضــــو فى اللجنة المـركزية للحـزب الشيوعى الســـــودانى، وانه اشـترك فى التخطيط، اجاب مصطفى "انه كان مــعتقلاً منذ ۳۰ مايو ۱۹۷۱ وخــرج مــن المعتقل صباح ۲۰ يوليو ،وبالتالى فكل التهم غـــــير ذات مــوضوع. بالاضــافة الى انه ليس عضواً باللجنة المـــــركزية للحزب الشيوعى. فقال له المحقق هناك شــاهد يثت عضويتك فى اللجنــة المـــــركزية للحــــزب الشـيوعى الســــودانى فتأجل التحقيق. عاد مصطفى لغرفة المعتقلين فوجد بها الشهيد جوزيف قرنق الذى احضر من كوبر. صباح الاحد ۲۵/۷، استدعى دكــتور مصطفى للتحقيق، الذى تأجل لعدم حضور الشاهد. ثم استدعاء فى المساء بواسطة المــقدم عبد الله الياس. فدخل المدعو معاوية ابراهيم مخموراً، وبادر مصطفى بقوله "ازيك يا ابوخوجلى. لســع فى حركاتك دى؟" ثم توجه ممثل الاتهام بســــؤال لمعاوية عن معرفته للمتهم فقال "انه يعرفه منذ عام ۱۹۵٦ وعملا سنوياً فى الحزب الشـــيوعى خلال سـنوات الحكم العسكرى وما بعده، ثم فى مـــكتب العـــلاقات الخارجية. ولكن بعد ثورة مايو اصبح من جناح عبد الخالق الذى بدأ يعمـــل لتحطيم ثورة مايو " ثم انهى حديثه واقسم على المصحف ووقع على اقواله. ورفض دكتور مصطفى ان يتوجه اليه بأى سؤال. وفى مساء الاثنين ۲٦/۷ اخذ مصطفى الى المحكمة وكانت برئاسة العقيد قســم الله الحـورى وعضوية المقدم مــهدى المرضى والنقيب كامل مســـاعد. وكان ممثل الاتهام المقــدم عبد الله الياس. فوجــهت المحكمـــة تهمتان لمصطفى: العضـــوية فى قيادة الحزب الشـيوعى الســــودانى الذى كان يعمــل للاطاحة بالسـلطة، وتحطيم ثورة مايو والوحدة الوطنية... الخ والثانية قيام الحزب الشيوعى بانقلاب مسلح لأستلام الســـلطة والعقــوبة الاعدام. كرر مصطفى اقواله التى ادلى بها فى التحقيق. ولكن المحكمة اجابت بانها ســــوف تسـتدعى شاهد الاتهام. وحضر المــــــــدعو معاوية ابراهيم مرة اخرى وكرر نفس اقـواله، ولكنه اضاف اليها ان مـــصطفى كان مســ،ئولا عن عمـــل الحـــزب فى الجامعــة لتنفيذ مـخططات عبد الخالق محجوب، وعن العمل وســــط الاطباء لتنفيذ المخطط وكلا المسئولتين مركزية. بعد ذلك توجه دكتور مصطفى بســـؤال واحد للمحكمة "اذا اراد شخص ما ان يثبت انك عضـــو فى تنظيم مـعين ناهيك عن قيادته فلابد لهذا الشــــخص ان يثبت اولاً انه عضــو وقيـــادى فى ذلك التنظيم. فهل الشـــاهد عضــو فى الحزب الشـــيوعى السودانى حتى ۱۹ يوليو؟" رفض رئيس المحــكمة الســــؤال على اعتبار انه تجـريمى. واخيراً رفض دكتور مــصطفى الادلاء باقوال او تقديم ســؤال ووجه حديثه للمحكمـــة "الواضح ان مهمـــة المحكمــة صورية واننى اعرف ان الحكم مقرر ســلفاً لذلك يصبح من العبث دخولى فى مناقشــــة معكم الثلاثة ولنا لقاء قريب." ثم القاء المقدم عبد الله الياس مرافعة الاتهام وانقضت المحكمة. وفى الســـاعة العاشرة مساء استدعى دكتور مصطفى لمكتب العقيد احمــد محمــد الحســن رئيس القضاء العســــكرى وتلى عليه الحكم بالسجن عشـرين عاماً. وفى حوالى الرابعة صباحاً حضر ابو القاسم محمد ابراهيم مــخموراً الى الغــرفة وكان الدكتور مــصطفى نائماً. فأيقظه احد جنود المظــلات وامره بالخروج، وعندما قابل ابوالقاسم ابتدره قائلاً "حصل ايه؟" فســأله مصطفى فى أيه؟ قال "فى الحكم" قال مصطفى "عشرين سنة" قال له مبروك وانصرف. وفى صباح الثلاثاء ۲۷/۷تم نقل دكتور مصطفى الى ســـــجن كوبر. ولما فض ضابط السـجن الظرف المختوم بالاحمر والذى يحوى الحكم، ووجد العقوبة سجناً نهض وعانق دكتور مصطفى. * * * * *
رائد مبارك حسن فريجون:
بعد مقاومة كتيبة جعفر البطولية بأمدرمان، تم اعتقال الرائد فريجون. ومنذ لحظة اعتقاله حاول جنود المظلات اطلاق النار عليه واعدامه واطلقوا بالفعل عدة اعيرة فى اتجاهه لولا تدخل عريف من المدرعات طلب من الجند اخذه حياً لانه مطلوب فى معسكر الشجرة، وعندما اوصلوه الى سلاح المهندسين حاول الرائد فتحى ابوزيد ان يتفرسن ويتجاسر فاصدر الاوامر للجند باعدام مبارك ومن معه من الضباط والجنود، ومرة اخرى تدخل ضباط من سلاح المهندسين وحالوا دون ذلك. وفى صبيحة يوم ۳۰/۷ نقل مبارك الى الشجرة حيث قوبل بحشد من الجنود الذين صرفت لهم الاوامر من مجلس الثورة للارهاب والاستفزاز وتحقير ثوار يوليو. فى نفس اليوم اخذت له خلاصة البينات، ثم تجمع حوله عدد من الصحفين الليبين والمصريين ومعهم العميد احمد محمد الحسن الذى اعلن لهم "هذا هو الرائد فريجون من الخونة" وردح على الطريقة المصرية، بينما كان