|
في هذا العهد الغيهب!! كم فقدنا من القامات التي كانت تزين سماء الوطن!!! لحظة وفاء لمن فقدنا!!!!!
|
مازال الوطن ينزف ومازالت الاحزان تتوالي وومازلنا نفقد ونقتقد كل يوم قامة من قامات الوطن ودعامة من دعامات الفكر او الفن والثقافة وفي كل المجالات منهم من مات مهموما ومنهم من مات مغموما ومنهم من مات مسموما بهواء فاسد لم تحتمل رئتاه استنشاقه من تقل فساده في هذا العهد الغيهب اغلبهم مات في عز الشباب وقمة العطاء وحتي لو وهن العظم وتتداعت الاعضاء ولكن لم يزل العقل ذا جذوة مشتعلة قادرة علي العطاء. بروفسور اسامة عبدالرحمن النور وبالامس القريب برفسور الضو مختار وفي اقل من اسبوعين نفتقد ونفتقد وبهذا الكم !!!!! الم اقل لكم لم يحتمل امثال هولاء !!!!!! وللأسف رحلوا عن هذه الفانية ة وفي القلب حسرة!!! فلنقف وقفة حزن واسي وفاء وعرفانا لهولاء الافذاذ الذين مابخلوا وافنوا العمر جد واجتهادا لرفعة هذا الوطن المنكوب فلهم الرحمة ولنا الصبر والسلون!!!
هذا البوست يهدف وبقدر الامكان لذكر كل من فقدنا من القامات الفكرية والادبية والفنية والرياضية والسياسية والاكاديمية منذ 30 يونيو والي الان نرجو من الجميع المساهمة في هذا العمل التوثيقي الهام .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في هذا العهد الغيهب!! كم فقدنا من القامات التي كانت تزين سماء الوطن!!! لحظة وفاء لمن فقدنا! (Re: wesamm)
|
Quote: شهداء رمضان ...حركة أبريل 1990
شاهد الصورة اسفل
كانت حركة 24 ابريل 1990 من أجرأ وأقوى المحاولات العسكرية التي استهدفت اسقاط نظام الجبهة الاسلامية القومية الحاكم في السودان . بلا شك ان عوامل النجاح قد توفرت لتلك الحركة ولكن ساهمت عوامل اخرى قد تعزى للخيانة . وبعض الاسباب اللوجستية في عدم تنفيذ الخطة . لقد كان ثمن الاخفاق باهظاً حيث فقد الوطن ثمانية وعشرين ضابطاً وطنياً شجاعا في مذبحة بشعة لم يشهد مثلها تاريخ السودان المعاصر ، ايضا فقد الوطن اربعة من ضباط الصف البواسل المخلصين لوطنهم وقواتهم المسلحة في نفس الليلة وتتابعت الاعدامات حتى وصل عدد الشهداء من ضباط الصف 28 شهيداً وأرسل العشرات الى السجون وشردت اعداد لا تحصى من الضباط وضباط الصف والجنود .
أهداف حركة ابريل 1990
لم تخرج اهداف هذه الحركة الشجاعة عن تطلعات جماهير الشعب السوداني الذي يرفض الضيم والظلم فجاءت هذه الاهداف تلخيصا وتعبيرا عما يريد .
*
اعادة الحياة الديمقراطية في السودان . *
الغاء كافة المراسيم الدستورية الصدارة عن السلطة العسكرية منذ الثلاثين من يونيو 1989 . *
اقرار وثيقة دستورية تحدد هياكل الحكم الديمقراطي تؤكد على مبادئ كفالة الحريات الاساسية واستقلال القضاء وسيادة حكم القانون . *
الفصل بين السلطت التشريعة والتنفيذية والقضائية . *
استقلال مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي . *
استقلال الحركة النقابية وبقاؤها موحدة وديمقراطية . *
قومية القوات المسلحة والشرطة والقوات النظامية الاخرى ، والخدمة العامة واجهزة الاعلام وحمايتها من التدخلات السياسية . *
انتهاج سياسة خارجية تؤكد السيادة الوطنية وتقوم على رعاية المصالح المشتركة وحسن الجوار وعدم الانحياز ورفض المحاور ، وتناصر قضايا التحرر وتناهض الصهيونية والتفرقة العنصرية . *
كما تنص اهداف الحركة على اعادة الحياة الديمقراطية واعلان شرعية الاحزاب السياسية والنقابات والاتحادات والمنظمات الجماهيرية . *
حرية الصحافة والسماح باصدار لصحف القومية والحزبية . *
اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، اعادة المفصولين تعسفيا بعد 30يونيو 1989 إلى مواقع عملهم . *
محاكمة ومحاسبة كل من شارك في تقويض النظام الديمقراطي . *
محاكمة المسؤولين عن الفساد بكل اشكاله امام القضاء . *
نزع سلاح الميليشيات .
ظروف اخفاق الحركة :
في 15 مارس 1990 استطاعت الاجهزة الامنية التابعة لنظام الجبهة القومية الاسلامية كشف تنظيم عسكري يعمل على اسقاط النظام . تم القاء القبض على ما يقارب الخمسة وثلاثون ضابطا فيما عرف لاحقا بمحاولة انقلاب اللواء الركن محمد على حامد . كانت نتائج التحقيق في تلك المحاولة تشير بوضوح إلى وجود عمل عسكري معارض كبير لسياسات وتوجهات النظام ولم تفلح حملات الفصل والملاحقة الامنية في الحد من مخاطره . لذا فقد صدرت التوجيهات بتكثيف العمل الامني المضاد ومحاولة اختراق كل التنظيمات المحتملة وتأمين الوحدات العسكرية في العاصمة بكل الكوادر الملتزمة المتيسرة .
خلال شهر ابريل وبالتحديد في العشرين منه بحثت لجنة أمن النظام والتي يرأسها اللواء الزبير محمد صالح ومن اعضائها العقيد عبد الرحيم محمد حسين والعقيد بكري حسن صالح والرائد ابراهيم شمس الدين والدكتور نافع على نافع المؤشرات الدالة على وجود عمل عسكري معارض وتقررت تكثيف المراقبة على الضباط المتقاعدين والقاء القبض عند اي اشتباه لمحاولة الحصول على معلومات بالإستجواب المكثف (التعذيب) . في ذلك الاجتماع تقرر القاء القبض على اللواء ركن متقاعد عثمان ادريس بلول والعقيد محمد أحمد قاسم لوجود معلومات حول نشاطهما في اجراء اتصالات وتحركات مريبة . تم اعتقال الضابطين المذكورين في نفس اليوم وبما ان التحريات لم تتوصل إلى معلومات مفصلة ، فقد تقرر استمرار التحفظ عليهما وارسل اللواء بلول إلى بيوت الاشباح بينما استمر اعتقال العقيد قاسم في زنزانة في سطح مبنى جهاز امن . من هنا يتضح لنا أن اجهزة أمن الدولة لم تكن لديها أي معلومات ذات وزن وقد ساعد دخول شهر رمضان في اواخره وبدء الاستعداد للعيد في تراخي القبضة الامنية والحذر المستمر .
في الساعة التاسعة من مساء يوم 23 أبريل وصل رقيب (نحتفظ باسمه الآن) من سلاح المظلات إلى منزل الرائد عادل عبد الحميد وهو ضابط استخبارات بقيادة السلاح وذلك في ضاحية الحاج يوسف . ابلغ الرقيب بان لديه معلومات خطيرة عن انقلاب سيتم في تلك الليلة و رفض الادلاء بأي معلومات اضافية الا بحضور العميد كمال على مختار نائب مدير الاستخبارات العسكرية .
عند الساعة الحادية عشرة استجوب العميد كمال علي مختار الرقيب المذكور وذلك بمقر الاستخبارات بالقيادة العامة وقد كانت خلاصة افادته :
سينفذ انقلاب عسكري في هذه الليلة وان معظم الوحدات ستشارك فيه ، وايضاً ستشارك وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي .
أن الواجب المحدد له ان يقابل المقدم الركن المتقاعد عبد المنعم كرار امام بوابة دخول معسكر القوات الخاصة (وتقع في الجانب الشرقي للقيادة العامة في اتجاه بري) بعد منتصف الليل حيث سيؤمن هو ومعه ضباط صف آخرين دخوله وقيادته للقوات الخاصة علما بان وحدة المقدم كرار وكل ضباط الصف فيها موالين له .
كانت تلك المعلومة هي التي أودت بحركة ابريل 90 ورغم المفاجاة وقصر فترة الانذار فقد بدأ العميد كمال على مختار اجراءات مضادة سريعة ، رغم الذعر والخوف والتخبط فقد ساهمت تلك الاجراءات المضادة في فشل المحاولة .
استدعى العميد كمال علي مختار قبل منتصف الليل كلا من العقيد عبد الرحيم محمد حسين والعقيد بكري حسن صالح والرائد ابراهيم شمس الدين للتشاور حول كيفية انقاذ الموقف ، كذلك اتصل بالعميد عمر البشير رئيس مجلس الانقاذ والذي بادر فورا بمغادرة مقر سكن الدولة وتوجه إلى العيلفون حيث ظل مختبا هناك في منزل الطيب النص حتى صباح اليوم التالي كما فعل بقية اعضاء المجلس نفس الشئ .
