|
بكائية للنسر البشاري
|
إلى صديقي الشهيد العميد طيار محمد عثمان حامد كرار ورفاقه الذين فاضت أرواحهم غدراً في 29 رمضان 1990م.
ظللتُ أبحثُ عن نضيدِ الحرفِ أنظمُه عليكْ شعراً.. تفيأ ظلّه قلبٌ هفا شوقاً إليكْ
فَضَح الهوى .. برَدٌ تناثر واجلاً من مقلتيكْ واحتواني الشوقُ لا ماضٍ أتاني الآنَ لا إستشرفتُ صبحاً جاء يلثُم راحتيك
يا عزة قد عزَّ الهوى وصفاك مكسوفٌ على الوجهِ الجمال وتعكرت (ماء الحيا في عيون رباتِ الحجال)* وظللتُ أدمن غربتي حزناً .. يلازمُني وشوق لا يزال واليومُ يا كرارُ ابتدرتُ مناحتي يا أيها النسرُ البشاريُ المحلقُ في السماءْ يا حبابُ الطلِّ .. يا قطر الندى ضوء القبيلة.. يا صديقي كيف نام الجرحُ في قلبي سنيناً في البكاءْ
بين المناحةِ والهوى جسرٌ هو الصدقُ كيف تنام أعينُ الغاوونَ والعشاقُ والشعراءْ يا أيها الشاهين .. صديقي كيف حال النيل بعدكَ كيف شمسُ الاستواءْ يا وسام النبل في صدرِ النشامى ما عادت حروفُ الشعر تصلحُ للرثاءْ
إلتحفَ الحزنُ البراءات التي تعلو جبينَ الطفل في العيدِ الذي يأتي غابَ الفارسُ المغدور فيه في جوف التراب كرارُ يا أيها الكرارُ** .. صديقي أنعي كل أوسمةِ الشجاعةِ والنياشين الحزينة فالفجيعة كممتنا والدموعُ تراوحت في كل بابْ والنائحون على ضفاف (الاتبراوي)*** تواصلوا بالباكياتِ على ضفافِ البحرِ في الأرضِ اليبابْ**** وبكت حلايبُ أدمت الفرسانَ حزناً على النسر البشاري الذي ولّى وغَابْ غيبوه.. ما كان يخشى الموت .. صديقي والموتُ يعرفه جليّاً كان يخشاه .. ويختطفُ الصحابْ
طارت طيورُ الجنة جزلى تستقبلُ سيد الفرسانِ في دارِ الخلودْ والشهرُ الفضيل يلمُّ أياماً قضاها في رحاب الرحمةِ مستشرفاً شوّالَ والعيد السعيد
أي عيدِ جاء هذا العام أي عيد لا (عبلة)***** ابتسمت ولا لبست جديد أي عيدٍ وفي كل بيت دمعةٌ حرَّى وعلى المحاجر كلها إحتبستْ دموعْ غامت سماءٌ غطت المليون ميل لونٌ رماديٌ تجشأ في البوادي والنجوعْ غضبت ملائكةُ السماءْ وظللتُ أبحثُ عن نضيدِ الحرفِ أنظمهُ عليكْ شعراً وما عادت حروفُ الشعرِ تصلحُ للرثاءْ
* مقطع من قصيدة للشاعر سيد عبد العزيز ** السيف البتار *** إشارة إلى قرية (أب علوق) على نهر عطبرة حيث موطن زوجة الشهيد شيخ قبيلة البشاريين في المنطقة. **** إشارة إلى منطقة حلايب الجرداء حيث موطن الشهيد وموطن والده شيخ قبيلة البشاريين في المنطقة. ***** إبنة الشهيد
|
|
|
|
|
|