دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
أخى/محمد عبدالله سيد أحمد
السلام عليكم...........
Quote: هل أنتقل بكم للحلقة الثانية ؟ |
أى بالله واصل أنا من هواة السفر والترحال بس ما بالرخيص..لقد زرت كثير من الدول بين أمريكا واروبا واسيا وأفريقيا............وقد حبانى الله أن تكون هوايتى من ضمن وظيفتى...
لقد إستمتعت بالسفر كثيرآ..وانا أحب السفر مع العائلة لما فيها من فوائد كثيرة وأهمها ألأشتراك فى الذكريات حين إجترارها........
أحكى وساشاركك الحكايات..........مودتى.إسماعيل محمد احمد عباس.....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف الحلقة ( 2 )
تساءلت كثيرا بينى وبين نفسى : ترى لماذا لا يقلد شبابنا السودانى أولئك الشباب الغربيون فى طريقة سفرهم تلك ، وشبابنا لا يقل عنهم جرأة وحبا للمغامرات والتحديات ولدى كثير منهم ما لدى أولئك الشباب الغربى من مقدرات وإمكانيات مادية متواضعة هي بقدر أمكانياتهم التى يأتوننا بها أو تزيد ، خاصة وأن شبابنا قد قلدهم فى كثير من مناحى حياتهم وفيها الجانب السالب ؟ -- كما أن كثيرا من السودانيين كما أعلم قد وطئت أقدامهم كل بقعة فى هذا العالم العريض ومنهم من قصد حتى الصين واليابان وأمريكا الجنوبية طلبا للرزق غير مبالين بحاجز اللغة ولا طول السفر ؟! – وللإجابة على هذا السؤال فإن هناك من يرى أن العلة تكمن فى المجتمع السودانى والعربى عموما بحكم تقاليده وموروثاته وثقافته . فلهذه المجتمعات كما يعتقدون طابع تعالى وكبرياء زائف فى نظرتهم للأمور المعيشية والإجتماعية حيث يود كل فرد في هذه المجتمعات أن يظهر بمستوى معيشى أعلى وأكبر كثيرا من واقعه وأن يجارى فى ذلك من لهم مقدرات مالية . يتضح ذلك جليا فى تقليدهم ومجاراتهم لبعض الأثرياء فى التفاخر (والفشخرة) والصرف البذخى المترف فى مناسبات الزواج والأفراح بحيث يأتون فى كل مرة ببدع ما أنزل الله بها من سلطان . وهناك نسوة يستعرن الحلى الذهبية للتباهى بها . وبعضهن يستعرنها لزينة العروس . ومن المفارقات أنى شاهدت حفل زواج مترف أدى فيه فنان أغنية تقول : (ما أصلو العرس بالفاتحة يا ناس ما حلال ) فاهتز لها أهل العرس طربا رغم (بعزقتهم ) للمليارات فى ذلك الزواج . إنه إذن ذات المجتمع الذى ينظر الى مثل هذه الطريقة الإقتصادية فى السفر والترحال نظرة دونية . وكأن من يسافر سفرا متواضعا ما كان ينبغى له أن يفكر فى السفر بتلك الطريقة . فالسفر عند مثل هؤلاء لا بد أن يكون مثل مناسبة الزواج مبهرجا بإحتفالات الوداع والعودة وتأمين وسائل الراحة بما فيه الكفاية أو لا يكون . ولكن هناك من الشباب من ينبرى معترضا على مثل هذا القول والتعليل ومن يقول : ومن أين للطلاب والشباب السودانى فى ظروف المعاناة التى يعيشونها فى الوقت الراهن بالمال الذى يكفيهم حتى لرحلة واحدة من مثل تلك الرحلات التى يقوم بها الشباب الغربى ومعظمهم يعانى من تكلفة الدراسة الجامعية ويطرد الكثيرون لعجزهم عن سداد رسومها . و الخريجون أغلبهم عاطلون لا يجدون عملا . و إن فكر أحدهم فى السفر حتى للبحث عن عمل فهناك صعوبات وبيد دونها بيد تحول بينهم وبين السفر!! . فهناك شرط تأدية الخدمة الوطنية وشروط وقيود أخرى لا يستطيعها إلا المقتدرون ماليا من أبناء الأثرياء الجدد أو مغامرون عقدوا العزم على الخروج من الوطن بلا نية فى العودة اليه وشعارهم ( إما مال أحمر أو موت أحمر) . و ما قاله هؤلاء وأولئك قد يكون جميعه صحيحا . فنظرة المجتمع الدونية للطريقة الإقتصادية فى السفر هي التى جعلتنى اتحاشى حمل حقيبتى على ظهرى داخل السودان عندما شرعت فى رحلتى مثل أولئك الشباب الغربى حتى لا أتعرض لسخرية وتندر من يلاقينى من الذين يعرفوننى و الذين لا يعرفونى . بل إنى حتى فى داخل مصر أحسست بالكسوف وتضايقت حين شاهدت المصريين ينظرون الى حملى لحقيبتى على ظهرى بإستغراب مما اضطرنى لحملها فى يدى . فنظرة المجمتع كما أراها هي واحدة من الأسباب التى تجعل الشباب السودانى لا يفكر فى السفر بتلك الطريقة الإقتصادية . ثم إن السفر بقصد السياحة ومشاهدة البلدان والأماكن السياحية فى العالم من أجل المتعة وإكتساب الخبرة والمعرفة كما أراه لا يشكل لدى كثير من الشباب السودانى أهمية أوهدف أو إهتمام فى حد ذاته . وإنما ينحصر إهتمام غالبيتهم فى السفر من أجل الإغتراب وإيجاد عمل . أو حسب رأي البعض منهم ( المخارجة من البلد الحفرة الذى هو وطنهم السودان ) . وهؤلاء فى سبيل تحقيق هذا الهدف لا يبالون إن تعرضوا للأذى والإذلال ، أو أن يكونوا ضحية للعنف والإغتيال فى بعض البلدان . أو أن يعيشوا عالة على أقاربهم أو أصدقائهم أو معارفهم من المغتربين لزمان طويل انتظارا للحصول على عمل صعب المنال وقد لا يحصلون عليه . وهناك البعض من ينحصر إهتمامه فى السفر على ملاقاة أقاربه أو أصدقائه فى الغربة ليقضى معظم وقته معهم داخل الشقق السكنية فى أنس وسمر ومن دعوات وجبات عند هذا وذاك وبعضهم يقضى معظم الوقت فى لعب الورق ولا يخرج لمشاهدة البلد الأجنبى الذى يزوره إلا من خلال التسوق مع مضيفية . وأنا هنا عندما أتحدث عن الطريقة الإقتصادية فى السفر على طريقة أولئك ال Backpackers وتجاربى فيها إنما أتحدث عن تجارب تباعد زمانها – أيام كان ذلك فى شبابى وكان ذلك فى زمان لم تظهر فيه الإنترنت ولا الهاتف الجوال . ولا ما حدث مؤخرا من ثورة معلومات وإتصالات وتطور فى وسائل السفر وفنونه . وأتحدث كذلك عن تجارب سبقت مجئ حكومة الإنقاذ لحكم السودان --- يوم كانت التأشيرات للسودانيين لدخول الدول الأوربية وغيرها ميسورة من داخل السودان وخارجه أو حتى على حدود تلك الدول --- ويوم لم يكن اسم السودان مدرجا فى قائمة الدول الراعية للإرهاب أو الداعمة له --- ويوم لم يكن المسافر السودانى يتعرض فى مطارات الدول وموانيها وحدودها للسين والجيم والإذلال ومنعه من الدخول حتى وإن كان يحمل تأشيرة دخول . ويوم كان السودان قبلة للسياحة خاصة من الشباب الأوروبى وخاصة بعد إتفاقية عام 1972م التى منحت الجنوب حكما ذاتيا وتوقفت بسببها الحرب لمدة عشرة سنوات حيث صار الشباب الأوروبى والسياح يتدفقون على السودان للسياحة عابرين له من الشمال الى الجنوب وبالعكس قادمين بالبواخر من جنوب مصر مواصلين رحلتهم بالباخرة حتى جوبا ومنها الى يوغندا . ورغم كل تلك المتغيرات وايجابيات الماضى ، فإن الفرص فى إعتقادى لا تزال مواتية ومتاحة بل ربما غدت أكثر إتساعا أمام الشباب من طلاب وغيرهم كي يمارسوا هواية السفر فى كل إجازة من إجازاتهم فى واحدة من الدول أو فى أكثر من دولة إن صدقت عزيمتهم ورغبتهم واتبعوا فنون السفر ومعيناته ليكون بأقل التكاليف. فقد لا يكلفهم سفرهم وإقامتهم إلا تذاكر السفر او ما يزيد عليها بقليل إن هم عرفوا وسائله واتبعوها . وهناك البعض الذين لا يحبون السفر منفردين ويعتقدون أنهم سيواجهون مصاعب لا قبل لهم بها إن لم يكن معهم رفيق . وهم لذلك يحرصون على وجود رفيق معهم فى السفر عملا بالحكمة القائلة : الرفيق قبل الطريق . وهناك بعض آخر يرى أنه سوف لن يستمتع بالسفر ما لم يكن مسافرا بمفرده . وأنا هنا لا أود أن أقلل من أهمية الرفيق . ولكن من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل أن يجد المرء رفيق سفر يتوافق معه فى المزاج والهدف وفى الزمن الذى تستغرقه الرحلة وتوقيتها وبرنامجها وميزانيتها . فإختلاف الأهداف والمزاج والميزانية قد يفسد الرحلة بين رفيقي السفر . وكون المرء صديقا وفيا ومخلصا مع أحد فليس بالضرورة أن يكون كذلك رفيق سفر جيد . فعلى سبيل المثال فقد يكون أحدهم أكثر نشاطا وحركة من رفيقه الآخر الذى يميل الى الإسترخاء والراحات . أو كأن يحمل أحدهم متاعا أثقل من حمل الآخر فيكون عبئا على رفيقه. أو كأن يفضل أحدهم الصرف بالقدر الذى يراه الآخر إسرافا ولا يستطيع مجاراته . وأنا جربت رفيقا فى السفر لإحدى الدول – هو رفيق لطيف المعشر ولكن مزاجه وأهدافه فى السفر تختلف عنى تماما فقد كان أكثر هم وشاغل له هو الإلتقاء بأقاربه ومعارفه وقضاء معظم الوقت فى الأنس معهم داخل الشقق والموائد العامرة الدالة على مبالغة الكرم السودانى بينما كان شاغلى وإهتمامى الأكبرهو مشاهدة الأمكنة والمعالم السياحية فى كل مدينة والتعرف على شعوبها وعاداتهم . ثم إن للسفر على إنفراد مزايا عديدة منها الإستقلالية والإعتماد على النفس والتعامل المباشر مع الآخرين . و متعة السفر لا تتحقق فقط بعدد الأماكن السياحية التى يشاهدها المرء ولكن أيضا بعدد من يتعرف عليهم من أناس جدد فى الغربة وتعامله معهم . وهم أكثر من سيتذكرهم بعد عودته لوطنه على إختلاف مللهم ونحلهم – وتفردهم ، وغرابتهم وكرمهم أو شراستهم فهم الذين سيبقون فى ذاكرته أكثر من أي شئ آخر . و المسافر فى كثير من الأحيان يكون فى حاجة لوقت يخلو فيه الى نفسه لكي يتعرف على نفسه أكثر وهذا ما لا يتوفر مع رفيق سفر . ثم إن المسافر لوحده لن يعدم الرفقة إن إبتغاها فالظروف حتما ستتيح له مقابلة رفقاء سفر فى نفس ظروفه وميوله وميزانيته ويكونوا هم بدورهم يبحثون كذلك عن رفقة لتبادل المعلومات فيرافقهم لوقت قد يطول أو يقصر ثم ينطلق لوحده منفردا . والسفر مع رفيق على كل حال تجربة مفعمة وثرة ولا بد منها . وفيها تعرف معادن الآخرين بحق . حيث يمضى رفقاء السفر وقتا دائما ومتصلا مع بعضهم ويتخذوا قرارات سويا – أين يذهبون – وبأي وسيلة يسافرون – إلخ –
و أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: noon)
|
So interesting, please continue Thank you, Noon
شكرا لتشجيعكم واليكم الحلقة الثالثة
أعود الى الحديث عن الطرق والسبل والوسائل التى إبتدعها هواة السفر من أجل تقليل تكلفة السفر . فأقول إن أول هذه الوسائل كما أراها من حيث الأهمية هي : -- / أندية السفر العالمية : وعددها لا يزيد عن ناديين إثنين هما : 1 / نادى القلوب تروترس The Globe Trotters Club وقد تأسس عام 1945م 2 / نادى الضيافة The Hospitality Club وقد تأسس عام 2002م وهذه الإندية تتطابق فى أهدافها تقريبا ولكنها تختلف من حيث تاريخ إنشائها ومقراتها . وقبل أن أشرح للقارئ الفكرة من وراء إنشاء تلك الأندية وأهدافها وكيف يستفيد العضو المشترك فيها من خدماتها فقد رأيت أن أحكى للقارئ قصة تعرفى مصادفة بالنادى الأول لطرافتها . وتبدأ القصة عندما كنت مبعوثا بالولايات المتحدة الأمريكية فى مطلع ثمانيات القرن الماضى فى إحدى الجامعات بجنوب ولاية كلفورنيا وتقع على بعد ثلاثين ميلا الى الشمال من وسط مدينة لوس أنجلوس وإسمها كليرمونت . فقد لاحظت عند زيارتى لإبنى فى مدرسته الأساس فى أثناء فسح الدراسة لاحظت أنى أجده دائما مجتمعا مع شلة أبناء وبنات زملائى المبعوثين السودانيين حيث إعتادوا الإجتماع لوحدهم كأبناء سودانيين ولا يختلطون ببقية الأطفال الأمريكان . ورغم ما لهذه الظاهرة من إيجابيات حميدة إلا أن من سلبياتها أنها تقلل من فرصهم جميعا لإلتقاط اللغة الإنجليزية خاصة لمن هم فى مثل أعمارهم . فقررت نقله لمدرسة أخرى مجاورة كي يضطر إضطرارا للإختلاط بغير بنى جلدته ليلتقط اللغة الإنجليزية فى وقت أسرع . وتقديرا لهذا السبب فقد تم التصديق على نقله لمدسة أخرى مجاورة بناء على إتفاق المدرستين رغم أن القوانين لا تجيز ذلك . ولكن بعد حوالى أسبوعين من انتظامه بها أتى مدير جديد لمدرسته و طلب منه العودة لمدرسته الأولى دون يخطرنى كولى أمر له . فذهبت لمكتب التعليم محتجا . ولكن عند وصولى لمكتب التعليم لم أجد بمكاتبهم أحدا سوى موظفة بالإستقبال فقد كانوا جميعهم فى فسحة منتصف النهار لتناول الغداء . فطلبت منى تلك الموظفة أن أوضح لها مشكلتنى شفاهة ، فأخبرتها بما حدث . فطلبت منى رقم هاتفى وأخطرتنى أنها سوف تتصل بى لاحقا خلال بقية ساعات العمل لتفيدنى بما تم فى أمر شكوتى . واتصلت بى بالفعل وقالت لى إن سوء فهم قد حدث . وأن على إبنى أن يعود لمدرسته فى صباح اليوم التالى . فلما عاد أبنى لمدرسته ، وجد أن مدير المدرسة الذى طلب منه العودة لمدرسته الأولى قد تم نقله وجيئ بمدير جديد . ولقد أوردت هذه القصة كمقدمة للقصة لإعجابى بتلك الطريقة الناجزة وغير البروقراطية التى تعالج بها مشاكل الجمهور من غير مكاتبات أوإجراءات مطولة أو تعقيدات بيروقراطية فى أمريكا . ثم لأبين كيف أن نقل إبنى أفاده فى الإختلاط مجبرا لإلتقاط اللغة الإنجليزية إ سريعا إضافة الى أن إبنى وجد فى مدرسته الجديدة إمرأة متطوعة تأتى للمدرسة بإنتظام فى فترة الفسحات الدراسية لتقوم بتدريب الأطفال الأجانب على التحدث والمخاطبة باللغة الإنجليزية واختارته لتقوم بتدريبه . وهي كما تعرفت عليها لاحقا إمرأة فى العقد السادس من عمرها طويلة ونحيلة ولكنها خفيفة ورشيقة الحركة كبنت عشرين . تعيش بمفردها فى منزل متوسط مع كلب صغير . وهي تملك بعضا من ثروة وفراغا كبيرا فكرت فى ملئه بالرحلات والسفر . وعندما تعود من أسفارها تقوم بتعليم الإنجليزية للتلاميذ الأجانب كهواية أو ملء فراغ لوقتها . وكان إبنى يتضايق منها ولكنها نجحت فى ترويضه بما كانت تغدقه عليه من حلوى وألعاب . وعن طريقه تعرفت بنا كأسرة له . وفرضت علينا صداقتها . ورغم ثرثرتها الكثيرة والمملة فى كل موضوع إلا أنها أفادتنى الكثير فى معرفة كثير مما خفي علي من الحياة فى المجتمع الأمريكى كما حكت لى الكثير عن تفاصيل رحلاتها الجماعية التى قامت بها مع مجموعات أو لوحدها فى كثير من بقاع العالم خاصة فى نهر الأمازون وأمريكا الجنوبية وكيف استفادت من اشتراكها وعضويتها فى نادى القلوب تروترس فى رحلاتها المختلفة . ولكي تشرح لى مهمة هذا النادى بطريقة عملية دعتنى كي أحضر معها إجتماعا لأعضاء هذا النادى فى المنطقة التى نقيم فيها . والدعوة كانت موجهة من إحدى عضوات هذا النادى بمنزلها وكان الغرض من الإجتماع هو رغبة صاحبة الدعوة لإطلاع بقية الأعضاء فى النادى عن رحلتها الى اليابان التى امتدت لأكثر من أسبوعين وكيف استفادت من اشتراكها