في الساعة الواحدة صباحا أخلى بقية أعضاء مجلس الإنقاذ منازلهم بدون اصطحاب عوائلهم وذهبوا إلى منازل أقربائهم ويلاحظ أن ايا منهم لم يرتد لباسه العسكري أويذهب إلى أي وحدة عسكرية .
جمع العميد كمال علي مختار كل افراد الاستخبارات والامن في القيادة العامة وصرفت لهم ملابس عسكرية واسلحة وتم قفل كل بوابات القيادة العامة وقد صدرت أوامر بأعتقال أي ضابط يحاول الدخول .
في الساعة الواحدة من صباح يوم 24 أبريل استطاع العميد كمال علي مختار القاء القبض على المقدم الركن عبد المنعم كرار والمقدم محمد عبد العزيز أمام بوابة معسكر القوات الخاصة التي حددتها الخيانة .
تولى الرائد إبراهيم شمس الدين حراسة مداخل القيادة العامة بينما توجه العقيد بكري حسن صالح إلى قيادة سلاح المظلات حيث وجد أن الضابط العظيم (المناوب) هو العقيد عبد الله الخطيب الذي تعاون في قفل مدخل القيادة الجنوبي في اتجاه قاعدة الخرطوم الجوية ومطار الخرطوم وقد مكن ذلك من عزل المنطقة وتحديد الحركة إلى الداخل . أما العقيد عبد الرحيم محمد حسين فقد توجه عند منتصف الليل إلى قاعدة وادي سيدنا الجوية والتي كان الضباط المناوبون فيها من عناصر الجبهة حيث قام بعدها باجراءات مضادة سريعة وكانت كالتالي :
زيادة الحراسة وافراد الامن في البوابات الرئيسية وعند مدخل الكلية الحربية في وادي سيدنا ومدرسة المشاة في كرري ومعهد المدرعات في كرري .
تغيير كلمة المرور (سر الليل ) لدى كل الحرسات في البوابات .
إصدار أوامر مشددة بمنع دخول أو مبارحة أي ضابط لمعسكرات منطقة وادي سيدنا .
وفي الخرطوم وبناء على المعلومات عن إشتراك وحدات من الشرطة في المحاولة أصدر العميد فيصل أبو صالح وزير الداخية أوامره بأن تعود جميع عربات النجدة المجهزة بأجهزة اتصالات جيدة إلى وزارة الداخلية حيث احتجزت حتى اليوم التالي .
عند الساعة الثالثة صباحا ألقى القبض على العقيد أ. ح. عصمت ميرغني طه رئيس عمليات وتدريب المظلات في البوابة الجنوبية الشرقية للقيادة العامة قرب معسكر القوات الخاصة والذي أفاد عند اعتقاله أنه حضر لتنفيذ عملية اسقاط مظلي تدريبية ستتم عند الفجر وهي مخطط لها مسبقاً وتم التصديق عليها من قبل القيادة العامة وجهزت الطائرات لذلك الاسقاط كان رد الفعل السريع لذلك هو تجريد السرية المظلية القائمة بتنفيذ الاسقاط من أسلحتها وحراستها بقوة من الجنود الموثوق بهم وقد تم ذلك في قاعدة الخرطوم الجوية قرب صالة كبار الزوار وأشرف على عملية تجريد السرية المظلية العقيد بكري حسن صالح والعقيد عبد الله الخطيب.
بعد الثالثة صباحا بقليل ظهر العقيد طيار حسن عبد الله عطا قائد طائرات النقل (بفلو) في القاعدة الجوية وقد أفاد بعد إلقاء القبض عليه أنه مكلف من قبل عمليات القوات الجوية بتنفيذ مهمة اسقاط سرية مظلات عند الفجر في منطقة غرب أم درمان وذلك ضمن برنامج التدريب وأن طائرة النقل مجهزة من اليوم السابق .
في حوالي الثالثة والنصف صباحا دخلت مدرعة من اتجاه مطار الخرطوم مروراً بقاعدة الخرطوم الجوية وإلى داخل القيادة العامة وكان على متنها المقدم (متقاعد) بشير الطيب الذي يوضح تصرفه فيما بعد بأنه كان على يقين كامل بان منطقة القيادة العامة مؤمنة تماماً . عند وصول المقدم بشير الطيب بمدرعته إلى البوابة الرئيسية وجد الرائد ابراهيم شمس الدين يقف هناك . حسب افادة بعض الشهود ان المقدم بشير قد خاطب الرائد شمس الدين قائلاً "أنت يا كلب واقف هنا تعمل شنو ؟ أنت الجبخانة كتيرة عليك" . ثم قفز المقدم بشير على الرائد شمس الدين ليخنقه بيده المجردة وهنا أطلق عليه سائق إبراهيم شمس الدين النار ليصيبه في كتفه ويسقط بينما لم يكن هنالك أي رد فعل سلبا أو ايجاباً من كل جنود الحراسة وكأن الامر لا يعنيهم .
في الساعة الرابعة صباحا وفي المنطقة قرب جامع القوات المسلحة كانت تقف بعض السيارات المدنية وقد تجمع حولها وبقرب المكان حوالي 20-25 عنصرا مسلحا يرتدون ملابس مدنية ويبدو أن تلك القوة هي الوحيدة من ميليشيا الجبهة القومية الاسلامية التي أمكن استنفارها في تلك الليلة .
رغم الاجراءات المضادة التي رصدناها فيما سبق يتضح بعد الدراسة أن حركة ابريل قد استطاعت السيطرة على معظم أهدافها الارضية عدا مبنى القيادة العامة .
محاكمات صورية جائرة وإعدامات وحشية :
سوف يظل ذلك اليوم في تاريخ السودان أسود كالح الظلام ذا قسوة شديدة لا يبررها أي قانون عسكري ميداني . ناهيك عن القوانين العسكرية التي كانت تطبقها القوات المسلحة السودانية ، والتي كانت تخضع المحاكمات العسكرية فيها إلى اجراءات تجعلها أقرب إلى المحاكمات المدنية ، حرصا على عدالة القرار خاصة عندما يتعلق الامر بالتآمر العسكري لقلب نظام الحكم .
لقد نسبت عصبة انقلاب يونيو انها اتت إلى الحكم على فوهات البنادق ، واجازت لنفسها ذلك ، لتفرض نظاما يعارضه الجميع خارج وداخل القوات المسلحة . وتناست أن الجيش هو رمز الوحدة الوطنية وصمام أمانها . وان العبث بقوانينه لصالح فئة بعينها أمر مدمر لمستقبله ومستقبل الوطن .
في ذلك اليوم جمعت كوكبة من خيرة شباب قواتنا المسلحة بالقيادة العامة ، وكان مسرح الكارثة إدارة الاستخبارات العسكرية ، وقامت لجنة الأمن والعمليات بتشكيل غرفة عمليات في كل من ادارة الاستخبارات وجهاز أمن السودان .تم من ادارة ااستخبارت تشكيل محكمتين ايجازتين لمحاكمة المجموعة الاولى والتي تضم 28 ضابطا ، وكان تشكيلها كما يلي :
المحكمة الاولى :
1. 1. برئاسة العقيد محمدالامين شمس الدين .
2. 2. العقيد محمد الطيب الخنجر – عضوا
3. 3. العقيد إبراهيم محمد الحسن – عضوا
المحكمة الثانية :
1. 1. برئاسة العقيد محمد علي عبد الرحمن .
2. 2. العقيد يس عربي – عضوا
3. 3. العقيد سيد كنه – عضوا
وقامت الاستخبارات العسكرية بكل اجراءات محاكمة المجموعة الاولى ، ورفعتها إلى قيادتها التي شكلت بدورها غرفة عمليات تضم :
1. 1. العقيد بكري حسن صالح .
2. 2. اللواء محمد أحمد مصطفى الترابي
3. 3. العميد كمال علي مختار .
4. 4. العميد عبد الرازق الفضل .
5. 5. العميد حسن عثمان ضحوي.
أجازت هذه اللجنة الاجراءات رفعتها إلى لجنة الامن والعمليات التي اتخذت مقرا لها في مكاتب وزارة الدفاع ، وكان تشكيلها كالاتي :
1. 1. اللواء الزبير محمد صالح – رئيسا
2. 2. اللواء ابراهيم نايل ايدام – عضوا
3. 3. اللواء التجاني آدم الطاهر –عضوا
4. 4. العقيد بكري حسن صالح – عضوا
5. 5. الرائد ابراهيم شمس الدين – عضوا
6. 6. اللواء فيصل أبو صالح (وزير الداخلية ) – عضوا
7. 7. الدكتور حسين ابو صالح (وزير الخارجية) – عضوا
8. 8. السيد علي شمو (وزير الاعلام) – عضوا
9. 9. مدير إدارة الاستخبارات العسكري – عضوا
10. 10. الدكتور نافع علي نافع (رئيس جهاز الامن) – عضوا
وافقت هذه اللجنة على اجراءات محاكمة المجموعة الاولى وكان الحكم هو العزل ، والطرد من الخدمة والاعدام رميا بالرصاص .