الصحفيون يلتقطون الصور . بعد ذلك استدعى السفاح نميرى الرائد مبارك وطلب من ان يوضح له الدوافع الحقيقية لتلك الخيانة حسب تعبيره. فأجاب مبارك "انا ما خائن" فرد عليه نميرى "كل من اشترك فى الحركة خائن حتى تثبت براءته." وفى يوم السبت ۲٤ يوليو بدأت المحاكمة التى كان يتشوق لأصدار حكمها بالاعدام كل من احمد عبد الحليم واحمد محمد الحسن. وبدأت المسرحية بتلفيق تهم غير محددة واحضار شهود من الضباط والجنود الموالين للردة لطبخ الاقوال واثبات الاتهامات وتصوير تطور الاحداث بطريقة تخدم اهداف مجلس ثورة السفاح نميرى. وفى صبيحة ۲۵ يوليو، اعلن احمد محمد الحسن ان الحكم هو ۷ سنوات سجن وتم ترحيله الى سجن كوبر، وبعد عشرة ايام تم استدعاء الرائد فريجون الى وزارة الداخلية وفتح ضده بلاغ جديد بنفس التهمة التى سبق وحوكم بها امام المحكمة العسكرية بحجة ان الحكم الذى صدر كان خفيفا نسبة للمعلومات التى توفرت فيما بعد رغم مخالفة ذلك للقانون العسكرى. وبعد تحقيق دام ۱۵ يوماً وشهرين من الانتظار، اخطر الرائد فريجون بشطب القضية لأسباب سياسية. * * * * *
النقيب عبد الرحمن مصطفى خليل:
تم اعتقاله عصر ۲۲ يوليو فى مكاتب لواء المدرعات الاول، بواسطة مجموعة من الجنود يتقدمهم الرقيب اسماعيل سعيد فى دبابة. بدأ الجنود يطلقون الرصاص حول قدميه ويهددون بقتله ويضربونه من الخلف بموخرة رشاشاتهم حتى اوصلوه الى مدرسة المدرعات وادخلوه مع بقية المعتقلين وعددهم عشرون فى مخزن مهجور للسلاح مساحته اربعة امتار مربعة، ثم نقلوه الى مكاتب سلاح المدرعات. وطيلة الليل ظل الجنود يحيطون بالمكتب يتفوهون بعبارات نابية واستفزازية، ويتوعدونه بالاعدام فى الصباح. بقى عبد الرحمن فى غرفة المعتقلبن، وهناك تأكد لهم منذ الليلة الاولى ان المحكمة الفعلية التى تصدر الاحكام مكونة من مجلس الثورة واحمد عبد الحليم قائد سلاح المدرعات، واحمد محمد الحسن قائد فرع القضاء العسكرى، وان المجالس التى يقف امامها المتهمون صورية. وفى صباح الخامس والعشرين من يوليو خضر ابو القاسم محمد ابراهيم لغرفة الضباط المعتقلين وهدد كل الضباط بالاعدام مؤكداً ان اى ضابط اشترك فى الحركة سوف بعدم ثم امر الجنود بتشديد الحراسة ومنع اى ضابط او جندى من الاقتراب من المعتقلين. بعد اخذ خلاصة البينات وقف عبد الرحمن امام المحكمة التى استمرت لمدة خمس دقائق فقط واعيد لغرفة الاعتقال. وعندما حاول الاتصال بالعقيد على على صالح قائد مدرسة المدرعات كشاهد دفاع، قال له "لو حضرت كشاهد دفاع فأننى سوف اعجل بأعدامك" بعد ذلك حضر المقدم عبد القادر احمد محمد ومعه بعض جنود المظلات ووقف خارج الغرفة وبدأ يكيل السباب والاستفزاز لعبد الرحمن، وحاول ان يطلق عليه الرصاص من مدفع صغير يحمله، ثم توعده بالاعدام فى الصباح الباكر. وعلم بعض الضباط العاملين انذاك ان القائمة التى حدد فيها السفاح نميرى احكام الاعدام تحوى اسم عبد الرحمن. فظل يتوقع تنفيذ الاعدام فى اى لحظة. وفى يوم ۲٦/۷ اعلنته المحمة انها حكمت عليه بالسجن ۷ سنوات، وعلم فيما بعد ان احمد عد الحليم اخذ ورقة الحكم وقدمها للسفاح نميرى واحمد محمد الحسن واعادة الحكم مرة اخرى للمحكمة لأعادة المحاكمة. فأعادتها المحكمة مرة اخرى بنفس الحكم السابق . فأخذ احمد عبد الحليم الاوراق ووجه السباب لضباط المحكمة ووصفهم بالجبن واتجه من جديد نحو احمد محمد الحسن ونميرى، وبقيت اوراق الحكم فى مكتب احمد عبد الحليم حتى يوم ۳۰∕٧ حيث حضر احد الضاط برتبة ملازم واعلن عبد الرحمن ان الحكم ۱٤ سنة سجناً وان ضباط المحكمة رفضوا الانصياع لضغوط احمد عبد الحليم بأصدار الحمك بالاعدام – (كانت المحكمة مكونة من العقيد محمد ميرغنى قائد سلاح المقاتلات، يعاونه الرائد فاروق خوجلى والرائد عثمان السيد. وكان ممثل الاتهام بابكر عبد المجيد الذى رفض دخول اى شاهد اتهام احضرته قوات المظلات والمدرعات." بعد ذلك اقتاد الحرس عبد الرحمن الى مكتب احمد محمد الحسن الذى اعلنه بالحكم النهائى وتم نقله لسجن كوبر بحراسة مشددة ومنه نقل الى سجن شالا. * * * * * نقيب محمد احمد محجوب: اعتقل بالقصر الجمهورى مساء ۲۲ يوليو مع عدد من الجنود والضباط بينهم الشهيد احمد جبارة ونقل الى معسكر الشجرة. ووضع فى غرفة القرقول الرئيسية حتى الثانية صباحاً حيث انضم اليه عدد من ثوار يوليو منهم الشهيد محمد احمد الزين، ثم نقلوا جميعاً الى الغرفة رقم (۱ التى كان بها الشهيد محجوب ابراهيم وبقية المعتقلين. بقى محمد احمد محجوب فى هذه الغرفة اسبوعاً كاملاً وشهد كل الاحدلث لحظة