كعضوة فى نادى القلوب تروترس . وكان الغريب فى ذلك الإجتماع الذى حضرته فى منزل تلك العضوة هو أنى وجدت نفسى أننى الرجل الوحيد فى ذلك الإجتماع بين مجموعة من النساء يزيد عددهن عن العشرة نساء . كما كنت الأجنبى الوحيد من غير الأمريكان . ومن أجلى قدمن لى قبل البداية تنويرا عن نادى القلوب تروترس وأهدافه ونشاطاته حيث علمت منهن أن إسم هذا النادى هذا قد أختير ليعنى أو يرمز الى وسيلة السفر الأقل تكلفة وهي السير على الأقدام فنادى ال Globe Trotters إن صحت الترجمة تعنى نادى الذين يجوبون العالم سيرا أو وطأ على الأقدام كناية عن قلة التكلفة أو اللا تكلفة . فهو نادى يهدف لأن يتيح لأعضائه المشتركين به السفر لأطول مدة دون أن يكون العضو قد أنفق فى سفره خلال عشرة أيام ما ينفقه السائح العادى فى يوم واحد . وشعاره لأعضائه ( سافر بمحفظة خالية ) أو مصابة بالأنيميا : Travel with an empty wallet—أو Anemic wallet كناية عن عدم الإحتياج للصرف . وأنه نادى عالمى أسس فى عام 1945م ورئاسته فى لندن وله فروع رئيسية فى كل من كلفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وبكندا واستراليا ونيوزيلاندا ويضم فى عضويته أعضاء من كافة أنحاء العالم يجمعهم ويؤلف بين قلوبهم حبهم جميعا للسفر والترحال لمشاهدة مختلف أنحاء العالم ولمعرفة العادات والتقاليد للشعوب المختلفة ولتبادل الخبرات فى السفر وأن يكون ذلك بأقل التكاليف . وأن على من يرغب فى الإشتراك فى عضوية النادى أن يكتب للنادى فى عنوانه بلندن أو أحد فروعه ( كان ذلك قبل ظهور الإنترنت وإنشاء موقع للنادى به) مبديا رغبته فى الإشتراك به. وسوف يمده النادى بأستمارة لملئها وإعادتها مع إرفاق رسوم ضئيلة لفترة عضوية سنة أم سنتان ليقوم النادى بعدها بمد العضو بدليل يحوى أسماء جميع الأعضاء المشتركين فى النادى فى كافة بلدان العالم مع جميع المعلومات والبيانات المتعلقة بهم كالمهنة – تاريخ الميلاد –الديانة – الهوايات – وإستعداد وإمكانيات كل عضو فى تقديم ما يمكن أن يقدمه لأعضاء النادى من مساعدات وخدمات إن هم حضروا لزيارة بلده كإستضافتهم بمنزله أو مكان آخر مناسب ليوم أو يومان أو أكثر وإمكانية طوافه معهم داخل بلدته والبلدان المجاورة أو ترتيب ذلك لهم . على أن يسبق كل ذلك مكاتبات أو إتصالات . وسوف يعامل الأعضاء بعضهم البعض حسب نوع التعامل والتعاون الذى يكون العضو قد بين استعداده له فى استبيانه عند ملئه لأرنيك طلب العضوية . هذا ، ويتم تجديد بيانات دليل الأعضاء كل فترة وأخرى بإضافة الأعضاء الجدد وحذف الأعضاء الذين انتهت فترة اشتراكهم أو لم يقوموا بتجديدها أو فضلوا الإنسحاب من عضوية النادى وكذلك بيان أي تعديلات حدثت فى عناوين الأعضاء. وللنادى قانون عرفى مضمونه هو عدم مضايقة الأعضاء أو إزعاجهم لبعضهم البعض كأن يبعث عضو لعضو آخر برسالة لطلب عمل أو دعوات من أجل الحصول على فيزات أو طلب مال أو تكليفه بأي تبعات مالية . وأي عضو يتسبب فى إزعاج عضو آخر بشئ من هذا القبيل سيفقد عضويته . فهدف النادى هو أخذ وعطاء متبادل . ويمكن للعضو المشترك إلغاء اشتراكه فى أي وقت . ويقوم النادى بإرسال دوريات ونشرات إخبارية مع الدليل عن نشاطات بعض الأعضاء ومذكرات رحلاتهم كما يتعاون مع صحف ومجلات ومؤسسات مختلفة متخصصة فى مجال السفر و الرحلات السياحية . كما يتقبل النادى مقترحات الأعضاء لتحسين وتطوير خدمات النادى بما يعود بالنفع لأعضائه . وكثيرا ما تتيح هواية السفر المشتركة بين الأعضاء للتعارف والمراسلة فيما بينهم وخلق علاقات وصداقات بين الأعضاء خاصة بين من تجمعهم مهنة أو حرفة أوهواية وكذلك فى مجال تبادل المنافع التجارية أو الخبرات المهنية وممارسة وتطوير الهوايات . وقد تصل العلاقة والثقة بالبعض بطول التجربة والصلات والتعامل بينهم الى تبادل المسكن والسيارات لقضاء كل منهم لإجازته المتزامنة مع إجازة الآخر فى بلدة الآخر أو خلال أي فترات زمنية أخرى يتم الإتفاق عليها فيما بينهم . ويقدم النادى كل عام جائزة سنوية مقدارها ألف جنيه استرلينى لمن يفوز فى منافسة أحسن من استفاد من خدمات هذا النادى . ولقد حكت صاحبة الدعوة فى ذلك اللقاء عن سفرها الى اليابان وكيف استقبلها وأكرمها يابانيون وأسرهم فى أنحاء اليابان المختلفة الذين هم أيضا أعضاء فى هذا النادى وذلك من لحظة وصولها الى ساعة مغادرتها لليابان ولم تتكلف أي نفقات تذكر سوى قيمة تذاكر الطيران بعد أن أخطرتهم بموعد وصولها لليابان . وعرضت علينا أفلاما وصورا بالبروجكتر عن رحلتها تلك . وأفادتنا أنها تتوقع كذلك زيارتهم لها فى كلفورنيا لتقوم نحوهم بالواجب . وأفادتنا كذلك بإعجابها بعادة خلع اليابانيين لأحذيتهم قبل الدخول للغرف حفاظا على النظافة وإنها لذلك شرعت فى تقليدهم وكانت قد طلبت منا خلع أحذيتنا قبل الدخول لغرفة الإستقبال . كان نادى القلوب تروترس عندما تعرفت عليه هو النادى العالمى الوحيد للسفر ولم يكن الإنترنت قد ظهر بعد . فصار الآن لهذا النادى موقع فى الإنترنت ويتم الآن الإشتراك في عضويته عن طريق الدخول لموقعه فى الانترنت . والمراسلة معه ومع الأعضاء تتم عن طريق البريد الإلكترونى . كما ظهر فى عام 2002م نادى جديد مشابه آخر منافس له إسمه نادى الضيافة The Hospitality Club ومقره فى ألمانيا والإشتراك فى عضويته مجانا . وهو يخدم نفس أهداف نادى القلوب تروترس وله موقع فى الإنترنت كذلك ، ولكن يبدو أن اشتراكه المجانى قد أكسبه رواجا وعضوية أكثر من رصيفه الآخر . وبلغت عضويته الآلاف ومن بينهم سودانيون . وعلى من يرغب فى الإنضمام لهذا النادى الدخول لموقعه فى الانترنت . وتفديم طلبه بملء استمارته بمعلومات صحيحة . ثم بعد ان بعد أن يتم تسجيل العضو للدخول فى الموقع ، يمكنه التواصل مع الأعضاء الآخرين برقم حساب خاص لا ينبغى أن يعطيه لآخرين مع اتباع نظم معينة . ويتيح هذا النادى الإشتراك للأعضاء وللضيوف أيضا . فحتى إذا لم يكن العضو راغبا فى السفر فقد يكون راغبا فى استقبال الأعضاء والتعرف عليهم والاستمتاع بصداقتهم واستقبالهم عندما يزورونه فى بلده .. وسيكونون هم سعداء ايضا بأي مساعدة يقدمها لهم حتى ولو كانت نصائح أو معلومات . وفى موقع هذا النادى على الإنترنت يجد المرء مذكرات عديدة تحكى عن تجارب كثير من اعضائه واستفادتهم من عضويتهم بهذا النادى . وأغلب أصحاب هذه المذكرات شباب أوربيون أذكر أن بعضهم حكى كيف وجد الإقامة والعون من أعضاء هذا النادى فى دول كالأرجنتين وشرق آسيا . أنا لم أشترك فى أي من هذين الناديين ولكنى أعلم أن الفكرة ناجحة وأشجع من يفكر فى الإنضما م لعضويتهما إن كان على استعداد لتحقيق الفائدة المتبادلة نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: azhary taha)
|
الاخ محمد عبد الله سيد احمد انا من ابناء اروما والقاش واعرف انك كاتب متمكن منذ ان كنت ضابطا اداريا...وسعيد جدا بان اقرأ لك ....واصل وساكون من المتابعين....
مرحب أخ / أزهرى طه إبن أروما القاش . وأنا أطرب كثيرا لسماع إسم القاش ولقاء أهله حتى على الأثير لما أكنه لوقر وقرى القاش عموما وأهلها من حنين ومودة . ترقب الحلقة الرابعة قريبا . لك شكرى وتحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
شكرا الاخ محمد عبد الله سيد احمد اشارك في هذا البوست القيم وانا كنت واحدا من الذين يعشقون السفر خاصة في ربوع وطني الواسع السودان .. تجربتي التي ساكتبها تخص مجموعة من الشباب عشقوا المسرح درسنا في البدء جميعنا المسرح في قصر الشباب والاطفال قسم الدراما وفي العام 93 قمنا بتكوين جماعة مسرحية باسم جماعة الجمام المسرحية وكان واحد من همومنا ايصال المسرح لاهلنا في اقاليم السودان المختلفه ولاننا كنا في بداية الطريق كان من الصعب ان نقوم بجولاتنا المسرحية في الاقاليم بدون مشقه وتعب ... كنا في احدى الرحلات عشرة شباب وشابه واحدة فكنا نجمع ما لدينا من مال ونقسمه الى ثلاثة مجموعات ونخرج من الخرطوم على ثلاثة مجموعات وعن طريق الاتوستوب من مخرج الخرطوم في سوبا نبداء الرحلة ومن الاشياء الظريفه كنا نجنب زميلتنا الشابه الوحيدة في المجموعة دردرة هذه الرحلة فنرشح واحدا منا ونجمع لهم المال الكافي ليركبوا المواصلات اما باقي الفريق عليهم الخروج الى الشارع ونتقابل في المنطقه التي سيكون اول عروضنا فيها ,,, تلك الرحلة بداءت من الخرطوم الى الحصاحيصا ومن ثم رفاعه ثم القضارف ثم الشواك على ضفاف نهر عطبرة جربنا فيها كل وسائل النقل مرات شاحنات من المفارقات التي حصلت لنا في تلك الرحلات ركبنا شاحنة كانت بلا شحنه ونحن سيرا في الطريق صاحب الشاحنة وجد شحنة بهائم في الطريق فكنا نحن وتلك الخراف ركاب تلك الشاحنة وفي مره من المرات ركبنا شاحنه جرار من القضارف في طريقها الى الخرطوم وبمجرد تحركنا من القضارف بقليل هطلت امطار كثيفة جدا فكانت تلك الرحلة متعبة جدا فالامطار من القضارف لم تتوقف الا على مشارف مدني كدنا ان نموت من البرد و,, لنا تجارب كثيرة بهذه الطريقة لدرجة في احد المرات سافرنا من الخرطوم الى بورسودان عن طريق ( الملح ) اي يا عم معاك قدام كنا نستمتع بتلك الرحلات برغم المشقه والتعب وفي شمال السودان كنا نضر للمشي على ارجلنا لمسافات طويلة ,, اذكر مره ان تحركنا من منطقة الزومة الى معبر بنطون تنقاسي بارجلنا الى ان وصلنا منطقة مروي مشيا على الاقدام لاننا كنا نتحرك عكس حركة الموصلات في ذلك الزمن يذهب اهل تلك المناطق الى المدن صباحا والعودة في المساء وكنا نحن نذهب الى تلك المناطق في الصباح ونعود للمدن الكبيرة في المساء وهناك قصص كثيرة جدا ... المعذرة لعدم الترتيب في الحكي لاني اكتب عن تلك الرحلات من الذاكرة ونواصل لكم جميعا عامر الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف الحلقة ( 4)
2/ بيوت الشباب العالمية : Youth Hostels
تهدف بيوت الشباب الى توفير مأوى مناسب ينزل فيه الشباب اثناء رحلاتهم على اختلاف اجناسهم ومستوياتهم وميولهم كي يتعارفوا ويقوموا بخدمة انفسهم . وهناك أكثر من خمسة آلاف بيت شباب فى أكثر من سبعين دولة فى العالم . وتبلغ عضويتها حوالى الثلاثة مليون عضو . وبإنضمام الشاب السودانى لعضوية أي من بيوت الشباب السودانية يكون قد انضم تلقائيا لعضوية أكبر شبكة بيوت هامة للشباب فى العالم . وأذكر أنى عندما عزمت السفر فى إجازتى عام 1973م استخرجت بطاقة عضوية لبيوت الشباب من مكتب الشباب بعطبرة ، ولا أدرى أن كان بيت الشباب بها قائما حتى اليوم أم لا . حيث لم أجده فى قائمة بيوت الشباب فى مدن السودان المختلفة والتى لا أدرى الى أي مدى حققت أهدافها . أما بيت الشباب الرئيسى فى الخرطوم ( 2 ) الذى يوجد فى موقع متميز بالخرطوم (2) فقد تم تطويره وتحديثه على أحدث مستوى ومنه تدار بقية بيوت الشباب السوداني فى عواصم ولائية كمدنى والأبيض وكسلا والدمازين وغيرها ----- وهو يتفوق على كثير من بيوت الشباب فى دول العالم الثالث . وبيوت الشباب هي الأمكنة المفضلة التى ينزل فيها الطلاب وقطاعات الشباب الأخرى من الجنسين . و ال Backpackers هم أكثر الشباب إرتيادا لهذه البيوت لما تتميز به من إقامة رخيصة للغاية وخدمات . وبيوت الشباب فى الدول الأوربية توجد فى أجمل المواقع وأحسن البنايات وبعضها كانت حصونا فتم تحويلها لبيوت شباب . وتتوفر فى تلك البيوت خدمات عديدة . حيث يوجد بكل بيت شباب عدد من الحجرات وبكل حجرة عدد من السرائر يتراوح ما بين أربعة الى عشرة وقد يبلغ الحد الأقصى عشرون سريرا مزدوجة فوق بعضها البعض . وبها مطابخ للإستعمال الشخصى لمن أراد . وبها ايضا كافتيريات تقدم وجبة افطار مخفضة ومرطبات . وماكينات لغسيل الملابس وحجرات عامة بها تلفزيون وألعاب للترفيه وفى بعضها مكتبات ومراشد للسفر وخرط . ومن المؤكد أنه سيكون قد ألحقت بها كميوترات وخدمات انترنت . وهى خدمة متوفرة الآن فى بيت الشباب بالخرطوم . وفى العديد من بيوت الشباب حدائق وفى بعضها حمامات سباحة وميادين معسكرات . والذين فى خدمة هذه البيوت يقدمون النصح والإرشادات للنزلاء ويجيبون على أسئلتهم . ولبيوت الشباب قوانين خاصة وضوابط حيث تفرض على نزلائها مغادرتها بعد الساعة التاسعة صباحا وعدم العودة لها إلا فى الرابعة عصرا . ويمكن للنزلاء ترك أمتعتهم بها . وتقفل أبوابها بعد التاسعة مساء ولا تسمح بعد ذلك لأي أحد بالدخول. وللنوم وإطفاء الإنوار ساعة محددة كذلك . وللشابات حجرات سكن منفصلة ولكنهن يلتقين مع الشباب صباحا فى الكافتيريا أو الصالة العمومية أو الحديقة . وليس مسموحا في تلك البيوت تعاطى الكحول أو لعب الميسر و لا بالتدخين داخل الغرف . وبيوت الشباب تستقبل من يحملون بطاقة عضويتها . وبعضها قد يتجاوز شرط امتلاك العضوية مقابل دفع رسوم أكثر للإقامة بها . كانت أول تجربة لى فى الإقامة ببيت شباب هى فى بيت من بيوت الشباب فى مدينة فينا عاصمة النمسا عندما وصل بى القطار الى محطتها فى صباحا . وبعدها اتجهت الى مكتب الإستعلامات بمحطة السكة حديد ليدلونى عن كيفية الوصول الى بيت الشباب فى المدينة . كنت أتوقع أن يكون بيتا وحدا . ولكن تملكتنى الدهشة عندما سلمتنى شابة صغيرة تعمل موظفة بالإستعلامات وهى تبتسم صفحات مطبوعة ومطبقة كالكتيب تحوى بيانا بجميع بيوت الشباب المختلفة فى مدينة فينا بعدة لغات وبالمجان . وهي مزينة بالصورالملونة والرسومات – إنها إذن بيوت شباب عديدة وليس بيت شباب واحد كما كنت أتوقع . فهي تبلغ الثمانية بيوت على ما أذكر أو تزيد . وهى متفرقة فى عدة مواقع بالمدينة وتحوى الصفحات على معلومات هي عبارة عن نبذة عن كل بيت بما يحويه من مبانى وخدمات ورسوم الإقامة به وصورة لكل مبنى من الخارج --- إلخ -- ويحوى الكتيب كذلك على خريطة كروكية للمدينة موضح بها موقع كل بيت وكيفية الوصول اليه من المحطة الرئيسية للقطار بسبل المواصلات المختلفة بما في ذلك السير على الأقدام . فيا لها من معلومات . ويا له من تطور سياحى وتسهيلات . وشددت الرحال