رفع القرار إلى العميد عمر البشير رئيس مجلس قيادة (الإنقاذ) وصادق عليه .
تمت جمع تلك الاجراءات والمحاكمات في غضون ساعتين ، سيق بعدها الشهداء إلى الدروة .
تنفيذ الاعدامات :
في حوالي الساعة الرابعة الا ربع صباحا ثم تجهيز (كونفوي) من السيارات تحت اشراف العقيد الهادي عبد الله (نكاشة) وادارة الاستخبارات العسكرية لترحيل الضباط إلى السجن الحربي بكرري .
أشرف على ذلك التجهيز والتحضير كل من :
العقيد عبد الرحيم محمد حسين .
العقيد بكري حسن صالح .
الرائد ابراهيم شمس الدين .
النقيب محمد الامين.
كل أعضاء المجلس الاربعين من الضباط والمدنيين . كان السجن الحربي مكانا لقراءة الاحكام ، والتجهيز للاعدام . اذ جمع كل خمسة ضباط بعد قراءة الامر عليهم ، واخذوا إلى خلف السجن الحربي في منطقة الجبل الاسود وتم تنفيذ الاعدام رميا بالرصاص .
لم تستمر كل تلك الاجراءات والاعمال والتجهيزات والتحضير سوى بضع ساعات مما يدل على هلع بالغ وبإن المسرحية كانت معدة مسبقا وبدقة . تحسبا لمثل هذا الحدث ، حتى يتم اسكات صوت الحق . واشاعة الارهاب في نفوس الشرفاء من ابناء القوات المسلحة ، وتوالت بعد ذلك أحكام المحاكم الاخرى للمجموعات (ب) و(ج) ، وكانت برئاسة العقيد الخنجر والعقيد سيد فضل كنة ، وكانت كلها ترمي لبسط الارهاب والخوف في المجتمع السوداني ، وسخروا لذلك كل اجهزة الاعلام مسموعة أم مرئية ، مع تهليل صحفي طاغ على أي صوت غير صوت الحزن الكبير الذي ساد الشارع السوداني .
من مواقفهم :
من ضمن المواقف التي حدثت اثناء احضار الضباط الذين نفذ فيهم حكم الاعدام ، ابلغ العقيد بكري حسن صالح العقيد صلاح السيد بوفاة والده ، وطلب الشهيد ان يسمح له بمواساة الاسرة الا ان بكري حسن صالح قال له (لن تحتاج لذلك ).
الشهيد الرائد صلاح الدرديري الذي تم اعتقاله من سلاح النقل بواسطة اللواء عثمان بلية ، وجه له عثمان بليه اساءة بالغة الا انه رد عليه (كان تقول هذا الكلام امس حينما توددت لي امام ضباط الصف والجنود وسألتني عن التعليمات الواجبة ؟ وقلت لك : التعليمات هي ان ترجع إلى بيتك فرجعت دون إبداء أي مقاومة بل كنت خائفا مذعورا ).
الاعدامات :
روي شاهد عيان (نمسك عن ذكر اسمه الآن ) ان الاعدامات نفذت بصورة وحشية حيث تمت في شكل مجموعات كل مجموعة مكونة من خمسة افراد اوثقوا معا وتم اطلاق النار من الخلف ولم يتم كشف طبي للتأكد من وفاتهم قبل ردم المقبرة المعدة لهم ! هذا بالطبع يخالف القواعد العسكرية المتبعة في تنفيذ حكم الاعدام ، كما يخالف ايضا تقاليد وموروثات شعبنا البطل .
احكام مختلفة لضباط في حركة ابريل 1990:
بعد المحكمة الاولى التي حكمت على الشهداء بالاعدام عفي محاكمات عاجلة نتيجة للهلع الذي أصاب السلطة من دقة التنظيم واصرار الشهداء في اقوالهم على انهم مصرون على تخليص السودان من طغمة يونيو ونتيجة للغضب المستفيض الذي ساد الشارع السوداني وحالة الحزن الذي أصاب السودان عامة حاولت السلطة امتصاص الغضب الجماهيري بتوجيه المحاكم التالية بتخفيض الاحكام مما جعل المحاكم تكتفي بالسجن والطرد من الخدمة لبعض الضباط وتبرئة آخرين تم التخلص منهم لاحقا بالفصل من الخدمة .
وكانت الاحكام كمايلي :
1. 1. النقيب محمد الهادي الياس – السجن 15 عاما والتجريد من الرتبة والطرد من الخدمة .
2. 2. الرائد محمد آدم محمود – الحكم بالسجن ثلاث سنوات والتجريد من الرتبة العسكرية .
3. 3. النقيب عصام مصطفى – السجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة والتجريد من الرتبة العسكرية .
4. 4. النقيب الامين عبد الغفار – الطرد من الخدمة .
5. 5. النقيب ابراهيم خليفة مزمل – الطرد من الخدمة .
6. 6. الرائد حامد علي سليمان – السجن عشر سنوات والتجريد من الرتبة والطرد من الخدمة .
7. 7. المقدم مصطفى بابكر جبريل – الطرد من الخدمة .
8. 8. الرائد سيد أحمد البلولي – الطرد من الخدمة .
9. 9. الملازم أول حسان النعيم مصطفى – البراءة
10. 10. الملازم عمر عثمان محمد العوض – البراءة
11. 11. العقيد صديق مهاجر محمدين – البراءة
12. 12. العقيد عبد السلام حسين سليمان – البراءة .
13. 13. العقيد عثمان محمد عثمان – البراءة .
14. 14. الرائد أحمد بابكر التجاني – البراءة .
أضواء على حياة الابطال :
سطور من السيرة الذاتية لبعض شهداء حركة 24 أبريل 1990.
الفريق الركن طيار خالد الزين علي نمر :
*
ولد الشهيد بمدينة رفاعة في عام 1938 . *
متزوج من السيدة سعيدة جعفر حسن عبد النور وابناؤه : نادر مهندس كمبيوتر وناهد خريجة جامعية . *
تلقى دراسته بمدرسة رفاعة الابتدائية ، ثم رفاعة الوسطى وتخرد في مدرية التجار الثانوية العليا الخرطوم . *
التحلق بالكلية الحربية السودانية في عام 1957 ومنها أوفد لدراسة الطيران بالكلية الجوية الاثيوبية في ادبس ابابا وتخرج فيها كطيار مقاتلات في عام 1960. *
أوفد لدراسة طيران مقاتلات في بريطانيا وعاد كمعلم طيران في سرب المقاتلات ( جت بروفوست) . *
تلقى درسات طيران متقدمة في الاتحاد السوفياتي وعاد منها في عام 1970 كقائد لسرب طائرات النقل الثقيل (انتينوف 12). *
درس في الولايات المتحد الامريكية وتخرج في عام 1978 كأول سوداني كابتن على طائرات (سي 130 هيركيوليز) . *
تحصل على شهادة الاركان من كلية الاركان العراقية 1979 . عين ملحقا عسركيا في الصين (1980-1981). *
حصل على زمالة كلية الدفاع الوطني من الاكاديمية العسكرية العليا في عام 1986. *
أحد أبرز قاد انتفاضة ابريل 1985 حيث تولى تعبئة سلاح الطيران ليتم فرض قرار انحياز القوات المسلحة إلى جانب الشعب رغم تعنت القيادات العليا. *
عين قائدا للقوات الجوية في عام 1986 واحيل للتقاعد لرفضه سياسات المجلس العسكري الانتقالي في نفس العام .
اللواء الركن عثمان ادريس صالح بلول :
*
ولد الشهيد بتنقاسي السوق بالمديرية الشمالية عام 1939 . *
تلقى دراسته الاولية بمدرسة تنقاسي السوق الاولية ، ثم بمدرسة مروي الوسطى وتخرج في مدرسة وادي سيدنا الثانوية . *
التحق بالكية الحرية السودانية في عام 1959 وتخرج منها في عام 1962 . *
عمل في سلاح المدفعية بعطبرة وقائدا لمدرسة المشاة ، ثم بكلية القادة والاركان حيث اشرف على تعريب مناهجها ثم معلما بكلية ا لدفاع الوطني واخيرا نائبا لمدير الاكاديمية العسكرية العليا – عمل محلقا عسكريا للسودان بدولة ايران . *
تلقى دراسات عسكرية متقدمة في كل من المانيا ، باكستان ، الهند المملكة المتحدة ، الاتحاد السوفيتي (سابقا) ، العراق وجمهورية مصر العربية . *
تم ابعاده من الجيش السوداني دوره البارز في انحياز القوات المسلحة للشعب وللخيار الديمقراطي في انتفاضة ابريل 1985. *
تم اعتقاله في 21/4/90 مع العقيد (م) محمد أحمد قاسم قبل ثلاثة ايام من اعلان السلطات العسكرية عن قيام محاولة انقلابية . *
قامت سلطات النظام باعدامه يوم 25/4/90. *
متزوج من السيدة آسيا سيد أحمد بلول وله 4 أطفال (وائل –سلافة – لؤي – تامر). *
والدته السيدة اليمن محمد الطيب التي اشرفت على تربيته بعد وفاة والده عام 1945 وكان عمره ست سنوات . *
الابن الوحيد لوالديه – لديه 3 شقيقات توفيت اثنتان ومازالت شقيقته السيدة آمنه ادريس بلول على قيد الحياة .