بلحظة. وكان آخر من ودع الشهيد الشفيع عندما احضروه بعد التعذيب مضرجاً بدمائه متورم الوجه وعلى عينه اليمنى فوق الحاجب جرح غائر وسأل الدم على وجهه وعنقه وبلل ملابسه. فلما انزعج محمد احمد محجوب من هذا المنظر جمع الشفيع كل قواه، وقال له "ولا يهمك نتقابل فى كوبر" فساعده محمد احمد على حمل حقيبته الصغيرة التى تحوى بعض الملابس وفرشة الاسنان ومعدات الحلاقة. بدأ التحقيق بعد اربعة ايام وكان ممثل الاتهام العقيد عبد الوهاب البكرى الذى لم يخفى حماسه لأنزال حكم رادع على المتهم. لم يكن هناك شاهد اتهام سوى الرائد يعقوب اسماعيل الذى اعتقل محمد احمد بالقصر. ولما تضاربت اقواله طلب ممثل الاتهام تحويله الى شاهد عدائى او شاهد دفاع. ولما فشلت المحكم فى تحديد جريمة حسب الاتهامات، اصر احمد محمد الحسن على اصدار الحكم باى شكل. وقال محمد احمد محجوب لأعضاء المحكمة:"انا هناك اوامر بتوقيع اى عقوبة وانا مستعد لهذه العقوبة واقدر للمحكمة موقفها. بعد ذلك اعلن محمد احمد بأن الحكم هو عامين سجن، وفى المساء وصله اعلان اخرى بان الحكم هو عشر سنوات سجناً، وكانت الاذاعة قد اذاعت ان الحكم خمس سنوات وكذلك الصحف ولم يبلغ بالحكم الحقيقى الا فى سجن كوبر. وخلال فترة انتظاره للنطق بالحكم، أستدعاه السفاح نميرى وحاول ان يستلخص منه معلومات عن معاملته للشهيد عبد الخالق محجوب ودكتور عزالدين على عامر عندما كانا تحت حراسته فى السجن الحربى. وعندما انتهى السفاح نميرى من حديثه مع محمد احمد تدخل الرائد عمر على محقر – سكرتير السفاح- وقال ان محمد احمد محجوب شتم مجلس الثورة المنحل بعد ۱۹ يوليو وشتم السفاح نميرى وسعى الى ضم القوات الخاصة بحراسة السفاح لقواته فى يوم ۲۰∕٧ فاعيدت المحاكمة من جديد وسألته المحكمة عن الصور التى التقطت له فى قاعة الاجتماعات بالقيادة العامة مع وفد الهيئات النقابية التى ايدت سلطة ۱۹ يوليو. واخيراً حكمت المحكمة ببراءة المتهم ولكن احمد محمد الحسن اصر على اصدار حكم بالسجن. * * * * * نقيب محى الدين ساتى:
اوقف فى قاعة ناصر الجوية مساء ۲۲ يوليو تم اعتقال بالكلية الحربية ووصل الى معسكر الشجرة صباح ۲۳ يوليو. اخذ خلالصة البينات العقيد صديق البناء ومثل للاتهام امام المحكمة التى ترأسها العقيد محمد حسين طاهر. قال ممثل الاتهام انه ليست لديه ادعاءات ولا يوجد شهود اتهام. ولكن رئيس المحكمة قرر الادانة. فثار محى الدين وطلب من رئيس المحكمة ان يحدد له كيف توصل للادانة دون تهمة مثبة ودون الاستماع لشهود اتهام. فأجاب الرئيس بأن الموضوع ليس فى يده، وطلب منه ان يدلى بأى أشياء تخفف عليه الحكم والعقوبة. فرفض محى الدين الادلاء بأى شئ. وفى مساء نفس اليوم اعلنت الاذاعة ان محى الدين حوكم بالسجن ٦ سنوات وفى صباح اليوم التالى اعلن رسمياً ان الحكم ۱۰سنوات سجناً. * * * * * محاكمة الملازم عبد العظيم عوض سرور: تم اعتقاله مساء ۲۲ يوليو، ونقلوه الى معسكر الشجرة. عرضوا عليه ان يصبح شاهد ملك، ثم نقلوه الى معتقل سلاح المهندسين، وكان يحضر اليه مامون عوض ابوزيد لثلاثة ايام متتالية عله سيحصل منه على معلومات عن التنظيم العسكرى وعن الحركة. وبدأ مامون بأسلوب الصديق الحادب، والاغراء الناعم بأنه سيضمن له البراءة والبقاء فى الجيش وحياة عظيمة. ثم قدم له ورقاً واقلام ليكتب. رفض عبد العظيم الاستجابة. لجأ مامون لأسلوب التهديد، وقال له سوف تعدم اذا لم تكتب وتعترف. وبعد ثلاثة ايام اخذه مامون الى معسكر الشجرة واخده وبلا حراسة وكان يحاول اقناعه انه صديق حادب على مصلحته وعندما وصل الى الشجرة ادخلوه الى السفاح نميرى الذى حاول ان يظهر بمظهر الصديق الودود. وقال له السفاح نميرى " اريد ان تساعدنا فى معرفة الحقيقة لاننى لا اعرف شيئاً حتى الان .. واشياء كثيرة تبدو غير واضحة، وانك تستطيع ان تدلى بما يمكننا من توجيه هذه المحاكمات المضطربة وانقاذ الكثيرين من الابرياء وان توضح من هو المجرم الطليق. ثم وعده بالبراءة ومكافأة عظيمة. رد عليه عبدالعظيم بأنه لا يعرف شيئاً. فقال له السفاح نميرى انك تعرف كل شئ. ثم امر الجنود بارجاعه الى معتقل سلاح المهندسين وطلب منه ان يفكر ويكتب ويعود مساء الغد. وفى الطريق الى سلاح المهندسين كان مامون عوض ابوزيد يكرر عليه ان يكون عاقلاً ولا يرفض تقديم المعلومات. وكان مامون يشك فى موقف المقدم صلاح عبدالعال، ويقول لعبدالعظيم : هو معاكم ولازم تكشفه. فرد عليه عبدالعظيم انه لايعرف صلاح عبدالعال ولم يشاهده ابداً. فى الغد اخذوا عبدالعظيم مرة اخرى الى الشجرة