الى أقرب بيت سيرا على الأقدام . دخلته ووجدت حسن استقبال وتم اخطارى بنظم الإقامة . كنت محظوظا أن أجد فيه سريرا شاغرا فبيوت الشباب جميعها فى المدن الكبرى فى أوروبا تزدحم فى فصل الصيف . تركت متاعى عندهم وخرجت لأشاهد المدينة ومعالمها السياحية فى رحلة جماعية فى باص سياحى مع مرشد سياحى بأجر زهيد . وعندما عدت لبيت الشباب عصرا وجدت النزلاء به من قبلى قد بدأوا يتوافدون . وقد لاحظت أن أغلب النزلاء فى هذه البيوت من الشباب الأوروبى والأمريكى وأفرادا قلائل من الجنسيات الأخرى . فطوال رحلتى داخل أوروبا وإقامتى فى أكثر من خمسة بيوت شباب مختلفة لم أصادف بها أي أفريقى من دول جنوب الصحراء . ومن التقتهم من الشباب فى تلك البيوت هم قلة من المغاربة والتونسيين والمصريين والتقيت كذلك مصادفة بطالب الطب السودانى وقتها والذى لدي به سابق معرفة ، واعرف عنه كذلك حبه للسفر والترحال متلى على طريقة ال Backpackers . إنه د. عمر عباس أحمد صالح . وقد التقيته فى بيت الشباب بمدينة لوزان بسويسرا ليوم واحد ثم افترقتا كل واحد منا فى اتجاه مختلف . وفى تلك الأمسية التى قضيتها ببيت الشباب بفينا شاهدت تجمع الشباب فى الحديقة للأنس والتعارف وإدارة نقاش وحوارات فى قضايا مختلفة . وأذكر أن أحد الشبان الأمريكان ويدرس العلوم السياسية شد إنتباه الكثيرين بتناوله وتحليله لقضية سياسية معاصرة وساخنه فى ذلك الزمان هي فضيحة وترقيت وأستقالة الرئيس الأمريكى نكسون على أثرها فكانت ندوة عامة شارك فيها الجميع . وفى بيوت الشباب بالمدن الأوربية التى أقمت فيها وبإختلاطى مع أولئك الرحالة الشباب إزدادت معرفتى بفنون ووسائل سفرهم بأقل التكاليف . فقد شاهدت فى أحد بيوت الشباب هذه واحدا من أولئك ال Backpackers يطالع كتابا ضخما عنوانه : ( مشاهدة أوربا بخمسة دولارات امريكية فى اليوم ) تصفحته لبضع دقائق وأذهلنى ما حواه من معلومات كثيرة ودقيقة ومرتبة بفهرست وبحروف أبجدية بطريقة القاموس وبجداول حيث يجد المسافر ضالته فى كل مدينة أو قرية بأوربا وكمثال لذلك : أين يجد أرخص الإقامة والمبيت وأرخص الطعام والترحيل وجداول بمواعيد القطارات والبصات وعن البنوك إلخ --- وقد حسبت وقارنت الخمسة دولارات أمريكية فى اليوم مع منصرفاتى اليومية ووجدتها متقاربة . لقد حسبتها بحساب ذلك الزمان حيث كان الجنيه السودانى لا يزال يعادل أكثر من ثلاثة دولارات أمريكية بقليل ، أما إذا حسبنا تلك الخمسة دولات بحساب تاريخ اليوم الذى تضاعف فيه التضخم مرتين فصارت خمسة دولارات الأمس خمسة عشر دولارا بحساب اليوم ، وإذا حسبنا أن متوسط سعر الدولار اليوم هو ألفين جنيه بالقديم . فمعنى ذلك أن المسافر السودانى على الطريقة الإقتصادية يكون معدل صرفه اليومى ثلاثون ألف جنيها يوميا بالقديم . وهو نفس المبلغ الذى تشترطه كثير من الدول الآن لكي يكون بحوزة ال Backpackers عن كل يوم سيقضونه بتلك الدول قبل أن يمنحونهم تأشيرة الدخول . وهناك من الشباب الأمريكى من يشترى سيارة للسياحة والطواف بها داخل أوربا ثم بيعها ثانية عند مغادرته لبلده وهؤلاء وغيرهم يأتون لبيوت الشباب هذه للمبيت بها وعند عزمهم مغادرة بيت الشباب لمدينة أخرى يقومون بإلصاق إعلانات فى الصالة العمومية أو بحجرة الطعام موضحين خط سير رحلتهم وبرنامج سفرهم ويعلنون عن ترحيبهم بمن هو راغب لمرافقتهم فى رحلتهم بسياراتهم حسب برنامج خط سيرهم وممن يكون مستعدا للمشاركة فى وقود العربة وقيادة السيارة والأنس . ومن الظواهر الإيجابية فى تلك البيوت ما شاهدته من تعاون الشباب من الجنسين وتطوعهم فى نظافة الغرف وغسل الأوانى وترتيب كل شئ . ولكن كان من عادات الشباب الغربى الشاذة التى لفتت نظرى وأصابتنى بالإشمئزاز هي تعريهم تماما كما ولدتهم أمهاتهم عندما يأتون لغيار ملابسهم للنوم أو لدخول للحمام أمام الآخرين . وأذكر أن شابين مصريين كانا معى فى نفس الحجرة فعندما شاهد أحدهم أولئك الشباب وهم على تلك الحال من العرى صاح مخاطبا زميله الآخر بأعلى صوته قائلا له : ( فلان - بص شوف أطيازهم !! ) . وضحكت من أعماقى .. وقلت فى نفسى : يا عجبا للمصريين لا يتركون تندرهم وسخريتهم فى أى زمان ومكان . وتجربة أخرى لى فى إقامتى فى بيت شباب فى مدينة ريفية صغيرة فى جنوب المانيا على حدودها الجنوبية مع النمسا وإسمها ( بساو ) وكانت هي أول مدينة أصل اليها بعد خروجى من النمسا . وجدت بيت الشباب فيها يقع فوق هضبة جبلية . سرت اليه وصعدت له مشيا على الأقدام عابرا كبرى على نهر الدانوب وصعدت الى المرتفع الجبلى وسط اشجار غابية كثيفة . وتركت متاعى به أيضا وعدت أتجول فى المدينة . وعند عودتى فى المساء وجدت به مجموعة كبيرة من التلاميذ والتلميذات أعمارهم تتراوح ما بين الرابعةعشر والثامنة عشر جاؤوا مع معلماتهم فى رحلة مدرسية من مدينة بون . ولم يكن غيرى وغيرهم فى بيت الشباب نزيل آخر . وجدتهم قد ملأؤوا ساحة الكافيريا الواسعة وهم فى حفل ترفيهى راقص على أنغام غناء وموسيقي صاخبة . وما أن شاهدونى رحبوا بى وترك كثير منهم حلبة الرقص والتفوا حولى ليتعرفوا بى كغريب جاء لوطنهم زائرا من السودان . وتحدثوا معى لمعرفة الكثير عنى وعن بلدى السودان --- جيل ألمانى جديد ولد بعد زوال آثار الحرب العالمية الثانية وهو منفتح على معرفة الشعوب . وفى حديثى معهم لمعرفة انطباعاتهم عن الحرب العالمية الثانية وجدتهم غير متحمسين لإجترار ذكراها ويحاولون نسيانها كذكرى أليمة وماضى بغيض . ويتطلعون الى مستقبل وعالم يعمه السلام والتواصل بين الشعوب . وانجذب هؤلاء الفتية الصغار لتبادل الحديث معى عن المانيا والسودان أكثر من انجذابهم الى حلبة الرقص العامرة بالفتيات وموسيقاها التى تصم الآذان . ولم يثر إهتمامهم ما أثار إهتمامى فى ذلك الحفل الراقص عندما انهارت إحدى الفتيات نفسيا وعصبيا وأجهشت بالبكاء ثم أغمى عليها وحملت بين أذرع معلماتها الى حجرة منعزلة . سألتهم ما خطبها ؟ فذكروا لى من غير إهتمام بأمرها أنها إنهارت نفسيا لأن الفتى الذى تحبه لم يعرها إهتماما وراقص فتيات غيرها عدة مرات . وعلق آخر قائلا لى : دعك منها . إن مثل هذا يحدث كثيرا . قلت فى نفسى : يا لقسوة قلوب الرجال – وما أرق قلب حواء وما أعظم وفاءها لمن تحب . وحزنت لما أصاب تلك العاشقة االصغيرة من خذلان وأشفقت على قلبها الدامى الجريح وخاطرها الكسير .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
Quote: وفي شمال السودان كنا نصر للمشي على ارجلنا لمسافات طويلة ,, اذكر مره ان تحركنا من منطقة الزومة الى معبر بنطون تنقاسي بارجلنا الى ان وصلنا منطقة مروي مشيا على الاقدام |
بوست مختلف ومفيد
اذكر اني ذهبت الى تركيا وفي استنبول ذهبت الى محطة قطار ووجدتها كمحطات قطاراتنا شبه شديد
واعجبني جدا شراء سندوتشات السمك من على مراكب الصيادين على البسفور
تابع وهكري في محمد سيد احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة الخامسة
/ القطارات فى أوروبا : تعتبر القطارات فى أوروبا من أفضل وسائل السفر داخل أوربا وتمتاز بسرعتها التى تصل الى 186 ميلا فى الساعة . وهي أسرع من البصات التى لا تزيد سرعتها عن الستين ميلا فى الساعة . وتعتبر أفضل وسيلة للسفر من الطيران عند السفر من مدينة أوربية الى أخرى . لأنها توفر الزمن الطويل الذى يستغرقه المسافر للوصول الى المطارات البعيدة والعودة منها إضافة الى ما بالمطارات من إجراءات معقدة عند الدخول اليها والخروج منها تستعرق وقتا طويلا كذلك . وفضلا عما يوجد بتلك القطارات من خدمات . وهى من درجتين فقط أولى وثانية إضافة لدرجات النوم لتلك الرحلات التى يقضى بها المسافر ليلة كاملة كالرحلة من مدريد الى باريس أو من باريس الى روما . والقطارات تربط كل المدن الأوربية تقريبا ويدخل قطار أي دولة أوربية للدولة الأخرى حيث تتم إجراءات الجوازات والجمارك داخل القطارات وهى متحركة دون توقف أو تأخير . وفى الباخرة التى عبرت بى بحر المانش بين انجلترا وفرنسا قبل إنشاء النفق تحت البحر الذى ربط بينهما بخط سكة حديد إلتقيت بطالب يابانى لايزيد عمره عن العشرين عاما لا يحمل معه من المتاع غير حقيبة صغيرة اسطوانية الشكل لا أعتقد أنها تسع لأكثر من غيار ملابس واحد ذكر لى أنه ظل يطوف بدول أوربا لأكثر من شهر دون أن يحتاج لأن يقيم فى فندق أوبيت شباب أو أي مكان آخر لأنه يقضى نهاره فى إحدى المدن فإذا جاء موعد النوم صعد الى أى قطار مغادر لجهة أخرى و قضى ليلته به حتى الصباح لينزل فى مدينة أخرى وهكذا دواليك الى أن تنتهى فترة صلاحية التذكرة . وشرح لى الأمر بأن هناك نظام تذاكر سفر مخفضة تتيح لصاحبها السفر بالدرجة الاولى أو الثانية حسب الفترة الزمنية التى يرغبها بالأسابيع أو الشهر والشهرين وهى مخفضة أكثر للطلاب ولمن هم دون سن الستة وعشرين عاما ولمن بلغوا الستين . ومثل تلك التذاكر تتيح لصاحبها السفر على أي قطار أوربى ولأي جهة فى أوربا خلال الفترة الزمنية التى إختارها .. واستفسرت عن هذه التذاكر التى تتيح عددا غير محدود من الرحلات فوجدتها ذات نظم تتعدد فيها الخيارات من الفترات الزمنية التى قد تمتد الى ثلاثة اشهر ولعددية الدول الأوربية . ولكن هذه الميزات لمواطنى دول معينة . ولمن أراد التفاصيل فيمكنه الحصول عليها فى الإنترنت . ومثل ذلك الإجراء وجدته متبعا أيضا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى نظام باص يسمى القريي هاوند Grey Hound يجوب أمريكا من أقصاها الى أقصاها شرقا وغربا وشملا وجنوبا ويمكن للمسافر قضاء الليل بداخله . وهو كذلك لديه نظام تذاكر مفتوحة على نحو ما هو فى قطارات أوربا . وبه تواليت بداخله . ومواعيد القطارات الأوربية دقيقة للغاية رغم كثرتها . ومعظم سفرى داخل أوروبا كان بالقطارات . فمن ضمن تجارب سفرى بالقطارات الأوربية كانت رحلتى من مدينة هابورج بالمانيا الى كوبنهاجن بالدنمارك . فعندما ذهبت الى محطة السكة حديد الرئيسية بهامبورج (توجد أكثر من محطة سكة حديد بكل مدينة كبيرة ) سألت مكتب الإستعلامات بالمحطة عن القطار المتجة الى كوبنهاجن – وكنت أحسبه قطارا واحدا فى اليوم . ولكن دهشتى كانت كبيرة عندما سلمتنى إحدى موظفات الإستعلامات ورقة باللغة الإنجليزية حسب رغبتى -- بها جدول يوضح جميع القطارات التى تغادر هامبورج كل يوم الى كوبنهاجن وعددها عشرة قطارات . ويحوى البيان نوع كل قطار والدولة التى ينتمى لها ونمرة الرصيف الذى سيقف عنده ويغادر منه وموعد وصوله ومغادرته بالساعة والدقيقة واسماء المحطات التى يتوقف فيها وميعاد وصوله اليها وقيمة التذكرة بالدرجة الاولى والثانية ونوع الخدمات المتوفرة بكل قطار . وبذلك أمكننى إختيار القطار فى الوقت الذى يروقنى . وانتظرته على رقم الرصيف المحدد . وكانت دهشتى بالغة أيضا بمشاهدتى لقطارات أخرى تصل وتغادر من على نفس الرصيف على رأس كل خمسة دقائق أو ثلاثة تقريبا . ولولا لوحات الإعلان بجانب ذلك الرصيف والتى كانت تتغير أوتوماتيكيا لتوضح وجهة كل قطار قادم ومغادر كما هو الحال فى المطارات العالمية بالنسبة للطائرات لكنت اخطات وجهتى وصعدت عن طريق الخطأ الى قطار آخر مختلف . فما هي إلا دقائق معدودة بين وقوف القطار وفتحه لأبوابه أتوماتيكيا والنزول منه والصعود اليه ومغادرته على الفور. وفى القطار الذى اتجه بى الى كوبنهاجن كنت أراجع خريطة السفر وأفكر كيف وبماذا سنعبر بحر البلطيق الى ساحل الدينمارك الجنوبى بعد أن يتوقف بنا القطار عند الساحل الشمالى لألمانيا الغربية وقتها . إنه بحر عريض ومسافة طويلة ولا بد أن باخرة ستكون فى انتظارنا كما كان الحال عند عبور بحر المانش بين إنجلترا وفرنسا . ولكن مفاجأة مذهلة كانت فى انتظارى . فعندما وصل بنا القطار الى الساحل الشمالى لألمانيا لم يتوقف كما كنت أتوقع وإنما دخل بطوله وعرضه مباشرة الى داخل باخرة عملاقة عن طريق قضبان حديدية مفصلة له بداخلها وانخلع قلبى وتلفت حوالي فوجدت أن هناك ايضا عددا من البصات السفرية والسيارات تدخل هي الأخرى كذلك فى جوف تلك الباخرة العملاقة وتستقر بداخلها كما فعل القطار . وتحركت الباخرة بما فيها ومن فيها من آليات وركاب ومخرت عباب البحر فى طريقها الى ساحل الدنمارك الجنوبى – فياله من ابداع حضارى !– وبتحرك الباخرة طلب منى رفاقى فى قمرة القطار أن أصعد معهم بمصعد كهربائى الى أعلى سطح بالباخرة حيث وجدت به عالما آخر متكامل به مطاعم وكافيريات وسوق حر وصرافة نقود ومكتبات والعاب الكترونية وموسيقى ورقص وغير ذلك – وامضى الركاب بسطح الباخرة زهاء الاربعين دقيقة ثم نزلوا لاخذ مقاعدهم مرة اخرى فى القطار قبل ان يخرج من الباخرة فى اتجاه شمالى مستقيم الى مدينة كوبنهاجن التى وصلناها قبيل الغروب . وتوقف بنا القطار فى محطة السكة حديد الرئيسية بكوبنهاجن وهى عبارة عن صالة كبيرة واسعة ومسقوفة بارتفاع عالى كبير وبداخلها مختلف المكاتب والخدمات ويتخذها العديد من الشباب من الجنسين منتجعا ومكانا للتلاقى وتزجية الفراغ . شعور رؤوسهم طويلة يكاد المرء لا يستطيع ان يميز الذكر من الإنثى فقد كانت موضة الخنفسة على أشدها فى ذلك الزمان وسائدة فى كل دول الغرب وقلدهم فيها بعض شباب العالم الثالث . وبنزولى من القطار فكرت فى الإتصال تلفونيا بأسرة أقارب صديقى المرحوم الشبلى سعيد المقيمة بكوبنهاجن وكان قد أخطرهم لإستضافتى وكانوا يترقبون وصولى اليهم . دخلت الى كشك تلفون عمومى داخل المحطة لأخطرهم بوصولى لكي يرشدونى الى كيفية الوصول الى منزلهم أو ربما يحضروا هم بأنفسهم لأخذى من المحطة الى منزلهم . والقيت ببعض قطع النقود المعدنية داخل جهاز التلفون وأدرت أقراصه . ولكنى كنت اسمع صدى رنين الهاتف بالمنزل دون أن يرفع السماعة أحد وكررت المحاولة عدة مرات دون جدوى . فأيقنت أنه لا يوجد بمنزلهم أحد . وكنت أثناء وجودى داخل كشك التلفون ألاحظ من خلال بابه الزجاجى شخصا غريب الهيئة والشكل يمعن النظر فى شخصى ويراقبنى بإستمرار ولا ينقطع نظره عنى .
سأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة السابعة
وتوقف بنا التاكسى فى احد الاحياء البعيدة النائية جوار عمارة ذات أربعة طوابق جميع شققها السكنية متشابهة وبجانبها عمارات اخرى مشابهة لها .( بدا لى أنها مساكن شعبية . فأخذ مضيفى حقيبتى وهرول بها صعودا بسلالم العمارة حتى الطابق الرابع وأنا من خلفه . وفتح باب شقته . وعند دخوله التقط برقية كانت محشورة من تحت فتحة باب شقته مكتوبة باللغة الإنجليزية وقرأها بصوت عالى ليسمعنى فحواها وقال لى انها مرسلة له من زوجته تقول له فيها : ( لقد إفتقدتك كثيرا ) – وسلمنى البرقية لأعيد قراءتها بنفسى لأتأكد من محتواها وليطمئن قلبى – قلت فى نفسى : ترى هل صحيح إنها افتقدته حقا فى نفس اليوم الذى غادرته فيه – وهل تحبه حقا الى تلك الدرجة وذلك القدر؟ ! كانت شقته أو بالأصح شقتها صغيرة مكونة من حجرة واحدة وصالة جلوس ومطبخ وحمام وبكل المقاييس هى متواضعة للغاية لقلة أو إنعدام ما بها من أثاث ومقتنيات. وبقراءتى للبرقية ومشاهدتى لقطع ملابس ومتعلقات نسائية إطمأن قلبى قليلا على أن له زوجة ولكنى لم أجد أثرا لأطفال ولم أسأله عنهم . وبعد وقت من الأنس تركنى فى صالة الجلوس لأنام على كنبة فى شكل سرير فبقيت لوقت طويل يقظا حذرا مدعيا النوم حتى تأكد لى أنه قد نام قبلى . وفى الصباح أعد لى كوبا من القهوة ، ولم يكن بشقته شئ آخر يؤكل اويشرب واستأذنته مبكرا للمغادرة حتى لا يطلب منى دعوتة للإفطار . ورثيت لحاله وعجبت كيف ولماذا وما الذى يدعوه لترك وطنه ليعيش فى هذا البؤس . إنه سودانى أصيل وليست لديه نوايا شريرة كما تخوفت . بل اعتبرته كريم وشهم رغم إفلاسه ومتاعبه ويبدو أنه قد توهم في الثراء وأكرمنى بما أملك معتبرا الحالة واحدة فى الصرف ، ولولا محدودية ميزانيتى ورحلتى الطويلة لما تركته على حاله تلك دون عون . وظلت حالته تلك هاجسا يشغل تفكيرى ويحيرنى . فالمعيشة على القراصة أو الكابيدة بالتركين أو حتى على البلح واللبن فى بلدته بالشمالية والصبر على طعام واحد أفضل له بكثير مما وجدته وشاهدته عليه من بؤس وضنك . وعندما سألنى قريب المرحوم الشبلى سعيد أين وكيف قضيت ليلة وصولى عندما لم أجدهم بمنزلهم رويت له ما كان من أمرى مع ذلك الشاب الذى استضافنى بشقته ووصفته له . وجدته على معرفة به ، و تحاشى أن يفصح لى عن حقيقة أمره . ولكنه ألمح لى بصفة عامة بأن هناك أفارقة وعرب ومن بينهم سودانيون يقترنون بديناماركيات عن طريق الزواج للحصول الإقامة والجنسية وإذن العمل وبعض آخر تتكفل زوجاتهم أو خليلاتهم بأمر معاشهم ومنصرفاتهم مقابل قيامهم بمهامهم الزوجية وقد يكبروهم سنا ( نوع من زواج الإيثار الغربى ). وبذلك تتفاوت حظوظ أولئك الأزواج الغرباء بتفاوت ثراء شريكاتهم اللائى اقترنوا بهن . وأدركت أن ذلك الشاب بإفلاسه الذى شاهدته عليه هو الأقل حظا . نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
( الحلقة 8 )
كان أكثر ما لفت نظرى حال خروجى من محطة السكة حديد بكوبنهاجن ودخولى مباشرة الى الشوارع الرئيسية بالمدينة هو رواج تجارة الجنس بها ووجود عدة دور ومحلات تجارية مختلفة تعمل فى تجارة الجنس منها المكتبات المتخصصة فى بيع الكتب والمجلات ذات الصور الفاضحة وكذلك أشرطة الفيديو وأجهزة أخرى عديدة ذات استخدامات جنسية مختلفة وسينمات متخصصة فى عروض أفلام الجنس ومسارح للعرض الجنسى الحي كما يسمونه Live show ويشاهد المرء كذلك تفشى ظاهرة تعاطى المخدرات بين الشباب وتداولها بيعا وشراء بطريقة واضحة للعيان بل وبالمناداه عليها . ورغم أن ظاهرة تجارة الجنس والمخدرت هذه لا تخلو منها كثير من المدن الأوربية والأمريكية إلا أنها وفى كوبنهاجن كما بدا لى أكثر رواجا وإثارة ويعتمد عليها كعامل جذب للسياحة ومصدر للدخل ، ولا ينافسها فى ذلك إلا شوارع محددة ومشهورة فى كل من نيويورك وسان فرانسسكو كما شاهدتهما لاحقا . ورغم هذا التفسح والإنحلال الجنسى فقد ادهشنى مستوى الأمانة الذى يسود بين الشعب الدينماركى أو الإسكندنافى عامة ومحاولة حكوماتهم أن تجعله صفة راسخة ومتأصلة فيهم وتربيهم علي نهجه . فقد شاهدت الشعب الديمناركى يقومون بشراء تذاكرهم للبصات والقطارات الداخلية من أجهزة أوتوماتيكية رغم عدم وجود أي كمسارى أومفتش تذاكر . ويشترى المواطنون الصحف من أمكنة بيعها فى أركان الشوارع ويضعون ثمنها دون أن يكون فى حراستها احد . وكنت قد نسيت محفظتى على رصيف جوار كشك التلفون العمومى الذى كنت أتحدث منه وبها جواز سفرى ومبلغا من المال ولم أصدق عندما عدت اليها بعد زمان ليس بالقصير ووجدتها فى مكانها رغم الزحام من حولها . وفى سويسرا نسيت جاكت قديم فى أحد قطاراتها وأبلغت عن فقدانه وأعطيتهم عنوانى حيث أقيم بسويسرا وعنوانى فى السودان كذلك ودهشت عندما وجدت هذا الجاكت قد أرسل لى على عنوان بريدى بالسودان وسبق وصوله للسودان وصولى اليه . وفى الدنمارك كما فى بقية الدول الإسكندنافية الأخرى يجيد غالبية المواطنين وحتى الأطفال التحدث بأربعة لغات أوربية لأنهم يدرسونها منذ مرحلة الأساس . وفى الدنمارك تعرفت بكثير من السودانيين الذين يعملون فى مهن مختلفة . وكانت المشكلة الكبرى التى تواجههم كأرباب أسر سودانية سواء كانوا متزوجين من سودانيات أم دينماركيات هي إحساسهم وشعورهم بذوبان هويتهم وبالأخص هوية ابناءهم فى مجتمعهم الجديد لإستحالة أو صعوبة تربية أطفالهم وتنشأتهم على القيم الإسلامية كمجتمع محافظ فى خضم ذلك الوسط الإباحى وحريته الجنسية . فمن غير المسموح للوالدين ضرب أبنائهم للتأديب . وإذا نما ذلك لعلم السلطات إعتبرته جريمة وتعذيب للطفل وأخذوا منه طفله لتربته بعيدا عنه . وحكى لى بعضهم بمرارة عن كيف استسلمت أسر سودانية للأمر الواقع وتقبلت رغما عنها مسألة الصديق أو البوى فريند لبناتهم والترحيب به معهن داخل مساكنهم وهو غير مسلم . وقد يتزوج بها أو يظل صديقا لها أو قد يفترق عنها . فالبنت والولد أحرار بعد الثامنة عشر ومن حقهم الإستقلال بحياتهم بعيدا عن أسرهم ورعايتها وتوجيهها لهم . والزواج بأكثر من زوجة يعد جريمة . وحكوا لى عن أحداث ومواقف لا تصلح للنشر . وليست هذه المشكلة قاصرة على الدول الإسكندنافية فحسب ولكنها عامة فى كل الدول الاوربية وكندا والولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندا . وما على الأسر المسلمة المحافظة التى إختارت الإقامة الدائمة او شبه الدائمة بتلك الدول إلا ان تواجه قدرها ومتاعبها فى تربية ابنائها على المحافظة والقيم الإسلامية وسط ذلك الخضم من الفوضى الجنسية ، وهي مهمة ليست بالسهلة --- وكأنها سباحة عكس التيار وليس أمام الأسرة التى فكرت فى الإقامة الدائمة فى تلك البلاد من خيار غير أن ترضى بتعرض أبنائها للذوبان فى ثقافة المجتمعات الأخرى رغما عنها إلا من رحم ربى وإما أن تختار العودة لموطنها فى السودان وأهله . وبالكاد توجد منطقة وسطى بين هذا وذاك . كما أن للسودان وأهله قيما ومزايا قل أن تتوافر فى شعوب أخرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
( الحلقة 9 )
وقد عشت مثل هذه الظروف والتجربة بنفسى خلال فترة إقامتى بالولايات المتحدة الأمريكية . ففى مرة من المرات وبينما كنت أقود سيارتى وبرفقتى زوجتى وأطفالى الثلاثة فى المقعد الخلفى شاهدنا فى ركن أحد الشوارع فتى وفتاة متعانقان وهما فى قبلة طويلة ، و هومنظر مألوف . ولكننى إرتبكت هذه المرة لأن أنظار أطفالى وقعت عليه . ومن خلال مرآة العربة شاهدت إبنتى يقرب عمرها من السبعة سنوات تستدير بوجهها لمتابعة المشهد وحاولت زيادة سرعة العربة حتى أتجاوزه ، ولكن دون فائدة فالمحظور قد وقع وشاهدت ما شاهدته فحاولت بعدئذ أن أفسر لها ما شاهدته بصورة تكون أقرب الى وجدانها ومعرفتها . قلت لها : ( إنها أمه وهو يحبها كثيرا ولذلك هو يقبلها هكذا) ولكنها ردت علي وقالت فى ثقة قاطعة : كلا ، إنها ليست أمه . ففوضت أمرى لله وسكت . ثم لم ألبث أن أدركت كم انا غبى --- من المؤكد أنها قد شاهدت مثل ذلك المشهد كثيرا فى التلفزيون و ما هو أفظع منه وفى قنوات متعددة وليس من بينها قناة يمكن أن يقال عليها طاهرة . وتساءلت فى نفسى : إذا كان هذا إدراكها منذ الآن ترى كيف سيكون أمرها عندما تصل سن المراهقة إذا قدر لنا أن نعيش بصفة دائمة فى تلك البلاد ؟ . ولقد شهدت وسمعت بمواقف وأحداث أخرى كثيرة لا تصلح للنشر . وفى داخلية الجامعة التى أدرس بها كما فى بقية الجامعات يسكن الطلبة والطالبات فى حجرات مشتركة وفى حرية جنسية تامة بل ويدرسون كيفية العلاقة الجنسية الصحيحة وكيف تتجنب الفتيات الحمل . ورغم كل ذلك فقد كان من الغريب أن أشاهد مرة فى أحد الأمسيات عددا من الطالبات وهن يحملن شموعا مضيئة ويرددن هتافا لم أتبين معناه . فسألت أحد الطلاب الأمريكان ما خطبهن ؟ قال لى إنهن يعبرن عن إحتجاجهن لما يتعرضن له من كثرة إغتصاب !! والحق يقال فإن المجتمع الأمريكى مليئ بالمتناقضات وفيه محافظون وأصحاب قيم رفيعة وفيه مجرمون ومنحرفون وأصحاب الدرك الأسفل من النار ولكل منهم أنديتهم التى يمارسون فيها أنشطتهم بحرية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . وقد لا يصدق البعض أن للمنحرفين جنسيا أندية فى العلن على مختلف نوعية إنحرافاتهم . فهناك أندية للمثليين والمثليات وللعراة ولتبادل الزوجات ولشواذ آخرين أستحى أن أبين كيفية شذوذهم . وفى سان فرانسسكو شاهدت شارع خاص للمثليين يوجد به جميع المناشط التجارية والخدمية التى تخصهم وحدهم ويأتون اليه شبه عراة ويقبلون بعضهم فى العلن ، ولهم مهرجانات واحتفالات وحقوق يكفلها لهم القانون .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
بوست ممتع
Quote: رجائى ممن له تجربة سفر بقطارات أوروبا أن يشارك بتعليق |
سافرت مرتان بالقطارات في اوروبا في المرة الاولي وصلت الي المحطة قرب موعد وصول القطار فنظرت لرقم العربة في التذكرة وو جدت انني لن ادرك الرصيف الموازي لعربتي موقع الحجز قبل مغادرة القطار الذي يتوقف لدقائق قليلة جداً حسبتها دقيقتان او ثلاثة لينزل من ينزل و يركب من يركب ويفقد فرصته من تلكأ فركبت في العربة التي توقفت في الرصيف الذي تمكنت من الوصول اليه وانا اجر حقيبتي وتحرك القطار وجعلت امضي من عربة لعربة ونفسي يكاد ينقطع وخيل الي انني لن اصل الي عربتي ابداً في هذا القطار الطويل جداً فبل وصول القطار لوجهته و اذكر ان القطار مرة باكثر من محطة قبل وصولي لمقعدي في ماراثون المحطة و عربات القطار. بعد ان استقر بي المقام نظرت من حولي فوجدت معظم الركاب مابين قارئ نهم لكتاب و مابين طالبة جامعية تستفيد من الزمن في اداء الواجب الدراسي وقد فرشت الطاولة بالاوراق و اللابتوب و الكتب و مابين منهمك في مراجعة ملفات اما انا فاستمتعت بالمناظر الطبيعية الرائعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة العاشرة
ثم حتى على إفتراض أن سودانيا إرتضى أن يتقبل الحياة والعيش فى أحد تلك البلدان ذات الواقع الإباحى على مسئوليته وعلى أمل أنه سينجح فى مقاومة تيار الإباحية والنأي بأبنائه بعيدا عن تأثيره ، فإن هناك من المزايا والصفات الإجتماعية السودانية الأصيلة من شهامة وتعاون وتكافل ونجدة وكرم سيفتقدها ولن يعوضها له أي مال جمعه وعدده ورغد معيشة هنأ بها . فإيقاع الحياة السريع والمادية المفرطة التى تجرد الإنسان من آدميته وروحانيته تغدو مملة وتجعل حياته مضطربة وفاقدة المعنى . ويا لها من مادية قد تصيب بالإشمئزاز والتقزز فى كثير من جوانبها . فعلى سبيل المثال فبعد نهاية فترة دراستى تعجلت أسرتى العودة الى السودان . وفكرت أنا بعدها فى البقاء لفترة آملا أن أمد دراستى لنيل درجة الدكتوراه حتى ولو كان ذلك على حساب نفقتى الخاصة فقد توفر لى مصدر دخل أتاح لى أن أعيش به فى وضع أفضل من وضعى بالسودان ولكن حادثا عارضا حدث لى جعلنى أغير رأيي وأبغض الحياة فى أمريكا رغم ما توفر لى فيها من عيش رغد ووفرة مال فهربت منها موليا الإدبار عائدا لموطنى السودان لأنعم بالإستقرار وراحة البال . أما لماذا كرهتها ومللتها وفكرت فى الهروب العاجل منها لوطنى فهذا هو بيت القصيد . فقد حدث إن كلفتنى أسرة أمريكية من أصل ألماني أن أقيم فى منزلها خلال فترة تغيبها فى إجازة بألمانيا لمدة خمسة وأربعين يوما وأن أرعى فى غيبتهم حديقة منزلهم وأن أستخدم جميع معدات ووسائل منزلهم الحديث بما فيه من سيارتين داخل جراج يفتح وينقلق بالرموت كنترول مقابل أن أدفع فقط قيمة إستهلاكى للكهرباء والتلفون . وكان المنزل فى حي جبلى مرتفع وبعيدا عن الجامعة وعن بقية سكن زملائى السودانيين . وحدث أثناء إقامتى بمنزلهم أن أصبت بوعكة مفاجئة ليلا دخلت بسببها فى غيبوبة لم أفق منها إلا فى صباح اليوم التالى . وتملكنى الخوف والقلق ماذا كان سيحدث لو أنى فارقت الحياة -- من المؤكد أنه سوف لن يعلم بموتى أحد إلا بعد أن تتحلل جثتى وتنبعث روائحها كما يحدث ذلك لكثيرين . ثم كان من غرائب الصدف أنى وجدت بصندوق بريد المنزل الذى يمتلئ نهار كل يوم برسائل ودعايات الشركات التى تروج لسلعها وخدماتها وكبونات التخفيض ، وجدت خطابا من إحدى شركات دفن الموتى تعرض لى فيه مزايا خدماتها وكيف أنى إذا تعاقدت معها على نظام الدفع المقدم و بأقساط مريحة فإنها ستتفقدنى كل مرة لتتأكد بأنى لاأزال حيا . وحين تعلم بموتى فإنها ستقوم بإجراءات دفنى وتكون التكلفة قد تم سدادها لها بالدفع المقدم ولم يغب عنها أن تلفت نظرى الى أن الكثيرين ممن يسكنون بمفردهم لا يكتشف أحد موتهم إلا بإنبعاث رائحة جثثهم المتعفة .. وانخلع قلبى وأصبت بإكتئاب --- إن هذا بالفعل ما أوشك أن يحدث لى وكأنهم علموا به وبعثوا لى برسالتهم فى الوقت المناسب --- قلت فى نفسى تبا لحضارتهم وتبا لتقدمهم . وهرعت الى الهاتف لأجحز فورا مقعدا بالطائرة للعودة الى وطنى السودان بعد أن أسلم الدار الى أهلها – فمالى أنا ولكل هذا – من الخير لى أن أعيش باقى عمرى وسط قومى وفى حضن العشيرة الدافئ وأنا أحس بالأمان والإطمئنان --- فنحن السودانيون خير أمة أخرجت للناس . ولا توجد أمة كأمتنا فى ترابطها وتكافلها الإجتماعى وتحضرنى فى هذه المناسبة قصيدة للشاعر الدكتور الزين عباس عمارة يودع فيها مدينة لندن التى لم يطق الإقامة بها مغتربا وغادرها بعد أن عانى من طغيان المادة فى حياة مجتمعها المتناقض مع الحياة فى المجتمع السودانى ذو الوشائج والتكافل . وفيها يقول : ودع همومك إذ تودع لندنا وارحل الى السودان قلباآمنا واترك على أرض المطار بطاقة أكتب عليها بئس ذكرانا هنا إن تذكروناأذكروا أحزاننا ستظل أبد الدهر جرحا كامنا والقصيدة طويلة وشيقة ، وفيها يخاطب الجيل الجديد ببؤس تجربة غربته فى لندن حتى لا ينخدعوا مثله حيث يقو ل : فليعلم الجيل الجديد كفاحنا ولينثنى إن كان يقصد لندنا ويبارك السودان فى ساحاته بلدا كريماآمن ومطمئنا ومن أراد بقية القصيدة فليرجع اليها فى موقع الدكتور / الزين عباس عمارة بالإنترنت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 11
ومن كوبنهاجن قمت بزيارة لمدينة (مالمو) السويدية الواقعة على قرن الساحل الجنوبى الغربى للسويد . وهى تشاهد بالعين المجردة من الساحل الدنماركى وهناك بواخر تقوم برحلات منتظمة بين المدينتين ولا يحتاج العبور بين القطرين الى الحصول على تأشبرة دخول ، وكذلك لبقية الدول الإسكندنافية الأخرى إذ تكفى لهم تاشيرة دخول لدولة واحدة منهم . ومنها وصلت الى العاصمة استكهولم وعدت فى يوم واحد. وكانت إحدى الظواهر الطبيعية اللافتة لى فى تلك البلدان المجاورة للقطب الشمالى وكما درسنا فى الجغرافيا هو طول النهار وقصر الليل فى ذلك الصيف الذى زرتها فيه . فالليل المظلم حقيقة لا تتجاوز فترته الساعتين أو الثلاثة وحتى هذه الساعات القليلة فإن نصفها الاول يبدو كشفق مغيب ونصفها الثانى يبدو كشفق صباح بمعنى انه لايوجد ليل مظلم حقيقة فى الصيف . وملكتنى رغبة أن اصل الى أقرب بقعة لقمة القطب الشمالى حتى أشاهد الليل يختفى تماما .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة (12 ) السفر بالطائرات :