اللواء حسين عبدا لقادر الكدرو ( الدفعة 15):
*
ولد الشهيد بقرية الكدرو بضاحية الخرطوم بحري في عام 1942. *
متزوج وله 6 أطفال . *
تلقى تعليمه بمدارس الخرطوم بحري ثم بمدرسة الخرطوم الثانوية الحكومية والتي تخرج منها في عام 1959. *
دخل الكلية الحربية وتخرج فيها برتبة ملازم في العام 1964 . *
عمل بالقيادات المختلفة واخيرا بالكتيبة المدرعة حامية الخرطوم والتي اسست سلاح المدرعات . *
حضر دورات تدريب عسكرية مختلفة في مصر والمانيا ثم تشيكوسلوفاكيا التي درس فيها دورتي مدرعات . *
عمل قائدا لمدرسة ا لمدرعات ثم قائدا للواء الثاني مدرع واخيرا كرئيس لاركان الفرقة المدرعة . احيل للتقاعد في يوليو 1989.
العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار :
*
ولد الشهيد في حلايب في عام 1945 ووالده أحد مشائخ قبائل لابجا . تلقى تعليمه بمدارس بورتسودان وتخرج في مدرسة بورتسودان الثانوية . *
متزوج وله 3 أبناء وبنتان وابنه البكر احمد كرار يتلقى دراسته الجامعية حاليا . *
التحق بالكلية الحربية السودنية في عام 1965 واوفد في نفس العام إلى كلية الطيران الملكية البريطانية والتي تخرج فيها كطيار برتبة الملازم في عام 1967. *
أوفد إلى التحاد السوفياتي في عام 1969 وعاد كقائد لطائرات الهيلوكوبتر (مي 8) . *
تلقى دراسة طيران هليوكوبتر مقاتلة في المانيا الاتحادية وايضا في ايطاليا و تأهل كمعلم طيران . *
تحصل على شهادة الاركان من كلية العراقية 1979 . *
عمل كقائد لسرب الهيلوكوبتر ثم قائدا لقاعدة جوية . *
يعتبر من أميز مدربي الطيران في القوات الجوية السودانية . *
بطل للقوات المسلحة السودانية واول ضابط سوداني يحصل على وسام ا لشجاعة من الطبقة الاولى مرتين وذلك لشجاعته النادرة في العمليات (1970-1971) و(1981-1987) وقد تمكن من انقاذ ثلاث طائرات مصابة بنيران المضادات الارضية وعودته بالطائرات إلى قواعدها سالمة . *
قاد التشكيل الجوي الذي اشترك في عملية انقاذ الرهائن الاجانب في جبل بوما الشهيرة في يوليو 1983. *
ترك الخدمة العسكرية بعد أن اختارته الحكومة الديمقراطية حاكما للاقليم الشرقي في عام 1986 ، ورغم ذلك فقد استمر في تدريب طياري الهيليوكوبتر وكان يطوف الاقليم اثناء التدريب . *
عضو فاعل ونشط في تنظيم (الضباط الاحرار) الذي عمل على اسقاط الدكتاتورية المايوية (69-85) وقد لعب دورا حاسما في اجبار القيادة العليا على الانحياز لجانب الشعب وذلك بتعبئته لضباطه وجنوده وقيامه بتسليح طائراته واعلانه قراره باسقاط طائرة الرئيس السابق جعفر نميري فور دخولها الاجواء السودانية وذلك في ليلة 5/6 أبريل 1985. *
تمكن من تنفيذ واجبه بنجاح في ليلة 24 ابريل 1990 باحتلاله لقاعدة الخرطوم الجوية وتأمين مطار الخرطوم ورفض الاستسلام وطلب من قادة المدرعات القتال حتى النهاية وذلك حينما اسر في برج مطار الخرطوم صباح 24 أبريل . *
وفي الساعة الثامنة صباحا طعنه العقيد محمد الامين الخليفة بحربة البندقية (السونكي) وهو يطالب المدرعات بعدم الاستسلام . *
ظل الشهيد ينزف بدون أي محاولة لتضميد جرحه أو نقله إلى المستشفى حتى لحظة اعدامه قبل فجر يوم 25 أبريل 1990
العقيد محمد أحمد قاسم :
*
*
ولد الشهيد بمدينة الخرطوم بحري في عام 1945 . تلقى دراسته الابتدائية فيها وفي المدرسة الاميرية الحكومية بالخرطوم بحري ، وتخرج في مدرسة الخرطوم الثانوية في عام 1964. *
متزوج وأب لتسعة اطفال يعيشون الان بمنزل متواضع في قرية جبل اولياء . *
التحق بالكلية الحربية السودانية في يناير 1965 وتخرج منها برتبة ملازم في ديسمبر 1966. *
عمل الشهيد في القيادة الشرقية بالقضارف في عام 1967 ولمدة عام وبعدها اوفد إلى بريطانيا لدورة تدريب مظليين ليعود منها في عام 1968 ضمن الفريق الذي قام بتأسيس سلاح المظلات السوداني. *
تلقى دورة تدريبية معلم قفز بجموهرية مصر العربية ودورة اسقاط ثقيل في المملكة العربية السعودية . *
عمل الشهيد بمناطق العمليات في جنوب السودان في الفترة 1983-1985 وعرفت عنه شجاعته وقوة تحمله الفريدة . *
أحد ضباط الانتفاضة الذين فرضوا قرار انحياز القوات المسلحة للشعب وقد ادى ذلك لاحقا إلى اعفائه من الخدمة بقرار من المجلس العسكري الانتقالي وعلى اثر وشاية من العقيد عمر حسن أحمد البشير الذي أخطر الاستخبارات العسكرية بأن قاسم ومجموعة ضباط يرفضون سياسات المجلس الانتقالي ويعدون لانقلاب . *
رفع الشهيد وممجموعة ضباط قضية مدنية لاشانة السمعة ضد جريدة (الراية) في عام 1987 وحكم القضاة لصالحهم ، لذا ظل في قائمة اعداء الجبهة الاسلامية . *
اعيد العقيد محمد احمد قاسم إلى الخدمة العسكرية في نياير 1989 بقرارا من الفريق فتحي أحمد علي القائد العام آنذاك وذلك بتلبية رغبة العديد من الضباط ولرفع الظلم عن ضابط كفء متفان في اداء واجباته . *
في ليلة (30 يونيو – 1 يوليو) أي بعد اليوم ا لاول لانقلاب الجبهة حاول العقيد القيام بتحركات في سلاح المظلات في محاولة مضادة ولكن استدعى إلى مقر القيادة العامة وابعد منالمظلات باحالته للتقاعد في نفس الليلة وارغم على ترك المعسكر . *
طوال الاشهر الاخيرة من العام 1989 عمل الفقيد بجهد واخلاص وسرية في بناء حركة الضباط الاحرار للقضاء على نظام الجبهة الاسلامية . *
اعتقل الشهيد للاشتباه في نشاطه صباح يوم 21 أبريل أي قبل الانقلاب بثلاثة أيام واحتجز في زنزانة بسحط مبنى أمن الدولة حتى لحظة اعدامه بدون محاكمة فجر يوم 25 أبريل 1990.
الشهيد زميل العميد البشير في الدراسة بمدرسة الخرطوم الثانوية وفي الكلية الحربية وسلاح المظلات لمدة أكثر من 25 عاما ولكن لم يتردد الاخير في الوشاية به ثم طرده واخيرا اعدامه تنفيذا لاهداف حزبه .
العقيد الركن عصمت ميرغني طه (الدفعة 24):
ولد الشهيد بمدينة الخرطوم في عام 1953 .
متزوج من السيدة نادية عبد العاطي .
لديه طفلتان ريم (7 سنوات) وعزة (5 سنوات).
تلقى دراسته بمدينة شندي ، الخرطوم بحري وتخرج في مدرسة الخرطوم الثانوية في عام 1971 . التحق بجامعة الخرطوم في عام 1971 وتركها في نفس لاعام ليلتحق بالكلية الحربية السودانية وتخرج فيها في مارس 1973 برتبة ملازم .
