|
حزنى عليك ياوطنى!! ... بقلم الاستاذ بدوى تاجو المحامى
|
حزنى عليك ياوطنى!! اجتماع السقيفة ؟ عقدت عصبة الحركة الاسلامية السودانية مؤتمرها الثامن فى الايام السابقات 15-17 نوفمبر2012-11-20 وحشدت له كما تقول سونا 14 الف عضوا رجالا ونسا وشبابا من اهل السودان كما وامه عدد كثيف من قيادات الحركة الاسلامية العليا يمثلون اكثر من ثلاثين دولة بينها دول عربية واسلامية اهمها مرشد جماعة الاخوان المسلمين العالمية د محمد بديع المصرى وراشد الغنوشى التونسى د بشير الكتبى الليبى وسيد منور الباكستانى ومختار كبى السنغالى وخالد مشعل الفلسطينى الخ وهذا بالطبع امر جيد وصحى لاى حركة سياسية كانت او فكرية من اجل رصد كسبها وتقويم خسرانها بقصد التطلع والصبو الى التعلى فى الانجاز وتجاوز الاخفاق فى ايام تتلو اعتبارا وذكرى زمن المؤتمر ومكانه 1\ المؤسف حقا ان ينعقد هذا المؤتمر ومازال الوطن السودانى الشمالى تحكمه دولة الشمول الدينى الثانية بكل مؤسساتها الشعبوية والاقصائية مما يجعل الحديث عن الديمقراطية والتبادل السلمى للسلطة بين قوى ومؤسسات العمل السياسى المختلفة ضربا من الوهم والخيال . صحيح انه قد من الله على بعض الاقطار بقيام الثورات الشعبية فيما وصف بالربيع العربى , لكن لن تكون دولة الحركة الاسلامية السودانية اليوم هى الانموذج للحرية والديمقراطية وبناء الدولة المدنية الحديثة فى ظل العسف والاستبداد الدينى 2\ ان انعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية اليوم لن يجعل منها المحتذى والتجربة المنتقاة لهبات التغيير الناشىء فى البلاد العربية فالحركة الاسلامية السودانية بقيادة امينها الاستاذ على عثمان محمد طه ومايليه مازالت تسير على ذات النهج القديم فى اقتفاء اثر الشمولية الدينية الاولى ايام حعفر نميرى الامام الفرد والذى لم تعصمه بردة الامامة الدينية من الاطاحة به فى انتفاضة ابريل الشعبية ,وان كانت تنظيمات الحركة الاسلامية العالمية ترى فى الحركة الاسلامية السودانية بقيادة امينها على عثمان محمد طه ومايتلوه فى امانتها انموذجا يحتذى فقد خاب شانهم وكسدت تجارتهم ,فحكومة السودان الشمالى ممثلة فى رئيسها ونخبته يتسللون فى ارض الله الضيقة خوفا على السيادة الوطنية وكسرا للحصار ,لا لامر جنوه سوى انهم اساءوا للسيادة الشرعية بعدم درءهم تقتييل ابناء اوطانهم فى دارفور فيما عرف بسياسة التطهير العرقى والحال هكذا فمامن حركة راشدة اسلامية كانت او وطنية استطاعت الوصول الى السلطة السياسية كتونس ليبيا مصر تطمح ان يكون كسبها الوطنى كان او الشورى \الديمقراطى. او الدينى\الفقهى , كما هو الناشب فى دولة السودان الشمالى الاسلامية لاسباب اقلها استغلال الدين للتمكين السياسى, ومازال الاستاذ على يورد فى خطابه ان من كسوب الحركة الاسلامية السودانية ,ازدياد معدلات التدين كهم اول, ويدعو الى المضى فى نشر الدين ,واقع الحال لم يتم استغلال بشع فى تاريخ الاسلام السياسى كما تم فى ظل حكومة الامين العام للحركة الاسلامية, اتخذ النهب والكسب الحرام وسلب المال العام تحت تكأة التمكين الدينى لانقلاب موازين البناء الاجتماعى راسا على عقب فصار الذين لايملكون هم المالكين , ونعم المال الصالح للرجل الطالح والفالح, وصار تقويم الدولة الاسلامية يرتقى اسمى درجات الفساد والافساد وبالتالى فازدياد معدلات التدين كما ذهب الاستاذ على لو كان هذا صحيحا, فهو ازدياد تدين التقية و وليس تدين الرغبة والارادة ان تدين اهل السودان المتسامح الصوفى هو ماقد حافظ على متانة تحالف العبدلاب عبد الله جماع وعمارة دنقس فى انشاء دولة