تشير آخر الإحصائيات الى أن ما يقرب من مليار إنسان يستخدمون الطائرات فى كل مطارات العالم فى العام الواحد . ويشكل السفر بالطائرات وسيلة هامة فى السفر الإقتصادي فى بعض المراحل كعبور البحار والمحيطات . وفى بعض الأحيان كنقطة إنطلاق عند الخروج من السودان . وتذاكر السفر بالطائرات كثيرا ما تتفاوت فى أسعارها لعدة عوامل منها أن لكل شركة طيران نظم إدارية وسياسات تحسب على اساسها قيمة تذكرة طائراتها كإختلاف فصول السنة والأحداث والمناسبات المحلية والعالمية والمنافسة كما ان لشركات الطيران فنون أخرى فى التخفيضات . وللشباب الذين تقل أعمارهم عن 26 عاما نسبة مقدرة من التخفيض . ولقد أتاح الإنترنت الآن فى مواقع متعددة معرفة مواعيد رحلات جميع طائرات فى العالم ومعرفة أرخص الاسعار وعمل الحجوزات . وأنا لا أفضل إستخدام الطائرات إن توفر لى بديل للسفر غيرها . لأنها تحرمنى من متعة مشاهدة المعالم على الأرض . والسفربالطائرة لمسافات بعيدة شرق الكرة الأرضية أو غربها هو واحد من الأدلة العملية التى تؤكد كروية الأرض . ففى مطلع عام 1981م وعند سفرى مبعوثا للولايات المتحدة الأمريكية حملت خطابا للخطوط الجوية السودانية لمنحى تذكرة سفر من الخرطوم الى لوس أنجلوس فى أقصى الغرب للولايات المتحدة الأمريكية وهي تطل على المحيط الهادى . وأذكر أنى ألقيت نظرة على قيمة التذكرة وقتها فوجدتها مبلغ ألف ومائتان جنيه فقط ( بالقديم ) – من يصدق ؟!! ---هذا المبلغ اليوم بالكاد يكفى ثمن ساندويش فول !! . وكان علي أن استقل أولا طائرة الخطوط الجوية السودانية من الخرطوم الى لندن لأقضى بمدينة لندن ليلة ثم استقل فى اليوم التالى الطائرة الأمريكية العملاقة المشهورة TWA الى لوس أنجلوس . وعند خروجى من مطار هثرو بلندن لأستقل الباص الى الفندق الذى ستستضيفنى فيه الخطوط الجوية السودانية لليلة واحدة إلتقيت بكابتن طيار / حاتم الطاهر زميل دراستى بمدرسة بورتسودان الثانوية وأصر على استضافتى معه فى فندقهم . ومن هاتف حجرة الفندق إتصلت تلفونيا بزميل دراستى ومهنتى وقتها الأخ / عثمان كوداي فى لوس أنجلوس كما أوصانى بمكالمة تخصم على حسابه وهو نظام يعرف بال call collect ، ليكون فى استقبالى . وفى اليوم التالى رافقنى حاتم الطاهر الى المطار والى حيث يتم تحديد مقعد لى بالطائرة . سألنى المسئول إن كنت أدخن . حسبته يرجونى أن أمنحه سجارة ليدخنها . فأعتذرت له متأسفا . إلا أن حاتم الطاهر أوضح لى بأن القصد من سؤاله هو أن يضعنى مع مجموعة غير المدخنين إن كنت لا أدخن . و أقلعت بنا الطائرة فى الساعة الحادية عشرا نهارا بتوقيت لندن . وأفادنا الكابتن بأننا سنكون طائرين فى رحلة متواصلة تستستغرق عشرة ساعات ونصف . وأفادنا كذلك أن خط سير الرحلة هو على شكل منحنى نصف دائرى يقترب من القطب الشمالى قبل أن يتجه للجنوب الغربى لأن هذا المسار هو الأقرب بكثير من الخط المستقيم المباشر من حيث المسافة حسب شكل الكرة الأرضية . وفى الطائرة تناولنا وجبة الغداء ثم العشاء وشاهدت فلما واستمعت لموسيقى وتحدثت مع جارى وتصفحت عددا من الصحف والمجلات ولم يزل فى الوقت متسع وفراغ مملل . وشرد خيالى بعيدا فى التفكير والتأمل – لم أكن أصدق أنى فعلا فى الطريق الي أمريكا ... أمريكا التى إرتسمت فى خيالى كعالم من السحر والخيال والغموض .. بلد الغرائب وصندوق العجائب مليئة بالعنف والجرائم كما فى الأفلام . وتصادف أن قرأت فى إحدى المجلات بالطائرة موضوعا عن نشاط بعض أعضاء للمافيا يتخذون من مدينة لوس أنجولوس مركزا لنشاطهم فانتابتنى المخاوف والهواجس . واستعادت ذاكرتى الافلام البوليسية الامريكية التى سبق لى مشاهدتها وما بها من جرائم عنف وأخرى غامضة ، – وانتابنى إحساس بأنى سأكون واحدا من ضحاياها . وقطع تفكيرى صوت الكابتن وهو يعلن لنا بأننا نحلق فوق مديتة سولت ليك ستى . تلك المدينة التى درست عنها فى الجفرافيا . لم أكن أتصور أنى سأحلق فوقها يوما ما - - ثم أشاهدها على الأرض فيما بعد . وأدركت أننا بدأنا نقترب من مدينة لوس انجلوس ، عشرة ساعات ونص متواصلة قضيناها فى الجو ووصلنا بعدها الى مطار لوس أنجولوس الذى من المفترض أن نكون وصلناه فى الساعة التاسعة والنصف مساء حسب التوقيت الذى غادرنا فيه مدينة لندن وهو الساعة الحادية عشرا نهارا كما ذكرت . ولكن لدهشتى وجدت أن ساعة المطار تشير الى الثانية والنصف بعد الظهر ... وهذا يعنى أننا كنا فى سباق مع الشمس وهي تتجه للغروب أو بمعنى أصح إننا كنا نطير مع إتجاه دوران الأرض . وفى شقة الزميل عثمان كوداى قدموا لى طعام الغداء للمرة الثانية وفى نفس اليوم وبعد أن تناولت العشاء . ما أغرب هذا الكون -- ومن يصدق أن يتناول إنسان طعام الغداء مرتين فى اليوم والمرة الثانية تكون بعد وجبة العشاء!! . حقا إن الإرض كروية . وتجمع من حولى الزملاء المبعوثين للترحيب بمقدمى وللإستعلام عن أخبار السودان وما حدث به من مستجدات . – أذكر منهم فضل الله محمد زين ، المرحوم يحي محمد الشيخ ، مجذوب طلحة وآخرين كثر . كانت جامعة جنوب كلفورنيا بلوس أنجلوس وقتها تعج بالمبعوثين السودان وكان من بينهم د. عوض الجاز . وأمتد الأنس لوقت طويل . وقبل مغيب الشمس بقليل لم استطع مقاومة النعاس والنوم وأنا وسط زملاء يسمرون معى كضيف وقادم جديد فتركتهم يثرثرون واستغرقت فى سبات عميق . وقبل أن يغيب وعيى بالنوم سمعتهم يقولون أن فرق الزمن قد حدث لى والتمسوا لى العذر وتركونى أنام . لا شك أن الوقت الذى نمت فيه قبيل المغيب كان يعنى عندى مع فارق الوقت بينى وبينهم إنه ما بعد منتصف الليل . ولقد استقرقت فى نوم عميق حتى اكتفيت واستيقظت متوقعا أن أكون قد استيقظت مع شروق الشمس أوقبلها بقليل . ولكنى وجدت أن الساعة عندهم هى الواحدة صباحا . و لم يأتنى بعد ذلك نوم فبقيت صاحيا كسجين داخل الغرفة حتى شروق الشمس .. هذه إذن مشكلة .. لقد إنقلب ليلى على نهارى رأسا على عقب فصرت ولأيام عديدة أظل مستيقظا والناس نيام ، وأنام وهم أيقاظ يعملون .. قالوا لى إن هذه التجربة مرت بهم جميعهم ولا خلاص منها إلا بالتدريج و بالفعل استغرق الخلاص منها أكثر من أسبوع . ثم حدث العكس من ذلك تماما عند العودة الى السودان والطائرة تطير عكس دوران الأرض فخسرنا ساعات من الوقت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة (13 )
السفر بالبواخر :
هناك البواخر النهرية والبواخر عابرة البحار والمحيطات وهناك من يستمتعون بالسفر بالبواخرأكثر من أي وسيلة سفر أخرى وقد خضت كلا تجربتي السفر بالبواخر النهرية والبحرية كتجارب جديدة شيقة ولكنى لا أرغب فى تكرارها مرة أخرى . فتجربتى مع الباخرة النهرية ببحيرة السد العالى بدأت ببداية رحلتى الى أوروبا عام 1973م عندما غادرت الخرطوم بالقطار الى وادى حلفا ومنها الى مصر التى شاهدتها لأول مرة وقد عزمت أن يكون كل سفرى بالبر والبحر فى الذهاب والإياب وأسقطت السفر بالطائرة من حسابى تماما . وكموظف حكومى فقد استخرجت تذكرة قطار مخفضة بربع القيمة بالسكة حديد من الخرطوم الى وادى حلفا فى الذهاب والأياب . واستخرجت أيضا من رئاسة المديرية بالدامر حيث كنت أعمل إستمارة سفر بالسكة حديد المصرية مخفضة من أسوان الى القاهرة وبالعكس .، فقد كان هناك تعاون بين السكة الحديد السودانية والمصرية . وفى القطار الذى أقلنى الى واى حلفا تعرفت بفتى كندى وفتاة إنجليزية إسمها ميلانى وهما سائحان على الطريقة الإقتصادية Backpackers . كانا قد أكملا جولتهما فى بعض الأقطار الأفريقية وجاءا للخرطوم عن طريق البواخر النيلية من جوبا وهما فى طريقهما الى مصر . تركت مقعدى بالدرجة الأولى فى القطار وجلست معهما فى الدرجة الثالثة للحديث كي أزداد معرفة بتجاربهما . وفى وادى حلفا استقبلنى موظفوها وبعض مواطنيها بحكم سابق معرفتى بهم وأحاطونى برعايتهم حتى دخولى للباخرة عشرة رمضان فلم أحس بما أحس به بقية المسافرين من مشقة . ومخرت بنا الباخرة بحيرة السد العالى فى ليلتين . كانت وقتها باخرة جديدة وحديثة . ولكنها تعرضت فى عام 1982م لنكبة تعتبر أكبر كارثة تحدث لباخرة نهرية حيث شب بداخلها حريق عادى جزئى ولكنه امتد ليشملها كلها بسبب وجود كميات من المواد البترولية وأنابيب الغاز داخل الباخرة لشحها فى السودان فى ذلك الوقت واسفر الحادث الذى هز الأوساط فى السودان ومصر عن وفاة 294 شخصا حرقا أو غرقا أو بسبب لدغات العقارب والثعابين بعد وصول الناجين الى البر جوار جبل أبو سمبل . وكان من ضمن ضحايا الحادث الأليم 60 طالبة سودانية يدرسن بمصر احترقت جثثهن تماما وهن فى طريق عودتهن للسودان لقضاء إجازتهن بالسودان . ويا لها من كارثة وذكرى أليمة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 14
وقد استمتعت طوال الرحلة فى الباخرة عشرة رمضان بالهواء الرطب المشبع بالمياه المتبخرة من البحيرة وكنت أقضى النهار تارة فى القراءة وتارة فى الأنس وتارة أخرى أقف على حافة الباخرة ويمتد بصرى محدقا فى شواطئها البعيدة التى تكاد تلامس الأفق .. ويشرد خيالى بعيدا أفكر فى القرى والتاريخ الذى إندثر تحت مياهها . وحدث بعد ثلاثة أعوام من قيامى بهذه الرحلة أن قرأت فى مجلة صباح الخير عدة حلقات للصحفى المصرى عبد الله الطوخى يصف فيها رحلة له فى نفس الباخرة من أسوان الى وادى حلفا بأسلوبه الشيق السهل الممتنع . وقد تمنى فى نهاية رحلته عند وادى حلفا أن يتابع رحلته فى نهر النيل التى بدأها من القاهرة الى منابعه . كنت وقتها فى مدينة كوستى والبواخر النيلية منتظمة أسبوعيا فى رحلاتها ما بين كوستى وجوبا بعد إتفاقية السلام الأولى عام 1972 م فكتبت اليه بأن يأتي الى كوستى لأرتب له رحلة بالباخرة تستغرق أسبوعين من كوستى الى جوبا . ولم يتردد فكتب إلي موافقا ، وحضر بالفعل . وأمضى فى ضيافتنا بكوستى بضعة أيام وجد فيها حفاوة من مختلف أوساط المجتمع بكوستى قبل أن يغادر بالباخرة الى جوبا . فكتب إبتداء من أغسطس عام 1976 م عدة حلقات يصف فيها تلك الرحلة . ومن محطة الشلال ركبت القطار المصرى مع الفتى الكندى والفتاة الإنجليزية اللذان استطاعا أن يقنعانى بالنزول معهما فى مدينة الأقصر لمشاهدة الآثار بها . وقضيت معهما يومان فى فندق رخيص . زرنا فى الأقصر معبد الكرنك وعبرنا النيل غربا الى وادى الملوك العامر بالآثار ومن بينهما آثار الملكة حتشبسوت وتوحتمس الثالث اللذان درسنا عنهما فى مقرر التاريخ فى المرحلة الوسطى . وجدت الآثار كثيرة ومثيرة وجديرة بالمشاهدة . ولولا إقتراح رفاقى هؤلاء لكنت تجاوزتها الى القاهرة . و لم يكتف رفيقا سفرى بما شاهداه من آثار حيث كانا يرغبان فى مشاهدة المزيد . ولكنى لم أستطع البقاء لوقت أطول ففارقتهما فى الأقصر . وغادرت بالقطار الى القاهرة . وأعطتنى ميلانى رقم هاتفها بلندن لأتصل بها إن وصلت الى لندن . قالت لى إنها وجدت إكراما وعونا من مواطنين سودانيين فى السودان تعرفت عليهم لأول مرة ولذلك فإنها تنوى أن ترد لهم جميلهم فى شخصى فى وطنها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 15
وفى القاهرة التى شاهدتها لأول مرة تعرفت لأول مرة على نظام البنسيونات أو إستضافة المسافر فى سكن مع أسرة وهو يعتبر أقل تكلفة مثل الفنادق الرخيصة وربما أفضل منها . ولا أدرى كيف تنظم السلطات الترخيص لمثل تلك البنسيونات ولا الشروط التى تطالبهم بإستيفائها قبل الترخيص لهم . والبنسيونات نظام عرف فى عدد من الدول . وله مزايا وله سلبيات . والمسافر لا قد لا يهتدى الى تلك البنسيونات بسهولة إلا بواسطة سماسرة يعرضون مثل هذه الخدمات على المسافرين أو السياح الزائرين للمدينة . وقد يحملون لافتات تدل على وجود نزل . والسعر قابل للمفاوضة بعد رؤية المحل ويمكن إستئجاره لساعات . وفى القاهرة التى أمضيت فيها ثلاثة أيام بحثت عن كيفية السفر بالباخرة من ميناء الإسكندرية الى أثينا التى فكرت أن تكون بوابة دخولى الى أوروبا . ولكن اتضح لى ضخامة تكلفة السفر بالباخرة حتى بأدنى درجة ، هي على سطح الباخرة مقارنة بقيمة تذكرة الطائرة الى بيروت خاصة إذا أضفت الي قيمة تذكرة الباخرة قيمة الرحلة الى الإسكندرية والبقاء بالإسكندرية الى أن يحين موعد الرحلة بالباخرة التى علمت أنها تغادر من الإسكندرية الى أثينا كل أسبوعين ولا بد للباخرة وهى فى طريقها لأثينا أن تمر بميناء بيروت وهذا ما يجعل الرحلة تستغرق عدة أيام يلزمنى يها صرف إضافى على الزاد . فصرفت النظر عن فكرة السفر بالباخرة من الإسكندرية بركوب الطائرة السودانية من القاهرة الى بيروت لأدخل الى أوروبا عن طريق سوريا وتركيا . وأما تجربة ركوب باخرة ركاب تمخر البحار فقد خضتها من هامبورج الى إنجلترا على أدنى وأرخص درجة ركاب ( سطح الباخرة ) ولم تكن رخيصة كما كنت أعتقد . أبحرت بنا الباخرة من هامبورج فى مضيق طويل قبل أن تدخل الى بحر الشمال ومنه الى ميناء هاريش بإنجلترا . كانت الباخرة مكتظة بالركاب وبها مختلف وسائل الترفيه بما فى ذلك مكتبات لبيع الكتب والصحف وحمام السباحه ومرقص ليلى . وأمضينا ليلة بكاملها فى البحر . ومن ميناء هاريش التى وصلناها فى صباح مبكر ركبت قطارا الى لندن ومعى خطاب من صديقى المرحوم الشبلى سعيد أيضا الى أحد أقاربه الذى يعمل حارسا لشركة كبرى مقرها بقلب لندن على مقربة من شارع أكسفورد الرئيسى المشهور وقد هيأت له الشركة أو خصصت له داخل مبانيها بدروم تحت الأرض بكامله سكنا له وهو مؤسس تأثيثا فاخرا . ويعيش فيه عازبا لوحده . ولكن حال نزولى من القطار التقيت بأحد الشبان السودانيين المبعوثين الجدد . كان قادما من خارج لندن لا أذكر من أين ، ولكنه أفادنى أنه فى طريقه الى بيت السودان واقترح علي مرافقته الى هناك ، فاليوم جمعة وهي فرصة للإلتقاء بجمع من السودانيين الذين إعتادوا على الإلتقاء على وجبة غداء بالمنزل كل يوم جمعة . فرافقته . و لم أجد بين جموع من حضر من السودانيين من أعرفه . ولكنى تناولت وجبة شهية من دمعة الدجاج كنت فى أشد الحاجة لوجبة مثلها ولم أدر على نفقة من تجهز هذه الوجبة كل ظهر جمعة . ولم يجر بعد تناول وجبة الغداء تعارف ، ولم تقدم أي ندوة أو تنوير على ما يجرى من أحداث فى السودان . وانصرف كل واحد الى حال سبيله .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الاستاذ..محمد. لك كل الشكر..علي بديع ما كتبت..وجميل ما ذكرت.. و اضفني معك..مسافرا..في هذا البوست.. (الرحلة), اعشق السفر..و احب الترحال,,و المفامره.. ولي تجربه بالسفر..بالبص..القطار..والطائرة..و ما اتمناه الان رحله..بحريه تدون لاربع شهور علي الاقل, سافرت بالقطار لاكتر من 48 ساعه متواصله,,في سهول اوكرانيا الجميله..وقطعت بالباص اكثرر من25 ساعه متواصلة من ولايه ايوا..حتي مدينه اطلانطا..في جورجيا..وذلك بفيه الاستمتاع..والتمازج مع البشر..والاحساس بجمال الطيبعه..والتعرف عليها.. لي بعض من الصور لعده اماكن..اتمني ومن بعد اذنك..ان انزلها هنا.. لك كل الشكر.. و ارجو مدي بموقع الناديين للاشتراك..قاتا اعتزم زياره اوربا اواخر هذا العام انشاء الله مع عاطر تقديري هواري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 16
وخرجت من بيت السودان صوب عنوان قريب المرحوم الشبلى سعيد . وضغطت على زر كهربائى فخرج الي قريب المرحوم الشبلى بسلم من تحت الأرض وقادنى الى حيث يقيم مرحبا بقدومى . كنت أعتقد أنى سأقيم معه فى سكناه الواسعة العريضة تلك تحت الأرض وهي تسع للعشرات . ولكنه فاجأنى عندما دعانى للخروج معه ليسلمنى شقة أخرى مؤثثة ومكونة من حجرة واحدة صغيرة تخصه وحده وسلمنى مفتاحها لأقيم فيها لوحدى لأي وقت أشاء - - ويا لها من شقة و أنعم بها من سكنى فى قلب لندن وما أعظمك أيها المرحوم الشبلى سعيد وما أعظم أقاربك . ومكثت فى لندن بفضل تلك السكنى المريحة عشرة أيام كان فيها مضيفى يوالى فيها زيارته لى ويدعونى من وقت لآخر لوجبات طعام يعدها بنفسه فى مسكنه . وكي أطمئن على مصروفات العودة لوطنى قمت بشراء تذكرة سفر واحدة بالقطار من لندن الى أثينا وهي لا تمنع تخلفى فى أي بلد على الطريق . وفى لندن لم أنس الإتصال بالفتاة الإنجليزية ميلانى رفيقة رحلتى من السودان حتى مدينة الأقصر . فحضرت الي مع صديقها وكانت فى أبهى هيئة ومظهر تختلف تماما عن تلك الهيئة التى كانت عليها وهي فى حالة سفر . ودعتنى لوجبة غداء بأحد المطاعم ودفعت لى قيمة تذكرة بص سياحى جماعى يطوف بركابه على معالم لندن السياحية . وما قصرت . .... حنين للبلد هل تتابعين ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 17
التاكسى والبصات السفرية :
التاكسى على نظام الطرحة السودانى والبصات السفرية يعتبران من وسائل السفر الاقتصادية بعد القطارات فقد يضطر المسافر بسبب ضيق الوقت من اتخاذهما وسيلة للمواصلات فى الذهاب الى المطارات للمغادرة أو بعد الوصول فى حالة عدم اللحاق بالباص . وتعتبر البصات هي أرخص وسيلة يستغلها المسافر ولا وجه للمقارنة بينها وبين اجرة التاكسى . و لكن السفر بالتاكسى ( على نظام الطرحة ) الذى يحمل عددا من الركاب المسافرين بين بعض المدن والذى هو معمول به فى كثير من البلدان قد لا يكون فرق الأجر بينه وبين أجرة الباصات كبيرا . وقد يضطر المسافر لإستخدامه توفيرا لزمنه إذا كان موعد القطار أو الباص سيضطره للمبيت دون رغبته فيوفر إيجار السكن . وقد حدث أن سافرت من تونس الى مدينة وهرا ن بالجزائر بتاكسى طرحة كسبا للوقت بدلا من انتظار القطار لصبيحة اليوم التالى . وكان رفقاء سفرى فى تلك الرحلة ثلاثة جزائريين يبدو أنهم من المتشددين الإسلاميين . سألتهما فى الطريق وأنا أشاهد أشجار ومزارع الزيتون على جانبي الطريق إن كان الزيتون هو المصدر الرئيسى للإقتصاد التونسى . فأجابنى أحدهم ساخرا و بإمتعاض شديد : و ( المسخرة ) أيضا !! . وتجربة أخرى للسفر بالتاكسى الطرحة والبصات كانت من بيروت الى دمشق ومنها الى تركيا . ففى الطائرة السودانية التى أقلتنى من القاهرة الى بيروت كان برفقتنا فى تلك الرحلة شابات سودانيات يقارب عددهن العشرين كن مجموعة سفر واحدة يرتدين ثيابا زاهية الألون . لا أدرى الى أي جهة ينتمين . وبعد مغادرتنا لصالة المغادرة بمطار القاهرة ونحن فى طريقنا لصعود الطائرة وضعت كل واحدة منهن على رأسها قبعة من الزعف من طراز واحد وفى وقت واحد . فارتفع جاجبى وانفغر فاهى من الدهشة . وجلس بجانبى فى مقعد الطائرة أحد السودانيين . قال لى إنه يعمل تاجرا بأم درمان وأن له تجارب عديدة فى السفر الى بيروت . وفى البص الذى أقلنا من مطار بيروت الى داخل مدينة بيروت أصر على أن أصحبه لأشاركه الإقامة فى حجرة واحدة تسع لشخصين فى نفس الفندق الذى اعتاد النزول فيه فى شارع الحمراء – أشهر شوارع ببيروت . وتعلق برفقتى ولم أجد منه فكاكا . ولم يقبل إعتذارى بأن مثل تلك الفنادق لا تتناسبنى وميزانيتى ، وأن امامى رحلة طويلة . وأضطررت فى نهاية الأمر لمشاركته الغرفة لمبيت ليلة واحدة لأغادربعدها قبل منتصف النهار الى دمشق قبل أن يحسب علي إيجار يوم ثانى . ونزل معنا فى نفس الفندق مجموعة من أولئك الشابات السودانيات اللائى سرعان ما عطرن أجواء الفندق بالبخور والعطور السودانية قبل يخرجن فى المساء . وفى بيروت التى دخلناها فى حوالى الرابعة عصرا وكان ذلك فى يوليو من عام 1973م وجدت الحالة الأمنية فيها متوترة فى أعقاب صدامات مسلحة كانت قد جرت بين فرق سياسية أو طوائف دينية قبل وصولنا اليها بأيام . فقد شاهدت متاريسا من جوالات الرمل عند تقاطعات عدد من الشوارع . ورجال جيش وشرطة يجوبون الشوارع يفتشون بعض المارة ويستجوبونهم ، وكان هناك حظر تجوال بعد منتصف الليل . وقد أعقبت تلك الأحداث لاحقا حرب أهلية طاحنة وتدخلات أجنبية و لا أدرى حتى الآن من كان يقاتل من ومن أجل ماذا لكثرة ما جرى من مجازر وحروب معقدة استعصت على فهمى . ولكن رغم ذلك التوتر الأمنى الذى شهدته فقد كانت بيروت بشارع حمرائها وما حوله تعيش مجونها وفجورها ويفسق فيها مترفوها فحق عليها القول لاحقا ودمرت تدميرا . وفى الأمسية الوحيدة التى قضيتها ببيروت تعرفت بسودانيين عديدين حضروا اليها لأغراض مختلفة دراسة ، تجارة، سياحة ، وبعضهم معارض حكومة مايو . ووجدت الحياة فيها تمور سياسيا وتعمر ثقافيا بمثل ماهي صاخبة وماجنة .