انضم لسلح المظلات بعد تخرجه وتدرج في الرتب المختلفة ، تلقى دورات تدريب عسكرية مختلفة داخل السودان وفي الخارج ومن تلك الدورات :
*
دورة مظلات واسقاط جوي ثقيل – (1977) في المملكة العربية السعودية . *
دورة قوات خاصة (1980) في الولايات المتحدة الامريكية . *
دورة قادة وأركان (1987) في الجمهورية العراقية . *
عمل ضمن قوات الردع العربية في لبنان في عام 1976. *
عمل كمراقب مع قوات الامم المتحدة لمراقبة استقلال ناميبيا في عام 1989. *
تحصل على بكالوريوس علوم اجتماعية من جامعة القاهرة فرع الخرطوم في عام 1983. *
تحصل على دبلوم في لااعلام من جامعة الخرطوم في عام 1985 . *
آخر منصب تقلده كان رئيسا للعمليات والتدريب في الفرقة المظلية .
العقيد الركن صلاح السيد (الدفعة 24):
*
*
ولد الشهيد بمدينة الخرطوم بحري في العام 1953 . درس بمدارس الخرطوم بحري . *
متزوج وله أربعة أطفال يسكنون جميعا بمنزل الاسرة بحلة حمد – الخرطوم بحري . *
التحق بالكلية الحربية في عام 1971 ، وارسل منها إلى الاتحاد السوفياتي لدراسة طيران مقاتلات ولكنه اعيد بعد تدهور علاقات البلدين عقب انقلاب يوليو 1971. *
اضيف إلى الدفعة 24 وتخرج معها برتبة مازم في 30/1/1973. *
التحق بسلاح المظلات في عام 1973 وتدرج فيه في الرتب المختلفة . *
حضر دورة تدجرب قوات خاصة بالولايات المتحدة الامريكية ودورة اسقاط ثقيل بالمملكة العربية السعودية . *
تحصل على شهادة الاركان من كلية الاركان السودانية في عام 1987 . *
اكمل دراسته الجامعية بكلية الاجتماع جامعة القاهرة فرع الخرطوم 1984. *
توفى والده قبيل إعدامه بساعات .
العقيد الركن بشير مصطفى البشير (الدفعة 24):
*
ولد الشهيد بالخرطوم – حي السجانة في عام 1953 . *
متزوج وأب لطفلين . *
التحق الشهيد بالكلية الحربية السودانية وتخرج فيها برتبة الملازم في 30 يونيو 1973 . *
نقل إلى سلاح المدفعية بعطبرة بعد تخرجه حيث حضر دورات تدريبية عديدة في علوم المدفعية . *
أوفد إلى جمهوةرية مصر العربية وتحصل فيها على شهادة قائد كتائب مدفعية ميدان . *
تحصل على شهادة الاركان من كلية الاركان السودانية في عام 1987 . *
عمل في وحدات مدفعية عديدة ومنها نقل كقائد لمدفعية الفرقة المظلية بمعسكر شمبات بالخرطوم بحري وقد ظل قائدها حتى اعدامه . *
من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والذين عرفوا بحبهم للقوات المسلحة وللوطن . *
من أقواله المأثورة التي يظل يكررها لجنوده : *
" إن شرف العسكرية في حماية تراب الوطن وحرية مواطنيه فإذا انتهكت احداهما ذهب الشرف والكرامة ". *
المقدم الركن عبد المنعم حسن علي كرار :
*
ولد الشهيد بمدينة الابيض في 11/6/1951 بمحافظ كردفان . *
متزوج وله اربعة اطفال . *
تلقى تعليمه بالخرطوم وتخرج في مدرسة الخرطوم الثانوية في عام 1972 ، التحق بالكلية الحربية في العام 1973 وتخرج في العام 1976 برتبة ملازم . *
انضم لسلاح المظلات بعد التخرج وتدرج في الرتب المختلفة وتلقى تدريبا في القفز في جمهورية مصر العربية وحضر دورتين ي الولايات المتحدة الامريكية . *
نال شهادة الاركان حرب من كلية القادة والاركان السودانية في مارس 1989 . تم انتدابه للعمل في الامارات العرية المتحدة في العام 1987. *
عرف عن الشهيد حبه وولاه لتراب الوطن وكان عضوا فعالا في تنظيم الضباط الاحرار وكن آخر المتحدثين في اجتماع المظلات الشهير نهار 5 أبريل 1985 مع الفري تاج الدين مطالبا بانحياز القيادة لجانب الانتفاضة الشعبية . *
كان له موقف واضح ومعارض لانقلاب الجبهة وحاول القيام بعمل مضاد مع الشهيد العقيد محمد أحمد قاسم والشهيد المقدم بشير الطيب وتمت احالتهم للتقاعد صباح اول يوليو 1989.
المقدم بشير الطيب محمد صالح (الدفعة 25)
التحق الشهيد بالكلية لاحربية في عام 1973 بعد اكمال دراسته الثانوية وتخرج في العام 1976 ، وإنضم لسلاح المظلات بعد التخرج وتدرج في الرتب المختلفة وتلقى تدريبا في القفز في جمهورية مصر العربية ونال تدريبا في الصاعقة وفي الاسقاط الثقيل في المملكة العربية السعودية .
كان الشهيد وطنيا شجاعا مقداما ، واتخذ موقفا معارضا لانقلاب لاجبهة وتمت احالته للتقاعد صباح اول يوليو 1989 مع الشهيدين العقدين احمد قاسم والمقدم عبد المنعم علي كرار .
متزوج وتسكن عائلته في الكلاكلة .
المقدم بشير عامر ابو ديك :
التحق الشهيد بالكلية الحربية في العام 1973 الدفعة (25) وتخرج برتبة ملازم في العام 1976 وانضم إلى سلاح المدرعات وتدرج في الرتب المختلفة . تلقى دورات عسكرية مختلفة داخل وخارج السودان وعمل في مختلف وحدات سلاح المدرعات . عمل ضمن اللواء السوداني في العراق . آخر منصب تقلده الشهيد أركان حرب الامداد بافرقة المدرعة بالشجرة .
درس الاجتماع بكلية الاداب بجامعة القاهرة بالخرطوم ، ودرس الهندسة الميكانيكية بمعهد الكليات التكنولوجية .
متزوج وله ابن وابنة .
المقدم محمد عبد العزيز :
التحق الشهيد بالكلية الحربية في عام 1973 الدفعة (25) وتخرج في العام 1976 وعمل بالقيادة الشمالية والقيادة الجنوبية وقيادة منطقة الخرطوم العسكرية تلقى دورات تدريبية وعمل ضمن قوات الردع العربية في لبنان .
عرف عن اشهيد سعة الاطلاع والثقافة والواسعة له مواقف وطنية متميزة .
رائد طيار أكرم الفاتح يوسف :
*
*
ولد في ام درمان حي الملازمين 1962 . *
تلقى تعليمه في المراحل المختلفة في ام درمان التحق بكلية الطيران بامبابة - مصر 1981. *
التحق بسلاح الطيران بعد ان تلقى التدريب العسكري بالكلية الحربية عام 1984. *
عمل في مناطق متفرقة في جنوب السودان ، وكان يعمل قبل استشهاده بقاعدة الخرطوم الجوية . *
اسهم في عمليات انقاذ المواطنين أبان السيول والامطار عام1988. *
حاصل على عدد من الاوسمة وانواط الجدارة من قيادة القوات المسلحة . *
متزوج من الاستاذة الجامعية مها علي رجب وانجبا طفلا ، بعداستشهاده ، اطلق عليه اسم والده أكرم أكرم الفاتح يوسف . *
نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي :
*
ولد في 29/11/1962م *
التحق بالقوات المسلحة في 10/9/1984م. *
متزوج وله ابن (أحمد). *
المؤهلات : الثانوية العامة بنجاح ، دبلوم ورخصة طيران تجاري بالولايات المتحدة الامريكية . *
دورة تحويلية على طائرات Bell ziz Angsta الايطالية . *
دور تحويلية على طائرات البيوما الفرنسية . *
دورة قيادة طائرات بل 212 اوقستا – دورة قتالية بالمملكة العربية السعودية – قاعدة الملك فهد – الطائف . *
دورة تأهيلية محلية لقيادة طائرات البيوما الفرنسية . *
الأنواط : نوط الشجاعة 1989 ، نوط الواجب 1989. *
المناطق التي عمل بها : قاعدة الخرطوم الجوية – ولاء الهليوكوبتر ، وكل مناطق العمليات بجنوب السودان بالاضافة إلى الاقليم الشرقي . *
في لائحة الشرف :
الشهداء :
الرائد سيد عبد الرحيم ، الرائد معاوية ياسين ، الرائد بابكر نقد الله ، الرائاد اسامة الزين ، الرائد سيد احمد النعمان حسن ، الرائد الفاتح الياس ، النقيب مدثر محجوب ، الرائد عصام أبو القاسم ، الرائد نهاد اسماعيل ، الرائد تاج الدين فتح الرحمن ، الرائد شيخ الباقر ، الرائد الفاتح خالد . |
http://images.google.com/imgres?imgurl=http://www.sudan...US:official%26sa%3DG
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في هذا العهد الغيهب!! كم فقدنا من القامات التي كانت تزين سماء الوطن!!! لحظة وفاء لمن فقدنا! (Re: wesamm)
|
Quote: القاتل يقتل و لو بعد حين
" في تجديد العهد و المحبة معك يا علي يا فضل...! "
احمد حاج علي
الشهيد الدكتور على فضلوحدها واقعة ميامي القضائية هي التي جعلتني أكثر فهما و استيعاباً، و هي التي حركت في دواخلي العهد و أيقظت ذلك الأمل و تلك الإمكانية تجاه شهيدنا و شهيد حركة الأطباء و الشعب ، و من ناحية أخرى تفسر لي الواقعة سر ذلك الخوف الداهم الذي حاق بالحجاج بن يوسف الثقفي، و أورثه ذلك الضجر الأرعن المستبد الذي ظل يقابل به فتوى القاضي الورع سعيد بن جبير . . " القاتل يقتل و لو بعد حين..! "
إن واقعة ميامي عند العام 2003 بولاية فلوريدا الأمريكية تتصل بما جرى في استاد سنتياغو الرياضي عند العام 1970 ، إذ يحكي بأن ثلاثاً من المعتقلين اللذين اكتظت بهم المدرجات بعد أن امتلأت و طفحت " معتقلات و بيوت أشباح" أوغستيو بينوشيه ، شاهدوا أربعة من محترفي القتل التابعين لجهاز أمن الانقلاب العسكري الدامي يطلقون النار (اختيارا و إصرار و ترصدا) على شخص ما ، هو أيضا معتقل و اعزل و ذلك بعد أن كدوا و جاهدوا في تحديده و فرزه من بين المئات!