الفنج العتيدة حيث ظل تاريخ الوطن يتواتر على هذا التسامح والاريحية عقودا, الى ان بذرتم الطرح الفج المتعالى والاقصائى الدينى بدءا من مفهوم الحاكمية الدينية القروسطوية الدولة الاسلامية مقاربة فى ضوء السيادة الشرعية وما الدولة وهى اداة الحكم فى الزمن المعاصر ليس سوى مؤسسة تمكن للحكم الراشد او الحكم الفاسد و غض النظر عن تطهريتها , او فسقها فهى اداة خاضعة للمحاسبة والمساءلة ووسائط التعادل لاستعمال السلطة وبسط الحرية وسيادة حكم القانون انتهاءا بتدميركم نسيج البناء الوطنى فى الزج بالوطن الى حرب جهادية اتت اكلها بالفلاح فى اقتسام الوطن وتدمير الشباب السودانى الابى الناهض مقاتلين فى جبهة التحرير الشعبى والوطنى او دبابين لنصرة دولة الدين والتمكين . فاليوم السودان سودانين سودان الشمال الاسلامى العربى وسودان الجنوب المسيحى الزنجى. يا ابناء الحركة الربانية كما وشمتم ووصفتم طبيعة حركتكم فى اوراق المؤتمر.. اى عزة وعلو فى الارض انتم تبتغون!! 3\ فى هذا المنعرج والجذر التاريخى لشعوب النيل و ماينبغى لاطروحة الدولة الدينية ان تجد هوى فى افئدة وعقول اصحاب الشأن فى الامر العام, سيما فى شأن شعب مصر المقدام الصبور المقاتل ان بذرة الدولة الدينية هى بذرة الشقاق والخصام والشتات ونموذج السودان القديم اى قبيل الانفصال اصدق موءود وقتيل عند قيام دولة الشمول الدينى الثانية يونيو 1989 الى حينه, اذ ساهمت فيه اطروحات الدولة الدينية وقوانينها ودستورها وماصاحبه من حرب جهادية مقدسة الى تسعير الصراع الدينى والعرقى مما كان نتائجه الانفصال والتقسيم لشعوب السودان الواحد بين وطنين شمالى وجنوبى. بؤس الخطاب الفقهى 4\ تنادى الاستاذ على فى خاتمة حديثه الى صياغة مشروع نهضوى للامة ( نعد مشروع لنهضة الامةو وانه كفانا هوانا ودعا الى رفع الراية والصوت حماسة كما يرتفع الاذان ). المحزن حقا ان هذا المشروع النهضوى اتيحت له كافة المسببات والطاقات الهائلة الموجودة فى وطننا السودان, غير ان هذا المشروع النهضوى لم يفرخ سوى الشوك والذل للوطن وابنائه لبؤس اطروحاته وفقر خطابه ولتجربته المرة التى اذاقها لشعب السودان وبنيه ان الهتاف الحماسى او التكبيرى كدعوات( ان الاسلام قادم و راية الرسول, يارسول الله). لن تؤسس لمشروع نهضوى يرفع طاقات الامة ويوحد من مقدراتها لمواجهة البناء الوطنى الحديث فى عصر العولمة والتقانة وتحديات القرن القادم ولو بدر هذا الخطاب الحماسى فى حلقة طار او ذكر ذاكر او حولية عبادة , فى قرية من قرى النيل او ريف الجزيرة او الغرب القصى ,لتلمسنا له الاسباب والدفوع لكنه يصدر من امين عام الحركة الاسلامية السودانية وعلى اروقة قاعة الصداقة السودانية الصينية وكأن مقدم الاسلام وصحوته فيه خطر على الاخر المختلف وتحديا وتهديدا لوضع الانسانية الراهن السائد بمؤسساته من امم متحدة , ومجلس امن دولى ومحاكم دولية.وعلى اي حال 5\ والى ان ان يمن الله على المشروع النهضوى المبتغى لتاسيس نظام عالمى جديد ينبغى التعايش مع ترقى البشرية عبر مؤسساتها القانونية والدستورية العالمية الحالية,باعتبارها واقع الحال, كما وانه ليس هناك من عسف , او قهر فى نقده وتصويبه ,بل بالاحرى , هذه المؤسسات لاتحتكر او تحجر هذا النقد والتصويب . خلافا لما تعرف عليه شعب السودان ابان حقبتى الشمولية الدينية الاولى والثانية سبتمبر 1983—ابريل 1985 يونيو 1989 __الان والتى كان الامين العام احد اعمدتها اولا.. وركنها الركين ثانيا لله دركم يا استاذ على نواصل فى حلقات قادمة بدوى تاجو المحامى You can email me at [email protected].
|
|
|
|
|
|
|
|
|