لمقابة السفاح نميرى الذى كان نائماً. فقابله العميد احمد عبدالحليم الذى بدأ يحدثه عن رحمة الرئيس وشفقته وسموه، وكذلك مدى بطشه وقسوته وجبروته اذا لم ينفذ طلبه. وطلب منه ضرورة كشف المخطط لأن الرفض معناه الاعدام. وهنا استيقظ السفاح نميرى وبدأ يواصل الحديث. فطلب من عبدالعظيم المعلومات التى كتبها. فقال عبدالعظيم :لم اكتب لأننى لا اعرف شيئاً. واثناء الحديث دخل خمس من الوزراء سمح لهم السفاح بالدخول والبقاء. وفجأة غير السفاح اسلوبه وبدأ يصيح كالمجنون ويضرب على المكتب بقبضته ويرغى ويزبد، واخيراً هدد عبدالعظيم :عندك فرصة لغاية باكر، اما تكتب المطلوب وبالتفاصيل، او تكون جاهز للدروة. وخرج عبدالعظيم لينتظر الدروة باكر. حسب ما قال لاصدقائه المعتقلين من الضباط. بدأت محاكمة عبدالعظيم بأخذ خلاصة البينات بدون مجلس تحقيق، وقدم لمحكمة برئاسة العقيد حينذاك محمود عبدالرحمن الفكى، وذلك بعد اتصالات قام بها احمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى الذى اعد المحكمة اعداداً خاصاً حيث وضع رئيس واعضاء مجلس الثورة كشهود اتهام وبالتالى لا يحضرون للمحكمة. ولم ينكر عبد العظيم التهم التى وجهت اليه، واعلن انه يعرف طبيعة المحكمة ونوع الحكم. وحوكم بعشرين سنة سجناً. * * * * * الملازم فيصل مصطفى:
تم اعتقاله فى مدينة الجنينة يوم ۱٥∕۸∕۱۹٧۱ نتيجة وشاية بعد ساعة من وصوله المدينة. اخذ الى مركز البوليس وكشف عن هويته ووضعه، حيث كانت الاذاعة والصحف تكرر النداء بالقبض عليه . ثم حولوه الى حامية الجيش وبدأ معه التحقيق ووضع فى غرفة ضيقة اشبه بالزنزانة واقفلت نوافذها بالسلك الشائك، وفى صباح ۱٦/۸ اخطره قائد الحامية المقدم ارباب بترحيله للخرطوم بطائرة حربية، وان يحكم كتاف يديه ورجليه بالحديد وصحبة حراسة من ضابط وعشرة جنود بالطائرة وعند وصول الطائرة لمطار الخرطوم تم ترحيله الى القيادة العامة وهناك احيط باعداد كبيرة من الجنود بكامل اسلحتهم وعشرات الجنرالات، وتعرض لأستفزاز وسباب ووعيد بالانتقام. ثم بدأ معه التحقيق فى الاستخبارات العسكرية، ثم نقل الى معتقل سلاح المهندسين وبقى فيه حتى ۲۳∕۸ حيث قدم للمجلس العسكرى الايجازى العالى برئاسة العقيد فابيان اقام لونق، وممثل الاتهام المقدم عبد الوهاب البكرى الذى حدد التهم تحت الامر الجمهورى الثانى والرابع والمادة ۹٦ من قانون العقوبات والمادة ۲۱ والمادة ۲۷ من قانون القوات المسلحة. لم يكن بالمحكمة شاهد اتهام ولم يسمحوا للمتهم أحضار شاهد دفاع او صديق. استغرقت المحكمة نصف ساعة. نصفها لخطبة الاتهام ونصفها لأسئلة المجلس. ثم رفعت الجلسة واعلن بالحكم فى سلاح المهندسين يوم۱۸∕۸ - حيث استدعاه ضابط امن - ان الحكم عشرون عاماً، واضاف "جاءت خفيفة، كنا عايزنها دروة" * * * * * الملازم هاشم مبارك: تم اعتقاله عصر ۲۲ يوليو وتم نقله الى معسكر الشجرة. وبعد بضعة ايام استدعاه السفاح نميرى الذى كان يعرف الكثير عنه مثل الوحدة التى كان يعمل بها والدور الذى قام به. وحاول ان يدخل معه فى حوار عن اسباب اشتراكه فى حركة ۱۹ يوليو. وخلال الحديث وقف احد الضباط الذين تم اعتقالهم فى ۱۹ يوليو وقال للسفاح نميرى لقد اعتقلنى هذا الضابط. ولم يكن هذا صحيحاً. ولكن السفاح نميرى كان يحتاج لمثل هذه الشهادات المزورة لتدبير الحكم. ثم قدم هاشم لمجلس عسكرى برئاسة العقيد فابيان لونق. ولكن السفاح اعادة الحكم للمحكمة ثلاثة مرات لأنه اعتبره خفيفاً، حتى صدر عليه الحكم فى ۱∕۸ وارسل الى سجن كوبر. * * * * *
ملازم على محمد زروق:
تم اعتقاله فى ۱٥∕۸ بمدينة الجنينة فى منزل احد زملائه فى الدراسة بعد ان بلغ عليه والد زميله. وقد تعرض لنفس الاجراءات التى تعرض الملاوم فيصل مصطفى. ثم اخذوه لمقابلة مجلس الثورة، وكان فى المقابلة السفاح نميرى، وزين العابدين محمد احمد وابو القاسم هاشم وابو القاسم محمد ابراهيم، كما حضر المقابلة منصور خالد وبعض كبار ضباط القوات المسلحة. وعندما واجهه السفاح نميرى هو وزميله فيصل، بادرهم بالصياح المسعور: خونه متامرين ثم تلفظ زين العابدين بالفاظ بذيئة نابية، وشاركه السفاح نميرى فى السباب المبتذل الذى يعف لسان الرجال عن التلفظ به. ثم اضاف زين العابدين " يوليو بتاعتكم دى لحم راس" شى استخبارات بريطانيا وامريكانية وشيوعية، جايطه " ثم نهض واخذ يرقص بحركات مستهجنة حول الملازم على وهو يغنى "مادوامة". بعد ذلك امر السفاح بأجراء التحقيق فوراً وتشكل مجلس عسكرى للمحاكمة. وقد تم ذلك فى الاستخبارات العسكرية. ثم نقل الى سلاح المهندسين وهناك تعرض لأستفزازات وسباب من بعض الجنود والرائد فتحى ابوزيد. انعقدت المحكمة يوم ۲۳∕۸ برئاسة المقدم فيبين ومثل الاتهام العقيد عبد الوهاب البكرى. كانت المحكمة صورية لم تستمع لشاهد أتهام ورفضت طلب المتهم بأحضار شاهد دفاع او صديق او كتابة خطبة دفاع او حتى استجواب ممثل الاتهام فى اقواله المتناقضة. وفى ۲۸∕۸ اعلن بالحكم ۱۵ عاماً سجناً، وعلق ضابط امن المهندسين واسمه الرائد شرف الدين " جات خفيفة. كنا عاوزنها دروة "