إذن و بعد 33 عاما صار اثنان من هؤلاء شهودا على أحد القتلة من أولئك الأربعة، و ذلك بعد أن توفى رب العزة و الجلالة الآخرين (شهودا و متهمين) . وهكذا دارت الأفلاك و الأزمنة لتستقر بوصلة الحق عند مقولة بن جبير . . " ولو بعد حين... و لو بعد 33 عاما "
كان عيال أب جويل و منهم شهيدنا علي فضل احمد قد انطلقوا من تخوم كرري إلى فضاء السودان و سهوله الواسعة بعد أن واروا شهداءهم ثرى الوطن العزيز، و هم ما انفكوا يلعقون جراحهم!
. . لقد نبهني استشهاد علي فضل و ضياعه من بين أيدينا على هذا النحو المأساوي إلى أننا و في أمر السودان ينطبق علينا قول المتنبي و فلسفته للموت في قصيدته المسماة "يدفن بعضنا بعضاً . . و صرنا إن أصابتنا رماح تكسرت النصال على النصال !"
. . فهاهو ألماظ يدفن ود حبوبة، و هاهو عبد الخالق يدفن ألماظ، و هاهو علي يدفن عبد الخالق، و هانحن ندفن علياً و ننتظر و ما بدلوا تبديلا ...! و منذ تلك الانطلاقة التاريخية الوثابة للعيال فالظلم و الاستباحة و القمع صولات و جولات و دول في السودان ! إن نفس علامة الاستفهام الكبيرة(؟) التي رسمتها أعمدة الدخان المتصاعدة من حطام عنبر جودة المحترق في سماء النيل الأبيض عام 1953 ، قد عادت لترتسم بوضوح في سماء مقابر الفاروق بالخرطوم عند صباح ذلك اليوم من ابريل1990 .. و هاهو شبح الاستفهام يتضخم و يكبر مرتحلا غربا و شرقا ليعلو فوق تلال البحر الأحمر و وهاد دارفور ..!! لماذا؟! لماذا قتلوا أولئك المزارعين الطيبين البسطاء عندما طالبوا بتوزيع دخل المشروع وفقاً لنسبة جديدة.. لماذا قتلوا "علي" عندما حمل هموم الأطباء بإعادة توزيع الدخل القومي لصالح قطاع الصحة ؟ لماذا كلما طالب أحد أبناء الجنوب أو الشرق أو الغرب بإعادة التفاوض سلميا حول أمر السودان كان نصيبه الاستباحة و القتل؟؟ ، و على كلٍّ .. فلولا تلك الأيدي الآثمة لكان علياً بيننا الآن و هو يبلغ من العمر56 عاما فيالها من سن للنضوج و يالها من تجربة عظيمة !" و لكن كما لاحظ خليل فرح مبكرا" : وهل بمقدور العنزة الفاردة أن تبقى على قيد الحياة حتى عمر كهذا أو لما بعده في بلد كالسودان. . ! ؟
و منذ العام 1979 و نحن متعلقين بـ "علي فضل أحمد" نناديه تحببا و صفاء بـ "علي يا فضل" و هي تسمية و حالة و وصف كامل من صنع رجل بسيط بمعامل كلية الطب منسوب للطبقة العاملة المصرية! و عليا بعد أن تعرفه "ولا تستطيع أن تتذكر متى و كيف كان ذلك من هول جمال التعاطي المنداح"، سرعان ما يستدرجك عفوا و اقتدارا إلى أن تتأمله و ترصد مكونه الفريد الخاص، و يظل زنادك قلبا و عقلا " مقدوحا" من فرط هذا السجال الفكري –الإنساني المدهش! ثم ينمو حبك له في خط صاعد أشبه بخطوط العلاقة الإحصائية ذات القيمة الإيجابية العالية The linear relation ففي العلاقة مع علي و في صعيدي الصداقة الحميمة و العمل النضالي الجاد تجد تنفسك منطلقا كما التحليل الإحصائي الدال من حالات عشوائية غير جاهزة و لا مصنفة سلفاً Non-biased عينات واسعة و أثيرة و مريحة.. ثم سرعان ما يسوقك (علي) كوقع الحافر بالحافر وبذكاء إنساني لا ينضب إلى حالة من البساطة و الثقة و الاحترام المتبادل لا تعترف بالشكليات و لا الخوف من الخطأ أو اللوائح أو الضوابط لينتهي معك عند تخوم الجمال و الحقيقة.. لم أر شخصا متزنا "و منتجا" على الصعيد اليومي كما "علي فضل أحمد". . حقاً، فقد كان حديثا و متمدنا و بسيطا كالحقيقة أو كما جاء وصفه في كتاب الشهيد الصادر في 21/4/1991 من لجنة نقابة الأطباء الشرعية.
و ها نحن نعيد اكتشافه مجددا عند المدى 86-1989 .. كنا معاً عندما وصلنا تلك المزرعة بضاحية الخرطوم في فبراير 1987 فلقد مثل ذلك الاجتماع الموسع و الذي تجلت في أمر ترتيبه و الإصرار عليه عبقرية الشهيد التنظيمية و الفكرية الفذة و أصالة نهجه الديموقراطي الجماعي، مثل نقطة الانعطاف التي رسمت مسار مستقبل حركة الأطباء لاحقاً و بلورت نهجها و رؤاها الجديدة ..!
و في مساء 26/11/1989 قال لي يوم اشتعال شرارة الاضراب البطولي لأطباء السودان في مواجهة طغمة الإنقاذ : يا أبو الحاج ، لسنا سعداء لأن الإضراب قد تم تنفيذه بنسبة تفوق الـ96% وهذا دون شك إنجاز يحتسب للحركة ، بقدر ما إننا سعداء لأن قرار الإضراب قد اتخذته الغالبية الساحقة للأطباء من داخل جمعياتهم العمومية ، و إن كان علي فضل قد استشهد بسبب ذلك الإضراب فإنني أقول و للتاريخ و للحقيقة :
" لم يكن شهيدنا و على المستوى الشخصي مقتنعا بتوقيت الإضراب و ظروف الإعداد له ؛ فعلي فضل بكل تجربته و ثاقب نظره لم يكن ممن يدخلون المعارك الكبيرة بدون حساب دقيق لمجمل الوضع على الصعيدين الوطني/السياسي و التنظيمي، لكنه نفذ الإضراب و أصبح في قيادته؛ لأنه كان قرار الجمعيات العمومية و قرار اللجنة السياسية للتنظيمات الوطنية وسط الأطباء.
قال لي علي ليلتها :
صارت علينا مسئولية كبيرة، سنواجه هذه المعركة بكل استقامة و عزم و ثبات؛ فقد صار الأمر مرتبطا بشرف الأطباء و الوطن.. أتوقع أن نتعرض لقمع وحشي فلا تقضي الليلة في المنزل و ابق خارجا حتى إشعار آخر، احرصوا على سلامة و أمن "حاج إبراهيم" ، و رتبوا منذ الليلة مكانا لائقا لاختفائه. . ولنبدأ حملة الدفاع عن سلامة أطباؤنا المعتقلين صباح اليوم نفسه . .