نواصل
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
خيط قيم و ممتع .. فكرت كثيرا في ما كان سيصير عليه حال بلادنا لولا نكبات الساسة و السياسة الكثيرة.. فأنت في زمن سبق ميلادي كنت تتمتع بحرية إنتقال لا نتمتع بها الآن في داخل وطننا. و يالها من مفارقة تذكرة القطار في أوروبا التي حكيت عنها .. و التي بموجبها يمكنك السفر لمدة معينة من الزمن إسمها( إنتريل) و قد كنت محظوظا بما فيه الكفاية لأسافر بها لفترة شهر كامل لحضور ورشة عمل و إقامة معرض في سويسرا قبل أعوام أربعة من مكان إقامتي في النرويج.. مررت خلالها بالقطار العجيب الذي حكيت عنه من الدنمارك إلى ألمانيا و بالعكس. و يال دهشتي عندما إبتلعت الباخرة قطارنا بحاله. كنت وقتها قد دفعت مبلغا إضافيا للسفر على قطار النوم . فبإمكانك ذلك إن أردت. فتذكرة الإنتريل تسمح لك فقط بالسفر في القطارات بأقل تكلفة و يمكنك إضافة الفرق للسفر بقطار أسرع أو قطار نوم. واصل حكاياتك و ربما أعود لأحكي لك عن سفري حول أوروبا فانا سافرت كثيرا و أنوي ان أسافر أكثر. شكرا على المتعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 18
وفى منتصف نهار اليوم التالى ذهبت أبحث عن أرخص وسيلة سفر الى دمشق . فلم أجد غير التاكسى كنظام طرحة . وجدته يصطف عند أحد مكاتب للترحيلات الذى علق على مكتبه لافتة كبيرة مكتوب عليها ( ترحيلات الدنيا ) وكان كل تاكسى على أهبة الإستعداد للإنطلاق نحو دمشق متى ما إكتمل لديه عدد أربعة ركاب . وفى الطريق الى دمشق الذى يتجه مباشرة نحو الشرق كان التاكسى يصعد بنا جبالا ثم يهبط بنا أودية متسعة والجبال مخضرة بأشجار الأرز التى يتخذ علم لبنان شجرة منها رمزا له . وكنا نتوقف فى نقاط عديدة لإبراز الهويات . وفى نقطة الحدود للدخول الى سوريا تم منحى تأشيرة الدخول بسهولة ويسر بمثل التى تمت معى فى مطار بيروت . وقضيت فى دمشق ليلة واحدة فى فندق وسط المدينة رخيص وما أرخص سوريا على وجه العموم . وأكملت تجوالى فى دمشق فى بقية اليوم الذى وصلت فيه . زرت الجامع الأموى الشهير الذى بناه الوليد بن عبد الملك وسوق الحميدية وهو يذخر بشتى صنوف الملبوسات والصناعات السورية والأطعمة الشهية الرخيصة . وأكملت طوافى بالمدينة بركوب البصات الداخلية . واسترعى انتباهى انى لم أشاهد أي سودانى بها لقلة من كانوا يأتون لسوريا من السودانيين فى تلك الأيام . وفى صبيحة اليوم التالى غادرت دمشق بالباص الى مدينة حلب فى الشمال لأغادر منها الى أوروبا عبر تركيا . وأمضيت فى مدينة حلب ليلة وبعض يوم وجدت فيهما الكثير من الحفاوة والكرم السورى كغريب سودانى حيث دعانى البعض لوجبات طعام بمنازلهم قبلت دعوة واحدة واعتذرت عن بقية الدعوات . ولفت نظرى فيها من يتحدثون لغة غير عربية وتخيلت أنهم لابد أن يكونوا من الأكراد السوريين أو أتراك .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 19
فى صبيحة اليوم التالى ذهبت الى محطة السكة الحديدية مستفسرا عن القطار الذى يغادر الى تركيا وعلمت أن هناك قطارا يغادر مدينة حلب الى أنقرة واسطمبول فى صباح باكر كل يوم . أنه قد غادر صباحا وأن علي الإنتظار هتى صباح الغد . ولكنى كسبا للوقت فضلت ركوب تاكسى على نظام الطرحة الى أول مدينة تركية على الحدود مع سوريا فى منتصف النهار , لأغادر منها الى أنقرة وإسطمبول بأي وسيلة مواصلات وهى مدينة اسكندرونة . وجدت برفقتى فى التاكسى شابان صوماليان صغار السن ونحيلا الجسم وأميان ولا يجيدان التحدث بالعربية وليس لهما إلمام بالإنجليزية . وهما كما علمت منهما يبغيان الوصول الى ألمانيا أو (جيرمانيا) ) كما كانا يطلقان عليها وذلك كي يجدا بها فرصة عمل كعمال غير مهرة . وكان رابعنا رجل يوغسلافى مسلم فى حوالى الأربعين من عمره - - لا بد أنه من مسلمى البوستة والهرسك كما اعتقدت لاحقا بعد أن ظهرت مشكلتهم حيث لم يكن لى علم بهم فى ذلك الزمان . كان ممسكا بمسبحته طوال الوقت يداعب حباتها طوال الطريق ، ولا يفهم من اللغة العربية إلا العبارات المتعلقة بالعبادة . وتجاوزنا نقطة جوازات الحدود التركية وجماركها دون تعقيدات تذكر رغم أنه لم تكن لنا جميعا تأشيرات دخول . أذكر فقط أنه كان لأحد الشابين الصوماليان داخل حقيبته باكويان من السجائر وقد أبدى مسئول الجمارك التركى عند تفتيش متاعه رغبته فى الحصول على واحد منها بل وتناوله بنفسه قبل أن يحصل على موافقة صاحبه . ولم يعترض الفتى الصومالى على ما أخذ منه عنوة حتى لا يتسبب فى مشكلة ولكنه تميز غيظا وغمغم غضبا بعد خروجه من المكتب . وفى مدينة اسكندرونه المطلة على البحر والتى راعنى جمالها وخضرتها توقفنا للحاق بباص سفرى فاخر كان على وشك المغادرة الى اسطمبول . كان التخاطب والتفاهم مع المسئولين وعامة الشعب التركى عسيرا لجهلهم باللغة العربية وقليل منهم من وجدته يتحدث الإنجليزية . وكانت كل اللافتات والإشارات والتوجيهات مكتوبة بالتركية بأحرف لاتينية كما فرضت ذلك سياسة كمال أتاتورك . وقبل دخولى الى الباص استوقفنى شابان من أصل سورى وسألانى فى همس وحذر إن كانت لدي مجلات أوصحف عربية لكي أمنحها لهم . وتأسفت كثيرا إذ لم يكن لدي شيئ منها . . وغادر الباص إسكندرونه فى عصر مبكر مخترقا هضبة الأناضول التركية بحبالها ووديانها وسهولها الخضراء فى طريق معبد جميل تحيط بجانبية الأشجار والأزهار والحقول . وكانت الأمطار تهطل بين الحين والآخر فتزيد الخضرة جمالا والجبال بهاء وتغسل أسطح المنازل المشيدة على قمم وسفوح الجبال وجميع السطوح على طراز من نمط واحد من بلاط ذو لون أحمر وينتشر هذا النمط فى جميع تركيا بل ويمتد حتى أوروبا الشرقية وأجزاء عديدة من مدن أوروبا الغربية . وكنت أشاهد مآذن الجوامع الكثيرة والتى تبرز وسط كل عمران سكانى . كانت رحلة رائعة بحق ، لم يكدرها علينا إلا عندما توقف الباص فى حوالى التاسعة مساء فى إحدى المحطات وصعد الى الباص ركاب جدد فطلب منا كمسارى الباص نحن الغرباء الأربعة أن نخلى لهم مقاعدنا المريحة فى منتصف الباص والتى يمكن إمالة مسندها الى الخلف كي تتيح للراكب نوما مريحا طوال الرحلة ليلا . وطلب منا أن ننتقل الى المقاعد الخلفية الملتصقة بمؤخرة الباص . حاول الصوماليان الإحتجاج والعصيان ولكن تم حسم أمرهما بالقوة . إذ تم رفع كل منهما عنوة وإجلاسه فى المقعد الخلفى ولحقت بهما طائعا قبل أن يعاملونى مثلهما . وغمغم اليوغسلافى المسلم من الغيظ لبعض الوقت ثم لم يلبث أن وجد السلوى فى مسبحته فواصل تسبيحه بها واستغرق فى قنوت عميق .
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 20
وتجاوزنا العاصمة انقرة بعد منتصف الليل وكنا قد توقفنا قبلها فى مدينة لا أذكر إسمها تناولنا فى أحد مطاعمها وجبة عشاء شهية أعجبنى فيها فن الطبخ التركى . وأشرقت شمس صباح اليوم التالى والباص لازال يخترق بناأراضى تركيا الخضراء فى صبح ماطر جميل ثم عبرنا مضيق البسفور فى داخل عبارة ضخمة الى الضفة الغربية حيث تقع مدينة اسطمبول بزخمها وضجيجها . وبعبورنا للضفة الغربية نكون قد انتقلنا من قارة آسيا الى القارة الأوربية . كان المضيق يحفل بحركة دائبة للسفن والسماء تمطر رزازا معلقا فى الهواء كالضباب . وسفن تطلق صفارات متصلة من جهة الشمال والجنوب كي يؤذن لها بالعبور . وفى مدينة اسطمبول تناولت إفطارا مع رفيقي رحلتى الصوماليان فى مطعم مجاور لمحطة السكة حديد وأصرا على دفع قيمة إفطارى وذلك قبل أن نفترق --- هما الى أثينا باليونان وأنا الى بلغراد عاصمة يوغسلافيا السابقة ولم تفلح كل محاولاتى لإقناعهما أن أقرب طريق الى ألمانيا لا يمر بأثينا ولأنهما كانا مصران بشدة على أنه هو الطريق الصحيح و الوحيد والأقرب اليها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 20
وركبت القطار من اسطبول الى بلغراد عاصمة يوغسلافيا سابقا قبل أن تتشظى الى عدة دول . وكانت هذه أول مرة أعرف فيها أن القطارات الأوربية تعبر دول بعضها البعض ومعهم القطار التركى من اسطمبول . شاركنى فى كابينة أو قمرة الدرجة الثانية فى عربة القطار ثلاثة من الأتراك فأكملنا بذلك العدد الأقصى للحجرة . حيث جلس كل اثنان منا فى ركن مقعد أو كنبة . وغادر القطار اسطمبول عصرا مرورا ببلغاريا الى يوغسلافيا . وفى القطار لم تفلح محاولة الأتراك الثلاثة معى ولا محاولاتى معهم للتخاطب بسبب حاجز اللغة . و كان كل الذى أفلحنا فى معرفته هو أننا جميعا إخوة يربطنا الإسلام ، وأنهم فى طريقهم الى ألمانيا التى يعملون بها كعمال . ثم بقيت صامتا وتركتهم لحالهم يثرثرون . لم أكن أحمل تأشيرة دخول أو عبور الى بلغاريا . وجاء مسئول الجوازات البلغارى يطرق باب القمرة . لم يكن يتحدث الإنجليزية وتحدث معى بلغة بدت لى أنها الألمانية . وأدرك أنى لا أتحدث بها كذلك . فتفرس فى وجهى وصورتى فى جواز سفرى وكانت بالزي الرسمى للضباط الإداريين بالحكومة المحلية فسألنى : بوليزيه ؟ فأدركت أنه يسألنى هل أنا ضابط شرطة فى بلدى كما إعتقد ذلك من صورتى بالجواز . فأومأت اليه بنعم . فضابط الشرطة أيا كان موطنه هو مسئول يطمأن الى منحه تأشيرة دخول . ثم إنه لم يكن أمامى من خيار غير أن أجعله يعتقد أنى ضابط شرطة تفاديا لمحاولة إفهامه أنى غير ذلك أو أنى ضابط إدارى ثم لأشرح له من هو الضابط الإدارى بإنجليزية لا يفهمها و أكون بذلك قد أدخلته وأدخلت نفسى فى لجاجة كلانا أنا وهو فى غنى عنها . وألقيت عليه نظرة فرأيته قد انشرحت أساريره بحسبان أنى وهو زملاء مهنة واحدة وإن فرقت بيننا الأوطان والعقيدة واللغة . فختم على الفور على جواز سفرى بالتأشيرة وأعاده لى بإبتسامة عريضة رديت عليها بأحسن منها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
أخى محمد عبدالله سيد احمد.........ما شاء الله سرد جميل ونسيتنا المنبر ذاتو..وعشت فى سياحة عبر الخيال..
Quote: : رجائى ممن له تجربة سفر بقطارات أوروبا أن يشارك بتعليق
|
ركبت القطار فى سويسرا من مدينة زيورخ إلى لوقانو..قطار جميل ونظيف وتمر عليك ألأكلات الخفيفة بعربة صغيرة.يتبعها عامل وتشترى ماتريد..
قطعنا وديان وسهول وجبال........وتذكرت قصيدة القطار.............. هيهات هيهات لاجن ولا سحرة وليس بقادرين على أن يلحقوا به أثره..
لك خالص مودتى وواصل ومتشوق لسماع الكثير..تسلم يا امير لهذه المتعة.........
إسماعيل محمد احمد عباس...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: abdallah Abushawarib)
|
الأخ الأستاذ / عبد الله الرشيد أبوشوارب أشكرك كثيرا على إشادتك العذبة التى أطربتنى وسعدت بها . وها أنا إستمر بفضل تشحيعكم وإشادتكم متعك الله بالصحة والعافية .
الحلقة 22
ساحات المعسكرات كأماكن رخيصة بدلا عن الفنادق
وهذه المعسكرات تكثر فى المدن والقرى الأوربية والأمريكية وفى المناطق الخلوية السياحية ، حيث تأتيها كثير من الأسر والأفراد والمجموعات بعربات مجهزة كغرف منزلية أو بمقطورة مجهزة كغرفة تجرها عربة لمثل هذه الرحلات ( كرافان ) للإقامة فيها بإيجار معقول . ويمكن لبعض ال Backpackers نصب خيامهم البلاستيكية الصغيرة التى يحمولونها من ضمن متاعهم على ظهورهم بها . وعادة ما تكون هذه المعسكرات مزدحمة فى الصيف . وبعضها مفتوح طوال العام ، خاصة فى مدن الجنوب الأوروبى على ساحل البحر الأبيض المتوسط . وساحات تلك المعسكرات فى أوروبا وأمريكا كثير منها يحوى مخازن وكافيريات وبعضها به حمامات سباحة وملاعب وخدمات غسيل وملاهى ليلية . وتوجد مواقف للبصات فى أراضى المعسكرات التى تبعد عن وسط المدينة لترحيل النزلاء يها لوسط المدينة . وهناك مظلات كبيرة واسعة يمكن للمقيمين بالمعسكر اللجوء اليها إذا أمطرت السماء . وهذه المعسكرات محروسة وآمنة ويمكن للمقيم بها ترك متاعه بها ليعود له متأخرا فى المساء . ولكنه إن شاء الضمان فيمكنه إيداع ممتلكاته القيمة لدى سلطات الإستقبال بالمعسكر. وفى مدينة ملقة بجنوب اسبانيا المواجهة لمدينة طنجة بالمغرب شاهدت بعض ال Backpackers ينامون على شاطئ البحر وحقائب سفرهم الى جوارهم . ويقولون إن بعض البلاجات خطرة . ولكن القاعدة هي ألا ينام الشخص منفردا . والنوم فى الحدائق العامة خطر كذلك حيث يكون النائم معرضا للعصابات والسرقة . كما أن استراحات محطات السكة حديد لها قوانين لاتسمح بالمبيت فيها . وشاهدت فى ملقة بجنوب أسبانيا بعض الفنادق تؤجر لل Backpackers موضعا على سطح الفندق بمقابل .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 23
المواتر والعجلات كوسيلة رخيصة للسفر
السفر بالمواتر والعجلات بمختلف أحجامها هو من الوسائل المحببة للمغامرين من الشباب . وقد شاهدت نوعا من المواتر الكبيرة الحجم فى ساحة إحدى الإستراحات العامة على طريق مرور سريع بأمريكا ينام صاحبه ممددا على سطحه بكل إرتياح. وفى بعض الأقطار الأوربية كالنمسا توجد وسيلة سفر بإيجار العجلات . وهي طريقة محببة لدى كثيرين فالعجلات يمكن أن تؤجر من أكثر من مائة وخمسون محطة سكة حديد ، وتعاد لأي محطة سكة حديد أخرى . وبعض ال Backpackers الراغبين فى التوصل بالأتوستوب يملكون دراجات من النوع الذى يمكن أن يطبق ويشحن فى خلفية العربة أو الباص . ومن تجاربى فقد قطعت مسافة ستين ميلا بدراجة من مقر إقامتى بأمريكا عبورا بمدينة لوس أنجلوس الى ساحل المحيط الهادى حيث البلاجات واستغرقت منى تلك الرحلة يوم عطلة بكامله من الصباح حتى المساء . وكنت أحمل خريطة وأسلك الطرق الفرعية . وقد لفت طول رحلتى بالدراجة إنتباه شرطة المرور التى تراقب سير الحركة من الجو فلاحقتنى فى الطريق عربة شرطة نادت على بمكرفون للتوقف . ثم إقترب منى ضابط شرطة على حذر وتفحص بطاقة هويتى ثم أعادها لى معتذرا بأنهم كانوا يعتقدون بأنى مجرم هارب يبجثون عنه . ثم علق قائلا : إنك قطعت مسافة طويلة جدا بالدراجة ، كأنما ليبرر لى سبب تشككهم . كانت التجربة بالنسبة لى ممتعة جدا ، ولكن الإعياء بلغ بى حدا جعلنى أستنجد تلفونيا بأقرب زميل سودانى ليلتقطنى مع دراجتى بسيارته للمبيت معه وأغادر فى اليوم التالى بالباص الى مقرى . ولم أفكر بعدها فى تكرار هذه التجربة مرة أخرى .