ملازم احمد الحسين:
تم اعتقاله فى الساعة التاسعة مساء ۲۲ يوليو فى الخرطوم من وزارة الداخلية وقام باعتقاله بعض جنود المظلات واحد الضباط وقوة اخرى يقودها المقدم زياده صالح الشيخ. ومن وزارة الداخلية اقتادوه سيراً على الاقدام حتى السفارة المصرية حيث تم حجزه مع ضباط آجرين معتقلين. فاحتج احمد الحسين على حجزهم واعتقالهم فى السفارة المصرية وطلب من الضابط المسئول تفسير ذلك. وكانت مجموعة من الجنود الموالية لقوات الردة ملتفة حول احد رجال السفارة المصرية يتحدث فيهم ( اوصاف المصرى من رجال السفارة، ممتلى الجسم، على رأسه صلعة خفيفة وجلحات وبجواره عربة سوداء). من السفارة المصرية نقلوه وبقية المعتقلين الى الشجرة، وادخلوهم فى قرقول اللواء الثانى، فوجدواهناك الشهيد عبد المنعم محمد احمد محتجز داخل زنزانة، ومجموعة من الضباط المعتقلين بينهم الشهيد احمد جبارة الذى كان نائماً. وفى نفس الليلة تم ترحيل احمد الحسين الى مكتب رئاسة سلاح المدرعات حيث تعرض ومن معه للاستفزاز والاهانة وللسلب والسرقة فنهبوا ساعاتهم وما معهم من نقود. استلقى احمد الحسين ونام حتى ساعة متاخرة من الليل حيث استيقظ فوجد الشهيد محجوب ابراهيم، وسمع صوت الشهيد عبد المنعم فى الغرفة المجاورة يتحدث بثبات أثناء استخوابه. وفى صبيحة يوم ۲۳ احضروا لنفس الغرفة الشهيد ابو شيبة والشهيد بشير عبد الرازق والشهيد الحردلو والشهيد ود الزين والشهيد احمد جبارة ثم حضر الشهيد الشفيع. بعد اخذ خلاصة البينات، توجه احمد الحسين للمحكمة ، وكان حسبما اعلن ان رئيسها المقدم عبد المنعم حسين، ولكن احمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى تدخل وغير رئاسة المحكمة وفرض نفسه رئيساً عليها، كما غير الرائد الذى اخذ خلاصة البينان وكان مفروضاً ان يتولى مهمة ممثل الاتهام، واستبدله بالعقيد احمد يحيى عمران. وتحولت كل هيئة المحكمة الى ممثل اتهام. وكان احمد محمد الحسن يسرد على المتهم فقرات وحقائق دارت بينه وبين قائد سلاح المدرعات احمد عبد الحليم منذ امد بعيد. وظل ممثل الاتهام يكرر اكثر من مرة مطالبته بانزال أقصى العقوبة على المتهم ليكون عظة للاخرين . وكان احمد محمد الحسن يتظاهر خلال المحكمة بانه نعسان وتعبان، ويغفو وينام من حين لآخر، ثم يوجه اسئلته بطريقة مسرحية واستفزازية للمتهم. ورفضت المحكمة فى النهاية ان تسمح للمتهم بتقديم خطبة دفاع شفوية او مكتوبة. * * * * * نقيب صلاح السماني:
بعد اعتقاله فى موقع كتيبة جعفر، تم نقله الى سلاح المهندسين، وهناك تعرض مع بقية الضباط للتحرشات من حثالة القوات المسلحة والشعب السودانى من جنود المظلات يقودهم ويوجههم فى جبن وخسة الرائد فتحى ابو زيد. وفى سرعة محمومة اخذت له خلاصة البينات ومثل امام المحكمة التى ترأسها العقيد الطاهر محى الدين، ولم تستمر المحكمة اكثر من ربع ساعة دون ان تتاح لصلاح فرصة الدفاع او التقيد بابسط قواعد القانون العسكرى واجراءات المحاكم. وظل فى معتقل الشجرة حتى يوم ۲۸∕۷∕۱٩۷١ حيث حضر السفاح نميرى وهو فى حالة هستريا وتشنج حيوانى ومخمور بدرجة لا تليق بالمدمنين ومرتادى الانادى، وكان بصحبته احمد محمد الحسن، واخطرا صلاح بالحكم وهو ۱۵ عاماً سجناً. وتم نقله الى سجن كوبر الذى تحول الى معتقل للشرف والبطولة. * * * * * نقيب عباس عبد الرحيم الاحمدي:
بعد اعتقاله فى مكاتب لواء المدرعات الاول، تم ترحيله فى عربة سكارت تحت حراسة مجموعة من الجنود يحملون اسلحة معمرة وجاهزة للضرب. وبعد مناقشات بين الحرس واحد ضباط المدرعات تم ترحيل عباس الى مكتب مدرسة المدرعات. وبعد ساعة من الزمن حضر رقيب من سلاح المظلات واقتحم المكتب ووجه البندقية ج ۳ التى كان يحملها لابادة كل الضباط المعتقلين. وهنا اسرع رقيب من سلاح المدرعات وامسك بالبندقية ورفعها نحو سقف القرفة واخرجه من المكتب. وكان رقيب المظلات يسب ويستفز ويلعن ويتوعد بالقتل والثأر لمن ماتوا فى بيت الضيافة. وفى مساء نفس اليوم حوالى الساعة التاسعة مساء حضر نقيب علم الهدى محمد