ثم غادرني "دابي الجبال" . . متخيرا وعرالدروب و هو لا يدري أين سيقضي الليل؟
كان علي وسطنا خلال الديموقراطية الثالثة مثل " ستيف بيكو" وسط جماعة نيلسون مانديلا و مثل حمزة وسط جماعة "النبي الكريم محمد" يوم نزال بدر، . . بالله ألا تبدو الأمور مترابطة؟ فقد سحلوا الأول و مضغوا كبد الثاني ثم ساقوا عليا إلى آلة تعذيب وحشي دامي على مدى21 ليلة ممسكة برقاب بعضها البعض ! اعذروني إذ أفتح عليكم أبواب الأوجاع و الحزن ، و لكن من العذابات و الألم نحن ننهض لاستيفاء الحقوق و ما فينا تشوهات ولا رعونة و لا حقد و أريد أن أذكر كل من يشعر بأن دم علي حق معلق برقبته ، و حيث أن الذكرى تنفع المؤمن . . بأن ما تعرض له شهيدنا من تنكيل على أيدي جماعة المشروع الحضاري الاسلامي تتضاءل أمامه آلام بلال بن رباح و محنته على يد المشرك أمية بن خلف! لقد كان تعذيبا مبرمجا "لأجل القتل" . . فما من موضع بجسد فتى الخرطوم المشرق Ali The verdant إلا و به ضربة من سوط أو طعنة من نصل أو حرقة من نار " مثلما دون تقرير الطبيب الشرعي آثار أعقاب السجائر على إحدى عينيه" ! . . و الله حقا لا نامت أعين الجبناء.
عند الساعة السابعة مساء يوم 21/4/1990 كان " قنديل" واجما أمام باب منزلنا و محرك سيارته يدور فتوجهنا سريعا إلى مجمع العيادات و تأكدت لنا الحقيقة ، الحقيقة التي مثلت طعنة نجلاء لا تزال في كبدنا !
سمعت هنالك كلمات ذلك الجراح الذي يعمل بالمستشفى العسكري و هي لا تزال ترن في أذني كأنغام مدوزنة على مقامات قسم أبقراط و استقامة و نزاهة أطباء بلادنا ، كلمات لا تزال تعيد الأمل و الإمكانية في إيفاء العهد معك يا علي يا فضل ... " لم يكن مارايته هو حال معتقل سياسي مريض بحمى الملاريا كما يدعون .. بل هي حالة مشرد بائس جيء به من زاوية الطريق بعد أن انتهكت حرمة جسده بما يفوق الوصف ! لقد كانت حالة هذا الطبيب السوداني مزرية و مؤلمة و إنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق جنائي يتم". كان قنديل و منذ العام 1980 منسوبا إلى مدرسة "الشيخ البكاي" في أمر الشهيد علي! دموع قنديل و عبد الله و مصطفى و شيخنا الأمير جرت عفوا و نحن نودع علي عند باب الحديد مستقلا قطار عودته النهائية من مصر لأرض الوطن..بكى قنديل مرة أخرى في ميدان الشهداء بأم درمان و أبكاني معه هذه المرة في أمر علي أمام الرجال... ما رد علينا عقلنا و ثبات قلوبنا إلا حزم و دلالات تلك الكلمات الجليلة من أحد اشد الرجال صدقا و شجاعة و كرما كان ذلك الراحل د عثمان بشير عبد الله! أفقنا و لملمنا سريعا حزننا و متاعبنا " بالضبط كما كان يفعل شهيدنا " . . لنواصل سيرنا الذي لم ينتهي بعد على درب محنة الوطن الجريح!
شققنا طريقنا إلى حي الديوم بالخرطوم و ترن في ذهني كلمات الجراح و شهادته تلك و ينطبق علينا غناء ود الأمين .." عيال أب جويل درب أب درق شقوا"
الساعة 9.45 مساء وصلنا و شاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل الشهيد من بعد و لمحت المدعو "عباس عربي" رجل استخبارات و أمن نظام القتلة يدخل و يخرج متوترا ، و هو يسعى جاهدا لإقناع العم فضل أحمد باستلام جثمان ابنه و دفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي تقول " الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه" ناسيا عن عمد ما جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة " بأن الذين إن أصابهم البغي فهم ينتصرون.. و السن بالسن و الجروح قصاص"
أكرر و أشير إلى أن فطنة و ثبات العم فضل وهي من ذات فطنة و ثبات قاسم أمين و الشفيع أحمد الشيخ حيث يتناغم العقل و القلب بسبب من الجسارة و خبرة الحياة، هي التي قادت الأمر إلى ذلك الحد الذي قام بموجبه مولانا القاضي المقيم "بشارة" بفتح البلاغ رقم 903/1990 ووصفه و تحديده لجهاز أمن السودان كمتهم مباشر تحت المادة 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد.
حلاً لإشكال إنساني و أخلاقي عويص تنزل على حشود كانت بانتظار جثمان الراحل عبد الوهاب سنادة ، توجه عمر سنادة بسؤاله الى صديق طفولته وهو مسجي بداخل كفنه القادم من بلاد تموت حيتانها من البرد ، و ذلك في فناء مقابر برى بالخرطوم:
" يا وهاب هؤلاء أهل خير و متطوعون رحمة و أجرا" ليدفنوا هذه المرأة الفقيرة التي لا تملك ثمنا لقبر في دولة المشروع الحضاري! وهم يريدون قبرك الذي أعده لك آل سنادة؟!" قال عبد الوهاب و هو يحكي البرق مبتسماً " باقي ليك يا عمر نحن حنسابق على قبر بعد أن تركنا الدنيا مبكراً بحالها و نعيمها؟! يدنا مع الجماعة و قلوبنا مع الفقراء و الكادحين أدوها القبر يا آل سنادة" - الواقعة رواها كامل إبراهيم أما كلمات عبد الوهاب فهو ما عرفته عنه و شاهدته بأم عيني. . لذا فهي من عندي "
ينطبق على عبد الوهاب و علي فضل و عثمان سوركتي قول الحردلو في وصف هذا النوع من الرجال
" من قومة الجهل ولدا مميز عومو...
حافلات اللبوس فيهن مفرز كومو.. "
بالله يا قسم الله و يا راوي اسألوا عليا ماذا تريد منا الآن فأنتم أدرى بقوله " محاكمة قضائية عادلة لمن استباحوا حرمة جسدي و حاكموا فكرنا المسالم بالآلة الحادة " حاكموهم ما وسعكم ذلك أمام قضاء مستقل و نزيه لكي ما نضع بلادنا على درب الأمل .. ذلك الأمل الذي ظل يراود لويس أراغون بشواطيء جميلة لا متناهية مليئة بأمم عاقلة ونقية "
إنني أشهد و أجزم أن شهيدنا علي فضل أحمد قد تزوج الناس كلها . . " قد تزوجت البلاد يا علي كما قال محمود درويش" و أن حب علي فضل أحمد للسودان كان حبا "عذريا" ليس فيه مغانم و كذلك كان حبا "سلميا" و اعزلا كحب الشفيع أحمد الشيخ للكادحين و البسطاء و كحب مصطفى بطران لحسناء بحري و هو يردد على فراش موته في ذلك الزمان الذي لم يكن فيه لداء الصدر دواء بعد "صدري مزماري و الدموع شربي .. و إنت عارف نوع حبي ليك .... سلمي، و شوقي مهما ازداد ... برضي شايفه قليل"
. . لا تحدها حدود قد كانت أشواق عبد الوهاب سنادة و عثمان سوركتي و علي فضل لدولة القانون و الديموقراطية و السلم!
في السودان و في مناطق خليجية و على ضفتي الأطلنطي بلندن و مدن أخرى أمريكية ناقشنا مع عدة عارفين و أحبار قضاء و قانون وناشطي حقوق إنسان "حق أولياء الدم" فيما يشبه قضية شهيدنا علي فضل أحمد .. و عود على بدء ، فلقد مثل أولئك التشيليين الثلاث وبعد 33 عاما ، شهود إثبات و عامل مبرر لإقامة دعوى قضائية أركانها مكتملة فالمتهم حاضر و أولياء الدم موجودون و جريمة إستاد سنتياغو موثقة و أدلتها ثابتة و جلية.
إذن ما بالنا نحن؟ إذ أن قاضيا "مقيما" بقسم أم درمان الجنوبي قد طالب بإعادة التشريح وفقا لشك مقنع و تكييف قانوني سليم استند فيه على المادة 137 من قانون الإجراءات "الاشتباه في القتل" فجاء تقرير الطب الشرعي بوصفه البينة الكافية لتقبل النيابة الدعوى و يفتح القاضي بلاغه محددا المتهم و مادة الاتهام التي تنطبق على الفعل و تصفه كما هو! إذن (لا تقادم و لا حصانة) فمن أوقف الإجراءات القضائية هم القتلة أنفسهم!
و في أمر شهيدنا "العلي" فلتتصارع اليوم الأدلة و القرائن بين تقرير الطب الشرعي . . " ذلك أن البينة الطبية حاسمة في إثبات أو نفي ادعاءات التعذيب.. " و بين تقرير آخر ملفق كتبه طبيب إسلامي يدعى "أحمد سيد أحمد" كان نفسه قد جاء متخفياً إلى لندن فتم كشفه و فضحه و ما أفلت إلا لكوننا لم نمارس حقنا الصريح و المشروع في تجديد إقامة الدعوى كاملة داخل السودان و خارجه و بما تكفله لنا المعالجة الدولية كما جاء في دليلRedress حول قضايا التعذيب. . فما أصاب شهيدنا يندرج عند صلب المادة (1) من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب و في صلب مواد العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر في 18/3/1976.