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: ismeil abbas)
|
وفى ناس منتظره لتعرف الحاصل..ما تطول علينا بكثرة الفواصل...........
أخى إسماعيل لك تحياتى ... فليساعدنى أولئك الناس برفع البووست . وهاك الوصلة دى ...
الحلقة 24
الأتوستوب :Auto stop
ويعرف أيضا بالهتشهايكنق Hitchhiking و بال Lifting و بال Hitching و بال Thumping أو Thumping up a ride وهو أشبه ما تسميه حكومة الإنقاذ (بفضل الظهر) وهو وسيلة قليلة التكلفة يستخدمها كثير من الشباب الغربى للسفر والإنتقال من مكان الى مكان آخر . وهي وسيلة أفضل إذا سارت الأمور على ما يرام لأنها تتيح لصاحبها سفر مجانى وونسة فى الطريق وصحبة ماجد . والأوتوستوب يتم بالوقوف فى الطريق والإشارة بالكف أو الإبهام الى حيث يتجه السائق فى مناشدة له أن خذنى معك الى حيث أنت ذاهب أو لبعض الطريق . وقد تختلف الاشارة من بلدان لأخرى وقد يحمل البعض لافتة مكتوب عليها بوضوح الجهة التى يقصدها . ونظرا لصعوبة توقف السائق فى طريق المرور السريع فإن طالبى الأتوستوب يختارون الوقوف بجانب طلمبات البنزين وأماكن التوقف كالتقاطعات حيث يتاح لكل من السائق وطالب الركوب الفرصة لمشاهدة بعضهما البعض ليقرر كل منها إن كان كل منهما يقبل برفقة الآخر معه فى السفر من أم لا وذلك من لمحة الإنطباع الأولى التى يأخذها كل منهما عن الآخر . حيث صار هناك مؤخرا خوف متبادل من الجانبين من بعضهما البعض أو من جانب واحد . وفى العادة يعتمد طالب الركوب على الطريقة التى يقدم بها نفسه لكي تجعل قبول التقاطه سهلا او مرغوب فيه . فسائقو السيارات لهم نظرة فيمن يرغبون فى التقاطه فى طريقهم من خلال فحصهم للشخص فى ثوانى . ولهم معاييرهم فى ذلك كعمر الشخص وجنسه ذكر أم أنثى والأنثى بالطبع أكثر حظا من الذكر . وهناك المظهر وهو يشمل الشكل ونوع اللبس والنظافة والبشاشة وكمية المتاع . وكما لسائق العربة نظرته وتفحصه لمن يرغب فى اصطحابه فى سيارته فإن لطالب الترحيل أيضا فحصه ونظرته للسائق وإنطباعه عنه . فإن تخوف أو لم يرغب أي منها فى الركوب مع الآخر فيمكن لأي منهما الإعتذار للآخر . والمترحل لا يدفع فى العادة لسائق العربة أى مبلغ ويكتفى السائق منه بالمؤانسة . ولكن فى بعض دول آسيا وخاصة سائقو عربات الشحن فإنه يتوقع أويطلب من المسافرين على هذه الطريقة دفع جزء من أجرة الرحلة . وبما أن بعض أصحاب السيارات يرغبون أن يشاركهم من أخذوهم معهم فى سياراتهم فى قيادة السيارة فلذا يكون من الضرورى على طالب الترحيل بهذه الطريقة أن يحمل معه رخصة قيادة ولا بد لمن أراد المغامرة بالسفر على طريقة الاوتوستوب أن يجيد الحديث بلغة الدولة حتى يمكنه التحدث مع صاحب السيارة الذى ركب معه لأن من حمله معه ما فعل ذلك إلا رغبة فى الحديث معه لقطع الملل من طول الطريق وللتعارف .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 26
وهناك وكالات فى أوروبا مهمتها أن تجمع سائق السيارة بالراغب فى الترحيل الى الجهة التى يقصد اليها صاحب السيارة مقابل دفع المسافر لنصف أجرة تذكرة الباص. ولعل أحدث طريقة للسفر على طريقة الاوتوستوب فى أوروبا هو النوع الذى يسمى بال Bug ride وله موقع فى شبكة الانترنت هو www.europe.bugride.com حيث يبحث المسافر فى هذا الموقع عن أصحاب السيارات المسافرين الى الجهة التى يقصدها فيجد فى الموقع صاحب السيارة المسافر الى نفس الجهة التى يقصدها يبحث بدوره عن رفيق للأنس والمشاركة فى القيادة وربما المشاركة فى قيمة الوقود . وعن طريق شبكة الإنترنت يمكن تبادل المعلومات بين صاحب العربة والمسافر معه. فيتفق معه على مشاركته فى الرحلة دون أن يكون فى حاجة للوقوف فى الطريق متوسلا الركوب . وللأتوستوب عشاقه الذين اتخذوه هواية لهم ونظموا أنفسهم فى عضوية نادى يجمعهم فى الإنترنت هو www.autostopguide.com . ولهم مراشد . وفى أوروبا وامريكا لهم استراحات فى الطرق بها خدمات تقف فيها شاحناتهم . فالعملية بالنسبة لعشاقها فيها مغامرة ومتعة وتحدى . وفى بعض بلاد اوروبا تجد دعما من بعض المؤسسات الخيرية ولها أندية ومدارس تعليمية . وتعقد لها منافسات كنوع من المغامرات الرياضة . فعلى سبيل المثال ذكر فى موقعهم أن هناك مواطن روسى يدعى ألكسى موروف قام ما بين عام 1992 و1993م برحلة حول العالم عن طريق الأوتوستوب . وفى يناير 2007م نظمت إحدى الجامعات بأوروبا مسابقة لعدد 197 طالب للسفر عن طريق الاوتوستوب من قلاسقو باسكتلندا الى باريس . وهناك كتب ومؤلفات عديدة عن تجارب كثيرين فى هذا الفن من الرحلات . وهناك من وثقوا لرحلاتهم هذه بأفلام فيديو . وفى الموقع معلومات عن كل دولة من الدول عما إذا كان الأوتوستوب بها مسموح به قانونا أم لا ، وهل هو سهل الحصول عليه والى أي درجة وهل هو بالمجان أم بمقابل إلخ – والأتو ستوب ظاهرة مألوفة فى أوروبا واستراليا ونيوزيلندا . وقد راجت فى أواخر القرن العشرين . ولكنها أخذت فى الإضمحلال مؤخرا الى حد ما بعد إرتفاع معدل حوادثها وتعرض الشباب وخاصة الشابات لإعتداءات من مجرمين فأصبحت هذه الطريقة محفوفة بالمخاطر من جراء ما قد يصاحبها من نهب واعتداءات جنسية . وفى الولايات المتحدة تعتبر هذه الطريقة هي الأسوأ والأخطر وسيلة للسفر . وفى بعض الدول صارت هذه الظاهرة غير قانونية وملاحقة من قبل الشرطة خاصة فى طرق المرور السريع . ومهما يكن من أمر الأوتوست فإنى لا أحبذه ولم أجربه ، ولا أنصح به . وخير منه استخدام المواصلات العامة . فالشخص لا يدرى كم من الوقت سيقف حتى يحظى بمن يقف له ، ناهيك عما فى طول الوقوف فى البرد أو الحر أو المطر من مذلة . والمسافر بهذه الطريقة لا يستطيع اختيار من يركب معه إضافة الى خطورة الركوب مع غريب أوغرباء قد يكونوا من المجرمين يجعلون من يركب معهم ضحية . والبوليس سوف لن يعلم بإختفاء الضحية إلا بعد وقت طويل و Too late .
نواصل
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
أخى محمد عبدالله.السلام عليكم
سوف اكون متعهد معك إما برفع البوست بمشاركة من واقع الرحلات التى قمت بها او برفع البوست لمواصلة هذا الجمال..
فى أول رحلة لى لدول اوربا إنتابنى شعور جميل بأنى سوف افعل كما يفعله بعض الشخصيات من أشياء خارقة أوعلاقات حميمة وإنتابنى خوف من التحدث بلغة غير لغتى...وكيفية التعامل مع الشخص الغريب..
وكان لسوء حظى ان سافرت إلى بلغاريا..ونزلت بمطار صوفيا..وخرجت من المطار ولم يتعاون معى أى أحد لآنهم لايتكلمون ألأنجليزية البسيطة التى اتعامل بها..
خارج المطار لقيت أصحاب التكاسى وعايز أقرب فندق عشان أرتاح فيهو وبعدين أبدأ تحركى..وكلهم يشيرون برأسهم من اعلى إلى أسفل ..وأمشى عشان أركب يأمن الباب عرفت مؤخرآ بأن الشغلانية معكوسة يعنى لا..وعندما يجيب بتحريك الرأس يمين ويسار أعرف بأنه نعم..عالم غريبة..
أنقذنى من الموقف إخوة سودانين طلبة كانو فى غاية الطف...وسؤاصل معك ما حصل لى معهم..بأذن الله..مودتى.إسماعيل محمد احمد عباس...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: ismeil abbas)
|
الحلقة 27
مواقف طريفة وأخرى حرجة فى رحلاتى داخل أوروبا :
عندما وصل بى القطار الى بلغراد استبدلت بعض العملة فى أحد مكاتب تغيير العملة فى محطة السكة حديد وفى عزمى أن أقضى بالمدينة يوما أو يومان . وفى إحدى كافيريات محطة السكة حديد توقفت لأتناول وجبة طعام . فواجهت لأول مرة مشكلة إختيار الطعام . فهذه أول بلدة اوربية وغير مسلمة أصل اليها وأجد الطعام فيها مختلف عما ألفته . طعام كالبلاستيك لا يستساغ فى مذاقه ولا فى رائحته ولا فى شكله . وشاهدت حشوات ساندوتشات لا أدرى مم تتكون وتوزن وزنا بالجرام . ولم أجد غير الدجاج البروست طعاما أفضل . تجولت فى منتصف المدينة لفترة لا تزيد عن الساعتين أصبت فيها بالإحباط بسبب مشكلة اللغة وأحسست بالضيق والضياع ولم أطق البقاء بها . وعدت لمحطة السكة حديد لمواصلة الرحلة ومغادرة المدينة على أول قطار . وفكرت فى خط الرحلة القادمة وتصفحت خريطة أوروبا كى أختار أقصر طريق الى مدينة كوبنهاجن بالدنمارك لألتقى بأقارب صديقى المرحوم الشبلى سعيد وأصل من هناك الى أبعد مكان أستطيع الوصول اليه فى شمال أوربا قبل أن أفكر فى طريق آخر مخلتف للعودة . وجدت أقصر طريق الى الدنمارك يمر عبر النمسا وتشيكوسلوفاكيا سابقا ثم ألمانيا الشرقية ومن شاطئ ألمانيا الشرقية الشمالى حتما سأجد مواصلات بحرية للدنمارك . فرسمت خط رحلتى على هذا المنوال . وكانت مشكلتى أنه لا توجد بجواز سفرى تأشيرات دخول أو مرور لجميع تلك الدول . ولكنى لم أنزعج لذلك . فتركيا وبلغاريا ويوغسلافيا السابقة قد منحتنى تأشيرات مرور عند الحدود دون أي تعقيدات مضافا اليهم لبنان وسوريا كدولتين عربيتين . ولم أشك ان بقية تلك الدول سوف تفعل مثلهم . ثم إنى أحمل تأشيرات لأهم أربعة دول فى أوروبا هي بريطانيا وفرنسا وسويسرا وألمانيا الغربية . ولثلاث منها تأشيرات مميزة تسمح لى بالدخول والخروج من الدولة لعدد غير محدود من المرات خلال فترة ستة شهور . وتذكرت قول السفير السويسرى لى وأنا بمكتبه فى الخرطوم بأن نوع تأشيرتهم المميزة التى منحوها لى فى جواز سفرى ستجعل كل دولة أوربية أخرى تطمئن لى ولا تتردد فى منحى تأشيرة دخول اليها من الحدود . وقد يعجب القارئ من أين لى كموظف مغمور مثل هذه العلاقة القوية التى ربطتنى بسفراء تلك الدول الكبرى لكي يمنحوننى مثل تلك التأشيرات المتميزة بل ويستخرجونها لى خلال دقائق معدودة بينما أنا جالس بجانبهم فى مكتبهم أتحدث معهم وأتناول مشروبا من ضيافتهم . ويتوسط لى أحدهم لدى سفير ألمانيا الغربية الذى لا أعرفه كي يمنحنى تاشيرة دخول الى المانيا الغربية . وكانت ألمانيا الغربية قد أوقفت تأشيراتها بعد أحداث ما يسمى بأيلول الأسود . فهذه العلاقة القوية نشأت بينى وبينهم من كثرة زياراتهم لمنطقة عبرى التى كانت توجد بها خمسة بعثات من دول اوربية مختلفة تعمل بالآثار و كنت المسئول الإدارى بتلك المنطقة . وكنت استضيفهم وأسرهم ومن يبعثونهم لى بمذكرات وأقدم لهم كل ما يحتاجون اليه من تسهيلات أو تذليل صعاب وخاصة بتوفير دليل لهم للطريق ما بين عبرى ووادى حلفا القديمة وكان هذا الطريق وقتذاك غير واضح المعالم ويتعرض من يسلكه من غير دليل للضياع . فكانوا لذلك يلحون علي أن أزورهم إذا حضرت للخرطوم لإكرامى ، ولذا ربما كانوا قد إعتبروا منحهم لى لمثل تلك التأشيرات أبسط خدمة يقدمونها إكراما لى . وتحصلت من محطة السكة حديد ببلغراد على تذكرة قطار الى فينا عاصمة النمسا . ووجدت قطارا يتأهب للمغادرة فسألت إن كان سيمر بفينا . فقيل لى إنه فى طريقه الى ألمانيا الغربية ولا يمر بمدينة فينا ، ولكنه يمر بقرية حدودية صغيرة بالنمسا إسمها ( فيلاخ) وأنه بإمكانى النزول بها ثم ركوب قطار آخر منها الى فينا . فصعدت الى القطار . وكغريب ديار فقد كنت هذه المرة موضع إهتمام رفاقى بالقمرة والقمرات المجاورة . كما إهتم بأمرى كمسارى القطار أيضا . وطمأنونى جميعهم بأنهم سينبهونى ويوقظونى قبل أن يصل القطار لفيلاخ كي أستعد للنزول . وشعرت بالإلفة مع الركاب الجدد وسعدت بالأنس معهم رغم حاجز اللغة الذى تعاونا جميعا على كسره بالإشارات . كانوا على النقيض تماما من رفاقى السابقين الأترك . وأيقظونى بالفعل عندما إقترب القطار من فيلاخ وحضر الكمسارى أيضا كوعده لى كي يشهد نزولى بنفسه ويطمئن . وتوقف القطار لثوانى معدودة نزلت فيها على عجل ونزل معى الكمسارى على الأرض وأشار لى على إتجاه المحطة بأنوارها المتلألئة من بعيد . ثم أطلق صفارة طويلة غادر على أثرها القطار .. وبقيت وحيدا أتلفت يمنة ويسرى ومن حولى فراغ وصمت مطبق . لم أجد أحدا غيرى قد نزل من القطار . لقد أنزلونى بعيدا عن محطة القطار . كان الوقت لا يزال فجرا مبكرا فيه بقية قطع من الليل مظلمة . فأخذت أسير فى إتجاه المحطة لمسافة قدرتها بنصف ميل عبرت فيها قضبانا للسكة حديد عديدة ومتشابكة حتى وصلت الى مبانى المحطة والشمس لم تشرق بعد . كما وجدت المكاتب مغلقة ، والناس معظمهم نيام . ولا توجد إلا حركة سيارات محدودة فى الشوارع وداخل المحطة . وجلست بإستراحة المحطة فى انتظار القطار الذاهب الى فينا. وبوصوله صعدت اليه . كان قطارا فخما وسريعا والطبيعة رائعة وجميلة على جانبي الطريق. كل أوربا جميلة خضراء لم أشاهد فيها بقعة غبراء . والفيت الشعب النمساوى من حولى فى القطار ودود ومتشوق للتعرف بى والتحدث معى كغريب وأن يقدم لى ما أطلبه من عون . ووصلت الى فينا فى صباح مبكر . وقررت الإقامة بها ليوم أو يومين وكانت أول مرة لى كذلك أفكر فيها فى المبيت خارج القطار والباص منذ مغادرتى لمدينة حلب بسوريا مرورا بتركيا وبلغاريا ويوغسلافيا سابقا حتى دخولى الى النمسا .
أواصل
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
صوفيا:::داخلية البنات:
رتب لى الزملاء زيارة بعض ألأماكن السياحية بصوفيا داخل المدينة ومنها مررت بالخطوط البلغارية لتاكيد حجزى والمواصلة لوجهتى الثانية إستنبول..
وذهبنا لداخلية البنات..وما وجدنا اى حارس على المدخل وزرنا طالبة سودانية راقية عزمتنا عشاء وكانت رفيقتها فى الغرفة من جنسية اسيوية على ما أعتقد وتسامرنا وقضينا وقت ممتع فى سرد الذكريات...
وخرجن معنا مقدمات والمقدم ما موصل ورجعن وذهبنا لداخلية الطلبة التى لابد على ان أدخلها أنا عن طريق السور..
مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: ismeil abbas)
|
فى رحلة العودة من صوفيا إلى إستنبول:::
حضر مع الشباب الطلبة إلى المطار لتوديعى وبما أننى كنت أحمل تأشيرة ترانسيت فيزا وحسب نظام بعض الدول ألأشتراكية آنا ذلك لابد ان أثبت لهم بأنى نزلت فى فندق وكم صرفت من العملة داخل البلاد..نظام عقيم ولكن هذا نظام البلاد ..
كان همى كيف أثبت لهم ذلك مع العلم بأنى نزلت مع أصحابى الطلبة..وكنا نعلم بذلك وقلت لهم لاتذهبوا إلا بعد ان ألوح لكم بأنى ختمت الجواز من ضابط الجوازات..
كتمت انفاس أما ضابط الجوازات وقرأت ماتيسر من القران الكريم وخاصة صورة يس ....وتحدث مع الضابط بلغتهم وتحدثت معه بألأنجليزية كاللغة مشتركة ولم يفهم منى ونظر للجواز ونظر إلى وختم الجواز وهو على مضض وحمدت الله كثيرآ لتجاوز هذه المحنة....