شريف ومعه الملازم كمال سعيد صبره يحملان ورقة عليها ۲۱۵ اسماً للذين تقرر سلفاً اعدامهم حسب ترتيب الاسماء. ثم اشرف على توزيع المعتقلين. فى يوم ۲۳ يوليو حضر ابو القاسم محمد اراهيم ومعه ضابطان من المظلات وعدد من الحرس وسأل المعتقلين " شى غريب، شنو الحاصل " ثم سأل من جديد " هل تحرك اللواء الاول ام اللواء الثانى؟". ثم بدأت الاعدامات فى الدروة الداخلية لمعسكر الشجرة وكان الجنود المكلفون بالحراسة يهرعون الى ساحة الاعدام " ليتفرجوا". وكانوا يحاولون ادخال الرعب فى نفوس المعتقلين بعد كل اعدام ولكن دون جدوى مما اثار حنقهم على المعتقلين حتى انهارت اعصابهم. وذات مرة بعد ان عادوا من مشاهدة الاعدام ، سألهم احد الحرس " كيف الضرب؟ اجابوا" يا سلام ياخى حاجة جميلة، خلو لك ضهورهم زى الغربال. وسألهم جندى اخرى " الدور على منو حسع ؟" اجابوا " الدور على عمر وقيع الله " ( الذى كان مع النقيب عباس فى غرفة واحدة). كان الجنود يتفوهون بهذه العبارات لبعضهم البعض الا ان هدفهم كان اياك اعنى واسمعى ياجارة. بعد خلاصة البينات، وقف نقيب عباس امام محكمة برئاسة المقدم عبد المنعم حسين. وقد حكمت المحكمة ببراءته. ولكن احمد عبد الحليم اصر على اعادة المحكمة، وطلب من احمد محمد الحسن استدعاء شهود اضافين من لواء المدرعات الاول. وبالفعل حضر الشهود ولكنهم انقلبوا الى شهود دفاع. ولم يقتنع احمد عبد الحليم واحمد محمد الحسن فوضعا حكم من عندهما وهو ٦ سنوات على ان يرفع الى السفاح نميرى، لأن احمد عبد الحليم صرح بان الاحمدى لا يمكن ان يكون بريئاً ولسؤ حظ احمد عبد الحليم واحمد محمد الحسن، حضر السفاح نميرى فى حوالى الرابعة فجراً فى حالة سكر شاذة، فقدمت له الاوراق ووقع على الحكم وهو ست سنوات كما وضعه احمد عبد الحليم. وفى الصباح حضر احمد محمد الحسن وعرضت عليه الاوراق لأعلان الاحكام بوصفه رئيسا لفرع القضاء العسكرى. فهاج وازبد وسأل مين الى وقع على الاوراق دى. فقيل له الرئيس نميرى. فتراجع وقال بلهجته المصرية: دا محظوظ أوى، كان لازم يأخذ خمستاشر سنة على الاقل – خلاص نادوه. ونودى على عباس واعلنوه بالحكم وارسل الى السجن. * * * * * ملازم فيصل محجوب كبلو:
قضى ليلة ۲۲ يوليو فى الاعتقال بمعسكر سلاح المظلات، ونقل يوم ۲۳يوليو لمعسكر الشجرة، وهناك استقبله المقدم عبد القادر احمد محمد وملازم يدعى فتحى عبد الغفور (من اقارب مامون عوض ابوزيد ) بالاستفزاز والسباب. وكلاهما جبان لا يجرو فى الظروف العادية على رد التحية كاملة. كان المعتقل فى الشجرة اشبه بما تصوره القصص عن معسكرات الاعتقال النازية: الارهاب والاحقاد والفوضى والتعذيب وانعدام كل صلة بما هو إنسانى. بعد فترة تم استدعاء فيصل امام السفاح نميرى الذى كان مخموراً. فسأل فيصل " ضربتنى ليه "، فرد عليه فيصل: انا ما ضربتك لأنى ما شفتك وما قابلتك. فرد عليه السفاح: " يعنى انا كذاب ؟ انا حأنادى ثلاثة شهود يشهدوا ضدك " فقال له فيصل: ما فى داعى للشهود. وفى تلك اللحظة دخل احمد محمد الحسن: فسأله السفاح نميرى مشيراً الى فيصل: دا منتظرين بيهو شنو؟ فاجاب احمد محمد الحسن: محكمته جاهزة ياريس. وفى تلك المحكمة التى انعقدت برئاسة ابكدوك، لم تجد المحكمة ما يبرر اصدار حكم رادع بالمستوى الذى طلبه السفاح نميرى، فأصدرت حكمها بالسجن خمس سنوات. ولكن السفاح تهيج وطالب بتكوين محكمة اخرى برئاسة العقيد الطاهر محى الدين، وممثل الاتهام احمد يحي عمران، فأصدرت حكمها بالسجن ۱٥عاماً ، ولم تستمر الا عشرة دقائق فقط. * * * * * ملازم مدني علي مدني:
بعد اعتقاله صباح الجمعة ۲۳بمعسكر الحرس الجمهورى بالخرطوم، نقل الى معتقل القيادة العامة ثم الى سلاح المهندسين. وفى معتقل القيادة العامة جاء الرائد على حسين اليمانى ومعه جمهرة من الجنود واخذ يصيح بأعلى صوته: " اتفرجنا على الجماعة للاعدموهم، عايزين كمان نتفرج على الحيعدموهم. " فزجره بعض الضباط وارغموه على الصمت والتراجع. وفى معتقل سلاح المهندسين، جاء خالد حسن عباس وبصحبته بعض الجنود والضباط من بطانته، بينهم الرائد فتحى ابوزيد الذى بدأ يكيل السباب لمدنى مدعياً انه هو الذى اعتقله، ولم يكن ذلك صحيحاً، ولكن الرائد فتحى كان قد فقد توازنه من الخوف واصبح يعتبر كل واحد من ثوار يوليو هو الذى اعتقله. فى يوم الاثنين ۲٦/۷ بدأ التحقيق مع مدنى ونقل الى معسكر الشجرة. وهنال بعد فترة استدعاه السفاح نميرى الى مكتبه، وكان معه نفر من بطانته من ضباط الصف الذين ترقوا الى ضباط بعد ۲٥مايو، ومعه ايضاً جندى مستجد عمره ۱۸عاماً يدعى محمود عبد الله. توجه السفاح نميرى بسؤال لمدنى ان كان يعرف الجندى المستجد محمود عبد الله. فأجاب بالنفى. فقال السفاح ان الجندى ادلى بأقوال تفيد ان مدنى اشترك فى ضرب الضباط فى بيت الضيافة. نفى مدنى ذلك لأنه كان يوم ۲۲كله بعيداً عن منطقة القصر والحرس. وحاولت بطانة السفاح ان تهجم على مدنى وتفتك به. ولكن مدنى اصر على نفى صلته بحادث بيت الضيافة رغم اصرار السفاح على مواصلة الاستجواب وتأكيد مدنى انه لم يسمع بحادث بيت الضيافة الا بعد اعتقاله. فذكر له السفاح ان هناك شهود آخرين، وقد تم استدعاءهم. وهم الجندى الشهيد محمد ابراهيم، والوكيل عريف النور من مدرسة المشاة، والوكيل عريف من الذخيرة. وقد نفوا جميعاً صلة مدنى بحادث بيت الضيافة. فأمر السفاح بتشكيل محكمة واضافة المادة ۲٥۱القتل العمد من قانون العقوبات. فتشكلت المحكمة برئاسة المقدم المهدى المرضى وعضوية الرواد صديق السيد وعلى حسين اليمانى، وشكل الاتهام الرائد عثمان محمد الحسن. وجهت المحكمة لمـدنى المـواد ۲۱من قانون القوات المسـلحة ( التمرد ) و ۹٦ من قانون دفاع السودان ( اثارة الحرب ضد الحكومة )، والامر الجمهورى الرابع، والفقرة الثانية من الامر الجمهورى الثانى، والمادة ۲۵ من قواعد القوات المسلحة لعام ۱۹٥۷ ( معاملة الضباط المعتقلين معاملة مخلة بالضبط والربط ) نسبة لأن مدنى كان حرساً على المعتقلين يوم۲۱∕۷. انعقدت المحكمة فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واحضروا كشاهد اتهام النقيب مختار زين العابدين ليثبت ان مدمنى عامل المعتقلين معاملة سيئة. ولكنه لم ينجح. وبالرغم من ان ضباط الحرس فى السلاح الطبى قد شهدوا بان مدنى عاملهم معاملة كريمة خلال حراسه لهم الا ان المحكمة لم تشطب هذه التهمة . ثم استدعت المحكمة الجنود السابق ذكرهم للشهادة. فأعلنوا جميعاً انه ليس لمدنى صلة بحادث بيت الضيافة. وكانت المفاجأة عندما اعلن الجندى محمود عبد الله انه تعرض لضغط شديد وتهديد من جنود سلاح المظلات والمدرعات ليشهد ضد مدنى والا فأنهم سيقتلونه. وعندما رفعت المحكمة حكمها للسفاح نميرى تهيج وقذف بالاوراق بعيداً وصاح بأعلى صوته " ناس الحرس الجمهورى ديل الا اشهد انا ضدهم " ثم جمع الاوراق مرة اخرى ووقع عليها. والغريب فى الامر ان بينها كانت اوراق الملازمين فيصل مصطفى وعلى محمد زروق قبل اعتقالهما فى الجنينة. وهكذا استمرت محكمة مدنى ٤٥ دقيقة وهى من اطول المحاكمات، ولكنه لم يتحدث خلالها الا عشر دقائق فقط ... ودون ان توخذ له خلاصة البينان. * * * * * حسن سيد قطان – عامل بشركة الرش: فى يوم ۱∕۸، اتصل ضابط من القيادة العامة بمكتب الشركة يطلب حضور حسن سيد الى القيادة العامة لأن المتهم برير محمد حامد طلبه كشاهد دفاع لأنه يسكن معه فى نفس المنزل. وحضر الرائد سليمان العاقب ومعه آخرين واخذ حسن سيد لمكاتب الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة. وبلا مقدمات بدأ التحقيق مع حسن حول هروب الشهيد عبد الخالق محجوب واشتراكه فى عملية الهروب وأخفاء العريف عثمان. وفى ۳∕۸ ارسل حسن سيد الى سجن كوبر وانضم الى بقية المعتقلين حتى يوم ۱۱∕۸ حيث تم نقله الى معسكر الشجرة للتحقيق ومعه برير محمد حامد والعريف عثمان. وبعد اخذ خلاصة البينات قدموا لمحكمة ليلاً برئاسة المقدم الحسين الحسن. طلبت المحكمة من حسن سيد وبقية المتهمين اذا كانت لديهم اقوال جديدة ام يكتفون بما ادلوا به فى التحقيق. قال حسن انه يكتفى بما ادلى به من اقوال. لم تقدم المحكمة اى فرصة للدفاع. ولكنها طلبت من حسن ان يستدعى اى شخص يدلى بشهادة اخلاقية لمصلحته. فرفض. وبقى حسن فى المعتقل حتى يوم ۱٥∕۸ حيث اعلن بالحكم، وحول الى سجن كوبر، ثم الى بورتسودان
( قائمة باسماء الضباط وضباط الصف والجنود والمدنيين الذين اسهموا فى مجازر الشجرة وحمامات الدم وتعذيب الثوار، ونشر الاهاب بين الاسر الآمنة، ونهب الممتلكات) ......................................... ۱- لواء: جعفر محمد نميرى ۲- لواء: خالد حسن عباس – بالمعاش ۳- رائد: مامون عوض ابوزيد – بالمعاش ٤-رائد: زين العابدين محمد احمد عبد القادر – بالمعاش ۵- رائد: ابو القاسم محمد ابراهيم ٦- رائد: ابو القاسم هاشم – بالمعاش ۷- لواء: احمد بالحليم – هارب من السودان ۸- عميد: احمد محمد الحسن – بالمعاش ۹- لواء: عوض احمد خليفة ۱۰- مقدم: صلاح عبد العال ۱۱- عقيد عبد الوهاب البكرى ۱۲- رائد: على حسين اليمانى ۱۳- مقدم: عبد القادر احمد محمد ۱٤- نقيب: محمد ابراهيم الشايقى ۱۵- رائد: فتحى ابوزيد ۱٦- ملازم: كمال سعيد صبره ۱۷- ملازم: عمر عجيب ۱۸- بابكر عوض الله ۱۹- معاوية ابراهيم ۲۰- ملازم التجانى بشارة ۲۱- ملازم: فتحى عبد الغفور ۲۲- ملازم: مختار زين العابدين ۲۳- ملازم: صلاح مصطفى ۲٤- ملازم: ابو قرون – الاستخبارات العسكرية ۲۵- ملازم: عبد العزيز محمد بشير ۲٦- ملازم: ادم الريح ۲۷- عميد: خالد الامين الحاج ۲۸- ملازم: بشير مختار المقبول ۲۹- ملازم: عمر عبد الماجد ۳۰- عميد: عمر الحاج موسى- بالمعش - وزير ۳۱- ملازم: كمال خضر ۳۲- نقيب: امين قاسم على بخيت ۳۳- ملازم: محمود عبد العظيم ۳٤- نقيب: عوض فرح ۳۵- احمد سليمان ۳٦- رائد: ميرغنى حبيب الله ۳۷- مقدم: قاسم موسى نورى ۳۸- مقدم: يعقوب اسماعيل ۳۹- محمد عبد الحليم – وزير الخزانة سابقاً - ٤۰- نقيب صديق البنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: Ali Mahgoub)
|
الأخ أحمد طه، شكراً عزيزي على هذا البوست... وأتمنى ان تتمكن من جمع كل الأوراق المتناثرة لأن التوثيق من واقع المشاركة في الحدث ومعايشة أدق تفاصيله هو المهم. اما إفادات عمر محقّر في حواره مع البيان، فلا تعدو ان تكون زيف سكرتير سفاح مجرم كان يوزع أحكام الإعدام يمنة ويسره. الشكر للأخ على محجوب وبقية المتداخلين. مع الود،
ع ع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: Abureesh)
|
خالص التحايا المجد كل المجد شهداء الوطن وفى ذكراهم لابد ان ناخذ كثير من الدروس من خلال المهزله التى تمت فى حقهم لااسميها محاكمة لان ماتم فيها كان ملطشه ومهزله تاريخيه...ابسط مقومات الديمقراطيه والحريه ... التحاياالنواضر الزعيم عبد الخالق محجوب وكل الرفاق .. التحاي لك العزيز احمد طه.. وكل الرفاق هنا وحقيقه لم يتركوا لى شيئا اكتبه لكن على الاقل يكفينى شرف المحاوله معكم .. وخالص التحايا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
ألاخ على محجوب ...... لك التحيه والاجلال هذه وثيقه رائعه وجهد مقدر من الاخوان فى هولندا..... لازال هناك الكثير من المسكوت عنه. ارجو ان تكون هذه الوثيقه مرجعا لكل المهتمين بهذه الفتره منهم الاخ حسن الجزولى والاخ عبد العظيم عوض سرور فهى تحوى توثيقا كاملا للمحاكمات الصوريه والمهازل التى حدثت و...................... يحتاج الامر لمزيد من الجهد حتى تكتمل الصوره ... هذه الوثيقه عمل عظيم أرجو أن تجد مكانا فى دار الوثائق من اجل تمليك الحقيقه للاجيال القادمه...... جزيل شكرى لاثرائكم البوست بهذه الوثيقه. الاخوان عادل على -أمجد - ابوالريش -معتز تروتسكى لكم حبى جميعا وجزيل شكرى لزيارتكم البوست................... ولى عوده
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)
|
سعادة الأخ العزيز أحمد طة تحياتي وتعظيم سلام
تشكر كثيراً على هذا البوست التوثيقي والذي يحكي للأجيال التي لم تعاصر تلك الفترة الملابسات وراء تلك المجزرة التي راح ضحيتها أناس أبرياء وهنا نترحم عليهم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيهم عن وطنهم خير الجزاء ولك ايضاً سعادتك الثناء والشكر لاطلاعنا على هذه الأحداث، وهذه اول مرة ادخل لك بوستاً مشاركاً بل كنت قارئاً جيداً لك وبعد أن حدثني عنك الأخ الحبيب تولوس ازداد إعجابي بك وبكتابتك وبمواقفك المشهودة واتمنى لك التوفيق والسداد
*لفت نظري من خلال الأسماء الموجودة وجود أحد أقربائي وهو صلاح السماني الكردي فهو رجل صنديد بمعني الكلمة ورجل يجبرك على احترامه ذو الصوت الجهوري والذي يتميز به وهم من عائلة المشهورة في ابوروف وفي نفس الوقت قريبي من جهة والدتي وهو الآن يسكن في الثورة له في هذه الذكرى أنضر التحايا والسلام . * نقيب صلاح السماني: بعد اعتقاله فى موقع كتيبة جعفر، تم نقله الى سلاح المهندسين، وهناك تعرض مع بقية الضباط للتحرشات من حثالة القوات المسلحة والشعب السودانى من جنود المظلات يقودهم ويوجههم فى جبن وخسة الرائد فتحى ابو زيد. وفى سرعة محمومة اخذت له خلاصة البينات ومثل امام المحكمة التى ترأسها العقيد الطاهر محى الدين، ولم تستمر المحكمة اكثر من ربع ساعة دون ان تتاح لصلاح فرصة الدفاع او التقيد بابسط قواعد القانون العسكرى واجراءات المحاكم. وظل فى معتقل الشجرة حتى يوم ۲۸∕۷∕۱٩۷١ حيث حضر السفاح نميرى وهو فى حالة هستريا وتشنج حيوانى ومخمور بدرجة لا تليق بالمدمنين ومرتادى الانادى، وكان بصحبته احمد محمد الحسن، واخطرا صلاح بالحكم وهو ۱۵ عاماً سجناً. وتم نقله الى سجن كوبر الذى تحول الى معتقل للشرف والبطولة
| |
|
|
|
|
|
|
|