لا أدري إذا كان نهج نيلسون مانديلا حول المصالحة و الحقيقة قد يصلح لبلادنا أم لا؟! و لكنني أرى أن ما يهمنا هو جوهر الأمر المتعلق برسالة الشهيد ومهام قوى التحول الديموقراطي وقضاياه الماثلة اليوم! فنحن نروم و بحزم تحقيق العدالة في أمر شهيدنا علي و نتمسك بإصلاح و جبرالضرر أمام محكمة قضائية كمبدأ قانوني و صفة للعدالة .. ونعلم تماما لماذا يرفض القتلة الحاكمون إلغاء المادة 33 من قانون قوات الأمن الوطني و التي تبيح الإفلات و تشجع على التعذيب و نعلم لماذا يرفضون حتى اللحظة المصادقة على الاتفاقية الدولية المناهضة للتعذيب .. لكن نضالنا لن يتوقف ، فنحن أحبابك يا علي و رفاق دربك و فكرتك... نسير على خطى كلمات بازرعة و هو يخاطب الشهيد القرشي عند العام 1964 " قلبي معا .. لا الغاز ، لا البارود ، لا التعذيب يوما أفزعا. . قلبي معا" بيننا و بينك يا علي شرف و ميثاق وصيتك الأخيرة التي تقطعت فيها أنفاس رئتيك المتهتكة من التعذيب . . " إنه درب اخترته و أموت لأجله و أنا واثق بأن هناك من سيواصل بعدي على هذا الدرب".
دعني أخبرك ختاما بما قالته عنك تلك العجوز الفقيرة التي كنت أراها دائما تنتظرك خارج عيادتك بذلك الحي الشعبي العريق، بكت تلك المرأة و سالت دموعها و هي تقول "أحي عليه الوجيع.. أحي عليه البليغ... إنت فهمك مو دراسة .. إنت فهمك مو قليل .. بريت دار أبوك. . قش دمي البسيل"
يا علي يا فضل . . يا فرتيقة أم لبوس يا لويعة الفرسان، كنت عنزة و قرونها سنان، و كنت أعلم أنهم لن يتركوك .. لقد حملت همنا و مهامنا ردحا طويلا و ها نحن بعدك نكبر و نصير أكثر وعياً و نضجاً و على دربك نسير... |
http://images.google.com/imgres?imgurl=http://www.midan...US:official%26sa%3DN
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في هذا العهد الغيهب!! كم فقدنا من القامات التي كانت تزين سماء الوطن!!! لحظة وفاء لمن فقدنا! (Re: wesamm)
|
الشهيد المهندس ابوبكر راسخ
Quote: الأخوة المحترمين
حتى لا تضيع دماء هؤلاء الشهداء هدرا(1)
إنا و بشكل شخصي يمكن لي و من خلال تجربتي الخاصة أن أقدم شهادتي فيما يتعلق بجرائم سلطة الجبهة القومية الإسلامية التي إرتكبتها بحق الشعب السوداني و أتمنى مع كثيرين من الجميع الإدلاء بشهادتهم توطئة لتقديم كل مذنب إلى العدالة، و يجب أن لا يتبدد أمل الشعب السوداني في محاكمة هؤلاء المجرمين كما حدث في تجارب محاكمة مدبري إنقلاب مايو ما بعد الإنتفاضة. إن الجرائم التي إرتكبها جعفر نميري و سدنته و كلاب أمنه دون أن يرمش لهم جفن و دون أن يلقوا الحساب العادل عليها يجب أن لا تتكرر مع هذه العصابة. أعلم أن هذه المحاكمة هي من تبعات إنقسام الترابي-البشير و أن المسألة لها جذور أخرى و ليست تحقيق العدالة و فيها خيار و فقوس لكن لنجعل مبدا المحاسبة مبدأ نتنادى به و ندعو له و أن لا نمكن أي مجرم من الفرار دون عقاب أسوة بمجرمي الحرب في دارفور و بموجب القرار 1593
قسم ليس بالقليل من هذه الجرائم أنا شخصيا كنت و من خلال تجرتبتي شاهدا عليها و حتى لا تضيع دماء الشهداء هدرا أورد بعضا من تلك الجرائم التي شهدت أحداثها أو عاصرتها هي كما يلي:
إغتيال البشير الطيب البشير، سليم محمد أبوبكر، التاية أبوعاقلة الطريفي، أبوبكر الأحمدي:
إغتيال الشهيد البشير الطيب هذه الجريمة أرتكبت في ديسمبر 1989 أي نفس العام الذي شهد الإستيلاء على السلطة و كنت وقتها طالبا بجامعة الخرطوم، حيث إعتدى بالطعن بواسطة السكين المجرم فيصل حسن عمر و كان طالبا بكلية الآداب على الشهيد البشير الطيب البشير من أبناء "العباسية تقلي" بجبال النوبة و كان طالبا بالسنة الخامسة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، تمت الجريمة في الطريق الواصل بين كليتي الآداب و الإقتصاد في مساء أحد أيام الجمعة(أعتقد) حيث كانت عادة ما تكون الجامعة خالية لا سيما في فصل الشتاء، تم التعرف على القاتل فيصل حسن عمر بواسطة طالبة كانت مرافقة للشهيد البشير و منذ ذلك اليوم فر القاتل من الجامعة و تمت محاكمته غيابيا أعتقد، بعد فترة ظهر لنا ضمن مجموعة الصور التي يعلقها الإتجاه الإسلامي لقتلاه في الجنوب"اي استفزاز هذا؟"، حقيقة لا أعرف إن كان حيا أو ميتا حيث تروج شائعات كثيرة بحقه، بعدها و في إطار غضبة طلاب الجامعة من الحادثة و من أجل تسليم القاتل الفار للعدالة تظاهرت الجامعة تظاهرات غاضبة و حاشدة و أعتصم طلابها بشارع الجامعة فقام جهاز الأمن بالتصدي لتلك التظاهرات و تم إغتيال التاية أبوعاقلة الطريفي و كانت طالبة بالسنة الثانية كلية التربية و من منطقة الدندر، و تم إغتيال الطالب سليم محمد أبوبكر من أبناء بري و كان في السنة الأول بكلية الآداب.
الطالب الشهيد أبوبكر الأحمدي هو شقيق زميلنا العزيز مكي الأحمدي من أبناء عطبرة وقتها، كانا عائدين في معية ثالث مشيا على الأقدام من مجاملة إجتماعية من الديوم الشرقية و كانت تتبعهم سيارة "بوكس أمن" قام بدهس أبوبكر الأحمدي الذي إستشهد على إثر تلك الحادثة.
إغتيال الطالب طارق محمد أبراهيم:
الطالب طارق محمد أبراهيم من طلاب كلية الآداب من أبناء كوستي إغتيل بواسطة طلق ناري استقر في قلبه بالقرب من "ضهر التور" المكان المعروف في كلية القانون من الجهة المطلة على شارع النشاط "القديم" و مكان استشهاده غرست فيه شجرة خلال زيارتي الأخيرة للسودان رأيتها باسقة، أغتيل الشهيد إبان إتحاد المحايدين بقيادة الدكتور "حاتم المهدي" في العام 1991و كانت العمادة تسعى إلى تحويل طلاب مجمع الطب إلى داخلية "كرار" و هي داخلية طالبات و تحويل الطالبات إلى الرازي و حسيب و هي داخليات طلاب قاوم الإتحاد الأمر بتظاهرات عنيفة سقط على إثرها الشهيد و أقتيد العديد من الطلاب إلى مكاتب الأمن معتقلين.
من الفئات الأخرى للشعب السوداني:
أغتيل كل من الآتية اسمائهم تحت وطأة التعذيب:
الأستاذ عبد المنعم سلمان "معلم مرحلة متوسطة يسكن السجانة"، الدكتور على فضل "طبيب من الديوم الشرقية" المهندس أبوبكر الراسخ "مهندس"، و عبد المنعم رحمة "مهندس من الحصاحيصا"، هذا بالإضافة إلى شهداء كثر من بحوزته بياناتهم أرجو ذكرهم و ظروف إعتقالهم. كما صمد في التعذيب الوحشي الدكتور مأمون محمد حسين في أول إضراب أطباء بعد الإنقلاب و كنا طلابا بالجامعة وقتها و قد راجت وقتها أكثر من مرة شائعة إستشهاده. هذه جرائم قليلة يجب أن لا يفر مرتكبوه بلا عقاب، و أتمنى من المرور أن يدلوا بمعلوماتهم حول هذه الجرائم للتوثيق لها و التفاكر في كيفية المحاسبة عليها.
لي عودة أخرى حول تجربة لي في أحد بيوت الأشباح شتاء 1993 كشاهد على عمليات التعذيب و مورست معه.
المتداخلين haleem و أم سهى نورتوا و لكم إحترامي.
مرتضى جعفر
|
الحكم بالإعدام على أحد كوادر جهاز الأمن إرتكب جريمة إغت...ق أحد المعتقلين 2001
| |
|
|
|
|
|
|
|