تحياتى....إسماعيل محمد احمد عباس...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: ismeil abbas)
|
الحلقة 30 أدخلانى الى مكتبهما وأجريا معى تحقيقا مجددا عن كيفية دخولى الى النمسا دون حصولى على ختم دخول . وأحسست أنهما قد أدركا خطئهما بالسماح لى بدخول تشيكوسلفاكيا دون ختم دخول أو خروج من وطنهم الى ان كشف ذلك القصور رفاقهم التشيكوسلفاك . كانت لغتهم الإنجليزية ضعيفه فأرجاءا التحقيق معى الى صباح اليوم التالى ليقوم به رئيسهما الأعلى رتبة . وقضيت الليل داخل مكتبهم داخل كيس نومى على أريكة وثيرة . وقبل أن يتملكنى النوم أعدت شريط أحداث دخولى الى النمسا وكيف تثنى لى الدخول الى دولة متقدمة كالنمسا ذات ضوابط فى نقاط الدخول والخروج منها دون أن يقابلنى عند دخولى اليها قسم جوازات ?. ووجدت أن التفسير الوحيد لذلك هو أن ذلك القطار الذى توقف لى للنزول منه عند بلدة فيلاخ قد توقف مخصوصا من أجلى وليس فى برنامجه مثل ذلك التوقف لأن توقفه كان بعيدا من المحطة ولأنه لم ينزل منه أحد غيرى . ولأن جميع مكاتب المحطة عندما وصلت اليها كانت مغلقة . فلو أن توقف هذا القطار ببلدة فيلاح كان مبرمجا ومعلوما للمسئولين النمساويين ببلدة فيلاخ لكان الجميع على استعداد لمقابلة ذلك القطار وركابه القاصدين بلدة فيلاخ ، ولكان رجال الجوازات متواجدين وعلى استعداد لمقابلة من ينزلون منه من ركاب . كما أنى بدورى نسيت أمرهم وغادرت البلدة دون أن أسأل عن تواجدهم لأكمل إجراءاتى معهم . إذن فقد أوقف ذلك الكمسارى القطار وبإتفاق مع سائق القطار من أجلى دون أن يدرى أن تصرفه هذا سوف يتسبب فى كل هذا الإرتباك للمسئولين بجوازات النمسا .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 31
وفى صباح اليوم التالى جاءنى الضابط الأعلى رتبة ويقطن على مقربة من مقر عمله . كان ودودا ويغلب على طبعه روح الفكاهة . تفهم جميع ما رويته له بتفصيل عن كيفية دخولى الى النمسا وتحركاتى بداخلها . واستأذننى لإجراء تفتيش لما بداخل حقيبتى وكانت تلك هي المرة الأولى التى يتم تفتيشها بعد أن تم آخر تفتيش لها عند دخولى الى تركيا . وقد افادنى تفتيشه لحقيبتى ، حيث وجد بداخلها التحف الأبنوسية والتماثيل التى كنت قد اشتريتها من سوق أم درمان لغرض البيع والإهداء فاشترى مجموعة منها بسعر مجزى لم أجد مثله عندما عرضتها على صاحب متجر متخصص فى بيع التحف مثلها فى مدينة فينا . حيث قام صاحب المتجر المتخصص فى بيع التحف بوزن كل قطعة وقام أيضا بقياس أطوالها وعرضها ثم عرض علي سعرا أقل من سعر مشتراها . ولما أبديت إعتراضى على قلة سعره ، أخرج لى كتلوجا فيه صور لتحف مشابهة قال لى إنه يستوردها من الهند بأقل من السعر الذى عرضه علي . فأدركت عندئذ أنها تجارة ذات تخصص عالى بعلم وفن وأوزان ومقاسات وكتلوجات وليست أمرا عشوائيا ( وأي كلام ) مثلما هو الحال عندنا فى السودان . وسخطت على الهند وعمالتها الرخيصة التى أضاعت مكاسبى وبعد إكتمال التحقيق معى أبقونى ليلة أخرى إنتظارا لوصول مسئول أعلى درجة للنظر بنفسه فى تلك المعضلة . وكانوا يسمحون لى بالخروج للتجول وتناول الطعام دون حراسة أو التقيد بمواعيد فى الرجوع ربما لأنهم يحتجزون عندهم جواز سفرى . ثم وصل المسئول الأعلى درجة ووجدته ملما بتفاصيل المشكلة حسب ما وصله من إفادات وتقارير . ولذلك لم يستغرق أمرى عنده سوى دقائق معدودة . فبعد أن تصفح جواز سفرى . (دردش ) معى لبعض الوقت فى محاولة منه لتطييب خاطرى ثم طلب منهم منحى تأشيرة عبور لفترة اسبوع وعليها ختم الدخول . وطلب منى ألا أغادر النمسا عن طريق تشيكوسلفاكيا مرة أخرى وإنما عن طريق ألمانيا الغربية طالما أن لدي تأشيرة دخول اليها . وأرشدونى الى موقف باص سيكون الباص الذى يصل اليه فى طريقه الى مدينة إسمها لنز على مقربة من الحدود مع المانيا الغربية كي آخذ منها القطار الى ألمانيا الغربية . فغادرتهم شاكرا .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 32
ووقفت فى الموقف انتظارا للباص وأنا بالجلابية والعمامة والمركوب أيضا .. منظر غير مألوف للسكان والمارة وملفت لأنظارهم . وجاء الى الموقف تلاميذ وتلميذات مدارس صغار بعد نهاية دروسهم وتجمعوا انتظارا للباص أيضا ليقلهم الى مناطق سكنهم فى قراهم المتفرقة فى الطريق . كانوا ينظرون الى بإستغراب ويشيرون الي من طرف خفي ويتهامسون .. يحاولون الإقتراب منى ويترددون . وتجرأ صبي صغير منهم يبلغ من العمر حوالى العشرة سنوات أو يزيد إسمه إنقمار أشمدت . دنا منى وحيانى . كان جريئا وذكيا ويتحدث الإنجليزية بطلاقة . كان مهتما للتعرف بى كغريب . وأمطرنى بأسئلته . وأحسست به كأنه يتباهى بين زملائه بأنه الوحيد بينهم الجرئ والقادر على الإقتراب من الغرباء والتحدث إليهم حيث وقفوا بعيدا عنه مندهشين من جرأته . ووصل الباص فترجانى أن آخذ تذكرة حتى قريته كي يستطيع أن يكمل ما بدأه معى من أسئلة وحديث ومن بعد ذلك يمكنى مواصلة سفرى فى نفس اليوم بباص آخر . فاستجبت لرجائه . وفى قريته أرشدنى الى مقهى كي أستريح به ريثما يصل الباص التالى وودعنى وانصرف . ولكنه سرعان ما عاد مهرولا والفرحة تملأ جوانبه وهو يلهث ويقول لى : محمد ، إن أمى تدعوك لإستضافتك بمنزلنا الليلة ويمكنك اللحاق بباص آخر غدا صباحا .... محمد أرجوك أن تقبل . ولم أتردد فى قبول دعوته . وأعجبنى حسن تصرفه وأدبه . فقد أحسست أنه كان راغبا من البداية فى استضافتى بمنزلهم ، ولكنه أسرها فى نفسه ولم يبدها لى قبل أن يأخذ موافقة أمه . لقد استدرجنى حتى أنزلنى فى قريته . وها هي أمه قد جاءت معه تقود عربتها وكانت فى انتظارنا بداخل سيارتها خارج المقهى . لم تكن تتحدث الإنجليزية ، ولكن عبارات ترحيبها الحارة فى لقائى وإستقبالى مع بشاشتها عبرت لى عن صدق مشاعرها وترحيبها بإستضافتى . وصار إبنها مترجما بينى وبينها . إنه الإبن الوحيد فى الأسرة وكانت فرحته وسعادته بمقدمى اليهم لا تحدها حدود وكأنه عثر على كنز ثمين . فطاف بى بعض أرجاء منزلهم الفخيم المكون من ثلاثة طوابق . وأرانى حديقة حيواناته المنزلية الصغيرة . كانت تضم سلحفاة وسنجاب وقنفد وحرباء . وأرانى كذلك مزرعة ألبانهم ودواجنهم . ومن كاميرا تصويره التقط لى معه عدة صور وعرض علي البومات صوره ومجموعة طوابعه العالمية .
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: ismeil abbas)
|
الحلقة 33
وجلسنا على مائدة العشاء , نتحدث عن رحلتى وعن السودان وأهله وانضمت الينا جدته. وكانت بعض أسئلتهم عن السودان بربئة وساذجة . كسؤالهم هل يوجد بالسودان أناس فقراء ؟ . وأسنانكم بيضاء ماذا تفعلون لها ؟ وطلبوا منى خلع عمامتى ليروا شكل شعرى . و.. و.. ثم وصل والد الفتى الصغير متأخرا كعادته كل مساء . قال لى إبنه إنه يعمل فى شركة ملاحة على نهر الدانوب . رحب بمقدمى وانضم يشاركنا العشاء والحديث بانجليزية ضعيفة . وقبل أن آوى الى النوم أهديتهم مجموعة من التحف والتماثيل السودانية .. فرحوا بها وأعجبتهم أيما إعجاب . وأويت الى النوم فى غرفة خاصة بالطابق العلوى مليئة بتحف ونفائس وملحق بها حمام بالماء البارد والساخن . ولم أشاهد فى حياتى فراشا وغطاء أكثر نعومة ودفئا مثل ذلك الذى شاهدته فى تلك الغرفة . وفى الصباح تناولنا إفطارا مبكرا كما هي عادتهم . وخرجت مع والد إنقمار فى عربته يصحبنا إبنه للحاق بالباص الذى وجدناه قد غادر قبل وصولنا اليه بدقائق فقرر والد الصبى اللحاق به فى محطته التالية . وعند لحاقنا بالبص صعد والد الفتى الى الباص قبلى ودفع للسائق قيمة تذكرتى . فالسائق عندهم يقوم بمهمة القيادة والكمسارى والمحصل معا . وكادت تخنقنى عبرة من فرط تأثرى وانفعالى لكثرة ما أحاطتنى به تلك الأسرة من تكريم وكانت الرابطة التى جمعتنى بهم هي مجرد مصادفة إبنهم لى فى الطريق . هذا الشعب النمساوى ما أروعه فقد حدث فى عدد من المرات أن التقيت وتعرفت بأفراد منهم فى مطاعم أو كافتيريات وتبادلت معهم الحديث وعندما يأتى الجرسون بفاتورة لكل منا يضم فاتورتى لفاتورته ويقوم بسدادهما معا بإعتبارى ضيفا عليه وعلى بلاده. لنز مدينة فى غاية الروعة والجمال . قضيت بها ربع يوم قبل أن أركب منها قطارا مغادرا الى المانيا الغربية الى مدينة بساو. وأنست داخل القطار الى سيدتين المانيتين . انصب إهتمامهما للتعرف على خلفيات مشكلة الحنوب ونتائج إتفاقية أديس أبابا عام 1972م . وجاءت سلطات الجوازات الألمانية وختمت لى بالدخول دون أي تعقيدات .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 34
و من المواقف الحرجة أيضا التى قابلتى فى رحلتى داخل أوربا عام 1973م هي أنى عندما وصلت الى باريس قادما اليها من لندن فى صباح مبكر . نزلت من القطار وفى عزمى أن أقضى بها يوما أو يومان . وجدت فى محطة السكة الحديدية على غير ما ألفته فى المدن الأوربية الأخرى حشودا كبيرة من الشباب الأوربى والأمريكى من الجنسين وقد إكتظت بهم ردهات مبانى المحطة على سعتها . كان بعضهم وقوفا وأكثرهم جلوسا أو مستلقين على ظهورهم متوسدين حقائبهم . لا شك أنهم ملأؤوا بيوت الشباب والمعسكرات والفنادق الرخيصة حتى فاضت منهم ولم يجدوا غير هذه المحطة مأوى مناسبا لهم ، فلا خير يرجى إذن من البحث عن مكان شاغرللمبيت بباريس . أدخلت حقيبتى فى دولاب لحفظ الأمتعة داخل المحطة وغادرتها أتجول داخل المدينة طوال النهار ، ولكننى أصبت بإحباط كالذى أصابنى ببلغراد وذلك بسبب مشكلة اللغة الفرنسية التى لا أتحدثها ولم أجد فى المارة والأماكن التجارية والخدمية من يتحدث الإنجليزية إما لأنهم يجهلونها أو لا يرغبون فى التحدث بها كما قيل عنهم . وفى المساء بلغ بى التعب والضيق حدا كبيرا . وبعودتى الى محطة السكة حديد وجدتها قد ازدادت إزدحاما على ما كانت عليه من إزدحام بذلك الشباب وهذا ما شجعنى على أن أصرف النظر عن قضاء الليلة بباريس . أخذت حقيبتى وتوجهت لمكتب الإستعلامات أستفسر عن القطار المتجه الى لوزان بسويسرا . فأخطرونى بأن هناك قطارا سيغادر اليها بعد نصف ساعة فقط وأنه آخر قطار سيغادر اليها فى تلك الليلة ، ولكنه لا يغادر من المحطة التى نحن بها وإنما من محطة سكة حديد أخرى إسمها ( قار دى ليون ) ونصحونى أن أذهب الي تلك المحطة بالقطار تحت الأرض حتى أصل اليها فى أقصر وقت يضمن لى اللحاق بالقطار قبل مغادرته . وكانت هذه إشكالية كبرى بالنسبة لى . فأنا لم أعتد على ركوب المترو ولا أعرف الإتجاهات فيه . وحتى فى مدينة لندن التى قضيت بها عشرة أيام لم أخض تجربته لأنى لم أكن فى حاجة لإستخدامه . و لم يكن أمامى بد من خوض تجربته الآن فى باريس . كان بالقرب من المحطة التى أنا بها مدخل لمحطة القطارات تحت الأرض . فنزلت بسلم حديدى هبط بى اوتوماتيكيا مع آخرين الى عمق سحيق داخل الأرض . . وكان فى قبالته سلم آخر يصعد بآخرين من داخل المحطة الأرضية ويقذف بهم الى خارجها . وبوصولى الى رصيف المحطة الأرضية لفح وجهى تيار هواء قوي وبارد التكييف . وشاهدت إضاءة باهرة تعم كل أرجاء المكان . وشاهدت بالمحطة الأرضية كفتيريات ومكتبات ومرافق أخرى – عالم شبيه بالعالم الخارجى على سطح الأرض . وتلفت حولى ويا لأغرب ما رأيت . رأيت سلما أرضيا يغوص هو الآخر الى تحت الأرض لعمق آخر أبعد ... الى محطة أخرى تحت الأرض --- نفق تحت نفق وقطار أرضى يسير تحت قطار أرضى آخر فى إتجاه آخرمختلف . فأي إعجاز بشرى هذا الذى أراه !! . ووصل قطار طويل فتحت أبوابه أوتوماتيكيا فى وقت واحد وخرج منه أناس فى خفة وسرعة وابتلع فى جوفه مكانهم آخرين وأغلقت أبوابه أوتوماتيكيا أيضا وغادر فى ثوان واختفى بداخل النفق الأرضى المظلم . ووصل الى نفس المحطة التحت أرضية من الجانب العكسى قطار آخر أفرغ شحنته هو الآخر وغادرقى ثوان بآخرين . واصبت بذهول ودوار – وأحسست كأنى أعيش فى عالم مسحور أو عالم من خيال . وقفت حائرا أتلفت لا أدرى الى أي إتجاه أسلك لكي أصل الى محطة قار دى ليون . ومن يا ترى أسأله . الكل فى عجلة من أمره . بعضهم يموج فى بعض من شدة الزحام وكأنهم فى يوم حشر . شيب وشباب وأطفال صغار ، بعضهم فرادى وبعضهم فى مجموعات . وأخر أزواج متشابكى الأيدى أو فى عناق . وأفارقة سود كثيرون وسط البيض . وشابات فى غاية الروعة والجمال يرتدين أغرب الأزياء والموضات . كلهم يدخلون ويخرجون ما عداي . وتلك كاعب حسناء تسير بخطى رشيقة يهتز معها نهداها البارزان فى إيقاع مثير مع وقع أقدامها و .. و.. ثم أفقت الى نفسى --- ما لى أنا والغزل فى الحسناوات !! ؟ ... الزمن يمضى مسرعا وأنا لا أزال فى حيرتى و ذهولى لا أدرى الى أين إتجه .
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب (Re: محمد عبدالله سيد احمد)
|
الحلقة 35
أوقفت صبيا فرنسيا صغيرا يسير وحده وسألته كيف الوصول الى محطة قار دى ليون . ولم يكن يتحدث الإنجليزية ولكنه فهم سؤالى وقادنى الى لوحة إرشاد زجاجية بداخل المحطة مثبتة على طاولة وبها خريطة كروكية لجميع شبكة خطوط القطارات الأرضية داخل مدينة باريس موضحا عليها جميع المحطات بأزرار كهربائية . فضغط بأصبعه على الزر الموضح عليه محطة قار دى ليون فأضاء له على الفور خط أحمر يبدأ من المحطة التى نحن بها مع وجود خط أخضر يقاطعه فى أحدى المحطات حتى محطة قار دى ليون مع بيان أسماء جميع المحطات فى الخطين . ومن شرحه باللغة الفرنسيةفهمت أن الخط الأخضر المقاطع مع الخط الأحمر معناه أن علي أن أغير القطار عند محطة نقطة الإلتقاء هذه بقطار آخر فى نفق أسفل من النفق الأول يسير فى إتجاه مختلف . وأعجبت باللوحة الإرشادية المتطورة وتكنولجيتها العالية . ولكن لم يكن لدي وقت للإعجاب وليس ذلك وقته . فأنا فى سباق مع الزمن وفى عجلة من أمرى . فهمت ما تعنى اللوحة ولكنى لم أفهم كبف أسير على هداها . كما أن تغيير القطار من محطة لأخرى بدت لى إشكالية أخرى أكثر تعقيدا وأعوص على الفهم . فصرفت النظر عن ركوب تلك القطارات كلية . وبدا لى مسألة لحاقى بالقطار قضية خاسرة . فخرجت من نفق المحطة تحت الأرض يائسا ومحتارا لا أدرى أي وسيلة مواصلة بديلة أختارها ، ولا كيف أو أين يمكن أن أقضى ليلتى . ولكن وازعا قويا بداخلى ظل يدفعنى الى عدم الإستسلام ، والى البحث عن وسيلة غير القطار تحت الأرض للحاق بالقطار فى تلك المحطة – محطة قار دى ليون . وسألت أول شخص قابلنى عن وجود وسيلة أترحل بها غير القطار تحت الأرض . ولم يكن ذلك الشخص يتحدث اللغة الإنجليزية التى خاطبته بها وكنت أحسبه فرنسيا لشدة شبهه بالفرنسيين . ولكنه أدرك أننى عربى ومسلم مثله قبل أن ادرك عنه أنا ذلك -- فهو جزائرى -- كما أفادنى -- يعمل عاملا فى محطة السكة حديد . كانت لهجته الجزائرية أكثر صعوبة على فهمى من الفرنسية . ولكنه رأى حيرتى وما أنا فيه من مأزق فاندفع لمساعدتى . أخذ حقيبتى وهرول بها الى داخل محطة القطارات تحت الأرض وأنا أهرول من خلفه . دفع قيمة التذكرتين للقطار تحت الأرض وركبنا القطار وخرجنا منه وركبنا القطار الآخر وخرجنا منه مهرولين للحاق بالقطارالمغادر الى لوزان بسويسرا ولحقنا به . وبمجرد دخولى وجلوسى بدأ القطار فى التحرك . ومن نافذة القطار شددت على يد الشاب الجزائرى مودعا . ولم أجد الكلمات ولا العبارات التى أوفيه بها حقه من الشكر والعرفان لجميل فضله وانقاذى مما كنت فيه من مأزق . وأحسست بسعادة تغمرنى وبعرفان بالجميل لذلك الشاب الجزائرى . وأدركت أن السعادة الحقيقية هي فى تقديم المساعدة والعون للآخرين الذين هم فى حاجة ماسة للعون ، وأنك بإسعادك لغيرك تسرى السعادة اليك وتغمر أوصالك . وكما قال شاعر عربى لا أذكر أسمه خليلى إن المال ليس بنافع ------ إذا لم ينل منه أخ وصديق وإضيف من عندى .... ومحتاج . نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|